08-01-2015, 10:40 AM
|
|
الفصل الخامس الفصل الخامس ثلاثة كلاب بعيون ذئاب شرسة ... شلّ الرعب أطرافها و هي تنظر إلى الشر الظاهر في عيونهم كظهور الشمس في كبد السماء .. حين أفاقت من الصدمة لم تضيع وقتها بالعويل والصراخ بل اندفع الأدرنالين في عروقها و هي تجري بإتجاه السلالم
و في لحظة هروبها تلك اندفع أول الرجال جرياً خلفها ... صعدت السلالم كل درجتين معا و هي تلهث بعنف ..غير قادرة على الصراخ .. تسمع من خلفها صوت خطوات تجري على السلالم وكأنها ثيران هائجة ... وصلت الى غرفتها و تمكنت بإعجوبة من إغلاق باب الغرفة في اللحظة الأخيرة و بعدها سمعت صوت ضربة عنيفة على الباب بعد أن ارتطم به أحد تلك الثيران و هو يطلق صرخة وحشية زلزلت جدران المنزل ....
ماذا الآن ؟... لن يصمد الباب كثيراً تحت وطأة أكتاف هؤلاء الوحوش كانت غروب تلهث بشدة و هي تبحث بين أغطية السرير عن هاتفها المحمول إلى أن وجدته أخيراً ....
أصابعها ترتجف و هي تطلب رقم الشرطة إلا أنها أخطأت به أكثر من مرة ..
لااااااااااااااااااااااااا صرخت برعب لينتفض جسدها على صوت تحطّم الباب .. اقترب الرجل الضخم منهاا بسرعة ثم امسكها من شعرها بوحشية .. فأخذت تصرخ و تصرخ بصوت أعلى و أعلى ... انتزع منها الهاتف بقوة و رماهُ على الأرض ليتحول إلى حطّام كما أدركت هي أن حياتها أيضا ستتحول إلى حطّام .. نظر إلى وجهها المرفوع بفعل قبضة يده الحديدية على شعرها بعنف ... رفع يده ليصفعها بقوة أدمت زواية شفتيها ثم سألها من دون مقدمات : ( هل تمتلكين أية أوراق أخرى ؟) ابتلعت ريقها و هي تقول بصلابة : ( أنا حقا لا أعرف عمــــ) صفعته الثانية جاءت مقاطعة لجملتها و قد كانت أقوى من الأولى بكثير حتى شعرت أنها ستفقد وعيها .. صرخ بوحشية :
( أين باقي الأوراق ؟ ... أجيبيني و إياكِ أن تكذبي ) عن ماذا يتحدث هذا الحقير ؟ ..
نظرت إليه بكراهية و اشمئزاز و هي تحاول التخلص منقبضته الحديدية فعالجها بصفعةٍ ثالثة
همست قائلةً بحقد : (ألم يعطيكم رأفت الأوراق بعد أن قام بسرقتها مني ؟.. لقد كدتُ أن اكشف حقيقتكم القذرة )
امتدت يده تمسك برقبتها .. يعتصرها بين أنامله القوية ...
حتى شعرت بإنقطاع نفسها و كأن عروقها ستنفجر فأخذت تشهق بصمت بينما هو ابتسم أبشع ابتسامة رأتها غروب في كلحياتها و هو يقول بصوت بدا كفحيح الأفعى :
(بصراحة الأوامر كانت معاقبتكِ لأنكِ تجرأي على العبث مع من هم أعلى شأناً منكِ أيتها الصحفية الجميلة) .....
ثم صفعها مرة أخرى و قد كانت هذه المرة أقرب إلى لكمة لتسقط على الأرض و هي تتأوه ..
ما الذي يريدونه منها ؟ .. ألم يعطيهم الحقير رأفت كل الأوراق و المستندات التي كادت أن تكشفهم و تدمرهم جميعاً ؟...
ألم يحصلوا على بيت المسكينة أثير؟!.. إذن ما الذي يريدونه الآن؟... اقترب منها رجلٌ آخر و انحنى جاذبا إياها من شعرها ليلكم فكها بقسوة ثم تلقت ضربة قوية في بطنها ...
شعرت غروب حينها أن الدنيا أصبحت سوداء في عينيها لتدرك أنها النهاية .............. من عادة أيمن أن ينسى كل شيء فور دخوله إلى مكتبه في شركة المقاولات التي يعمل بها ... ينشغل تماما بالعمل و ينسى نفسهُ و كل شيء حوله ...
و طبعا من عادة عمته منيرة أن تذكره بوجوب تناوله لأي شيء خلال نهار العمل الطويل .. حتى أنها تحاول بشتى الوسائل دمجهُ في الحياة الإجتماعية من خلال المواعيد الحافلة بفتيات العائلة الفاتنات اللاتي بلغن سن الزواج ... هو لا يهتم بكل هذا لأنه ببساطة لا يفكر بالزواج ..
لا الآن و لا في المستقبل ..
لن يكرر خطأ والده بالزواج من إمرأة لا تستحقه......... كان وافقا خلف المكتب العريض .. الكثير من الأوراق .. المخطوطات و الرسومات الهندسية مبعثرة أمامه على السطح الأملس .. إلا أنه كان ينظر الى ورقةٍ محددة سرقت انتباهه ليهمل شقيقاتها الأخريات..
يمعن النظر إليها بإهتمام كأنها ستختفي من أمامه بعد عدة ثواني.. ترك الورقة تسقط من بين يديه ليرفع عينيه نحو تلك الشابة الفاتنة التي تجلس أمامه كالملكة و هي تبتسم بثقة ... أروى ...
نور الشمس كما تحب عمته منيرة أن تدعوها بسبب شعرها الأشقر الطويل الذي يصل لمنتصف ظهرها بتموجات تخطف الأنظار .. كأن الشمس أحبتْ أروى لتهديها شعراً بلون الذهب الخالص .. أما عينيها فقد كانت خضراء كغابات الزيتون الواسعة ...
جسدها ممشوق القوام كعارضات الأزياء و يعود ذلك بسبب حبها و ممارستها الدائمة للرياضة ... بشرتها بيضاء محمرة خالية من مستحضرات التجميل التي قد تزيدها جمالاً و بالحقيقة أروى لا تحتاج إلى هذه المستحضرات لأنها بإختصار شديد .. فاتنة..
اعترف لنفسه بذلك ...أنها ساحرة ... كتلة من الأنوثة المتفجرة التي تستطيع بسهولة خطف أنظار الرجال إليها و إيقاعهم في شباكها و لكن ليس هو....... بعد عدة ثواني من تبادل النظرات جاءهُ صوتها الهادئ الرقيق و هي تقولُ بثقة :
(أخبرني مارأيكَ بالتصميم الجديد؟)....... أسبل أهدابه و هو يقول بخفوت : ( رائع .. عملكِ رائع يا أروى .. أنا متأكد أن هذا المشروع سيكـــ ) قطع رنين الهاتف كلامه ليبقيه معلقا بالهواء .... اعتدلت أروى بجلستها و أخذت تتأمله و هو يُخرِج الهاتف من جيبهِ أول فكرة خطرت في بالها أنه جذاب بقوة بنيته و إرادته الحديدية التي لم يفقدها ابداً ... وسيم بحلتِهِ الرجولية الأنيقة المكونة من سترة سوداء أنيقة .. يرتدي تحتها قميص أبيض مخطط باللون الأزرق السماوي مع بنطال أسود .. جميل بقصّةِ شعره البني و ذقنه الحليقة الناعمة و الداكنة اللون.. أكثر شيء يجذبها إليه هو نظرة عينيه السوداوين الشبيهتين بعينيّ شقيقته غروب ...
عينيه لغز كبير لا تستطيعُ حلهُ.. ذلك التعبير الغامض يُحيرُها..
مزيج غريب ما بين القسوة و العاطفة الفجة....
استيقظت من حبل تأملاتها على صوته الهائج لتجده يتحرك بتخبط في أنحاء الغرفة و هو يقول بعصبية :
( حسنا عمتي سأتي فوراً .. اهدئي قليلاً ) أغلق الهاتف بسرعة دون أن يسمع رد عمته منيرة ... زفر بقوة ثم توجه الى معطفه البني اللون الملقى بإهمال على الأريكة الضخمة ...
بدا هائجاً كالثور و هو يتمتم بعصبية و بصوتخافت فلم تستطع أُذنيها إلتقاط شيء سوى هذه الكلمات : _ (الحمقاء ... الحمقاء لقد خذرتها ألف مرة و لكنها لا تستمع .. غبية .. متهورة ...) بدا كالمجنون و كأنه قد نسيّ وجودها معه .. فكرت أروى بسخرية مريرة ( و من أنا ليتذكرني؟.. دائما ينسى وجودي بجانبه و كأني لا شيء) ..
نفضت رأسها من هذه الأفكارالمحبطة و هي تنهرُ نفسها بشدة : ( ليس هذا هو الوقت المناسب لتلك الأفكار التافهة.. يجب أن أعلم ما حدث ) ..
نهضت من الكرسي و اقتربت منه بحذر و هي تقول بقلق :
( ما الأمر أيمن ؟ هل حدث شيءٌ سيء ؟) كان أيمن يهمُ بإرتداء معطفه عندما جاءهُ صوتها الرقيق و هي تستفسربقلق عما حدث ...
التفت ينظر إليها و هو يقول بسرعة : ( أروى يجب أن اذهب الآن .. نضال و غروب تعرضا لحادثٍ عنيف ) ............ لم ينتظر أن يسمع ردها و هو يخرج بإندفاع من المكتب و كأن الأشباح تتطاردهُ ... كانت السيدة منيرة لا تزال واقفة مستندة على الجدار الأبيض الباهت ... تذرف دموع الحزن و الخوف على زوج ابنتها أسما و على ابنة أخيها غروب ... غروب حبيبة قلبها الصغيرة ... ما زالت تذكر منظر غروب عندما دخلت الى المنزل لتجد الكثير من الأشياء مبعثرة علىالأرض و كأن معركة قد نشبت في منزلهم الكبير و عندما صعدت إلى غرفة غروب رأتها مرمية على الأرض و هي تتأوه.... أغمضت عينيها بقوة و هي تحاول نسيان ذلك المنظر البشع ..
المهم الآن أن غروب بخير و قد طمأنتهم الطبيبة على استقرار حالتها و أخبرتهم أنهلا يوجد اي خطر على حياتها ... هي فقط بحاجة إلى القليل من الراحة ...
حين رأت أيمن يقترب منها في الممر الطويل وقفت تنتظر وصوله إليها و هي متماسكة قليلا ... ما أن وصل إليها حتى سألها بقلق: ( أخبريني بكل شيء عمتي .. هل أختي بخير؟)... جالسة في ممر أبيض طويل.. طويل جدا يكاد يكون بلا نهاية.. تماماً كتلك الساعات الطويلة .. لا نهاية لها ... جالسة بما يشبه الذهول.... متجمدة بلا روح و كأنها تراقب حدثاً من بعيد لا يخصها ...
حماتها السيدة جيهان لم تتوقف عن البكاء و العويل منذ وصولهم إلى المشفى و قد بدت في حالة يُرثى لها ...
أنها المرة الأولى التي ترى فيها حماتها بهذا الإنهيارو الضعف ... كانت دائما تراها قوية .. قاسية و متسلطة ... أما الآن فهي هشة .. منهارة .. تذرف دموع الخوف و الحزن على ابنها الوحيد....... والدتها منيرة أيضا لم تتوقف عن البكاء و الدعاء من أجل غروب و نضال .......
مالت برأسها على الحائط بجوراها تستند عليه و هي تنظر إلى الجدران البيضاء الخانقة التي تكاد تطبق على روحها ... عقلها يحاول فك رموز تلك المكالمة الهاتفية التي وصلتها من هاتف نضال قبل ساعة و نصف ....
فقط بضعة كلمات أخبرتها أن زوجها نضال أُصيب بطلقة نارية في كتفه الأيمن ... يا إلهي ما هذا اليوم ؟.. هل يُعقل أن تفقد زوجها بهذه السهولة؟....
نضال .... حلم حياتها .... زوجها و حبيبها
منذ أن كانت مراهقة صغيرة و هي تحبه حتى مع مرور السنوات حبها له لم ينقُص بل أخذ يكبر كل يوم ..
ابتسمت بشرود و هي تتذكر قصة حبهما... تذكر أسما أيام مراهقتها عندما كانت تذهب إلى النادي الرياضي مع شقيقتها الكبرى نورهان و ابن خالها أيمن و شقيقته غروب .. فقط لتراهُ هناك وتقابله تحت تلك الشجرة الضخمة ...
نضال ... الصديق المقرب لإبن خالها أيمن .. ذلك الشاب الوسيم الطيب القلب القوي و الشجاع ..
صوته كان ينسيها كل الهموم و الأحزان .. يبتسم لها بهيام و عشق و يناديها بـ " قارورة العسل " ليخفق قلبها بجنون و يطير من الفرح .. وغروب الشقية لم يكن يخفى عنها شيء و قد كانت المرسال الخاص بينهما و صندوق أسرارهما... عندما جاء لخطبتها اعترض المرحوم والدها بشدة لأن أسما كانت في السابعة عشر من عمرها و قد أصر الأب و الأم على أن تنهي دراستها بالأول ثم ليفكروا بالزواج .. و قد عاكستهما الظروف كثيراً لذلك اضطروا للإنتظار لمدة خمسة سنوات كاملة حتى انهيا هما الإثنين دراستهما الجامعية و تزوجا و بعد سنة ونصف أنجبت أسما طفلتهما الصغيرة حنين......
ستة سنوات.. مرت ستة سنوات على زواجهما .. الآن ماذا ؟.. هل هذه هي النهاية ؟... هل ستخسر نضال و إلى الأبد هذه المرة ؟... ماذا عن حنين ؟ هل ستصبح يتيمة بلا سند ؟...
أغمضت عينيها بقوة لتسقط دمعتان يتيمتان على وجنتيها حتى لامستا شفتيها المتيبستين و هي تبتلع ريقها
لتهمس دون أن تدري :
( لا ترحل ... أرجوكَ نضال ... ابقى معي ).... شعرت بتلك اليد الخشنة التي لامست كفها لتفتح عينيها بسرعة و تنظر إلى أيمن .. صديقها المقرب .. ابن خالها و شقيقها بالرضاعة... نظرت في عينيه مباشرة و بعد لحظة صمت قالت بخواء :
( هل سيرحل زوجي يا أيمن ؟ هل سيتركنا أنا و حنين بمفردنا؟) ... ابتسم إبتسامةً باهتة ليرفع ذقنها و يحيط خدها بكفهِ القوية و هو يهمس بثقة : (أنتِ و حنين لن تكونا وحيدتين ابداً لأن نضال لن يرحل يا أسما.. ثقي بالله أكثر من ذلك و استعيذي به من تلك الوساوس .. فقط ادعيلزوجكِ و هو سيكون بخير) نظرت إليه بشك و كأنها تطالبهُ بوعد فأبتسم لها مشجعا ...
كم كانت بحاجة إلى ابن خالها وأخيها الحبيب أيمن في تلك اللحظة ؟... عندما تكون معه تشعر بالأمان .. هو الوحيد الذي يستطيع أن يفهمها و يُعيد روحها إلى الحياة من جديد ....
خرج منها نشيج مكتوم لتجد نفسها في لحظة تقبع على صدره لتجهش بالبكاء أما هو فقد ضمها إليه بقوة مربتاً على شعرها و هو يقول بحنان و محبة صادقة:
( كل شيء سيكون على مايرام ... أنا سأبقى بجابنكِ يا قارورة العسل و لن اترككِ.. لا تخافي صغيرتي) .........
مضت نصف ساعة قبل أن يخرج الطبيب من الغرفة ليطمئنهم على استقرار حالة نضال ... نضال بخير .. لم يمت ... سيعود من أجلها و من أجل ابنتهما حنين .... تتجول أمام عينيه كل يوم في أورقة كلية الطب ... تلقي عليه تحيتها اللطيفة و هي تبتسم برقة قائلةً :
(مرحبا دكتور كريم )
لتُسعد يومه بصوتها و ابتسامتها الناعمة التي تُسحر قلوب الجميع...لقد كثف المحاضرات التي يلقيها هنا في الجامعة فقط من أجل رؤيتها..
و أكثر شيء يغيظُهُ هو أن تناديه بــ " الدكتور كريم" و قد كانت سابقاً و هي مجرد مراهقة صغيرة تناديهِ بإسمه من دون ألقاب .. كريم فقط من دون " دكتور "..
ما الذي تغير الآن؟....
اخذ يمعن النظر إليها و هي تلملم أغراضها لتغادر القاعة بعد انتهاء المحاضرة .......
وجه كالقمر في نوره و عينان عسليتان تلمع بالنجوم تشعان ذكاءاً.. شعر متوسط الطول بتدرجات بنية مصففة بأناقة...
أكثر شيء يعجبه بها هو بساطة شخصيتها ... إنسانة رقيقة هادئة و بنفس الوقت مرحة و قوية .... روحها الطيبة بريئة كبراءة الأطفال .. نظر إليها و هي تتحرك برشاقة و ثقة عالية ليقول في سره :
(هل هذه حقاً إسراء ؟ كيف أصبحت هذه الفتاة الصغيرة تتمتع بهذا الجمال الخلاب ؟ في الماضي لم تكن سوى فتاة مراهقة خجولة وإنطوائية بشعر بني قصير و ملابس صبيانية) خفق قلبه و هو يراها ترفع رأسها بإتجاهه لتقول بلطف :
( مع السلامة دكتور كريم ) _ ( إلى اللقاء إسراء ... أراكِ غداً ... ابعثي سلامي للسيد فاروق ) أومأت برأسها و ابتسمت له تلك الإبتسامة الساحرة ...
ما أجمل إبتسامتها !... ما الذي يحدث معه ؟...
لماذا إسراء هي الوحيدة القادرة على زلزلة كيانه ؟....
لماذا يخفق قلبه بهذه الطريقة كلما رآها ؟... أنه ليس مراهقا ساذجاً بل أنه رجل ناضج .. رجل في السابعة و الثلاثون من عمره .. رجل متزوج من عشر سنوات... إذن لماذا ؟... لماذا ؟... قال بحزم مخاطباً نفسهُ : ( توقف.. توقف يا كريم ... من السخف أن تنساق خلف أفكارك الغبية كشاب غر .. كما لا يجوز التفكير بفتاة بهذه الطريقة .. فتاة تكون ابنة الرجل الذي وقف بجانبكَ كثير)... جلست إسراء مع صديقتها المقربة سهير في مقهى الجامعة بينما تتلقى بهدوء و صبر على وشكأن ينفذ
تقريع سهير لها...... _( إسراء هل أنتِ مغفلة أم ماذا ؟.... إن كان قريبكِ و إن كنتُ معجبة به فلماذا لا تعطين نفسكِ الفرصة و تحاولين التقرب منه ؟.... ) حسنا ... ها قد نقذ صبرها أخيراً ... قالت بحنق وهي ترغب في تلك اللحظة بضرب سهيرعلى رأسها :
( سهير هذا يكفي ... هل يمكننا أن نغلق هذا الموضوع لأني حقاً بدأت اشعر بالإختناق ) عبست سهير بعدم اقتناع ثم قالت بإصرار هادئ و كأنها تحاول إقناع طفلة صغيرة :
( إسراء إياكِ الهروب من هذا الموضوع ..
حبيبتي لا أريدكِ أن تنزعجي مني و لكن أنا متأكدة أن عادل معجب بك مثلما أنتِ أيضا معجبة به ....) رفعت إسراء نظارتها الشمسية عن عينيها ثم ثبتتها على شعرها و هي تقول بضيق :
( ماالذي جعلكِ متأكدة أنه معجب بي؟..) ابتسمت سهير بمكر و قالت : ( من نظراتِ عينيهِ و من إهتمامه الزائد بكِ ... ألم تري كيف كاد أن يُحطم رأس أخي فادي فقط لأن المسكين سألكِ عن المحاضرة) ... صمتت قليلا و هي تنظر إلى صديقتها إسراء ثم أكملت كلامها قائلةً بضيق : (الشيء الذي لاافهمه أنتما الإثنان لماذا لا تعترفان بهذا الحب و ينتهي الأمر .. لماذا لا تحاولين التقرب منه .. لمـــ ..) قاطعتها إسراء قائلةً بصوتٍ غريب : ( مستحيل ...
ربما أنتِ محقة... ربما أكون معجبة به ولكن أن اتزوج و أؤسس عائلة مع ابن خالتي عادل هذا أمرٌ مستحيل .. أي إرتباط بيني و بين عادل سيكون خطأ كبير ) عادت سهير لتعبس و هي تقول بإستهجان : ( لماذا مستحيل ؟ و لماذا خطأ ؟.. اعطني سبباً مقنعاً واحداً) نظرت إسراء إلى سهير بشرود .. صمتت لثواني معدودة ثم همست قائلة بنفس نبرتها السابقة : ( لأنّهُ أراد الزواج من أختي في الماضي ) نهاية الفصل الخامس |
التعديل الأخير تم بواسطة زهرة نزيف القلب ; 08-02-2015 الساعة 06:11 AM |