أكثر ما يضايق و يقهر البشر...
.رؤية دموع متحجرة بعين طفل.
رافضا نزولها أمامك
كبرياء هشة لم يتجاوز عمره الغض...!

هذا كان ما يدور بمخيلتي
عندما شاهدتها تجلس وحدها تبتعد عن قريناتها بالسن
رفعت عينيها بكل عزم و كأنها هكذا ترفع من ثقتها بنفسها
و ما زالت ترسل لي إشارة بأنه لم يرحب بي لخلوتها الخاصة
حاولت بأن أقتحم أسوار من صمتها..
سألتها : يبدوا بأن اليوم جميل أنظري هناك عصفورا مغردا
لم لا تذهبي تلعبي عند الارجوحه
و تتابعت اسئلتي.. لعل وعسى أن أخرق القوقعة التي تختبأ بداخلها
انتظرت و انتظرت و بقي الصمت جاثما
و كأنه يتحالف معها ضدي و ضد العالم بأسره
و أجابني حدسي : بأنها ربما تعاني من مرض ما أو هي من ذوات الشخصية الضعيفة الخجلة ..أو ان هناك ظلم و جور يفتك بطفولتها ..ربما
و لكنها مع كل سؤال اوجه اليها .ترفض وجودي اكثر و أكثر
و الآن نظرتها تتسم بالنفور و تحدي أكبر
.
أطلقت ضحكه خافته. فأنا لم أتبع قواعد التعارف بيننا ...
أهديتها ابتسامه مطمئنه. لعل الله يهدي سريرتها و يطمئنها
إننا لم نتعارف ..برغم انني اشاهدك كل يوم واقفة هنا بالحديقة
أنا إسمي آمال ..أنتي ما هو إسمك ؟
..
بعد هذا السؤال ...الصدمة ألجمتني أكثر منها
فقد خيل لي بأنني قمت بزلزال عاصف . أو إنني قمت بصفعها مئة صفعة
فتعابير وجه الطفلة تنطق ألما لا يبرح الفتك بها
حاولت بأن أطمئنها..أخفف ألمها..أنتي فتاة جميلة و أكثر من رائعة
إحكي لي أسمك ..لنكون صديقتين
لم أفهم أين الخطأ الذي ارتكبته . لإنها قامت بنزع يدي من يدها بشراسة
و تكلمت و هي تدير لي ظهرها بجفاء ..لا يمكن بأن نكون صديقتين
فهل صادقتي وحش في حياتك؟؟؟؟
لم يسعفني لساني برد انطق به .أو كيف لي بطريقة أهدي من ثورتها
فألجمتني مرة ثانية قائلة
قبل أن تتفاقم شفقتك و تثرثري لي بأسئلتك سأجيبك

( والدي يحبني و أنا أحبه ... برغم أن إسمي وحوش )


و يا كثر شبيهاتك يا وحوش ؟؟؟؟

--------------
!!!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳلم ((- ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻜﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺁﺑﺎﺋﻜﻢ ﻓﺤﺴﻨﻮﺍ ﺃﺳﻤﺎﺋﻜﻢ )) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ

طفلة بعمر الزهور تسمى ...وحوش
رحبوا بقدومها فأطلقوا عليها إسم وحوش
ما ذنبها إذا كان إسم أم جدتها من الاب تكنى وحوش
فأم الجدة في القرن الماضي كان أسمها يناسب المكان الذي كانت تعيش به
فعادة العرب قديما تسمي أسماء مثل "وحوش"ضباع"نمر "ذيب"ذيبة"
و ذلك اعتقادا منها بأن الاسم سيكون مثل ما كني به بالقوة و ذلك لدب الرعب بقلب من يريد الشر من صاحبه. أما و نحن بالقرن العشرين
أي ذنب ارتكبته طفلة لتلتقي اول هدية من والديها و هي اسم "وحوش"
ألم يتبقى أي طريقة للبر بحق الوالدين .. إلا و هي فرض تسمية المولود بأسم جده أي كان أسمه و معناه..
باتت هذه العادة تطفو في مجتمعاتنا العربية ..فلا معارض لها إلا و تهم هذا حق أبيك عليك و كأنه من رفض ذلك يعتبر عاقا لوالديه
أنا لست ضد الاسماء العربية القديمة التي مازالت تحتفظ بجمالها و رونقها على مدار السنين
بالنسبة لي ربما ﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ .. ﺃﻭ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺮﻣﺰ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﺓ ..
مثل حمزﺓ ﻭ ﻋﻤﺮ ﻭ ﺧﺎﻟﺪ ﻭ فارس .. ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ..
أما الاناث فهن "كالقوارير" فأكثر ما يليق بهن الاسماء الجميلة الناعمه مثل .رهف ..رغد ..أحلام .. و غيرها
طبعا لا نجادل في أن الاسماء الدينية لها وقارها و هيبتها و هي جميلة أيضا
.
ﻟﻜﻦ. بالوقت الحالي ﻣﺎ ﻳﺪﺭﺝ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻣﺮ ﻓﻈﻴﻊ .. ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﻢ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻭ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦ .. ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ
و هناك الافضع ما تتناسب مع اذواقهم الغريبة آفة أخرة (اسماء غربية غريبة) و يقال بأنها "عصرية و ستايل"
أسماء تركية و كورية هي موضة جديده تسمى حاليا. طبعا لا ننسى بأنهم يزعموا بأن أصل أصلها عربي ..و معناها ..هكذا و هكذا
و هناك من يقوم بتجميع ثلاث احرف مختلفة و يخترع اسم له خصيصا له و كأنه براءة اختراع عظمى
ألم تنسوا بأن البنين ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ‏(ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ‏)
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺏ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﻫﺐ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ.
بأختيار اسم حسن جميل لإبنه
و بأن كما علينا حق البر من ابنائنا هناك حق لهم بأختيار اسماء لأبنائنا سنسأل عنه يوم الحساب. و يا كثر ما قام أشخاص بتغيير اسماء ابنائهم لأنهم اكتشفوا بأنها لا تناسبهم أو معناها لا يناسب المسلمين أو انه اكتشف مؤخرا انها اسماء يهودية .
نعم نحن مع "الاعتراف بالغلط فضيلة"
لذا واجهوا انفسكم و صلحوا اخطائكم بحق اسماء غريبة عنا باتت تنتشر كما النار بالهشيم
و فكروا ألف مرة قبل اختيار اسم لمولودك الجديد ؟؟
و لا تنسوا أن ﺍﻷﺳﻢ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﻫﻮﻳّﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ،
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ أحيانا ﻧﺴﻤﻊ ﺍﺳﻢ ﺷﺨﺺ ﻧﺮﺗﺎﺡ ﻭﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻪ،و احيانا عندما تسمع اسم شخص نتضايق ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻳﺎﻟﻠﻪ من "اسمه ما ارتحتله" و غالبا ما ﻳﺼﺪﻕ ﺍﺣﺴﺎﺳﻨﺎ !
فمثل ( أسم على مسمى ) هو ما تقوله في بداية اي تعارف لتكسب مودة من يقابلك. و لكن الآن عندما تتعرف على أي أحد توجه له سؤالا.. ما معنى اسمك ؟؟؟
أو لا بد أن ترجع للقاموس لتعرف معنى اسمه
..
بالختام
أوليس أولادنا هم "أكبادنا تمشي على الارض"
فتمهلوا و ارفقوا بأبنائكم بإختيار أسماء عربية إسلامية جميلة
..

آماال ساكنه