عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree20Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-15-2015, 03:52 AM
 
قصة مبدعة |عيناك الزرقاء الياقوتية أيقظتني من غفلتي !!

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_07_15143656161885288.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

قصة رائعه
Zizi



لا تحكم على الآخرين من شكلهم .
فالجوهر الخارجي لا يدل على الجوهر الداخلي دوماً .
فالعيون الزرقاء لن تدلك على الأقدام العاجزة
و ليس بإمكانها حتى علاج شبر منه .


BRB
لا أحد يرد

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-22-2015 الساعة 08:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-15-2015, 03:57 AM
 
عيناك الزرقاء الياقوتية أيقظتني من غفلتي !!

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_07_15143656161885288.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

تنهدت بضجر و أنا أمشي بين الطرقات حائراً أجهل ما الذي علي فعله الآن ؟
منذ مدة ليست بالطويلة نشب شجار بيني و بين أعز أصدقائي ، لازلت أتذكر كلماته الجارحة التي اخترقت قلبي كالسهم .
جسدي بعد ذلك الوقت لايزال يهتز بعنف فور تذكري لما قاله ؟
كنت متأكداً من أنني المخطئ ، لا ادري لِمَ ؟ لكنه شعور انتابني فجأة عندما قال لي تلك الجملة : (( أنت طماع جشع يريد كل شيء لنفسه )) .
منذ ذلك الحين أنا لم أره مجدداً و أجهل مكانه ، كل ما أعرفه أنه انتقل إلى مدرسة جديدة .
أتمنى أن يكون سعيداً هناك .
لم أكن أعرف أين أمشي لكني فقط أردت التمشي بالخارج قليلاً لاستنشاق بعض الهواء النقي .
لا إرادياً اتجهت لحديقة جزيرة الورد ، لطالما كانت المكان الوحيد الذي يضم أحزاني .
وصلت لها ، شعرت براحة كبيرة فور وصولي .
تمشيت قليلاً بها و بينما أنا أتمشى رأيت طفلاً ربما ابن العشرة أعوام يجلس وحيداً على الكرسي ، كان يحدق لشيء ما بشغف .
اقتربت أكثر حتى وجدته يحدق بمجموعة أطفال يلعبون بالكرة .
كان ينظر إليهم بحزن و كأنه حُرِم من لعب الكرة .
بدوري حدقت بعينه ، كانت جذابة و بمعنى الكلمة رغم ذلك فالكلمات لم تكن توفيها حقها ، كنت عاجزاً تماماً عن و صف جمالها .
زرقاء و ياقوتية كأنك ترى الأنهار و المحيطات بداخلها ، كانت براقة و مشعة ، حتى وميض الضوء الأبيض الذي تخلل عينه أضافت جمالاً أكثر لها .
تمنيت في تلك اللحظة لو أن لي تلك العينين ، كم سأكون وسيماً حينها .
ضحكت بخفة على فكرتي الطفولية تلك .
انتبهت لكرسي متحرك بجانبه ، اندهشت بعض الشيء لكن لربما هو ينتظر أحداً ما .
لكن فاجآني عندما انتقل بصعوبة من الكرسي الخشبي الذي كان يجلس عليه إلى ذلك الكرسي المتحرك .
لم تلامس قدميه الأرض ، إنه مُقعد .
اشمأززت منه ، كم أمقته و أمقت أمثاله .
تابعت سيري غير آبه له ، فأنا أكره تلك الفئة من الناس ، إنها هدر للأوكسجين لا أكثر ، أنا فقط أراها لا تستحق الحياة ، ما فائدتهم ؟
همست بسخرية :
- لا فائدة لهم .
وصلت لمنزلي قرب الغروب و السماء قد فرشت سحابها بذلك اللون الأحمر الجذاب .
دخلت للمنزل ، أردفت بصوت مرتفع :
- لقد عدت .
أتاني صوت أنثوي حنون من المطبخ :
- مرحباً بعودتك بني .
كانت تلك أمي إنها الشخص الذي يرحب بي عادةً فأبي في العمل دوماً قلما يتفرغ للجلوس معنا .
حسناً عائلتي ليست بكبيرة فقط أنا و أمي و أبي و أخي الصغير المزعج .
أمي ربة منزل و أخي في الصف الأول الابتدائي لا يزال في بداية التعليم أما أبي فهو يعمل في مركز لتعليم المعاقين .
قد تظنونني فقدت صوابي لكنني أكره تلك الفئة ، كما قلت سابقاً إنها هدر للأكسجين لا أكثر .
لم أرث طيبة أبي و لا رقة أمي لكنني ورثت أنانية و جشع جدي .
عندما كان أبي يوبخني كان دوماً يشبهني بجدي ، كنت أكره هذا التشبيه لكن لأكون صريحاً فأنا أتفق معه في هذا .
فجدي لم يكن انساناً مسالماً أبداً لطالما كان طماع يظلم الآخرين ، لم يكن يهتم بمشاعر أي أحد حتى أنه كان سعيداً جداً بعد وفاة جدتي .
لا أدري كيف أنجب جدي شخصاً طيباً و حنوناً يهتم للآخرين مثل أبي .
في الواقع لقد ابتعدنا عن جدي منذ فترة ليست بالطويلة عندما سئم أبي من إلحاحه في ترك مركز تعليم المعاقين .
لكن مع ذلك أبي يزوره ما بين الحين و الآخر ، هو والده على كل حال .

لم أكن جائعاً لذا لم أهتم بتناول طعام العشاء و صعدت إلى غرفتي عازماً على النوم لأرتاح من التفكير بياسر صديقي الذي انفصلت عنه .



أتى الصباح بسرعة وتسللت إلى غرفتي تلك الخصلات الذهبية الصادرة من أشعة الشمس التي أجبرتني على الاستيقاظ .
تناولت فطوري و اتجهت لغرفتي مجدداً لا أزال أشعر ببعض النعاس .
ارتميت على سريري و برأسي آلاف الأفكار ، حركت رأسي يمنةً و يسرة أنفض تلك الأفكار فقد تعبت منها ، إنها على وشك أن تأسرني في عالم لا مخرج له .
نهضت من السرير و ارتديت بنطلون جينز أزرق و قميصاً أبيض طويل فوقه جاكيت أسود عاري الأكمام .
رتبت شعري و من ثم ودعت أمي و اتجهت لجزيرة الورد ، أعتقد بأنني سآتي إلى هنا كثيراً .
جلست على إحدى الكراسي الخشبية رفعت بصري إلى السماء التي ذكرتني بعيني ذلك الطفل .
تنهدت بيأس و ظللت جالساً كالأبله لا يعرف بما يُفكر ؟
من بعيد رأيته كان جالساً في نفس المكان يُحدق بتلك الكرة بالشغف نفسه كالمرة السابقة .
اقتربت من مقعده ببطئ محاولاً ألا أصدر أية ضجة تنبهه لي .
توقف الفتيان عن اللعب و اقتربوا من ذلك الطفل ، كانوا كعمالقة يتربصون بغزال وديع ، فهم كانوا بالمرحلة المتوسطة ربما .
ضحك أحدهم بملئ شدقيه ليردف بشفقة :
- ما الأمر يا صغيري ؟ ألا تستطيع لَعِب الكرة ؟
لم يجبه و إنما نظر إلى قدميه بحزن ، أجاب آخر من الفتية مجيباً عن سؤاله بسخرية و استهزاء :
- بالتأكيد لا يستطيع ، إنه لا يستطيع استخدام قدميه .
تكلم الثالث :
- إنك لا تستحق الحياة أيها الطفل !
ثم رماه بقوة على الأرض لتصدر منه آهات تُقطع القلب و لتتساقط دموعه الكريستالية على خديه الحمراوين .
ليضحك عليه الفتيان المشاغبين بسخرية .
لم أستطع تحمل ذلك المشهد أمامي لذا هرعت أساعد ذلك الصغير الذي ماله من معين و أجلسته على الكرسي .
التفت لهؤلاء الواقفين ورائي لأقول بغضب :
- و ماذا إن كان مقعد ؟ على الأقل هو يستطيع التفكير أفضل منكم يا حمقى !
استطرد أحدهم بعصبية :
- كيف تجرأ على قول هذا !
ثم لكمني بقوة لأسقط على الأرض و قد انتفخ خدي و تحول للون للبنفسجي .
وقفت وقد ضقت ذرعاً منهم ، لكمته هو أيضاً لنبدأ بشجار بالكاد فزت به و أجبرتهم على الرحيل .
جسلت بتعب على الأرض ألتقط أنفاسي المتقطعة .
وضعت يدي على رأسي ، ما الذي فعلته بحق ؟ لِمَ دافعت عن شخص مثله ؟ أنا أكره المعاقين فلِمَ دافعت عنه إذن ؟
تشتت تفكيري عندما سمعت ذلك الصوت الطفولي البرئ :
- شكراً لك يا سيد .
رفعت بصري إليه لأجده يحدق بي بتلك العيون الجذابة الدامعة .
رسمت ابتسامة مصطنعة لأجيبه :
- لا داعي للشكر .
لم تمر سوى دقائق معدودة حتى بكى بحرقة .
رق قلبي له ، جلست بجانبه و ربت عليه بحنان ، ضممته إليه لقد شعرت و كأنه وُلِد لي أخ جديد .
همست برقة :
- لا تقلق أنا بجانبك دوماً .
أجابني بصوت خجرجة :
- شـ…شكراً لك .
ظل يبكي إلى أن غلبه النعاس .
كان كالملاك تماماً و هو نائم ، أتساءل لِمَ على طفل مثله أن يواجه مثل هذه الحياة ؟
إنها أقدار و لابد بأن هذا هو قدره !
كانت الشمس على وشك الغروب عندما قدِمَ إلي رجل ربما بنفس عمر والدي يمتلك العينان الزرقاء نفسها لكنها كانت أقل بريقاً ، أردف بحنان بعد أن رأى ذلك النائم بين أحضاني :
- أنا آسف ، لابد أن ابني أزعجك .
بادرته نافياً :
- لا لا أبداً لقد استمتعت معه كثيراً .
ابتسم لي ثم أخذه من بين ذراعي ، شعرت في تلك اللحظة و كأن أشلائي قد خرجت معه تود مرافقته .
ظللت أنظر إثره حتى اختفى .
عدت لمنزلي متأخراً لذا تلقيت توبيخاً من أبي و أمي و محاضرة طويلة تقارب الساعة ربما .
صعدت إلى غرفتي بعد تناول العشاء كنت عازماً على ملاقاة ذلك الطفل مجدداً .
مر الوقت ببطئ و بملل و أنا أنتظر مجئ اليوم التالي .
ما إن ذهبت للحديقة حتى هرعت أبحث عنه .
وجدته جالساً بمفرده وحيداً يبدو أن الفتيان قد خافوا من الاقتراب منه مجدداً ، كم هذا يبعث على الراحة .
حييته بابتسامة فرد لي التحية بابتسامة أوسع منها .
جلست بجانبه و لم أتكلم ، كان الصمت سيد الموقف .
قطعت الصمت بسؤالي :
- هل لي أن أعرف اسمك يا صغير ؟
أجابني بحماس و كأنه كان منتظراً سؤالي :
- سامر ... إسمي سامر يا سيد .
بعثرت خصلات شعره بمزاح لأبادره :
- لا تنادني سيد فلست بكبير في السن ، نادني بيزن فحسن .
- حاضر يزن .
ثم ضحك تلك الضحكة التي تفاجآت منها ، بدت كسمفونية عذبة ، كان رونقها تلك الرنة الندية .
كل شيء به مثالي ، عيناه ، صوته ، جسمه ، أخلاقه ، حتى اسمه رائع لكن قدمه لو أنه فقط يمشي ، لكن لا يوجد أحد كامل ، الكمال وحده لله عزوجل .
قطع تفكيري عندما سألني :
- يزن هل تحب الكعك ؟
أجبته :
- نعم ، لِمَ ؟
ابتسم ببراءة ثم قدم لي علبة دائرية الشكل مزينة بشرائط مختلفة الألوان .
حدقت به بتعجب و اندهاش ليجيب عن سؤالي الذي لم أطرحه :
- إنها عربون شكر مني على ما فعلته لي بالأمس ، أنا لا أجيد إعداد الكعك جيداً فقد تعلمته منذ مدة قصيرة لكن أتمنى أن يعجبك .
ابتسمت بحزن إنها المرة الاولى التي يشكرني فيها أحد ، فعادةً أنا لا أقدم المساعدة لأي أحد .
فتحت العلبة بحذر كما لو أنها تذكار ثمين أرغب بالاحتفاظ به للأبد .
تذوقت الكعك ، كان لذيذاً جداً إنه طباخ حقاً .
نظراني كانت كفيلة لاخباره بأن مذاقه كان حسناً .
ابتسم لي تلك الابتسامة الملائكية التي أحبها ، رديتها له و اكتفيت بالإيماء على أن مذاقه جيد .
غربت الشمس و أنا لم أشعر بالوقت يمضي و نحن نتجاذب أطراف الحديث شعرت فيها بأنني أصبحت شخصاً آخر ، لقد تغيرت تغيراً جذرياً ، بفضله غدوت شخصاً أفضل ، أصبحت فتى يعتمد عليه .
عدت لمنزلي و قد قررت الذهاب مع أبي غداً لعمله .
استأذنت من والداي و خرجت قليلاً لشراء الهدايا فغداً هو عيد الأضحى و لدي رغبة شديدة في إفراح الأطفال المُعَاقِين .
احترت أي الهدايا اختار ، فهي مرتي الاولى لشراء هدايا للأطفال .
انتهيت أخيراً و يالها من كلمة تبعث على الراحة .
عدت للمنزل و بينما نحن نتناول العشاء بادرت الجميع بحماس :
- أبي سآتي معك غداً للعمل .
حدق الجميع بي بإندهاش أعتقد بأنهم ظنوا بأنني قد جننت ، فهم لم يشهدوا مثل تلك التصرفات مني .
لكن سرعان ما ابتسم لي أبي ليردف بحنان :
- فهمت ، إذاً لا بأس .
أمأت له بابتسامة ثم صعدت لغرفتي لأغرق في ذلك العالم المعتاد.



كنت متحمساً للغاية للذهاب مع أبي لدرجة أنني استيقظت مبكراً على غير عادتي .
كنت كالطفل الذي يتطلع لنزهة مع والديه .
لم يمر وقت طويل قبل أن نصل لمقر عمل أبي ، كانت من الخارج مدرسة كأي مدرسة ، لكن من الداخل يكمن السر .
فهي مدرسة لتعليم المُعَاقِين .
كانوا مختلفين فهناك أعمى و آخر أبكم و ثالث أصم ورابع مشلول و الكثير من الحالات الأخرى ، فتيان و فتيات صغار بالسن ، مجرد أطفال .
تقدمت من كل فرد فيهم سلمت عليهم وبدأت بتوزيع الهدايا عليهم .
شعرت بالسعادة قد دبت بقلوبهم ، و الابتسامة تكاد تشق أفواههم من شدة اتساعها .
كانوا يهللون فرحاً على تلك الهدايا و جيد أنني اخترتهم بعناية ، كل مُعَاق و لديه هدايا خاصة به .
لأكون صريحاً شعرت بالسعادة تغمرني فور رؤيتي لفرحتهم ، كم هو جميل أن تدخل السعادة على قلب إنسان .
بقيت فقط علبة واحدة فأنا لم أنسى سامر أيضاً .
استأذنت من أبي و خرجت من المبنى وعبارات الشكر تتردد على ألسنة الجميع .
ذهبت للحديقة مسرعاً أريد رؤيته بشدة ، أريد أن أفرحه كما أفرحتهم .
كان يجلس بمكانه المعتاد ، تقدمت نحوه بخطوات بطيئة و بصوت خافت .
أتيت من خلفه و وضعت الهدية أمامه عينه .
أمسكها فجلست بجانبه ، حدق بي باندهاش ليردف بتساؤل :
- ماهذا ؟
ضحكت بخفة لأجيبه :
- هدية بسيطة .
رمش بعينه عدة مرات ثم ابتسم بفرح و شرع بفتح الهدية .
كانت الهدية عبارة عن ساعة يدوية فقد أخبرني من أقبل أنه يحب الساعات و يرى بها الكثير من الإعجاز .
أردف بسعادة :
- شكراً لك ، أنا حقاً شاكر لك يزن .
ابتسمت برقة له ليبادلني الابتسامة ذاتها .



كالعادة كنا نتبادل أطراف الحديث ، أخبرني فيها بأنه يواجه مشاكل بالدراسة و ليسما أنه يطمح لأن يكون متفوقاً حتى يصبح عالماً عندما يكبر ، و هو لا يرغب بإزعاج شقيقه الأكبر الذي بالسنة الثالثة من المرحلة الثانوية .
لذا وعدته بأني سأدرسه و سأساعده على تخطي هذه المشكلة .
و بالفعل كل يوم كنا ندرس لوقت طويل من دون ملل أو فتور ، إنه قوي العزيمة ، صلب الإرادة ، شد همته و ارتقى بها ليبشرني بنجاحه و حصوله على المرتبة الأولى على مستوى الفصل بعد شهر من الجهد و التعب .
كان خبراً مفرحاً جداً لذا وعدته بإقامة حفلة لكني اعتذرت له لكوني لا أملك أصدقاء حتى يحضروا للحفلة لكني وعدته بإحضار أخي .
هو لم يهتم بأمر الزائرين فقد فآجأني بعبارته :
(( وجودك بجانبي تحتفل معي يساوي الدنيا و ما فيها ))
لأكون صريحاً كدت أطير من الفرح بعد أن قال تلك العبارة ، إنها مرتي الأولى التي يحبني أحد لهذه الدرجة .
شعرت بالسعادة تتدفق بداخلي عندما رأيت ضحكاته تعلو بمرح طفولي بالحفلة .
لقد أصبح شخصاً عزيزاً علي ، خسارته لا تطاق .



في اليوم التالي من الحفلة ، وعندما ذهبت للمدرسة بالتحديد علمت بأن صديقي ذاك الذي تخاصمت معه قد عاد ، أردت أن أذهب للاعتذار له ، لكني شعرت بأنه سيرفض اعتذاري لهذا تراجعت عن هذا الأمر .
في نهاية الدوام الدراسي شعرت بأحد يربت على كتفي ، التفت لذلك الماثل أمامي لأفاجأ به ، أردفت بدهشة :
- ياسر ؟ أوه أهلاً بك سعيد لرؤيتك مجدداً .
ثم مددت يدي للمصافحة .
مد يده أيضاً و نظراته الحزينة مركزة علي ، كنت مستغرباً حقاً من تصرفه هذا ، لكنني لم أرغب بسؤاله .
شد يده على يدي ليردف بأسى و بصوت خجرجة و قد شعرت بأن الدموع تخنقه :
- أنا آسف يزن ، لم أكن أعلم أنك طيب هكذا ! لا أريد أن أفقد صديق رائع مثلك .
بادرته و نبرتي لم تتغير فلا تزال تصرفاته غامضة بالنسبة لي :
- ماذا تقصد ؟ لم أفهم شيء ؟!
تساقطت دموعه الكريستالية ، أجابني و هو بالكاد يتكلم :
- شكراً لك على مساعدتك لسامر ، لقد كنت له خير صديق و نعم الأخ ، لم يكن يمر يوماً واحد دون أن يتحدث عنك بالخير ، و أخبرني أيضاً عن مساعدتك له ...
صمت قليلاً ثم تابع :
- أنا شقيق سامر الأكبر .
لم أصدق ما سمعته ، سامر شقيق ياسر ؟! ما هذا ! إنهما حتى لا يشبهان بعضهما الفرق شاسع بينهما ! كيف يكونان إخوة ؟!
حاولت تمالك نفسي قليلاً ، رسمت ابتسامة مصطنعة لأردف برقة :
- لا داعي للشكر فهذا واجبي ، سامر كأخي تماماً .
أكمح رأسه ، استطرد بترجي :
- أنا آسف لكن هل يمكننا أن نعود أصدقاء كما كنا من قبل ؟!
حسناً هذه المرة أكاد أجزم بأن أذني بها خطأ ما ! هل يعقل بأن ياسر يعتذر لي ؟! بأي حق هذا المصيب يعتذر للمسيء ؟!
أردفت بحزن :
- لا تعتذر ، فأنا المخطئ منذ البداية ، لكن ...
حبست دموعي من النزول ، رسمت ابتسامة متلألأة على شفتاي ، استرسلت :
- إن لم يكن يضايقك ، فأنا أيضاً أريد أن نصبح أصدقاء مجدداً ؟!
بادلني الابتسامة ذاتها .
- بالتأكيد . قال و ابتسمته قد اتسعت أكثر .
حقاً سامر أنا من عليه أن يشكرك الآن ، لا أصدق أنني أنا و ياسر عدنا أصدقاء .
ياله من شعور مفرح ، هاقد بدأ يبتسم لي القدر أخيراً .
شكراً لله أن أرسل لي سامر ، حقاً أنا سعيد بأن لدي صديق مثله .



مرت السنة تتبعها الأخرى و أنا أراه يكبر أمام عيني .
كانت تلك أحلى الأيام ، سامر و ياسر ، قضيت معهما حقاً أجمل اللحظات .
أنا و ياسر ما إن تخرجنا من الجامعة حتى تجوزنا و رُزِقنا بالأطفال .
أما سامر فقد حقق حلمه و أصبح عالماً مشهوراً بالمنطقة .
اليوم تم تكريمه بسبب اكتشافه الجديد لذا قررت الذهاب إليه لمباركته .
اصطحبت ابني زياد معي و اتجهت لمنزله .
كما توقعت كان ياسر و عائلته هناك ، كانوا يحتفلون مع سامر .
حييت الجميع و قدمت لسامر هدية متواضعة ، أردف بابتسامة :
- شكراً يزن .
عبس ابني زياد ليردف بطفولية :
- هذا ليس عدلاً أبي ، أنا أيضاً أريد مناداتك بإسمك .
ضحكنا جميعاً على تفكيره ، ضربته على رأسه بخفة لأردف بعتاب مصطنع :
- اصمت أيها الصغير ، أنا والدك و عليك احترامي .
كاد يتكلم إلا أن وليد ابن ياسر ناداه ليلعبا معاً .
نظرت لسامر فوجدت بأنه قد نفخ خديه بطفولية ، أردفت بتساؤل :
- ما بك سامر ؟
أجابني بعبوس :
- أنا منزعج من لون عيني لأنني لا أراها تليق بعالم ، لكن الحمدلله على كل حال .
ضحكت على تفكيره الطفولي ، أردفت بابتسامة :
- تفكيرك طفولي سامر ...
صمت ثم استرسلت بنبرة شاكرة :
- لكن أتعلم شكراً لك ، فعينك الزرقاء الياقوتية أيقظتني من غفلتي !!
سامر … شكراً لك من الأعماق ، شكراً بحجم السماء ، أحبك في الله ، و أتمنى أن نجتمع بالآخرة كما اجتمعنا بالدنيا .


ساعد الاخرين بقدر استطاعتك .
فلا تعلم أي مساعدة منك قد تهدي أحدهم أو قد تجلب لهم الأمل مجدداً .



كيفكم اعضاء احلا منتدى ؟؟ ان شالله بخير
و أخيراً نزلت قصتي اللي كنت أفكر بها من زمان

أحب أشكر قلبوشتي يونا ع تصميمها الخقة

بتمنى ان قصتي تعجبكم بالحقيقة هي ثاني قصة لي أكتبها و مدري كيف مستواي cute3cute3

إن عجبتكم فلايك + تقييم + ردود جميلةة


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-15-2015, 04:25 AM
 
مكاني
البقرة likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-15-2015, 06:58 AM
 
السلام عليكم ^^


وسعوا وسعوا! >_< سامر النسخة الصغيرة ده لو شفته فالحقيقة هفعصه <3 طول ماانا بقرأ "سوو كيوت, يالهوي, الخ" xD اخويا كان بيقولي كفاية ههههه

يزن انبهرت ب تحوله..
العيون الزرقاء الياقوتية اخترقته <3

والحبكة مميزة
وكذلك العبرة

وزياد <3 >> اي طفل تلقائي احبه xD

شكرا ع الدعوة!
البقرة likes this.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-15-2015, 01:48 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك
شكرا علي الدعوة
القصة جميلة جدا واسلوبك في الوصف رائع والتصميم جميل
لقد اعجبتني شخصية سامر كثيرا فرغم عجزه الاانه امتلك ارادة قوية لتحقيق حلمه
واعجبني شخصية يزن برغم قسوته الاانه ساعد سامر علي تحقيق حلمه
لقد ابدعت في هذه القصة
في امان الله
البقرة likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطاقه الزرقاء راما نور أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 02-07-2014 06:05 PM
الذوبابة الزرقاء saso antaka قصص قصيرة 1 09-21-2010 06:40 PM
ماتشوف بعينيك فى هذا الشكل او هذه الصورة ليس ما تره عيناك انظر جيدآ بامعان ستشوف شكلآ ثاني غير ماتشوف عيناك . SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 06-01-2010 11:44 PM
عيناك عيناك سيدتي dyadak قصائد منقوله من هنا وهناك 1 12-28-2009 10:49 AM


الساعة الآن 02:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011