عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree514Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 08-08-2016, 05:16 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_08_16147066446016012.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]


هذا الربيع الذي لطالما أعتدتُ عليه..
كيفَ يذهبُ عنّي؟
أنّى لهُ أنّ يترُكني وحيداً في مكان رماديَ..
كيفَ كان يُزينُ فصولي الأربعة؟ أيامي كُلّها بربِيعه الّذي لا يتوقفَ.
لما أبكي؟ لا أستطيعُ التوقفَ عن البُكاء!
في نهايةِ الأمر، هو تركني فعلاً. أذكرُ أنّ آخِرَ ما سمعتهُ صًوتَ " طلقٍ ناري"
ولا زال هذا الصوتَ يرِنُ في أذني دائماً، يؤلمني سماعهُ!

كم كان القمرُ يخافُ من سطوعِك!
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
SaRay likes this.
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
  #82  
قديم 08-08-2016, 05:19 PM
 


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_08_16147066446016012.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الاسم: النقيضُ / مُلونٌ بالرَبيعِ
التصنيف: دراما – شبابي – صداقة – خيال
الفئة العُمرية: +13

النُوع: فصِل خاص - Special Chapter
الكاتبة: Aseel ali - Nasooma


.




العمر: 18 عاماً
الفئة: النُور

حياتي الرماديَة لُونتها بربيعك
إنّهُ ربيعي الذي لا ينتهي، فصُولي الأربعة
كانت فقط: الربيع وحدهُ.
كمْ كان القمر يخافُ من سطوعك !




العُمر: 15 عاماً
الفِئة: النُور

أنا آسِف آيامي.
رُبما كنتُ ربيعك.. لكن لطالما

كنتُ أحمِلُ نقطة سوداء بددت هذا الربيع !

.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

SaRay likes this.
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
  #83  
قديم 08-08-2016, 05:29 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_08_16147066446016012.png');"][cell="filter:;"][align=center]

ويكأن هذا المكان أشبَهُ بحلم، عالمٌ خيالي قد صنعتهُ مخيلتي الخصّبة.. أنظرُ إلى هذا المكان مشدوهاً، أتساءلُ في نفسي كثيراً: ما هَذا المكان؟ بل أتساءلُ بعمقٍ: كيفَ أتيتُ إلى هُنا؟.. إنهُ واسعٌ ممدٌ على مَدّ البصر، يملئهُ الأخضر، عشبٌ أخضر طويل قد أستطاع أن يغطي نصف طول قدمَيّ.
السماءُ التي تتسعُ المكان. كانت عيناي تتبعُ اتساعها الذي أكدتُ في نفسي أنهُ لا ينتهي. كما هذهِ الأرض المعشوشبة، لما السماءُ زرقاء؟ لم أعتد على صفائها، هذا الهدوء الذي يكنفُها.. لطالما كانت السماء ساحة نزالٍ من غيومٍ متشابكة، ماطِرة، أو بارِدة يتلبدُّها الرمادي.. هذه الأرضِ المعشوشبة الخضراء، منذُ متى كانت خضراءُ؟ لا أظنُنني رأيتُها بهذا الرداء المفرح؟ الذي يُجلبُ السعادة عندّ النظر إليه... لطالما كنتُ أراها عاريّة لا يغطيها سوى الموتِ الذي لا يكسي شيئاً !، هَذا المكان مُخيف؟ أودُ الخروج..ربما هو مجردٌ حلم، ربما سأصحو إذا قرصتُ نفسي. سأصحو من هذا الحلم الملون الذي لا داعي لهُ !.. أتساءلُ لما أحلم حلماً ملوناً، ربيعياً هكذا؟
هل أحتاجُ حقاً لرؤيةِ الطبيعة أو ما شابه؟ ما المغزى من هذا الحُلم على أيةِ حال؟ أتساءلُ ؟

نظرتُ إلى كفِ يدي، مطولاً.. هل حقاً أودُ أن أوقِظ نفسي من حلمٍ كهذا؟
إنّهُ حلم جميل رغم كل شيء.. الطبيعة مكانٌ هادِئ لنومِ فيه، التأمل رُبما.. اللعب، أليسَ الربيع دائماً ما يكونُ جميلاً. لما هو في نظري أقبحُ فصولِ السنة؟ الجمال الذي يرتديه هذا الفصل قبيحٌ في نظري..
لطالما كنتُ أكرههُ.. لا أطيقهُ..
أوه ! زهرةُ كرز !

تفاجأت من هذه الزهرة التي سقطت على كفّ يدي، أخذتُ أنظرُ إليها.. أتأملُ لونها المشبعُ بلون الوردي..
من أين أتت؟ هل في هذا المكان شجرةُ كرز ؟
مرّ نسيم هواءٍ عليل جعلّ من زهرةِ الكرز تلك تطيرُ عالياً كما شعري الذي تطايرَ لوهلة، أخذتُ ألحقها بنظراتي.. كانت تتسابقُ مع الهواء بخفّة ورشاقة، كما لو أنّها راقِصة محترِفة..
هذه الرائحة، أنني أشتمُ رائحة عبقِة جداً.. كيف تسللت داخل أنفي هذه الرائحة، هل من الممكن أنهُ الهواء؟

ألتفتُ علّني أدركُ مصدر هذه الرائحة العبِقة.. ربما كانت هي أقلُ من ثانيّة حتّى دبّ إليّ نسيمٌ عليل محملٌ بزهور الكرز، كما لو أنهُ جيشٌ متراصٍ في طائرةٍ.. ارتطمت بي تلك الزهور، منها ما وقع، ومنهُ علقّ بي..
والبعض تمتع بالحرية ليتسابق مع النسيم بخفةٍ رشيقة، كما لو أن زهرات الكرز تلك التي تحررت قد ارتاحت من الازدحام الذي يمنعهُا من الرقص برشاقة !

تلك الزهور التي حملتها يداي، كرهتُ ثقلها لذا أوقعتها لتقع بنعومة مثل فتاة تتمايلُ بغنجٍ، أخذتُ أنفضها عني وما علق منها بملابسي، هذه الرائحة العبقة مصدرها هذه الزهور.. كيف لم أدرك؟ هل حقاً نسيتُ رائحتها؟!

- أنّى لحلمِك يكونُ بهذا الجمال؟
هذا الصوت، هو الوحيد الذي لا يغيبُ عن البال.. كانت عيناي مركزة على الأرض ملصقة النظر إلى تلك الزهور التي تغطي بقعتي.. لطالما كان صوتهُ مميزاً، تتغنى تلك البحة صوتهُ.. وكيف لي أن أنسى صوتٌ كهذا الصوت، شخصٌ كهذا الشخص.
ربما قصدت، أنّى لي أن أحلم حلماً مؤلماً إلى هذا الحد..؟كان هناك الألم، كان هناك الاشتياق..
هل بإمكانك أن تعود لواقعي فقط ليومٍ واحد؟ دعني أخطفِك من حلمي للحظة؟ أو نهربُ من هذا الحلم، ونرحلُ إلى واقعٍ أجمل. هل بإمكانك أن تفعل لأجلي- هذا ؟ أو أنهُ صعب عليك..
رفعتُ أنظاري إليه، ما زال كجماله، كجمال هذا المكان، ملونٌ كالربيع.. كان الربيع دوماً.
لطالما كان يملئ فصولي الأربعة بربيعهِ الذي لا يتوقف، مشرِق كالشمس، ملونٌ كربيعٍ لا ينتهي !
بعيداً عني بخطوات، تقفُ خلفهُ شجرة باسِقة شامخة، عرفتُ أنها شجرةُ كرز.. بدا الهواء العليل في كلِّ مرةٍ يسرُق من زهراتها ويهربُ كطفلٍ خائف..
بقعتهُ التي يقفُ فيها تملئها زهور الكرز.. كانت تغطي شعرهُ القصير الملون بأغصان الشجر.. عينيه المضيئة التي تلمعُ بلونها مثل هذا الفراش الأخضر المعشوشب..

لما تبتسم؟ أتحاولُ أن تخفف ما أشعرُ به الآن.. هذا الشوق الذي يستوطن المشاعِر بأسرِها..
لم تجبُني. هل بإمكاني أن أسرُقك من حلمي، وأعودُ بك إلى واقعٍ أجمل...
تلك الدموع التي تنساب بأريحية، ما هو ناجمٌ إلا عن الشعور بالألم...هذا القلبُ الذي ينبِض أنّى لنبضاته أن تؤلم هكذا.. ؟هذهِ الأنفاس، كيف لها أن تكون مضطرِبة بهذا الشكلِ؟..

- ما يُبكيك؟

ما يُبكيني هو أنت، أراك أمامي ولا أستطيعُ أن أعود بك.. ما يُبكيني هو هذا الضعف الذي يستوطنني..
أنى لهذا الحلم بأن يكونَ جميلاً ومؤلماً في نفسِ الوقت؟! بل مؤلمٌ أكثرُ من أنّ يكونَ جميلاً !

- ما يبكيني هو أنت.
ملامحهُ المشرقة سكنها دهشة الجواب.. ربما الفضول

- ما يبكيني أنّك مجرد حلم، صنعهُ خيالي!
هل أُعوّدُ نفسي على هذه الحقيقة؟ أم أكمِلُ هذا الحُلم ..وأنسى أنك مُجردُ حُلم !
أنني أتساءل.. أتساءلُ : " هارُوكي"

.......

- تعلمُ أنهُ ليسَ عليك الرحيل.
كانت عينيه التي سكنها الزمن.. حزينة، ليس هي فقط بل كلّهُ، كما لو أن الزمن ترك أثارهُ فيه..
تلك التجاعيد التي تتراقصُ فوق وجهه، الشيب الذي غزا شعرهُ الأسود.. خاصّةً سوالفهُ الكثيفة.. يُزينُها اللون الأبيض، صوتهُ الثقيل الخشن.. كما لو أن الزمنُ لعبَ فيه فقط وخلّف وراءهُ من أثارهُ ما أستطاعَ !

لم أعطيه الجواب، لم أعرِف بما أجيبهُ.. أو ماذا أقولُ لهُ..
أكمَل بصوتهِ الثقيل:
- وصولُك لِسن القانوني لرحيل لا يعني أنهُ أمر إجباري..

كانت طأطأتي لرأسي جواباً لهُ.. رُبما هو حزين لرحيلي.. لا يُريدني أن أترُك هذا المكان الصغير الذي كنفني صغيراً.. كيف أخبرهُ أنّني أودُّ البدء من جديد؟ أودُ أن أصنع لي بداية جديدة لا يعُانُقها الماضي.. النسيان... أودُ نسيان تلك الذكريات، حتى السعيدة، لا يُهمني.. أنا حقاً أودُ البدءَ من جديد، أن أعوِّد نفسي على حياةٍ لا يملؤها الحزن، الألم... الاشتياق !

صوت تلك التنهيدة الثقيلة، بدت تنفيس عن حجم الضيق الذي يشعرُ به..
نظرتُ إليه، ابتسم وجههُ العضِد ثُم ما لبِثت أن زاحت تلك البسمة تدريجاً حينما انتهى مما قالهُ تواً:
- إنّني فقط قلِق، سيحزنُ "نوا" كثيراً لرحيلك.

كيف نسيتُ أمرهُ؟ غاب عن ذهني هذا الصغير .. إنني سيءٌ حقاً !
قوستُ ظهري لهُ، رأيتُ تفاجئهُ حينما أظهرتُ طولي إليه قاصداً النظر لهُ...ابتسمتُ:
- شُكراً لكلِ ما فعلتهُ لي..
كنتُ أرجو أنّ تظهرَ علامات الامتِنان والعرفان على ملامحي لتبينَ لهُ صِدق مشاعِري..
بدا أنني فاجأتُه بهذا، كانت نبرةِ صوتهُ مرتبكة لا يعلمُ ماذا يقول.. حك شعرهُ بشكلٍ عشوائي ثم أخرج صوتهُ الثقيل الخشن:
- ليسَ عليك قولُ ذلك.

أزاح يدهُ عن شعرهِ، تبسّم وجههُ العضِد :
- إنهُ واجبي بما أنني أعملُّ في هذا الميتم.

هززتُ رأسي مؤيداً.. عادت ملامح الحُزن تستوطنه.. أدركتُ أنّه لا زال حزيناً بقراري الذي اتخذتهُ.
جلسَ على كُرسيه الهزاز الذي يقبعُ أمامه مكتبٌ عريض.. أسند مرفقي يديه على الطاولة ثم أراح ذقنهُ المجعد على ظاهر يديه المعقودتين..أغمضَ عينيه ، بدا أنهُ يُفكر أو شيئاً من هذا القبيل.
ثُمّ ما هي ثوانٍ حتى عاد لفتحِ عينيه يريني بريق عيناه السوداء الخافتة.. قال:
- إنّهُ قرارُك رُغم ذلك، وسأحترمه..

قُلت ممتناً:
- شُكراً.

أكمَل حديثهُ:
- لكن أرجو، أن لا تنسى هذا المكان.

إنّهُ الوحيد الذي لن أفكر في نسيانهُ.. هذا المكان سأجعلهُ يتربع عرش الذكريات، بحلوها ومُرِّها..
إنهُ مكانٌ عزيز.. عزيز جداً

....

كنتُ جالساً على الكرسي الخشبي أتأملُ الأطفال الصِغار وهم يلعبون مع بعضِهم.. بدت لي الغُميضة
فهناك صغير يضعُ يداه الصغيرتان على عينيه يُغطيها، واقِف قربّ شجرةِ الكرزِ الشامخة يعُدُّ، معطيّاً ظهرهُ لهم.. والآخرون يحاولون إيجاد الأمكنة؛ للاختباء..
ابتسمتُ مرغماً حينما رأيتهُ يتخبطُ منزعجاً لأنه لم يجد مكاناً للاختباء، خاصّة وأن الآخر قد شارف على الانتهاءِ من العدّ.. أحسّ بخطورةِ الأمرِ لذا أخذ يدور بنفسه ويلتفِت يميناً وشمالاً..
ثم وقعت عيناهُ على تلك الأغطية البيضاء المعلقَة على الحبل التي تطير مع هذا الهواء العليل.. ثم صرخ:
- لا تفتح عيناك.
قالها وهو يجري مسرعاً يختبئً خلف تلك الأغطيّة.

زادت حدةِ الابتسامة، ربما لم يدرك أن تلك الأغطية لم تستطع تغطيّة قدميه الصغيرتين.
أنا حقاً لا أعلمُ كيف سأصارُحه بالأمر؟ سيكرهُني ربما.. سيظُنني شخصاً سيئاً جداً.. تنهدت. بدا الأمرُ محيراً..
يصعبُ إيجاد حلٍّ لهُ.

- سيحزنُ كثيراً.
نظرتُ إليها، كانت تراهُ وهو يصرخُ غاضِباً لأنه تم اكتشافهُ أولاً..كان يبدو عليها الحُزن رُبما، فملامح وجهها الذي بدأ الزمنُ يسكنهُ، يتخلله الهدوء الذي يكونُ أقرب إلى حُزنٍ عميق.. سأشتاقِ إليك.. كانت مربيّة تقدُم جلّ الاهتمام والرعاية. أنتِ أولهُم من سأشتاقُ لهم بحق !

أعادت نظراتها إلي، ابتسمت:
- أنتَ بالفعلِ قد كبرتَ.

بادلتُها بابتسامة، نعم لقد كبرت، لقد وصلتُ إلى السِن الذي يسمحُ لي بالرحيل، الاستقلالية..

- لن أظلّ صغيراً إلى الأبد.
أغمضتُ عيناي.. وجهتُ عيناي إليهم، كرروا اللعب مرةً أخرى ، لكن هذه المرّة " نوا" من يعُد لأنه قد خسِر.
ابتسمتُ على شكلهِ اللطيف وهو يعُد، كان واضحاً وضوح الشمسِ عدم حفظهِ للأرقام بشكلٍ جيد.
يقول رقماً ثم يتجاهلُ الآخر؛ لأنه لا يعرفهُ فيقفزُ لثاني. يبدو أنهُ يعرِف إلى العشرين، ويجهلُ الباقي !

صرخ أحدهم غاضباً على عدمِ معرفتهِ بالعد:
- نُوا، أنتَ لا تحفظُ الأرقام.

ثم تذكرتُ أمراً، قُلت إلى الأخيرة التي تقفُّ محاذاة الكرسي الخشبي العريض:
- أنا لستُ بيتر بان !
سمعتُ لوهلة صوتُ ضحكتها، فنظرتُ لها متعجب من ردة فعلها.. فتساءلت بفضولٍ:
- هل قلتُ شيئاً مضحكاً؟

توقفت عن الضحك حينما سمِعت سؤالي، لكن ابتسامتها ما زالت تُزين وجهها الساكِن،.. كانت عينها البُنيتين العميقتين تنظرُ لي مطولاً بنظراتٍ أشبهُ ما تكُون بالحُب، الحنان.. مدت يدها اليُمنى أخذت تتحسسُ خدي.. أحسستُ بخشونةٍ يدها، وضعتُ يدي فوقَها... أُغمضُ عيناي، أعيشُ هذه اللحظة الدافئة.
- ليتك لو كنتَ هُو. طفلاً صغيراً !

ابتسمت. تذكرتُ للحظة ذكرى جميلة جداً..
كم أنا جائعٌ لحنانكِ، كمْ أنا تواقٌ لُحبُك الذي لا ينتهي.. هل تعلمين إنّني مثلُك أتمنى.
ليتني بيتر بان. لا أكبُرُ أبداُ، أعيشُ في حضنِ دفؤك، رعايتكِ.. رُبما لستِ من أنجبتِني، لكن أنتِ العالمُ أجمع.
أنا حقاً أُحبُك. أُمي.

....

- ما هيّ هالتي أنا أيضاً ؟
تساءل الصغير صاحب شعرٍ مموج أحبهُ.. بشيءٍ من الفضول لمعرفةٍ ما هي هالته.
أجبتُ مبتسِما:
- النُور.
شعشع الفرح ملامحهُ، ليتلألأ مثل هالتهِ التي تحومُ حولهُ..
- كنتُ أعلمُ ذلك.

ابتسمتُ على ما هو فيهِ من الظرافة، وتفكيره البسيط.. تساءلت صغيرة ذا شعرٍ أسود طويل يغطي نصف ظهرها.حريري.. بدا ظاهراً لمعانهِ، كيف يتطايّرُ مع هذا النسيم العليل؟ ربما يميزهُا حبّة الخال التي تتُزين تحت عينيها اليُسرى.
- هل هذا يعني أننا كُلنا من النُور؟

كنتُ سأجيبها لو صغيرٌ آخر بدا مشابها جداً لذا الشعرِ المموج، ربما شعره أقلّ تموجاً من الأخير.
- هل أنتِ حمقاء؟، ألا تعلمين أنّ هذه المنطِقة لذوي النُور.. حمقاء
شعرت بالاستياء لمناداتهِ لها بالحمقاء، لذا صرخت بوجهه تعاتبه على ذلك.
هو تجاهلُها, فشعرت بالانزِعاج جداً لذا أخذت تتشاجرُ معه.. كان توأمهُ الآخر يُحاول تهدئة الأمور مثلي.

- ألّا تكفان عن الشجارِ أبداً.
قالتها فتاةٌ أخرى منزعجة من شجارُهما الدائم.
أما أنا أخذتُ أنظرُ إليهم مبتسماً على ظرافتهم..

سمعتُ صوتُ تنهيدة تنمُ على الإرهاق. كانت واضحاً ثقل هذه التنهيدة، نظرتُ إلى مصدرِها لأرى صغيراً جميلاً يشدُ على نفسِه بقوة، بدا واضحاً قطرات العرق المتصببة على جبينه جعلت من غُرةِ شعرِه البُني تلتصِقُ على جبينه العريض.

ثم استسلم للواقع، فتنهد بعمق.
سمعتهُ يقول:
- كم هذا صعب !

شكلهُ كان ظريفاً، كنتُ أحاول أن أكبت ضِحكتي التي بدا أنها ستخرُج رُغما.. لكن بدا أنّ الأطفال لم يفعلُوا، فأخذوا بالضِحك على شكله بشكلٍ أشبهُ ما يكُون هيستيرياً.
- ما الذي كنُت تُحاول فعله "نوا"؟
قالها ذاك صاحب الشعر الأقل تموجاً. وأنا أيضاً كنتُ أتساءلُ في نفسي سبب تصرفهُ بهذا الشكل.
اصطبغ وجههُ احمرارً، شعرَ بالإحراج.. كان ضحكهُم هو ما يزيدُ الطين بلّهُ.
- بدوتَ كمن يُريد أن يتغُوط.

ازداد وجههُ حمرةً، صرخ بغضب مدافِعاً عن نفسِه:
- لم أكُن أفعل ذلِك.

تساءلتُ:
- ماذا إذن؟!

شعر بالخجل حينما سمِع صوتي. قالها وهو مطأطأ الرأس:
- أنا كنتُ أودُّ أن أحُسَ هالتَك كما فعلتَ معنا.

للحظة علتني الدهشّة. أكان يفعلُ كل هذا حتّى يستشِعرُ هالتي.. يا إلهي كم أحبُّ هذا الصِغير..
إنّه يُدهشني.. بل يجعلُني أتعلقُ به أكثر.
قالت صاحبة الشعر الطويل مؤيدةً كلامُهُ:
- أوه، وأنا أيضاً أُريدُ ذلك.
تبِعاها التوأمان، ثم الأخرى صاحبة الشعر القصير.. يا إلهي ما الذي يجبُّ علي قولهُ لهم الآن؟
نظرتُ إليه.. كان ينظرُ إلي بتركيزٍ شديد، بدا أنّهُ يريد ذلك بشدة.. ابتسمتُ، قُلتُ لهُم:
- أولاً يجِبُ أن تكبِروا.

- نُكبُر!
بدا أنّ الجواب كان مستعصياً عليه أن يفهمهُ، كما الذين معهُ..هززتُ رأسي مجيباً أقُول:
- ما زلتُم صِغار لامتِلاك هذهِ الميزة.

عارضني ذاك الساطع، كمْ كان يلمعُ من بينهم.. هالتُه التي تحوم حُولهُ كانت تضيء أكبر ما يُمكنها من مساحةٍ.
لطالما أحببتُها هالتهُ، بدا القمرُ لا شيء بالمقارنة بهذا الصغير.. يخافُ القمرُ من سطوعهُ، ربما النجوم تحلم أن تحومَ حولهُ بدلاً من القمر.. ربما ما أقولهُ جنوناً، لكن إنّهُ اسمٌ على مسمى.. إنّهُ " نُوا نُور " بِحق !

- كيف ذلك؟ ألسنا جميعاً نملك هذه الميزة؟!
هززتُ رأسي مجيباً:
- بتأكيد، لكن هذه الميزة تأخُذُ مجهوداً كبيراً، أجسادُكم صغيرة ليست قادرة على استشعار هالات غيرُكم.

ابتسمتُ بعد ذلك. قالت صاحبة الشعر الطويل:
- حسناً بما أنّ الأمر كذلك، سأكبُر بسرعة حتى استشِعر هالتك.
ابتسمتُ على ظرافتِها. كم أحبُ بلاهتها تلك الأخيرة.

شعرتُ بدهشة حينما تبعاها التوأمان، وأيضاً تلك الصغيرة الأخرى.. ابتسمتُ بعد ذلك
نعم أكبروا بسرعة.. سأنتظِركم تستشعرون هالتي، وتخبروني ما هِي..
آه، كم سأشتاقُ لكم صغاري.

نظرتُ إلى "نُوا".. كان العُبوس يستوطن ملامحهُ الظريفة, بدا أنهُ لم يرضى بما قلتهُ لهُ.. كان يُريد فعلاً أن يستشِعر هالتي. ندهتُ على اسمه، نظر إليّ.. أخذت أهزّ يدي دالاً على أن يقترِب منّي.. أطاعني بذلك، فأصبح قريباً مني يُقابِلُني تماماً. كانت ملامحهُ فضولية يريدُ معرفَة ماذا أُريدُ منهُ.
- أنا مِن النُور.

ثم ابتسمتُ. الأخير بادلني بالمثل.
- بتأكيد أنتَ كذلك.

كم أنا معلّقٌ بِك، محتار بين خيارين: هل أرحل وأتركُك هُنا؟ أم أبقى هُنا معك وأعيشُ مع الذكريات التي لا تنفكُ بالتسلل كلِصٍ محترِف.. أنا حقاً أودُّ بدء حياةٍ جديدة لا يتخللُها ذكريات الماضي التعيسة.. لكنني أيضاً لا أريد أنّ أتركك. ما الذي علي فعلهُ الآن؟!

إنني أتساءلُ "نُوا": هل ستسامِحني حين أترُكك هُنا؟ هل ستكونُ بخير؟ لن تشتاق إلي، لن تشعرُ بألمِ فُقداني..
أتساءلُ بعمق: ما كنتُ أنا سأكونُ بخير إذا رحلتُ عنك؟ هل سترِبُك حياتي بذكراك دوماً، وفي كلِّ يُوم..
أنتَ لن تنتظِرني.. كما يفعلُ المشتاقُون، لن تعلِق نفسك بي دائماً.. كيف سأقولُها لك؟ أرجوك، بصدق
لا تتعلق بالبشر.. أنهُم ليسوا دائمين لك.. لن يكونوا معك طيلةِ حياتِك.
....

مغمضُ العينين، نائمٌ كملاك صغير في حضني.. كنتُ أتأملُ ما فيه هَذا الفتى من جمال، ناصِع البياضِ.. بشرةٌ طريّة ناعمة، كم تذُكرني بشرتهُ بِحلُوى "الخطمي"، طريّة، ناعمةٌ.. شعرهُ الذي ينسابُ بأريحية على جبينهِ وخديهِ، قد كسبَ شعرهُ لُون أغصان الأشجار.. إنهُ ملُون كالربيع.. بدا الربيعُ نفسهُ..
كم يُزين فصُولي الأربعة بربيعهِ الذي لا ينتهي.. كانت فصولي الأربعة عبارةٌ عَن: الربيعُ وحدهُ..
نابِض بلُون السماء، يجلبُ السعادة بلُون عينيه التي تبدو كساحة معشوشبة يُلونها الأخضر.. أمسكتُ يدهُ الصغيرة التي يضعُها بأريحية على الوسادة.. ابتسمت عندما رأيت يدهُ الصغيرة قد أخفتها يدي الكبيرة..
إنّهُ صغيرٌ قد أتاني مِن الجنّة.. يملئ حياتي الرماديّة بألوان الربيع التي تلُونه، أنا حقاً لا أُودُ أن أخسَرهُ.
حقاً لا أعلمُ ما الذي علي فعلهُ؟! محتارٌ بين خيارين ليسَ لهما ثالث !

لما هُو ساطِعٌ إلى هذا الحد؟، إنهُ يُضيء في مكانه..هذه الغُرفة قد تبددت عتمتُها حينما استشعرتُ هالتهُ المُضيئة.. كيف يُكون بهذا الضُوء؟ ساطِعُ كالقمرٍ مُشرق كالشمس.. إنّهما كلاهما القُمر والشمس- لا يضاهيان سطُوعه الذي يُعمي .. هل أنتَ طيب، رحيم، محبٌ للآخرين.. هل تملكُ قلباً صافياً إلى هذا الحد حتّى تكُون بهذا السُطوع.. أنتَ حقاً مميزٌ جداً، ضُوئك المُشع قد يضيءُ قلُوباً سوداء، تعطيهم تلك النُقطة البيضاء، ذاك الشيءُ المُسمى بالأمل.
إنّهُ سِلاحُك، هذا النُور سُلاحك لكي تُنقِذُ به البشر الذين لُونتهم الكراهيّة والحُقد.. الشر، بألوانها المُعتِمة، السُوداء..

حقاً القمرُ يخافُ من سطوعِك !

....

كنتُ على علم بردةِ فعلهِ المشدوهة، كان ما قلتهُ صادِماً لهُ، جعلتهُ يرتجف من مكانهِ.. كنتُ أنتظِر جوابهُ على قراري الذي اتخذتهُ.. لكن ربما ردةِ فعله التي تنمُ على الدهشة جواباً لي.. لذا ابتسمتُ قائلاً:
- إنّهُ قرارٌ نهائي.
- لكن..

قالها مسرعاً، مع تقاسيمه التي ما زالت على محلّها.. لم أعطيه جواباً لما قالهُ، أزال تقاسيمه المشدوهة بالتنهِد.. حسناً، إنَهُ قرارٌ مجنون .. مجُنون جداً.

- ستجعلهُ أُخاك بالقانون.
هززتُ رأسي مجيباً على ما قالهُ.. نظر إلي بعينيه الهزيلتين السُوداء... رأيته يحثُ خطاه إلى كرسيه الهزاز
جلسَ عليه، ثم أعاد بصرهُ إلي:
- ما يدريك أنّ عائلتهُ لن تعُود لأخذه.. رُبما سيتبناهُ أحدٌ ما !

كان يُحاول إيجاد حجةً تمنعني من أخذِ ذاك الساطع معي..
قُلت:
- قُلت أنا من سيعتني به، سأجعلهُ أخي بالقانون..
صمتُ قليلاً أفكِرُ بأمرِ عائلته التي ربما ستعُودُ إليه.. أكملتُ حديثي:

- حينما يعُودون سنفِكر بأمرهِم.
الأخير أطلق تنهيدة أعمق غير راضياً بالجوابِ الذي قلتهُ لهُ...أنا بالفعلِ أُريد ذلك الأخير..
إنهُ يلُون حياتي بألوانه.. يعطيها معنىً، هدفاً لكي أعيش... أنا بالفعل قد اخترت هدفاً واحداً سأبني حياتي عليه.

أنا سأكُون عائلتهُ، سأرعاه.. سأعطيه جلّ الاهتمام والحُب.
سأجعلُ حياتي.. كُلها لهُ. أخي..
....



هذا الربيع الذي كان يلُونُ المكان، لما فجأةً تبدد.. هذا المكان أصبَح يلُونه العُتمة.. مطلي بلُون الكراهيَةِ، الحِقدِ.. الشر، هذا الُلُون الذي لا يرحم.. سُوداء .. هل رُبما أصُبتُ بالعمى؟ هذا السُواد هو ما يُميز الذين لا يستطيعون الرؤية.. لكنني أراهُ أمامي واقِفاً تعلُو سيماءُه ابتسامةً مشرقة، كم تشعرني بالأمان..كلُّه كان الآمان.. ملجأٌي الذي فقدتهُ، زهور الكرز الذي تتساقط في بقعتهِ من حيثُ لا أدري.. ربما الربيع قد ذهب، إلّا أنهُ بالنسبةِ لي.. لا زال، يقبعُ في مكانهُ، يقفُ بعيداً عني.. مشرق بألوانه الساطعة.

كمْ هو ساطع، للحظة يبدد عتمةَ المكان بسطُوعه.. هناك هالّة قُوية تتراقصُ حوله تضيءُ ما يمكنها من مساحة في هذا المكان المعتم.. ألم أقل لُكم، إنّه يشعرُني بالأمان كلما أكُون معه.. كما هذهِ اللحظة المعتمة..
لطالما شعرتُ بالغيرةِ من سُطوعهِ.. كان يُضيء في أي مكان يذهبُ إليه، لطالما كان القمرُ يخاف من سطوعهِ!
تكره الشمسُ إشراقه الذي يُعميها.. بدت النجوم تريدُ أن تحومَ حولهُ بدلاً القمر..
لما أنتَ ساطعٌ إلى هذا الحد؟ مُلون بألوان الربيع فقط... أجبني "هاروكي".. أُودُّ أنّ أكون مثلك ملُونٌ بالربيع..
ساطعٌ جداً.. أُودُ أن أجعلّ من القمر يغارُ من بريقي.. لطالما شعرتُ بالغيرة، جداً..
لكن لم أحسدهُ، رجوتُ أن يدومَ الربيع معي طويلاً.. دائماً، يلونُ حياتي الرمادية بألوانهِ المشرقة..
لكن بدا أنّني تأخرتُ في هذا.. لوهلة هذا الربيع الذي كان يُحيط بي قد ذهب مع الرياح، تحرر منّي.. كما تفعلُ زهراتُ الكرز، حينما تحرر من وجودها معلقّة في الشجر..

- هارُوكي.
ندهتُ على اسمهِ. أردتُ أعيشَ كذبة أنهُ مجرد حلم. هذا الحُلم أردتهُ أن أعيشهُ حقيقةً..
بخطوات بطيئة متكاسِلة أخذتُ أحثُ إليه.. إلى بقعتهِ المُشرقَة..
لما الطريقُ إليك طويلة؟ هل أنا أمشي ببطء؟
أم أنتَ بعيدٌ جداً.. لما لا أصِلُ إليك.. بعيدٌ جداً، رغم أنني أراك قريباً مني، ظننتُ أنّ ما يفصلُنا خطوات، لكنها بدت أمتارٌ لا تنتهي !

أخذتُ أهرُول بدلاً من المشي. لكن ما زالَ بعيداً عني..رأيتهُ يمدُّ اليد إلي، تلك الابتسامة لا تزاح عن مبسمه أبداً، ولن تفعل. بدا أنّهُ يريدُ أن آتي إليه.. لهذا أخذت أجري إليه، لكن بدا الأمر نفسهُ، لا أصِلُ إليه.
- تعالَ إلي، آيامي.
حينما سمعتُ صوتهُ، شجعني لأجري إليه جرياً سريعاً.. وقد فعلت.

أنا حقاً لا أصِلُ إليك. لما، إنّني أراك قريبٌ مني.. لما أنتَ بعيد جداً؟
رميتُ جسدي الثقيل على هذه الأرضية السُوداء. جاثياً على ركبتي.. مستلماً لواقِع أنّهُ بعيدٌ عني.
مطأطأ الرأس.. حزيناً، أنّى لك أن تُكون بعيداً؟ ظننتُك ستُكون قريباً مني حتى لو كنتَ مُجرد حُلم..

- دّم.
رأيتُ بركة حمراء تنسابُ إلي ببطء كأنها فتاة خجولة. بكيت، أنتَ لست حلما..
إنّك ذكريات الماضي المؤلمة.. هذا المكان، يعيد إلي شريط ذكريات الماضي.. إنّهُ كابُوس، ليسَ حُلما
استطاعت بركة الدماء أن تصِل إلي.بللتني بلونها.. سمعتُ صوتاً ما، بدا صوت طلقٍ ناري
نظرتُ لمصدره.. أنّهُ بالفعل الربيع.. لكنهُ الآن ملُون بالأحمر.. ذاك اللُون الذي يُؤلم، حتى زهرات الكرز التي تغطي بقعتهِ تلونت بقطرات دمائهِ. انسابت دموعي أكثر عمّا سبق. صرختُ بقُوة باسمه.. وقفتُ عن مكاني، أخذتُ أجري إليه مع نحيبٍ وبكاء لا ينقطع. أنادي اسمهُ في كلِّ لحظة.

وقعتُ أرضاً. ربما قد انزلقت بسبب بركة الدماء هذه، نظرتُ إليه لحظة وقوعي.. كان واقِفاً بثقل، ملامحه التي لطالما كانت يزينها الإشراق، إنها شاحبة، صفراء.. ينسابُ من جبينه دماء غزيرة على وجهه.. يحملُ مسدساً..
حتّى وهو متألم.. ضعيف، ما زال يبتسم، لكنها باهتة، بالكادِ استطعتُ رؤيتها.

- أنا آسِف.
أوقع المسدس، ليرمى ثقلهُ فوق زهرات الكرز تلك.. جعلت بعضاً من الزهرات تطير علياً ثم تقع في مكانها ،
مدّ اليد إلي، فعلتُ بالمثل أندهُ على اسمه بصراخ قوي..توسعت عيناي، حين رأيتُ يدهُ تتلاشى.. كان يختفي من أمامي، كلّه، كان وجههُ هو آخر ما تلاشى من أمامي.. كان يُريد أن أرى ابتسامته الصفراء.
ثم سمعتُ يقول اسمي بين ابتسامته:
- آيامي.

هل اختفيت فعلاً؟ حتى بقعته المزهرة، تلاشت هي والمسدس..
كُلّ ما بقي فقط، هو مكان سوداوي معتم.. وأنا مع بركة حمراء تحومُ حولي.. اغرورقت عيوني بدموع..
أخذت أجهشُ ببكاءٍ قوي. إنك حقاً مجرد حُلم مؤلم.. بل كابوسٌ يملئهُ الذكريات التعيسة، الحزينة..
صرختُ باسمه.. أرجوك عُد إلي.. فقط للحظة !
لما لا تجيب؟ لما رحلتَ وتركتني وحيداً ؟

- هارُوكي !

كان القمرُ بالفعل يخافُ من سطوعك.
أنتَ الآن جعلت القمر منتصِراً برحيلك.. من سينافِس سطوعه؟ حتى النجوم اشتاقُوا لرؤية بريقك
الشمسُ أفتقد إشراقك الذي يُعمي.. من سيلُون حياتي الرمادية؟
أنا حقاً اشتقتُ لربيعك الذي لا ينتهي. اشتقتُ للون ساحتك الخضراء، ملُون بالسماء، تزينتَ بلون أغصان الشجر.. تشبثت بك أزهار الكرز، افتقدت مسكنها تلك الأزهار، كنتَ ربيعها الذي لا يرحل.
لما لا أتوقفُ عن البُكاء.. هل اشتاقُ لك إلى هذا الحد ؟!

هارُوكي.. كمْ افتقدناك !
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
  #84  
قديم 08-08-2016, 05:54 PM
 

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_08_16147066446016012.png');"][cell="filter:;"][align=center]
[mark=#f4bcf7]السَلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهُ.[/mark]

منَ كان سيظنُ فعلاً أنّي سأعُودُ لصغيرتي.. تلكَ البُقعة الخافِتة
من المُحزنَ أنّ " النقيضَ" عديم الهالة، ليسَ مشعاً.. أحياناً أودّها أن تكُونَ مثلَ "نوا"
ساطِعة جداً، تضيءُ في مكانها وتجذبُ من حولها إليها.. لَكن على ما يبدو قَد يحتاجُ هذا بعضَ الوقت.

قد نسيتهُا بقعتيَ الخافتة، لَم أكُن فعلاً أودُّ إكمالها..
لأنّي بصدق نسيتُ كُلّ شيءٍ عنها.. أو عن ماذا تدور هذه الرواية..
حتى اسماء شخصياتي لقد نسيتُها.. لكن أشكرُ من رغِب أنّ أكملها، أظُن أن لولاها كانت ستبقَى في طياتِ النسيان فعلاً

فصِل خاص، لهُ علاقة بالروايَة بشكلٍ غير مباشِر..
ربما يوضِحُ بعض الأشياء..ربما لا

حاولتُ بصدق أن أضع كُلّ مشاعري فيها.. وقد فعلت..
كتابةِ هذا الفصل الخاص بمثابة تحدي.. أردتُ فعلاً أن أكتبَ بطريقة جيدة وجديدة بعضَ الشيء.
على العموم، بعد كتابتِها.. فعلاً أنّي قلقة على "أيامي".. خائفة بشكلٍ كبير
أرجُو ألّا يرحلّ عنهُ نورهُ بسبب هذه الذكرياتِ التعيسة، المؤلِمة..


وأيضاً، لا زلتُ غير مقتنِعة بموتِ "هاروكي"
في الحقيقة أشعرُ أنّ وجوده في الرواية الأصليّة سيكونُ أمراً جميلاً
خاصّة وأنّه يشبهُ إلى حدٍ فضيَع "نوا".. أنا لا أعلم، اشعرُ بالحيرة بشأنهِ.


على أيةِ حال، رأيكُم في هذا الفصِل الخاص..
وانتقاداكم وهكذا كما العادة

وشكراً لكلٍ من مرّ في بقعتيَ الخافتة هذه.
أنتَم بالفعل من تجعلون نقيضتي، تزدادُ نوراً.. أنّ تكونَ مثلَ "نوا" أمرٌ ليسَ بمستحيل أبداً.

سيكون الفصل الخامِس من الرواية الأصلية قريباً إنّ شاء الله.
وشُكراً، أراكم قريباً
[/align][/cell][/tabletext][/align]
SaRay likes this.
__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@
  #85  
قديم 08-09-2016, 08:25 PM
 
لي عودة سريعة بإذن الله
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور الآنمي الخآآآدم الآسسود." тόяcнώσσđ ● أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 05-11-2012 10:23 AM
الخآآدم الآسسود.{ Kuroshits"} ششخصيآت+ صور ..تقرير/ тόяcнώσσđ ● أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 09-13-2010 05:38 AM
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ حمزه عمر نور الإسلام - 0 12-07-2009 08:33 PM
بَوحُ الأسُود W...LION أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 19 03-06-2008 03:09 AM


الساعة الآن 03:04 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011