عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree130Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 05-06-2016, 12:40 PM
 
مرحباااااا

|.:[گـّيَفْ الـّΖـّال ٱن شـْاءِ اللـٌہ بَخـّيَرٌ]:.| (f)

روايتك روووووووووعة جميلة جدا

وصفك للاحداث جميل

وتزداد الاحداث تشويق مع كل فصل

حقا انا متشوقة جدا للفصل القادم

واعتبريني متابعة لك

ولاتنسيني في الفصل القادم

جاناااا
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 06-02-2016, 12:31 PM
 
Smile ~ رحلة مع الذكريات ~

[frame="7 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكِ أختي ؟!

إن شاء الله بخير

أولاً مبارك لك لإنزال هذه الروايةhappy1

عجبتني بقوة وحبيتها بعدhappy1

~ رحلة مع الذكريات ~

العنوان بحد ذاته جذاب ومشوق

بجد أحسنتِ في اختيارهgood1

بكل فصل تزداد الاحداث تشويقاhappy1

حقا عجبتني شخصية هيثم بشدة

وشكرا لكي لدعوتي لقراءة هذة الرواية الجميلة مثل صاحبتها
[frame="7 90"]
وانا بالنتظار الفصول الباقية بفارغ الصبر♥
[/frame]

وارجو لكي التوفيق دوما


[/frame]
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 06-04-2016, 07:18 PM
 
السلام عليكم
كيفك شو اخبارك؟؟؟؟
كانت القصة جميلة روعة
اتمنى لك السعادة
__________________
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 07-04-2016, 05:50 PM
 
[align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785866512.gif');"][cell="filter:;"][align=center].













.[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785877063.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل الرابع :
في بعض الأحيان يشعر المرء بأنه يقف على حافة جرف سحيق , أو يقف حائراً أمام مفترق الطرق لا يدري أي الطريقين يسلك , شعور بالضياع يتشبث به ويستسلم لليأس والظلمة بأعماقه , لكن صوت خافت سيظنه ظهر من العدم ليدله على الطريق السليم , يأخذ بيده بعيداً عن ذلك الجرف المغلف باليأس , ويرشده للطريق الصحيح بمفترق الطرق ليبعد الضياع عن قلبه , فصاحب ذلك الصوت لم يكن ولن يكون سوى العناية الربانية بك , فالله دائماً من سيرسل لك شخصاً يمد يده ليخرجك من قاع اليأس والضياع لحياة مليئة بالأمل و الثقة بأن كل شيء ومهما صعب أو سبب الألم لن يكون إلا الأفضل لك !.


بداية الفصل الرابع :
فتح عيناه العسليتان بإرهاق شديد, نظر حوله ليرمش عدة مرات بمحاولة منه لإستعادة تركيزه ومعرفة كيف إنتهى به المطاف هنا, وماذا يريد عامر منه حقاً ؟ فهو قطعاً لم يعده للماضي لإنه رغب بذلك فقط وإنما هنالك امر آخر يفكر به والسؤال الأهم هو كيف يعرف ذاك الرجل ماضيه وماضي أسرته فهو لم ينهي رحلة الذكريات تلك إلا عندما جعله يرى ردة فعل أسرته أيضاً , وكأنه علم تماماً بأن ردة فعلهم كانت سبباً رئيسياً لما حدث بحالته النفسية لاحقاً وليست فقط الصدمة من موت شقيقته الصغرى , تنفس بعمق ليعتدل بجلسته وهو لا يدرك أنه امضى ما يقارب اليوم والنصف نائماً , إلا أنه فزع وللغاية وقد شهق بخفة فهو ما إن نظر للأمام حتى رأى عامر يجلس بهدوء أمامه وابتسامة غامضة تعلو ثغره , تحدث هيثم بتوتر ملحوظ :" ماذا تفعل أنت هنا ؟ وما بال هذه الابتسامة البلهاء ؟"
ضحك محدثه بخفة وهو يجيبه:" أتريد ان ترى منظرك بالمرآة الآن ؟ أعني لماذا أنت خائف مني ؟"
تنفس بعمق شديد وقد أظهر القليل من البرود المصطنع وهو يجيبه :" لا شيء , ولكن أنا حقاً لا أظن أنك مجرد طبيب نفسي صحيح ؟"
ابتسم عامر بخفة وهو ينهض من مقعده ليجلس بالقرب من هيثم بالرغم من توتر الأخير الملحوظ وهو يتحدث :" لا , أعني لم أعد كذلك منذ زمن ( راقب عيناه اللتين ازدادتا حيرة ليكمل باستمتاع ) :" الحقيقة أنا فقط تخرجت من الجامعة بشهادة طبيب نفسي لكنني لم أعمل بها قط !"
إبتلع رمقه بتوتر ملحوظ :" وماذا تريد مني ؟ أعني أنت لماذا تعرف الماضي الخاص بي ؟ "
تنفس بعمق وهو يتحدث بإنزعاج :" لماذا على الجميع أن يخافوا مني بالنهاية ؟ ( وبصوته الهادئ ):" حسناً لا تقلق , الحقيقة أنني أريدك لتنضم لي بمهمة ما ولكن علي التأكد من أنك قادر على القيام بها وأنك تجاوزت أمر الماضي وتلك الحادثة تماماً "
نظر له وقد قطب حاجباه بتفكير فأي مهمة هي هذه التي سيرغب هذا الشخص بضمه لها ؟ الواقع هو أنه غير قادر على فعل أي شيء مطلقاً , وأيضاً عامر هذا لديه القصر في منطقة ذات شأن مرموق من الحكومة ولديه سفينة كانت تستخدم لتدريب الجيوش كملكية خاصة فماذا يريد من فتى مثله ؟ .
تحدث بإرتياب شديد :" أنت لا تقوم ببيع الممنوعات أو ما شابه ذلك صحيح ؟"
ضحك بكل ما يملك من قوة ليتحدث من بين ضحكه :" لا أبداً "
بالكاد نطق بتلك الكلمات ليعود للضحك بالرغم من الوسادة التي ألقاها هيثم عليه ليشيح بوجهه عنه مُحرجاً وما جعل الموقف أسوء هو دخول إيهاب للمكان ويتبعه هشام وقد علق الأول بكل ما يحمله من سخرية :" بيع الممنوعات ! أهذا فقط ما تمكن عقلك من استحضاره ؟"
أجابه بحده :" لا شأن لك , وأنت بالذات تبدوا كسفاح "
نظر إيهاب له بحده وقد أمسك به من عنقه بشيء من اللطف حتى لا يكسرها بين يديه القويتين :" ما رأيك لو كررت الأمر وستكون ضحيتي الأولى ومن بعدك هشام فوراً "
إعترض ذاك الأخير :" أنت لئيم للغاية ماذا فعلت أنا لك ؟ ومن ثم اترك هيثم وشأنه فهو ليس معتاداً على حماقاتك "
ألقى إيهاب هيثم وحرك كتفيه بقلة حيلة قبل أن ينظر لعامر الذي كان ينظر لهم وهو يرسم ابتسامة هادئة على شفتيه ليتحدث بذات سخريته :" وأنت توقف عن مراقبتنا هكذا كعجوزبلهاء ترى حفيدها يقف على المسرح للمرة الأولى في حياته ! "
رفع عامر حاجباه باستنكار لذاك الوصف وقد أبعد ابتسامته عن وجهه بينما ضحك هشام بخفة أما هيثم فقد وقف ليرى ردة فعل عامر على كلام إيهاب إلا أنه صدم عندما نهض عامر من مكانه واتجه لمغادرة الغرفة ولكن قبل ذلك إقترب من إيهاب وربت على كتفيه :" إذن يا حفيدي العزيز سيكون عليك تنظيف الفوضى بالأسفل وهذا لإن جدتك مرهقة من السهر على راحتكم "
ليغادر بعدها بسرعة أما إيهاب فقد صرخ بكل حنق وغيظ :" عد إلى هنا يا عامر وأقسم أنك ستموت , فعلا سأقوم بقتلك أتفهم ذلك ؟"
كتم كل من هيثم وهشام ضحكتهما بصعوبة إلا أن غادر إيهاب المكان وقد أغلق الباب بكل قوة خلفه لينفجر الإثنان بالضحك .
بصباح اليوم التالي جلس الجميع حول مائدة الطعام وقبل أن يكمل هشام وضع الطعام أمامهم بمساعدة عامر تحدث ذاك الأخير :" تناول الطعام مع الجماعة لطيف للغاية , واليوم أصبح لدينا عضو جديد "
تحدث هيثم بهدوء شديد :" لم تخبرني ماذا تريد مني ؟"
ابتسم وهو يجلس بالقرب منه :" أخبرني أترغب بالتوجه لمنزلك ؟"
قطب حاجباه بإنزعاج وهو يجيبه بشيء من قلة الصبر :" بالتأكيد ارغب بالعودة لمنزلي بدلاً من البقاء مع مجموعة من الغرباء المثيرين للريبة "
تحدث إيهاب بنقم شديد :" من هم المثيرين بالريبة أيها المدلل عديم الصبر "
بينما تنهد هشام بقليل من الحزن المصطنع :" بالتأكيد سيصفنا بذلك بما ان إيهاب وعامر معنا "
ضحك رامي والذي كان يجلس على ذلك الكرسي الطبي بهدوء كعادته بينما كاد إيهاب أن ينقض على هشام لولا تدخل عامر الذي تحدث بهدوء وجدية :" لنكتفي الآن من هذا المزاح , إن رغبت حقاً بمعرفة كل شيء عنا فسيكون عليك العودة لمنزلك ومن ثم ستعود إلى هنا بعد أن تخبر أسرتك بأنك ستسافر للدارسة والعمل هنا لهذه المدينة بمنحة ما , حينها فقط سيحق لك أن تعلم كل شيء عنا ! "
أنهى كلامه وبدأ بتناول الطعام مُعلناً أن النقاش قد انتهى وهذا الأمر تسبب في إغاظة هيثم الذي تحدث بنقم :" وإن لم أعد ستكون قد خسرت من وقتك الثمين لعلاجي من مشكلتي دون اي مقابل "
رفع رأسه لينظر له بقليل من الإستغراب قبل أن يبتسم بعذوبة وهو يجيبه :" سيكفيني معرفة أنك بخير وستمضي حياتك بعيداً عن تلك الحادثة والكوابيس "
أخفض رأسه بشيء من الإنزعاج وهو ينهض :" شكراً لك على إستضافتك لي وعلى علاجي , إلى اللقاء "
غادر المنزل ذاك بهدوء شديد ولكنه ما إن كاد يتعدى البوابة الرئيسية لمنزل عامر حتى توقف بعد سماعه لصوت هشام من خلفه والذي قال بتعب وهو يتحدث بعتاب :" أنا أناديك منذ فترة على الأقل توقف واستمع لي "
أعاد نظره له بعد أن كان نظره موجهاً نحو الشارع أمامهم وكل تلك البيوت بل القصور التي بنيت بهذه المدينة , شعر بأنه لا ينتمي حقاً لمكان كهذا فهو بالنهاية ليس سوى شخص مُعدم الحال وأغلب المنازل بمنطقته شبه مُهترئة تماماً , أخرجه من ذلك التفكير صوت هشام الذي تحدث مجدداً بعد أن يأس من استجابة رفيقه :" سأوصلك للمحطة التي سينطلق منها القطار لمدينتك موافق ؟"
أومأ برأسه إيجاباً فهو حقاً لا يعرف الطريق للمحطة أساساً , هو لم يكن يتحدث فقط حافظ على صمته طوال الطريق وقد إحترم هشام رغبته بالصمت لذا لم يتحدث هو الآخر بالرغم من ان هنالك الكثير والذي تمنى أن يتحدث به معه إلا أنه فضل الصمت إلى حين عودته فهو إن عاد سيصبح فرداً منهم , وإلا فإنه سيكون مجرد شخص قام عامر بإنقاذه كغيره .
لم يشعر هيثم حقاً بطول الطريق أثناء العوده لمدينته فهو كان شارد الذهن تماماً لم يحاول الإلتفات للمناظر من حوله بالرغم من أنه كان ينظر من خلال نافذة القطار , تفكيره بأكمله كان منصب على الأحداث الأخيرة , وفضوله يكاد يجعله يوقف القطار ويعود مشياً على الأقدام لمعرفة سبب إهتمام ذاك المدعو بعامر به , وأيضاً هو حتى لم يطمئن على إصابة رامي , ومن جهة أخرى لديه ذاك الفضول المحفوف بالخوف الكبير من معرفة إذا ما كان والداه وشقيقه قد اهتموا برحيله , هل أسعدهم ذلك ؟ أم جعلهم قلقين عليه ؟ هل بذهابه سينسى والداه ما حدث لشقيقته الصغرى ؟ لكن ألم ينسى الجميع ذلك الأمر بالفعل ؟ ألم تقم أسرته بإبعاد حتى الكرسي الخامس من مائدة الطعام من أجله هو فقط ؟ وبالرغم من ذلك فهم السبب في كل ما حدث له , لقد أفقدوه قدرته على الثقة بنفسه , هو أصبح يشعر بأنه مجرد عالة على هذه الأسرة وأنه شخص غير مرغوب فيه وكم ألمه ذلك الشعور !
وصل أخيراً لمنزله , توقف أمام ذلك المنزل المهترئ نوعاً ما ودقات قلبه أصبحت أعنف من المعتاد , هو خائف قطعاً من مواجهتم ! خائف من إكتشاف أن أسرته مرتاحة بغيابه , كاد أن يسير خطوة واحدة للأمام بعد أن جاهد نفسه لفعلها إلا انه سقط أرضاً بقوة شديدة وقد سقط شخص ما لم يتمكن من رؤيته حتى فقد دفعه من الخلف بكل قوة , لكنه لم يلبث أن صرخ بحنق شديد وصوت لم يخلوا منه القلق :" هيثم أيها المغفل أين كنت طوال هذه المدة ؟ كيف تجرأ على الرحيل بهذه الطريقة ؟ "
إلتف هيثم لشقيقه الأكبر بشيء من الصعوبة لينظر له بهدوء شديد وشيء من السعادة بدء يتسرب لداخله فإن كان لؤي قد قلق عليه إذن لابد أن والديه مثله أيضاً , نهض لؤي من جانب شقيقه وهو يمسك بيده بقوة مساعداً إياه على النهوض ومن ثم جره لداخل المنزل وهو يتحدث بصوت مرتفع نسبياً :" أمي , أبي لقد عاد هيثم "
تعجب هيثم بالبداية فلماذا سيكون والده بالمنزل وبمثل هذا الوقت ؟ ألا يفترض به ان يكون بالعمل , وأيضاً حتى لؤي يجدر به ذلك , تناسى هذه الأسئلة وهو يرى والدته تبكي بقوة وقد تقدمت منه لتضمه إليه وقد تحدثت بصوتها الباكي والذي أنب ضميره بقوة شديدة :" كيف تفعل هذا بي هيثم ؟ لماذا أقلقتني لهذه الدرجة ؟ أنا أعلم بأنني والدة سيئة وللغاية ولكن أرجوك لا أريد أن أفقد طفلي أيضاً"
تقدم والده ليكمل بهدوء :" لقد خشينا أن تفعل بنفسك أمر ما , فأنت لازلت طفلاً طائشاً , ونحن كنا السبب في تعاستك لذا آسف حقاً هيثم "
هو لم يعد يذكر متى بدأت دموعه بالإنهمار وبشدة , حقاً لقد علم وللمرة الأولى كم أخطأ هو الآخر بحق والداه , أجل ربما هما تسرعا بحكمهما ولكن هما والداه أليس من المفترض أن يطيعهما , أن لا يتشاجر معهما وأن لا يقبل لنفسه بأن تسيء لهما , تشبث بهما أكثر وقد أطلق هو الآخر العنان لدموعه غير آبه وللمرة الأولى بأسرته التي ستراها , تحدث بصوت غلفه الندم :" آسف , حقاً آسف فقط أنا ظننت أنكم لن تهتموا برحيلي "
تفاجئ بضربة متوسطة القوة على رأسه وصوت شقيقه المعاتب بشدة :" هل أنت مجنون هيثم ؟ أنت أخي الوحيد يا أبله ! أنت فرد من هذه الأسرة ومهما حدث بيننا أو تشاجرنا فبالتأكيد سنقلق عليك ونحبك , لذا أرجوك لا تفكر بأي أفكار غبية !"
أومأ هيثم إيجاباً بهدوء , وبعد فترة من الوقت جلس أفراد تلك الأسرة جميعهم على المقاعد - التي تكاد تتآكل من القدم وقد بهت لونها البُني -بسعادة للمرة الأولى منذ مدة ليست بقصيرة , تحدث كبير تلك الأسرة :" إذن هيثم أخبرني أين كنت يا بُني ؟"
نظر هيثم له وهو يفكر بإجابة موجزة لا تثير القلق بأنفسهم , لكنه لم يجد فهو بنفسه لا يعلم الكثير عما حدث له , ولكن وبطريقة عجيبة هو فقط وجد نفسه يبتسم عند تذكره لعامر والبقية وحتى إيهاب وكلامه الجارح وكأنه مُطمئن لهم بل وأصبحوا أشخاص يعتز بهم , نظر لأسرته ببتسامة واسعة ليتحدث :" لقد قابلت شخص ما , طبيب نفسي وهو قطعاً سيكون أكثر الأطباء النفسيين جنوناً في الكون ( صمت وهو يراقب الدهشة على وجوه أسرته ليكمل بابتسامة أوسع ) : إنه لا يعيش بهذه المنطقة بل من المناطق المالكة , وقد عرض علي أن أدرس هناك بمنحة ما , قال أنه يمكنه إعادة تأهيلي للتعامل مع الآخرين والتخلص من الإكتئاب والعزلة التي أحطت نفسي بها , وأيضاً يمكنني أن أكمل دراستي "
تحدثت والدته بنبرة مُزج بها السعادة وشيء من الشك :" ولكن صغيري لماذا ؟ ماذا سيستفيد هو من كل ذلك ؟"
ابتسم هيثم بصدق ليجيب بما شعر به :" لإنه شخص طيب , هو فقط يريد أن يساعد الآخرين بقدر ما يستطيع ! وأن يعلم من يساعدهم أن يفعلوا مثله "
قطب شقيقه حاجباه ليتحدث :" سعيد أنك بخير حقاً , لكن أخي ألا يعني هذ أنك ستبتعد عنا ؟! "
أخفض المعني رأسه للأسفل دون أن يجيب ليبتسم والدهم بهدوء :" سنتناقش بهذا الشأن لاحقاً أما الآن إسترح قليلاً هيثم لابد أنك مرهق "
أومأ لهم بهدوء ليصعد لغرفته ويستلقي على سريره بينما عيناه تجولان بالغرفة , ابتسم بهدوء شديد , ثم قطب حاجباه بتفكير ليتحدث لنفسه :" ألست أنا من وصف عامر ببائع المخدارت صباحاً بمنزله ؟! إذن ما كان كل ما قلته لأسرتي عنه ؟ عامر ورامي وهشام بل وحتى ذلك الضخم إيهاب لم أشعر بأي شعور سيء قربهم , أثق بهم بطريقة غريبة حقيقة !"
تنهد بتعب شديدوقد أغمض عيناه إلا أنه فتحهما بسرعة عندما شعر بيد تمسح على شعره , ضحك شقيقه بخفة وهو يتحدث بصوت هادئ يبعث على الطُمأنينة :" ثق بأنني سأكون معك بأي قرار تتخذه , إن كنت ستكون بخير يا أخي فأنا سأدعم أي قرار تريده , وبالتأكيد أنت لن تنقطع عنا صحيح ؟ سنتواصل دائماً "
ابتسامة سعيدة رُسمت على وجهه وهو يجيب :" ومنذ متى كنت أنت شقيقاً جيداً ولطيفاً ؟"
رفع أحد حاجباه باستنكار وهو يتحدث :" منذ الأزل ولكنك كنت أعمى لترى كم أنا رائع ! "

يتمالك نفسه من الضحك بينما عبس الآخر بشدة إلا أنه سرعان ما حول ذلك العبوس لابتسامة ماكرة وهو يتحدث :" أتسائل أخي العزيز هل يعلم ذاك الطبيب الكثير عن طفولتك ؟ أوه ربما علي مقابلته و التحدث معه عن طفولتك ربما أيامك الأولى بالمدرسة عندما رغبت ..."
قاطعته الوسادة التي ألقته أرضاً عن إكمال أي حرف سيخرج من فمه ليتحدث الأول بإحراج :" أغلق فمك ! لا شأن لك بطفولتي وأراهن أنك تمتلك طفولة مخجلة أيضاً "
نهض وهو يتمتم ببعض الشتائم قبل أن يتحدث بلئُم :" ليس وكأنني قمت بمحاولة رعاية بيضة عصفور عن طريق جلوسي عليها وكسرها ! "
ضربة أخرى أقوى من سابقتها نالها بينما حتى ألمه لم يمنعه من التوقف عن الضحك وهو يتحدث من بين ضحكه :" لا وبالنهاية كنت تبكي لإنك قتلتها , أنت حقاً كنت تظن أنه وبوزنك الثقيل آنذاك يمكنك الجلوس عليها بلا تحطيمها "
صرخ به الأصغر بشيء من الخجل :" أغلق فمك الآن وغادر غرفتي يا مزعج ! "
أكمل ضحكه بينما يحاول النهوض ليتحدث :" حسناً , حسناً لا تصرخ "
ما إن غادر الغرفة حتى أغلق هيثم الباب وأوصده بالمفتاح ليجلس على سريره وقد كان وجهه تقريباً باللون الأحمر بسبب شقيقه ليتحدث :" أقسم أني سأقتلك يوماً ما أبله ويظن نفسه مضحكاً "
لم يلبث كثيراً أن ضحك هو الآخر على نفسه بينما يردف :" لكن بصدق من قد يفعل ذلك سواي , لقد كنت أبلهاً حقاً "
ألقى بجسده لسريره وقد غط بالنوم سريعاً وكأنه لم ينم منذ سنوات وللمرة الأولى منذ تلك الحادثة هو لم يصرخ بنومه , لم يشاهد أي كابوس , بل كان نوماً مريحاً بالفعل .
بمساء ذلك اليوم إجتمعت الأسرة الصغيرة حول مائدة الطعام وهم يتناقشون بالعديد من الأمور وقد لفت إنتباه الأسرة تحسن تصرفات هيثم وابتسامته التي كانت ظاهرة , كم مضى من الوقت حقاً دون أن يسمح لهم برؤيتها , هم حقاً نادمين على تسرعهم بل نادمين بكل حال لإنهم حتى لو كان طفلهم قد عبث بتلك اللعبة ما كان يجدر بهم إتهامه بأي شيء فما حدث بذلك الوقت كان قضاء يجب حدوثه !
توقف هيثم عن تناول طعامه وكذلك فعل والده و شقيقه الأكبر عندما بدأت والدته بالبكاء , تحدث لؤي بصوت هادئ :" ما الأمر الآن أُمي ؟ "
شهقت بخفة قبل أن تتحدث بصوت مهزوز :" أنا آسفة لإنني أم فظيعة , لكن ولإنني والدة لم أستطع أيضاً نسيان طفلتي , أعلم أنه يجدر بي الصبر والإحتساب ولكن هذا يؤلمني للآن ! وبغباء تصرفاتي كدت أفقد طفلي الآخر , أنا حقاَ آسفة "
نهض هيثم من مكانه ليجلس على الأرضية أمامها وهو يتحدث بينما يحاول أن يمنع دموعه من الإنهمار :" تعلمين أمي أن الأمر كان مؤلماً للغاية , ففي النهاية المنزل أصبح موحشاً من دونها ! عندما يختفي أحد أفراد الأسرة يبدوا المنزل كأنه فقد جزء من روحه , لكن الألم كان أكبر علي أيضاً عندما استيقظت بالمشفى ولم أجدكما وأيضاً كنت خائفاً للغاية , أنا كنت وحيداً وبدأت بتذكر وجه ميسون وهي تموت ومن ثم شعرت بالألم مجدداً , وأيضاً ذلك الطبيب بدأ بالصراخ علي وأخبرني أنني السبب ! "
توقف عن الحديث عندما إمتلئ خده وفمه من دموعه التي عجز بالنهاية عن منعها من الإنهمار , بينما جسده بدء بالإرتجاف لينهض شقيقه ويحتضنه بخفة عله يبعد كل تلك الأفكار السلبية التي عادت لتتجمع بعقله , أما والدهما فقد نهض لزوجته ونظر لها بشيء من العتاب قبل أن يتحدث بصوت هادئ :" لقد إنتهى الأمر الآن , ميسون طفلة وهي لم ترتكب أي أثم لذا على الأقل نحن نمتلك طوق نجاة ينجينا بعد موتنا صحيح ؟"
بطريقة ما لم يرغب هيثم بإنهاء النقاش بل رغب حقاً بالإفصاح عن كل الألم الذي شعر به بذلك الوقت لذا أكمل حديثه السابق بصوت مرتجف كجسده الذي لم يهدأ بعد :" لكنه مؤلم أبي , وأيضاً أنا فقدت ثقتي بنفسي لقد شككت بأنني حقاً من أفسد تلك اللعبة و بدأت بلوم نفسي حتى أنني بدأت أحب شعوري بالألم , عندما أسقط وأتألم أو أجرح لم أكن أخبر أحدهم لإنني ظننت أنني بذلك سأكفر عن قتلي لها إن شعرت بالألم الذي شعرت هي به قبل موتها , لم أتمكن من تقبلكم بعد أن تخليتم عني لمدة من الزمن قبل أن يجبركم جدي من العودة لأجلي , تلك الليالي كانت مؤلمة للغاية ولكنني لم أستطع أن أمضي بعدها أنا توقف الزمن بالنسبة لي في ذلك الوقت ! لقد ماتت روحي ورغبتي بالحياة أيضاً "
شعر بجسد لؤي وهو يضمه بأقوى قبل أن يتحدث بصوت حاول جعله بعيداً عن بحة البكاء :" آسف هيثم , حقاً لإنني أيضاً لم أكن شقيقاً جيداً أبداً , لقد حاولت أن أتقرب منك لاحقاً لكنك كنت ترفض دائماً , بذلت كل جهدي حقاً يا أخي , لكن بعد فوات الأوان فقط "
إقترب والدهم منهم ليتحدث بصوت هادئ وحنون :" أخبرني هيثم كيف يمكنني تعويضك طفلي ؟ لقد كنا تحت تأثير الصدمة أجل , لكن لم يحق لنا أن نفعل هذا بك لقد أخطأنا بحقك لذا حقاً .."


[/align]
[/cell][/tabletext][/align] [align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785857541.gif');"][cell="filter:;"][align=center] يتبع






[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


__________________










رد مع اقتباس
  #35  
قديم 07-04-2016, 06:01 PM
 
[align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785866512.gif');"][cell="filter:;"][align=center].













.[/align]
[/cell][/tabletext][/align] [align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785877063.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
لم يكمل عندما خانته الكلمات فهو لم يعلم كيف يعبر أكثر , لتكمل والدته وقد بح صوتها تقريباً من البكاء :" حقاً نحن سنفعل أي شيء لنستعيد صغيرنا "
إبتعد قليلاً عن شقيقه وقد هدأ جسده أخيراً ليمسح دموعه بهدوء بينما يراقبه الجميع بترقب شديد ليتحدث أخيراً بشبه ابتسامة :" لستُ بخير للآن ولكن وأخيراً أظن بأنه يمكنني تخطي الأمر حقاً ! سأكون بخير لذا لا داعي للقلق , كما أنني أيضاً إبن سيء لذا أظن أننا متعادلين صحيح ؟ لست غاضباً منكم بعد الآن فأنا علمت أنكم تحبوني وهذا يكفي بالنسبة لي فطوال تلك الأعوام ظننت بأنني هنا فقط لأجل جدي ! بل ظننت بأنه سيتم التخلي عني باليوم الذي سمعت بخبر وفاته لذا زادت تصرفاتي سوءاً لكنني حقاً أفضل حالاً الآن وبالتأكيد قادر على تجاوز الأمر والعيش مجدداً , لذا أنا قررت العودة لعامر والدراسة هناك فهو السبب حقاً لإنه أراني الكثير مما كنت أجهله "
ظهرت ابتسامة على وجه البقية فعلى الأقل هم يعلمون بأن ابنهم الآن مستعد للنهوض بدل من البقاء أرضاً .
نهض هيثم من مكانه أرضاً وقبل رأس كلا والديه ثم جلس على كرسيه متجاهلاً لؤي عمداً ليقوم الأخير بضربه على رأسه بقوة وهو يتحدث بعبوس :" والآن تتجاهلني أنا ! "
قطب حاجباه بألم وهو يتصنع الإنزعاج ليجيب :" وهل تظن أنني سأقبل رأسك مثلاً ؟ إبتعد يا مغفل أريد إنهاء طعامي "
جلس الآخر على مقعده وهو يجيبه بسخط :" ربما يمكنك على الأقل أن تقول شكراً لك أو ما شابه , عديم الذوق "
ضحك كلا والدهما عليهما بينما نظر هيثم للؤي وأخرج لسانه عليه لينهض الأكبر ويتحدث بغيظ :" أنت تتصرف كالأطفال تماماً "
أجابه بلا مُبالاة :" وأنت كالعجائز تماماً "
تحدث والدهما :" ويبدوا أنكما إشتقتما للعقاب ! "
صمت كلاهما معاً وقد وضع كل منهما يده على فم الآخر قبل أن ينفجروا جميعاً بالضحك
وأخيراً إنتهى ذلك العشاء على خير وقد تبدلت تلك الدموع لضحكاتهم , لكن لم يخلد أي منهم للنوم بعد بل جلسوا جميعاً على الأرائك بصمت قبل أن يتحدث لؤي بصوت هادئ ونظرات جادة ترتكز على هيثم :" إذن كيف تعرفت على عامر ذاك يا هيثم ؟"
نظر هيثم له وقد بدت الدهشة والتوتر على وجهه فهو لم يتوقع أبداً أن يسأله أحدهم هذا السؤال والأسوء أن الجميع كان ينظر له , إبتلع رمقه بصعوبة شديدة قبل أن يجيب :" لقد تسلل لغرفتي "
شهق ثلاثتهم فجأة بفزع ليقف لؤي ويتحدث بحده :" هل أنت جاد ؟ وإذن كيف وثقت به ؟ أعني بحق الإله لقد تسلل للمنزل , وأيضاً هل فقدت عقلك لتذهب خلف شخص تسلل لغرفتك !؟"
أجابه بصوت خافت :" حسناً أنا في الحقيقة بالبداية كنت خائفاً لكن رغبت بتجربة الذهاب لهناك ! وأيضاً هو لو أراد قتلي لفعل ذلك عندما تسلل لغرفتي صحيح ؟"
بدى كلامه شبه منطقي لكن ذلك لم يمنع والده من التحدث بريبة :" وكيف علم أنك تعاني من مشكلة ما ؟ هل كان يراقبك منذ فترة ولماذا ؟ وأيضاً بصدق هيثم ماذا يريد شاب ثري ويعيش بتلك المنطقة منك ؟"
أخفض هيثم رأسه للأسفل وقد أغمض عيناه فهو لا يعلم حقاً لماذا فعل كل ذلك له , لكنه تذكر كلامه عن كونه سيكون سعيداً فقط إن علم أن هيثم بخير وقادر على عيش ما تبقى من حياته دون الخوف أو الهلع الذي يصيبه بالعادة !
أجابه بنبرة مهتزة بعد مرور القليل من الوقت :" ربما سمع عني بالجوار فهو على ما يبدوا معتاد على مساعدة الآخرين وقد يفعلها كصدقة ما "
تدخلت بذلك الحوار لتتحدث بصوت لم تحاول حتى إخفاء الشك به :" لكنك لست واثقاً حتى , كيف تتوقع منا السماح لك بالعودة إليه ؟"
نظر هيثم لهم وقد بدا أنهم جميعاً قد وافقوا على كلام والدته وأجمعوا على رفض ذهابه لذا نطق هو بشبه تهديد :" لقد أخبرتكم بالحقيقة لإنني لا أريد الكذب وأرغب حقاً بفتح صفحة جديدة بيضاء بيننا , لذا رجاءاً لا تجبروني على الهروب أو الكذب مرة أخرى ! "
نهض لؤي من مقعده ليمسك به من ياقة قميصه وهو يتحدث بغضب عارم :" لا تقم بتهديدنا بهذه الطريقة هيثم وإلا فأنا أقسم لك أنني بنفسي سأقوم بحبسك بغرفتك وإغلاقها بالمفتاح ولن أسمح لك حتى بالذهاب للجامعة ! أتعلم لن أسمح لك حتى بتناول طعامك خارج الغرفة !"
حاول إبعاد شقيقه عنه لكنه فشل لذا إكتفى بالنظر له بحده وهو يجيبه :" ومن أنت لتتحكم بحياتي لؤي ؟ لا شأن لك بي أو بأي شيء آخر! وأظن أنني بعمر يسمح لي بفعل ما أشاء لذا لا تتدخل "
كاد أن يلكمه بالفعل رداً على الهراء الذي سمعه منه كما يرى هو لكن صوت والدهما الذي زمجر بغضب أوقفه :" أنتما الإثنان ألا تظنان أن الشجار هنا وأمامي هو قلة إحترام ! "
أبعد لؤي نفسه عن شقيقه وهو غاضب بالفعل بينما أشاح هيثم بوجهه لجهة أخرى وهو يشتم لؤي بداخله حتى تنهد والدهما ليردف بنبرة أقل حده :" لؤي إلى غرفتك الآن "
رفع لؤي عيناه لوالده بصدمة فهو قطعاً ليس طفلاً ليتم إستبعاده عن هذه المحادثة كما أنها تتعلق بشقيقه الأصغر ! أراد الإعتراض لكن نظرات والده التحذيرية جعلته يعض على شفتيه بقوة حتى نزفتا قبل أن يتحدث بصوت ملئه الغضب :" لا بأس ليفعل ما يشاء " وأردف بصوت هامس عندما وقف بالقرب من شقيقه :" لا تأتيني باكياً لاحقاً فإن ذهبت هكذا سأعتبرك ميتاً بالنسبة لي "
ليغادر المكان بينما حدق هيثم بمكان وقوفه بصدمة قبل أن يتحدث والده بهدوء :" إجلس هيثم "
إستيقظ من شروده ليجلس مقابل لوالده الذي تحدث بصوت هادئ لم يخلوا من القلق والحنان :" صغيري أعلم تماماً أنك في عمر يسمح لك بإتخاذ القرار بنفسك , تماماً كما يحق لك أن تحلم بالإبتعاد عن هذه الحياة القاسية بذهابك لتلك المنطقة , لكن أنا أيضاً كوالدك يحق لي القلق عليك , وتوجيهك حتى لا تسقط فجأة "
صمت قليلاً وهو يلاحظ نظرات ابنه التي بدأت تصبح أكثر هدوئاً وليناً ليردف :" أنا ووالدتك دائماً سنقف هنا لنمسك بك إن أنت سقطت يا صغيري , سنحذرك من المنحدر لكن إن رفضت إلا السير لهناك سنتواجد دائماً للإمساك بيدك , وإن لم نستطع ثق بأني سأقفز خلفك لأحيط جسدك بجسدي علك لا تصاب وأحظى أنا فقط بالألم "
توسعت عينا هيثم وأخفض رأسه قبل أن يكمل والده مجدداً وهو ينهض ويضمه إليه :" ثق بأني لن أمنعك من الذهاب , إفعل ما يحلو لك يا طفلي ولكن تأكد دائماً أن هذا المنزل سينتظرك دائماً "
ليمسك بيد زوجته ويغادرا لغرفتهما بينما إستمر هيثم بالتحديق بالفراغ فقط والكثير من الأفكار تدور بعقله , هو يريد الذهاب حقاً , يرغب بالعيش كالبقية ويظن أن عامر سيوفر له ذلك , لكنه قطعاً ليس مستعداً للذهاب دون رضا والداه ولا يريد أن يقطع صلته بشقيقه الوحيد , نهض وهو يتجول بمنزلهم الصغير والمهترئ , ثلاث غرف نوم صغيرة للغاية وأثاثها بأكمله شبه مهترئ أيضاً إلا غرفته هو بما أنها كانت لميسون سابقاً لكن بعد موتها بفترة تم تجديد ألوانها وقد باع والداه أثاثها وتمكنا من شراء سرير جديد له , صالة متوسطة الحجم ومطبخ صغير كذلك بالكاد يتسع لهم عند تناولهم الطعام فبالرغم من أن لؤي ووالده يعملان إلا أن الراتب قليل جداً لاسيما راتب شقيقه لؤي والذي تقوم الدولة بإستقطاع ما يقارب ثلثيه فقط لإنهم من قاموا بتعليمه مجاناً , كلا الراتبين بالكاد يكفي لطعام و الكهرباء والماء فقط ! هو حقاً يتمنى أن يهرب من هذا المنزل لكن ليس من أجله فقط بل يريد أيضاً تحرير كلا والديه من حياتهما هذه لذا فأيضاً الدراسة بمنحة لدى جامعة مرموقة بتلك المنطقة سيساعده حقاً على جلب أضعاف كلا الراتبين !
أغمض عيناه بألم شديد بينما قرر أخيراً التوجه لغرفته لكنه لم ينم بل قام بجمع ما يحتاجه بحقيبة صغيرة تحتوي على بعض من ثيابه الضرورية و صورة تجمعه مع أسرته عندما كان طفلاً قبل الحادثة , تنهد بهدوء وجلس على سريره وهو يتحدث بصوت خافت :" هل سأهرب حقاً ؟ لكنني أرغب بالبدأ من جديد وهذا يتضمن أسرتي أيضاً , لا أريد الهرب , لا أريد المغادرة كاللصوص , أرغب بالذهاب والجميع يلوح لي بابتسامة ! حقاً أرغب بذلك "
بصباح اليوم التالي كانت الشمس تحارب لتظهر بينما الغيوم الداكنة تؤدي عملها بإتقان بإخفاء ذاك النور الساطع خلفها , إستيقظ على صوت همسات باسمه إلا أنه لم يتمكن من تمييز ذلك الصوت أبداً بما أنه لم يصحوا تماماً بعد , حرك جسده بالكامل ليعطي ذاك الشخص الذي يحاول إيقاظه ظهره ووضع الغطاء على رأسه قبل أن يشعر بأحدهم يحركه بسرعة تنهد بإنزعاج وهو يحاول فتح عيناه ويبدأ عقله بالعمل حقاً ليدرك أخيراً أن والده يقف خلفه وهو يحاول إيقاظه فقد تحدث مجدداً بهدوء ولكن الإنزعاج بادٍ على صوته :" هيا إنهض هيثم ستتأخر وأيضاً أنا سأطرد من عملي إن تغيبت اليوم أيضاً "
إستقام بسرعة لينظر لوالده وهو يتحدث بصوت ناعس :" ولما توقظني ؟ ما هو الذي سأتأخر أنا عليه اليوم ؟"
تنهد والده وهو يعبث بشعره بخفة ليجيب :" لن ترحل دون أن تودعني صحيح ؟ وحقيبتك التي جهزتها تدل على أنك تريد الرحيل اليوم , هيا تعال لنتناول الإفطار معاً"
ليغادر الغرفة بعدها بينما إستيقظ هيثم من مكانه ليرى أن الساعة هي الرابعة والنصف فجراً وهو لم ينم إلا عند الواحدة بعد منتصف الليل تنهد بهدوء ليستحم ويخرج لتأدية صلاة الفجر قبل إنضمامه لأسرته على مائدة الإفطار حيث والده و والدته بينما رفض لؤي النهوض , ابتسم لهما بود وهو يتحدث :" صباح الخير "
إبتسما له وهما يجيبانه ليجلس ثلاثتهم على مائدة الإفطار بينما تحدث والده :" إذن صغيري تأكد من الإتصال بنا كل فترة وأيضاً لا تقم بأي عمل سيء موافق ؟"
ابتسم بهدوء وهو يجيب :" أعدك إن شككت لثانية واحدة أن أهداف ذاك الرجل خبيثة لن أبقى لديه ولو لثانية واحدة بالرغم من أنني أشك حقاً بذلك "
أومأ والده له لينهض وهو يتحدث على عجلة :" لا تنسى أيضاً أن تعتذر من لؤي فهو شقيقك بعد كل شيء "
نهض وضمه من الخلف بينما كان هو يرتدي حذائه ليتوقف ويعتدل بوقفته وهو يمسح على شعره بهدوء , تحدث بصوت مهزوز :" سأشتاق لك حقاً , لا تقلق سأتصل دائماً وبأيام العطل إن تمكنت سآتي لزيارتكم أعدك "
ابتسم لصغيره وهو يتحدث :" كن بخير لأجلنا "
قبل أن يقبله على جبينه ويغادر لعمله بسرعة كل ذلك تحت أنظار والدته الباكية , إتجه لها ليجلس على ركبة واحدة أمامها وهو يتحدث :" أمي أعدك سأكون بخير , لن أفعل ما يسوء لأسرتنا كما لن أسمح لك بالشعور بالخيبة إتجاهي أبداً , سيكون كل شيء على ما يرام بإذن الله "
مسحت على شعره وقد بذلت ما بوسعها حقاً اترسم ابتسامة على وجهها فبالنهاية هي والدته وهي حقاً قلقة على صغيرها , بالنهاية نهض هيثم ليتوجه لغرفة شقيقه الأكبر , هو يدرك بأن لؤي لن يبتسم أو يوافق بهذه السهولة لاسيما بعد ما حدث مع والدهما بالأمس لذا طرق الباب بخفة ليدخل ويجلس على السرير , لم يبدوا له أن شقيقه نائم بالفعل فهو كان يضع الغطاء على رأسه وهو ما لا يفعله لؤي بالعادة عندما يكون نائماً , بل فقط عندما يشعر بالإستياء و الحزن , هيثم حقاً شعر بتأنيب الضمير بأنه السبب في تكوين هذه المشاعر لشقيقه لذا تحدث بهدوء شديد :" لؤي , أتذكر لقد أخبرتني بأنك ستكون معي مهما كان القرار الذي سأتخذه فلماذا بدلت رأيك لاحقاً ؟"
بدا وكأنه كان بإنتظار مثل هذا السؤال لينفجر حقاً فقد أبعد الغطاء عن رأسه ونظر لشقيقه بغضب شديد وهو يجيب بصراخ :" لإنه وببساطة لم أعلم أن ذلك الرجل مختل عقلياً , كيف تريد مني أن أسلم شقيقي الأصغر لشخص ما تمكن من التسلل للمنزل ! "
أجابه الأصغر بضعف :" لكنه لو أراد قتلي لفعل "
أمسكه من ياقة قميصه وقد أسقطه وسقط فوقه بعنف وهو يجيبه بحده :" وماذا إن أراد أن يستغلك فقط لفعل أمور سيئة ؟"
بالرغم من الألم الذي كان يشعر به بسبب ثقل شقيقه و سقوطه إلا أنه تحدث :" لست طفلاً يا أخي "
نهض لؤي من فوقه ليجيبه ببرود شديد عكس هيجانه السابق :" لكنك مجرد مغفل أبقى نفسه حبيساً لغرفته ولم يتحدث مع أي شخص ولا يعرف كيف يكون طباع البشر لذا خداع مغفل مثلك سهل للغاية "
وقف بصوبة ليجيبه :" وبالرغم من ذلك سأذهب لأتعلم "
عاد إليه الغضب وقد لكمه هذه المرة بقوة شديدة على معدته ليسقطه أرضاً مجدداً وهو يجيب :" إذن لا فائدة من التحدث معي أغرب من وجهي الآن هيثم "
وضع يده على معدته وقد منع والدته من التدخل عندما لمحها تقف عند باب الغرفة ليتحدث بألم :" إذن ما رأيك أن تأتي معي لبضعة أيام أو حتى ساعات ؟ إن شعرت أنت بوجود شيء مثير للريبة فأنا أقسم لك بأنني سأعود معك للمنزل وإن لم تفعل وأقتنعت بأنهم أشخاص جيدون سأبقى وأكون قد حصلت على موافقتك وأيضاً أمي وأبي سيخف قلقهما "
نظر لؤي لهيثم وهو ينظر لعيناه اللتين عكستا الكثير من العزم , هيثم سيرحل أياً كانت إجابته الآن لكنه على الأقل يمكنه الإطمئنان على شقيقه لذا تحدث ببرود :" لا تظن أنني سامحتك بعد , هيا أغرب عن وجهي وأمامك ربع ساعة لترتدي ثيابك ونغادر ."
نهض هيثم من الأرض وقد تناسى ألمه ليحتضن شقيقه وهو يتحدث :" أنت الأفضل حقاً "
ويغادر الغرفة بسرعة بينما شبح ابتسامة رسم على وجه الأكبر بهدوء وهو ينظر لأمه التي كانت راضية أيضاً بهذا الإتفاق فعلى الأقل الآن واحد من أفراد الأسرة سيعلم أين يقع منزل ذاك المدعو عامر و سيراه حقاً .
نهاية الفصل الرابع
[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:630px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143784785857541.gif');"][cell="filter:;"][align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً آسفة حقاً لغيابي عن القسم والرواية ولكن بصدق الظروف لم تكن بيدي حقاً , بالبداية كنت مشغولة بالتخرج من الجامعة وبعدها بوقت قصير فقط مرضت جدتي للغاية وبقيت بالمشفى حتى توفت بعد شهر أو شهران من المرض _ رحمها الله تعالى _ بصدق كانت هذه صدمة لي واحتجت لقليل من الوقت لتجاوزها جزئياً سأبذل ما بوسعي لتعويضكم لذا الآن قراؤة ممتعة











[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

__________________










رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة جنان خذ عضو /ة و روح معاة رحلة الأميرة كومود تسالي و ألعاب 11 06-08-2016 02:50 AM
&&الذكريات&& darҚ MooЙ محاولاتك الشعرية 34 04-07-2011 05:54 PM
الذكريات Night's Lover مواضيع عامة 0 08-06-2010 01:11 AM
تجليات رحمة الله لعباده في رحمة الأم برضيعها حقيقة لا خيال نور الإسلام - 2 09-07-2009 07:05 PM
الذكريات وردة على الطريق شعر و قصائد 6 12-24-2008 01:29 PM


الساعة الآن 06:49 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011