الفصل الثاني
| 3 |
ـ هل ستبقين من أجل الحفلة ؟
مَسَحْتُ العرق عن جبيني ـ ممسكةً فرشاة قد نظفتها لتو أنَظَرُ لـ لوي ؛ الذي اتكأ على بابِ صالة هنري الفارهة ، هَزَزْتُ رأسي نافيةً الأمْرْ من ثم جلست على الأرض أقفل علب الطلاء التي انتقاها هنري باكرًا
ـ ربما أول عشر دقائق ، سأساعد هنري في توزيع الطعام وأرحل ، كما أنني لا أملك فستان لإرتدائه ... ولا أظن بأن ما ارتديه مناسب!
أشرْتُ لِبِنْطَالي الأسود الباهت وهذه المرة الطلاء الأصفر الفاقع قد عبأه ، قميصي الأسود عاري الأكمام كان معبء كذلك ، نظر لوي لـ بشفقة من ثم حكَّ رأسه بتفكير
ـ حسنًا ، سأذهب الآن ... من أجل الموعد ! استمتعي بالعشر دقائق تلك وأراك في المساء~
لوّح لي بلطف قبل أن يَمْسِكَ حاسوبَه الشخصي ، بما أنني عالقة هنا في الرسم انتهز لوي فكرة المواعدة عن طريق الإنترنت ـ ظانًا بأنه عديم الفائدة ، وحصل على موعد الليلة مقابل مئة دولار لمرافقة فتاة إلى مطعم إيطالي جديد ... لم أمانع البت فنحن بحاجة ماسة للمال !
ـ وقتًا ممتع !
لوحّت ناسيةً الفرشاة بيدي ، لذا زحلقت من يداي و طارت في المسبح بلمح البصر ، شتمت أسفل أنفاسي متوجهةً نحو الحوض أبحث عنها من فوق الماء ...
سمعتُ ضحك لوي قبل أن يختفي عن نطاق الرؤية ويخرج من المنزل ، لقد أمضيت خمس ساعات في منزل هنري ، جلسنا نتحدث ومن ثم أعدَّ لنا طعام الغذاء والآن أمضيت ثلاث ساعات أرسم على حائطه ، يمكن القول بأن برج إيفل الحقيقي لم يكن بروعة ما رسمته ... مغرورة؟ أعلم ولا أكترث للأمر!
ـ هل زاد الطلاء؟
سمعتُ هنري يقول في حين قلَّبّ أوراق السيناري الذي بيده ، لقد أطرى إعجابه بالرسم وقال بأنه سيرشح اسمعي لمن يعرف من أصدقاء ...
وهنري كـ مخرج سنيمائي مشهور ، بتأكيد يملك أصدقاء وهم أغنياء كذلك ، هل وقعت في حفرة من الذهب ، ربما !
ـ نعم ... اللون الأحمر والأخضر والأسود كذلك !
أخبرتُه مُشِيِرَةً لكل عُلبة ملقاة على الأرض ، عيناه جالت جسدي من جديد ... عرض هنري عليّ العمل في مجال التمثيل لأنني أملك وجه ممثلة سينمائية ـ حظي حقًا بدأ يشرق!
لكنني رفضته ... أحم أسمحوا لي لوي رفضه قائلًا أنني أملك وظيفة ولا داعٍ لاستعجالها !
ـ حسنًا ، إن لم يكن هنالك مانع ، هل تستطيعين كتابة اسمي فوق السرير بهم ؟!
لم أرفض الفكرة ، لذا أمسكت العلب وتوجهت لغرفته ، مثل باقي الغرف .... كبيرة وفاخرة و ... وااااو هل هذا السرير حقًا مرصع بالألماس ؟!
بحلقت في السرير ألمس قطع الألماس ، سمعت قهقهت هنري في الخلف ، التفت هذه المرة لأراه يرتدي نظارات قراءة لاقته جدًا
ـ يمكنك كتابتها هنــا ، وأنا سأقوم بدفع السرير!
أنزل كومة الأوراق التي بيده ومن ثم حول دفع السرير ، ساعدته بالتأكيد لأنه فشل لوحده ...
بعد خروج من الغرفة لإكمال سيناريو فلمه الناجح درستُ ملمس الحائط ... بارد وأملس ، مثل الورق!
بدأت بفرش الجرائد على حواف الحائط من ثم جلبت سلَّم لكتابة اسمه بالخط العريض ، الألوان التي اختارها هنري لاقته بجد ... كما لو أنها خُصِصَتْ من أجله لذلك لم أتردد البت في الكتابة .
أمضيتُ ساعة جليسة الصمت ولكن تلك الألوان عزف لي مقطوعة من المستحيل نسيانها ، وها أنا الآن أدفع السرير على الحائط بعد الانتهاء ، كان الاسم جميل ... كتبته بحروف متفرقة ووضعت بعض الرسومات الهزلية التي تناسب جو الغرفة ، أرضه فرشت بالسجاد الأسود و الحائط باللون الرمادي البارد ...
سريرة كبير جدًا والفرشة كانت مملوئة بالماء ، على عكس الناس لم يملك تلفاز في الغرفة بل مكتبة بطول الحائط و كرسي بسيط بجانب مصباح طويل كلاهما أطل على نافذة واسعة تطل على خضار حديقةٍ ما
ـ واااو!
سمعت صفير من ثم تلك الكلمات ، التفت بسرعة لأرى هنري يترتدي بنطال جينز أزرق وقميص أحمر مقلم بالخطوط السوداء وشعره مصفف ... لحظة متى أخذ ملابسه إن كنت في الغرفة طوال الوقت؟
ـ من أين لك بالملابس؟
أخبرته ، حينها فقط لمحت كيسًا في يده كان بني اللون وعليه اسم متجر باللغة الفرنسية ... لم أفهمه بتأكيد !
ـ آه في الحقيقة وضعتهم في الغسيل قبل أن تأتوا !
طأطأتُ رأسي بتفهم ، من ثم أمسكتُ عُلَبَ الطلاء للإلقائهم في سلة المهملات ، لكن هنري استوقفني
ـ لوي طلب مني إعطائك هذه الملابس ... من أجل الحفل!
كانت ابتسامته مشرقة ، كما لو كان فرح لوجدي معه ... نظرت له باستغراب من ثم أمسكت الكيس لفتحه ، لمحت فستان أحمر اللون قصير
ـ متى جاء ؟
ـ آه قبل نصف ساعة ود أن إعطائك إياهم لكن أخبرته بأنَّك في الغرفة ترسمين لذا لم يرد إزعاجك وطلب مني تسلمه لك بعد الانتهاء !
أخبرني بسهولة ، هل أنــا وحدي التي تظن بأن حياتي بدأت تتحسن منذ أن قابلت لوي ؟ مثل الجنية الخيِّرة !
ـ حسنًا ، ارتدي الملابس وانزلي حالًا ... أريد مساعدتك في الطعام!
أخبرني بطريقة مرحة ، من ثم أغلق الباب ... كم هو لطيف أعني مع أنه مبذر للمال وهذه الامور إلا أنه يحب الإعطاء ، عَرَضَ عَلَيْنَا المبيت عنده ولكننا رفضنا ذلك ... حسنًا لوي رفض شيء عن المظهر العام والاخلاق ، كنت لأقبله عكسه !
ـ لما تأخرتي ؟ لقد حضر خمس من أصدقائي ... وأحتـــــــ ووووااااو تبدين جميلة!
كان هنري يحادثني من المطبخ يفرغ كيس مقرمشات في صحن ، ربما صوت الكعب أفضح وجودي في الغرفة لذلك التفت ينظر لي مما سبب له الإنذهال
ـ أرجوك فكري في عرض التمثيل!
أخبرني بطريقة يائسة ، من ثم رمى علبة كبيرة من المشروب الغازي صوبي ، التقطته بسرعة كبيرة مما جعل هنري يبتسم ، من المضحك كيف بأن فرص العمل بدأت تأتي الآن !
ـ أسف لكوني أعاملك كخادمة وأنت تبدين كأميرة ، لكن هل يمكنك سكب المشروب للحضور ؟ فهم ينتظرون بما أن سموك تأخر عن مساعدتي!
ـ ليس ذنبي هذا الفتسان غريب ، أقسم بأنني ظننت بأنه بالمقلوب لوهلة!
أنَّبتُه قبل الخروج من المطبخ والذهاب إلى الباحة الخلفية ، رأيت من بعيد ثلاث فتيات وأربع فتيان في ذات عمري ، في أبهى طلة ... من الجيد أن لوي جلب الفستان!
فتَحْتُ باب الزجاج مبتسمةً للحضور ، توقف الجميع ينظر لي من ثم ظهر هنري من الخلا بيده صحن من المقرمشات
ـ أصدقائي ... هذه صديقتي الجديدة سمر هــاريس أحفظوا الاسم ستصبح مشهورة يومًا ما ! آه وهي التي رسمت هذه التحفة التي أمام ناظركم!
قالها مشيرًا للحائط خلفنا ، ضحك الحضور في حين تقدَّمْتُ نَحْوَهُم أصبُّ المشروب في كل كأس ، تعرفت على جاك و ميلوني ، هيلين و سكارلت ... والفتى الجذاب هانتر !
ـ اذًا سمر ... مالذي تفعلينه كعمل ؟
حسنًا لنقل أن ذلك السؤال كان باب الصداقة الذي كونته مع الوسيم والأخاذ هانتر ، فقد كان الأوسم من بين الحضور ولا ادري حقًا لما أعلق مع الشباب الوسيمين هكذا!
ـ غُّنوا ! غنُّوا! غنُّوا!
كان الحشد يهتف لي ولـ هانتر من أجل الغناء ... لقد انقلبت الحفلة من سبع أشخاص لـ ألف وشيء!
أعني المكان يعجَّ بالناس وتعرفت على كل واحدٍ منهم بفضل هانتر الذي بقي زميلي طوال الحفل ، لم يكن من الصعب ألا أكشفه بأنه معجب بي ...
ولكن مشاعري معلقة الآن ولا أود الارتباط بأحد! وهو تفهم الأمر وقرر أن نصبح أفضل صديقين جميلين ووسيمين ، الثنائي الساحر كما يحب القول!
ـ حسنًا ... سنغني!
رفع هانتر يداه باستسلام ومد يد العون لمساعدتي ، وقفت على قدماي مستعدة للغناء ، أملك صوت حوتٍ وأفتخر ! لذلك لا أمانع بالغناء في الحقيقة أحب أنني لا أجيد الغناء كي أضايق الآخرين~
سلّم هانتر إحدى المايكرفونات لي ومن ثم نظر نحو شاشة العرض التي أشارت على الحائط وبدأت الموسيقى بالإنتشار بعد ثوانٍ والكلمات بالظهور .
اندمجت في الغناء بكل أحاسيس وصدق ... والجميع أحب أنني واثقة من صوتي المقرف لذا كان يشجعني بهمة كبيرة مع أنهم سخروا من ذلك، ولكن هانتر ... عندما جاء مقطعه للغناء الجميع سكت يستمع لصوت الخلّاب ...
كان صوته عميق ويملك سلالسة في مخارج الحروف ... كما لو أن صوته اندمج مع الموسيقى ليصبح أداة واحدة ، كان متقن للغناء بدرجة كبيرة جدًا لوهلة ظننت بأنَّه مغني ، جلسنا نَنْظُر لـ هانتر يغني من قلبه .
بعد انتهاء الأغنية وعيت بأنني لم أغني معه بالكاد تذكرت بأنني أمسك مايكرفون صفق الجميع له بحرارة من بينهم أنا كنت أهتف باسمه مثل المجانين بمجرد أن اقترب لي رميت ذراعي حول كتفاه أنظر له بفرح
ـ هل أنت مغنٍ أو ما شابه ذلك ؟
تسائلت ، قهقه هانتر لهذا النوع من الأسئلة وهز رأسه نافيًا الأمر
ـ في الحقيقة ... وللأسفل تخصصي برمجة حواسيب ، وأعلم أنا لا كمبرمج ~
أجاب سلسلة الأسئلة التي تجّمعت في دماغي بعد كل رد قاله ، أطلقت ضحكةً راميةً ذراعي في الأعلى ، بقيت أنظر للحضور بتمعن ، يا ترى ماذا يفعل لوي الآن ؟
ـ كم الساعة ؟
التفت لـ هانتر ، كان يبتسم بتواضع نحوي قبل أن يرفع رُسْغَهُ وينظر لساعة يده
ـ الثانية عشر إلا عشر دقائق!
قالها بهدوء ، تنهدت بإنزعاج عليَّ العودة الآن ، تأخر الوقت وبشدة ... نظرت لـ هانتر وأرسلت له ابتسامة ودية
ـ عليَّ الذهاب الآن ... تأخر الوقت ~
أخبرته ، أحاول إيجاد هنري بين الحشد الهائج لأخذ المــال ، مازالَتْ الحفلة في بدايتها ولكنني قضيت الكثير من الوقت هنــا
ـ انتظري قليلًا !
شعرت بيده على رسغي تحاول إيقافي عن المشي ، التفت بهدوء نحوه ... عينان زمردية صافية ورموش كثيفة ، وجهه نحيل ولا يبدو بأنه يملك شعر ذقن عكس لوي وهنري ، شعره الأشقر البني الغامق سرِّح بطريقة جميلة لاقت ظهوره وشخصيته ، يرتدي بنطال رسمي وقميص أبيض لأنه كان في حفل زفاف قبل المجيء ... كلَّا في كل بدى كـ رجل أحلام أي فتاة ، مظهر جذاب شخصية مرحة وساحرة ، ولكنه بعيد عمّا أريد !
ـ علينا تبادل الأرقام ... أعني أحْبَبْتُ عَمَلِك وأود أن أراه على جدار منزلي يومًا ما ، او أن أراكٍ على طاولة نتناول طعام العشاء في أجواءٍ رومنسية ~
قال خياره الثانية بطريقة معسولة ، قهقهت على فكرة تناول الطعام معه ، لا يمكن أن أراه بهذا المنظور الرومنسي إلا أنه سيكون جميل أن أرفِّه عن ذاتي بموعد معه يبدو شابًا لطيف!
ـ دعني أطلي جدارك ونتناول الغذاء كطريقة لدفع الثمن!
أخبرتُهُ بِمُزاح من ثم أخرج هاتفه الجميل ... عليّ اقتناء هاتف من جديد كل مرة أرى شخص بهاتف قلبي يتقطع !
ـ أوه بشان الهاتف ، إن رنَنْتَ عليه وكان مفصول لا عليك لأنني لا أملك هاتف حاليًا ولكن الشريحة موجود !
أخبرته بفرح من ثم ضحك هو على الأمر ، أدْخَلْتُ رقم هاتفي في جوَّاله الحديث ، من ثم ودعته بحضن بسيط وتوجهت لـ توديع هنري الثمل ؛ يمكن استنتاج ذلك لأنه حادث العشب الأخضر وبدأ يسقيه من المشروب ، لذلك تجنبت أخذ المال منه ... ربما آتي يومًا آخر !
ـ لوي لقد عدت ! كيف كــان موعــ ... وليس في الشقة!
قُلْتُها بعد ملاحظة الشقة الفارغة من أي مخلوق ، تَنَهَدْتُ بملل راميةً حقيبتي السوداء في زاوية الغرفة ، اضطررنا لأخذ الحقائب بشكل متفرق بسبب الملابس والموعد لذلك عدنا لحقيبة منفصلة ، ارتميت على السرير ولكن رأسي اصطدم بحاسوبه الشخصي ، وكالعادة شعرت بالألم في راسي ولكن تجنبته !
عيناي تفحصت ذاك الجهاز وقمت بفتحه من داع الفضول ، ربما أستطيع البحث عن موعد لغد فلا أملك أيُّ مشاريع حاليًا !
ـ أحمق!
رددت لنفسي بعد أن رأيت الحاسوب مفتوح على بريده الإلكتروني ، كانت هناك ثلاث رسائل من تلك الفتاة التي من المفترض أن يكون على موعدٍ معها ، ضغطتُ على الرسالة الأولى
" مرحبًا لوي ... هذه كرستينا من موقع / أصدقاء النت / هل نلتقي في مطعم بابلو الإيطالي لنقل في الثامنة ؟ "
نقرت على الرسالة الثانية لتفحص محتواها
" حسنًا نحن على اتفاق ، سأكون في فستانٍ ذهبي وشعري باللون الأحمر القاتم ... لن يكون من الصعب إيجادي! "
ابتسمت بغباء ، إن المواعدة عن طريق الإنترنت غريبة بعض الشيء ، توجهت لرسالة الثالثة وفتحتها
" المطعم في شارع روزفيلد بقرب المتحف الأوروبي "
أغلقتُ الحاسوب من ثم توجهت لإرتداء الكعب من جديد ، ربما يتسنى لي تعقب هذا الموعد ! ربما أعمل للمخابرات أو كـ جاسوسة ؟!
رأيت مطعم بابلو الإيطالي يشع بالحياة ، مع أن الساعة الواحدة صباحًا إلا أن الجميع يستمتع بوقته كما لو أن الشمس في الخارج وهم في فترة استراحة العمل ، عّج المطعم برائحة السجائر والطعام الإيطالي ، الكثير من الحضور كانوا من العامة ... أغلبهم إيطالين ومكسيكين جُلْتُ في المطعم أبحث عن لوي والفتاة الصهباء ، أين يمكن أن يجلسا ؟!
مضى على وجودي في المطعم عشر دقائق لم ألحظ أي أثر لثنائي ، دخلت دورة المياه للفتيات والفتيان كذلك ، تعرضت لشتائم ولكن لا بأس ! مع ذلك لم يكن هنالك أثر لهم ؟~
في النهاية استسلمت للواقع المرير وخرجت من المطعم المكتض ـ ربما خرجوا لتناول البوظة ! كان الشارع هادء جدًا وسيارة أو اثنتين قد تمر من حين لآخر ، المنطقة سكنية لذلك تجدها هادءة ...
ـ قلت بأنني لم أعرف بذلك !
سمعت تلك النبرة ... واضحة مثل عين الشمس ! كانت رفيعة وغاضبة في الآن ذاته ...
لوي آدمز من غيره يملك ذاك الصوت الفريد ؟! تمعنت في المنطقة قبل أن ألحظ ظلال مجموعة من الناس في زقاق ضيق يقود لخلف متجر قيد الترميم ، أخذتُ نفسًا عميق وبدأت بالسير لداخل ، إما أنها فرقة للعصابات تهدد شخص غريب بالقتل أو إما أن يكون الشخص لوي ... لنأمل بأن لوي هو الشخص ~
اقتربت شيئًا فشيء لأرى ظلال تطول ، عندما وصلت لمفترق الطرق رأيت رجل مخيف المظهر ، شعره باللون الازرق القاتم و شفته السفلية يوجد فيها حلق أو اثنان ، ذراعه الأيمن يملؤه الأوشمة الغريبة ، و كل لباسه باللون الأسود وحذاء جيش مجددًا أسود ، كان خلفه حاشية تشبهه هالته ولكن بألوان شعر مختلفة ... ولم يكن من الصعب تجنب تلك الفتاة الخائفة ذات الشعر الأحمر ، على الجهة الأخرى رأيت لوي واثب على قدميه ظهره ملتصق بالحائط أي لا مفر له للهروب ، شفته تنزل دمًا وعينه المزرقة قد بدأت تتعافى ... حسنًا لم أحسد شفته !
ـ آه حقًا ... وهل تخرج دومًا في مواعيد مع فتيات دون أن تسألهم إن كانوا مرتطبتين أم لا؟!
اقترب رئيس العصابات وعلى ما يبدو بأنه حبيب الفتاة الصهباء التي خرج لوي في موعدٍ معها ، اجتزت طريقي من بين العصابة وتوجهت نحو لوي بكل إنزعاج ، لاحظتُ أن الجميع حدَّق بي مطولًا لا سيما لوي الذي نظر لي بإنذهال ... هل هو الفستان الأحمر الذي لاق جسدي أم لأن فتاة بهذا الجمال قررت الدخول لهذا العراك ؟
ـ حسنًا ... ماذا يحدث هنا يا شباب!
صفقت بيداي كما لو كنت معلمة في فصل لطلاب الصف الثالث ، تبادل الجميع نظرات تساؤل قبل أن يتفوه أحدهم بكلمة
ـ من أنتِ ؟
قالها رئيس العصابة ، ابتسمتُ له بتواضع وتقدمت للأمام قليلًا ، مع ذلك أوقفني لوي عن أخذ أي خطوة أخرى بإمساك رسغي
ـ لا يهم من أنــا ... الأمر أنني أعرف هاذا الشاب والآن أخبرني ماذا يحدث هنا ؟!
ـ حسنًا يا حلوة ! صديقك الأخرق هناك خرج في موعد مع صديقتي وقال أنها هي طلبت منه ذلك عن طريق الإنترنت !
حركت عيناي بملل لهذا الغباء ، لما لست خائفة ؟! عزيزي لقد عاشرت الشوارع لـ ثلاث سنين ... القطة تعرف من أنــا !
ـ وهل أنت متأكد بأنها لم تطلب منه الخروج
ـ مثل اسمي ... لن تجرء على فعل هذا الصنيع بي فهي تحبني حد الموت!
ضحك لوي بتعالٍ على ما قاله رجل العصابات مما جعله ينفر من تلك الضحكة ويقترب لضربه ، ولكن أصدقائه أوقفوه
ـ حسنًا ... إن كنت متأكد من ذلك ، فأتمنى أن تطلب منها أن تفتح بريدها الإكرتوني وتتفقد الرسائل التي تم بعثها من حسابها!
أخبرته بإختصار ، رأيت الفتاة الصهباء تتوتر للحظة تحاول التهرب من الموضوع ، في حين رسم لوي ابتسامة نصر كما لو أنه فاز بالمعركة
ـ لن أفعل ذلك ... انا أثق بها!
ـ أترى تعجرفك هذا ~
أشرت على كلماته ووجه المتكبر من ثم وجهت أصبعي السبابة نحو حبيبته الصهباء
ـ هو السبب الرئيس لجعلها تراسل صديقي هنا ، إن لم تصدقني فأنا أملك دليل وهي كذلك ويمكننا رفع قضية بشأن هذا الامر وأنت ستخسر المال لأننا على حق ولانك ضربت هذا المسكين حد النزف ... لذا تنازل عن تكبرك هذا وتفحص هاتفها قبل أن تسوء الأمور !
ابتسمتُ بقرف نحوه قبل أن يتوجه لحبيبته ويطالب بهاتفها ، رفضت الفتاة الأمر ومن ثم سحب هاتفها بعنف وتفحصه ، لم يلبث الامر دقائق إلا وهو كالثور الهائج ، بدأ بالصراخ والشتم حتى أنه رمى هاتف الفتاة المسكينة ، شعرت بيد لوي تزحف لأناملي وتسحبني من تلك البقعة الًمظلة لـ نور الشارع الرئيس ، شعرت بالكهرباء تسري في جسدي من جديد ، غريب!
ـ أشكرك ! ظننت بأنني سأموت في زقاق أسود لوهلة
هززت رأسي نافيةً شكره فقد أضاف جوًا لهذه الليلة ، بدأنا بالسير نحو الشقة فلم تكن بعيدة عن هذا المكان عشر دقائق لخمس عشر ، ولم أستطع أن أبعد فكرة أن يده مازالت في يدي حتى الآن
ـ عليّ سؤالك شيء !
صرّح بعد حديثنا المطول عن الحفل وموعده الغريب ، التفت وطلبت منه الحديث وطرح السؤال
ـ أنت لا تملكين حبيب ؟ أعني أنني لا اود أن أُضْرَب من جديد مثل ما حدث قبل قليل!
نفيت الأمر ضاحكةً عن فكرة وقوعي بالحب ، ربما صادقت شاب أو اثنين فترة المراهقة ولكنها لم تكن جدية في الحقيقة بالكاد كنا نخرج معًا... فقط بالإسم ...
مرحبًا يا أعضاء
" class="inlineimg" />
كل عامٍ وأنتم بخير ... أتمنى لكم السعادة في هذا العيد يا جماعة !
أعتذر عن التأخير ، ولكن ها أنا هنـــــا ~
والآن لنتوجه إلى الأسئلة :~ 1. أفضل موقف " كل عادة" ؟ 2. هل توقعتم هذه الأحداث؟ 3. رأيكم بالشخصيات الجديدة؟ وأكتفِ إلى هنا ، أشكركم جزيل الشكر على الردود المفرحة وتفاعلكم الجميلة إلى اللقــاء الآن