عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2015, 11:35 AM
 
رواية عالمية " قريباً يا ملاكي " مكتملة

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال يا أعضاء المنتدى الكرام

اليوم حبيت أظهر نشاطي المخزون من زمان Happy2

روايتنا اليوم من الروايات العالمية
" قريبا ياملاكي "
للكاتب :
آن هامبسون
وهي تعتبر من روايات القديمة ل عبير

إليكم الملخص


لا يأتي الحب على أجنحة من حرير.. بل يجئ كدفق صاخب يجتاح القلب و يأسره و في
شباك الأسر قلما يفكر المحبوب في الخلاص من قيود أقوى من الفولاذ
و عندما قامت ( لين) برحلتها الى ايرلندا..لتنفض أرهاقات العمل الطويل بين
الربوع و البحيرات و الجبال لم تكن لتصدق ان رحلتها ستتحول إلى كابوس
مرعب...و سجن حقيقي مؤلم.
فقد تصادف ان تعطلت سيارتها بقرب من مخيم للغجر..و أفلتت بمعجزة من الغجري
المتشرد ..لكنه طاردها في الغابة و سجنها داخل عربه ..و اجبرها على
الزواج على طريقة الغجر.. و باتت الفتاه الرقيقة الجميلة أسيرة السجن و
المعاناة و الألم لكن الحب تسلل إلى قلبها المحزون...و لم تفلح في
مقاومته..!!





سيتم وضع الفصول ....

لا حد يرد



[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #2  
قديم 03-13-2015, 11:43 AM
 
الفصل الأول

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصلل الأول

غابة الغجر

كانت السيارة تسير على مهل الطريق الساحلي تجلس خلف مقودها فتاة جميلة تتأمل
روعة المشهد الطبيعي هضاب خضراء تمتزج أطرافها برمال الخليج الصغير الذهبية و
تحجب قسما منها أشجار عالية مورقة.

كانت لين سلدن تنوي قضاء العطلة في ايرلندا الجنوبية برفقة صديقة لها لكن
صديقتها اعتذرت عن المجئ فقررت لين المضي في رحلتها وحدها. انتقلت من انجلترا
إلى ايرلندا بحرا وبذلك تمكنت من شحن سيارتها على الباخرة نفسها.

أمضت الفتاه إلى الأن عشرة أيام رائعة تتنقل في ارجاء ايرلندا الخضراء
الساحرة . جمال الطبيعة انساها وحدتها فلم تكن تتذكر ذلك الا عند رجوعها في
المساء إلى الفندق لتخلد إلى النوم. وبعد ان امضت لين يومها في مدينة دونيغال
استعدت للعودة على الفندق الواقع في اطراف المدينة لتتوجه في الصباح الباكر
جنوبا نحو دانليرى حيث ستستقل الباخرة بعد ايام عائدة على انجلترا.

اوقفت السيارة إلى جانب الطريف و اخرجت من حقيبتها خريطة المنطقة عيناها
تحدقان في الخريطة في حين ان فكرها شارد في امور اخرى و خاصة في عرض الزواج
الذي تلقته قبل اسبوعين من زميلها في العمل توماس انه شاب لطيف و مهذب لكنه
لا يتمتع بأية جاذبيه لا بل هو كما وصفته احدى زميلاتها بليد و مثير للضجر
وعدته لين بالتفكير جديا في الامر لانها بدات تشعر بالملل من العيش وحيدة فلا
باس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب رقيق لبناء عائلة صالحة.

الى جانب ذلك هناك سبب اخر يجعل لين تأخذ في الاعتبار عرض الزواج و هو شعورها
بالأسف نحو توماس الذي فجع خيانة زوجته له و انفصالهما بالطلاق وجدت الفتاه
معاناة قواسم مشتركه مع ما تعرضت له حياتها العائلية تمتعت ليت بطفولة سعيدة
بين والدين محبين و في منزل وافر الامان لكن والديها انفصلا عن بعضهما و هي
لم تتجاوز بعد السبعة عشر ربيعا بعد ما وجدا ان طريق كل منهما يختلف عن طريق
الاخر و خلال ثلاث اعوام تزوجت امها من رجل امريكي و هاجرت معه الى امريكا
كما ان والدها تزوج من سيدة اقنعته بالهجرة الى استراليا و هكذا اصبحت
لين وحيدة و هي في العشرين و تعيش دون عائلة لذلك قررت ان تجد الرجل الذي
ينتشلها من عذابها و يقاسمها حياة هنيئة.

ايكون هذا الرجل توماس؟؟ سؤال لم تجد له بعد جوابا شافيا تنهدت و هي تقود
السيارة و في طريق فرعي ضيق محاط بالاشجار العالية بعد ان توغلت بضعة كيلو
مترات وصلت الى غابة كثيفة تقع في وسطها بحيرة جميلة يقوم قربها مخيم للغجر
وجود جماعات الغجر في ايرلندا امر مألوف اكثر من وجودهم في انجلترا غريب ام
هؤلاء القوم يتنقلون من مكان الى اخر لا يحبون الاستقرار كبقية البشر يبحثون
عما لا يجدون فيستمرون في التجوال.

فجاة اذ تجاوزت السيارة اولى عربات الغجر اصدر المحرك صوتا قويا ثم توقف
ترجلت لين من السيارة و التف حولها عدد من الاطفال الفضوليين ثم تقدمت منها
غجريتان فيما هي منهمكة بالنظر على المحرك تحاول عبثا معرفة سبب العطل و برز
من بين الجميع شاب اسمر اللون عارضا المساعدة رفعت لين عينيها لترى شاب طويل
مفتول العضلات اسود العينين اجعد الشعر نظراته ثاقبه ارعبتها فبلعت ريقها من
الخوف.

قالت له اخيرا:-

- تعطل محرك سيارتي.

- هل نفذ منها الوقود؟؟

اومات لين بالنفي و اجابت:

- الوقود فيها اكثر من كاف

وجدت الفتاة نفسها تحدق لاحظت تعاليا و غطرسة في هذه الملامح يجعلانه مختلفا
عن بقية قومه فالغجر عادة اناس بسطاء متواضعون علمهم الفقر ان الخضوع هو
الوسيلة الوحيدة لكسب ارزاقهم.

- بما ان الوقود متوافر لا اعلم سبب الداء. نحن نستعمل الجياد لا السيارات
لذلك خبرتي في محركات ضعيفة جدا كل ما يمكنني فعله هو ارسال احد على المدينة
لاحضار ميكانيكيا.

هذا لطف كبير منك , لكنني سأتدبر الأمر وحدي فلا داع للأزعاج
هز الرجل كتفيه علامة عدم الأكتراث , لكن لين كانت تدرك انه كاذب من خلال
نظراته الشغوفه و الفاحصة.

و لانها لمحت شابا يتوجه على حصانه نحو المدينة
ليحضر ميكانيكيا

شعرت بالحرج و هي واقفة بين هؤلاء الغجر فبدأت تتمشى حتى ابتعدت عن المخيم
في طريق موحش تحيط بجانبيه خضرة عذراء تبدو من خلالها مياه البحيرة مرآه
تنعكس على صفحتها بفرح أشعة الشمس الذهبية.

و بينما هي تتأمل شاعرية المكان و سحر وجوه الغامض سمعت وقع خطى تتقدم منها
على مهل فارتعدت علمت انه الغجري الاسمر تراءت لها اشياء كثيرة مرعبة اذ رأته
يقترب منها بكل ثقة و خانتها شجاعتها حتى كادت تصاب بالاغماء.

تحدث الشاب بنبره آمره:

- انت انجليزية اليس كذلك؟؟ ظننت في البدء انك اميركية.

توقف عن الكلام و اقترب من الفتاه عضلاته القوية يبرزها قميصه الاسود الضيق و
(( غجريته)) يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حول عنقه لو اراد فنان رسم
متشرد لوجد فيه النموذج الامثل ارتجفت لين لتراودها فكرة الفرار و لكن الغجري
لم يدع لها الفرصة لتجد منفذا تقدم منها بغته و اطبق على ذراعها دافعا اياها
الى مكان كثيف الاشجار خلال ثوان صارت بين ذراعيه القويتين.
صرخت بأعلا صوتها:

- ايها الوحش!!

لم يابه الرجل لكلماتها بل طوقها ضاحكا و كان مقاومتها تزيد لعبته اثارة و
بينما هم يهم بطرحها ارضا داس احدهم على غصن يابس فسمع صوت انكساره عاليا
التفت الرجل و هو يزمجر غضبا لتظهر فتاه غجرية جميلة يتطاير الشرر من
عينيها:-

- الم تشبع من افعالك القبيحة بعد؟؟ دع الفتاه و شانها ايها الوقح!!

ذهلت لين لاطاعة الرجل الشرير اوامر الغجرية من دون نقاش و ما كاد يحرر يدها
المليئة بالخدوش حتى اطلقت ساقيها للريح.

جلست لين تفكر في كيفية افلاتها من قبضة الغجري الاسمر و لحسن حظها وجدت
اتوبيسا اقلها على الفندق في المدينة و من هناك اتصلت هاتفيا بجراج للسيارات

فتكفل الميكانيكي باصلاح السيارة و جلبها في اليوم التالي بعد ان تبين ان
العطل كان بسيطا للغاية.

سارعت لين بعد ذلك على مغادرة المنطقة و ساهم انتقالها بين الطرقات الجميلة
على نسيان الحادثة الاليمة فاستعادت روحها المرحة و رغبتها في اكتشاف المزيد
من ايرلندا.

...................

وصلت على منطقة تدعى لاف كوريب حيث وجدت المشاهد رائعة تحبس الانفاس الجبال
المراعي الواسعة البحيرات الغابات ..كلها مناظر خلابة تسحر الالباب تمتع
العين و النفس و ترحب بانسان المدينة التعب لينفث في رحابها الهموم وصلت على
واد اخضر تبحث عن مكان تمضي فيه ليلتها ووفقت في العثور على المكان الملائم
مزرعة صغيرة يستقبل اصحابها النزلاء في جناح خاص مقابل مبلغ القليل من المال.

اوصلتها المراه صاحبه المزرعة الى غرفتها البسيطة النظيفة و اطللت لين من
النافذة لتشاهد المنظر الجميل و الجبال تكسوها الغابات الكثيفة ثم لاحظت
مدخنة بعيدة في وسط جبل اخضر.

سالت لين المراة و هي تشير الى المدخنة:-

- هذا بيت في الجبل؟؟ اظن اني رأيت مدخنة.

- نعم هذا قصر السيد دوغى.

لاحظت الفتاة تغير في نبرة المرأه التي تابعت تقول:

- السيد دوغى هو مالك كل هذه الاراضي و قد ورثها عن والده الذي كان الحاكم
الاقطاعى للمنطقة بناء فخم تحيط به حدائق رائقة.

- هل يسمح للجمهور بزيارة الحدائق؟؟

- نعم الابواب تفتح للزوار يومي الثلاثاء وو السبت.

- اود لو سمحت يا سيدتي ان احجز هذه الغرفة ليومين.

- امرك انسة سلدن بامكانك حجزها المدة التي تريدين هنالك اشياء كثيرة يمكنك
القيام بها في هذه المنطقة باستطاعتك مثلا اذا كنت تجيدين ركوب الخيل استئجار
جواد من مدرسة الفروسية و التوجه الى الغابات.
اعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها ايام الطفولة.

انطلقت لين ظهر السبت صوب الحدائق قصر دوغي و بعد ان سلكت بسيارتها طريقا
منحدرا وصلت الى سفح التلة التي يقوم عليها القصر و بدات بالصعود نحوه الى ان
بلغت سورا كبيرا في وسطه بوابه مفتوحة يقف بجانبها حارس يرتدي ثيابا انيقة.

دخلت الى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد ان دفعت مبلغا صغيرا يذهب الى الاعمال
الخيرية.

اخيرا وجدت لين نفسها تتجول في هذه الجنة اينما نظرت وجدت جمالا و بهاء ممرات
تظللها اشجار سخية برك ماء صغيرة تغطيها الزنابق جداول تتدحرج بين الصخور
تعلوها جسور خشبية صغيرة مكسوة بالنبات المتسلق تماثيل بديعة وسط نوافير
المياه و تشكيلات من اجمل الزهور و ازهاها توقفت لين مرارا لتقرا اسماء
الاشجار و الازهار النادرة فتحت كل مجموعة وضعت لوحة صغيرة فيها شروحات موجزة
عن النوع كما قرات على احدى اللوحات ان شرفات الجهة الجنوبية من القصر صممتها
السيدة موريل زوجة الكونت دوغى حاكم المنطقة في القرن التاسع عشر.

وصلت لين خلال تجوالها غالى حديقة مليئة باشجار الزيزفون و شجيرات اخرى
اجنبية مستوردة من القارة الأميركيه 0حديقة اقل ما يقال فيها انها فاتنه جعلت
الفتاه تنسى كل شي و تعتبر ان العالم تقلص كثيرا ليصبح هذا المكان الخلاب
الذي لا موطئ قدم فيه الحزن او لهم لم تتمكن من كتم شعور بالحسد تجاه مالكى
القصر و تمنت لو تكون مكانهم.

حان وقت العودة الى الفندق و تساءلت لين: كيف يتمكن سكان القصر من حبس انفسهم
في الداخل عندما تفتح الابواب للزوار.

فيما هي متوجهه الى البوابة الرئيسية لاحظت لين مجموعة من الزوار ملتفين حول
نافذة من نوافذ القصر تقدمت منهم يدفعها فضول الاكتشاف فسمعت الحوار الدائر
بينهم.
قالت السدة المتوسطة العمر:
- هذه اللوحة تمثل والدته.
علقت السيدة الاخرى:
- لقد كانت رائعة الجمال.
- من المؤسف انها اقدمت على هذا العمل!
- يقال ان علما اسود رفع على شرفات القصر بعد الحادث.
- و ما معنى ذلك؟؟
- معناه انها اعتبرت ميته بالنسبة لعائلتها بعد العار الذي سببته لهم.
- قيل انها ماتت بعد ذلك بوقت قصير اليس كذلك؟؟
- ماتت و هي تضع طفلها.
- و هل تعهد اهلها الطفل؟؟
- البعض يؤكد ذلك
- لكنه اصبح مالك القصر و سيد الأراضي الان رغم كل ما حدث
- السيد دوغى عثر على هذه اللوحة و امر بوضعها هنا ليعيد الاعتبار الى والدته
المنبوذة
- يا لها من قصة محزنة! كم يبلغ دوغى من العمر؟
- اعتقد انه اصبح في الثلاثين.
- هل هو متزوج؟
- لا هناك اشاعات كثيرة عن علاقة تربطه بممثلة سينمائية كبيرة لكنها اخبار
ملفقة لا تمت الى الحقيقة بصلة يقال عنه انه يؤمن بالحب من اول نظره و عندما
يجد ضالته المنشودة سيتزوج فورا
- اتمنى لو استطيع رؤيته لانه كما سمعت شاب باهر الجمال
- ما يميز غيره من الرجال هو قصته الحزينة
- ما هي القصة الحقيقية التي وقعت لامه.. انا لا اعرفها كاملة
- يقال انها هربت مع....

لم تسمع لين من القصة اكثر من ذالك لان المجموعة ابتعدت عنها باتجاه قسم اخر
من الحديقة نظرت من النافذة داخل القصر حيث علقت اللوحة المعنية فرات رسم
امراه رائعة الجمال ترتدي فستانا من الحرير الازرق و على بساطته لا يخفي
وجهها نظرات ارستقراطية واضحة في العينين الزرقاوين شفتاها الورديتان ترسمان
ابتسامة السعادة و البراءة من المحزن انها ماتت عند الولادة

خرجت لين من الحدائق و هي تفكر بهذه القصة التي لم تتمكن من معرفة كل فصولها
شعرت بفضول كبير لمعرفة الحقيقة و للتعرف الى صاحب القصر الذي انقذ لوحة
والدته لينقذ شرفها الضائع.






[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #3  
قديم 03-13-2015, 11:54 AM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]




في الصباح التالي استعدت لين للرحيل بعد ان سددت الفاتورة ووعدت بالعودة الى
المزرعة في رحلتها المقبلة الى ايرلندا توجهت الى مدرسة الفروسية حيث تركت
السيارة في موقف خاص و ترجلت لتستاجر حصانا قررت ان تقوم بنزهه صغيرة على
الحصان في ذهابها الى منطقة جديدة ووقع اختيارها على فرس قوي

- هل هذا الحصان هادئ؟؟

اجابت الفتاه المسؤولة عن الاسطبل:

- فونيلا افضل حصان عندنا و انا واثقة من انك ستفتقدينه كثيرا عندنا تنتهين
من جولتك.

حدقت الفتاة في لين جيدا و تاملت الوجه الرقيق و الشعر الاسود الطويل المعقود
بشريط ابيض كما اعجبت بالقامة الرشيقة و خصوصا بالساقين الطويلتين و الخصر
الضامر لاشك في ان لين فتاه جميلة تجذب الرجال و تدير رؤوسهم...

بعد قليل كانت الفتاه الانجليزية تمتطي جوادها في الغابة التي ارشدتها اليها
فتاه الاسطبل حيث يمكنها التجول بحرية و حيث لا خطر بان تتوه لان اللافتات
منتشره في الغابة خصيصا لارشاد المتنزهين.

كانت اشعة الشمس الساطعة تنفذ من بين اوراق الكثيفة بحياء مضفية على الجو
الداكن اشراقه من السحر وومضة من الغموض

- يا الهي! كانني بالجنة!

ضحكت لين مسرورة لأنها تتمكن من الكلام و التفكير بحرية مطلقة في هذا المكان
كان العالم اصبح ملكها لا ينازعها فيه احد.

- حسنا يا حصاني الجميل لنرتح قليلا هنا.

ربطت الحصان الى شجرة ووقفت تتأمله يلتهم العشب الطري بنهم.

اجفلت لين عندما سمعت صوتا غريبا و اخذت تحدق حولها لترى مصدر الجلبة و شعرت
بان احدا يراقبها في هذه الغابة الموحشة تلفتت فلم تسمع الا خفقة ورقة صفراء
يحملها النسيم.

فجاة سمعت صهيل حصان فاقتربت من فرسها و حلت الحبل بيدين مرتجفتين و قبل ان
تستطيع الانطلاق بالفرس و الابتعاد اقترب منها حصان يمتطيه......الغجري
الاسمر

تجمد الدم في عروقها لما رات الغجري امامها....كيف استطاع الوصول الى هنا من
مخيمه البعيد بهذه السرعة لا يعقل ان يكون جاء على حصانه لان المسافة بعيدة
الى حد يجعل مستحيلا لابد انه استعمل وسيلة اخرى ثم من أين اتى بهذا الحصان
الاصيل الذي لا يمكن ان يملكه غجري فقير؟؟

رفعت عينيها الى وجهه لاحظت اشياء لم تلحظها فيه عندما حاول الاعتداء عليها
بعد تعطل سيارتها قرب المخيم رأت الى جانب وسامته مسحة ارستقراطية نبيلة و
شيئا من اللباقة و الاستعلاء يده الممسكة باللجام بدت انعم تدل على انه لم
يقم بعمل يدوي في حياته حتى ثيابه تبدلت لم يتخل عن قميصه الاسود

لكن الشال الاحمر المتسخ اختفى لحل مكانه شال اخر نظيف السروال الممزق تغير ليصبح
سروالا انيقا...لا شك انه سرق الحصان و الثياب و لكن كيف تبدلت يداه من يدي
متشرد الى يدي ارستقراطي نبيل وقف الغجري يحدق فيها باستغراب كانه فوجئ
بوجودها.

حطم جدار الصمت و اخيرا يقوله:

- صباح الخير.

اخذت لين تحسب فرص الهرب و جسمها الرقيق يرتعش خوفا و غضبا نظرت الى الممر
القريب الذي يوصلها الى مدرسة الفروسية و بخفة لم تعهدها في نفسها من قبل
قفزت الى الحصان و السوط في يدها انطلقت بسرعة وكي تعاقب الغجري على فعلته و
لتؤخر اللحاق بها ضربته بالسوط على وجهه و ضع الرجل يده على خده الدامي و قد
ارتسم على وجهه ذهول كبير.

- تستحق اكثر من ذلك ايها الغجري المتشرد! كيف تجرؤ على التحدث الي؟؟ عد الى
قومك ولا تتحرش بالناس المتمدنين!

قالت لين كلماتها هذه وهي منطلقة على حصانها تحثه بضربات خفيفة من قدميها على
الاسرع في العدو اخذت تخترق الغابة بسرعة عمياء و خوفها يتعاظم مع اقتراب
حوافر جياده منها اذا تمكن من اللحاق بها سيقتلها و يرميها في الغابة!

ازداد هلعها لهذه الفكرة و لم تعد تدري ما تفعل لتخرج من الورطة المميته فهذا
الحصان يقترب منها اكثر فاكثر و صاح فيها الرجل:

- توقفي!

استمرت لين في العدو باسرع ما يمكنها لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديد و
لم تجد ممر الخروج من الغابة فصارت تصرخ بأعلى صوتها:

- النجدة!! النجدة!!

دب التعب في حصانها فخفت سرعته في حين ان حصان الغجري الجبار ما انفك يدنو
منها.

- توقفي و الا اوقعتك عن الفرس.

تجاهلت الفتاه اوامره باحثه دون جدوى عن وسيلة للافلات.

- دعني و شاني! ارحل عني سابلغ رجال الشرطة.

توسلات و تهديدات لن تجدي نفعا مع هذا الرجل الشرير و اخيرا صار الغجري
بمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق فرسها المتعبه

مال الرجل و خطف من يدها
اللجام اجبر الفرس على التوقف ثم نزل عن حصانه و انزل لين عن حصانها شعرت
انها سجينة نظراته الغاضبة ووقفت عاجزة عن الحراك.

رفع الغجري يده الى خده الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببته ضربه السوط

- هل هو حصانك.

- لا استاجرته من مدرسة الفروسية.

هز الرجل راسه و كانه يعرف المدرسة ثم اخذ يحدق في الفتاة لثوان مرث ثقيلة
كأنها الدهر قبل ان يقول:

- لا خوف على الحصان انه يعرف طريق العودة الى الاسطبل
و ضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدا بالعدو حتى اختفى عن نظر لين بعد قليل.

- من أين انت؟؟

- انا انجليزية و جئت الى ايرلندا لامضي اجازتي السنوية...انزل في مزرعة
قديمة من هنا.

هز الرجل راسه كانه يعرف المزرعة كذلك.

- قلت انك في اجازة فهل يعني هذا انك بمفردك؟

- تمام انا اجوب البلاد بسيارتي التي تركتها في موقف قريب من الاسطبل.

واصل الرجل طرح الاسئلة وواصلت لين دون ان تدري مدى خطأها في اعطاء معلومات
يجب ان لا تطلعه عليها و لم تعي ذلك الا عندما سمعته يقول:

- انت وحدك هنا...

و عندما سالها لما ضربته بالسوط اجابت لين وفي صوتها نبرة الازدراء:

- لأنك و جنسك حثالة المجتمع و رعاع القوم!

سرعان ما ندمت لتهورها و طيشها اذ رات في عيني الرجل عاصفة من الغضب و نية
على ارتكاب عمل شرير اقترب منها و زمجر:

- حثالة المجتمع و رعاع القوم؟ ستدفعين ثمن كلماتك غاليا.

و بسرعة حملها في قوة و رمى بها على ظهر الحصان ثم قفز خلفها و انطلق مسرعا
نحو عمق الغابة

......

تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها و لكنها لم تفلح في تصور مصيرها يعزز
ذلك الغضب اقرب الى الجنون يسيطر على خاطفها

ازداد الحصان توغلا في الغابة و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجل ملتصق بها
تحس بنفسه يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعة كبيرة اخذت ترتعد كورقة خريفية
و هي تسال نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء اخيرا قرر الرجل
التنازل عن صمته فأعلن:

- نحن ذاهبان الى المخيم

- المخيم... اي مخيم هذا.

قهقة الغجري عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب:

- الا تعلمين ان الغجر يعيشون في مخيمات؟

- ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك في السجن!

كانت تعلم في قرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) في
الخروج على القانون ولا يهابون السلطة القانون الوحيد الذي يحترمونه هو ان
الغاية تبرر الوسيلة و ان مصلحة القبيلة يجب ان تكون الاهم بغض النظر عن أي
اعتبار واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنج في العثور على نقطة ضعف في
الغجري:

- تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضة العدالة الاختطاف جريمة
يعاقب عليها القانون بشدة!.

لم يعلق الرجل بشئ وظلا صامتين حتى وصلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة
نظرت الى الوجوه التي تنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندما
تعطلت سيارتها كما لم تجد تلك الفتاه التي انقذتها يومها من الغجري لعلها
تعيد الكرة الان.

تعالت الصيحات الترحيب للغجري:

- اهلا بك يا رادولف!

- ما هذه الغيبة الطويلة؟؟

- اخيرا عدت الينا.

نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لا ينتمي الى مخيم معين خصوصا ان هذا المكان
ليس المكان نفسه الذي شاهدته

تقدم من الغجري رجل كهل قال:

- رادولف ليس من عادتك...

اسكته رادولف باشارة من يده و لكن الكهل تابع:

- ما حدث لوجهك؟؟ الدماء تسيل منه بغزارة!

عندما رأت لين الجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب بادية على وجوههم
سمعت بعض الكلمات الانجليزية لكن معظم الكلام باللغة الغجرية التي تجهلها
اوضح رادولف الامر لقومه بلغتهم و نظراته مليئة بالحقد تصب نارها على الفتاة
المصابة بالذهول مطبق

امسك الغجري بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوم
يستعدون لمرح أت ولاثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها..

زادت الدماء المتجمد على وجه رادولف من رهبة شكله وجعلته يبدو مجرما اكثر و
اكثر ايمكن ان تتوقع رحمة من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزه لا يعرف
المثل و المبادئ التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة حاوت الفتاة الا تفكر بما
ينتظرها لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنه تمنت لو انها تموت!

فالموت ارحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة...تمنت لو ان يدي رادولف
الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه اخر نقطة حيا...

انصرف رادولف الى الحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعض
الاسماء اولا بوريل وو غيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولف
يتحدقان عن بوريل و لكنها لا تعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراه او لرجل

حدقت الفتاه في وجه رادولف لتجد الاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه في حين كان
اولاف يتنهد من وقت الى اخر و يزم شفتيه بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائر
بين الرجلين؟؟ سؤال لا يمكنها ان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم.

بعد ذلك بدا القوم يوجهون الاسئلة الى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولاد
الحفاة ذو الثياب البالية يحملقون في ثيابه النظيفة و الانيقة بانبهار.

نظر رادولف الى لين فعاد الى عينية لمعان الشر و بلمح البصر حملها بين يديه
وسط ضحكات الجميع الى عربه ارشده اليها اولاف

صاحت لين في الغجر:

- هذا الرجل خطفني!! ستحاكمون جميعكم ان لم تساعدوني!

نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على وجوه ضاحكة و نظرات
ساخرة لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع وحده متماسكة و الافراد يتعاونون
حتى على اعمال الشر

ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد ان اغلق الباب بعنف. في هذه
العربة لن يتدخل احد لانقاذها.

عليها ان تواجه وحدها الرجل الذي يبدو زعيما
او ملكا على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش اغرورقت عيناها بالدموع فساعة
العقاب حلت شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنها الصغير مكان قذز
فيه اريكة و طاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة في الطرف الاخر سرير ضيق و
على الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك كأن احدا لم يشغل هذه
العربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في ارضها و على محتوياتها لا توصف.

في خلدها تدور اسئلة كثيرة من هو رادولف بالحقيقة؟؟ من هو بوريل الذي تحدث
رادولف و اولاف عنه بكثير من الجدية؟؟ لكن السؤال الاكثر اهمية و الحاحا
يبقى: ماذا سيكون مصيرها؟؟










[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #4  
قديم 03-13-2015, 12:06 PM
 
الفصل الثاني

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصلل الثاني

إمراة في شرك


دخلت لين الى زاوية صغيرة في العربة يفترض انها مطبخ كانت فيه مغسلة قذرة و
فرن صدئ يعمل على الغاز لم تتمكن الفتاه من تحمل الرائحة التي تدعو الى
الغثيان و لما همت بالخروج سمعت اصواتا قريبة في الخارج اطلت من النافذة
الضيقة فرات رادولف و اولاف يتحدثان وحيدين بالانجليزية فربضت لين تحت
النافذة من دون ان تدع راسها يطل و اخذت تسترق السمع.

- اعرف ان الامر يقلقك يا رادولف لكنه حر في اختيار طريق حياته

- لا تقنعني انه محق في سلوك هذا الطريق!!

- اوافق معك و الدليل اني بحثت عنه كثيرا كما طلبت مني لكنه مراوغ كبير و لا
يهدا في مكان.

- اعلم ذلك يا اولاف والا لما كنت رايتني هنا فقد اخبرني ايفور انه في هذا
المخيم.

- كنت قادما هنا اذن عندما خطفت الفتاه

- بالطبع و الا لما...

- مذا تنوي ان تفعل بها يا رادولف؟؟

- ساجعلها تدفع الثمن غاليا لضربي بالسوط و لوصفها اياي بالغجري المتشرد
حثالة المجتمع.

- اعذرها يا رادولف فالناس يملكون افكارا خاطئة عن الغجر

- انا لا اعذر احدا يجرؤ على اهانتي!!

- لكنها تبدو فتاه طيبة فلا تحطم حياتها

تكلم الغجري الشاب بكل صميم و جدية:

- اسمع يا صديقي انا انوي ان انال منها التعويض المناسب عن اهانتي فاذا لم
تتمكن من تحمل ذلك لن يكون الذنب ذنبي

ادركت لين من لهجته القاسية ان الرجل ليس مستعدا للعودة عن قراره و انه ينصاع
لغرائزه ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات حاول اولاف من جديد ان يثنيه عن
عزمه:

- انت تعلم ان الاختطاف جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون بصرامة عليك ان تفكر
بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغنى عن المشاكل ظننت ان الايام كنت كفيلة بتهدئة
طباعك الحادة بعض الشي و بتعليمك كيف تكبح جماح اعصابك.

تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجري الكهل ايعني به ان رادولف هو
(( ملك)) الغجر في كل ايرلندا؟؟ تفسير معقول قد يوضح كلمة الوضع الخاص و
الاحترام الذي اظهره هؤلاء القوم للرجل كما يوضح عدم استقراره في مخيم واحد و
تنقله المستمر من منطقة الى اخرة.

- اتعتقد اني خائف من العقاب يا اولاف.. الا تعلم اني لا احسب حساب النتائج
عندما اقرر الاقدام على خطوة انا مقتنع بها..

فهمت الفتاة من كلماته انه معتاد على هذه الاعمال و ان خبرته فيها طويلة بحيث
لا يخاف الوقوع في ايدي العدالة لكن اولاف ما يزال قلقا و لم يشارك صديقه
مرحه اذ قال بكل جدية:

- احس بنفسي مسؤولا لاني كنت اعلم منذ البدء...

قاطعه رادولف مطيبا خاطره:

- اشكر تفهمك

صمت الكهل قليلا ثم واصل محاولا اقناع صديقه الشاب:

- ولكني اسف للفتاه المسكينة

- لا داعي للاسف لانها اوصلت نفسها الى هنا بحماقتها!!!

- هي انجليزية اليس كذلك؟؟

- تماما

- اذن لابد ان يكون احدا ما قد بدا البحث عنها عائلتها ربما...

- غير ممكن يا اولاف الفتاة وحيدة هنا.

- من قال ذلك؟؟

- قالت لي بانها تمضي اجازتها في ايرلندا و تجوب البلاد وحيدة بسيارتها

- اسمع يا رادولف تبريراتك لا تقنعني بصحة عملك.

- لن اتراجع عن خطوتي ابدا!!

- ولكنك ستوقع نفسك في مشكلة كبيرة

- لا تقلق يا صديقي لن يبحث عنها احد اذ يفترض انها تركت الفندق الذي كانت
تقيم فيه و اتجهت الى منطقة جديدة

- و لكن اين السيارة التي تكلمت عنها؟؟

اخبره رادولف بكل التفاصيل و بان السيارة مفتوحة و المفاتيح ما تزال بداخلها
عندها فقط ادركت لين انها اخطات عندها صرحت للرجل بحماقة لا مثيل لها بكل ما
يسهل له اتمام جريمته

ابتعد الرجلان قليلا فلم تعد الفتاه تتمكن من سماع بقية الحديث ولكنها
استطاعت التقاط جوهره

- عليك احضار سيارتها باسرع ما يمكن يا رادولف كي لا تبدا الشكوك تحوم حول
وجودها في الموقف

- لا ارتاح لعملك يا صديقي هذا ليس من طبيعتك بل...

تلاشت الاصوات اذ ابتعدا كثيرا عن النافذة ففشلت لين من جديد في اكتشاف اللغز
الذي بدات تشعر بوجوده في حياة هذا الغجري الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.

ماذا سيفعل الان بالسيارة لكم كانت غبية عندما اطلعته على كل شي لو لم تفعل
لكان احدهم لاحظ بقاءها الطويل في الموقف و لابلغ الشرطة بالامر و لكن لا
يمكن ان تضيع اثار لين لمدة طويلة فمن المحتم ان يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي
اجازتها و تقتضي عودتها الى العمل كان يفتقدها صاحب البيت عن استحقاق ايجار
شقتها الشهري سياتي من ينقذها من قبضة الغجري عاجلا ام اجلا لكن المقلق ان
هذا الرجل يملك ثقة كبيرة بنفسه تجعلها تخاف من ان يتدبر الامر بشكل محكم
ينجو فيه من أي عقاب على جريمته النكراء

أي هو الان؟؟ غيابه يريد من قلقها و توترها كم يمارس هذا الرجل لعبة الحرب
النفسية ببراعه!!

اه لو يستطيع اولاف من اقناعه بالافراج عنها!!

امنية بددتها اصوات ثرثرة في الخارج باللغة الغجرية شعرت لين من دون ان تفهم شيئا انها
موجهه اليها بدا قلبها يخفق بقوة و احست بان جسمها مشلول و عقلها لا يفكر صار
كل كيانها كنصبا على اللحظات الزاحفة ببطء تحمل في كل ثانية جبالا من القلق و
الخوف متى سياتي رادولف؟؟

و ماذا سيفعل عندها؟؟ كم كانت متهورة عندما ضربته بالسوط!!

لكن الطريقة الهادئة التي حياها بها في الغابة و كانه يراها للمرة
الاولى اججت في صدرها نار الغضب كيف استطاع مواجهتها بكل هذا الهدوء بعد
الحادثة الاولى قرب المخيم؟؟

استحق الضرب و ان تكن النتيجة وجودها هنا سجينة
رجل شرير ينوي ايذائها و بين اناس لم يسمعوا بالشفقة ووخز الضمير من سينقذها
من المصير الذي اعده و يعده لها خاطفها؟؟

جن جنونها بعد تحليلها للموقف فحاولت فتح الباب ثم اخذت تدق بيديها عليه و هي
تعلم ان عملها لن يجدي نفعا لكن احساس دفعها الى هذه المحاولة الفاشلة انهارت
و سقطت على الارض تجهش بالبكاء في حين تعالت في الخارج قهقهات الغجر
المتلذذين بعذابها و معاناتها

اخذت لين تدور في الغرفة تقيسها طولا وو عرضا تجلس على كنبة تنهض لترتمي على
السرير...تسمرت السجينة في مكانها اذ سمعت وقع خطوات قريبة استقرت عيناها على
مقبض الباب تنتظر في هلع ادير المفتاح في القفل و دخل رادولف رماها نظرة عدم
اكتراث و اقفل الباب وراءه.

- حسنا يا صغيرتي وصلنا الان الى ختام المسرحية.

ابتسم هازئا و تحسس الجرح في خده ارتجفت لين عندما رات عمق الجرح الذي سببته
للرجل لانها لم تؤذ احدا في حياتها من قبل لكن وقاحة الغجري دفعتها الى
اللجوء الى العنف معه.

اصبحت لهجة رادولف امره عندما تكلم من جديد:

- تعالي الى هنا لتنفذي العقاب على وصفك بحثالة المجتمع
و صاح فيها بعنف:-

- تعالي الى هنا!!

زاد الجرح احمرارا بسبب الغضب و لم تجد لين بدا من الاذعان لمشيئته خوفا من
بطشه امسك بمعصمها و شدها اليه بقوه بالغة حتى كاد ان يحطم عظامها لم تستسلم
الفتاة له بل اخذت تقاوم بكل ما اوتيت من قوه فيما هو يقهقه عاليا ساخرا من
مقاومتها صرخت لين من الالم عندما اطبق بيده الفولاذية على شعرها و ارغمها
على رفع وجهها الى عينيه الغامضتين و بوحشية فائقة اخذ رادولف يهزها بقوه في
غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولا حتى انها عندما نظرت اليه رات الصورة
مشوشة كانها امام شبح لا امام انسان من لحم و دم و مما زادها حيرة و تعجبا
اخراجه منديلا من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة و حنان!!

- لقد اصبحت الان اكثر وداعة و اقل اهانة و وحشية.

نظرت الى الرجل بارتباك وجه جامد كانه محفور في الصخر نظرات باردة لا تنم على
أي احساس ماذا يدور في خلده؟؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟؟

- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي منك كاملا؟؟ كنت انوي ان استعمل
السلاح نفسه


اشار رادولف الى السوط المرمي على الارض و تابع:

- لكن اثار الجروح تفسد جمال وجهك لذلك طرحت فكرة جلدك جانبا و استعضت عنها
بطريقة انتقامية اخرة ممتعة

رات لين في ابتسامته سخرية لا متناهية و في عينية علامة الانتصار وفي الوقت
نفسه ادركت انه اخطات عندما اهانته و انه لم يغفر لها ذلك لقد وصف الغجر
بحثالة المجتمع و رعاع القوم و رادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غاليا

كرر الغجري سؤاله:

- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي كاملا؟؟

وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:

- اتريدني ان اطلب الرحمة؟؟

- مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعا لاني لست ذلك الشخص المتسامح
ابتعدت لين الى الوراء و نظرت من النافذة فرات اولاف يبتعد على الحصان و معه
يتلاشى املها في المساعدة...

قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:

- لن تنجو بفعلتك عندما اخرج من هنا ساذهب فورا الى الشرطة

علق رادولف و هو ينظر الى وجج المجروح في المرآه:

- الحديث عن الخروج سابق لاوانه يا عزيزتي فانت جميلة جدا و لن اتركك تفلتين

تبسم هازئا و اضاف:

- ربما لن تخرجي من هنا ابدا.

لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة و تصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية
حياتها...

- ماذا.... ماذا تنوي ان تفعل لي؟؟

رفع حاجبيه و اجاب:

- لا تتظاهري بالبراءه و تدعي انك لا تعلمين ماذا سافعل بك!!!

علت حمرة وجه الفتاة خجلا فاوضحت:

- اعني ماذا ستفعل بعد ان تنتقم مني كما تريد؟؟

توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم اضافت بهلع:

- هل تنوي ان تقتلني؟؟

هز رادولف راسه ضاحكا:

- اقتلك؟؟ خسارة ان يموت الجمال لا لن اقتلك لاني لا اريدك جثة هامدة بل
امراة تضج بالحياة.

انساها الغضب خوفا فانفجرت:

- اسمع يا حضرة الغجري قد اكون تحت رحمتك و لكن لا تتوقع مني أي سكوت لانك لا
تستطيع امتلاك روحي!!

- سنرى يا عزيزتي فلندع ذلك للوقت

اخذ يداعب شعرها فانتفضت و انشبت اظافرها على وجسهه مسببة به نزيفا جديدا من
الجرح

و لكنها ما لبثت ان ندمت على ذلك لان الغضب اعماه فكاد يخنقها:

- ساعلمك الان كيف يعامل رعاع القوم نساءه ايتها السيدة الانجليزية المتحضرة.

توسلت اليه و هي تحاول للملمة قميصها الممزق:

- ارجوك ارحمني!! اعتذر

اكمل رادولف على ما تبقى من قميصها ووقف يحدق فيها بعيني شقي شرير

- الاعتذار لا ينفع يا حلوتي اما الدرس الذي سالقنك اياه الان فنافع جدا!!
حملها بين يديه كدمية حاولت لين ان توقظ الرافه فلم تجد الا الرغبة في
الانتقام

رادولف المنتصر في هذه المعركة المنتقم الساخط الذي سيغلب على اية محاولة
تبديها للمقاومة اخذ يضحك و هو ينظر الى البقية الباقية من ملابسها فحاولت
ستر نفسها بغطاء السرير غشاها الخزي و العار و تمنت لو ان يد الموت تمتد
لتنقذها من مرارة هذه اللحظات المشينة

- ما رايك يا حلوتي بهذا التعذيب البطئ!! اعتقد انك لم تتوقعي ذلك ابدا عندما
ضربتني بالسوط على وجهي اليس كذلك؟؟

- اكرهك اكرهك............ساقتلك يوما

- ستكرهينني اكثر يا حلوتي ستكرهين الغجري المتشرد سوف تستجدين منه الرحمة!!!

استشفت لين من صوته مرارة الى جانب الغضب كان الرجل يغار كثيرا على سمعه بني

قومه و لا يتحمل ايه اهانة توجه اليهم

- ان الوان يا حلوتي ليبدا الانتقام الممتع

اغمضت لين عينيها و بكت بمرارة مستسلمة لقدرها المحتوم








[/align][/cell][/tabletext][/align]
  #5  
قديم 03-13-2015, 12:25 PM
 
الفصل الثالث

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www5.0zz0.com/2015/03/13/11/945847661.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


الفصل الثالث

اللعب بالنار


تزايد الضجيج في الخارج و طرق احدهم الباب افاقت لين من ذهولها ولاح لها امل
جديد

و قبل ان يفتح الباب سمع الرجال في الخارج يرددون اغنية غجرية فانفجر ضاحكا
تقدمت امراتان من مدخل العربة فغرقت لين في اغطية السرير محاولة اخفاء نفسها
و الخجل يغمرها تبادل رادولف بعض الكلمات مع المراتين و رمى احد الملتفين الى
لين فستانا زاهيا توقف رادولف يفكر و ينظر الى الفستان بينما كانت الفتاة

تحاول جاهدة فهم ما يجري ماذا يخطط هؤلاء القوم؟؟؟؟

الا يكفيها شر خاطفها وحده لتتحمل الان شرور الاخرين؟؟

اخيرا نطق رادولف:

- ولم لا؟؟

سالته الفتاة و الخوف يعصر قلبها و يمحو بقية الامل الذي لمحته بعد ان سمعت
الطرق على الباب:

- ما الامر؟؟

و اردفت بنبرة شبة هستيرية:


- قل لي ما الامر!!

- القوم يطالبوني بالزواج اليس مضحكا ان فردا من حثالة المجتمع يتزوج فتاة من
نخبة المجتمع!! وجدت انهم على حق فقد ان الاوان لاتخذ لنفسي امراة.

ثم اضاف بعد ان نظر الى الفستان:

- احضرو لك فستان العرس ارتديه!

امتقع وجه لين و صاحت في غضب باكية:

- لا ! لا يمكن لاحد ان يجبرني على الزواج

امسكت بالفستان و رمته في وجه الواقفين على الباب ثم صرخت:

- ارحلوا عني و خذوا هذه القذارة معكم!

انحنى رادولف ليلتقط الفستان و باشارة واحدة من يده ابعد قومه الملتفين و
نوايا الشر في اعينهم بعد ان اهانتهم العروس العنيدة اغلق الباب بعنف و اقترب
من السرير مهددا متوعدا

- ارتدي الفستان

مررت لين لسانها على شفتيها الجافتين و شرعت في محاولة تضليل للتهرب من شرك
الزواج

- ولو انني كنت متزوجة

نظر الى يدها اليسرى ليرى ما اذا كان في اصبعها خاتم زواج


- لا اعتقد انك متزوجة ارتدي الفستان و الا اذا كنت تريدين ان افعل ذلك بنفسي

اخذ عقل الفتاة يعمل بسرعة فوجدت ان في الاذعان لمشيئته و الخروج من هذه
الغرفة فرصة للحصول على مساعدة احد و الخلاص من قبضة خاطفها فقال له وعلى
حبينها علامة الرضوخ:

- حسنا لا خيار لي الا بقبول الزواج و على أي حال يظل الزواج افضل من.....

اكمل الغجري الجملة ضاحكا:

- افضل انتقامي البشع؟؟

- هلا تفضلت بالخروج لاغير ملابسي؟؟

- و لماذا تخجلين من زوجك؟؟

- انت لم تصبح زوجي

كان عقلها ما يزال يفتش عن وسيلة للخلاص كم هي مسافة بين المخيم وو الطريق
العام؟؟

و هل يسمعها احد اذا صرخت مستغثية؟؟

نفذ صبر رادولف من الانتظار فقال:

- لقد نفذ صبري فلا داع للخجل!! انهضي من السرير و ارتدي ثوب العرس

نهض الرجل من كرسيه غاضبا فقالت باذعان و خوف:

- ارجوك عد الى كرسيك فسانفذ مشيئتك

جلس الغجري في حين انها وجدت صعوبة بالغة في التحرك هذا الرجل الخبيث الوقح
الذي سبب لها اذلالا ما بعده اذلال و على الرغم من صعوبة الموقف لمحت الفتاة
في عيني خاطفها بريقا مختلفا عن الشر و السوء رات ما يشبه بالاعجاب!!

كان الفستان طويلا و لحسن الحظ نظيفا وقفت لين اما رادولف الذي امسك بيدها و
قال:

- ما رايك ....اليس الفستان جميلا؟؟

ثم انتبه الى امر تافه بالنسبة اليه فسالها:

- على فكرة ما اسمك؟؟

وجدت لين في غرابة الموقف ما يضحك العريس يسال عن اسم عروسه قبل دقائق من
الزواج!!

- اسمي....لين

- اسم جميل لين ماذا؟؟

- لين سلدون

- تعرفين اسمي على ما اعتقد

- لست بحاجة الى ان اعرفه لاني لن اناديك على الاطلاق

- اول امر على المراه الغجرية ان تعلمه هو الطاعة العمياء لزوجها ستعتادين
على ذلك تدريجا اما الان فهيا لان القوم بانتظارنا

في الخارج نظرت لين الى الطريق فتنفست الصعداء لانه ليس بعيدا جدا عن المخيم
لربما تمكنت من الافلات او لفت انتباه احد بسيارته فياتي لانقاذها لكن رادولف

و قومه كانوا يعلمون نواياها لذلك وجدتهم يحيطون بها بشكل لا يدع مجالا لاية
محاولة للفرار

بدا الرجل المختص باتمام المراسم الشكلية الخاصة بالزواج عند الغجر و التي لم
تفهم منها لين شيئا وقفت تراقب بصمت المشاهد الغريبة التي تمر امامها كانها
مجرد متفرج لا علاقة لها بما يجري هل زواجها شرعي؟؟ ولكن امر الزواج لم عد
مهما ازاء تصميمها النهائي على الفرار مهما كانت الصعاب و مهما كلفها ذلك من
تضحيات زادها تصميمها شجاعة و ايمانا بالخلاص.

صحت فجاة من شرودها على صوت زوجها الغجري رادولف:

- تعالي يا زوجتي سيصطحبنا المحتفلون الان الى عشنا الزوجي

اخذ الرجل يضحك بينما كانت لين تبكي وضعت يدها خلف ظهرها عندما حاول زوجها
وضع يدها في يده مما اثار ضحك الجميع لكن الغريب في الامر ان خوفها تحول الى
غضب بارد و تصميم على الانتقام

امسك رادولف بيدها وصفعها عليها بنعومة كانه يمازحها ثم رافقهما الجميع الى
العربة و كان البعض يرقصون و يغنون احتفالا (( بالمناسبة السعيدة)) فقد تخلى
الزعيم اخيرا عن العزوبية

افاقت لين على اشعة الشمس المتسللة من بين الستائر تداعب عينينها تدافعت
الصور في مخيلتها صور الاهانة و الاذلال تمنت لو انها لو تقاوم بشراسة و تنعت
زوجها بالغجري القذر فلربما كان عاملها شكل اقل شراسة مما فعل لقد سببت
بتصرفها الاخرق غضبه فكان عليها تحمل النتائج.

كان رادولف مصمما على اذلالها فلماذا حاولت ايقافه و هي تعلم ان ما قامت به
عقيم لا يفيد مع هذا الشخص لكن عدم استسلامها اعطاها قدرا من الثقة بالنفس
سوف يجعلها تصمد امام ما ينتظرها من صعوبات و مشاق.

جلست تنظر الى الرجل النائم الى جنبها عيناه المغمضتان كعيني طفل برئ ينام في
هناء بين احضان امه يا لتناقض وحشيته مع هذه القسمات الهادئة!!

رغبت لين بصفعه لكونه يتمكن من النوم هكذا بعد كل ما سبب لها البارحة من اذلال تحرك
الرجل اخيرا و فتح عينيه يحدق حوله كانه لا يعرف أين هو و مع من

- صباح الخير يا زوجتي العزيزة ارجو ان تكوني قد نمت جيدا

لم تنتظر لين طويلا حتى بادرته بالسؤال:

- قل لي ما سنفعل الان هل ستبقيني هنا لاعيش مع هؤلاء القوم

- و اين تريدين العيش؟؟ الزوجات يسكن عادة مع ازواجهن

- لكنني لن اجد شيئا افعله هنا

- في الوقت الحاضر تهتمين بزوجك

- ماذا تعني بالوقت الحاضر؟؟

- اعني حتى نبدا بانجاب الاولاد و الغجر ينجبونهم بكثر كما لاحظت

امقتع وجه لين و هي تحلل الفكرة الجديدة التي ان تحققت ستتعقد امور حياتها
الى الابد

- اتمنى ان لا انجب أي ولد منك

تكلم رادولف بنبرة فاجاة زوجته لما غلفها من الم و حسرة:

- ستنجبين اولادا لاني ككل الرجال ارغب بوجود وريث لي

- وريث؟؟ و ماذا تملك لتعطي وريثتك هذه العربة القذرة؟؟

- دعيني اقدم ك نصيحة غالية الثمن يا لين لا تغضبيني بعد الان والا ندمت على
ذلك حيث لا ينفع الندم و احذرك انك لم تري الاسوا بعد!!
تمتمت الزوجة البائسة:

- كان الله في عوني...

رمقها الغجري بنظرة ثاقبة و قال:

- تمام و خلافا لما تعتقدين انا امتلك الكثير لاقدمه لوريثي

- طبعا فانت تملك هذه العربة القذرة و سعمتك السيئة...

لم تتمكن لين من المتابعة اذا اخرسها الالم عندما اطبق رادولف بقبضته
الحديدية على ذراعها

- لا تعتبري مسالة فقري مسلما بها ولا تحاولي تخمين ممتلكاتي
زاد من شدة قبضته و اضاف:

- يبدو ان علي تاديبك يا امراة....

تحررت لين من قبضته و حاولت النهوض من السرير لكن رادولف كان اسرع منها فشدها
اليه بعنف و استسلمت بعد مقاومة يائسة لاصراره.......

بعد حوالي ساعة جلسا الى طاولة لتناول الطعام الفطور لم يكن رادولف مهتما
بالاكل بقدر ما صب اهتمامه على مراقبة زوجته متلذذا بمعاناتها


سالها و هو يتحسس الجرح في خده

- هل ندمت على فعلتك هذه؟؟

- استحقيت الضرب و انت تعلم ذلك

- استحقيته؟؟

بدا رادولف مذهولا فتساءلت لين ما اذا كان قد نسي انه هاجمها عندما تعطلت
سيارتها قرب المخيم

- انسيت عندما حاول الغجري...

لم يدعها رادولف تكمل اذ قلب المائدة و هب من كرسيه يعميه الغضب فتراجعت لين
خائفة حتى التصقت بحائط العربة و هي تلوم لسانها الطويل الذي اثار اعصابه
تقدم منها الرجل مزمجرا:

- ستعتذرين على هذه الاهانة!! و ستعتذرين بكل تذلل وضعة

حدقت لين مشدوهة في هذا الوجة الشرير و هي لا تكاد تصدق ان كل هذا الحقد يمكن
ان يتجمع في انسان واحد لما وجدها ساكنة جذبها الغجري اليه و اخذ يهزها بقوة
كدمية صغيرة حتى كادت تصاب بالاغماء...اخيرا قال و هو يعض على اسنانه:

- انا انتظر الاعتذار!!

- لم تدع لين الفرصة تفلت من يدها فقال في هلع و ذل:

- اعتذر على ما فعلته...

توقفت فجاة تخنق صوتها الدموع المنهمرة من عينيها بغزارة الرجل كان يستحق
الضرب و الا لما فعلت لين ذلك و على الرغم من صواب موقفها فقد اجبرها على
الاعتذار صاغرة على اشياء قالتها عن اقتناع تام

ورفعت عينيها الى وجهه القاتم الى الملامح المتعالية التي تكسبه تفوقا و
مهابة من يراه يظنه احد النبلاء و لايمكن ان يشك بانه غجري شرير غجري يبدو
ارستقراطي متعجرف... امر محير فعلا

- اظهرت تعقلا في الاعتذار يا حلوتي لان ايه كلمة مهينة كانت ستكلفك شهر
نقاهة!!

حرر كتفيها و نظر الى الطاولة المقلوبة و الى الاطعمة و الصحون المتناثرة على
الارض اقشعر بدن لين تقززا من القذارة الطاغية في هذه العربة امرها رادولف
بالتقاط كل ما تناثر على الارض فلم تجد بدا من الاذعان له فيما هو جالس على
الاريكة يراقب ما تفعل

بعد قليل ابلغها رادولف انه سيغيب طوال النهار

- الى اين ستذهب؟؟

- هذا ليس من شانك كما احب ان اذكرك بالا تحاولي الفرار لان العربة ستكون
مراقبة من جميع الجهات
و نظر حوله:

- اريد ان اجد كل شي نظيفا و مرتبا عدنما اعود الا اذا احببت ان اذيقك طعم
العنف!!

كانت لين تعلم انه لا يمزح و انه على استعداد لضربها فلم تجب على تهديداته
لم يكن عملها بسيطا البته فالعربة قذرة فعلا و تحتاج الى ايام لتصبح نظيفة

بدات اولا بتنظيف الاثاث و القطع بقطعة قماش وجدتها في الدولاب القذر المرحلة
الثانية كانت تنظيف الارض و الاوساخ المتجمعة منذ سنوات على ما يبدو شكلت في
بعض المواضع تلالا صغيرة اضطرت لين لاستعمال السكين لنزعها

الا يكفيها انها تعيش مع زوج وضيع ليزيد الطينة بلة وجودها في هذا المكان
القذر؟؟

حتى رادولف اظهر بعض القرف من القذارة و كانه ليس معتادا على هذه
المشاهد

جلست لين على الاريكة تستريح وتفكر في زوجها بدا غريبا في بعض اقواله و
تصرفاته قبل كل شي في صوته نبرة رقيقة لا يملكها الا دمثو الاخلاق و المهذبون
لا يصبح قاسيا الا في ساعات الغضب والغجرية))...

حاولت ولم تستطع تذكر نبرته في لقائها الاول فهو لم يسالها الا عن السيارة و بعد ذلك انصرف الى
الحركة لا الى الكلام.. ثم هناك الحصان الاصيل الذي كان يمتطيه عند لقائهما
الثاني من اين يمكن لغجري فقير الحصول على مثل هذا الحصان الرائع؟؟

و الاكثر غرابة تمكنه من الوصول الى هذه المنطقة بسرعة بينما امضت لين ساعات لبلوغها
بالسيارة!! هذا يعني انه استعمل وسيلة اسرع من الحصان بكثير

اطلقت زفرة الفشل و قررت اخيرا فتح النافذة و ما ان فعلت حتى ظهر امامها ((
حارس)) شاب لا يتجاوز العشرين من عمره

قالت له على امل ان يكون يفهم الانكليزية:

- اريد نفض هذه السجادات

- سافعل ذلك بنفسي

ابتسمت للشاب بأدب و هو يتناول منها السجادات فظهرت اسنان لم تر انصع بياضا
منها من قبل

- شكرا لك

لم تنتبة المراة الشابة لنظرات الشاب الغجري الهائمة بوجهها الجميل و لم يخطر
لها بالطبع انه لم يكف عن التفكير بها منذ ان احضرها رادولف الى المخيم

سالته عندما اعاد السجادة الاولى:

- هل كلفك رادولف بمراقبة العربة خلال غيابه؟؟

اوما بالايجاب ثم تمتم بصوت هادئ لطيف:

- اسف لقيامي بهذه المهمة

وجدت لين في موقفه فرصة ذهبية فاختارت كلماتها بدقة:

- لا عليك فانت مضطر لاطاعة اوامره اليس كذلك

- الجميع يطيعون اوامر رادولف

- هل هو ملك الغجر؟؟

- لا تطرحي علي اسئلة لا يمكنني الاجابة عليها يا سيدتي

فيما كان الشاب ينهي نفض السجادتين الباقيتين رات لين عينين تراقبان المشهد
من نافذة عربة اخرى حارس اخر ناولها الشاب السجادتين و قال:

- علي الذهاب الان ارجوك اغلقي النافذة

- لا تذهب قبل ان اعرف اسمك على الاقل

نظر الشاب حوله و تكلم بسرعة:

- ادعى كونيل علي الذهاب الان و الا عرف رادولف باني اتحدث اليك

وجدت لين في هذا الشاب نقطة ضعف اذا عرفت استغلالها قد تساعدها على الهرب
بعد قليل اقتربت من النافذة لترى اذا كان احد يراقبها
و عندما لم تجد احدا فتحتها بهدوء فاطل كونيل

- هلا احضرت لي بعض الماء يا كونيل

و ضعت المراة في صوتها كل ما لديها من نعومة و رقة و عرفت مفعولهما عندما

اعاد الشاب الدلو مليئا بالماء و ناولها اياه بيدين مرتعشتين

- شكرا جزيلا

و اضافت بعد ان تاكدت من عدم وجود متطفلين:

- ماذا يحل بك اذا تمكنت من الفرار

- سأقع في مشكلة كبيرة اذا حدث ذلك

- مع زوجي؟؟

- نعم فهو قد كلفني بحراسة العربة

- ايدفع لك شيئا مقابل ذلك؟؟

احمر وجه الشاب حرجا من اسئلتها و قال بخجل:

- في الحقيقة انا بحاجة ماسة الى المال اتريدين المزيد من الماء؟؟

- نعم سأفرغ الدلو اولا

ناولته لين الدلو و ما ان غاب حتى اخذت تفتش في الخزانة العربة عن قلم فلم
تجد شيئا

سالته و هي تناوله الدلو:

- ايمكن ان تحضر لي قلما لاكتب رسالة صغيرة

- لا...

لم تدعه لين يكمل كلامه فتوسلت:

- انا بحاجة الى المساعدة يا كونيل انت تعلم اني سجينة هنا و اريد الفرار باي
ثمن!!

هز الشاب راسه و ابتعد بسرعة بعد ان اغلق النافذة

ظلت لين قرب النافذة تراقب كونيل الجاس على مدخل احدى العربات تحاول ان تلفت
انتباهه لكنه تحاشى النظر اليها فقررت اخيرا الانسحاب كي لا يلاحظها احد و
يخبر زوجها بالامر

جلست تفكر في طريقة كفيلة بكسب الشاب الى جانبها قد يكون المال وسيلة صالحة
لذلك لكنها تركت حقيبة اليد التي تحوي مبلغا محترما في صندوق السيارة هل يقبل
كونيل بمجرد وعد باعطائه المبلغ بعد هروبها؟؟ ولكن كيف يصدقها و كيف تصل اليه
لتعطيه المال؟؟

خطة محكوم عليها بالفشل

تنهدت لين وقالت لنفسها:

- لا فائدة من كل هذا التخطيط سيسجنني هذا الشرير هنا حتى يمل مني و يشعر
بحاجة الى التغيير

كانت واثقة من ان هذا الملل لن يحل قريبا فعليها ان تتاقلم نفسيا لتتحمل
الايام الطويلة الاتية رادولف معجب بها كثيرا و هي لا تنكر انه وسيم جدا برغم
قسوته

اين ذهب؟؟ اين يغيب كل هذه الساعات؟؟ هي لا تتصور زوجها كغيره من الغجر يتنقل
من باب الى باب عارضا اصلاح مقلاه او غلاية فطبعه المتغطرس يمنع عليه ذلك







[/align][/cell][/tabletext][/align]
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شفرة دافنشى رواية عالمية اكثرمن رائعة طليااني تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 20 05-15-2023 06:51 PM
مكتملة ~ رواية أسيرا الوهم للكاتبة :: قلب الجبل زهرة الوآدي! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 26 05-25-2017 03:49 PM
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
رواية عشقتك من جنوني ~ مكتملة ウシイオ..❆ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 03-03-2015 03:48 AM


الساعة الآن 04:51 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011