مدخل ~
لو كان بمقدوري إزالة الحب ... لأزلته من قلبي
لكي لاتتراي صورتك لي ... في نومي
أرغب بنسيانك تماما ... وكل مايتعلق بك
أرغب بحرق ذكرياتك التي أذكرها ... كما يحترق الورق
حتى لو هربت بعيداً و لم تعد .... كنت أنتظرك وبحوزتي الأمل
يالبؤسي حينما كنت أقف بمحاذاة الباب ... في إنتظارك
فيبللني المطر ويتعبني البرد .... ولا أغادر
كل تلك اللحظات ... أعض شفاهي ندماً عليها
الفصل الثالث : مهما يحدث لاتتوقفِ عن الإبتسام
بدأت عيناهَا ترى النُور تدريِجياً وبدأ وُعيها يعود لِسابقه
لتُدرك أنها تُحدق في جِدار الغُرفة التي ترقُد فيها مُستلقية على الفِراش
كانت غرفة نومٍ كبيرة ذات جُدران سُكرية طغى عليها اللوُن بِقوة
وأثاث بني داكن اللون كأثاث الفنادق .. من فخامتهاَ
مُزخرفة بالوردْ المنقوشِ على أطرافهاَ ويبدو أنه منزل أنيق
وربما هو ملكٌ لشخصٍ غني ليكون منزله بمثل هذا النظام
أنْقطعت سلسةُ أفكارِها تلك حالماَ سمِعت صوتاً رقيقاً يّهمُ بمكالمتهاَ
“ هل أنتِ بخير الآن ليندا ؟!
ألتفتت بمحاذاة الصوت بهدوء حتى شَهقت سعِيدة
“ عمتي بارنت !!
أقتربت بارنت ومَسحت بِخفهْ على جَبين ليندا لتبادرها إبتسامة خفيفة على محياها بإشتياق وحنان لطيفْ
“ لقد أِنخفضتْ حَرارتك الآن تبديٌن بِصحة أَفضل !
أبدتْ لِعمتها إبتسامة واسعة بِسعادة غَامرة فَهي لم تُصدق أن تلتقي بِعمتها
التي تُحِبها بعد وقتٍ طَويل .. بعد 5 أعوام كاملةْ من الغِياب
حَاولت لِيندا النُهوضْ بعجزٍ حَتى أوُقفتها عَمتها وعاودت تغطِيتها بالفراشْ
وبِهدوء سحبت بارنت إحدى الكراسِي الصغيرة لتجلس عَليها بمحاذاةِ لِيندا
فأمسكت إبريق شاٌي فضْي اللون كاَن بِقربها بينما أخذت لِيندا تتأمل عمتها
؛ وتتأمل ملامح وجهها التي لم تتغير بل أصبحت أكثر جمال وشباباً من عُمرها حتى حدقت إليها عمتها ًمُبتسمه بِهدوء
فأغمضت عينها وهي تسرحُ في عُمق أفكارها؛
كيف طاف بكِ الأمرُ أن تأتي إلى بانكوك ؟
تنهدت ليندا بِعمق محاولةً تَجميع أفكارها وهي تُحدق بساعديها مطولاً
في آسى وشفقة على حالهاَ“
لقد ذهبتُ لِزيارته .. وليتني لم أذهب !؟
أخذت بارنت رشفة مِن الشاي وتنهدت وهي ترفع رأسها عالياً لتضحك
سعيدة“
إنه شاي رائع يبدو أختياري موفقاً ههههه
عضة ليندا شفتيها وهي تشد فِراشها بغيض وتتأمل عَمتها التي بدأت سعيدة
بمذاق شايها لتردف في تذمر “
ألم تَسمعي ماقلت حتى؟
وضعت بارنت كُوب شايها جانباً وأعطت ليندا كوباً من الشاي وضعته بين يديها
وبدأت إبتسامة واثقة تظهر على معالم وجهها وهي تحمل الكثير من الأفكار
“
أنا أعلم كل شيء سلفا .يا لِيندا ..
توسعت أعين ليندا مُتعجبه من ما تقوله بارنت بثقةٍ كاملة ْ فأسترسلت حائرة
كيف تعرفين ؟ من أخبرك ؟ هل كنتِ ؟
قاطعتها بارنت مازحة وهي تضحك بصوت عالي وبهسترية لم تناسب مَقامها
“
أمزح فقط أن لا أعلم عن أي شيء هههههههه
شدت ليندا من قبضة يدها وبدأت يداها ترجفان قليلاً حتى بدأ طبق الكوب يهتز قليلاً من الغضب حدقت بارنت بجدية إلى حال
ليندا القلقة
عاودت التبسم من جديد ووضعت يدها فوق رأس ليندا ونظرت إليها بحنية شديدة
“
الآن أخبريني بكل مايعتلي خواطرك وسأسمعك جيدا ...
وحينها بدأت ليندا بسرد كل ماحصل لها لعمتها التي كانت تصغي لها بإهتمام وهي تحتسي الشاي
وعندما أنتهت من حديثها وضعت بارنت فنجان شايها جانباً بعد أن أنتهت منه
تنهدت بِعمق وبدأت تبتسم
“
وهكذا وصلتي إلى هنا ...
أجابتها ليندا بهدوء “
نعم هكذا ...
نظرت ليندا لعمتها نظرة حيرة وتساؤل
“
ماذا علي أن أفعل الآن ؟! ماذا يجدر بي أن أفعل
ألتفتت بارنت نحو النافذة حتى لاحظت أن الثلج توقف عن هطوله
نهضت مسرعة وفتحت النافذة وبدأت تحدق في هذا المنظر الثلجي
تنفست بعمق شديد محاولة الإسترخاء وبدأت تضحك بخفةٍ
“
إنك تُذكريني بِنفسي يالِيندا عِندما كُنت بِمثل عُمرك ورُبما أصغر
نظرت ليِندا إليها في حيرة من كَلامها فلم تَكن تتخيل أن تقول عَمتها شيء
كهذا أكملت بارنت وبدت إبتسامتها تتبدد تدريجياً وهي تتذكر ذِكرياتها
رددت بصوت بائس “
منذ وقت كنت أسوء حال منكِ بالرغم من أنني مررت بتجربة زواج ناجحة إلا أن الوصول إليها كان
شيئاً لم أتوقعه أبداً
بدأت التساؤل والفضول يتردد في عقل ليِندا فحملقت إلى
عمتها متسائلة وبصوت مرتفع مُتحمسه سألت بِفُضُول
“ هل هل كُنتِ مثلي
عدلت بارنت من وضعية قبعتها لِتجعلها مائلة بعض الشيء إلى اليسار وأتجهت نحو شيء كبير مغطى بقطعة قماش كبيرة
مُغبرة ويبدو عليها القِدم
فرفعت القماش عنه ونفضت التراب لتظهر لوحة لرجُل بدى أنه شخصُ نبِيل من ثيابه ومظهره أبتسمت أبتسامة تُرافقها
نظرات الشوق والحِنية
“هذا هو إدوارد كاردن إبن كاردن دورت أكبر تُجار بانكوك في ذاك الزمن وهو زوجي الراحل!!
حدقت ليندا في تلك الصورة المرسومة بإحترافية وأتجهت نحوها
لمست قماشها الذي بدى قويا ومذهل الجودة وقد بدى إعجابها واضحاً
إعجاب شديد “
هل هكذا هو شكله إنه وسيم للغاية ، أيضا رَسام هِذه اللوحة فَنان حقاً ، يالها من لَوحة مُمَيزة
عَاودت بارنت النظْر للوُحة وَمسحت بِيدها عليها بِنظرات بَائسة ودون إبتسامتها المعهودة
رددت بِحزن “
هذا الشخص كان هو سبباً أساسياً في تغير حياتي البائسة لقد جعلني أكون كما أنا بارنت كولد ولا أحد غيري ،بارنت التي تعيش في منزل فخم في ضواحي بانكوك
بدأت الدموع تنهمر من عينيها حينما تذكرت أشياء كثيرة عنه
مستحت تلك الدموع المنهمرة وبَدلتها بإبتسامة ضاحكة
مُرددة “
يبدو أنني خيبت ظنه مجدداً
جلست على الكرسي وأخذت تتأمل في اللوحة
نظرت لليندا مبستمه “
مابك واقفه ؟! إجلسي هل ترغبين بسماع قصتي !!
جلست ليندا وقد بدت خجله “
إذا لم يكن عِندك مانع لابأس
تنهدت بارنت مبتسمه
“ حسنا إذا .. شريط ذكريات
بانكوك |
كانت بانكوك في ذاك الحين تعاني من حالة إقتصادية هابطة نوعاً ما
مما أدى إلى إرتفاع أسعار الطعام والشراب وحتى السكن
لكن أهل القرية كانوا يَعملون في الزراعة بمن فيهم أبي
وكانت هناك قرى تدعم القرى الأخرى بما تحتاجه
كان أبي يعمل في الحقل بعد شروق الشمس مباشرة ويعود قبيل الغروب بقليل
ويأتي إدوارد إلى منزلنا حاملاً معه بعض الخضار التي يزرعونها في حقلهم
وكان هكذا دائما
ذات مرة لم يعد والدي كعادته بل تأخر وكان يقول لي دائماً اذا تأخرت في المجيء للبيت
فأحرصي على غلق الأبواب والنوافذ ولاتسمحي لأي أحد بالدخول
ولكنه نسي أنني شخصية عنيدة وأنني المزعجة والتي تسبب المشاكل
لنفسها ولغيرها كنت قد خرجت في نزهة متجاهلة كلام والدي وقمت بشجار كبير مع أبناء الجيران لدرجة أننا حطمنا بعض
النوافذ والأبواب
كعادتي هربت تاركة اللوم بأكمله على أصدقائي وأنا أضحك بشّرِ كعادتي
عدت للمنزل وكنت قد سرقت بعض الأطعمة من نوافذ جاراتي فهن يطبخن فطائر لذيذة أحبها وحينها سمعت صوتاً غريباً
في المنزل ليس صوت جرذان أو فئران
بل صوت أقدام تسير ومازاد الرعب في قلبي أكثر أنها كانت تقترب ناحيتي مسرعة وأخرج صاحبها من حنجرته صوتاً
غريباً فوليت هاربة نحو المطبخ
وأمسكت بمقلاتي وحال وصول الشخص إلي ضربته بكل ما لدي من قوة على رأسه وربطت رأسه بكيس أرز قديم وقيدت
يديه بإحكام لقد ضننت أنني سأكافيء لإمساكي بلص ، وحال ما رأه أبي ضربني بكفه بقوة على خدي معاتبني
أيتها المتهورة لقد أسرتي إدواراد كاردن ؟!
ماذا أنا أسرته ؟؟من هو إدوارد كاردن ؟
ثم عرفت القصة كاملة وعرفت أنه قد جاء إلينا ليعطي والدي من محصول مزرعتهم
فقد كان يوزعه على سكان الحي وأخبره والدي أن يأتي لمنزلنا ويضعه لهذا
اضطررت أن أعتذر له ' لقد حقدت عليه بشدة فبسببه عاتبني
والدي بقسوة لكنه كان ينظر إلي مبتسماً لقد كان يستفزني حقاً
أعتقد أنني وقتها كنت بعمر 18 عاماً أي كنت مجرد مراهقة لاتعلم مصلحتها
ولم أعلم بما فعله أبي بي ذاك الوقت ، لقد أجبرني على الزواج
بإبن أسرة كاردن إدوارد الرجل الذي حقدت عليه وإزداد حقدي له
بعد زواجنا ، كيف هو يتقبل الزواج بفتاة ذات مصائب ؟وربما
تقوم بتشويه سمعة أسرته ؟ “ أتذكر أنني كنت أخبره بكل شيء
فقط كان يّهم بالتبسم كالأبله في وجهي وهو يقول بمنتهى البرود
لايهمني أحد ، أنا تزوجتك لأنني اردت ذالك لأنني أحببتك حقاً
لم أكن أعلم ماذا يجب على ردة فعلي أن تكون ، لكنني حاولت إكمال
حياتي العادية وكأنني لم أتزوجه قط ، و عندما حاولت القيام
بما كنت أفعله دائماً ، أصبح الناس أشد غضباً علي ودائماً
ماكانوا يقولون سيدة كاردن هذا لايليق بك ويكررون هذه العبارة السخيفة
لاحقاً أكتشفت شيئاً سبب لي قهراً حقيقياً ، لقد كان أهل قريتي
يتجهون لإدوارد ويشتكونني عنده وبمنتهى السهولة يتأسف لهم
ويعوضهم عن ما أفسدته بمنتهى البساطة كنت مصيبة حقيقية
وقتها فكرت ان أواجهه بسؤال واحد لعله يعطيني الإجابة التي أريدها
لماذا لا تعاتبني ؟ لماذا لاتخبرني بأنهم يشتكون لك ؟
أنزل رأسه وهو يبتسم في خفة
أنا لا أريد أن تتوقفي عن التبسم
للحظة صمت هو! ولازلت أحدق إليه في دهشة هل كان يعتقد
أن ضحكاتي وما أقوم به يسعدني حقا؟ هل أحب تلك الإبتسامة
الزائفة ؟ هل طيبته السخيفة هذه ! جعلته يحسن النية إتجاهي ؟
سألته بكل صراحة
هل أحببت إبتسامتي فقط ؟ هل كنت تعتقد أن إبتسامتي حقيقية ؟
وأن ما أقوم به من إزعاج يسعدني ؟
أكملت كلامي دون أن أدرك ماكنت أقوله تلك اللحظة أردت
قول كل شيء له وأن لا أترك أي شيء لم أخبره به
أتعلم كل ما قمت به من إزعاج وسخرية لهم هو ماجعلهم
يتذكروني دائماً لقد أردت أن أكون شخصاً معروفاً لم أكن أستمتع
ولم تكن هذه الإبتسامة حقيقة ؟
رفع رأسه عالياً وأكمل جاداً
إذا لتكن حقيقة !!
أكمل كلامه وهو يحدق إلي سعيداً ممسكاً بيدي بحزم وثقة مما يقوله
لنجعل إبتسامتك حقيقة ، لابد أن يعرف الكل من تكونين
لابد أن يعرف الكل جمال بارنت مارلي من الداخل أريدهم أن يروا الجمال
الذي أراه ، ضَحِكت بِسخرية عليه متسألة وبالكاد تخرج الكلمات من فمي
هههه ك كيف ذالك ؟ هل تسخر مني ؟
إطلاقاً أنا جاد فيما أقوله ولكي أُثبت لكِ من الآن سنعمل على الأمر معاً
وهكذا ، كان جاداً حقاً فيما كان يقوله كل يوم كان يأتي إلي مدرسوا الإتكيت
بمختلف الجنسيات ، وبمختلف التخصصات إتكيت الطعام الكلام و و
وكل يوم يأتي إلينا أفضل الخياطين ليخيط لي أجود وأفضل الفساتين
لقد أرادني أن أكون سيدة ناجحة وأنيقة كما يجب، سيدة تستحق أن تسمى
زوجة إدوارد كاردن ، ومع الأيام لاحظت أن الناس بدأت معاملتهم لي تتغير
بدأت أصبح شخصاً مهماً نعم تغيرت حياتي لأنني أصبحت زوجة
رجل ثري له مكانته في المجتمع ، فعلاً الناس لايهتمون إلا بالمظاهر الخارجية
وبعدها تحسنت نفسيتي حقاً أصبحت أحب الناس والحياة ، بدأت أنظر لنقسي بأنني إنسانة محظوظة إنسانة جميلة ورائعة
لقد زرع الثقة بنفسي
وبدات أستفيد من مال زوجي في مساعدة الفقراء والمحتاجين
والتطوع لدور الأيتام وكان يساعدني ويشجعني على مثل هذه الأعمال الجيدة
، كان يحرص على أن أقوم بالأعمال الجيدة بمنتهى الإخلاص والمحبة
أراد مني أن أعرف كيف هو الشعور عندما تساعد الناس وتفرحهم وتعطف عليهم
وهكذا أصبحت أبتسم حقاً إبتسامة حقيقية ، لم أترك أحداً لم أساعده
بما أقدر! وإن واجهتني مشكلة ما ، ليس علي سوى أن أبتسم وأبقى هادئة
لأفكر في حل ممتاز ، هذا ماعملني إياه ، أن أكون أمراة قوية هذا مايجب أن
أن أكون مع الأيام تغيرت نظرتي له حقاً أفتخرت وقتها بأنني زوجته ، لكن
اللحظات السعيدة لاتدوم في هذه الحياة الفانية فلقد حدثت أمور لم نتوقعها
حرب بين بانكوك وبين القرى المجاورة حدثت ، فأنظم إدوارد للجيش ليقوم بحمايتنا على أكمل وجه حتى لحظته الأخيرة لا
أزال أتذكر إبتسامته بين دماءه وألامه وهو ينطق تلك الكلمات مبتسماً بعفوية بين ألمه وكأنه لم يشعر بشيء قط
بارنت مهما يحصل لاتتوقفي عن الإبتسام ، كوني قوية —
تلك العبارة أصبحت شيء مهم في حياتي فلم أعد أكترث لشيء ولا أخاف من شيء لأنني أصبحت أتذكره وأتذكر من أكون
لطالما عشت قوية وعنيدة صاحبة رأس قاسي كالصخر حادة المزاج بشكل لايُوصف تلك هي أنا لكنه جعل مني إمراءة قوية
حقاً مخصلة وذكية تُجيد التصرف وتكُون وفية للناس وتُساعدهم
في مشاكلهم ، بعد موته في تلك الحرب مرت سنين عديدةة عاد أخي فيها من
سفرته الطويلة التي كانت في روسيا وكانت زوجة أريا حاملاً بجينيت كان أخي سعيداً جداً بزوجته أريّا كان يمتدحها طيلة
الوقت وكان ينتظر المولد الأول بفارغٍ
الصبر ، لكن توفي والدي بعد قدوم أخي بشهر إثر مرضٍ صعب واجهه وبعد أيام
العزاء إفترقنا غادر أخي وزوجته بانكوك وبقيت أنا هنا وبدأت أعيد بناء مجد
أسرة زوجي و مارسة نفس تجارة والدي في المزرعة ، حسناً حياتي أصبحت
عادية جداً لكنني زرتكم قبل سنوات ولم أستطيع المجيء عندكم لظروف عملي
-