08-12-2015, 02:09 AM
|
|
:: PART 1 ::
الزمن : القرن 17 عشر ..
المكان : مملكة مانجين _ بريطانيا سابقاً
مملكة مانجين تلك التي تحيطها البحار من جميع جوانيها تقريباً فـأجوائها قد تكون مريحة لبعض الناس المرفهين والذين لا يفكرون إلا باكتساب المال والسلطة والبعض من تحتلهم الهموم في البحث عن لقمة العيش ويعانون من ظلم الطبقة التي أعلى منهم ..
قد لا يكون لهم حق التمتع بالحرية ! فقط لأنهم جاءوا كعبيد
الذين سُلبوا نعمة العيش مع العائلة وفي منزل لهم ذو جدران !
قد يتضح أحياناً عروقاً تمتلأ سواداً تغزو قلبهم
هل سيأتي يوم يصبح المظلوم ظالماً !
في إحدى ضواحي هذه المملكة ... حيث الطبقة العادية من الناس
تقف فتاة صغيرة ما زالت تغزو ملامحها علامات البراءة رغم كل شيء لم تكن طويلة حتى ترى ما يطل عليه سطح المنزل المهجور هذا فلم يكن لها إلا أن تقفز مستندة على طرفه
سارحة في مناظر الطبيعة و هموم الحياة ...
ينعكس لون السماء في عينيها وتخمن بان بمقدورها إمساك هذه المدينة الكبيرة بيدها الصغيرة الملطخة ببعض شحار المداخن التي تعمل على تنظيفها في كل حين
أطلت ببصرها نحو السحاب
( السماء صافية التي أتمنى لو كانت صافية مثلها و الشمس التي أتمنى لو تشع على طريقي المظلم و إلى الطيور المهاجرة التي أتمنى لو أحلق عالياً معها و أترك تلك الأماكن القذره... لماذا أنا..؟
لماذا ليس لدي والدان..؟
لماذا الناس تعاملني كما لو كنت إحدى السلع التي يبيعونها..؟ )
لما انا في طبقة العبيد الان !
سؤالاً يراودني دائماً
{ لماذا خُلقت بالأصل ؟!! و ما الفائدة مني ؟!! }
قُطع حبل أفكارها صوت لطالما أزعجها صوت كزوبعة يخترق هدوءها
ولطالما كان ينثر الرعب في قلبها
صراخ امرأة يختلج الشيب شعر رأسها اما نظرات عينيها السوداتين المبطنتين فـ شيءٌ أخر ... يكسو وجهها تجاعيد يدل على كبر سنها
" كلاريس !! كلاريس !!! أين أنتي ..؟!! "
أجابت كلاريس من فورها " أنا قادمة "
لم تكن ثواني معدودة حتى زُرعت أمامها بسرعة خوفاً من اي عقاب قادم ليُلقى عليها دون رحمة
تمتمت بصوت متلعثم " ماذا خالتي..؟ "
همت تلك العجوز بسحبها من أُذنها بقسوة " أين كنتي أيتها القذرة..؟! "
تأوهت كلاريس بألم ثم تفوهت ببعض الألم " كنت أخذ قسطاً من الراحة! "
صاحت بها هذه العجوز ويكاد صوتها يخترق طبلة أذن كلاريس
" قسطاً من الراحة؟؟!! أخبرتك أنه لا يمكن لكي أن تأخذي وقت راحه إلا في الليل!! "
أغمضت تلك الأخرى عينيها بألم واعتذار ونطقت بصوت خافت ناعم
" أنا أسفة جداً سامحيني !! "
أفلتت أذنها أخيراً وهدأت من غضبها ثم امرت بتغطرس وقوة لتلقي ذاك الخبر على المسكينة
" حسناً ... اليوم هناك من يريد شرائك أستعدي .. "
أعتلت ملامحها الصدمة ، تتساءل عن الذي تغير
" ماذا ؟! لكن ألم يكن الدور ع السيد جورج ..؟! "
تحركت لتخرج من هذا الممر ذو الجدران والارضية الخشبية العتيقة وان الجذران قد التهمت منها ما التهمت
" السيد لم يدفع أجرك بالكامل لذلك سوف أبيعك .. " |
سيحدث تغير جديد في حياتها ، قدر يغرقها في الجو الخانق أكثر أو قد يرفعها إلى السحاب
قد يكون هناك امل بالتحرر من كونها عبد
كل الظنون والامال والاسئلة تدور وتتخبط في ذهنها
أسرعت بإيقاف العجوز بقولها " من يكون المشتري ..؟؟ و ماذا يريد المشتري مني ..؟! "
داهمها القلق من توقف المرأة العجوز بصمت ، كادت ان تعيد إلقاء السؤال بتردد إلا أن التفات تلك العجوز إليها ومهاجمتها بسؤال " كم عمرك ..؟ "
أستغربت كلاريس من الامر فأجابت بدون تفكير " 15 سنة ..لماذا ..؟؟"
" أنه العمر المناسب للعمل الجدي .. "
لم تفهم كلاريس القصد فقهقهت بسخرية
" ماهو ذلك العمل الذي يناسبني أكثر من تنظيف المنازل و المداخن ..؟"
ظهرت بين تلك التجاعيد ابتسامة خبيثة ابتسامة لم تظهر على محياها منذ فترة
وكانها ستحكم على كلاريس بعذاب قاتم بحياة تكاد تكون جحيم من قبحها
" ألا تعرفين يا صغيرتي !.. كل فتاة تعيش في هذه الضواحي ينتهي بها المطاف إلى عمل في منزل العاهرات .."
كل شيء كان يقع عليها كالصاعقة ويكاد يكسر عظامها ، وكأن الصدمة قد شلتها بالكامل
تمتمت بصدمة غير مستوعبة ما اوصلها إليه الحال " م..منزل العاهرات ..؟!! "
أسندت العجوز ذقنها على كتف كلاريس المصدومة وهمست بخبث في اذنها
" ما بك هكذا ! ألا تعلمين أنه سوف نبيعك عندما تكبرين إلى منزل العاهرات ؟ "
دفعدتها كلاريس بدون وعي وهي تحرك رأسها بنفي وتتراجع للخلف تحاول الهروب من واقع ما
" ل..لكن لا أريد العمل هناك !! ثم أني لا أزال صغيرة في السن! "
نظرت إليها بسخط ودون رحمة " كفي عن صنع الأعذار ... هنالك فتيات من قبل فعلن مثلك لكن عندما أجبرناهن أصبحن يشكروني على فعل ذلك ...فكري في المال الذي تكسبينه في الليلة الواحدة .. "
وجدت نفسها تنهار على الارضية وهي تتوسل والدموع تسيل على خديها
" أرجوكِ لا أريد العمل هناك سوف أفعل أي شيء لكن لا ترسليني إليهم !! "
ثار غضب هذه العجوز وأردفت قبل ان تخرج من المكان وقد فرضت عليها تحمل واقع ليس بمقدورها تحمله
" كفي عن التذمر لقد تم بيعك و سوف يأتون لأخذك حالاً ..!! "
ضمت ركبتيها وأسندت رأسها عليهما بضعف وهي تبكي وتطلب المساعدة من اللا أحد ...
" لا أرجوكِ!! لا أريد!! أرجوكم ليساعدني أحد !! "
ولكن من يسمعها ؟
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=black] [SIZE=3]
في الوقتِ ذاته , خرجتْ فتاةٌ حسناء ينبثقُ عِطرُ الثراءِ مِنها مُعقِبةً قصرها المُشيّد الفخم خلفها
مُتجِهة نحو تلك العربة المتوقّفة أحصِنَتُها البيضاء عن المشيّ , صَهِلتْ ما إن طرقها اللِجام
لتبدأ بالركض في المملكة ذاتها , وفيما المُمّتطي للحِصان إلّا وهو حارسها الشخصيّ يُرشِد
حِصانهُ تحدّثَ مستفهماً : سموّكِ , لِماذا تُريدين الخروج الآن تحديداً وفي هذا الوقت؟
اضاقت حدقتيّ عينيها لتجيب بشيءٍ من إستسئالٍ حانقٍ واستصغار :
أريد أن أتنفس هواء مملكتي و أتفقد حالها... هل لديك اعتراض كلان..؟
ـــ و من أنا حتى أعترض على قراراتك سمو الأميرة أليزابيث
ـــ إذن لا تزعجني
ــ حاضر سموك
قالها مُطرِقاً رأسه ثوانٍ ثمَّ عاد بناظريهِ أمامهُ , سؤالهُ إزعاج بالنسبةِ لها !
عَكرٌ مِزاجُها , وحديثها فيه مَقتٍ للإستجواب .
مضت الأحصنة تسري في الطريق , نحوّ لا وجهة محددة , بينما كانت إليزابيث تُحملقُ في المارّة
خِلال فُتَحِ الجوانِب المغطّاة بستائر قصيرة حالمة , تستلطفها عيون المُشاة من حولهم .
بقيتْ تنظر في هدوءٍ تام , لكيقية سير حياة اناس مملكتها وحالهم , إلى إن رأت ما أبرز الفظول ولمعته
في عينيها ! بقيت مشدوهة لُحيّظاتٍ , تطرف بِإهداب الجفونِ مُتعجّبة مما إلتقطت عينيها توّاً
فصرختْ بِآمر : أوقفْ العربةَ كلان!
إستغرب كلانديس ولم يشأ الإمتِعاض حتى لا يغضبها فقال طوعاً : ح- حاضر .
شدَّ ما يَربطُ فيه الحِصان فتوقفتْ العربة , نزلتْ صُغرى الأميراتِ لتدقق فيها , هامسة بتعجب شديد :
ما هذا..؟ لا يمكن ذلك..؟
تبعها كلان في الترجل , مُسترسلّاً
ــ ما بك سموك..؟ ؟ هل حصل شئ لك..؟ ؟
ــ هل ترى الفتاة هناك..؟
ـــ التي تحاول الهرب.. نعم أراها.. لماذا؟
ـــ احضرها لي!
كاد ليجيب بالقبول لامرها لولا تنبّههِ بالذي تفوّهتْ به وفي مكان وقوفهما هذا
ــ ماذا؟!! ما علاقتنا بها سموك! ثم لا يجب عليك
أن تقفي هنا في مكان قذر مثل هذا المكان.. الأفضل أن نعود و نترك الأمور في حالها
اخرستهُ بصفعةٍ على وجنتهِ ما ان انهى كلامه لتزمجر به :
أخبرتك من قبل إياك و الاعتراض في قرارتي... أعرف مكانتك قبل التكلم معي هكذا
تسمّرَ لوهلةٍ , واثر الصفعةِ آثر بعض الإحمرار على خدّه , بالنهاية هو مجرد خادمٍ شخصيّ
فانحنى بوقارٍ تام مُتأسّفاً : سامحيني سمو الأميرة لم أقصد الأعتراض أبداً على قرارك
أنبّها ضميرها لفعلتها هذه , يُمكن إكتشاف ذلك مِن إمارات وجهها التي حالت لبعض الحزن :
أذن قف و أحضر لي الفتاة بسرعة... و سوف تعرف لماذا طلبت ذلك ـــ
كلانديس: حاضر سموك..!
تحرّكَ المذكورُ أنفاً , تخطو قدميهِ صوب تلك المرأة والرجلين المحيطين بها
يقومان بربط ذراعيّ الفتاة , ووجهها مربوطٌ سلفاً لذا لم يتمكّن كلان من رؤيتهِ في البداية
سألهم في حين صارَ يقف قُبيلهم
: مالذي تفعلونه..؟
صُدِمَتْ المرأة مِن هذا الماثل امامها لتردَّ وبالعُسرِ نطقت شفاهها بالأحرفِ
: م.. من أنت و مالذي تريده..؟
ـــ أريد منكم ترك الفتاة , وتسليمها لي حالاً !
وبغضبٍ أعقبتْ !
: ماذا؟ هل جننت و من أنت حتى أفعل ذلك..هاا؟
مُبررٌ وحجّة واحدة ستجعل منهم مُنقلبين , صاغرينَ له , فأخرج من جيبه ما قد خطر في باله
وهو شعار العائلة الملكية
: أنا أدعى كلانديس كراواتا الحارس الشخصي للأميرة أليزيبث قودلاس و لقد أمرتني الأميرة بأن أحضر هذه الفتاة لذلك , سلموها لي حالاً!
تفاجاءت المرأة و الرجلان و أصابهم الرعب فالذي أمامهم ليس شخصاً عادياً و إنما حارس الأميرة...!!
أستجمعت المرأة قوتها: كيف أن أعطيك الفتاة هكذا بدون مقابل..؟ لقد قمت بالإعتناء بها طوال حياتها و الآن تقول لي أن أسلمها لك..؟ !
ـــ حسناً , سوف ادفع لكم , كم المبلغ؟
ـــ ثلاثين الف قطعة ذهب!
ــ مع أن هذا المبلغ مبالغ فيه لكن لا بأس... سوف ندفع لك في أقرب وقت!
ـــ ح...حقاً!! حسناً سوف أنتظرك
تهلل وجه الجشعة فرحاً لتتنازل عن فتاتِها قائئلة بينما تقوم بحلِّ قيودها
: أنظري يا كلاريس ماذا جلبتي لنا..!! كنت أعرف أنك سوف تكوني ذات نفع يوماً ما.. هيا تحركي و إذهبي إلى سيدك الجديد ..
مشتْ المعنيّة مُنصدمة من فعل هذا الرجل الذي قام بشرائها , عن السبب تبحثُ في خاطرها وجواب
سؤالٍ جال في ذهنها , "لِمَ الاميرة تريدها؟" بقيت تفكّر وكلانديس ينظر اليها بعجب وعينيه كالتي اصابها زمهرير
شديد وآبت التحرك , بدهشة قال : إليزبيث!!
توقّفت كلاريس , غير فاهمة لنطقه باسم الاميرة , ونعتها به!
ـــ أليزيبث..؟؟
ادرك كلانديس ما نطق به امامها , وثبات نظره عليها , فعاد لبرود حديثه ورسميته المعتادة : أنسي ما قلت... هيا لنذهب سمو الأميرة تنتظرنا
لم تفهم كلاريس شيئاً , لكنّها تبعته عائدين للعربة , وما إن صعدا صرختْ كلاريس تشير بسبابة
يدها في إتجاه الاميرة الجالسة بكل هدوء
ـــ ماذا؟ كيف لك ان تشبهيني هكذا؟ من انتِ؟!!
ـــ انا من يجب أن يسألك ! كيف لفتاة قذرة مثلك تكون مطابقة لي هكذا؟
شعرتْ كلاريس بالإهانة , تم نَعتُها بالقذرة ومن قِبلِ من؟ "الاميرة ذاتها"! هي سببُ مشاكِلها
وبكل وقاحة تصفها هكذا بالقذرة! ما لعاقلٍ مجال للتحمل فكردةِ فعلٍ متوقّعة صرخت بجموح
وكتمان غيظٍ شديد : أن..أنا لست قذرة!! تقولين لي هذا الكلام و أنتي تعلمين ما سبب في كل هذا..؟
لكنَتُها أزعجت كلانديس فليست بِمُخاطبِة لطفلٍ مُشرّد بل أميرة ذاتِ جلالة , إستنكر حديثها :
أصمتي ! كيف لك أن-
قاطعتهُ : مُهدِّئة لا بأس كلان... أنا أعرف شعورك و ما تفكيرين فيه...و أنا لدي حلً لمشاكلك و مشاكل الآخرين .. و لكن أولاً ما إسمك ..؟؟
ـــ أسمي كلاريس و كيف لك أن تحلي كل مشاكلي و مشاكل الآخرين..؟ و بهذه السهولة..؟ ؟
مُغتربة بين تساؤلاتها , قد نطقت بجملتها تلك ! حل مشكلات الناس اجمعين؟ هُراءٌ جميل!
لم تأتها إجابة وفي اقلّ من نصف ثانية توقّفتْ العربة تمويهاً عن وصولهم للقصر .
ـــ هاه؟ لماذا العربة توقّفتْ؟
لم تأتها إجابة مرّةً أخرى فبقيتْ تتابع بنظرها نزول حارس الاميرة فاتحا الباب لها وبكل احترامٍ
مدَّ بده ليساعدها على النزول : لقد وصلنا سموّك .
لامستْ اصابعها راحة يدهِ : حسناً .
كأنَّ كلاريس تم تجاهلها تماماً فصرخت بصوتها الصاخب , وما زالت داخل العربة
ـــ أن..أنتظري ..!! جاوبيني على سؤالي كيف تحلين مشاكلي هاا ؟
إبتسمت اليزابيث مادّة يدها لتساعدها كذلك : سوف أخبرك لاحقاً لكن هل أنتي موافقة على إتباع أوامري مقابل حل مشاكلك يا...
كلاريس ...؟؟
:: THE END Of The PART ::
⚫
:: Questions about The part ::
1_ هل أعجبكم بداية القصة..؟؟
2_ ما رأيكم بالشخصيات..؟؟
3_ هل سوف توافق كلاريس على طلب الأميرة أليزيبث..؟؟
4_ ما توقعاتكم للبارت القادم..؟؟
⚫
::في أمان الله::
. |
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-13-2015 الساعة 04:52 AM |