عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 02-12-2016, 06:14 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكورا اكوجي ساكورا

مرحباااا🌹🌹
1. رأيكم بالفصل؟
جميل 🍁
2. الآراء والانتقادات؟
تستعجلي في الأحداث شوي يكون احسن 🎀
3. ذكرت مناسا اسم فتاة تدعى جينا ما توقعاتكم حولها وما الذي ستؤثر به على سير الأحداث مع العلم أنها نفس الفتاة التي تشبه كروس؟
يبدو أن جينا كانت رفيقت جيو و ماتت
4. ويولاند، لمحت لبعض الأشياء من خلال كلام كروس في النهاية فما الذي توقعتموه حوله؟
شرير و هوا من قتل عائلة كروس
5. توقعاتكم للقادم؟
يمكن أن جيو يدهب إلى ألمانيا حتى سر غلبيرت
الآن
شكرا على البارت و إلى إلقاء ☺😊




مرحبا فيكِ
كيفك إن شاء الله تمام؟
رح أحاول أستعجل وشكراً لمتابعتك وردك على الفصل

ودمتي في رعاية الله



__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #122  
قديم 02-12-2016, 06:16 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mesaki chan*-*

بقعه لي وعشان التاخير برد عالبارتين انتظريني ._.


أنا أنتظرك بفارغ الصبر فلا تطيلي غيبتك


__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #123  
قديم 02-12-2016, 06:22 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحكة ~_~

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كيفك؟ ان شاء الله بخير
بارت جميل ولكن كما قلتي لم يكن هنالك الكثير من الاحداث وسوف انتظر العاصفة التي ستبدأ
والآن الأسئلة:-
2. الآراء والانتقادات؟
عليكي الاكثار من وصف مشاعر الشخصيات من اجل ان نندمج معهم ووصف الاحداث اكثر
3. ذكرت مناسا اسم فتاة تدعى جينا ما توقعاتكم حولها وما الذي ستؤثر به على سير الأحداث مع العلم أنها نفس الفتاة التي تشبه كروس؟
ربما هي صديقة جيو او شخص مهم بحياته
4. ويولاند، لمحت لبعض الأشياء من خلال كلام كروس في النهاية فما الذي توقعتموه حوله؟
حسب التلميحات ارى انه شخص يريد التخلص منها

واسفة على الرد المتأخر اعذريني




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنا الحمد لله تمام كيف انت؟
لا تعتذري فيكفيني أن أرى ردك ومتابعتك وليس من المهم متى تردين وان شاء الله رح احاول قدر المستطاع وصف المشاعر أكثر



وشكرا لردك وارجو ان ارى المزيد منك
دمتي في رعاية الله


__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #124  
قديم 02-12-2016, 06:31 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اون شان

السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف حالك اختي ارجو ان تكوني
في تمام الصحه والعافيه
اعتذر عن التاخير في الرد وذلك بسبب
المسابقه المهم البارت كثيررررا حلو
ولكن الى اﻻن لم اعرف شئ عن يوﻻند
الأ هو من كان السببب في هروب كروس
جيوو كعادته كثيررررا شخصيه أم ناير رغم
انه شرير اﻻ انه يعجبني كثيررررا
اعتقد ان مناسا قد ذكرت صديقه جيو التي
ﻻنعلم شئ عنها بالتالى سنعرف في اﻻحداث
القادمه
واﻻن لنتقل للأسئلة

س1/ تحفه خنفشاري
س2/ الغموض مسيطر بس ذهاب جيو الى المانيا سيكشف الكثير
س3/صديقته
س4/ويوﻻند عدو كريس وشقيقها
س5/ احبه ان اقراها لن أحكم

شكرا جزيﻻ على ارسال الرابط وارجو ان ترسلي
لي رابط البارت القادم
دمتي في رعايه الرحمن
في امان الله




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أنا الحمد لله تمام كيفك إنت؟
لا تعتذري عزيزتي فما يهمني هو ردك وليس متى تردين فشكرا لك على الرد وعلى المتابعة

واول ما انزل الفصل رح يوصلك الرابط

وشكرا لردك

دمتي في رعاية الرحمن وحفظه



__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #125  
قديم 02-12-2016, 10:14 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~







*7*



كم هو مزعج هذا الشعور الذي ينتابه الآن...

لم يرغب بالتغير بهذه الطريقة ولكن لا أحد يعلم ما يخبئه القدر له... ولا أحد يضمن أن تبقى حالته ثابتة... ولا عجب في ذلك بما أن الحياة مثل رسم مخطط القلب إذا كان على مستوى واحد فهذا يدل على أن الإنسان ميت...
يدفن المرء أحياناً صندوقاً مليئاً بالأسرار في قاع محيط مظلم متيقناً أن المحيط كاتم أسرار جيد يضيع بداخله كل ما سقط به ولكن ما يجهله المرء حين يفكر بذلك هو أنه سيأتي يوم وسيقوم المحيط وهو كاتم الأسرار بقذف محتوياته إلى الخارج بفضل تلك الأمواج التي ستملأ سطحه أو ستخرج من عمقه خاصة إذا كانت بسبب عاصفة قوية أتت لتنتشل ذلك الصندوق..... وهكذا لا يوجد شيء يبقى مخفياً وراء طيات الماضي دون أمل باكتشافه فكل شيء له يومه ويوم بعض هذه الأسرار أصبح وشيكاً ما دام قد عزم على اكتشافها.......
الشكوك التي انتابته في الأيام الأخيرة دفعته للتفكير ملياً بكل زاوية ليكتشف هكذا بعض الثغرات والتي دفعته إلى فعل ما عزم عليه.. سيجد ما يبحث عنه وسينتقم من أجل صديق طفولته الذي لم ولن يفارق ذاكرته أبداً....
********************************
مضى يومان طبيعيان جداً بعد سفر جيو إلى ألمانيا وقبل مغادرته لم يحدث الكثير فقط استمر ببروده الذي كان يزداد أكثر وأكثر وبدأت تغلفه هالة من الغموض الغريب.... عادت كروس للعمل في الجامعة بعد أن شعرت بأنها أفضل حالاً ولكنها ما زالت تعيش في قصر أوليفيا فهي لم تسمح لها بالعودة لمنزلها بعد....

(وفي اليوم التالي في الجامعة وبالتحديد قرب بوابة الخروج من الحرم الجامعي)
وقف أندرو بعينين متسعتين وفم مفتوح إثر الصدمة التي تلقاها دماغه بسبب رؤيته لهذا الفتى صاحب الثلاثة عشر ربيعاً يقف ويديه مكتفة أمام صدره والغضب مشتعل بعينيه.... يشبه أندرو بشكله لكنه يعاكسه تماماً بشخصيته التي تتضح من حركاته... بدا أندرو خائفاً من شقيقه الصغير رغم فارق السن بينهما إلا أنه يخاف هذا الفتى ويصفه بالشيطان.... بقي متجمداً مكانه وما زال يحدق بشقيقه الذي هو الآخر بقي واقفاً دون تغير من وضعيته...... انتبه الطلاب لوجود ذلك الفتى فاقتربوا ليفهموا ما القصة والتساؤلات تملأ رأسهم فماذا يفعل فتى صغير في حرم الجامعة؟! ومن بعيد تساءل دانيال في نفسه عما يحدث هناك حيث يتجمع الطلاب بذلك الشكل وسرعان ما ترجم لسانه سؤاله في نفسه وهو يوجه نظره للبقية.. زاك وريك وهنري فقال زاك بابتسامة:
- لابد أن هناك أمراً ممتعاً فما رأيكم لو نذهب...
ولم يكد ينهي كلامه حتى أصبحوا بين حشود الطلاب وتقدموا أكثر فأكثر إلى أن توقفوا مكانهم متجمدين مصدومين هم أيضاً كما فعل أندرو.... تمتم زاك بصدمة:
- هل ترون ما أرى؟
اقتربوا أكثر ليقفوا خلف صديقهم... بما أنهم أصدقاء أندرو فهم يعلمون تماماً ماذا يعني ما يحدث أمامهم... أندرو وشقيقه كأنهما دولتا روسيا وأمريكا بأيام الحرب الباردة بل أفظع من هذا.... خمن أربعتهم أن هناك شيئاً خطيراً يحدث هنا وإلا لما أتى نارو بهذا الشكل إلى الجامعة... كان يمكنه بدأ معركته في المنزل مع شقيقه ولكنه أتى إلى الجامعة.. انتابهم الفضول لمعرفة ماذا هناك فبقوا يترقبون تكلم أحدهما..... مرت دقائق اضافية صامتة قطعها نارو وهو يخرج الهواء من رئتيه بحده وغضب وأخيراً تكلم بصراخ وهو يشهر اصبعه السبابة في وجه شقيقه الكبير:
- أنتَ أيها الأبله الغبي كيف تجرؤ على فعل هذا بي.. ألم تفكر بأنني سوف أريك الويل بعدها؟
تكلم أندرو بعد أن سيطر على نفسه وبدا أكثر قوة فهو لا يريد أن يصير كالعلكة في فم طلاب الجامعة:
- ماذا تفعل هنا يا نارو؟ لماذا لم تعد للمنزل بعد انتهاء مدرستك؟ هل اشتقت إلي لهذه الدرجة يا أخي العزيز؟
وما إن توقف عن الكلام حتى شهق بقوة وانتفض من مكانه وهو يرى قميصه مبللاً..... نظر إلى نفسه بصدمة فرفع نظره والشرر يتطاير من عينيه إلى شقيقه الذي كانت الابتسامة الشيطانية ترتسم على شفتيه وهو يحمل بالوناً آخر مليئاً بالماء ويستعد لرميه عليه... تكلم نارو بحدة:
- في الحقيقة جئت إلى هنا لكي نكمل لعبتنا أم أنك نسيت.... هل نسيت أنك صباحاً أقفلت علي باب غرفتي وغادرت المنزل بعدها.. لقد تسببت بتأخري عن المدرسة وتنبيهي من المدير.... كان يومي سيئاً بسببك وأنا هنا لأفعل المثل فما رأيك؟ العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم يا أخي العزيز....
ما إن انتهى من كلامه حتى ألقى بالبالون الآخر على أندرو بسرعة رهيبة فلم يستطع أندرو تجنبه.... المصيبة لم تكن هذه فقط فهذا الـــ نارو كان قد وضع مياه باردة داخل البالونات التي كان يخبئها في حقيبته... كانت كفيلة لتجعل أندرو يرتجف من البرد وتبتل ملابسه بالكامل...... كانت أعين الأربعة أصدقاء أندرو متسعة بدهشة... لم يكذب أندرو عندما قال لهم أنه شيطان لقد شعروا بهذا الشيء من نظراته ومن كل شيء فيه... بدأت الشكوك تنتابهم حول حقيقة كون نارو شقيق نارو... لكنه حقاً شقيقه فهو يشبهه شكلاً.... تجمدوا رعباً وتوقفوا عن التهامس مع بعضهم عندما لاحظوا نظرات نارو الموجه نحوهم فابتلعوا لعابهم من الخوف واكتفوا بالصمت لكن نارو تكلم بحدة:
- هيه أنتم يا مجموعة الحمقى... أخبروا صديقكم الأبله مثلكم ألا يعبث معي لأنه سيرى الويل مني وربما أنتم أيضاً سترونه كذلك....
حرك أربعتهم رؤوسهم برعب بمعنى حسناً بشكل آلي فابتسم بمكر وهو يعيد نظره إلى شقيقه ينظر إليه من رأسه حتى أغمص قدميه واتسعت ابتسامته وهو يدير هاتفه إلى شقيقه لينظر لشاشته فازداد غضب أندرو أكثر وهو يرى صورته على هاتف شقيقه في اللحظة التي تبلل فيها وهو يقف بشكل مضحك فضغط على أسنانه ثم صرخ:
- نارو أيها الغبي احذف الصورة بسرعة....
أنهى جملته وانقض عليه يريد امساك هاتفه وحذف تلك الصورة لأنه يعلم تماماً أنها ستصل الصين وربما خارج المجموعة الشمسية ما دام نارو يمتلكها.......
واصل أندرو محاولاته للامساك بهاتف شقيقه ونارو يهرب منه بسهولة وسلاسة..... توقف أندرو يلهث وهو ما زال يشعر بالغضب ونظره معلق على الفتى المبتسم.....
- صدقني سأجعلك تدفع الثمن إن أمسكت بك نارو.... (أكمل وهو يكلم أصدقاءه) : أيها الحمقى ساعدوني ما فائدتكم لي إذا لم تساعدوني....
ابتسم زاك بخوف وقال:
- عزيزي أندرو إذا كانت هذه شؤون عائلية فما شأننا نحن اهتم بها لوحدك...
قهقه نارو بقوة وهو يرى أندرو يشتم أصدقاءه وجميع الطلاب الذين هم حوله يضحكون عليه... يتهامسون بينهم ويتكلمون عن ضعف أندرو أمام فتى في الثالثة عشر...
- ستدفعون الثمن أربعتكم...
تكلم أندرو بغضب واندفع إلى شقيقة بسرعة بنية ضربه.. الجميع يحدق به وبدا في موقف سخيف أمامهم فقرر بالفعل ضرب هذا الفتى ولكنه......... تعالت ضحكات الطلاب أكثر فأكثر وهم يرون أندرو قد فشل بضربه فهذا الفتى لديه مهارة مما جعل النار تشتعل بجسده فشد على يده بقوة مقرراً انهاء هذه المهزلة التي أحدثها شقيقه وبسرعة خاطفة سدد قبضته القوية باتجاه نارو بلا رحمة قاصداً بقوة طرحه أرضاً بها ... كان قبل دقائق يحاول ضربه والانقضاض عليه بشيء من اللين ولكن الآن اختلف الوضع إنه بالجامعة وأمامه الطلاب وإذا لم يحسم الأمر فسيبقى علكة بلسان الجميع لسنوات..... فجأة وبدون سابق انذار اتسعت عيناه وأوقف قبضته بسرعة على بعد انشات قليلة جداً من وجهها... بقي محدقاً بها بغير تصديق ونظرات الدهشة اعتلت ملامح الجميع.....
- أندرو ما الذي تفعله بالله عليك... هل كان ما رأيته حقيقياً؟! هل كنت تنوي ضرب هذا الفتى بهذا الشكل؟!
خرجت كلماتها حادة ومعاتبة وظهرت صدمتها على وجهها وهي تقف أمام أندرو وتضم الفتى إلى أحضانها.... حاول أندرو استيعاب الأمر الذي حدث سريعاً... هذه اللكمة كانت ستشوه وجه كروس بدل نارو.. ماذا كان سيحدث لو أنه لم يدرك الأمر سريعاً؟! لعن نفسه بداخله وحاول التظاهر بالهدوء وهو يتكلم:
- أنا أعتذر آنسة كروستافيا... ولكن هذا الفتى الذي بين ذراعيك شيطان كبير وهو شقيقي ويحق لي أن أجعله يلتزم حدوده وهو يتعامل مع الكبار..
ارتفع حاجباها بدهشة من كلامه الجاد والذي جعلها تشعر من خلاله بغضبه من هذا الفتى.... علمت منذ البداية أن هذا الفتى يكون شقيق أندرو بسبب التشابه بينهما ولكن ما لم تفهمه هو سبب وجوده هنا والسبب الذي جعل أندرو يبدو بهذه الحالة بملابسه المبتلة وغضبه.... سألت الفتى بهدوء وهي تبعده عنها وتنظر إلى عينيه وابتسامة حنونة ترتسم على شفتيها:
- هل أنتَ بخير صغيري؟ هل تأذيت؟
لم يتكلم نارو فأبعدت بصرها إلى أندرو وقالت بهدوء:
- علينا التحدث أندرو.... (وخاطبت الجميع بحزم) : يمكنكم الذهاب جميعاً لقد انتهى الأمر........
انصاع الجميع للأمر وغادروا وما زال حديثهم متعلقاً بما حدث قبل قليل.....
انتبهت كروس لوجود أصدقاء أندرو الذين لم يبتعدوا بل جمدوا مكانهم وهم يترقبون ماذا سيحدث ولكنها سرعان ما أبعدت نظرها عنهم لتوجهها لــ نارو وهو يحاول ابعاد يدها عن كتفه فأبعدتها بهدوء وهي تنظر إليه..... تكلم نارو ببرود وهو يوجه نظرات باهتة إلى أندرو الذي كان مشتعلاً حتى الآن:
- صدقني بعد عدة دقائق ستصبح منتشرة حول العالم يا أندرو... وصدقني لن ترى نارو الذي تعرفه... سأجعلك تدفع الثمن غالياً على كل شيء فعلته بي......
التزم أندرو الصمت وهو يرى تلك النظرات من شقيقه... شرد قليلاً وهو يفكر ويتذكر مواقفه مع شقيقه... ربما أكون أنا من بدأ هذا اليوم.. لقد أقفلت عليه باب غرفته ولا علم لي حتى الآن عن الطريقة التي استخدمها ليخرج... تأخر عن مدرسته وتلقى توبيخاً قاصياً... أنا أعلم أن كبرياءه لا يسمح لأحد بأن يهينه وقرر الانتقام مني.... حتى في المرات السابقة أنا كنت دائماً من أفتعل المشاكل معه وأكون البادئ ... يحق له أن يغضب مني... ولكني لا أعلم لماذا أرى هذه النظرات الباهتة تخفي شلالاً من الدموع خلفها...... ابتعد عن التفكير وهو يلاحظ طلب كروس من أصدقاءه المغادرة من المكان وقد فعلوا ووجهت كلامها إليه:
- أندرو أريد أن أعلم ماذا حصل قبل وصولي... هيا أخبرني...
تنهد أندرو بهدوء وروى لها ما حدث قبل قليل وما يحدث بشكل دائم بينه وشقيقه وأضاف أيضاً أن والداه منفصلان منذ كان نارو في الرابعة مما أثر هذا لا نفسيته وهما يعيشان مع والدهما وقد فقد حنان والدته التي تركتهما وسافرت خارج البلاد... وأراد أندرو أن يكمل لكن صوت نارو الحاد أوقفه:
- اصمت أيها الأحمق... أنا هكذا لأنني أريد هذا وليس بسبب ذهابها.. أنا أكرهها وأكره والدي الذي لم يهتم بي وأكرهك أكثر.... ما دمت تقول هذا فلماذا تسبب لي المشاكل دائماً... بفضلك فقدت أصدقائي ولم يعد يكلمني أحد... أصبحت الجدران أعز أصدقائي وأنت لا تنفك تسبب المشاكل لي (أكمل وصوته بدأ يظهر تألمه من الداخل) : أصبحت وحيداً أيضاً حتى وأنا في المدرسة.... كل هذا بسببك... أنا أكرهكم جميعاً... أكرهكم....
تلألأت الدموع بعينيه رغم الجهد الذي بذله لمنع ظهورها... التفت بسرعة يريد الذهاب قبل أن يرى أندرو دموعه فهذا آخر ما كان يرغب به ولكن..... فقد سيطرته على نفسه وهو يشعر بشقيقه يعانقه بحرارة وانهمرت دموعه بصمت وأندرو يهمس بحنان:
- أنا أسف جداً عزيزي نارو.. أعلم أنني كنت غبياً ولكنني أحبك.....
اشتد عناقهما تحت أنظار كروس... ابتسمت بداخلها عند رؤيتها لهذا المشهد المؤثر... نارو يريد أن يري شقيقه أنه قوي ويستطيع فعل أي شيء وأندرو يتظاهر بأنه يكره نارو... لاحظت هذه الأشياء في أعينهما.. كلاهما لديه كبرياء يريدان الاحتفاظ به ولكن ما رأته الآن كان مؤثراً جداً وخاصة بعد أن علمت القليل عن سبب عدائهما.... بقيت مكانها تراقبهما عندما أبعد أندرو نارو عنه وهو يبتسم بحنان له ومسح له دموعه وهو يهمس:
- لا تبكي حسناً....
لم يتكلم نارو واكتفى بخفض رأسه وهو يسير مع أندرو خارجاً من الحرم الجامعي..... تنهدت كروس وتحركت ذاهبة إلى مكتب أوليفيا تنتظرها لتعودا للقصر معاً........
********************************

(في احدى النوادي الرياضية بتمام السادسة مساءً)
- هيه شباب ما رأيكم بما حدث اليوم؟
سأل دانيال وهو يترك عصى البلياردو ويرفع بصره إلى أصدقائه المجتمعين فأجاب زاك وهو يستند على الجدار بهدوء:
- بدا لي أن علاقتهما سوف تتحسن بعد الذي رأيناه وأيضاً أندرو لم يأتي إلى هنا وهذا دليل على أنه برفقة شقيقه...
- إنه بالفعل كذلك قال لي أنه يتسلى برفقة نارو... لقد كلمته قبل دقائق واعتذر عن المجيء....
التفتوا جميعهم إلى هنري الذي تكلم وتكلم ريك:
- هذا جيد... إذاً هو بالخارج مع شقيقه وهذا تقدم رائع.... أنا لا ألوم نارو على أفعاله فوالدته تركته في صغره ووالده لم يهتم به ونحن نعلم هذا جيداً وأندرو سيء المعاملة معه... ماذا إذاً تتوقعون منه أن يفعل... وبعد أن سمعنا ما قاله نارو فقد ثبت أن أندرو من ابتدأ بالمشاكل ويستحق ما حصل له ولكن النهاية كانت جيدة........
تكلم جاك بمرح وهو يعطيهم كؤوس عصير البرتقال المفضل لديهم جميعاً:
- مجيء نارو إلى الجامعة والجلبة التي أحدثها ستبقى الموضوع الحصري للطلاب..... لكن هل رأيتم كيف تدخلت تلك الآنسة بالوقت المناسب... لولا تدخلها لكان وجه المسكين قد تشوه......
أعقب دانيال:
- هذه المرة الأولى التي أرى بها الآنسة عن قرب.... تبدو أصغر من عمرها بالفعل...
تكلم هنري:
- أنها تكبرنا بعامين......
تمتم زاك:

- كم هو مضحك أن تدرس على يد شخص ليس بينك وبينه فارق كبير.... وهكذا رأينا عن قرب الآنسة الجميلة التي وقع أندرو بحبها...
قال ريك:
- لا تكونوا سخيفين... إنه يكن لها الاحترام وليس هناك ما هو أبعد من هذا وأنتم تعلمون هذا تماماً.........
***********************************

(الساعة التاسعة والعشرون دقيقة في غرفة الجلوس في القصر)
تمطت مناسا بمكانها بملل وهي تسأل والدتها:
- متى سيعود جيو... ألم يقل لكِ أنه سيعود عند السابعة؟
وضعت أوليفيا كوب القهوة على الطاولة ورفعت نظرها إلى مناسا الجالسة مقابلة لها وتكلمت بهدوء:
- لا أعلم لماذا تأخر... فكرت بالاتصال به...
اعتدلت مناسا بجلستها وتكلمت:
- إذاً افعلي هذا..... إن أجاب عليك فهذا يعني أنه وصل وإذا لم يجب فهذا يعني أنه ما زال بالطائرة...
أمسكت أوليفيا بهاتفها واتصلت به وانتظرت الرد... انتظرت وانتظرت حتى أتاها صوته الهادئ يقول:
- مرحباً...
- مرحباً عزيزي.. كيف حالك؟ هل أنتَ بخير؟ لماذا لم تصل بعد؟
- تأجلت الرحلة قليلاً سأعود عند الثالثة صباحاً....
- حسناً.... اعتني بنفسك بني...
أبعدت هاتفها عن أذنها وهي تتنهد بهدوء فسألتها مناسا مباشرة:
- ماذا قال لكِ؟
- تأجلت رحلته وسيعود في الثالثة صباحاً...
- هذا فقط؟!... حسناً أنا ذاهبة للنوم...
غادرت مناسا الغرفة لتبقى كروس وأوليفيا جالستان بصمت قطعته أوليفيا مبادرة بالنداء عليها لتلفت انتباهها فرفعت كروس رأسها بهدوء وصمت تنتظر من أوليفيا أن تكمل......
- عزيزتي ألم يحن الوقت لتخبريني؟
بقيت تحدق بعيني أوليفيا ثم أعادت اخفاض رأسها وتمتمت بهدوء:
- سوف تعلمين قريباً فقد علم بكل شيء....
تدفقت التساؤلات برأس أوليفيا وسألت بعد أن وجدت أنها لم تعثر على اجابات شافية:
- أنا لا أفهم شيئاً.. من تقصدين؟
- جيو علم بكل شيء وهو من سيخبرك....
ترجلت من مكانها بسرعة وانسدل شعرها على وجهها وغطى عينيها اللتين أصبحتا مليئتين بالدموع والتفت للجهة الأخرى وقالت:
- عن اذنك أريد الذهاب للنوم....
وذهبت من دون أن تسمع رداً من أوليفيا...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مسحت كروس دموعها ونهضت عن السرير واتجهت إلى الشرفة.... وقفت هناك وتأملت السماء المليئة بالنجوم هذه الليلة بعينين باهتتين.... شقيقها لم يكلمها حتى الآن وجيو سيعود قريباً... سيأتي بالأخبار... كان من الأصل يعلم أن والداها قد قتلا ولكنه لم يعرف من... والآن هو يعلم ماذا يحدث هناك بينما هي لا تعلم شيئاً.... بالتأكيد لم يعلم من قتلهما لأنه لا أحد يعلم غيرها وشقيقها والقاتلون نفسهم.... يمكنها أن تعلم بكل ما يحصل هناك منه ولكن قلقها لم يكن علمه لأنه لن يكون قد اكتشف الكثير لأنه وببساطة لا أحد غيرها وشقيقها وعمها وزوجته وأولادهما يعرفون القصة....
الشيء الوحيد الذي لا تعلمه كروس هو أنها أيضاً لا تعرف القصة بشكل جيد هي الأخرى فهي لا تعرف الحقيقة كاملة.... القلق الذي ينتابها الآن كان بسبب انقطاع اتصال غيلبيرت... ما الذي حصل له؟ هل وجده يولاند؟
ها هي دموعها قد انهمرت من جديد ولم تحاول ايقافها تركتها كما هي علها تخرج ما تشعر به بداخلها وتحركت من مكانها عائدة إلى سريرها تدفن رأسها بوسادتها............
********************************
دخل من باب القصر بخطوات هادئة واصلاً إلى غرفته مغلقاً الباب خلفه وأول شيء فعله هو اخراجه لملابس مريحة للنوم من خزانته ودخوله الحمام مباشرة.....
استغرق نصف ساعة ثم خرج وهو يجفف شعره ويرتدي بنطالاً قطنياً فقط ....... توقف عن تجفيف شعره وأبعد المنشفة عن رأسه وبقي يقف مكانه يحدق بوالدته التي تجلس على طرف سريره تنظر إليه....
- قلتَ لي بأنك ستعود في الثالثة مساءً.. لماذا كذبت؟
لم يتكلم فقط امتدت يده لتمسك ببلوزته الموضوعة على سريره وارتداها بهدوء ثم جلس وهو يبعثر شعره مغمضاً عينيه فتكلمت أوليفيا:
- لماذا لا تتكلم؟
- أنا متعب وأريد النوم.....
حسناً لم يكن يكذب فقد لاحظت أوليفيا تعبه فتنهدت بهدوء وترجلت عن السرير بعد أن اقتربت منه وطبعت قبلة حنونة على جبينه وتركته مغادرة الغرفة ومغلقة الباب خلفها بهدوء.....
حدق بأثرها وهي تخرج ثم ألقى بجسده بإرهاق على السرير وأغمض عينيه مستعداً لنوم عميق...........
*********************************
- كيف كانت الصفقة؟
- أقل ما يمكنني أن أقول هو أنها ممتازة....
- جيد... وكيف تسير باقي الأمور؟
- كل شيء كما تركته....
- وأين وصل المهندسون في المشروع؟
- سأطلعك على كل شيء عندما تأتي إلى الشركة...
- حسناً أراكَ لاحقاً.........
أبعد جيو هاتفه عن أذنه وهو يغلقه وألقى به على السرير ثم تحرك نحو الشرفة ووقف عند الحافة وانحنى مستنداً بيديه عليها وهو يتأمل ويفكر.... كانت الساعة تشير للسادسة صباحاً حيث يكون الهواء المنعش يعبق بالمكان فأخذ نفساً عميقاً وأخفض نظره إلى الحديقة فرأى والدته تجلس أمام المسبح وبيدها كوب قهوة ترتشفه وبيدها الأخرى كتاب ما تقرأه.. تمتم محدثاً نفسه:
- لن أخرج اليوم من الغرفة كي لا أتعرض للمساءلة...
ابتعد الآن لزاوية أخرى بتفكيره وقال بداخله بعد أن تذكر ما حدث في ألمانيا:
- هكذا إذاً يا غيلبيرت.. الثعلب يبقى ثعلباً حتى مع القطيع الذي يعيش معه.....
ارتد بسرعة إلى الدخل واستلقى على سريره بسرعة وألقى الغطاء عليه بعد أن رأى والدته قد نظرت باتجاه شرفته ولكنه تمنى أنها لم تره... فكر بداخله لماذا تكون قد نظرت إلى شرفته! هل كانت تفكر به أم ماذا... توقف عن التفكير عندما شعر بوالدته تدخل الغرفة وتتقدم ناحيته فأغمض عينيه بشكل جيد فأي ذكي سيظن أنه نائم... شعر بها تجلس بالقرب منه على حافة السرير وبيدها تمسح على شعره الأسود وتلعب بخصلاته.... كانت لمساتها قد جعلت الدفء يسري بجسده... لقد افتقد هذا الإحساس منذ زمن بعيد.... توقف عن التفكير عندما سمعها تتمتم:
- أرجوك بني لا تفعل هذا بي.. لم أفعل ذلك لأنني لم أردك أن تكون هناك.. كان الأمر اضطرارياً.. جينا وقعت في حبك وهي مخطوبة براد... براد كان يحبها كثيراً ولم يكن ليسمح بابتعادها عنه بسبب حبها لك... كان علي أن أبعدك عنها كي تنساك وحتى لا تحدث خلافات بينك وبراد ابن عمك.. يكفي أن علاقتكما ليست جيدة ولم أرد أن تسوء أكثر.......
لقد ذكَّرتْه الآن بما حدث وغادرت الغرفة.... فتح عينيه بألم وارتفع ليصبح جالساً على سريره وكفيه يضغطان على ملاءة السرير بقوة...
- اللعنة.... لماذا تقولين هذا الآن؟ أريد أن أنساها... أحاول أن أنسى كل شيء يذكرني بالأمر ولكنكِ بقيت السبب في ابعادي عن والدي... لم أكن بجواره عندما...... آه اللعنة....
************************************

(الساعة الثامنة صباحاً)
أيقظت أوليفيا مناسا وابتعدت عن باب غرفتها مكملة طريقها لغرفة كروس..... توقفت أمام الباب قليلاً ومن ثم طرقته فلم تسمع الرد.... فتحت الباب بهدوء وأطلت برأسها فرأت كروس نائمة فدخلت وأغلقت الباب خلفها وخطت نحوها وجلست على حافة السرير وهمست:
- كروس عزيزتي استيقظي...
استيقظت كروس وفتحت عينيها ومن ثم جلست على السرير عندما لاحظت أوليفيا فقالت الأخيرة مباشرة وهي تحدق بعينيها:
- هل كنتِ تبكين عزيزتي؟
ابتسامة باهتة ظهرت على شفتيها وهي تبعد بعض الخصلات عن وجهها وتجعلها خلف أذنها وتمتمت:
- لا.. لم أكن أبكي...
امتدت يد أوليفيا إلى وجنة كروس الحمراء ومسحت عليها وهي تقول برقة:
- بلا... آثار الدموع ظاهرة بعينيك... ما بك عزيزتي؟
- لا شيء.. أنا بخير...
- أخبريني... ربما يمكنني مساعدتك...
همست كروس وهي تبتسم لــ أوليفيا:
- ليس هناك شيء صدقيني فقط أنا مشتاق لرؤية شقيقي....
- فمهت....
ووقفت من مكانها وبقيت صامتة ثم تكلمت:
- انسي حزنكِ الآن وهيا انهضي وتعالي كي نتناول الإفطار في الحديقة فالجو جميل اليوم.....
وغادرت أوليفيا الغرفة فترجلت كروس عن سريرها واتجهت إلى الحمام واستحمت ثم ارتدت ملابسها وصففت شعرها وخرجت الغرفة فالتقت بــــ مناسا التي ابتسمت بدورها وهي تردد تحية الصباح فردتها كروس إليها ونزلتا للطابق السفلي ومن ثم إلى الحديقة وجلستا على تلك الطاولة الزجاجية التي تقع في شرفة تطل على البركة ومن حولها أشجار الزينة الجميلة المتناثرة هنا وهناك وبعض الأزهار بألوان خلابة ورائحتها تعبق بالمكان... أغمضت كروس عينيها وهي تستنشق الهواء بعمق... حقاً هذه الحديقة تجلب الراحة لها.... أعادت فتح عينيها بعد أن شعرت بمجيء أوليفيا وبدأن بتناول الإفطار بدون كلام...... لكن الصمت لم يستمر لأن مناسا قررت انهاءه بسؤالها لــ أوليفيا:
- أمي هل عاد جيو البارحة؟
- أجل لقد عاد....
- وأين هو؟
- ما هذا السؤال مناسا؟! بالتأكيد ما زال نا.........
- صباح الخير........
انساب صوته الهادئ إلى مسامعها لكنها لم تفكر برفع بصرها إليه... لم تكن تريد المواجهة... فهناك بداخلها فجوة كبيرة كانت في البداية صغيرة ولكنها تتسع مع الأيام خاصة مع انقطاع أخبار غيلبيرت... وجيو الذي لا تعلم ماذا يخفي الآن في جعبته.... لا تعلم لماذا هذا الفراغ يحيطها الآن ولا تعلم ما هية هذا الشعور الذي بدأ يسيطر على احساسها ولماذا....
فقط كل ما تعلمه أو بالأصح تشعر به هو أن هناك عاصفة ستأتي قريباً وعليها الاستعداد لها....
لم تنتبه للمدة التي استمرت بها تلك الأفكار الغريبة تنتابها قبل أن تنشلها مناسا منها فرفعت كروس نظرها وكانت قد انتبهت أن جيو قد غادر فلم يكن له أثر في المكان... ابتسمت بشحوب لـــ مناسا بعد أن سألتها بما إذا كانت تعاني من مشاكل مجيبة بهدوء:
- أنا بخير لا تهتمي......
*******************************
سار جيئةً وذهاباً على امتداد غرفة المكتب ويديه خلف ظهره... بدا على وجهه الغضب والنيران تخرج من عينيه..... توقف أمام النافذة يتأمل الخارج وحاجبيه معقودين... ما هذه المشكلة التي نزلت على رأسه الآن؟! من أين ظهر له ذاك؟...... التفت بسرعة عندما شعر بالباب يفتح ليرى ذلك الشاب أشقر الشعر يتقدم منه وهو يقول بدون مقدمات:
- ماذا يحدث غيلبيرت؟
زفر غيلبيرت الهواء بحدة وهو يبتعد عن النافذة ويقف مواجهاً للآخر وتكلم بغضب:
- المشاكل...
عقد أشقر الشعر حاجبيه وتكلم بصوتٍ أجش وهو يجلس على الأريكة:
- ولماذا تقول ذلك؟ الخطة تسير بنجاح...
تقدم غيلبيرت وجلس مقابلاً له وقال بغضب:
- كانت كذلك... لكن ليس الآن بعد أن أتى جيو...
- ومن جيو هذا؟
سأل أشقر الشعر وهو يلاحظ اشتداد قبضة غيلبيرت ففهم مباشرة أن هناك مشاكل حقيقية لم يكن لها حسبان.. لم تمر ثواني كثيرة حتى أجاب غيلبيرت بحدة:
- إنه الشخص الذي سيخرب علينا خطتنا.....
- ماذا تقول أنت؟ لم تقل لي حتى الآن من هو وما شأنه بخطتنا...
- جيو أتى من روسيا... أنتَ تعرف من هو... أتعلم ماذا يعني قدومه إلى ألمانيا؟
اتسعت عينا الأشقر وهو يحدق بـــ غيلبيرت وتمتم:
- لا تقلها......
أعقب غيلبيرت بغضب منفجر وقد ارتفع صوته:
- سأقولها... ذلك الأحمق كان يراقبنا منذ يومين وربما هو يعلم معلومات كثيرة الآن.....
وقف الآخر على رجليه وخرجت كلماته من بين أسنانه بحدة قائلاً ونظره معلق على غيلبيرت الجالس أمامه:
- وهل ما زال هنا؟ هل ما زال في ألمانيا؟
- لا... لو كان هنا لما رأيتني جالساً.....
- سحقاً.... لماذا لم تخبرني من قبل؟
- علمت بهذا اليوم....
ساد صمت ثقيل.. فقط ما سمع في هذه اللحظة وقع خطوات الأشقر وهو يتجه إلى النافذة الكبيرة وينظر خلالها ويديه بجيوب بنطاله.... من الواضح أنه بدأ يستعيد هدوءه وهو يفكر بأعماقه بها... كروستافيا التي لم تغادر ذاكرته أبداً... عليه أن يفكر بروية ليستطيع حل هذه المشكلة.... لأنه وحسب المعلومات التي يعلمها عن جيو يتطلب منه الأمر التريث والتمهل ودراسة ما يريد فعله قبل التنفيذ..... عاد إلى هدوءه المعتاد وهو يتكلم وما زال على وضعيته:
- عليك أن تتصل بــــ كروس والآن...
رفع غيلبيرت بصره ناحيته وتمتم:
- أظن أن هذا ما يجب فعله في الوقت الراهن...
ترجل عن الأريكة واستدار حول مكتبه وجلس على كرسيه وأمسك بهاتفه المحمول وضغط على الأرقام وانتظر الرد... بعد لحظات:
- مرحباً عزيزتي كروس.. كيف حالكِ؟
صمت يستمع لردها الهادئ عليه وهو يوجه نظره للآخر فرآه يشير له بإشارة ففهمها غيلبيرت وضغط على الشاشة فظهر صوتها واضحاً وبدأ الآخر يستمع لما تقوله أيضاً وغيلبيرت بقي ينظر إليه وهو يتكلم:
- أنا أعتذر عن ذلك عزيزتي لم أستطع الاتصال بكِ فقد كان هناك بعض المشاكل... ولكنني اتصلت الآن وسمعت صوتكِ فهذا هو المهم...
صمت ينتظر تحدثها فقالت بهدوء:
- أرجو أن تكون بخير....
شعر الواقف بسعادة كبيرة لدى سماعه لصوتها ولكنه لم يظهر ذلك وأبقى على ملامح الجدية وأكمل الاستماع......
- كروس أريد سؤالك عن شيء..
- ما هو أنا أسمعك؟
- هل ما زلتِ تقابلين جيو؟
- ليس كثيراً.. لكن لماذا؟
- هل يزعجك؟
- إنه مزعج يريد معرفة السبب الذي جعلني آتي إلى هنا....
- وهل أخبرته؟
- وهل تظنني بلهاء؟!
- لا بالطبع عزيزتي ولكن ابقي حذرة لأنه عندما يصر على الحصول على شيء يحصل عليه...
- أعلم ذلك... هذا واضح...
- وكيف يتصرف حالياً؟
- في الحقيقة... أنا لا أفهم هذا الشخص أبداً...
تنهد بهدوء وبدأت تمثيليته الدرامية عندما تكلم بحزن مزيف:
- أنا مشتاق لرؤيتكِ كثيراً...
- لا تعلم كم من الموحش ابعادك لي غيلبيرت.. أرجوك أريد رؤيتك... أنا وحيدة هنا وكم أن الوحدة مؤلمة.. كل يوم أفكر بك أخشى أن ترحل مثلهما... أرجوكَ أريد أن تكون بقربي....
تخلل صوتها الحزين إلى مسامع الواقف بجمود ينظر لــ غيلبيرت... حاول التأثر لكنه لم يفعل... صحيح أنه يحبها بجنون ولكن هذا لم يحرك مشاعره.. وكيف ستتحرك مشاعره الآن وهي لم تتحرك فيما مضى عندما قام بقتل والدتها وأمام عينيها......
- سيحدث هذا قريباً جداً...
قالها بصوتٍ ضعيف ومليء بالعاطفة ولكن ما كان يفكر به كان شيئاً مختلفاً.... ستذهبين إليهما رأساً عزيزتي فقط انتظري ذلك.... وابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه.. لا مشكلة في الابتسام ما دامت لا تراه... توقف عن التفكير عندما سمعها تقول:
- أرجو من الله هذا.. وماذا حدث لــ يولاند؟
كانت عينا غيلبيرت تجول في المكان وفور سماعه لسؤالها نظر بسرعة للآخر فوجد وجهه خالٍ من أي تعبير قد يفهم فعاد لــ كروس وأجاب:
- يبدو بأنه يأس من الموضوع لذا أصبح من السهل علي المجيء....
- جيد.. أرجو أن أراك اليوم قبل الغد.. حاول أرجوك..
- سأبذل جهدي... والآن علي أن أنهي المكالمة...
- لا تنقطع عني كما فعلت... حسناً...
- لن أفعل...
أغلق غيلبيرت هاتفه ووضعه على الطاولة وتكلم مباشرة:
- من الواضح أنه لم يفت الأوان بعد... لم تخبره كروس عن سبب ذهابها أي بخدعتنا لها... وهو أيضاً لم يخبرها بحقيقة ما يقال هنا عن اختفائها وهذا ما يتيح لنا المجال لكي نتصرف...
********************************
مل أندرو من الوقوف خلف نارو الجالس أمام كتبه بتركيز والقلم بيده اليمنى يحركه بسلاسة على كتابه.... عبس أندرو لأن شقيقه لا ينتبه لما حوله ودائماً يحاول حبس نفسه بين هذه الجدران مع الكتب المملة.... حسناً هو يعرف أن نارو عبقري ولكن ليس إلى هذا الحد... تخيل أندرو لو أنه كان وهو بنفس عمر نارو يدرس هكذا لأصبح مجنوناً ولن يتحمل دقيقة أصلاً..... تنحنح وامتدت يده بسرعة القذيفة إلى كتب نارو مغلقاً إياها وأمسك بقلمه وألقاه على الطاولة تحت نظرات نارو المشدوهة.....
- ما هذا يا رجل؟!.... ألا تمل من هذه الكتب؟ اليوم عطلة وأنت لم تخرج من الغرفة حتى ولا تبعد رأسك عن هذه الكتب اللعينة... حسناً فهمت أنكَ عبقري وتفوقني ذكاءً... لكن ألا تريد الخروج؟
كان يتكلم بضجر ولكن صوته تحول إلى الهدوء عندما عرض على شقيقه الخروج...... ساد الصمت للحظات ففهم أندرو من خلالها أن نارو يفكر فانخفض لمستواه ووضع يده على يد نارو فسمعه يقول:
- أنتَ لست مجبراً على معاملتي بهذا الشكل... ليكن في علمك أنني لا أحب هذه التصرفات التي تنم عن العاطفة... أنتَ أكثر شخص يعلم هذا... وإذا كنت تظن أن علاقتنا ستتحسن فلا يؤسفني أن أقول لكَ أن هذا مستحيل أن يحدث... سنبقى نكره بعضنا ومشجاراتنا ستبقى مستمرة... اعلم فقط أن كبريائي شيء أعشقه بشخصيتي والآن هلا غربت عن وجهي فأنا أريد الدراسة...
فور أن أنهى كلامه سحب يده بقوة من يد أندرو واستدار عنه ليعود بنظره إلى كتابه الذي عاود فتحه... لكن...... لم يستوعب الأمر بعد فما حدث كان سريعاً... اتسعت عيناه وهو يرى أندرو يجره بقوة معه خارجاً من الغرفة فتكلم غاضباً وهو يحاول ابعاد يد أندرو عنه:
- اتركني... ماذا تظن نفسك فاعلاً؟
فجاءه صوت أندرو الغاضب قائلاً وهو يشد أكثر على يده وينزل السلالم:
- أنت من طالب بالإبقاء على تصرفاتنا السابقة وأنا أحقق ذلك....
انتبه نارو أنهما خرجا من المنزل وهما يقفان الآن أمام سيارة أندرو فصرخ نارو وهو يضرب يد أندرو بقوة:
- أتركني أيها الأبله إلى أين أنتَ ذاهب؟
لم يتكلم أندرو ودفع شقيقه على المقعد المجاور للسائق وهو استدار حول السيارة وجلس خلف المقود وانطلق بها.....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أوقف أندرو السيارة أمام إحدى المطاعم وسحب نارو معه ودخل وتحرك مباشرة نحو الأربعة المجتمعين معاً حول طاولة في الزاوية..... جلس بهدوء وهو يلقي التحية وجعل شقيقه يجلس كذلك.... تنهد أندرو بهدوء عندما لاحظ وجوه أصدقاءه فتكلم:
- أعرفكم على الشيطان نارو....
تكلم دانيال:
- نحن نعلم من هو أيها الأبله.....
لاحظ ريك التوتر السائد بين هذين الاثنين فــ أندرو يبدو أنه غاضب وهذا الفتى صامت بشكل مربك.... يبدو أنهما لم يتوقفا عن التصرف بطفولية... هذا ما فكر به ريك فتكلم:
- ما رأيكم لو نطلب وجبتنا؟
قال زاك:
- وهل يمكننا أن نقول لا.... أنا جائع....
قال هنري مخاطباً نارو:
- هلا رفعت رأسك يا فتى... لماذا أنتَ صامت؟.... نحن أصدقاء هذا المعتوه أندرو وستكون صديقنا كذلك...
لم يجب نارو عليه وبقي على وضعيته... لم يفكر أندرو بمصيبة جديدة بل اصطحبه ليتسلى معه وأصدقاءه مبعداً إياه عن جو الدراسة الممل... لكن هذا بقي مزعجاً بالنسبة له... هو لا يريد أن يتلقى أي اهتمام منهم فلماذا يفعل أندرو ذلك الآن... هل هو يشعر بالذنب؟
توقف عن التفكير وبقي يستمع إلى محادثات أصدقاء أندرو.. كانوا ظرفاء فشعر نارو بالحزن لأنه يفتقد الشعور بروعة الأصدقاء..... أمضى أربع سنوات بلا أصدقاء بعد أن تخلى عنه صديقه الذي يحبه بسبب أندرو... والدته ابتعدت كثيراً ووالده يصب اهتمامه على العمل فقط... وهو كل ما تبقى له فقط هو جدران غرفته وكتبه التي ينسى ما حوله وهو يصب تركيزه عليها... هذا ما يواسيه على الأقل.....
بدا لـــ نارو أن أندرو يحاول اصلاح أخطاءه لكنه لن يلتفت إليه وسيتجاهل الجميع سواء من أعطاه الاهتمام أو من لم يعطه.... ولكن الشيء الغريب الذي لا يفهمه هو سبب شعوره الذي انتابه عندما عانقه أندرو عندما ذهب إلى جامعته....
توقف عن التفكير ورفع نظره لـــ أندرو ليجد تلك النظرات الدافئة الموجهة ناحيته... هل حقاً أندرو يشعر بالذنب أم بالشفقة عليه؟.... لم يمض وقت كثير ونارو يفكر بإجابة على سؤاله لأنه سمع الجواب من أندرو شخصياً:
- لا ليس شعوراً بالذنب ولا حتى بالشفقة... بل هي مشاعر الأخوة التي استيقظت بداخلي بعد وقت طويل من السبات...
كانت نظرته ما تزال دافئة وصوته في غاية الهدوء.... فكر نارو أن ما قاله أندرو قد يكون خداعاً وهذه ستكن لعبة جديدة يلعبها لكنه سمع ما يتعارض مع تفكيره:
- عزيزي نارو لن أحوال أذيتك بعد اليوم وأرجو منك أن تقبل اعتذاري.. أرجو أن تسامحني وتجعلنا نحسن علاقتنا أنا وأنت فقط ونترك كبرياءنا الأحمق.....
لم ينتبه كلاهما للأعين التي تراقبهما على نفس الطاولة.... كان الأربعة يحدقون بهما بصمت ولكن أعينهم اتسعت عندما شاهدوا ترجل نارو من مكانه ووقوفه بجوار شقيقه... امتدت يد نارو إلى يد أندرو وسحبه لكي يقف وارتمى معانقاً إياه ودموعه تغطي عينيه... بدا أندرو مصدوماً في البداية ولكنه ابتسم بهدوء وبادل شقيقه العناق وسمعه يهمس:
- أنا أحبك أندرو أرجوك لا تتركني...
ابتسم أصدقاء أندرو وتكلم هنري بهمس:
- كم هذا مؤثر... هكذا انتهت معناة هذا المسكين من الأبله أندرو.. أظن أن العلاقة بينهما ستصبح رائعة........
***********************************

(الساعة السادسة مساءً في القصر)
لم تجد غير هذا الموضوع لتفكر فيه.... وهل هناك أصلاً موضوع غيره سيشغل بالها إلى هذا الحد؟! بما أن أوليفيا غير موجودة في القصر وكذلك مناسا التي خرجت لمقابلة صديقاتها بعد قليل من النقاش بينهما حيث عرضت مناسا على كروس الخروج معها لكن كروس لم توافق وأصرت على قراراها فهي لم تكن في مزاج مناسب يسمح لها بالخروج والتعرف على أحد خاصة بعد أن فهمت من مناسا أن لديها صديقات كثيرات وقررن الاجتماع معاً اليوم... وهكذا فضلت البقاء في القصر ولم تجد غير الغرق في أفكارها سبيلاً للخروج من الملل... على الأقل هي تشغل بالها بأمر ما ولكن هذا الأمر يكاد يقودها للجنون... ما تفوه به جيو في ذلك اليوم واستنتاجاته بقيت ملتصقاً بعقلها... لكن ما يزعجها وهو الذي يسبب الجنون لها هو أن عقلها يميل قليلاً لما قاله... هل هي مجنونة لتشك بشقيقها وتستمع للترهات التي تفوه بها جيو.... حاولت جاهدة ابعاد تفكيرها عن ذلك المنحنى لتنتقل إلى أمرٍ آخر لكنها لا تستطيع ابعاد جيو أيضاً فما فكرت به هو سبب عداوته مع شقيقها وأرسلان ذاك الذي تكاد تجن لتعلم عنه شيئاً... كل ما تعلمه هو أنه توفي منذ مدة... بالإضافة إلى كل هذا هي تريد أن تعرف من هي تلك الفتاة التي كانت تشبهها..... أغمضت عينيها وهي تستنشق عبير زهور الحديقة التي تقفت عندها ثم أعادت فتحهما وابتسامة صغيرة لاحت تظهر على شفتيها وهي تتأمل الأزهار أمامها.... ثم جالت بأنظارها زوايا حديقة القصر الجميلة.... لقد أعجبت بهدوئها الشهي مع الظلام الذي بدأ يغلف المكان..... استشعرت بجسدها بعض نسمات الهواء الباردة وهي تعاود السير لتتوقف في الشرفة القابعة أمامها بركة السباحة التي تحيطها أضواء جميلة وهادئة وبعض أشجار الزينة الصغيرة.... فبقيت تتأملها بهدوء وهي تتذكر بركة السباحة الموجودة في قصرهم في ألمانيا... كانت تعشق الغوص في الماء والسباحة لكنها لم تكن تحبذ وجود أحدٍ في ذلك الوقت لهذا كانت تسبح في وقت متأخر جداً جداً من الليل وحدها تنعم بسباحة هادئة بملابسها العادية التي لا تضايقها أبداً وقت السباحة كالآخرين..... ابتسمت لذكرى تلك الأيام وخاصة عندما تستمع لتوبيخ والدتها عندما تكتشف لماذا مرضت في اليوم التالي....
كم كانت تعشق والديها كثيراً ومن قتلهما سوف يدفع الثمن غالياً جداً.. رأت من قتل والدتها ولكنها لم ترَ من قتل والدها ولكنها متأكدة أنه نفسه......
رفعت كروس رأسها فجأة تنظر لتلك السيارة السوداء التي دخلت من بوابة القصر في هذا اللحظة ورأت جيو وهو يخرج منها..... لاحظت أنه كان يتحدث عبر الهاتف وهو يتقدم فأدارت رأسها بسرعة وحاولت تجاهله... لقد قررت عدم التكلم معه لكي لا يودي بها كلامه إلى الحافة..... وبينما هي تفكر بهذا الأمر شعرت بقبضته الفولاذية على ذراعها وهو يقتادها معه إلى الداخل دون أي كلمة.... استوعبت الأمر جيداً ورفعت حاجبيها وفتحت فمها تريد التكلم وهي تحاول الإفلات منه حتى وصل للطابق الثاني وتوجه رأساً إلى غرفته.....
أغلق الباب خلفه وهو يترك يدها ليسمعها تقول مباشرة بعصبية:
- ماذا تظن نفسك فاعلاً؟
لم يتكلم وبقي واقفاً بهدوئه يتأملها فزفرت الهواء بحدة وقالت:
- ماذا تريد؟ ابتعد ودعني أذهب....
- لكني لا أريد منكِ الذهاب....
- تكلم ماذا تريد؟
- الآن ستخبرينني بكل شيء....
استقامت بوقفتها وحدقت به وقالت وعلامات استنكار تملأ عينيها:
- ألم تعلم بعد؟!
لم تسمع رده واستولى الصمت على المكان كلاهما يحدقان ببعضهما بدون كلام.... تملكها الغضب في هذه اللحظة وهي ترى تعابير وجهه الغريبة... ما هذه النظرات الآن؟!..... لم تسأل نفسها الكثير لأنها حولت تفكيرها لكلام جيو عندما استأنف النقاش:
- أريد أن أسمع منكِ....
- أخشى أنه لا يمكنني ذلك......
توقفت عن الكلام وامتدت يدها لمقبض الباب لكنه أوقفها وبقي ممسكاً بيدها وهو يتكلم ببرود:
- لا أريد أن يتكرر ما حدث من قبل بسببه....
أعادت بصرها إلى وجهه.... لقد كان هناك معنى خاص بكلامه لكنها لم تفهمه فسألت بهدوء:
- من وماذا تقصد؟!
أنهت جملتها وحولت نظرها إلى يدها لترى جيو يبعد كفه عنها وهو يتكلم بهدوء:
- أخبريني ماذا يحدث... أنت بالتأكيد تعرفين من مقتل والديك...
لماذا يصر على فضوله... ألا يمل من هذا؟!... تساءلت كروس بداخلها عن السبب الذي يدفع جيو للفضول بهذا الحجم... حسناً هي تعلم جيداً أنه يكره شقيقها ولكن هذا لا يعني أن يبدأ بالتحري عنها... ما شأنه بمن قتل والديها؟! ما شأنه بكل شيء يخصها؟!... هناك أشياء كثيرة لا تفهمها في جيو وتصرفاته... فقط لو تعلم بماذا يفكر حالياً... صوته الهادئ تريد أن تعلم ماذا يخبئ خلفه... ولماذا هو متأكد الآن أنها تعرف من قتل والديها؟ ربما هو أمر واضح لأن شقيقها أرسلها إلى هنا... ربما اعتقد هذا ولكن مهما كان الأمر فما شأنه هو؟
توقفت عن التفكير وأعادت نظرها إلى وجهه بالتحديد إلى عينيه لتدرس التغيرات عليها علها تفهم ما الذي يفكر به وأردفت بهدوء:
- أجل أنا أعرف من قتل والداي...
- من هو؟
- إنه.... ابن عمي يولاند.... لقد رأيته عندما قتل والدتي وأخبرت غيلبيرت وأرسلني إلى هنا كي يبعدني عنهم لأنهم بالتأكيد سيقتلونني مع أنني أشك بأن يولاند سيفكر في هذا أصلاً....
- أرسلكِ غيلبيرت إلى هنا كي يحميكِ؟!
- أجل...
ركزت بتعابير وجهه أكثر عندما لاحظت لمسة من السخرية في كلامه لكن عينيه لم تدلان على هذا فخمنت أنها ربما كانت تتخيل..... أكملت:
- وبقي هناك كي يجد أي دليل لكي يلقوا القبض على يولاند وعمي لافغورد فهذا بالتأكيد ليس تخطيط يولاند لوحده....
- ولا تخطيطهما كلاهما.....
صمت قليلاً وقد لاحظ ملامح الاستغراب على وجه كروس وكأنها تقول ماذا تقصد.... لم يمر وقت كثير حتى استأنف وهو يتحرك باتجاه شرفته:
- عليكِ أن تعلمي ماذا يحدث خلف ظهرك الآن... ليس كل من تصبين ثقتك بهم ملائكة.... صغيرتي....
تابعته كروس بنظرات مصدومة حتى استقر في الشرفة.... كانت تفكر بكلامه... ماذا يقصد ولماذا يتصرف هو على هذا النحو؟ هذا الشخص مليء بالتناقضات..... تبعته ووقفت أمامه وسألت بانزعاج:
- ما هو هذا الأمر الذي علي أن أعلمه؟ تكلم بسرعة...
- بالتأكيد لن تصدقي....
لم يكن ينظر إليها بل إلى الأفق أمامه وفي عينيه نظرات عميقة جداً... قبضت يدها بقوة وقالت:
- أنا ذاهبة إذا لم تتكلم الآن.....
وبالفعل كانت ستفعل هذا وما إن خطت خطوة واحدة حتى توقفت وأعادت أنظارها إليه وهي تكرر ما قاله لتوه في ذهنها (هل كلمك غيلبيرت اليوم؟)... لكن.. بالله عليه كيف علم بأنني كلمت غيلبيرت اليوم.. هل هناك أحد ما في القصر يراقبني أم أن هناك جهاز تنصت في غرفتي؟! قطعت تساؤلاتها وقررت الاستمرار في الكلام معه وقالت:
- أجل لقد كلمني اليوم...
لم يستطع منع نفسه من الضحك بسخرية عندما سمع ما قالته... كما توقع إذاً... لقد كلمها ذلك الوغد...
لم تختفي ابتسامته وهو يوجه نظره إليها عندما سمع سؤالها حول سبب ابتسامته هذه فأجابها ساخراً:
- لقد اكتشف غيلبيرت الأمر... لقد علم بأنني كنت أراقبه لهذا تكلم معك اليوم صغيرتي...
- أصمت كل ما تقوله كذب.. لا أحد يعلم أي شيء عن مكان أخي فكيف راقبته...
تكلم بعصبية:
- أما زلت تدافعين عن ذلك الوغد؟ ماذا أخبرك عندما اتصل بكِ؟
- هذا ليس من شأنك...
- سأخبرك بما قاله (صمت قليلاً ثم أكمل بذات العصبية) : باختصار قال لكِ بأن تتجنبيني.... صحيح؟
نظرت كروس إلى جيو بصدمة ففهم من هذا أن الجواب هو أجل وأكمل وصوته لم يتغير ونظره معلق على وجهها:
- وأيضاً أخبركِ بأنه سيأتي قريباً... أليس هذا صحيحاً؟
- كيف علمت؟
جاء سؤالها مباشراً بعد انتهاء كلامه فأجاب عائداً إلى سخريته:
- الأمر سهل جداً... الأمر واضح.... شقيقك الذي تحبينه كثيراً متعاون مع ابن عمك.. هذه ليست لعبة يولاند وعمك فقط بل غيلبيرت أيضاً مشترك بها.... (صمت ثم أكمل وهو يعقد حاجبيه وسأل بعصبية) : هل تصدقين هذا؟
بقيت كروس صامتة وهي فاغرة فاهها تحاول استيعاب ما قاله هذا الأحمق ثم قالت بصوت مرتفع أشبه بالصراخ بعد أن أبعدت أي فكرة ستجعلها تفكر بسوء بشقيقها:
- مستحيل... أنت تكذب...
صرخ بها:
- لا ترفعي صوتكِ علي... وأنا لا أكذب أبداً...
- لقد تماديتَ كثيراً....
- يبدو بأنكِ لا تعرفين شيئاً حقاً...
- اسمع يا هذا أنتَ مجنون وكل ما تقوله خاطئ...
وأرادت الذهاب بعد أن انهت كلامها معلنة أن هذا النقاش السخيف قد انتهى ولكنه أوقفها قائلاً:
- ستندمين كثيراً لأنكِ لم تصدقيني....
التفتت كروس إليه وقالت بحدة:
- سنرى...
وغادرت الغرفة بعدها وبقي جيو واقفاً مكانه... مضت ساعة وهو على نفس وضعيته يفكر ويفكر ويفكر حتى دخل إلى الغرفة... وقف أمام مرآته ونظر إليها ملياً ثم تكلم بعصبية:
- دائماً يصدقون ذلك الوغد وأنا دائماً أظهر لهم بأنني الكاذب... لماذا؟
اشتدت قبضته حتى ابيضت مفاصله وهو يشد على أسنانه...لم يجد غير المرآة أمامه فضربها بقوة وهو يردد من بين أسنانه:
- لماذا؟ لماذا.....
- بني ماذا بك؟
لم يرفع رأسه لوالدته وبقي يحدق بيده المجروحة وخطوط دمه تشق طريقها نحو الأرض...... تقدمت أوليفيا بسرعة وأمسكت بيده ونظرت إلى المرآة المكسورة بجواره ثم أعادت نظرها إليه وتكلمت:
- لماذا فعلت هذا؟.... أرجوك تكلم...
- اتركيني وحدي....
- لن أتركك وحدك... أنظر إلى يدك إذا بقيت تقف هكذا فسوف تصفي دمك على الأرض... انتظر سوف أعالجها لك....
تركته قليلاً لتحضر علبة الإسعافات الأولية ثم عادت وجعلته يجلس على الأريكة وجلست بجواره وبدأت بمعالجة يده وكررت سؤالها السابق مرة أخرى فأجاب بهدوء:
- فقط أريد أن أفرغ بعض الشحنات السالبة بداخلي...
حدقت بوجهه الهادئ وتكلمت:
- بهذه الطريقة ستخرج الشحنات السلبية التي بداخلك؟!..... جويس هنا ما رأيك لو تنضم إلينا....
سحب يده من بين يدي والدته ووقف على قدميه وتكلم بهدوء وهو يدير نفسه عنها:
- سآتي بعد قليل......
بقيت أوليفيا جالسة للحظات ثم تنهدت ووقفت وألقت إليه نظرة أخيرة قبل خروجها ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها ونزلت الدرج وهي تفكر.... لم يكلف نفسه عناء النظر إليها ولو نظرة واحدة منذ دخولها وحتى خروجها... تساءلت لماذا... لقد كان طبيعياً في الصباح وتكلم معها قليلاً لكن الآن ما به.... لاحظت شيئاً ما في عينيه.. لكن ما سبب هذا الانكسار بها.... لماذا يشعر بهذا الحزن؟ عندما عادت قبل نصف ساعة سألت كروس عنه فأخبرتها أنه في غرفته منذ عودته..... لكن لماذا؟.... أوليفيا تشعر بالألم لأجل ابنها... ما الذي عليها فعله لأجله؟! هي لا تعلم حتى ما به.... تنهدت بحزن وتحركت باحثة عن احدى الخادمات وعندما قابلت أول واحدة طلبت منها تنظيف غرفته بعد أن يخرج منها وعادت بعدها إلى غرفة المعيشة....
****************************

(ألمانيا وبالتحديد في مكتب يولاند في القصر)
اعتدل يولاند بجلسته على الأريكة واضعاً رجلاً على الأخرى ويده ممسكة بكأس مشروب... ارتشف منه القليل وتكلم بعدها مخاطباً غيلبيرت الجالس أمامه:
- سنذهب قريباً إلى روسيا لذا كن مستعداً...
- بمن سنبدأ أولاً؟
امتدت يد يولاند الأخرى إلى شعره وظهرت ابتسامة جانبية على محياه... فكر بداخله بأشياء وأشياء لا أحد يشاركه بها سوى نفسه... وعندما سمع سؤال غيلبيرت ضحك بداخله بقوة... أنتَ أول من سنبدأ به أيها أحمق... لدينا هدف مشترك واحد ولكن هناك الكثير الكثير من الأهداف الشخصية وأنا أعلم تماماً أن لديك الكثير... لكن لا تحلم بأن تحققها فأنا أذكى مما تتخيل.....
توقف عن تكليم نفسه وأبعد يده عن شعره الأشقر ووجه نظرات من عينيه الزرقاء لــ غيلبيرت لم يفهم الأخير مغزاها ولم يعطه يولاند الوقت ليفكر بمعناه فقد قال:
- أود أن أتعرف على جيو ذاك ثم سنتخلص منهما كليهما....
- أنا أريد أن أتولى أمره وأنت ستتولى أمر كروستا....
لكل منا أهدافه ومصالحه... حتى لو تشابهت الأهداف فإن عنصر الغدر موجود في المجموعة وهنا لكل منهم هدفه والأذكى هو من سيصل للنهاية ويولاند هو الذكي هنا......
*************************
تقدم جيو وجلس بهدوء بجوار جويس وهو يلقي تحية المساء ولم يتكلم بعدها..... حدق جويس بوجهه ثم انتقل نظره إلى يده وسأل مستغرباً:
- ما بها يدك؟
- لا شيء....
- ألم تكف عن تلك التصرفات بعد...
- لا ليس بعد.....
- هل تتذكر كل نافذة ومرآة بالجامعة قمت بكسرها سواء كان غضباً أو تسلية......
لم يرد جيو فقد انتقل بذاكرته إلى تلك الأيام حيث لم يكن هو نفسه جيو الذي أصبح الآن.... عندما كان مع صديقيه أرسلان ورويانود من الابتدائية وحتى الثانوية.... لم يتفرقوا أبداً في تلك الفترة ولكن عندما وصلوا الجامعة تركهم رويانود ليلتحق بكلية عسكرية وبقي الاثنان معاً لكن رويانود كان يأتي في أيام العطل وكانوا يجتمعون معاً..... تذكر أيام الجامعة بالذات عندما كان يهرب من المحاضرات ويقفز من النوافذ.... كان مجنوناً في تلك الأيام ولم يترك مرآة أو نافذة سليمة طوال الأيام التي أمضاها في الجامعة سواء بدافع التسلية الشخصية أو بمشاجرات كبيرة خاصة مع غيلبيرت من بداية دراسته وحتى نهايتها المؤلمة.... كانت ابتسامته لا تغادر شفتيه أبداً والجنون ملازم له على الدوام..... لكنه الآن.......
- لا... هذا ليس جيو الذي أعرفه... حالته تدهورت كثيراً....
نطقها جويس بصدمة مخاطباً أوليفيا ولكن جيو لم يسمع فقد كان بعيداً عنهم ذهنياً ونفسياً وكذلك كروس.....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(الساعة الحادية عشر مساءً في القصر)
كانت كروس مستلقية على سريرها تنظر إلى هاتفها وإلى الرسالة النصية التي وصلتها للتو....
- أنت تحلم....
قالتها وأرسلت بدورها رسالة إلى صاحب الرسالة الأولى تعطيه ردها...
*********************
كان يجلس على الأريكة بغرفته وهو ينظر إلى هاتفه ويضع رجلاً على الأخرى ويقرأ الرد على رسالته التي أرسلها إليها.... ابتسم بهدوء وقام بإرسال رسالة أخرى إلى كروس وانتظر الرد... لم ينتظر كثيراً ووجه نظره للباب عندما سمع طرقاتها الخافتة فقال لنفسه:
- أجل أنا أمهر شخص في اقناع الآخرين....
دخلت كروس وهي تقول بدون مقدمات...
- ماذا تريد الآن؟
- أريد أن نتحدث... هل تمانعين؟
- أجل... كثيراً....
وقف جيو على رجليه وتقدم ناحيتها حيث كانت تقف قرب الباب وأغلقه بالمفتاح وأخذه فقالت كروس بعصبية:
- أعد المفتاح حالاً.....
- أنا أعتذر لا يمكنني ذلك..
- قلت لك أعطني إياه...
- لا أريد..
- سحقاً لك... هيا أعطني إياه...
قالتها كروس بصراخ فرد عليها بحدة وهو يدفعها على الأرض:
- كم مرة حذرتك من الصراخ في وجهي يا آنسة....
حدقت به بغضب فانخفض لمستواها وتكلم:
- أنت لا تعرفين ماذا أفعل بالأشخاص الذين يتصرفون معي كما تفعلين....
صرخت به:
- ومن تظن نفسك ها؟
- اخرسي.....
قالها بغضب وانتصب واقفاً على رجليه وبدأ يراقبها بنظراته وهي تقف على رجليها هي الأخرى وتحدق به بغضب.... بادرت بالقول بعد أن استنتجت أنه لا يريد الكلام:
- هل هذا ما تريد أن تقوله؟ هل ناديتني حتى تقول لي هذا الكلام؟
- بالتأكيد لا... هناك موضوع مهم ولكن علي تعليمكِ بعض الأساليب التي يجب أن تستخدميها عندما تتكلمين معي....
- أفتح الباب هيا لم أعد أريد التحدث معك..
- لستِ أنتِ من تقررين ذلك....
تكلمت كروس بنفاذ صبر:
- هيا اختصر الأمر... ماذا تريد؟
تكلم ببرود:
- اسمعي جيداً وضعي كلامي حلقة في أذنكِ.... سوف تندمين لأنكِ لم تستمعي لكلامي... سوف يحدث لك مثل ما حدث لـــ إفرونيا... وستقولين بعدها لو أنني استمعت إليك... هذا كل شيء...
رفعت كروس حاجبها باستنكار وتكلمت:
- استيقظ من أحلامك... هذا سيكون على جثتي... وأصلاً لماذا أندم هل لأنني لم أصدق كذبك هذا... بالتأكيد لن أصدقك... كيف لي ذلك وأكذِّب أخي ها؟ إذا انتهيت فهيا افتح الباب.... لا أريد البقاء لوقت أطول هنا....
رفع جيو حاجبيه بسخرية من كلام كروس وقال بثقة:
- سنرى هذا.... سنرى من هو الصادق ومن هو الكاذب عزيزتي عندما يأتيان إلى هنا....
لم تتكلم كروس وبقيت صامتة تنظر إليه ولم تحاول التفكير في كلامه حتى..... تحرك جيو من مكانه واتجه إلى الباب وأمسك بمقبضه وفتحه ووجه لــ كروس نظرات لم تعرف مغزاها ولم ترد التفكير بمعناها... حقيقة الأمر هو أنها لا تريد التفكير أصلاً بكل شيء يتعلق بــ جيو....
وقبل أن تتجاوز كروس جيو قام بالإمساك بذراعها وقربها منه وهمس في أذنها:
- أنا متشوق لرؤية دموعك عندما ترين الحقيقة...
ودفعها دفعة خفيفة وهو يبتسم وملامح وجهه غير مفهومة.... نظرت كروس إليه وقالت:
- لقد قلت لك.. هذا فقط في أحلامك....
ورأته يغمض عينيه ويهز رأسه وهو يبتسم ابتسامة غامضة لم تفهم كروس ما قصتها... أدارت وجهها وأكملت طريقها إلى غرفتها وهي تقول في نفسها
- مجنون....
بقي جيو واقفاً مستنداً على إطار الباب عاقداً ذراعيه أمام صدره وما زالت الابتسامة الغامضة تزين شفتيه وعندما رآها تدخل إلى غرفتها تحرك من مكانه ودخل إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بهدوء........
******************************
تمددت كروس على سريرها ووضعت كفها على جبينها وهي تعقد حاجبيها وتفكر به.. مع أنها قررت عدم التفكير إلا أن جزءً من عقلها رفض هذا القرار.....
استنشقت الهواء بعمق وجلست على السرير بسرعة وكأن شيء وخزها وهي تقول:
- ولكن ماذا كان يعني بأنه سوف يحدث لي مثل ما حدث لـــ إفرونيا..... من هي تلك الــ إفرونيا الآن؟
نظرت إلى باب غرفتها ومن ثم نهضت من مكانها وخرجت قاصدة غرفته.... ووقفت أمام الباب ورفعت يدها لتطرقه ولكنها أعادت التفكير مرة أخرى وقررت التراجع...
- لا لن أطرقه.... وأيضاً لماذا أريد أن أعلم من تلك الـــ إفرونيا مع أن كل كلامه خاطئ؟!
عادت إلى غرفتها وتمددت على سريرها وأغمضت عينيها وحاولت نسيان كل شيء أخبرها به جيو...
*****************************
ضحك جيو بسخرية بعد أن شعر بعودة كروس وهو يجلس على أريكته واضعاً رجلاً على الأخرى ويحرك هاتفه بيده والأخرى كان يحمل بها زجاجة صودا...
- تراجعت إذاً... لا تريدين معرفة من هي إفرونيا لا أظن أن هذا قرار جيد...
توقف عن الكلام وأتم شرابه ووضع الزجاجة على الطاولة ثم اتجه إلى شرفته يستنشق بعض الهواء والغموض بدأ يسيطر على ملامح وجهه... تنهد بهدوء وهو يرفع هاتفه لمستوى نظره وبقي محدقاً بصورتها دون أي إشارة على وجهه تدل على ما يفكر به......
الأحداث القادمة ستكون عاصفة وحاسمة.... يجب أن تكون كذلك.... كان يفكر بهذا الشيء... يولاند وغيلبيرت معاً وهذا يعني أن يولاند يعرف أين يجدها ومع هذا هو لا يريد قتلها..... إنها مؤامرة كبيرة وعلى هذه الحمقاء أن تعرف.... لكن لماذا أنا مهتم بها إلى هذا الحد... ما شأني بها... كل ما علي فعله هو قتل غيلبيرت وسينتهي كل شيء.....
شعر بالضيق في داخله لأنه شخصياً لا يعلم لماذا يتصرف هكذا فرفع رأسه إلى السماء وهو مغمض عينيه ويستنشق الهواء بعمق.....



1. رأيكم بالفصل؟
2. الآراء والانتقادات؟
3. رأيتم حقيقة غيلبيرت ويولاند فما رأيكم بهما؟ وما رأيكم بتصرفات جيو؟
4. هل ستصدق كروس جيو أم أن هذا سيحدث بعد فوات الأوان؟
5. توقعاتكم للقادم؟
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 12:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011