قرآءةة ممتعةة
مَرت الساعات (و آدم) لا يزال يسير حول الشقةة و كانه حيوان في قفص ..لكن أستوقفه الصوت الصادر من الغرفة المجاورة
أسرع (آدم ) للمرتبة الهوائيةة والتي كآن الشاب يستلقي عليها جَزئياً وَ هو يَإن بألم .
دنى (آدم ) منه و وضع يده المرتجفةة على كتف الشاب .. فتح الشاب عيناه بسرعةة
وللمرة الاولى استطاع (آدم ) رؤية عَيناه الخضراوتان يقضتان .. وأستطاع رؤيةة انعكاسه بهما .
كآن (آدم ) في الواقع مشلولاً عندما استيقظ الشاب .. لانه قد اعتقد بأنه كان من
المستحيل ان يعيش بجرح كهذا .
امتدت يدا الشاب لقدمه ليكتشف بان هنالك ضمادةة ملفوفة حولها .. عيناه الخضراوتان حدقتا بـ (آدم )
بشك .. "من أنت ؟" همس ذلك الشاب .. كآن صوته سميك وَ غليظ .. خَرج (آدم ) من حالة
الشلل ليفتح فمه ليجيب الشاب "أنا آدم " ملاكك الحارس .. فكر (آدم ) ولكنه لم يقل هذا بصوت عالي .
تأوه الشاب .. و علم (آدم ) بأن ذلك كان بسبب قَدمه .. كآن العرق يتصبب من جَبينه و فكاه مطبقان بأحكام .
هدئ بعد فترةة و رمى نفسه على المرتبة ..
" لماذا فعلت هذا ؟ لماذا ساعدتني ؟ " ..لم يكن (آدم ) يعلم الاجابة ..لانه لم يمتلك اي فكرةة عن السبب ..
هذه الاسأله كآن يتوجب عليه ان يطرحها لنفسه .. لذلك جَمع (آدم ) الكلمات التي انتشرت في عقله و نطقها
" لان شيئاً ما في داخلي اخبرني بهذا .. ؟ " قالها (آدم )و كآنت أجابته صريحةة .. الشاب الغريب
اومئ بتفهم و اراح رأسه على تلك الوسادة , كآنت هنالك ابتسامةة مخيفةة على شفتيه ..و كآن(آدم )
متفاجئاً لان الابتسامةة كآنت تبدو حقيقية .. لم ينجح (آدم ) في حياته في نَسخ ابتسامةة بهذه البراعةة .
"من فعل هذا لقدمك ؟ " سأل (آدم ) عندما لم يستطع ان يكبح فضوله . اتسعت ابتسامةة
الشاب و اسند نفسه على مرفقه " الاطفال الخائفون من متمرد مثلي " قالها بهدوء و اتسعت ابتسامته.
كان هنالك الكثير من الاسألة التي اراد (آدم ) طرحها ولكنه قرر بان يتمالك نفسها ..
" مُتمرد ؟ " سأل (آدم ) .. ثم انحنى ليقترب اكثر من وجه ذلك الشاب .. اما الاخر فقد
رفع حاجباه بدهشة " لا تعرف من انا ؟ " سأله ذلك الشاب .. شعر (آدم ) بأنه قد فوت شيئا ولم يكن
مرتاحاً بهذا الوضع .. لذلك هز رأسه بلا كأجابه .
" ويل .. ويل لوماكس ؟ " قال الشاب بهدوء ," آنآ آدم " قال (آدم) بالمقابل
شيئٌ ما كآن مألوفاً بشأن اسمه ..سمع ( آدم ) بهذا الاسم من قبل .. (ويل لوماكس ) كآن
الشاب الذي قد قرر أن لا يموت كالجميع .. و كان قبل اليوم
الذي يصبح عمره 30 سنة يقتل نفسه ببساطةة ليولد من جَديد.
الاشاعات تَقول بأن (ويل ) كان على الارض حتى قبل ان تبدء هذه الكارثةة .
" لماذا تريد عيش هذه الحياة البائسةة .. لما لم تنتظر و تتقبل جائزةة الموت و تدع روحك تستريح ؟ "
سأل (آدم ) .. لينَظر (ويل ) له .. كآنت عيناه الان دافئتان و هادئتان .
" الحياة شيء جميل لا اريد ان ارميها بعيداً " قال (ويل ) ليضع حداً لهذا النقاش و يغلق عينيه ..
لم يتوقف (آدم ) عن طرح الاسئلة على (ويل) ولكنه كآن يتجاهله .. أو كآن نائماً بالفعل .
حل المساء ,, ولكن (آدم ) لم يدع نفسه ينام .
السبب الاول لذلك هو لانه لم يثق بـ (ويل ) , ربما كآن يتظاهر بانه نائم لينتظر (آدم ) لينام بدوره لكي يستطيع قتله .
و السبب الاخر لان (ويل ) كآن مستلقياً على المرتبةة الوحيدةة في الشقةة .. كآنت المرتبةة
مقرفةة ولكنه قد اعتاد النوم عليها ..
لم يكن عليك كَسر قوانينك , فكر( آدم) .
جَلَس (آدم ) مُتربعاً على الارض و أسند جسده على يداه المثبتتان على الارض خلفه ..
أما (ويل )كان مُستلقياً على ظهره , و رأسه يستريح على وسادة فقدت نصف ريشها .
شَعر (ويل ) الاسود و الجآنب الايمن لشعره المصبوغ بـالاشقر كآن غريبا , وجد ( آدم )
اختياره للالوان و تسريحةة الشعر كآنت مثيرةة للاهتمام.
مَرت عدة ساعات منذ ان نآم (ويل ) و (آدم ) أراده ان يستيقظ بشدةة , كآن
لَديه الكثير من الاسئلةة ليسألها لـ هذا الـ (لوماكس )
و اكبر سؤال اراد ان يساله له هو اذا كان فعلاً قد عاش قبل هذه
الكارثة .. واذا فعل , هل شعر (ويل ) بالسعادة من قبل؟
أراد (آدم ) ان يعلم ما هو هذا الشعور.. اراد معرفة الكثير من التفاصيل ..
مَرت ساعةة اخرى وَ (ويل ) لم يستيقظ , جَفون (آدم ) كآنت تصبح ثقيلةةو متعبةة مع الوقت
حتى لم يستطع ان يقوى على فتحهما .
كآن (آدم ) متعبا ولكنه كآن خائفاً اكثر من ان يتلقى طعنةة في قلبه لذلك لم يتجرأ على اغلاق عينه .
كآن لدى (آدم ) فكرةة رائعةة وقتها.. او هذا ما بدى له .
كآن بأمكانه ان يحبس نفسه في الحمام و ينام بحوض السباحةة !.
نَهض (آدم ) فوراً و سار ناحيةة الحمام, وَقبل ان يدخل تأكد من ان الباب الرئيسيةة للشقةة كآنت
مغلقةة ليحرص على ان لا يهرب مَنه (ويل ) الى اي مكآن, ليس وكأنه يستطيع السير بهذه القدم على اي حال ..
بعدها دَخل (آدم ) الحمام و اقفل الباب خلفه, حَوض السباحةة أحتوى على مختلف انواع
القَذارةة فيه .. حَمراء .. بنيةة .. وبعضها اسود اللون , و الكثير من خَصل الشعر .
لم يكن (آدم ) متحمسا جَدا للنوم في حوض السباحةة ولكنه كان متعباً جَداً ليبحث عن مكان اخر .
لذلك استلقى فيه و اغمض عَينه .
لم يكن حوض السباحةة مريحاً بقدر المرتبةة , ولكن حَدثت معجزةة جعلت (آدم ) ينام بعد ساعات من التقلب .
لم يكن (آدم ) ليستيقظ الا بعد وقت طَويل..
أستيقظ (آدم ) عندما احس بشيء يقطر على وجهه .. سائل .. فَتح عَيناه البندقية فَقط
ليحدق بصنبور حوض السَباحة , و بنفس اللحظةة سقطت قَطرةة اخرى .. حَدق (آدم )
بها و هي تتحرك للاسفل على المعدن .. حتى سقطت بالتحديد في عينه اليمنى ..
" سحقاً ! " شَتم (آدم ) و لوح بَيديه في الهواء ..
خَرج مسرعاً من حَوض السباحةة حتى كآد ان يمزق الستارةة بسبب استعجاله للخروج ..
فجأةة سَمع صوتاَ .. استطاع ان يَسمع صوت نحيب .
" آدم ! .. آدم !!" صَوتٌ ما ناداه , و تذكر (آدم ) بان (ويل) كآن قابعاً في الغرفةة
الاخرى , ربما انتَظر فَترة طَويلة؟ رُبما كان يتألم ؟
فتح (آدم ) الباب و توجه لـ (ويل) , كآن الشاب مستلقياً في المكان الذي تركه (آدم ) فيه ..
على المربتةة , كآن (ويل ) يَلهث وَ هو مقطب الحاجبين ..
"لا تَصرخ ! " أنبه (آدم ) و هو يدخل الغرفةة .. كآن خَطيراً ان يصدروا اي صوت عالي
لان الشارع كان قريباً جَداً.. ربما سيسمع الناس الصراخ و عندها ..
عَض (ويل ) على شفته ليمنع نفسه من الصراخ .. هدئ (آدم ) و نظر للضمادةة ليجد
بانها اصبحت حَمراء بسبب الدَم .. كآنت حمراء اكثر من كونها بيضاء .
نظر (آدم ) للشاب " هل يمكنني ان القي نظرة؟ " سأل (آدم )
هَز (ويل ) برأسه بالأيجاب ثم اراح رأسه على الوسادةة تحت راسه .
دَنى (آدم ) من الارض و ازال الضمادةة .. شعر (آدم ) كأنه سـ يتقيأ عندما رأى الجرح
بدى اسوء من المرة الاخيرةة .. كآن الدَم يخرج مَنه و كآنت رائحته كالمئات من السمك المتعفن .
" هل هو سيئ ؟ " تَنفس (ويل ) ثم تأوه .
" لا .. ليس فعلاً " كّذب (آدم ) , أسند (ويل ) نفسه على كوعه
و نظر للجرح بنفسه ..بدا و كانه على وشك ان يغمى عليه
" سحقاً .. هل لَديك دواء او شي ما ؟" سأل (ويل ) و الذعر في عينيه .. فكر (آدم ) برفوفه الفارغةة ..
" لا " أجاب بسرعةة .. تأوه (ويل ) و رمى برأسه على الوسادة .
" أذا أذهب لاحضارهم , نَحتاج الى ضمادة جَديدة , سائل لننظف الجَرح به , مُسكن ..و بعض المضادات
الحيوية " قال (ويل ) , نَظر له (آدم ) و كأنه طلب منه ان يقتل نفسه ..
" هل ابدو لك كَشخص مَصنوع من المال ؟! هذا سيكلفني ثروة! " ثَرثر (آدم ) , شراء الادويةة
كآن ضرورياً ولكن مستحيل , وهذا لانه اغلى من شراء المنازل .
بدى (ويل ) و كأنه يفكر .. ثم اسند جسده على كوعه مرة اخرى .. عَيناه الخضراوتان كانتا تحدقان
مباشرتاً بعينا ( آدم ) البندقيتان " سأدفع لك بالمعرفة ! , سأجيب عن اي سؤال تسأله عني او عن الموت " وَعده (ويل).
أستنشق (آدم ) الهواء بحدة .. " حَسناً , سأذهب "
بدى ( ويل ) سعيداً عندما عآد ( آدم ) مَن الصَيدليةة , كآنَ جُرحه مكشوف بالكآمل و كآن خآئفاً من
آن تَجذب رائحةة الدَم الحَشرات للجرح .. وربما تلوثه .
" هل جَلبت بعض القهوة في طريقك هنا ؟ اعتقد بأنني أنتظرت لَمدةة قَرن " تَذمر (ويل )
أخرج ( آدم ) كيساً بلاستيكياً من الجيب الدآخلي لـ معطفه الثقيل ثم لوح به امام (ويل )
قائلاً " لقد كآن علي ان أسلك طرقاً طويلةة لاتجنب الاماكن المزدحمة بالناس ! " قال (آدم ) ببرود
زفر (ويل ) بنفاذ صبر ثم قال " حسنا مهما يكن , و الان أرني مالذي جلبته "
أمسك (آدم ) بالكيس البلاستيكي و جلس مُتربعاً بجآنب المرتبةة الذي يستلقي عليها (ويل ) .
رآقب (ويل ) يدآ (آدم) و هو يخرج الاشياء من الكيس , بالبدآيةة أخرج المضادات الحيوية
" سأحضر لك المآء لاحقاً لتشربهم " قال (آدم ) , واكتفى (ويل ) بهز رأسه بالايجاب.
الشيء التالي الذي قام (آدم ) بأخراجه هو المسكن ,بدى (ويل ) مرتاحاً عندما شاهدهم .
قآم (آدم ) بعض شفته ثم قال " لقد أدركت بان الصيدلية لن تستطيع توفير كل شيء تحتاجه لمعالجةة جرحك "
" مما يعني ؟ " قآل (ويل ) ثم قآم بحك ذراعه بملل
زفر (آدم ) بتوتر ثم آخرج الشيء الاخير من الكيس , وكآنت قطعة قماش كبيرةة ذآت لون زهري فآقع
حَدق (ويل ) بالقماش بهدوء , ثم حول نظره لـ آدم و قال " مآذآ .. ستخيط لي فستاناً ؟ "
لَم يرمش (آدم ) و هو يحآول فَهم مآ قآله (ويل ) , بعد ثواني قآل بَجديةة " لا .. سأقوم بأستخدامه كضمادةة "
بدآ (ويل ) مصدوماً ببساطة " حقاً ؟! حقا؟! زهري؟! أتمازحني؟! " قال (ويل ) بأنزعاج واضح
رَفض ( آدم ) قول آي شيء , و خيم الصمت على الغرفةة.
" كآن بآستطاعتي ان اتفهم بأنه كآن عليك ان تشتري قطعةة قماش بدلاً من الضمادةة لان نقودك قد
نفدت , ولكن هل كآن عليك فعلاً أن تشتري وآحدةة بلون زهري؟! " قال (ويل ) بحدةة و بدى بأنه
لم يكن سيتوقف عن التحدث و لوم ( آدم ) على شرائه قمآش ذو لون زهري
" ظننت بأنك تحب الالوان الفاقعة " تَمتم ( آدم ) بهدوء , بالواقع لقد آرآد ( آدم) أن يغضب (ويل )
لقد أرآد نوعاً ما بأن يريه بأنه الشخص المسيطر هنا .
بعد أن هدَئ (ويل ) , سآر ( آدم ) نحو المطبخ و احضر كوب زجآجي شفاف , قام بملئه بالمآء ثم عآد
لـ (ويل ) و أعطاه العدد الصحيح من الادويةة و ساعده على شربهم , قآم (ويل ) بأخذ تلك الادويةة بأمتنان
و بدى أقل غضباً مما سبق.
" هل ستقوم بالاجابة على أسألتي الان ؟ " قآل (آدم ) و هو يحمل الادوية بعيداً عن (ويل )
نظر (ويل ) لـ ( آدم ) بعينان بآردتان " ألن تقوم بتنظيف جُرحي أولاَ ؟ "
تنَهدت ( آدم ) بهدوء , لم يكن ( آدم ) يريد بأن يتعامل مع الجُرح السيء ولكنه كآن يعلم بأنه سيفعل .
سآر نحو المطبخ مجددا و أمسك بالمشروب الكحولي و قطعة القماش التي استخدمها سابقاً لتنظيف الجرح .
و عندما كآن هنآك قام بوضع الادويةة على آحدى الرفوف في المطبخ .
عندمآ عآد ( آدم ) كآن (ويل) بأنتظاره و هو متكتف , " أرجوك .. أسرع " هَمس (ويل ) .
لم يقم ( آدم ) بتضييع الوقت لذا دنى من قَدم (ويل ) و قآم بسكب المشروب على قطعةة القماش ثم وضعه على الجرح.
شعر (ويل ) بالألم و صَرخ بأعلى مآ عنده .. حتى قآم بركل جآنب ( آدم ) بقدمه .
" سحقاً ! , توقف ! أنت تجعل الامر أسوء " قآل ( آدم ) بغضب طفيف .. شَهق ( ويل ) ليدخل بعض
الهواء لرئتيه و تشبث بالمرتبةة تحته بقوةة , ثم نظر لـ ( آدم ) بوهن و اومأ له ليخبره بانه يستطيع ان يكمل.
قآم ( آدم ) بتنظيف الجرح بسرعة , و طوآل آلوقت كآن (ويل ) يرتجف و يعض شفتيه ليمنع نفسه من الصراخ
وليتجنب محآضرةة( آدم ) الطويلةة عن خطورةة اصدآر صوت عآلي , حتى انه شعر بطعم الدم دآخل فمه .
قآم ( آدم ) بلف قطعةة القماش الزهريةة حول جرح ( ويل ) و ثبتها بقوةة بالمثبت ," آنتهيت " قآل آدم .
كآن (ويل ) يحآول آستعادةة أنفآسه , آمآ ( آدم ) فقد أعطآه بعض دقآئق ليستعيد قوته و يتكلم معه مجدداً .
" لدي بضع أسألة قد وعدتني بالاجآبةة عليها " قآل ( آدم ) ببطئ و (ويل ) يحدق به بعينيه الخضراوتان.
" مالذي تريد معرفته ؟ "
الأسئلةة /
- مآ رأيُكم بَـ شَخصيةة (آدم / ويل) ؟
- رأيكم بالاحداث ؟
- تَوقعاتكم ؟
- أقترآحآت ؟ / اي استفسار
في آمآن الله