11-20-2015, 10:13 PM
|
|
~رماد تختبئ تحته النار~
- أصمت واتبعني... - أرجوكَ أخبرني ما الذي تخطط له.. لا أستطيع تخيل ما سيحدث لي بسببك.. ماذا سيفعلون بنا إن رآنا أحد في الخارج في هذه الساعة.. أرجوكَ أندرو دعنا نعود... كان أندرو يمسك بيد صديقه هنري ويتسلل في الخارج كاللصوص وهو يبتسم... رد على صديقه: - يجب أن تشكرني لأنني سأريك شيئاً جميلاً.... قال هنري بتذمر: - لا أريد رؤية شيء أرجوكَ يجب أن أعود... (وعندما لاحظ أنهما يقتربان من كوخ ناير قال بسرعة وبشيء من الذعر): هل تريد قتلي؟ توقف أندرو قرب إحدى الأكواخ وجلس بقرب النافذة بحيث لا يراه أحد بالداخل وأشار لــ هنري بالجلوس ففعل ذلك..... ثوانٍ حتى ارتفع أندرو قليلاً بحيث أصبح يرى خلال النافذة ناير وهو يقترب من حقيبته فانخفض بسرعة ونظر لصديقه وأشار إليه بأن يغلق أذنيه وهو يضحك بدون أن يخرج أي صوت.... لم تمضِ ثانية واحدة إلا وصراخ ناير قد هزَّ المكان... أمسك أندرو معدته من الضحك وقد توقف قلبه عن الخفقان من الضحك المكتوم وما زاد عليه الأمر هو رؤيته لصديقه الذي شحب وجهه فجأة وكأنه يحتضر..... قال صديق أندرو في نفسه: (أنا الغبي منذ البداية، ما كان علي أن أصادق هذا الأحمق، والآن أنا أدفع ثمن صداقتي لــ أندرو، لا أعلم ماذا فعل الآن لــ ناير الذي يبدو من صراخه أنه غاضب جداً... يا إلهي لقد وقعت بمصيبة... يجب أن أبتعد عن أندرو لأنه لو بقيت للحظة معه فبالتأكيد سوف أموت على يد ناير ذاك وهكذا ماذا سأكون قد استفدت من أندرو..) فجأة استفاق من شروده ليجد نفسه يركض خلف أندرو الذي كان ممسكاً بيده يركضان بسرعة جنونية حينها خمَّنَ صديق أندرو أن ناير يبحث عنهما وقد اكتشفهما فقال بطريقة مضحكة: - أندرو بلِّغ أمي سلامي عندما تعود... قال أندرو وهو ما يزال يضحك: - ولماذا؟ لا تقلق أنت لن تموت... - بل سأموت بفضل مساعدتك.. - هل أنت خائف! هيا هنري تجاوز الأمر لا تقلق لن يعلم بأننا من فعلنا هذا.... قال هنري باستفهام: - لن يعلم بأننا فعلنا هذا! وهل أفهم من كلامك أنني أعتبر مشاركاً معك؟ - بالتأكيد ألستَ كذلك، أنت معي الآن... - أندرو من فضلك اعفني من صداقتك... - كما قلتُ لكَ هنري لا تقلق... وبسرعة فتح أندرو باب الكوخ بعد أن توقف عن الكلام ودخل وأدخل هنري معه والذي كان قد تجمد مكانه... أغلق أندرو الباب بسرعة واندفع لسريره يتظاهر بالنوم بعد أن قام بدفع هنري على سريره وقام بنزع نظارته عن عينيه ووضعها بجواره وهو يقول بهدوء: - هنري قلت لك لا تقلق ناير لن يكتشف أمرنا......... - قلبه ضعيف يا أندرو...... التفت أندرو بسرعة لمصدر الصوت ليجد أن الجميع مستيقظ، سأل بقليل من التوتر: - لماذا ما زلتم مستيقظين؟ قال أحد أصدقائه بمرح ويدعى دانيال: - لكي لا نفوت علينا أي شيء... هيا أخبرنا عما فعلته لــ ناير.... قال هنري بسرعة وبرجاء وبصوت منخفض: - هل يمكنكم أن تصمتوا رجاءً..... تخيلوا أن ناير يقف بالقرب من هنا وسمعنا ستكون نهايتنا... قال صديق أندرو الذي تكلم في البداية عند وصول أندرو وهنري الكوخ واسمه زاك باستمتاع: - أجل نسينا أنك ضعيف يا هنري..... قال صديق آخر بجدية واسمه ريك: - تعلمون أن ناير وأندرو يكرهان بعضهما... هذا يعني أن ناير بالتأكيد سيعلم أن أندرو من فعلها وسيكون هنا في أي لحظة.... قال دانيال مخاطباً ريك: - ريك أرجوك توقف... نريد أن نستمتع... قال ريك بجدية: - أي متعة التي تتحدثون عنها.. نحن نتعامل مع ناير... قال دانيال: - لهذا أنا أسميها متعة لأننا نتعامل مع ناير.... قفز زاك أمامهم بسرعة وقال: - هيا أخبرنا ماذا فعلت يا أندرو.... مع أننا غاضبون منك لأنك لم تشركنا معك... قال أندرو بابتسامة: - سأتكلم لكن أصمتوا قليلاً لأن أحدهم يقترب... قال هنري: - النهاية اقتربت.... قال زاك: - لماذا تعجّل الأمور هنري... أشار أندرو بسرعة لهم بأن يصمتوا وهو يراقب بصمت جويس وهو يقترب من ناير فأسرع الجميع ناحية أندرو وبدأوا يراقبون معه عدا هنري الذي تجمد بمكانه واختبئ تحت غطاء سريره برعب.. كيف لا يفعل هذا وهو يعلم أن ناير لن يتركهم أحياء.... كان ناير يتقدم بغضب من كوخ أندرو والنيران تخرج من عينيه وهو يتمتم بأشياء لم يسمعها أندرو..... اقترب جويس بسرعة منه وسأل: - ماذا تفعل في الخارج بهذا الوقت ناير؟ قال ناير بحدة: - أعدُّ وليمة كبيرة للحيوانات الجائعة... سأل جويس: - ماذا تقول ناير...؟ أي حيوانات وأي وليمة هذه؟! من تقصد بكلامك تكلم... قال ناير بسخرية: - الحيوانات تملأ الكوكب أستاذ جويس والوليمة ستكون مكونة من بعض الأشخاص الذين ستكون نهايتهم الآن وعلى يدي.... قال جويس: - دعني أخمن... أنت ذاهب لأندرو.... تكلم ناير وهو ينظر باتجاه كوخ أندرو: - ذكي أستاذ ولكنك نسيت أن تكمل... وقطيعه.... تنهد جويس بهدوء وقال: - ناير اذهب لكوخك الآن... - ليس قبل الانتهاء منهم.... وبسرعة انطلق حيث كوخ أندرو ليتبعه جويس راكضاً خلفه وهو يناديه: - ناير توقف؟ دفع ناير الباب برجله بقوة جاعلاً إياه يفتح على مصرعيه ليرى المكان مظلماً وليس هناك حركة بالداخل.... تقدم بهدوء وهو يبتسم ويردد: - أندرو يا عزيزي أين أنت... هل تتظاهر بالنوم.. ولكني أعلم أنك مستيقظ.... (كان يتكلم بهدوء وفجأة أكمل بغضب وبصوت حاد ومرعب): قف أمامي حالاً قبل أن أقتلك مكانك.... دخل جويس بسرعة ليتقدم من ناير ويسحبه معه ويخرجه للخارج مغلقاً الباب خلفه بهدوء.. ابتعد قليلاً وصرخ بوجه ناير: - ماذا قلت لك... الجميع نائم سواك أنت.. ما الذي تتهم أندرو به؟ - اسأله هو لأنه مستيقظ... - لقد رأيتَهُ إنه نائم... - ليس نائماً إنه يتظاهر فقط.. الجميع هناك مستيقظ.. - هلا أخبرتني ماذا فعل لك؟ - ذلك الوغد قام........................................ ******************************************* خرجت ضحكاتهم بقوة على ناير ومن بين ضحكاتهم قال زاك: - هيا أندرو لقد شوقتني لمعرفة ما فعلت له... قال أندرو: - قبل أن أخبركم يجب أن نطمئنَّ على هنري... قال دانيال: - صحيح.... وبسرعة تحرك صوب هنري وأخذ يصفعه بخفة ولكن لا مجيب فقال بسرعة: - شباب يبدو أنه فقد وعيه يا له من مســــــ... لم يكمل كلامه إلا وقد قام زاك بسكب الماء على وجه هنري ليجعله هذا يقفز بفزع ويقول: - لست أنا... تعالت ضحكاتهم أكثر واقترب أندرو من هنري وهو يقول له: - لا تقلق لقد مر الأمر بسلام... الوحش ذهب.... قال دانيال: - لقد حان الوقت أندرو... يبدو أن الجو أصبح جاداً الآن فالجميع أنصت بهدوء وملامح وجوههم تغيرت كلياً وكأنهم أشخاص آخرون غير الذين كانوا يضحكون الآن.... قال أندرو بجدية: - ذلك الوغد ناير لقد حاول قتل الآنسة كروستافيا اليوم..... قال ريك بصدمة: - ماذا تقول أندرو؟ أجاب أندرو: - لا تقاطعوني.. أجل لقد حاول قتلها بمساعدة جماعته وأنظروا كيف... أخرج هاتفه وقام بتشغيل مقطع فيديو التقطه سابقاً لـــ ناير وصديقه وهما يخططان لفعلتهما..... اجتمع الأربعة حول أندرو بما فيهم هنري وبدأوا يشاهدون بصمت.... بعد خمس دقائق سأل هنري: - ألهذا عندما ناديتك....... قاطعه أندرو قائلاً: - أجل.... عندما أتيتَ يا هنري لمناداتي لكي آتي معكم رأيت ناير وصديقه فعلمت أنه يخطط لشيء سيء للآنسة لأنني لاحظت نظراته لها طوال اليوم والبارحة.... قال هنري: - لهذا كنت تقف معها عندما وجدتك... - أجل..... قال دانيال: - أكمل أندرو..... - لقد تسللتُ بهدوء لكوخ ناير وقمت بوضع شيء في حقيبته احزروا ماذا..... قال زاك ضاحكاً: - أنا أعرف... لقد وضعت فأراً جميلاً لونه أسود في حقيبته... - ذكي وكيف علمت... قال دانيال: - إنها سهلة يا أندرو جميعنا نعلم أن ناير يخاف من هذه الكائنات الجميلة... قال هنري متفاجئاً: - حقاً!... لم أكن أعلم بهذا... قال ريك: - ناير لا يخاف من الفئران بل يشعر بالاشمئزاز منها تماماً مثلي لهذا أنا أقدر غضبه.. ابتسم أندرو بمكر وهو ينظر لــ ريك وقال: - مثل هذا... وبسرعة قام بإلقاء شيءٍ على ريك جعله يبتعد بسرعة من مكانه وهو يقول: - أندرو ستدفع الثمن على هذا... نظر الجميع لــ ريك وللشيء الذي ألقاه أندرو فضحكوا بقوة... قال دانيال: - فأر مزيف يال مكرك... قال زاك: - جيد أنها توقفت على لعبة.. تخيلوا أنه فأر حقيقي فماذا برأيكم سيفعل ريك... قال ريك: - أنا سأجيبك كنت لأذهب لـــ ناير وأشاركه بقتل أندرو... قال أندرو متظاهراً بالحزن: - هل حقاً ستفعل هذا بصديقك؟ أجاب ريك: - بل أكثر.... قال أندرو وهو يضحك: - إذاً خذ هذا أيضاً.... وألقى فأراً آخر أبيض اللون على ريك ليقول ريك بجدية وعصبية: - أندو يكفي هذا... قال أندرو معتذراً: - أعتذر لكَ ريك لم أكن أقصد... قال دانيال: - المهم.... قال أندرو: - مقطع الفيديو الذي أريتكم إياه سأقوم بإرساله لـــ ناير وهكذا سأهدده بفضح أمره إذا تجرأ واقترب منا أو من الآنسة... قال زاك: - ألا تلاحظ أنك بدأت تهتم بالآنسة كثيراً أندرو... نظر أندرو لــ زاك بعيون نصف مفتوحة وقال له: - ماذا تقصد يا زاك...؟ ما رأيك أن تخرج الكلمة من حلقك..... قال زاك وهو يبتلع لعابه: - أنسحب لم أكن أقصد شيئاً... (وأكمل وهو يقف من مكانه ويبتعد): ولكنها جميلة ورائعة ذوقٌ جميل أندرو.... صرخ أندرو: - أطبق فمك زاك.... ليبدأ الجميع بعدها بالضحك على أندرو وبعد مدة ليست بالطويلة هدأ الجميع وقام أندرو بعمل ما خطط له هو وأصدقاؤه حيث أرسل مقطع الفيديو لـــ ناير وقال له برسالة أخرى أرسلها على هاتفه أنه سيكشف أمره للجميع إذا فكر بأذية أي أحد... وها هو ناير الآن مستلقٍ على سريره يتوعد لــــ أندرو...... ************************************ حركت جسدها لتصبح بوضع الجلوس على سريرها وامتدت يدها لتستقر على رقبتها لتردد في نفسها: (يا له من مجنون... ولكن هل هو من أحضرني إلى هنا وكم الساعة الآن؟) حركت أنظارها لتستقر على ساعتها التي تضعها على معصمها لتجدها تشير للواحدة والنصف بعد منتصف الليل..... ترجلت عن السرير ونظرها معلق بالنافذة لتصبح واقفة قبالتها تنظر لكوخه ليبدو لها أنه نائم لأن الأضواء مطفأة في كوخه... ولكنها لم تضمن تماماً ذلك فربما هو مستيقظ ولا يشعل الأضواء عنده كما هي الآن تماماً.... مع علمها أنه ربما يكون ما يزال مستيقظاً إلا أنها قررت المخاطرة والذهاب لاستعادة قلادتها منه.... استقرت أقدامها أمام باب الكوخ ولم تلبث طويلاً إلا وقد أخذت نفساً عميقاً ورددت في نفسها: ( أرجو أن يكون نائماً)... فتحت الباب ببطء وأنظارها تجول في المكان باحثة عنه لتجده نائماً على سريره.. تقدمت ببطء وبهدوء إلى أن وصلت بالقرب من طاولة صغيرة بجوار سريره كالتي عندها.... فتشت بين أغراضه الموضوعة عليها لكن عبثاً، لم تجد قلادتها على الطاولة... وقفت حائرة وهي تفكر أين يكون قد وضعها، لم يمر على هذا ثوانٍ كثيرة حتى....... - واو.. لم أتوقع أنكِ ستتين إلى هنا لتأخذيها.... تسمرت بمكانها ولم تحاول الالتفات وفي نفسها: (أنا متأكدة أنه كان نائماً كيف شعر بي)... انتفضت بسرعة عندما شعرت به خلفها، ابتعدت خطوة للخلف بعد أن استدارت ليصبح قبالتها........ - يبدو أنكِ لا تتعلمين أبداً، هل تريدين الموت؟ - أعد قلادتي حالاً... - أتعلمين..... أنا لا أحب من يدخل إلى غرفتي بدون إذنٍ مثلكِ.. - لو لم تكن قلادتي معك لما دخلت، هيا أعدها إلي.. - توسلي لأعيدها لكِ... تمالكت كروس نفسها كثيراً ولكن الآن لا... هل يظن هذا الشخص أنها ستتوسل له ليعيدها؟!... لا بالتأكيد لن تفعل ذلك بل ستفعل ما عليها أن تفعله... ارتفعت يدها بسرعة بمحاولة لصفعه لكنه أمسك بها بسرعة وقام بدفعها بقوة على الحائط واقترب منها كثيراً بحيث لا يمكنها أن تفلت منه وقال: - ألديك الجرأة لكي تصفعيني!.. لا لم تحزري... - أعد إلي قلادتي... - قلت لكِ شَرطي... - ألا تفهم... لا يمكنني أن أخبر أحداً.. - أنتِ شقيقة غيلبيرت صحيح... نظرت كروس إليه وقالت: - وما شأنك... - أنا أعرفه جيداً لقد درسنا معاً بنفس الجامعة.. لقد كان زميلي.. - أنتَ تعرف أخي؟ - حق المعرفة.... أتعلمين كنّا أعداء نكره بعضنا بشدة.. امتدت يده اليسرى ليبعد خصلات شعرها عن أذنها واقترب هامساً: - أخيراً لقد أتى وقت تصفية حسابي معه، أنتِ الآن هنا بدلاً عنه... صدقيني سوف أفعل أي شيء لأنتقم من ذلك الوغد وأنتِ ستساعدينني كثيراً... استشعرت خطراً يقترب منها من كلامه.. نبرة صوته وطريقة كلامه وهدوءه المخيف وحتى نظراته!... لم يكن يمزح أبداً.. ما الذي حدث بينه وبين غيلبيرت شقيقها في السابق ليجعله يقول هذا الكلام؟! سألت نفسها أسئلة كثيرة بالتأكيد لن تعرف إجابتها وحدها وشقيقها لم يكن يخبرها عما كان يحصل معه هنا، ليس الأمر كذلك تماماً فهي كانت تظن أنه كان يخبرها بكل شيء حتى بأبسط الأمور ولكن اتضح لها أن الأمر ليس كذلك، هناك أشياء كثيرة لم يخبرها بها........ هل ينقصها أعداء هنا؟! كل ما تطلبه هو الهدوء....لم تبتعد عن مشاكلها لتأتي مشاكل أخرى عليها مواجهتها، يكفيها الذي تمر به.. فقط لو أنها تعلم متى سينتهي كل شيء وتعود حياتها طبيعية كما في السابق...... حاولت اخفاء توترها عندما تكلمت بصوتٍ هادئ: - مجنون.. أنت حقاً شخصٌ مجنون... ابتعد جيو عنها بضع سنتيمترات وقال ببرود: - هذا رأيك أنني مجنون، وأنتِ ماذا ستكونين؟ ... ما رأيك بضحية المجنون هذا جيد أليس كذلك... تحركت من مكانها مبتعدة عنه وهي تقول: - يكفي هذا، أعد لي قلادتي ولينتهي كل شيء.. - هل تظنين حقاً أن كل شيء سينتهي بمجرد أن أعيدها لكِ.. - أجل.. لست أظن بل سأعمل على هذا، لن أسمح لأحدٍ بالعبث بحياتي يا هذا.. أخرج جيو القلادة من جيب بنطاله وجعلها تتدلى من يده وقال: - تريدينها.. تعالي وخذيها... - يا لكَ من وغد... - ألا تريدينها هيا خذيها.... مد جيو يده لــــ كروس وهو يحمل بها القلادة وأكمل: - خذيها لقد مللت... تقدمت كروس قليلاً وحاولت أخذ القلادة ولكنه أبعد يده بسرعة وخرج دون أي كلمة..... بقي يقف في الخارج وكأنه ينتظر قدومها فخرجت كروس وتقدمت إليه ووقفت قبالته وقالت: - ماذا بعد؟ ماذا ستفعل؟ - كروستافيا برودسكي.... خذي هذه.... بضع ثوانٍ فقط وأصبح جسدها مستقراً على الأرض معلناً عن فقدان وعيها مرة أخرى... بقي جيو على نفس وضعيته يسدد قبضته في الهواء حيث كانت تقف كروس..قبضته تلك التي سددها بها ضربة قوية لها كان قد جمع فيها القليل من قوته، لم يخرج كامل طاقته بها.. أو بالأصح حاول جاهداً ألا تكون قوية بشكل قاتل على أي حال تبقى فتاة ولا يمكنه أن يعاملها كأنها رجل قوي مع أنه يريد بالفعل قتلها كلما تذكر الماضي وبالكاد يستطيع التحمل.. ولأنها فتاة لم تتحمل كثيراً فقدت وعيها مباشرة.. صحيح أن كروس تبدو قوية أمام الجميع وتحاول اقناع من حولها بذلك لكنها لا تتحمل أي شيء فلو مرضت ستكون نهايتها جسدها ضعيف لا يمكنه تحمل أي مؤثر عليه.... ابتسم ابتسامة ساخرة وقال: - أوه ...أعتذر يبدو بأنني قد بالغت قليلاً ولكنني حقاً لم أستطع أن أقلل من قوتي أكثر من ذلك... انخفض بعدها لمستواها وأبعد شعرها عن وجهها وتأمل وجهها ليعقد حاجبيه بعدها وبدى كأنه يفكر بشيء ما.... لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقة حتى ابتعد عنها ووقف واضعاً ظهره على الحائط وهو يربع ذراعيه أمام صدره وساقه اليسرى مرفوعة على الحائط خلفه صامتاً ينظر إليها وما زال يفكر والشكوك بدأت تراوده.... ساعة كاملة مضت لتبدأ كروس بعدها بفتح عينيها قليلا قليلاً... رفعت جسدها وبقيت جالسة على الأرض وشعرها يغطي وجهها ودموعها تنزل بصمت شديد... فتقدم منها وقال: - ما بك لماذا تبكين؟ - أغرب عن وجهي... - ولماذا؟ فصرخت بكل قوة: - قلت أغرب عن وجهي.... - حسناً كما تشائين..... قالها وقام بإلقاء قلادتها بجوارها وذهب........ بقيت كروس تبكي وتضرب الأرض بيديها وهي تقول: - سحقا لك.. سحقاً..... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ (اليوم التالي الساعة السادسة صباحاً) هدوء المكان أجبرها على الخروج واستنشاق الهواء المنعش وها هي تتمشى بمحاذاة البحيرة تتأمل بهدوء تحاول أن تبعد ذهنها عن التفكير بالأشياء المزعجة بحياتها ومشاكلها بتأمل المكان واستنشاق الهواء من حولها... ستحاول قدر الإمكان ضبط أعصابها والتوقف عن التفكير فقط تتأمل وتنسى العالم من حولها... توقفت قبل لحظات عن السير لتقف مقابلة للبحيرة أمامها وهي تتنهد بهدوء مغلقة لعينيها...... كان كل شيء بخير وهادئاً من حولها لدرجة أنها لم تكت تشعر بنفسها حتى......... ما الذي حدث فجأة؟!... فتحت عينيها بسرعة وأنفاسها كادت تتوقف لتجد نفسها تغوص في البحيرة.... كانت تقف وتغلق عينيها بهدوء وفجأة وجدت نفسها تغوص!.. كيف حدث هذا؟!... خرجت بسرعة وأخذت نفساً عميقاً لتعيد تنظيم أنفاسها.... من الجيد أنها تستطيع السباحة وإلا لما تمكنت من الخروج... كان ليمر الأمر بسلام لو أن هذا الشيء لم يحدث لـــ كروس شخصياً وهنا ستكون الكارثة وعليها الاستعداد لما سيحدث لها قريباً....... ركضت بسرعة إلى كوخها وبدلت ملابسها.... بدأت تجفف شعرها وهي تردد: - سأريك أيها الوغد.. سأريك أيا الأحمق..... ************************************************ - أحسنْتُ صنعاً هكذا ستمرض بالتأكيد فالمياه باردة... هكذا سأتخلص منها لبعض الوقت، يجب أن أريها من أنا فلتنتظر مني الكثير........ ليختم جملته بضحكات ساخرة......... ************************************************ خرجت كروس من كوخها واتجهت إليه..... وقفت أمامه بسرعة وبدون سابق إنذار صفعته صفعة قوية على وجهه... نظر إليها بصدمة وقبل أن ينطق أي حرف قالت بغضب بدا جلياً بعينيها: - كيف تجرأ على هذا أيها الوغد... رد عليها بحدة: - ماذا فعلتِ لتوكِ؟ - فعلت ما كان علي فعله من قبل.... - ماذا تقولين يا هذه؟ - لا تتصنع البراءة أنت من فعلها جيو.. - عن ماذا تتكلمين؟ - أنتَ من قام بدفعي بالمياه قبل قليل... - ماذا تقولين أنتِ؟ أنا لم أخرج من هنا إلّا الآن.... - كاذب... أنت من وقف خلفي وقام بدفعي. - لست أنا من فعلها.... زفرت كروس الهواء بضيق وذهبت من أمامه وبدأت تبحث عن الفاعل وهي تردد بنفسها: ( إذا كان يقول الحقيقة فمن عساه قد فعل ذلك.. هل يعقل أن يكون...... إذا لم يكن جيو من فعلها فبالتأكيد سيكون هو... سحقاً لك ناير). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~ بعد ساعة استيقظ الجميع وتناولوا طعام الإفطار وبدأوا بتجهيز أنفسهم للعودة إلى منازلهم.... مضت عدة ساعات حتى أتت الحافلات إلى المكان وبدأ الجميع بالتجمع هناك... كانت كروس تبحث عن ذلك المزعج حتى وجدته عند نقطة بعيدة قليلاً ... اتجهت إليه وقالت: - خطوة ذكية منك ناير... سأل ناير باستغراب: - أي خطوة هذه؟! - أنتَ من قام بدفعي للبحيرة لا تنكر ذلك.. قال ناير وهو يبتسم: - أجل أنا من فعلها وماذا ستفعلين؟ ابتسمت كروس كذلك وقالت: - تعترف إذاً... (أكملت بغضب): أنظر ماذا سأفعل... رفعت يدها وصفعته هو الآخر لينظر إليها بصدمة ويقول: - ماذا فعلتِ؟ ضحكت كروس وقالت: - صفعتك.. ألا تشعر بذلك.... قال ناير بغضب: - وكيف تجرئين على ذلك... - أنتَ الذي كيف تجرؤ على ذلك وليس أنا.. إياك والظن أنني حمقاء لا أستطيع فعل شيء.... أنهت جملتها لتغادر بعدها المكان متجهة حيث الجميع... وقبل أن تصل إلى هناك تعرض لها أحدهم وقال: - أنتِ مدينةٌ لي باعتذار... توقفت والتفتت إليه وقالت بحدة: - أنت تحلم أنا بعد لم أنسَ ليلة البارحة... سأجعلك تدفع الثمن... أنا لست تلك الضعيفة التي كانت البارحة سأريكم وجهي الآخر من الآن وصاعداً... - حقاً.. لقد أخفتني... - سخيف... ابتعد عن طريقي... أبعدته عن طريقها وأكملت السير والتوجه حيث الجميع: - سيدة أوليفيا هل الجميع جاهز؟ - أجل هيا أدخلي سننطلق حالاً.. دخلت كروس الحافلة وبدأت تسير فيها تبحث عن مكان فارغ..... بقيت تتعمق في الدخول حتى مرت بجوار جيو لتسمعه يقول لها: - لا يوجد مكان فارغ غير هذا... قالها وهو يشير للمقعد الذي بجواره.... أمالت كروس رأسها قليلاً ورفعت حاجبها الأيمن وقالت: - تمزح صحيح... - لا ... ولماذا تظنين ذلك؟ - لستُ بمزاج جيد... - ومتى كنتِ بمزاج جيد؟ هلّا أخبرتني... - أيها الوغد ما الذي تخطط له؟ قال هامساً بمكر: - أشياء كثيرة في ذهني تنتظر التنفيذ.... كان بالفعل يخطط لأشياء كثيرة لكنها مختلفة عن السابق بعض الشيء!... بعد أن لاحظ ذلك الأمر بدأت الشكوك تراوده ولن يرتاح حتى يبطل أو يثبت صحة شكوكه..... - كروستافيا هيا اجلسي سننطلق. التفت كروس لأوليفيا لتجيبها: - حسناً سيدة أوليفيا... - لا يوجد خيار آخر هيا اركبي بجواري. قال جيو ذلك وهو يميل رأسه باتجاه الكرسي الذي بجوار النافذة وأكمل كلامه: - أنا أعلم أنك تحبين الجلوس قرب النافذة. زفرت كروس الهواء بحدة وقالت بصوت خافت حاقد: - فلتذهب للجحيم أيها الوغد... قالتها وهي تجلس بجواره بغضب ومباشرة جعلت أنظارها تقابل النافذة لا تريد النظر بوجه الشخص الذي بجوارها والتي بدأت تحقد عليه وتكره رؤيته..... ******************************* التفت حوله بصدمة وهو يردد بخفوت: - أين هي؟!.. أين ذهبت لقد كانت معي؟ - هل تبحث عن هذه الأشياء يا أندرو... نظر أندرو بسرعة لـــ جويس الذي يجلس بجواره وبالتحديد إلى يده التي كان يحمل بها ما كان أندرو يبحث عنه..... فجأة جاء أندرو صوت من فوقه جعله ينظر باتجاهه وقد كان هذا صديقه دانيال الذي كان يجلس خلفه والذي قال : - هل كنت تنوي فعلها بــ ناير الآن... تريد تنفيذ مقلبٍ به بهذه الفئران المزيفة.... قال جويس: - ما قاله ناير لي البارحة كان صحيحاً إذاً.... أندرو أتعلم لماذا جعلتك تجلس بجواري.. أنا سأجيب بدلاً منك... أنني لا أريد أي مشاكل الآن وأنا أعلم تماماً أنك ستسبب المشاكل.. كن عاقلاً أندرو والزم الهدوء وإلا سوف تعاقب...... قال دانيال وهو لا يزال على وضعيته: - لا تنسى يا أندرو أن ريك سوف يقف بجوار ناير ضدك إذا فعلت أشياء حمقاء مرة أخرى... قال أندرو بحدة وهو لا يزال ينظر لـــ دانيال: - هل تسمي أفعالي حمقاء يا دانيال... قفز شخص آخر بجوار دانيال يقول: - أجل هي كذلك.... رد أندرو على زاك الذي دخل النقاش لتوه: - اصمتا وترقبا ماذا سأفعل لكما عندما نصل....... ********************************************** عودة إلى كروس التي قامت بنزع السماعات عن أذنيها ومسحت دموعها التي كادت تسقط من عينيها.. لا تريد من أحد أن يرى دموعها وفجأة شعرت بنظراته توجه نحوها فقامت بوضع نظارتها الشمسية على عينيها لتسمعه يقول هامساً: - فكرة جيدة لإخفاء دموعك.... استشعرت بصوته شيئاً غريباً لم يكن ساخراً مع أنها فرصته كي يسخر منها... ما قصة هذا الــ الجيو الغريب؟! كان ينظر إليها منذ البداية هذا الـــ جيو لقد أصبح مصدر إزعاج حقيقي بالنسبة لها...لم تلقِ له بالاً وأعادت السماعات إلى أذنيها وتجاهلته تماماً......
الأسئلة:
1. رأيكم بالفصل؟
2. أهم شيء الآراء والانتقادات؟
3. ما علاقة جيو بغيلبيرت شقيق كروس؟
4. رأيكم بناير وأندرو؟
5. توقعاتكم؟ |
|
__________________
"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو" سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر
التعديل الأخير تم بواسطة Krustavia ; 11-20-2015 الساعة 10:24 PM |