ولدت اراكني في قرية صغيرة من قرى ليديا
كان أبوها أيدمون يحترف صباغة الصوف .
كانت أراكنى شديدة المهارة و البراعه فى الغزل
كانت حوريات الغابه يتركن منازلهن وسط جبل تيمولوس حتى يشاهدن مهارتهاالفائقه ، و كانت حوريات الماء يتركن نهر باكتولوس ليستمتعن بمشاهدة نسجها .
و كان معروف أن أراكنى قد تعلمت على يد الألهه أثينا
و لكنها انكرت ذلك بعد أن غرتها الشهره و كلمات المدح و الأعجاب .
و ذات يوم قالت أحدى حوريات الغابه لأراكني : " لقد انعمت عليك أثينا بنعمه عظيمه "
لكن أراكني تحدت الجميع قائله :" لم يعلمني احد ، لقد علمت نفسي بنفسي ولا فضل لأحد علي "
و أضافت في تحد : " فلتأت أثينا و تبارينى ، فان فازت على كان لها أن تفعلبى ما تشاء و سوف نرى من فينا تستحق أن تكون ألهة الغزل " .
غطت الحوريات أفواههن من الخوف بعد سماع ذلك التطاول على أثينا أحد أقوى ألهة الأوليمب
و كان خوفهم فى محله ، فقد جن جنون أثينا عند سماع كلام أراكنى .
تنكرت أثينا فى صورة امرأه عجوز و ذهبت الى كوخ أراكنى
طرقت العجوز على الباب ، و عندما فتحت لها أراكني ، قالت لها العجوز : " سنين عمرى الطويله و شيخوختى اكسبتنى خبرة طويله و أنى أرجوك أن تستمعى الىنصيحتى ، لا مانع من التفاخر بأنك أكثر البشر مهاره فى غزل الصوف ، و لكنأحذرى أن تتمادى و تقارنى نفسك بأحد الآلهه"
أضافت العجوز قائله : " بل عليك أن تتوسلى اليها أن تغفر لك تطاولك ، و سوف تصفح عنك حين تطلبي ذلك " .
ألقت أراكنى النسجية التى كانت فى يدها و نظرت الى العجوز غاضبه و قالت فىثوره :" أيتها العجوز الحمقاء لا تخالى أن نصيحتك لها تأثير فى نفسى فأنىمازلت عند رأيى " .
و أعلنت فى كبر أن أثينا تتهرب من مبارتها و قالت : " لو كانت أثينا بنصف ما يقال عنها من عظمه فلتأت الى "
عندها صاحت أثينا بعد أن عادت الى صورتها الأصليه " ها أنا قد جئت "
أحمر وجه أراكنى من المفاجأه الا أنها تماسكت و قالت : " أهلاً أثينا ، جروؤت أخيراً على مواجهتى "
لم تضف أثينا أى كامه بل قبلت التحدى على الفور .
و مع الفجر بدأت المباراه ، أخذت كل من أراكنى و أثينا موقعهما فى أحد أركان الغرفه ، و بسطت كل منهما نولها و شدت خيوطه
أخذت كل منهما فى تشكيل الأساطير على نسجيتهما ، فحاولت كل منهما أن تجعل من لوحتها رساله للأخرى
أثينا أختارت أن تصور مشهد انتصارها على بوسيدون أله البحر فى المباره التى جرت بينهم لتحديد أسم مدينة أثينا اليونانه .
رسمت أثينا صخرة أريس التى شهدت المناظره الكبرى بينها و بوسيدون من أجلأطلاق أسم أحدهم على المدينه ، و أجلست الآلهه الأثنى عشر فوق عروشهمالعاليه يتوسطهم زيوس
و أظهرت بوسيدون واقفاً بحربته الطويله ثلاثية الشعب يشق الصخره ليظهر الجواد من بين الصخر آيه على أستحقاق أطلاق أسمه على المدينه .
كذلك صورت نفسها ممسكه بدرعها ، حامله رمحها و مرتديه خوذتها ، و أظهرت شجرة الزيتون التى نبتت حيث ضربت الأرض برمحها .
و قد تعمدت أثينا أثارة الذعر فى قلب لأراكنى و الأيحاء لها بما ينتظرها منعقاب ، فأضافت الى اللوحه صور أربع مباريات أخرى جعلت كل واحده فى ركن منأركان النسجيه .
الركن الأول :
صورة هايموس و رودوبى و كانا أخ و أخت من البشر تسميا بأسماء كبيرى الآلهه زيوس و هيرا فمسخا جبلين .
الركن الثانى :
صورت مصير جيرانا ملكة الأقزام التى تحدت الألهه هيرا ، فمسختها الى طائر الكركى و جعلتها تشن الحرب على شعبها .
الركن الثالث :
صورت أثينا انتيجونى أبنة ملك طرواده التى جرؤت على منافسة هيرا و تباهت أن شعرها أجمل من هيرا فحولتها الى طائر اللقلق .
الركن الرابع و الأخير :
طرزت أثينا صورة سيزاس ملك باخوس بعد فقدانه بناته محتضناً درجات سلمالمعبد التى كانت فى الماضى اعضاء أجساد بناته ( فقد أعجبت بأنفسهن أكثر منأعجابهن بهيرا ) .
و زينت ُينا حواف النسجيه بأغصان الزيتون المجدوله رمز السلام .
و أستخدمت أثينا خيوط تشع بألوان قوس قزح التى تنعكس فى قبة السماء بعد هطول الأمطار ، فأصبحت نسجيتها متألقة كنجوم السماء.
أما أراكنى أختارت أن تصور نزوات الآلهه و مجونها لتثبت لأثينا أن سادة الأوليمب ليسوا بالكمال الذى يدعون.
فتوسطت نسجيتها صورة أوربا التي خدعها زيوس متخفياً فى هيئة ثور و هي على ظهره يعبر بها البحر
كذلك صورت أستيرييه و قد قبض عليها زيوس بمخالبه بعد أن تحول الى نسر ، وأضافت صورة ليدا نائمه تحت جناحى طائر البجع و صوره أخرى لزيوس متشكلاً فىأمطار من الذهب ليغرى داناى ، و فى صورة ألسنة لهب لكى يفوز بأبنه سوبوس .
و هكذا طرزت العديد من الصور التى تحكى نزوات الآلهه بوسيدون ، ديونيسوس وهرميس ، و أخيراً طرزت أراكنى حواف النسيجه بزهور متداخله مع أغصان لبلابرخو .
و نفخت الحياه فى النسجية حتى ليحسب الرائي ان الأمواج الثائرة حقيقيه ، و انه يسمع أصوات الحيوانات و يشم عبير الزهور.
لم يستطع أحد من الحاضرين أن يكشف عن عيب فى نسجية أراكنى
حتى ألهة الحسد التى كانت حاضرة المبارة ، هتفت في انبهار قائلة : " يا لروعة هذه النسجية ، لا يوجد بها أي عيب "
غضبت أثينا غضب عارم من براعة أراكنى فمزقت النسجيه الخاصه بأراكنى و هوت بعصاها على رأس أراكنى مرات عده .
ضاق صدر أراكنى من هذه الاهانات و قررت ان الموت أهون من الأذلال ، و شنقت نفسها
و عندما رأتها أثينا معلقه من عنقها أشفقت عليها و قالت : " بامكانك أنتبقى حيه و لكن معلقه فى الهواء للأبد ، و بما أنك تحبين الغزل و بارعة فيه، ستغزلين الى الأبد ، و لا تعقدى على أملاً بعد الأن ، و سيكون هذا مصيرابنائك و أحفادك من بعدك "
ثم انصرفت بعد أن نثرت عليها عصارة عشب مقدس
و ما أن لمستها عصارة هذا العشب حتى تساقط شعرها و ضمر انفها و اذناها ورأسها و باقى أطرافما و برز من جوانبها أصابع دقيقه بدلاً من ساقيها و لميبق منها الا بطنها ينساب منها الخيط .
و ها هى أراكنى و قد تحولت الى عنكبوت ، تغزل نسيجها كما كانت تفعل من قبل