08-12-2015, 02:10 AM
|
|
الفصل الأول : [ مقدمة ] مهمة جديدة .. رعاية الأطفال ؟!
خمس عشر عاماً قد مرت بعد نهاية الحرب الرابعة الشهيرة , كونوها وجميع القرى العظيمة تعيش في سلام وتفاهم .. من هنا نبدأ في هذا الجو الربيعي ؛ عند مكتب الهوكاج السابع -ناروتو- .. يُطرق الباب لتدخل شابة : " عذراً أيمكنني الدخول هوكاجي-ساما ؟؟ "
وحين أن كادت أن تدخل هذه الفتاة -ذات العينين الحمراوين- استوقفها رجل في الثلاثينيات ذو لحية خفيفة : " مهلاً ميراي إن الهوكاج-ساما مشغول جداً ! "
" ولكن عمّي شيكامارو .. آخر مهمّة لي كانت قبل شهرين , لذلك .. "
" هذا الوقت ليس مناسباً لطلب مهمة , تعلمين بأن القرية بصدد إقامة امتحانات التشونين هذه السنة !! "
ألقت نظرة خاطفة للسيد الهوكاجي ذا الشعر الذهبي والذي كان منشغلاً تماما بالنظر إلى -اللابتوب- الخاص به وبالعبث ببعض الأوراق المبعثرة حول مكتبة والمصطفة فوق بعضها البعض مشكلةً أهراماً متفاوتتة الأطوال : " حسناً سأتجول في القرية .. ربما يحتاج شخص ما إلى مساعدتي "
أطلقَ شيكامارو ضحكة خفيفة وهو بصدد إغلاق باب المكتب : " بدلاً من ذلك جرّبي التمدّد فوق بناية ما والنظر إلى السحاب طالما أنك متفرغة , أنا شخصياً أتمنى لو كنتُ مكانك .. "
بعد بضع دقائق عاد المكتب خالياً مُجدداً إلا من الهوكاج-ساما وساعده .. توقّف ناروتو برهات عن حركته المستمرة مُحاولاً تدليك عينيه التي دمعتا من طول التحديق في شاشة حاسوبه , بعدئذ تمتم بصوتِه الحادّ : " شيكامارو .. قبل قليل من كان الشخص الذي بالباب ؟! "
أجابه شيكامارو الذي كان منغمساً بتنظيم بعض الأوراق المهمة : " إنها ميراي .. تعلم .. تبحث عن مهمّة كالعادة .. "
مدّ كِلتا ذراعيه مُطلقاً تنهيدةً عميقة : " هكذا إذا .. يااااه أشعر برغبة في النوم , إننا نعمل منذ الفجر ! "
" أنت متوتر فقط , امتحان التشونين حدث عادي يحدث كُل بضع سنواتٍ في القرية .. الأمر لا يستدعي كل هذه الجلبة "
" بالنسبة لي هذه مرتي الأولى بإقامة الإمتحانات في القرية -كهوكاجي- .. أريد أن يكون كُل شيء مثالياً لنحضى بإحترام بقية القرى !! "
أزاح شيكامارو نظره عن الأوراق ثمّ نظر إلى ناروتو : " الشيء الوحيد الذي يجب أن تقلق منه هو ابنك .. "
ضمّ ناروتو كلتا ذراعيه إلى صدره منزعجاً : " إنه لن يفوت مثل هذا الحدث .. سوف يحرص على تشويه صورتي أمام القرى الأخرى "
ابتسم شيكامارو بمكر : " رغم أنك تلعب معه دائماً بواحدة من نُسخك ؟! "
أغمض ناروتو عينيه مفكّرا : " أنت لا تعرف ابني ! "
اكتفى شيكامارو بالصّمت والعودة إلى عمله في حين استمرّ ناروتو بالتّفكير ناظراً إلى تماثيل الهوكاجِ السابقين من نافذة مكتبه وهو يحدّث نفسه : " باروتو لا يفهم , محاولة لفت نظري بالمقالب فكرة غبية .. مؤخراً أصبح يتذرع بأنني كُنت شقياً في طفولتي مثله ولكن حياتي كانت مختلفة .. أتمنى لو أجد شخصاً يُبعده عنّي طوال فترة الإمتحانات حينها فقط سيكون كل شيءً مثاليـ .. "
ضرب ناروتو الطاولة بكلتا كفيه مُحدثاً ضجة خفيفة ومُبتهجاً : " وجدتها ! "
رفع شيكامارو احدى حاجبيه مستنكراً : " وجدت ماذا وعلى ماذا ؟ "
" لا تهتم .. ميراي لم تبتعد كثيراً صحيح ؟ .. أريد قدومها سريعاً "
وقفت الفتاة اليافعة بإحترام للهوكاج : " ماذا تريد منّي هوكاج-ساما ! "
ابتسم ناروتو ثمّ انتصب واقفاً ليستطرد : " ميراي-تشان أنتِ تثيرين إعجابي منذ مدة , عادةً يتأثر من هم بعمرك بالتقنية الحديثة وبلعب -الفيديوجيمز- وتبادل الرسائل عبر -الإميل- و -الواتس آب- متجاهلين واجبهم كشينوبي .. لكنّك مُختلفة .. "
اقترب منها وانحنى قليلاً -فهو أطول منها بكثير- ليربت على كتفها ويُكمل : " أنتِ تمتلكين عزيمة النّار وروح النينجا في داخلك .. لقد ورثتِ الكثير من والدك الراحل -المدرب أسوما- وجدّك الرّاحل -الهوكاج الثالث- !! "
لم تصدّق ميراي سماع مثل هذه الكلمات ومن قبل الهوكاج بنفسه : " شـ شكراً لك , أنا سوف أكون كذلك لأنني أرغب بأن أكون هوكاج عظيمةً في المستقبل مثل جدّي الثالث .. ومثلك ! "
أطلق ناروتو ضحكةٍ مرحة وهو عائد ليجلس إلى مكتبه : " الطريق إلى الهوكاجي ليس سهلاً .. يتوجّب عليكِ القيام بمختلف المهمّات المتنوّعة ! "
بحماسٍ قالت : " لذلك أنا كنت أريد .. أقصد .. لقد أتيت قبل قليل ولكنّك كنت مشغولاً لذا .. أعني .. هوكاج-ساما أيمكنني الحصول على مهمّة "
" لا بأس سأبحث لك عن مهمّة مناسبة .. "
حملق ناروتو برهاتٍ ناحية -اللابتوب- وهو ينقر على الأزرار متنقلاً من مجلّد إلى مجلّد قبل أن يتنهّد بإنزعاج : " معظم المهمّات ليس بمستواكِ للأسف .. والبقيّة عبارة عن مهمّات مُملة ! "
حاولت ميراي التعليق بشيء ما لكنّ ناروتو سبقها حيث أردف : " لا تفكّري بهذه المهمّات المملّة .. أنا أعرف شعورك .. عندما كُنت بعمرك كُنت أتورّط بها دائماً .. ملاحقة قطّة .. العناية بزهور .. طلاء جدار .. يا للملل !! "
نظر إليها بحُزن : " أسف لأنني خيبت ظنّك , لقد حاولت ! "
" لكن هوكاج-ساما .. أعني .. سأقبل أي شيء .. لا بأس بملاحقة القطط .. أنا أحب القطط أصلاً .. "
بجديّة أجابها : " أبداً , هذه المهمّات السّخيفة سوف أوجّهها إلى أولئك الحمقى من جيلك المسحورين بلعبة -الشينوبي سوبّر ماريو- التي صدرت مؤخراً "
تنهّدت بحسرة : " حـ حسناً .. أعتذر على تضييع وقتك هوكاج-ساما "
ابتسم ناروتو بطلف : " لا أريد أن أردّك خائبة .. تعلمين أن امتحانات الشونين على الأبواب .. لقد نجحت بها مسبقاً في عهد الهوكاج السادس -كاكاشي- .. أتذكّر كم كنتِ متميّزة آن ذلك .. "
ثمّ تغيّرت ملامح وجهه وكأنّه اكتشف شيءً : " صحيح كيف لم أفكر بذلك .. أنا سوف أكون مشغولاً جداً .. وزوجتي أيضاً .. وسيكون من الصّعب أن نرعى طفلينا طوال فترة الإمتحانات التي تصل إلى الشّهر أو أكثر .. "
ثمّ ابتسم وبدأ بالشّرح بأصابعه : " حسناً من السّهل رعاية -هيماواري- فهي هادئة في أغلب الأحوال مثل والدتها .. لكن .. -باروتو- شقـيّ ! "
كُل شخص في القرية يعرف أبناء -الهوكاج- لذلك ميراي كانت تفعم كُل كلمة ممّا يقال وتقدّمت بثقة ناحية ناروتو : " نعم باروتو شقي .. الكل يعرف بأنه شقي .. إنه أكثر شقي رأيته في حياتي .. لا تقلق سيدي الهوكاج-ساما .. أنا سوف أرعاه لأجلك طوال شهر كامل .. بل شهرين لو أردت "
لم يتوقع ناروتو مثل هذه الاستجابة السريعة فقال متحمساً : " عظيم , شيكامارو .. هل تذكر المُخيم الذي كنّا نذهب إليه عندما كنّا بالأكادمية مع الأستاذ إيروكا .. ذلك الذي بأطراف الجبال الجنوبيّة .. "
شيكامارو الذي كان يتابع الحديث بإنتباه أجابه : " ذلك المخيّم القديم ؟! "
" نعم هو .. جيّد أنك تذكره .. سأترك لك التكفّل ببقيّة التفاصيل مع ميراي .. أريد لباروتو أن يختفي عن ناظريّ حتّى نهاية الإمتحانات "
بثقة وسعادة أجابت : " ثِق بي سيدي الهوكاجــي ! " خارج مكتب الهوكاجي وبأحد غرف -مبنى الهوكاج- أمام آلة -بيع المشروبات الغازية- تخرج علبتان حملهما شيكامارو ليُعطي واحدة منهما لميراي في حين شرب هو الزجاجة الأخرى : " وكما أخبرتك .. المخيم الذي تحدث عن الهوكاج-ساما يقع قريباً من الغابة التي تهتمّ بها قبيلتي قبيلة -نارا- "
" هذا جيّد لقد كنت تأخذني كثيراً إلى تلك الغابة "
" سوف تلاحظين المخيم بسهولة من هناك لكن عليك الحذر لأنه قديم , لا أعتقد بأن أحداً استخدم ذلك المكان منذ فترة طويلة .. "
أخذت ميراي رشفة كاملة من زجاجتها قبل أن تستطرد بإنتعاش : " تخيّل .. أنا أقوم برعاية ابن الهوكاج .. ابن الهوكاج نفسه .. "
بدى الارتباك على شيكامارو لحد ما وهو يقول : " على أي حال , ليس من الجميل أن يذهب اثنان فقط إلى مُخيم .. إن أحببت يُمكنك أخذ ابني -شيكاداي- أيضاً .. "
" ماهذا الإرتباك عمّي .. لو لم تطلب منّي هذا لكُنت طلبت بنفسي ذلك .. سوف أستمتع برفقة شيكاداي الصّغير ! "
" شيكاداي زميل لباروتو في الأكادمية لذلك سوف ينسجمان معاً .. خاصّة أن طلاب الأكادمية في إجازة حتّى انتهاء امتحانات التشونين "
أنهى شيكامارو ما تبقّى من زجاجته وألقاها بسلّة المهملات عن يمينه : " عندما تحدّث الهوكاج-ساما عن نجاحك بإمتحان التشونين ذكّرني بأمر مهمّ .. في الحقيقة كان عليّ فعل هذا من فترة طويلة لكنّني نسيتُ ذلك تماماً ! "
أخرج شيكامارو شيءً من جيبه في حين تابعته ميراي بإهتمام : " أتعرفين هذه الكوناي المميّزة ؟؟ .. لقد كانت لمدرّبي الرحال "
بإنفعال : " سلاح والدي ! "
دفع شيكامارو واحدة من الكوناي ناحيتها في حين احتفظ بالأخرى : " أنتِ الأن تشونين , تستحقّين أن تختفظي بواحدة منهما .. لقد كانت لوالدك وهي الأن من حقّك "
ثمّ ابتسم وهو يحمل الكوناي الأخرى بيده اليسرى ليُستعملها بمهارة ويُخرج عبرها شعاعاً من التشاكرا الخفيفة : " إن تمكّنت من التدرّب بها جيداً واستعملتها مثلما أفعل أنا الأن سوف أمنحك الأخرى كذلك .. في الوقت الذي تترقّين فيه لمرتبة الجونين "
ابتهجت ميراي وهي تحمل إرث والدها ثمّ قفزت متعلقة بشيكامارو : " أحبّك أحبّك عمّي شيكامارو .. شكراً جزيلاً لك ! .. أنا سعيدة لأنني امتلكت سلاح والدي , وسعيدة بأنّك امتلكت السلاح الأخر .. هكذا سوف أكون مرتبطة بك بطريقة ما .. أحبّك عمّي شيكامارو .. أحبّك ! "
بعد ذلك ذهبت وقد وعدته بإيصال تحيّاته إلى والدتها -المدربة كوريناي- , في حين عاد هو إلى مكتب الهوكاج ليُكمل الأوراق التي بإنتظاره .. وقد كان فخوراً بنفسه جداً وسعيدٌ بأنّه حافظ على وعده لمعلمه -المدرب أسوما-.
في صباح اليوم التّالي , استيقظت ميراي مُبكرةً حتّى تعدّ العدّة للتخييم .. ذهبت أولاً إلى متجر للأدوات , ثمّ إلى بقالة .. حتّى انتهت أخيراً إلى منزل -الهوكاجي.ساما- .. بيتٌ فخمٌ ذُو طلاء برتقاليّ اللّون وذو حديقة واسعة فيها زُهور كثيرة وعدد من الأشجاء على الجوانِب .. همست لنفسها : " جميل جداً , بالطبع إنه بيت الهوكاج-ساما ! "
لم تكد تطرقُ الباب حتّى فُتح مباشرةً ليخرج لها صبي ذو ملابس سوداء رائعة وشعرٍ ذهبيّ كالشّمس المُشرقة في الساعات الأولى للصباح : " لقد وصلتِ أخيراً .. كُنت أفكر بالذّهاب بنفسي إليكْ .. حسناً هيّا إلى التخييم ! "
جذبها من قميصها وهو يحمل حقيبة له في حين تذمّرت : " باروتو لا تكن مستعجلاً , أريد أن ألقي التحيّة لزوجة الهوكاج-ساما "
" أميّ ليست في البيت ولا حتّى أختي , كلتاهما ذهبتا لزيارة قبر خالي نيجي .. إضافة إلى أن والدي لم يأتِ إلى لدقائق أخبرني فيها عن المُخيّم "
ثُم أردف بحماسة : " وأخيراً سأخرج من هذه القرية المضجرة "
" هل نسيتني باروتو ؟! "
ابتسم باروتو حين سماعه لهذا الصّوت في حين كانت ميراي تلتفّ باحثةً عن مصدره قبل أن تنتبه للصبي الجالس فوق شجرة التّفاح القريبة منهم وثمّ قال باروتو مُبتهجاً : " أتيت بهذه السّرعة ميتسوكي ؟ .. لقد راسلتُك عن المُخيم عبر -الواتس- قبل عشر دقائق فقط "
ينزل الفتى -ميتسوكي- من على الشّجرة وقد بدى بالنسبة لـ -ميراي- وكأنه جزءٌ من السمّاء بسبب لون شعره التّركوازيّ وملابسه كذلك .. تقدّم باروتو مباشرةً إليه مُنفعلاً : " ثمّ أين حقيبتك ؟! "
ابتُسم هُو قائلاً : " ليس لديّ شيء مُهمّ لأخذه معي في المخيم "
" مهلاً أنتما .. لم يُخبرني أحداً بأنني سآخذ واحدا إضافياً .. "
بإنزعاج وتذمّر : " بدون ميتسوكي سيكون المخيم قمّة الملل "
في النّهاية , وافقت ميراي بإضافة فتى آخر للرحلة .. واحدٌ إضافيّ آخر لن يُشكّل إزعاجاً .. هذا ما اعتقدته ! لم يمضِ الكثير حتّى وصلت ميراي إلى منزل -شيكامارو- في حين ذهب كلا باروتو وميتسوكي إلى البوابّة .. بيت شيكامارو كان بسيطاً وصغيراً من طابقين فقط .. طرقتْ الباب -ومثل المرّة الماضية- فُتح مُباشرةً لكن هذه المرّة على صُراخ لامرأة في أوج غضبها : " قُلت لك لا أريد رؤية وجهك مرّة أخرى شيكامارو !!!! "
ارتعشت ميراي وتراجعت خطوتين للوراء منفعلةً : " أنا لست شيكامارو عمّتي -تيماري- , إنّها أنا .. ميراي .. ميراي "
تنفّست تيماري الصّعداء بإرتياح حيث كانت تحتاج إلى مثل هذه الصّرخة للتّنفيس عن شعورها الغاضب , تداركت الأمر سريعاً بدعوة ميراي للدخول : " أسفة ميراي نسيتُ لبرهة أنك ستأخذين شيكاداي للتخيم , لا تقفي هنا تفضلي .. "
دخلت كِلتاهما للمنزل الذي كان كلاسكياً بحتاً ومُزخرفةً جدرانه برسومات الغزلان , رحبت تيماري بميراي ومدّتها ببعض النصائح كما قدّمت لها كُوب شايٍ ثمّ توجّهت للمطبخ لتكمل غسيل ما تبقى من أطباق الفطور وهي تنادي ابنها من بعيد : " شيكاداااي , لقد أتت ميراي ! "
لم يمضِي قليلٌ حتّى قدم شيكاداي -الذي يشبه والده كثيراً- من غرفته بالطابق الثاني حاملاً بيده حقيبة صغيرة , وقبل أن يذهب خارجاً مع ميراي ودّع والدته بإرتباك وإنزعاج واضحين على ملامحه .. وحين أن كان خارجاً مع ميراي لاحظت ذلك عليه فأحاطت بذراعها على رقبته بمرح : " مالخطب ؟؟ "
بإنزعاج حاول التّخلص من ذراعها : " لا شيء , فقط ابتعدي عنّي "
" لم أكن أعلم بأنك تكره المخيمات هكذا .. "
" لأ , الأمر ليس كما تعتقدين .. أنا مُرتاح لأنني سأبتعد عن المنزل "
" ابتهج إذا , باروتو وميتسوكي معنا أيضا "
بدآ بالسّير وقال شيكاداي بإنزعاج وذراعاه خلف رقبته : " هذا ليس عادلاً .. يُفترض أن أذهب مع باروتو فقط , أنا أعلم بأنه أصرّ على ذهاب ميتسوكي .. هنالك بعض الزملاء في الصّف أريد ذهابهم أيضا "
" مستحيل .. لا أريد خسارة المزيد من ميزانيتي وصرفها على مجموعة أطفال "
" يُمكنك ببساطة الحصول على المال من أهالينا "
" مستحيل أيضا .. أنا هي -السينسي- بالنسبة لكم وعلي بتحمل المسؤولية !! "
توقّف شيكادي عن المسير فجأة مما لفت نظر ميراي له وقبل أن تقول له أي شيء أشار له بابتسامة تحدّ للأشخاص القادمين إليهم من بعيدٍ .. كانا طفلين بنفس عُمر شيكاداي .. حملقت ميراي بهما لفترة قبل أن وجّهت نظرها إلى شيكاداي : " إينوجين-كن و تشوتشو-تشان صحيح ؟؟ .. أليسا زميليك بالأكادميّة ؟! .. هل نسيت أن تخبرهم أنك ستذهب في رحلة "
نظر إليها شيكاداي بابتسامة ماكرة تعلو مُحياه : " برأيكِ لما هُما هنا ؟! "
" مستحيل ! "
" لقد اتفقنا على هذا مسبقاً .. "
" كان عليك استشارتي أولاً ! "
" من الممل الذهاب في رحلة دون وجود من تستمتع معهم .. "
" يُمكنك الاستمتاع معي "
" أنتِ أكبر مني بخمس سنوات أو أكثر , يا للإزعاج ! "
" مُستحيل وهذا نهائي "
كان ذلك نقاشاً دار بينهما قبل أن يأتي كُل من إنوجين -ابن اينو- وتشوتشو -ابنة تشوجي- , وفي ظهر كُل واحد منهما حقيبة خاصّة للمخيمات .. استطرد إينوجين الحديث بأدب في حين كانت تشوتشو تلتقط أنفاسها : " مرحباً -ميراي سينسي- , شكرا على سماحك لنا بالتخييم معكم ! "
ثمّ أشار شيكاداي إلى تشوتشو التي قالت بكلام متقطع مع أنفاسها : " أرجـ .. أرجو منك رعايتنا فـ .. في أثناء التخييم .. ميراي سينسي ! "
كادت ميراي أن تعترض لكن صدى كلمة -سينسي- سحرها لتقول باستسلام : " حسناً يمكنكم الذّهاب .. لا بـأس باثنين إضافيين .. "
ابتهج شيكاداي وأشار بإبهامه وغمز بعينه لكل من إينوجين وتشوتشو , أيقنت ميراي أن كُل ذلك كان مدبراً من البداية .. شيكاداي اللئيم يعرف كيف يتفوق عليها بخطوة في كل مرة .. هذا ما حدثت به نفسها قبل أن تفترق عنهم !
ميراي خرجت للتو من بعض المحلات بعد أن وفّرت ما تحتاجه للأطفال الجدد مع وضع كميات إضافية للطوارئ .. شيكاداي ومجموعته إضافة لباروتو ورفيقه ينتظرونها عند البوابة , لقد تأخرت بما فيه الكفاية ويتوجب عليها الإسراع , ومن أجل ذلك بدلاً من المشي في الطرق مثل الناس العاديين فضلت القفز من فوق المباني .. إنها في النهاية شينوبي !
صوتُ رجوليّ نشيط قد استوقف حركتها : " يا لها من حيوية ونشاط , ربيع الشباب يبرز أكثر فأكثر في كل مرة أقابلك فيها ميراي .. "
" مُدرب غاي , صباح الخير ! "
انتبهت للطفل النائم بين ذراعيه فاقتربت منه بمرح : " لي الصغير نائم حتى الأن "
ضحك غاي وهو يربت على الفتى : " لقد كان في الفراش لفترة بعد وعكة صحية ألمّت به , فكرت بأن آتي به فوق السّطح لكي يستنشق هواء الفجر "
ثمّ همّ بإيقاظ الفتى : " الصباح قد حلّ , لي الصغير ! .. بعد كل هذا الفترة بالسرير أنت تحتاج إلى تحريك جسدك والتنزه .. أرني ربيع الشّباب يا بطل "
معاملة غاي المليئة بالحُب والحنان لـ ابن تلميذيه السابقين - لي و تين تين - دفعت ميراي للإبتسام لا شعورياً , ثمّ وبدون انتباه منها بمرح اقترحت حين أن كان لي قد استيقظ تقريباً : " ما رأيك أن تذهب معنا إلى المخيم , بعض أصدقائك في الأكادمية سيكونون هناك وأنا المسؤولة عنكم ! "
أيّد غاي وبشدّة ذلك : " فكرة عظيمة , لي طلب منّي ذلك أكثر من مرّة "
حكّ لي عينيه بفتور : " لكن أمي قالت أن لا أغادر الفــراش دون إذنها "
" لا تقلق سأشرح كل شيء لوالديك الأن اذهب واغسل وجهك وجهّز نفسك ولا تترك ميراي تنتظر أكثر من هذا , هيّا ! "
نزل لي من على كرسي غاي المتحرك بحذر ثمّ أسرع بتجهيز نفسه , ميراي لاحظت للتو بأنها كانت فوق - محلّ السيدة تين تين لأدوات النينجا - وطرأت على بالها فكرة حين تذكرت أن محلّ - السيد كيبا للكلاب المدربة - قريب منهم فقالت بإهتمام : " مدرب غاي أخبر لي أني انتظره أمام المحل المجاور للكلاب المدربة "
" حسناً وشكرا لك على دعوتك , يمكنني الأن قضاء وقت أطول مع كاكاشي .. "
بعد ذلك دخلت ميراي إلى محلّ الكلاب المدربة واستأجرت جرواً صغيراً مدرباً يُعرف باسم - شيرومارو - ذو فرو فضّي لامع .. اختاره لها - السيد كيبا - خصيصاً لتميّزه وتفرّده
نبح الجرو حين اقترب منهم لي الصغير بنشاط وقال بإحترام : " أسف لأني لم أشكرك بعد , شكراً لك لأنك ستأخذينني معك .. "
ثم اقترب من شيرومارو : " شيرومارو سوف تذهب معنا أيضاً ! "
ظهر على ميراي نوع من التساؤل فاستطرد هو مباشرة : " دائما ما آتي إلى هنا لألعب مع شيرومارو في أوقات فراغي , هل تعلمين أنه أصغر أبناء الكلب العجوز أكامارو رفيق السيد كيبا صاحب المحل "
أمسكت بيد لي دافعةً إياه للجري وشيرومارو ينبح ويتبعهم : " حسناً هيا بسرعة فلقد تأخرنا كفاية , أريد أن نصل إلى المخيم قبل الغروب ! .. " بمسافة قريبة من بوابة كونوها , قبعت امرآة زهرية الشّعر بمنتصف الطريق مُلتفتتة يُمنة ويسرة .. وقد ربتت بكفّها على شعر طفلة قد تمسكت بأطراف بثوبها , تنهّدت المرآة بحسرة : " أعتقد بأنهم قد ذهبوا مسبقاً ! "
" أمي لا يهم .. أنا لا أحب ولا أريد الذهاب ! "
انحنت موازية لطول ابنتها وقد ألبستها نظارتها : " لا تقولي مثل هذا الكلام , كنت أريد لك أن تقضي وقتاً ممتعا مع زملائك في المخيم "
" لا أريد أن أبتعد عنك .. "
" سارادا عليك أن تكوني صداقات مع من هم بمثل عمرك "
تنهدت المرآة بعد ذلك بيأس ثمّ جذبها صوتُ نباح من ورائها , لتبتهج من بعد ذلك : " وسوف تذهبين .. أترين تلك هي -ميراي- المسؤولة عن رحلة المخيم .. إنها شونين ممتازة ووالديها من النخبة ! "
وقبل أن تتذمر ابنتها قالت : " كما أنها لم ترى والدها منذ ولادتها إلا عن طريق الصور فقط .. إنها تشبه طفلة تعرفينها أليس كذلك سارادا ؟! "
" هل والدها في رحلة لأجل مهمة أيضاً "
" تقريباً .. لقد مات في احدى المهمات "
حينما لاحظت ميراي المرآة وطفلتها همست لنفسها بتفكير : " إنها السيدة ساكرا وابنتها .. لا يمكن أنها ستطلب منّي ذلك .. "
أبطأت في سيرها وحثّت لي الصغير وشيرومارو بالمضي قدماً وسوف تلحق بهما قريباً , وما إن وصلت إلى ساكرا حتّى صرّحت من دون مقدّمات : " اعذريني سيدة ساكرا لكن لا يمكنني أخذ طفل إضافي إلى المخيم ! "
" ميراي-تشان ولكن .. "
" من البداية كان يفترض أن أذهب مع طفلين فقط , ولكنني فجأة وجدت نفسي مسؤولة عن أربع أطفال إضافيين "
قالت لها ساكرا بهدوء وجديّة : " سارادا ليست مُزعجة ولا تسبب المشاكل , أراهن على أنها ستكون عوناً كبيراً لك .. بسبب انشغالي لم أتمكن من طلب هذا منك مسبقاً رغم معرفتي بمهمتك منذ الأمس ! "
ثمّ دفعت لها بكيس كانت تحمله : " كما أنني قد صنعت لأجلكم مجموعة من الفطائر .. لا تعلمين كم كنت أنتظر مثل هذه المخيّمات لأجل سارادا , أريدها أن تختلط أكثر مع زملائها .. كما أنني مشغولة لأبقى معها خاصّة هذه الأيام ! "
آن ذلك كانت سارادا تعبث بنظاراتها وتنظر بإهتمام إلى ميراي التي وافقت بالنهاية مع إصرار والدتها لتهمس سارادا لنفسها بصوتٍ خافت : " كما توقعت لا شيء يمكنه منع أمي من فعل شيء إذا أرادته "
ثمّ ذهبت ساكرا مستعجلة حيث تأخرت عن عملها بما فيه الكفاية , قدّمت ميراي قطعة حلوى في جيبها لسارادا التي كان واضحاً عليها الغضب وثمّ ابتسمت بمرح : " سارادا-تشان أنت لست جميلةً فقط .. بل وقويّة أيضاً ومتمسكة بآرائك .. "
ثمّ أزفرت عن تنهيدة حسرة وهي تتذكّر ما فقدته من ميزانيتها : " أتمنى لو كُنت مثلك ! " أمام بوابة كونوها , ست أطفال وجرو صغير .. تذمّر باروتو وقد سئم من طول الانتظار : " ماهذا التأخير .. "
ثمّ نظر لمن حوله : " ثمّ لمَ أنتم جميعاً هنا يا رفاق , كنت أظن أنني وميتسوكي من سيذهب فقط ! "
بدأ بإشارة اصبعه عليهم واحداً واحداً مع ذكر الألقاب التي اعتاد وصفهم بها بالأكادمية : " شيكاداي النّاعس .. إينوجين الممل .. تشوتشو السمينة .. ذو الحاجبين العريضين .. وجرو غريب ؟؟ "
قاطع ميتسوكي ثرثرة باروتو مُبتسماً : " على أي حال لقد وصلت المُدربة أخيراً ومعها فتاة إضافية .. "
" كأنني رأيت هذه الفتاة من قبل "
نبّه لي الصّغير : " ألا تذكر بأنها طالبة معنا بالأكادميّة ؟ "
تمتمت تشوتشو وهي تأكل بعض الشيبس : " إنها سارادا "
أكّد إينوجين عاتباً : " باروتو كيف لا تعرفها , إنها تجلس بجانبك "
أضاف شيكاداي على كلامه : " وتتفوّق عليك دائماً في مُعظم الأشياء "
قبل أن يبدأ باروتو بالتعليق كانت ميراي قد وصلت إليهم وتقدمتهم جميعاً وباستعجال حثتهم : " هيا جميعاً سوف ننطلق بضعف السرعة , لقد تأخرنا بما فيه الكفاية ! "
قاطعها باروتو : " لا تقولي ذلك بصيغة الجمع , أنت الوحيدة التي تأخرت .. "
ثمّ أشار إلى سارادا بإهمال أزعجها : " .. وتلك الفتاة هناك "
همّت ميراي بجمعهم وتنظيمهم وهي تتحدّث بالوقت نفسه : " أريد منكم الأن الانقسام لمجموعات من اثنين وتتبعوني جيداً , لنرى .. باروتو وميتسوكي .. لي وإينوجين .. شيكاداي وتشوتشو .. جيّد , هيا نذهب ! "
وحين أن اعتقد سارادا أنه قد تم تجاهلها تماماً , فوجئت بميراي وقد أمسكت بيدها : " سارادا ماذا تنتظرين , مميّزة مثلك لن تكون إلى معي بالمقدمة "
ابتسمت سارادا ابتسامةً خفيفةً -لأول مرة- وهي تقول : " حاضر ! "
وهكذا انطلقت المجموعة
بعيداً بعيداً عن معالم التحضّر والمدنيّة
هناك حيث الأشجار والطبيعة الخلابـة
إلى المخيّم ! عنوان الفصل القادمة : الأخطار المحدقة في الطريق إلى المخيم !! " |
التعديل الأخير تم بواسطة نـسـيـم الـفـجـر ; 08-12-2015 الساعة 03:06 AM |