08-08-2014, 04:30 AM
|
|
ظلام .. زمهرير و صرخة متنَفَسُ أخير !
الغدر ما اكتفى يظهر في قلوبٍ ويحتل محاجر أخرى .. قحطٌ .. جفاف و نفوق لكل أشكال الحياة .. عصرٌ من الحرارة الجحيمية ! تسائل الناس .. هل هذه هي نهاية الزمان ؟ عام – 1954 – حينما احتبس المطر و جفت الأراضي ومات الزرع في مدينة - هارتفورد – الأمريكية .. ! كثٌرت الجرائم وقلّ الضمير الحيّ بين جثث موتى احياء .. يسيرون .. باحثين عن نجاة .. عن حياةٍ بين الرماد ! و سفاحٌ بينهم يعيش .. يتنفس الهواء .. و يعشقُ الدماء ، كالظلال الشبحية .. في زمهرير اكتوبر .. و حرارة يوليو ! فـ إلى أين الخلاص ؟ وهل من نهاية لمتاهة الجثث ؟! وهل للقناع .. من إنكسار يظهر ما اختفى من قبحٍ خلفه ؟! ترتجف وصوتُ لهاثها عالى الصمت المخيم على المنزل الواقع تحت سيطرة الدُجنة ، مكبلةٌ هي يداها للكرسيّ الخشبي البسيط كما حال قدميها المربوطتين لقدميه ، الستائرُ مغلقة فلا يدلفُ إلى المنزل الضوء .. وكأنما في جوف كهفٍ هي ، شعرت بعيونٍ عديدة تنظر إليها بـ غِلْ .. ! استوطنها الخوف و تناهى لقوقعتيّ أذنيها هدير الأموات في المقبرة المقابلة لمنزلهم .. محجراها إنفجرا بالدموع الحارقة .. ترغب بالصراخ إلا أن صوتها لا يخرج ! وكأنما الأغلال وضعت يديها على أحبالها الصوتية وأنتزعتها .. ! إلا إنها أبت البقاء دون حراك .. أبت الإستسلام لواقع كونها مكبلة .. معصماها تحركا بجنون .. وإذا بالعقدة التي قيدت بها يديها بالحبال قد فكت ، سهلٌ بشكلٍ غريب .. أثار ريبتها و شكوكها تجاه الأمرِ الحاصل ! إستطاعت – بطريقةٍ ما – أن تحرر قدميها اللتين وبدون أيّ شعورٍ منها إنطلقتا في أرجاء المنزل تبحثان .. عن عائلتها ! لم تستطع أن ترى جيداً والكهرباء مقطوعة عن منزلها .. استخدمت مصباح الكيروسين وبحثت في كل بقعة في المنزل ، لم تعثر على شيءٍ في البداية .. ولكن ألم قلبها زاد بقربها من غرفة الموسيقى .. ! دخلت إليها .. بإرتجافٍ بسيطٍ في ركبتيها .. لتظهر لها الفاجعة .. ، الأجساد المقطعة .. المشهوة والمنكلة .. ملقاةٌ في أرجاء الغرفة كافة ! سقط المصباح من يديها .. شهقت شهقة صامتة .. لمرة .. فصدعت صرخاتها بعدها في كافة أنحاءِ المعمورة .. ، *، لا قبول من أهالي المدينة قد تجلى في وجوههم لمرافقة موكب العزاء .. ! تركوها وحيدةً .. تصارع الألم داخلها و تبحث لعطشها عن إجابات ، بيديها .. دفنتهم في أربعة قبور .. والديها .. اخويها التوأم .. الحدقات تلاحقها بنظراتِ الشؤم .. العائلة الرابعة التي يقتلها السفاح .. ، لم تستطع الشرطة العثور عليه .. وكأنما هو شبحٌ يسير بينهم فيقتاتُ على خوفهم ! ويهاجم .. في لحظة ضعفٍ على الخراف الطليقة ، و على عتبات بابِ منزلها توقفت " ألينور " لسماعها لمناداةٍ من صوتٍ أجش أربكها " ألينور ويلبسرون أليس كذلك ؟ " لم تحبذ النبرة – وإن كانت هادئة – التي اخرجها الرجل المكتسي البياض أمامها ، برفقته .. مجموعة من حراسِ الشرطة يقفون قبالة سيارة نقل .. ! " اجل ، أنا ألينور ! " أجابته على مضض ، متسائلة أي نوعٍ من المشاكل يحمل في عينيه الياقوتيتين ، " أدعى ستيفان كوبر ، انا الطبيب المسؤول عن مصحة ( هالفورد ) وأتيتُ لاصطحابك ! " تجلت الصدمة بأسمى معانيها في قسماتها المرتعبة .. فبأي حقٍ يجرها لمصحة عقلية ؟! بإنفعالٍ رددت " وبحق الجحيم لما تريد إصطحابي لمصحة ؟! " تنهيدة مستفزة من فاه الطبيب الوسيم – والخبيث – أخرجها تلاحقها إجابة نكراء " واقعٌ هو الدمار العقلي الناتج عن الفقدان .. خاصةً أنكِ الضحية الرابعة لهذا السفاح ! " فهمت الوضع .. سيجرها للحضيض كما فعل مع الآخرين من ضحايا نفس الشخص ، سيرميها بين أربعة جدرانٍ بيضاء .. مكبلاً يديها بقطعة بيضاء من القماش وهي تصرخ كالمجانين ! لن تسمح لمصيرٍ كهذا بأن يصيبها !! لن تقبل به مطلقاً ! بثباتٍ وقفت تقول ببرود رافضة " عذراً أيها الطبيب كوبر ، لستُ في حالة مزرية كما تعتقد .. أنا بخير تماماً " استدارت كيّ تدلف لمنزلها وتتخلص من الورطة التي وقعت فيها ، ولكنه ما كان ليسمح لها بالفرار .. ما كان ليسمح لمريضة أن تسير بين أروقة المدينة ! اعطى إشارته للحراس فأنقضوا مسرعين يمسكون بها بما اوتوا من قوة .. رموها في السيارة العتيقة الطراز و قادوها .. لحيث اختفت كلُ الصرخات المستنجدة للفرار ! *، لا تعرف – وإن شهدت الأمر – كيف انتهى بها الحال في غرفةٍ مملوءة بالمرضى العقليين ! تضم ركبتيها خائفةً من الجو المسيطر .. هدوءٌ شديد صمّ آذانها من الإزعاج الغير مرئي .. وكل مريض و مريضة هنا .. يفعلون ما يحلو لهم في هذه الفسحة الكبيرة المخصصة لهم .. ، فها هي فتاةٌ عشرينية .. تمسك بالمشط و تمشط شعر دميتها التي تظنّها حية ! وأخرى .. تحدث الجدار وتضحك بهستيرية .. و رجلٌ هناك يجرح جسده بأظافره مبتسماً ! كلا .. ستجن هي لا محال إن بقيت هنا أكثر .. عليها أن تخرج وإلا أنتهى بها الأمرُ مثلهم ! " لا أريد البقاء هنا ! " رددتها بمرارةٍ تحاول إخفاء توترها عن الجميع .. وقد سمعت حال قدومها .. بمقتل مريضين ! قُتلوا .. في الليل .. ببشاعة مقززة .. حتى تلونت الجدران بدمائهم وصعُب إزالتها من الغرفة ، إذاً لا فرق بين شوارع المدينة وهذه المصحة .. ففي الحالتين الخطر قائمٌ على حياتها وحياتهم ، هي أنانية .. تعلمُ ذلك ولن تأبه بحياةِ غيرها ، عليها الإهتمام بنفسها وحسب !! " ألينور ويلبسرون ، دوركِ الآن " أعلنت الممرضة المسؤولة عن وقتِ مقابلة الطبيب .. ستيفان اللعين !! وقفت منتصبة تجر الخطى حتى وصلت بملابسها البيضاء لحيثُ مكتبه الفاخر .. ! دخلت و استلقت على الأريكة المخصصة للمرضى .. والطبيب على كرسيٍ مجاور يجلس ، نظرت إليه بحقدٍ دفين .. تمعن النظر في وجهه .. صغير السن هو .. في السادسة والعشرين ! شعرٌ ذهبي .. عيون ياقوتية حادة ، قسماتٌ هادئة اختفت أسرار العالم السوداء خلفها .. ، " إذا ألينور ، كيف تشعرين اليوم ؟ " بلا أي مشاعر قالها لها ، تفاجئت من نبرته بعض الشيء إلا إنها اجابت بهدوء " هدوء .. خفوتُ وإنتظار لحرية لم ترضى ضوء الشمسِ بعد " رفع احد حاجبيه على إجابتها و اعتلى ثغره شبحُ إبتسامة واثق ! " إذاً هل تعلمين سبب وجودكِ هنا ؟ " أغمضت عينيها مجيبة " كلا " زفر بحدة الطبيب الهادئ ليضع قدمه على الأخرى جامعاً أصابعه ببعضها محدثاً " حسناً .. الصدمة القوية في رؤية اجسادِ عائلتك المقطعة .. قد تؤثر عليكِ عقلياً ! " " ولما تظن ذلك ؟ " لم يفهم الطبيب .. سبب الثقة العمياءِ لكونها بخير .. هو يدرك الغرابة في تكوين هذه الفتاة ! " حسناً وإن قلتُ بأني سأدعكِ تذهبين .. إن اثبتِ كونكِ بخير ؟ " شرارةٌ لمعت في عينيّ الأنانية ترجو الخلاص من قيد الدببة هذا ، أبتسمت بغرورٍ مجيبة " كما ترغب ستيفان .. سوف اثبت أن لا اثر لموت عائلتي عليّ ! " " الطبيب كوبر .. هذا ما يدعونني به " " سأدعوكَ بما يحلو لي ! " *، ليلةُ حارة .. كأنما الشمس فقط اضحت خفية ! وريثما .. مريضة تسير في الرواق صوب دورة المياه .. خطوة ! خطوةٌ سمعتها .. صوتها تردد في عقلها المريض فارتعبت .. نظرت للخلف ! لم ترى شيئاً .. فارتاحت وانجلى الوجل من كيانها دفعة واحدة لتبتسم بحمق وسمج ، عادت للسير في الطريق .. دلفت لدورة المياه لتقف أمام المرآة ترائي إنعكاسها فيها .. تبتسم لهذا الإنعكاس تظنه شخصاً حياً .. تأتي كل ليلة للكلام معه فلا يجيب .. ولكنها سترغمه على الكلام هذه الليلة بلا شك ! اثناء محاولاتها البائسة لنيل النصر ضد الخيال .. جسدٌ انعكس على المرآة .. ، استكانت الفتاة .. ترمق العيون الرمادية برعب .. والإنعكاس يقترب منها تدريجياً .. ! احاطت يدان باردتان برقبتها .. تحركت الأصابع عليها بتواتر كالعنكبوت في سيره .. ، اقشّعر بدن المريضة .. و ربما في اللحظة التي فكّرت فيها بالفرار .. كسر الشخص رقبتها ، تهاوى جسدها على الأرضِ ميتا .. فدنى منه الشخص الظلالي .. وطعنها مراراً في عينيها بقلم الرصاص .. ! و قطع لسانها .. بقطعة زجاجٍ مكسورة .. من النافذة ! *، الصحافة .. الشرطة .. الإسعاف .. سكان المدينة ! الكل تجمع لهذه الفاجعة .. التي المّت بمكانٍ ما كان يفترض فيه القتل ببشاعة ! وإذا بالمسعفين يسخرجون الجثة من المبنى .. تتقاطر الدماء على الأرض بصوت وقوعها ، الجميع خائفون .. قلقون من المصير المجهول .. لهذه المصحة .. وهذه المدينة ! و كما هي تقفُ تنظر للدماء وجسدها يرتجف بعنف ، ضمت نفسها تردد جملة تهدء من روعها " مجرد دماء .. مجرد قطراتِ دماء .. لا شيء يخيفُ فيها .. لا شيء بتاتاً " إلا أن دموعها تسقط والخوف بادٍ في عينيها ذوات اللون المخلتف .. ، احتضنها جسدٌ من الخلف يضع كفيه على عينيها حتى لا تمعن النظر ، اتاها صوته مهدئاً " هذا هو الواقع .. ارضخي له .. ولا تكوني من اعدائه " نبرت الطبيب ستيفان .. حملت نوعاً من الخدر لكافة جسدها تستشعر دفئه بقربها ، توقف الإرتجاف بعد وهلة فتركها .. وذهب في طريقه دون أن ينبس ببنت شفة ! تعجبت من هذا السلوكِ المفاجئ منه إلا إنها اهتمت اكثر .. بكونها في خطرٍ محدق ، " عليّ أن اخرج من هنا لا محال ! " قالتها في سريرتها بحنقٍ على التخاذل في اضلاعها .. وإذا بقلبها بدأ يؤلمها .. ! هذا الوخز هي تعرفه .. نذير الشؤم لمصيبة ستحل قريباً .. في هذا المكان .. - خلا ل ساعات – لم تعثر الشرطة على أيّ دليل .. ولا شيء يقودُ للقاتل ، الكلُ مشتبهٌ به .. و الكل بريئ .. تناقضٌ ارعب واربك الجميع .. وجعل من الأذهان عرضة للوساوس الشيطانية .. و الإعتقادات المدمرة للأنفس ! الكل قضى ردحاً من حياته .. يحاول الوصول للحقيقة .. وبعضهم .. لم يصل إليها ابداً ! *، - بعد يومين - رغم حضرِ التجوال في أروقة المصحة ليلاً .. هذا مريضٌ خرج لمناجاة القمر .. يصعد لسطحِ المبنى ويجلس .. مغازلاً جمال القمر .. مقدماً الأضاحي له .. دمائه الخاصة ! ملأ جسده بالجروح النازفة .. وترك الدماء تسيل بحرية .. ، كله لنيل رضا وحب القمر .. بديع الجمال .. آسر الأعين والأرواح ! الرياحُ هزت أغصان الأشجار فبات حفيفها سيمفونية خطفت وعيه من الواقع ، ولكن قهقهة .. شيطانية كسرت اجوائه الخاصة .. حينما التفت .. يرى الجسد المترنح بجنونية يحمل بين يديه سكيناً .. خطفها من المطبخ خلسة .. تقدم من المريض المرعوب الذي مدّ يده محاولاً الدفاع عن نفسه .. فإذا به يراها قُطعت و تهاوت على الأرض ! كان إرتفاعُ صدره وانخفاضه سريعين .. فلم يتمكن من الصراخ ! طعنة واحدة مباشرة في القلب .. قد اخرسته للأبد .. فسقط على الأرض وتكونت بركة دماءٍ كانت آخر اضحية يقدمها للقمر .. ولكن الجاني هنا .. أراد المزيد ، لعق شفتيه و جلس على الأرضِ يسلخ الجلد عن اللحم ! *، زاد الخطر واقتربت العقول من الجنون حافة الهاوية من السقوط .. اللغط كان المسيطر .. والكثير من الخدع والخبايا لم يصل إليها المحققون .. ، وقد إزداد رعبها .. اجل ! هي لا تريد الموت الآن .. كلا ستعيش لا محال ! المرة السادسة التي تغسل فيها وجهها بالماء .. ثم ترمق إنعكاسها على المرآة بهلع ، ترتجف بخوفٍ لا نظير له .. وصور جثثِ عائلتها تطفو في مخليتها كالسحب ! باتت تركز في لون عينيها المختلفين .. اليمنى زرقاء و اليسرى رمادية ، شعرٌ أسودُ قصير .. و ملامح هادئة متكبرة بعض الشيء .. ! عيناها احمرتا من البكاء خوفاً على نفسها .. وعلى من حولها لأول مرة ، لا تريد .. ان ترى منهم حياً يسير امامها .. يصبح جثة ميتة بلا روح ، مهما فكرت فيهِ فالأمر مرعب .. أن يموت من تراه يومياً .. خرجت من دورة المياه .. جلست على الأريكة في الغرفة المخصصة للجلوس .. ، كانت خاوية .. كل المرضى رفضوا الخروج من غرفهم .. الوضع مأساوي والخوف منتشر شعرت بشخصٍ جلس بجانبها .. رفعت عينيها إليه فترى " ستيفان " ينظر للجهة المقابلة بدى غير آبهٍ بها .. غير مهتم .. وربما هو فقط يتظاهرُ بهذا !! " إذاً .. هل من إثباتٍ لكونكِ عقلانية ؟! " هل فقد عقله ؟! هذا الأحمق ألا يشعر بكونها طبيعية ؟!! " كيف اصبحت طبيباً بحق الله ؟ " ابتسم بسخرية على سؤالها .. فأجاب يمسك بذقنها محدقاً في عينيها " ارتدت جامعة هارفارد .. تعرفينها بالطبع ؟ " لم يرقها غروره .. ولا الكبرياء البادي في عينيه ذوات اللون الدموي ! " تبدو مرتاحاً على الرغم من الأحداث القائمة ! " اتسعت إبتسامته يداعب خصلات شعرها كالأطفال .. ثم اعقب بهدوء " ربما .. لأني تعودت على مناظر الجثث امامي " جفلت .. تريد الاستيقان من حقيقة الرعب الكامن في عينيه الباردتين ، وقف منتصباً .. ابتسم لها ثم سار دون أن يكمل حديثه معها .. " ما به ؟ " رددتها بإمتعاضٍ من اسلوبه الغريب .. و غربة طباعه على الأطباء ! أثار مخاوفها رجال الشرطة المنتشرون في المكان .. اشعروها بالخوف من كل شخصٍ هنا ! أصوات اقدامهم تربكها .. كذلك همساتهم في الزوايا حينما يراقبون المرضى .. ، أيّ أمان يجلبونه ؟ هم الرعب الكامن في هذا المكان ! تقززت منهم .. تكره الشرطة .. تكرههم كلهم .. فلا فائدة منهم لمساعدة الناس ! لو امكنهم فعل شيء .. لما ماتت عائلتها .. لما فقدت كل شيء ورميت هنا ! وقفت وعادت لغرفتها .. تأمل إنتهاء كلِ شيءٍ .. قريباً ! *، القهقهة الهستيرية الشيطانية .. العيون الرمادية البحتة ! الدماء التي خضبت اليدين وقسمات الوجه .. السكين الحاد في اليد الطاعنة بالموت ! وتحت القدمين .. عدة جثث مقطعةٍ .. وتم سلخ الجلد عنها .. ، الإدراك بأن الشرطة عاجزة .. وفاشلةٌ تماماً .. و أن المرضى هنا لا يصرخون إن خافوا ! كلها أسباب تحث على إرتكاب الجرائم هنا .. فلم يسمك احدٌ بالجاني ابداً ! قهقهة جنونية اخرى اُصدرت .. وترنحٌ بالنشوة ولعق الدماء عن السكين .. الرعد والبرق كسرا الصمت .. وريم بالسحابة ودام مطرها لليلتين ! " حسناً .. حسناً .. ما الذي لدينا هنا ؟ " صوته .. تعرفت عليه مباشرة .. فاستدارت له ترمقه بغضبٍ عارم .. ، كيف يقاطع حفلة الأموات الخاصة بها ؟! " كما توقعت .. ألينور ! " " ألينور ؟ " رددت الأسم متسفهمة .. في حين ضحكت بجنونٍ صدع اركان المبنى ! " كلا كلا ستيفان .. أنا لستُ ألينور .. ادعى سكارليت .. سكارليت " ضاقت عينا ستيفان بغموض .. تقدم بضعة خطواتٍ ويداه في جيوب بنطاله تختبئان ، " سكارليت .. الشخصية الأخرى لألينور ؟ " " اجل اجل ، للأسف تلك الحمقاء لا تدرك وجودي " " همممم وربما تستيقظ بسهولة .. وتدرك ذلك " " وكيف تنوي على فعل ذلك ؟ " " لا انوي ذلك .. انتِ من سيوقظها ، فالتعذبيها كي تستمعتي اكثر ! " وكأنما الفكرة راقت لـ سكارليت لثوانٍ .. ابتسمت بجنونٍ مجدداً خلال ثوان .. كانت ترمق المكان بصدمة .. يداها ملطختان بالدماء ! السكين في احدى يديها .. والجثث على الأرضِ منكلٌ بها !! بصدمة وفاجعة احالت بصرها لـ ستيفان الذي لمعت عيناه بشكلٍ مرعب ! " كلا ! كلا ! انا لم اقتل عائلتي .. لم افعل ذلك !! " " بلى فعلتِ .. كذلك قتلت العوائل الأخرى .. والمرضى هنا ! " " وكـ - كيف تعلم ذلك ؟ " " هذا سهل .. من السهل معرفة امثالي من سافكيّ الدماء ! " إزداد ارتجافها .. نحيبها بات عالياً ، ضمت رأسها وصرخت مثيرة الكثير من الجلبة ! جثت على ركبتيها .. تمنع نفسها من التقيؤ .. لن تصدق بأنها من فعل ذلك !! لا لا .. لا لن تصدق ابداً !!! " هذا حلم .. مجرد حلم .. لا يمت للواقع بصلة .. اجل انا احلم .. كابوس وحسب ! " تتسع حدقتاها كل ثانية تردد فيها الجملة .. تدرك بأنها من سلب حياة الكثيرين ! بدأت تشعر بالحر الشديد .. و ارتجافها لا يتوقف .. تختنق هي وتسعل .. ، لحين .. اختفى كل شيءٍ فجأة .. هدأت .. ثم وقفت وخصلاتُ شعرها تحمي وجهها ، إبتسمت والدموعُ تنهمر من عينيها ، قهقهت بعدها بشيطانية ، ثم .. فقط هدأت مرة أخرى .. وبقيت الإبتسامة الهادئة الخبيثة .. فرددت بنبرة مجنونة هادئة " ذهبت ألينور للأبد .. سكارليت هي انا للأزل ! " ابتسم ستيفان .. تقدم منها حتى وقف امامها .. فقبلها .. ولم تفاجئ بذلك ابتعد عنها .. وعيناه تلمعان بالشرّ .. اردف مخططاً " ستكون حياة جميلة .. سكارليت .. دعينا نذهب الآن ! " " لأين ؟ " " لحيث الأرض الأزلية من الظلام .. لحيث المكان الذي ينتمي إليه كل الأموات .. الجحيم ! " وصدى صوت الرعد مزمجراً .. على شبحين من اشباحِ الموت الحمراء ! - انتهت - |
التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 03-25-2017 الساعة 11:37 PM |