عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree46Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 09-30-2015, 06:59 PM
 

·
الفصل الخامس

*بعد مرور أسبوعٍ شاقٍ على جميع أبطالنا

- يومُ السبت
إنه يوم عودة "أوليفر" من لندن .
- قبل بضع ساعات من موعد رحلته ..
- في أحد قصورِ لندن الفخمة .
اشتد نقاش حاد في أحد غرفه الكبيرة , كان اللون البني الداكن يحتل معظم الغرفة , بينما حظيت ثلاث جدرانٍ من الغرفة بمكتبات تحتلها جميعها و تحمل الكثير من الكتب عليها , و قد كان الجدار الأخير لها عبارة عن نافذة كبيرة تدخلمنها أشعة الشمس لتضيء المكان بشكلٍ جميل , و توسطها مكتب متوسطُ الحجم بلونٍ أسود , و يجلسُ خلفه على كرسي بنيّ اللون رجل في الأربعين من عمره , شعره الأشقر امتلئ بالشيب و عينيّه الذهبيتيّن تملكُ نظراتٍ حادة بشكلٍ مُهيب .

- لكن يا سيد " باركر "
احتج الشخصُ القابعُ أمامه على قرارٍ ما بسخطٍ و عدمِ رضى
- لقد حسمتُ أمري يا بني و لن أتراجع
بصوته الهادئ الغليظ حاول إغلاق الموضوع بشكل نهائي , لكن هذا لم يرضي الطرف الثاني بتاتاً , فهو ما زال يُحاول جاهداً لتغييرِ رأيه و إقناعه :

- أتعلم !! أنت الآن ترمي بـ " نيكولاس " للهلاك من أجلِ مصلحتك !
ظهرت معالم الانزعاج في وجه السيد " باركر" لأنه ظن أن الطرف الثاني يشكك في حبه لابنه و تحدث بحدة :
- " أوليفر " انتقي كلماتك جيداً !!
تنهد الأخير بضيق , و أصبح يدلكُ جبينه بأصابعه , في محاولةٍ لتمالكَ أعصابه :
- أعتذرُ حقاً فأنا لم أقصد , فخوفي على " نيكولاس " يدفعني للجنون .. صمت قليلاً ثم أردف برجاء :
- لكني أرجوكَ الآن أن تعيد التفكيرَ بقرارك , فلا أظنكَ تريدُ خسارته كما " صوفي " !
- بقائه هنا لن يقتله
- بقائه بمفرده سيقتله , التفكير بـ " صوفي " في كل ثانية يقضيها لوحده سيقتله ! أنتَ تعلم كم يحمِّل نفسه ذنب مقتلِها , سيصاب باكتئابٍ شديد إثر هذا الموضوع , فلتدعه يذهب معي حتى يتناسى الأمر و يعود كما كان , أرجوك تنازل عن بعض الأمور لأجله !
- أنا و والدته سنكون بجانبه دائماً
- هه أنت تمزح بالتأكيد , بدأ " أوليفر " بفقدان أعصابه و نطق هذا بتهكم ثم أتبع :
- أنتما بالكاد بقيتما متفرغين حتى إنتهاء عزاء " صوفي " و ستعودان لانهماكِكُما في الأعمال كما السابق , و لن تتفرغا للاهتمام به حتى !
لقد كان يتحدثُ بانفعال شديد , ممّ أغضب السيد " باركر" فأشار بإصبعه السبابة لوجهه و نطق بصوتٍ محذر :
- أنتَ لن تعلمني كيف أهتمُ بابني .. هل فهمت !!
و أخيراً انتهى الأمر بانفجار " أوليفر" غاضباً جداً , و قد وقف ثمّ ضرب كفيّه بالطاولة مُهدداً :
- صدقني إن حدث له شيء , فلن نسامحك لا أنا ولا "صوفي" !!
ثم أدار ظهره مغادراً المكان و الغضبُ يهزُ كيانه .












* مطار نيويورك .
ما بين ضجيج المغادرين و العائدين من و إلى نيويورك , كان هو يجلسُ في أحد مقاهي المطار , يعبث بهاتفه و الضجر بان على تقاسيم وجهه , منتظراً صديقه الذي كان من المُفترض أن يكون هنا قبلَ خمسة عشر دقيقة تماماً , وقف متوجهاً ناحية طاولة الطلبات ليطلب له فنجان قهوةٍ مُرة , ثم عاد إلى مكانه واضعاً يده على خده و ينظرُ للعابرين أمامه , لفتَ نظره فتاة تتلفتُ بريبة حولها , و معالم التوتر احتلت ملامحها , تفحص شكلها جيدا , فقد كانت تملكُ عينين سوداء و شعرٌ بُنيّ داكن , ترتدي بنطال جينز فاتح , و كنزه صوفية باللون الأزرق الداكن , و قد كانت تحتضن حقيبة سوداء بشدة و كأنها خائفة من أن تفقدها , شدة انتباهه بشكلٍ مُريب , ما سبب خوفها و توترها هذا , هل هي هاربة من منزلها , أم تنوي فعل شيء ما يجعلها هكذا , و سيطرَ الفضول على صديقنا , لكن ماذا سيفعل ؟ .

أوصل النادل قهوته له , ارتشفَ منها قليلاً و عينيّه ما زالت متعلقتيّن بتلك الفتاة التي لم تبرح مكانها بعد , أصبح يُقلب خطته في دماغه , مد يدهُ لهاتفه لينظر كم الساعة الآن , ثم تمتم بصوتٍ خافت :
- أعتذر " أوليفر " لكنك تأخرت كثيراً .
وقف بهدوء و هو يدخل يده في جيبِ سترته الجلدية , ليخرج قيمة قهوته و يضعها على الطاولة , حمل حقيبته ذات اللون البنيّ على كتفه , و مشى مقترباً من الفتاة التي رن هاتفها معلناً وصول رسالة نصية , فتحتها و حين قرأت محتواها , أنزلت الهاتف و بانت رجفةِ يديّها , أدخلت الهاتف في جيبها , ثم أخذت نفساً عميقاً و بدأت تمشي بِخُطَى متسارعه , تبعها بخطى بطيئة نوعاً ما في محاولةٍ منه ألا يثير انتباهِها , توجهت هي للبوابة التي تُخرجها من المطار , و ظَلَّ هو يلحقها بتخفي , و قد نالت علاماتُ الاستغراب وجهه .. لما خرجت ؟

قادتهُ لحديقة لا تَبعدُ كثيراً عن المطار فقد كانت خلفهُ تماماً , لكنها كانت خالية من الحياةِ , فالأشجار لا أوراق لها , و الأراجيح صدئه , الدواليبُ الدوارة مُحطمة , لا حشائش , لا أطفال , لا شيء يَدلُ على أنها حديقة أبداً .
توقفَ " ويليام " بعيداً خلفَ إحدى الشجيرات الموجودة , و هو يترقبُ الفتاة التي أخرجت هاتفها فور وصولها , و ضغطت عدة أزرار و رفعتهُ لأذنها , انتظرت حتى أجاب الطرفُ الآخر , بينما ضيق " ويليام " عينيّه مُركزاً ليسمع حديثها , لكن لا جدوى , فقد كان صوتها منخفضاً جداً و لا يصلُه , بقيَ واقفاً مكانه مُنتظراً أي حركةٍ منها , لحظة واحدة فقط حتى وصلت سيارة بيضاء و توقفت بالقربِ من الفتاة , ترجلَ منها الشخصُ الذي كان يقودُ السيارة , و قد كانت بُنيته كبيرة جداً , فَتح الباب الخلفيّ لسيده , الذي نزل بجبروت و عظمه , كان يرتدي بدله سوداء اللون , و ربطةُ عُنق حمراء , و نظارات شمسيه يضعها على عينيّه و قد كان يملكُ شعراً أشقر, ما إن ترجل هو من السيارة حتى بدأت الفتاة بالتراجعِ للخلف من الخوف , لقد كان منظرهُ مهيباً بالنسبة لها , رغم أن شكله يدل على أنه رجلِ أعمال إلا أنها كانت تراه رجلِ عصابات مخيف .
- اتركني أيها الأحمق اتركني !!!
صراخُ من هذا ؟
وجَّه " ويليام " أنظاره للفتاة , لكنها كانت متحنطة مكانها , عقد حاجبيّه بحيرة .
صَدرَ صوتُ جسدٍ أُلقيَ بقوة على الأرض , شدَ ذلك أنظارُ " ويل " ناحيته , فتى يتلوى ألماً بجانب تلكَ السيارة , بينما تقدم السائقُ ناحيته و أمسك كتفه بقوة , وقف الآخر بتثاقل على قدميّه و رفع رأسه لتظهر ملامحه المُتألِمة و وجهُ المليء بالكدمات و الجروح !! ما هذا بحقِ الجحيم ؟
وقد وجّه نظرة مستنجدة للفتاة التي تقف على مقربةٍ منه .
- يا عديمي الرحمة , توقفوا عن إيذائه !
صرخت من بينِ دموعها التي انهمرت فورَ رؤية ذلك المنظر , رمت تلك الحقيبة التي كانت تحتضنها مُسبقاً جانباً و ركضت ناحية الفتى لتحتضنه و تربتُ على شعره , تشبثَ الأخير بها بقوة و بصوتٍ لا يخلو من الرجفة :
- لا ت.. تركيني معهم مجدداً .
تقدم السيد الذي كان يَنظر للحدثِ بلا اهتمام , وقف بجانبِهما , مما جعل الفتاة تخافُ أكثر , مدَ يدهُ ناحيتهم ليبعدهم عن بعض , فقد قام بدفعِ الفتى للخلف , و أمسك بمعصمِ الفتاة بشدة :
- هل أحضرتِ الأوراق ؟
بنبرة خالية من المشاعر نطق بذلك و هو يُحدقُ بعينيّها من خلفِ النظارات , و ما كان منها إلا أن تجيب بخوف :
- أ أجل .. إنها ه هُناك في تلكَ الحقيبة .
- " تيمز " اجلبها
كان كُل هذا يَحدث أمام أنظارِ " ويل " كان عاجز لا يَعلمُ ماذا يفعل ؟ هل يتدخلُ أم يضل ينظرُ بصمت , قطع تفكيره " تيمز " الذي انحنى لالتقاط الحقيبة فقد لمح سلاحاً أسود خلف ظهره مخبأ في حزامه , كان هذا فقط ما دفع " ويل " للتحرك , فوجود سلاح في المكان يعني شيئاً واحداً فقط , و هو هدرُ الدماء .
أنزل حقيبته و أخرجَ منها مسدسه الذي أعطاهُ إياه "ستيف" تحسباً لأي أمرٍ طارئ كهذا , أدخله في حزامه و ثبته حتى لا يسقُط , ثم التقط هاتفه ليتصل بـقائده , و ما هي إلا ثوانٍ حتى أجاب :
- ماذا تريد " ويليام " ؟
تحدث الأخير بخفوت حتى لا يسمعه أحد :
- " ستيف " أنا في ورطة لا أعلم ما هي تماماً , لكني أحتاجُ دعماً بسيطاً .
- كيف ذلك ؟
صمتَ " ويل " قليلاً و هو يرى " تيمز " الذي أشهر بسلاحه أمام الفتى و الفتاة بينما كان سيده يتفقدُ الأوراق و ابتسامة خفيفة راضية تعلو شفتيّه .
- " ويل " ما بك ؟ هل حدث شيء ؟
تحدث " ستيف " بقلق جراء صمت " ويل " المفاجئ , لكن الأخير أجاب بعد أن استوعبَ ما يحدث :
- أرجوك لا تُكثر الحديث و أسرع بإرسال الدعم هنا فوراً
- أيــ ....
أغلق " ويل " الهاتف بسرعة خوفاً أن يحدثَ شيء لهما و هو يتحدث , و نسي أمر إعطاء " ستيف " العنوان , أعاد الهاتف للحقيبة و تركها جانباً , ثم ترجل ناحيتهم بلا أي خطة , كُلُ ما يجول في عقله أن لا يحدث شيء سيء أمامه مُجدداً و هو مكتوف اليديّن .

وضعت قدمها على الأرضِ لتنزل من السيارة , فتاة ذاتُ شعرٍ أشقر مموج مُنسدل على كتفيّها , عينيّن فيروزيتين , ترتدي فستاناً أسود يصل لركبتها , أبرز لون بشرتها البيضاء بشكلٍ جذاب , تحدثت و هي تنظر للشخص الذي يُمسك الأوراق بنشوة انتصار بنبرة هادئة :
- أبي لا يُمكنك قتلهما , فقد وعدت الفتاة أن تطلق سراح شقيقها ما إن تحضر هذه الأوراق لك .
- لكني لم أعدها أني لن أقتلها .. صمت للحظة و هو مستمتعٌ برؤيتهما يرتعدان خوفاً من الموت .. ثم أردف بخبث :
- و لا يُمكنُ للصبيّ أن يعيشَ وحده فالموتُ أرحمُ له .
- أرجوكَ سيدي لا تقتلنا .. لن نخبرَ أحد بما حدث أبداً .. أقسمُ لك !
كانت تلك الفتاة تبكي بترجي أن يكون أرحم لهم من الموت , لكن لا جدوى .
- أبي .. يبدو أن أحداً غير مُصرح بوجوده هنا قد أتى ثم أردفت :
- ولا أظنك ستسعدُ بوجوده .
كانت تلكَ الشقراء تتحدث و هي تنظرُ لفتى قادمٌ باتجاههم , يرتدي بنطالاً أسود , و قميصٌ أبيض فوقه سترة جلدية سوداء , ذو عينيّن زرقاء حادة , و شعرٍ أسودَ فاحم .
- إنه " ويليام " !!
صرّ السيد على أسنانه و ضيق عينيّه وهو يحملق فيه بضيق .










* مقر عمل الفريق .

- " بيل " حدد موقع آخر اتصال ورد من " ويل " .
آمراً نطق " ستيف " له , و قد كان يمشي ذهاباً و إياباً , يفكر في المأزق الذي أوقع " ويل " نفسه به .
بينما رد عليه " بيل " :
- اتصل بـ " أوليفر " فقد كان يُفترضُ أن يستقبله في المطار قبلَ ساعة من الآن .
- صحيح !
حملَ هاتفه الذي كان موضوع على الطاولة بجانبه , ما إن ضغطَ عدة أزرار حتى رفعهُ لأذنه منتظراً إجابة من الطرف الآخر :
- " أوليفر " !!
- ماذا !!
أجاب " أوليفر" مرعوباً من صوت " ستيف " المتوتر , رد الأخير بسرعة :
- هل " ويليام " معك ؟
- كلا , لقد تخلفَ عن استقباله لي , إني أنتظره منذُ نصفِ ساعة .
بنبرةٍ خائبة أجابه , في حين تحدثَ " ستيف " معه بجدية :
- لم يتخلف عن ذلك , لكنه وقع في مصيبةٍ ما .
- ماذا !!!
هكذا صرخَ " أوليفر " ثم أكمل :
- ما هذا الاستقبال بحقِ الجحيم , أعود لنيويورك بمصيبة جديدة !! .. و أين ذلك المتهورُ الآن ؟
- لم نعلم بـ ...
- خلفَ المطار تماماً , في منطقة مجهولة لم تظهر في الخارطة لكنها خلف المطار .
نطقَ " بيل " مُقاطعاً حديثَ " ستيف " :
- حسناً " بيل" أرسلِ دعماً هناك , و أكمل مُحدثاً " أوليفر " :
- و أنت إن مازلتَ في المطار , فاذهب خلفه تماماً و ستجدُ ذلك الأحمق .
- لكني مجردٌ من السلاح ماذا أفعل ؟
- ليسَ و كأنك كنتَ ستستخدمه ؟ فكر بعقلك هيا " أوليفر "
و أغلق الخط في وجهه , لأنه لا يريد سماعَ حججٍ واهية , فهو يثقُ به و بذكائه .










من ناحية " أوليفر " .
كان ينظرُ للهاتف بحقد :
- أهكذا يستقبلون عضواً غابَ عنهم لفترة , يا لهم من أشخاصٍ سيئين !
- من كانَ يُحدثك ؟
- " نيكولاس " إنه أمرٌ يصعبُ شرحه في هذا الوقت الضيق ... لكن يبدو أني سأوقعك في ورطة معي الآن .
تحدث للشخص الواقف بجانبه و هو ينظرُ لعينيّه الذهبيتيّن بخبث , بينما توتر المعنيّ بالأمر و نطق بحيرة :
- ماذا تقصد ؟
- الحقني !
ركض " أوليفر " مُسرعاً تاركاً " نيكولاس " خلفه محتاراً وهو ينظرُ لحقائبهم , بعد التفكير ركضَ خلفه آملاً ألا يفقد أثره .


توقف " نيكولاس " ليلتقط أنفاسه قليلاً , ثم نقل نظره لـ " أوليفر" الذي يتلفتُ هنا و هناك يبحثُ عن شيء ما لا يعلم ما هو :
- ماذا نفعلُ هنا أخبرني !!
بصرامة نطق " نيكولاس " فقد نفذ صبره من اللحاق بـصديقه و هو لا يعلم لما !
أجاب الأخير بقلة حيلة :
- نحنُ نبحثُ عن شخصٍ أحمق أوقع نفسه في مأزق و يحتاجُ للمساعدة .
- و ما شأننا نحنُ فيه ؟
- حسناً , أنتَ لا شأن لكَ فيه , لكني أنا لي .

و ظلا يجولان بأعينهما في الأرجاء باحثين عن الأحمق ذاك , لكن لا أثر :
- فلنبحث في تلكَ الحديقة هيا .
تحركَ " أوليفر " فتبعه " نيكولاس " .
وصل الدعمُ الذي أرسله " ستيف " في نفس المكان , و في أثناء بحثهم عن " ويليام " , لفتَ أنظار أحدُ الرجال بُقعة دم بجانبِ أثارُ سيارة , فهتف لـ " أوليفر " , تقدمَ الأخير ليتحسس البقعة :
- سُحقاً إنها حديثة !!
- ماذا تقصد ؟ هل هيَ لـ" ويليام " ؟
- من يعلم .. لا يُمكننا استبعادُ ذلك !
زفر " أوليفر " ببؤس , و فكرة أن " ويليام " أوقع نفسه في مشكلة كبيرة لا تُغادرُ باله .








قطَبَ حاجبيّه بألم , فَتحَ جفنيّه بتثاقل , رغم ذلك فهو ما زال لا يرى شيئاً , فالظلامُ حالكٌ جداً , لقد كانَ ملقى على أرضية متحجرة , اعتدلَ بجلسته و استندَ على الجدارِ خلفه , لامسَ جبينه بتأوه و قد أحسس بشيءٍ سائلٍ عليه , وعاد يتذكر ما حدثَ له بسبب تهوره , همسَ مؤنباً ذاته :
- يا لي من فاشل , كيف وقعتُ رهينة بين أيديهم !!
اشتدَ ألم رأسه عليه , وقد ظهرَ ذلكَ على ملامحه , تحاملَ على نفسِه ليقفَ , تلفتَ حولَه لكنه لم يُبصر أيَ مخرج , سوا بابٍ حديديٍ أسود بالكادِ انتبه له , توجه ناحيته أمسك بمقبضه و شده ناحيته بقوة , لكن لم يُفتح , و حاولَ دفعها بأقوى ما لديه لكن ذلك لم يُفلح معهُ أيضاً
صرّ على أسنانه مُستفزاً من الوَضعِ الذي وُضِعَ فيه , و ركل الباب بقدمه ساخطاً :
- سُحقاً لهم !!
عاودَ أدراجه للمكان الذي يَجلسُ فيه , و هو يتأفف بضيقٍ من حاله , حاولَ جمعَ أفكاره ليخرجَ من هذا المكان , لكنَّ ألم رأسه بدأ يزداد بشكلٍ موجع , لا يعلمُ ماذا يَفعل الآن , خائفٌ هو من أن يفقدَ وعيه مُجدداً , أرخى عضلاته , و بدأت عينيّه بالتراخي هي كذلك , لكن صوتُ صرير الباب , أيقظَ ذهنه , و فتحَ عينيّه لكن ليست إلا لحظة حتى أعاد إغلاقها إنزعاجاً من الضوء المتسللِ للغرفة , ثم فتحها بخفة حتى يعتاد على الضوء , رأى أمامه تلك الفتاة الشقراء ذاتِ العيون الفيروزية , حامله في يدها حقيبة بيضاء صغيرة الحجم , اقتربت منه بهدوء لتهمس :
- هل أنت بخير ؟
استفزته كلاماتها , فكيف تسألُ عن حاله و هم السبب في وجوده هُنا و التسبب في أذاه :
- أحقاً تسأليني عن حالي ؟
أتته إجابة سريعة منها و قد علمت مقصده :
- أنا آسفة حقاً , على ما فعله أبي , لم يكُن الأمرُ بيدي , أعتذر
لقد كانت تُقدم الاعتذارات بإسهابٍ له , مما أثارَ استغراب " ويليام " , دنت منه و هي تفتح الحقيبة التي بيدها :
- هذا لا يُهمُ الآن , الأهم معالجة جروحك فقد تفقد وعيك مجددا بسبب النزيف .
مُنذُ دخول الضوء توضحت ملامح " ويل " , فقد كانَ جبينهُ من الناحية اليسرى ينزفُ, بينما هُناك جروح سطحية على وجهه .
أخرجت منديلاً مُبللاً لمسحِ الدماء أولاً من وجهه , ثمّ أخرجت قطناً معقما و وضعتهُ على الجُرحِ في جبينه و قامت بضغطه بقوة حتى يتوقف النزيف , شعر " ويل " بالألم الشديد عند ضغطها عليه فهمس متألماً :
- برفقٍ يا فتاة !!
ابتسمت بخفة :
- أمسكه ريثما أُخرجُ الضماد , انصاع لأوامرها و أمسك بالقطن , و راحَ يُحدقُ بوجهها الملائكيّ و هي تبحثُ عن الضماد في الحقيبة , يرى أمامَهُ فتاة تحملُ جميعَ معالم البراءة و اللطف , هَمس بلا وعيٍ منه :
- كيفَ لفتاةٍ مثلكُ أن تكونَ مُجرمة ؟
توقفت عن البحث حين وصلَ لمسامعها سؤاله , ابتسمت بخفوتٍ مجيبة :
- حينَ لا يُمكننا اختيارُ أباؤنا , لا يُمكننا اختيارُ مصيرِنا .
- أنتِ مُحقة , لا يمكننا اختيارُ أباؤنا .
أخرجت الضمادة من الحقيبة أخيراً , و وضعتها على جبينه , مسحت بقية الجروح السطحية بمعقم حتى لا تتلوث , ثم أغلقت حقيبتها و وقفت :
- سيأتي أحدُ الخدم بمسكنٍ للآلام و طعام , تناول الطعامَ أولاً ثم المسكن .
- ألا يمكنكم وضعي في غرفة يتسللُ إليها الضوء على الأقل ؟
هكذا نطقَ بضجر :
- أعتذر , فنحنُ لا نلبي طلبات الرهائن .
أجابتهُ بسخرية على سؤاله , ثم خرجت مغلقة الباب خلفها .
- ماذا عن الوسادة ؟
تمتم مُحدثاً نفسه و هو يَنظُرُ للأرضِ المتصلبة بيأس .




انتهى .










السلام عليكم و رحمةُ الله و بركاته
كيفَ حالُ الجميع ؟

أودُ الاعتذار حقاً على هذا التأخير الفظيع , أرجو منكم أن تسامحوني
و سأحاول أن لا يتكرر مرةً أخرى .






__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-11-2015, 08:46 PM
 
حقاَ !!!
لا ردود ؟
ياه كم هذا مُحبط ..
لكن لا بأس سأقوم بإنزال الفصل القادم ما إن أنتهي منه .

__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 06-10-2016, 05:07 PM
 
القصة راءعة لاكن غير مفهومة ارجوكي اوضحي قليلا وتابري على اسلوبك لانه راءع 100% عن جد او نزلي البارت بسرعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
.. الحَياةُ الثآنية ! caмelliɑ ♪ مدونات الأعضاء 14 12-18-2012 08:16 PM
[ الأسوة | للشاب عبد الله صلاح | حصريًا ] أمبرة بصمتى خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 01-12-2011 10:42 PM
انشودة { شارة برنامج - الأسوة الحسنة - اداء عبد الله صلاح } روعة ~ همسات الامل خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 09-02-2010 03:32 PM
كن في الدنيا عبر سبيل..!؟؟ abomona نور الإسلام - 7 07-29-2010 07:43 AM


الساعة الآن 05:40 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011