07-28-2015, 01:32 AM
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة cool girl هو نعيم بن مسعود بن عامر يكنى أبا سلمة الأشجعي.
وكان صاحب صبوة، وخدين متعتين, كان ينشدهما أكثر ما ينشدهما عند يهود يثرب, فكان كلما تاقت نفسه لقينة أو هفا بسمعة لوتر, شد رحاله من منازل قومه في نجد ويمم وجهه شطر المدينة, حيث يبذل المال ليهودها بسخًا ليبذلوا له المتعة بسخاء. ولما أكرم الله الإنسانية بإرسال رسوله بدين الحق والهدى كان نعيم بن مسعود مرخيًا للنفس عنانها, فأعرض عن الدين الجديد إعراضًا شديدًا خوفًا من أن يحول دونه ودون متعه ولذاته. مقدمة
اسمه ونسبه
قصة إسلامه
أعماله
وفاته
المصادر
خاتمة
هو نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
نعيم بن مسعود مع معسكر الكفار والمشركين، أحد زعماء غطفان وهو مستلقٍ على فراشه في الخيمة، يتقلب على مهاده أرقاً، كأنما سمر جفناه، فما ينطبقان لنوم، فجعل يسرح ببصره وراء النجوم السابحة على صفحة السماء الصافية، ويطيل التفكير، وفجأةً رأى نفسه تسأله
قائلةً:
((ويحك يا نعيم, -هذا هو الحوار الداخلي- ما الذي جاء بك من تلك الأماكن البعيدة في نجد لحرب هذا الرجل، ومن معه؟ هل هي حرب مقدسة، أم حرب قذرة؟ فأنت لا تحاربه انتصاراً لحق مسلوب، ولا حمية لعرض مغصوب، وإنما جئت لتحاربه لغير سبب معروف ))
-لا تكن أحدكم إمعة، وتقول: أنا مع المجموع, لعل المجموع على خطأ, أنا مع أهلي, لعل أهلك على خطأ, أنا مع أبناء الحي، ولعل أبناء الحي على خطأ, أنا مع أصدقائي لعلهم على خطأ , لا تكن أحدكم إمعة، وتكن أداة رخيصة، ولا تكن منديلاً تُمسَح به أقذر عملية، ثم يرمى, لا تكن كذلك، لا تكن أداةً, لا تكن صنيعةً, لا تكن وسيلة، بل كن حراً تتحرك من قناعتك، وتتحرك بوحي من إيمانك, وبوحي من عقيدتك, تحرَّكْ بوحي من الحق والإنصاف، ولا تكن رقمًا مع الأرقام، ولا تكثر سواد الباطل .
الإنسان أحيانا ينجرُّ إلى معاداة أهل الحق انجرارًا، وله أخ مثلاً متفوق عليه بالدراسة ، ولهذا الأخ شيخ، فحسده، وأكل قلبه اتجاه أخيه، مما جعله يبغض شيخه، فيسوق القصص الواهية، ويطعن فيه، ويسخر منه من دون أن يدري ماذا يفعل؟ فلا تكن إمّعة- .
قال: إنك لا تحاربه انتصارًا لحق مسلوب، أو حمية لعرض مغصوب، وإنما جئت تحاربه لغير سبب معروف, أيليق برجل له عقل مثل عقلك أن يقاتل فيقتل، أو يقتل لغير سبب؟ -ومن علامات قيام الساعة موت كعقاص الغنم لا يدري القاتل لِمَ يقتل، ولا المقتول لما قُتِل, وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ, وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ))
[أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة]
لا يوجد سبب- ما الذي يجعلك تشهر سيفك في وجه هذا الرجل الصالح, ولم يعرِّفه بنبيّ ، الذي يأمر أتباعه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى؟ ويحك يا نعيم, ما الذي يحملك على أنْ تغمس رمحك في دماء أصحابه الذين اتبعوا ما جاءهم به من الهدى والحق, -هذه المناقشة التي كانت سبب سعادته إلى أبد الآبدين, وأنا أقسم لكم أن أناسًا كثيرين ماتوا على الشرك، لا لأنهم كانوا فعلاً مشركين، إلا أنهم كانوا مع أتباعهم هكذا, لم يفكر، وإنما يعيش مع المجموع، ومع التيار العام، فسق على فسق, ولم يحسم هذا الحوار العنيف بين نعيم ونفسه إلا القرار الحازم الذي نهض من توئه لتنفيذه .
أنت عندك إمكانية أن تتخذ قرارًا حازمًا, يا رب أعاهدك على طاعتك مهما كلف الثمن , لك مهنة لا ترضي الله، فعليك أن تستقيل منها سريعًا, لك تصرف ليس في صالح الشرع، فلتنزع عنه مباشرة- .
تسلل نعيم بن مسعود من معسكر قومه تحت جنح الظلام، ومضى يحث الخطى إلى النبي صلى الله عليه وسلم, مشرك مع الأعداء جاء ليقاتل المسلمين، فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام ماثلاً بين يديه, قال:
((نعيم بن مسعود! قال: نعم يا رسول الله, قال: ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ قال يا رسول الله: جئت لأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله, وأنّ ما جئتَ به الحق، ثم أردف يقول: لقد أسلمت يا رسول الله))
((مضى نعيم بن مسعود من توئه إلى بني قريظة، وكان لهم من قبل صاحباً ونديماً، وقال لهم: يا بني قريظة، لقد عرفتم وُدِّي لكم، وصدقي في نصحكم، فقالوا: نعم، والله ما أنت عندنا بمتهم، فقال: إن قريشًا وغطفان لهم في هذه الحرب شأن غير شأنكم، قالوا: وكيف؟ .قال: أنتم هذا البلد بلدكم، وفيه أموالكم، وأولادكم ونساؤكم، وليس بوسعكم أن تهجروه إلى غيره, أما قريش وغطفان فبلدهم وأموالهم وأولادهم ونساؤهم في غير هذه البلد، وقد جاؤوا لحرب محمد، ودعوكم لنقض عهده، ومناصرتهم عليه، فأجبتموهم، فإن أصابوا نجاحاً في قتاله اغتنموه، وإن أخفقوا في قهره عادوا إلى بلادهم آمنين، وتركوكم وحدكم، فينتقم محمد منكم شر انتقام، وأنتم تعلمون أنه لا طاقة لكم به إذا خلا بكم, فقالوا: صدقت واللهِ، وهذا رأي حصيف, تحليل دقيق جداً, فقالوا: واللهِ أشرتَ ونصحتَ، بارك الله بك، ثم خرج من عندهم .
وأتى أبا سفيان بن حرب قائد قريش، وقال له ولمن معه: يا معشر قريش، قد عرفتم ودي لكم، وعداوتي لمحمد، فقالوا: نعم، وقد بلغني أمر فرأيت حقاً عليَّ أن أفضي به إليكم، نصحاً لكم، على أن تكتموه، ولا تذيعوه, قالوا: لك علينا ذلك, قال: إنّ بني قريظة قد ندموا على مخاصمتهم محمدًا، فأرسَلوا إليه يقولون: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، وعزمنا أن نعود إلى معاهدتك ومسالمتك، فهل يرضيك يا محمد أن نأخذ لك من قريش وغطفان رجالاً كثيراً من أشرافهم، ونسلمهم إليك لتضرب أعناقهم، ثم ننضم إليك في محاربتهم حتى نقضي عليهم؟ فأرسل إليهم النبي، وقَبِلَ منهم ذلك, فإنْ بعثت اليهود يا أبا سفيان تطلبُ منكم رهائن من رجالكم فلا تدفعوا إليهم أحداً, قال أبو سفيان: نِعْمَ الحليف أنت، بارك الله بك، وجزيت خيراً، فقد أنقذتَنا .
ثم خرج نعيم من عند أبي سفيان حتى أتى قومه غطفان، فحدثهم بمثل ما حدث به أبا سفيان، وحذرهم مما حذره منهم، وهنا انتهت مهمته, أراد أبو سفيان أن يختبر بني قريظة، فأرسل إليهم ابنه، فقال لهم: إن أبي يقرئكم السلام، ويقول لكم: إنه قد طال حصارنا لمحمد وأصحابه، حتى مللنا، وإننا قد عزَمْنا على أن نقاتل محمداً، ونفرغ منه، وقد بعثني أبي إليكم يدعوكم إلى منازلته غداً، فقالوا له: إن اليوم يوم سبت، ونحن لا نعمل فيه شيئاً، ثم إنا لا نقاتل معكم حتى تعطونا سبعين من أشرافكم، وأشراف غطفان، حتى يكونوا رهائن عندنا, يعني أنّ كلام ابن مسعود صحيح, فإنا نخشى إن اشتدَّ عليكم القتال أن تسرعوا إلى بلادكم، وتتركونا لمحمد وحدنا، وأنتم تعلمون أن لا طاقة لنا به .
-والخطة نجحت مئة بالمئة- امتحنهم أبو سفيان، وطلبوا رهائن، والرهائن من أجل أن يذبحهم النبي, فلما عاد ابن أبي سفيان إلى قومه، وأخبرهم بما سمعه من بني قريظة، قالوا بلسان واحد: خسئ أبناء القردة والخنازير، واللهِ لو طلبوا منا شاة رهينةً ما دفعناها إليهم, وهكذا دبَّتْ بينهم الوقيعة ))
-اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا منهم سالمين, نجح نعيم بن مسعود في تمزيق صفوف الأحزاب، وتفريق كلمتهم- أرسل اللهُ على قريش وأحلافها ريحاً صرصراً عاتية , فجعلت تقتلع خيامهم، وتكفأ قدورهم، وتطفئ نيرانهم، وتصفع وجوههم، وتملأ أعينهم تراباً, فلم يجدوا مفراً من الرحيل ، فرحلوا تحت جنح الظلام ، ولما أصبح المسلمون وجدوا أعداء الله قد ولوا مدبرين، وجعلوا يهتفون بعد أيام عيد الفطر السعيد، ومن الأوراد المتعارف عليها ما ورد في الصحيحين, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ أَعَزَّ جُنْدَهُ, وَنَصَرَ عَبْدَهُ, وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ))
[البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة]
ظلّ نعيم بن مسعود بعد ذلك اليوم موضع ثقة رسول الله, فهذا عمل, ولمثله فليعمل العاملون . مات نعيم بن مسعود في خلافة عثمان وروى عنه ابنه سلمة ابن نعيم. وقيل: بل قتل بن مسعود في الجمل الأول قبل قدوم علي مع مجاشع ابن مسعود السلمي وحكيم بن جبلة، ونعيم بن مسعود الأشجعي. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي ابن ذي اللحية. ويكيبيديا نداء الإيمان موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية |
مشاركتي بالمسابقة |