عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #141  
قديم 02-21-2016, 01:05 AM
 
السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاته
شونج حياتي انشالله بخير وصحه
وعافيه وحالك عال العال
البارت دبل سوبر خنفشاري ايجننننن تحفه
اسفه على التاخير كله بسبب بعض اﻻعمال
بس مع كل هذه اﻻيعاقات سيتم الرد
غيلبيرت هذا الوحش أنا متاكده انه هو من قتل والده
يااااااااااااااااااا اعصابي فارت هو وهذا يوﻻند
عرفت من اول ظهور لجيو انه طيب اه يا جيو
تقدم النصائح ولكن كروس ﻻ تستجيب اللعنه
ههههههه احلى شئ هو نارو واندور المعركه
امام الجامعه والطﻻب جعلتني اضحك كثيرررر
وكانت ممتعه للغاية أم حين ضم نارو اندور
تاثرت هوايا احسهم المثال اﻻعلى للاخوه
بالرواية بس طبعا جيو افضل شخصيه ولن اتنازل
عن هذا حبيبتي طريقه سردك للرواية والله حيييييل حلوه
والتصميم زادها بريق ولمعان ﻻتنسينئ بالرابط الجاي
لو حتي كان ردي متاخر هوايا اوكي حبي
مﻻحظه/ اكرة غليبيرت
اﻻن لننتقل لﻻسئله
السوال اﻻول/ سوبر دبل خنفشاري تحفه
الثاني/ ﻻيوجد 10 على 10
الثالث/اكرهما جيو احبه كثير وتصرفاته التي جعلتني أحب الشخصيه
الرابع/ ﻻ متاكده قبل فوات اﻻوان
الخامس/ ظهور بطولي لجيو انتي في ورطه كبيره كروس

شكرا على ارسال الدعوه
دمتي في رعاية الرحمن
في امان الله
majd joda and Krustavia like this.
__________________
تفتحت اعين الربيع
واغمضت عينيك كالشتاء ولكن
انت لن تاتي ولن تعود
اشتقت لك
الله يرحمك بابا
الرجاء قراءة سورة الفاتحة
صدقه




ذات يوم نقول
وفي الكلام حروف قد تفيق
ماكتبة الله سيف على القلوب لا نعترض
ولكن القلب مشغول بالاشتياق
فارحمهم برحمتك الواسعة
وادخلهم جناتك يا رحيم
















رد مع اقتباس
  #142  
قديم 02-21-2016, 07:51 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لجميع المتابعين أعضاءً وزواراً وشكراً لهذه الردود الجميلة وسأحاول قدر الامكان الانتباه لملاحظاتكم وسأحاول التحسين من نفسي فأرجو أن لا تحرموني من ردودكم وتشجيعاتكم وأنا أعتذر بشدة على تأخري ولكن هذه هي الظروف وكلما سنحت لي الفرصة بتنزيل الفصل سوف أنزله


الفصل الثامن على الطريق فارجو لكم قراءة ممتعة
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #143  
قديم 02-21-2016, 08:03 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~







*8*


استمر تحديقها لما بين يديها باستغراب بينما التساؤلات تملأ رأسها عن سبب وجود هذا الكتاب الذي ومن الظاهر أنه مكتوب بخط اليد باللغة الإسبانية... والأكثر جلبة للحيرة هو أن هذا الخط خط غيلبيرت! منذ متى يعرف هذه اللغة بهذا الشكل؟! عن نفسها هي يمكنها القول أنها تعرف بعض الكلمات.... تذكر تماماً كيف كانت وغيلبيرت يتكلمان بها في السابق لكن بشكل ضعيف جداً بدافع اللهو لكن ما تراه الآن يبين لها أن لــ غيلبيرت معرفة وثيقة بهذه اللغة... بالتأكيد هذا الكتاب مكتوب باللغة الإسبانية لأنها استطاعت تمييز معنى بعض الكلمات في الصفحات الأولى لكنها لم تفدها في معرفة محتوى الكتاب.... لم تكن منتبهة لوجوده ضمن هذه الكتب من قبل... لم تفكر في تفتيش محتوى المكتب حتى هذا الحين عندما قررت ترتيب المنزل وتنظيفه بعد أن عادت إليه بعد نقاش طويل مع أوليفيا انتهى بموافقتها..... هذا هو أفضل شيء حدث حتى الآن بما أنها ابتعدت عن جيو الجالب للمشاكل في دماغها....

تركت التفكير بما حصل في وقت سابق من اليوم وأعادت اهتمامها إلى هذا الكتاب ذو الغلاف المخملي الأسود.... حسناً الشخص الوحيد الذي يمكنه الإجابة عن تساؤلاتها هو غيلبيرت.....

دلفت إلى داخل غرفتها ووضعت ذلك الكتاب على الطاولة المرفقة بجوار سريرها ثم قصدت الحمام لتنعش جسدها باستحمام سريع بعد هذا العمل... لكن ذهنها لم يتوقف عن العمل ولم يحصل على الاسترخاء المطلوب وكيف لها ذلك وهي تفكر بهذا اللغز الجديد؟!

أوقفت تدفق قطرات المياه على جسدها وامتدت يدها لتمسك بمنشفتها البيضاء وأحاطت جسدها بها وكذلك فعلت بشعرها وخرجت من الحمام وارتدت أول ما وقعت يدها عليه من ملابس مريحة للنوم بتثاقل....

وعندما أصبحت الساعة تشير للعاشرة مساءً كانت كروس جالسة أمام التلفاز تتابع احدى البرامج وبيدها كوب قهوة ترتشفه بأجواء هادئة من حولها عدا عن رأسها الذي كان يحارب لكي يحصل على هدوءه حيث أنها أصبحت تعاني من بعض الصداع.....

وضعت قهوتها على الطاولة الزجاجية أمامها بعد أن ارتشفت ما بقي دفعة واحدة ثم استرخت على الأريكة وأغمضت عينيها في حين امتدت يدها تضغط على جانبي رأسها تحاول التخفيف من ألمه...

كانت تريد أن تنعم بالهدوء لكن هناك من حال دون ذلك....

فتحت عينيها بوهن وحركت رأسها بتعب لتنظر لهاتفها الموضوع بجوارها على الأريكة عندما سمعت نغماته معلنة عن وصول رسالة ما فالتقطته وتأملت الرسالة بعينين شبه مفتوحتين......

- (الحكيم لا زال يفكر أما الأحمق فقد أخذ قراره... والآن تصبحين على خير وأحلاماً سعيدة).

نظرت مراراً وتكراراً إلى الرسالة الموجزة والتي لم تكن تعلم من هو صاحبها فهذه أول مرة ترى فيها هذا الرقم.....

أخرجت الهواء من جوفها بضيق وتملل وهي تحاول معرفة من صاحب الرسالة.... هل تتصل به أم لا تعير أي اهتمام للرسالة أصلاً؟ حزمت أمرها وضغطت على زر الاتصال وانتظرت الرد.... انتظرت وانتظرت لكن بدون فائدة.....

ألقت هاتفها بجوارها وهي تتمتم بسخط:

- هذا ما كان ينـــــــ......

انتفضت واقفة بسرعة من مكانها وهي حتى لم تكمل جملتها وبقيت محدقة بالنافذة المطلة على الحديقة الخلفية بعينين متسعتين....

- ما هذا؟ أنا متأكدة أنني سمعت صوت خطوات أحدهم....

لم تنتظر لوقت أطول فقد هرعت لباب المنزل وفتحته على مصرعيه وخرجت باحثة عن صاحب تلك الأصوات بكل شجاعة.... لم تنكر أنها اعتقدت في البداية أنه ربما يكون ناير من يفعل هذا... كان على رأس القائمة والذي يليه هو جيو فلا أحد غيرهما سيفكر بإزعاجها......

كانت الحديقة مظلمة ولم تشأ أن تشعل الأضواء كي تستطيع العثور على المتطفل...

تقدمت بهدوء حذر من المكان الذي سمعت به الأصوات وعينيها تجولان كل شبرٍ من حولها بحذر وصمت......

فجأة! أطلقت كروس شهقة خفيفة وهي ترى هذه القطة البيضاء قفزت من خلف الظلام لتستقر بين ذراعيها.... أخذت كروس نفساً عميقاً وتمتمت بينما هي تعود أدراجها داخلة المنزل:

- إذاً أنتِ هي من كنت تصدرين هذه الأصوات....

أغلقت الباب خلفها بإحكام بعد أن تأكدت أن لا أحد غيرها والقطة في المكان والقطة ما زالت بين ذراعيها..... توجهت إلى غرفة الجلوس وأغلقت التلفاز وسحبت هاتفها معها وتوجهت إلى غرفتها بعد أن تأكدت أن لا أحد قد اقتحم المنزل وهي تبحث في الخارج......

- إذاً أين رأيتكِ قبل هذه المرة صغيرتي؟

تساءلت كروس بينما هي تداعب القطة بأناملها وهي تجلس على سريرها....

كانت متيقنة أنها رأتها في مكان ما قبل هذه المرة لكنها لا تذكر أين.... حسناً لم تعر الأمر أهمية كبرى فقد لفت انتباهها الطوق الأزرق الذي يحيط رقبة القطة فامتدت أناملها لتلمسه بينما هي تتكلم مبتسمة:

- إذاً أنتِ تخصين أحدهم.... هل أضعتِ طريقكِ أيتها الصغيرة؟.... آه ما هذا؟!

سحبت كروس ورقة صغيرة مطوية بعناية كانت مثبتة بطوق القطة بشيء من الاستغراب.........

- ( الثقة الزائدة بالآخرين تقتل أحياناً لذا انتبهي صغيرتي لمن تثقين بهم).

زفرت الهواء بحدة واشتدت قبضة يدها على الورقة وقبل أن تقول شيئاً التقطت هاتفها بسرعة وغضب وأجابت بحدة على الاتصال القادم من الرقم نفسه الذي أرسل لها الرسالة النصية:

- من المتكلم؟

لم تسمع الرد فكررت كلامها ولكن دون فائدة.... فأغلقت الهاتف وقد جن جنونها....

- أولاً الرسالة النصية... ومن ثم هذه القطة والآن هذا الاتصال بالتأكيد كلها متصلة ببعضها وليست صدف وبالتأكيد كل هذا ليس من أحدٍ يريد العبث... إنها من أحدهما......

تنهدت وألقت جسدها على السرير وبقيت تتأمل السقف لبعض الوقت قبل أن تستدير للجانب الأيمن منها عندما شعرت بحركة القطة... كانت قد نسيت أمرها تماماً.... تأملتها وهي تتكور بجوارها فابتسمت لها بتلقائية وامتدت يدها لتداعبها بهدوء ويدها الحرة امتدت لتطفئ النور محاولة النوم بهدوء طاردة كل ما كان يدور في رأسها.....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تململت كروس في السرير وحاولت ابعاد تلك اليد الصغيرة الناعمة عن أنفها بانزعاج لكن هذا لم يجدي فقد واصلت القطة مداعبتها لوجه كروس ما دفعها لفتح عينيها والإمساك بالقطة ورفعها في الهواء بين ذراعيها وهي تتمتم بنعاس:

- ماذا تريدين الآن؟

وكانت الاجابة التي حصلت عليها هي مواء القطة فتنهدت كروس ووضعتها بجوارها وسقط نظرها على النافذة لتجد أن الشمس لم تشرق بشكل تام بعد أي أن الساعة كانت تشير للخامسة صباحاً تقريباً.... أغمضت عينيها مرة أخرى لكنها سرعان ما فتحتهما بانزعاج ونهضت عن السرير بتكاسل حيث بدا أن هذه القطة لا تريد لــ كروس الراحة........

- والآن اشربي هذا وابقي هادئة ريثما أجهز نفسي....

تركت كروس القطة في المطبخ تشرب الحليب وحدها وعادت إلى غرفتها لتعد نفسها للذهاب للجامعة رغم أن الوقت ما زال مبكراً على ذهابها حيث كانت الساعة تشير للسابعة صباحاً... حسناً لا يمكنها العودة للنوم الآن لذا ستذهب لإحدى الحدائق العامة وتبقى هناك حتى يحين وقت الذهاب للجامعة.... بينما هي تصفف شعرها أمام المرآة تذكرت ما حدث البارحة ابتداءً من الكتاب الإسباني وانتهاءً بتلك الرسائل المزعجة.... باتت متأكدة أن أحدهما هو من يقوم بإزعاجها بهذا الشكل وهكذا لن تعير الأمر أهمية بل عليها التركيز على الكتاب والتفكير به......

ارتدت ساعة معصمها السوداء وأخذت هاتفها وحقيبتها الصغيرة الحمراء التي تتماشى مع لون بنطالها الأزرق الداكن وقميصها الأبيض والذي تنتشر عليه دوائر سوداء مضيفة إليه منظراً جميلاً وهادئاً....

عادت للوقوف أمام المرآة مرة أخرى وامتدت يدها تعدل بعض خصلات شعرها المنسدلة على ظهرها وكتفيها والتفتت بعدها تلقي نظرها على القطة التي دخلت للتو غرفتها فسارت باتجاهها وهي تحدثها بهدوء:

- تعالي معي لأرى ماذا سأفعل بك....

أغلقت باب المنزل خلفها بشرود وبقيت متسمرة مكانها لمدة من الوقت تذهب الأفكار بعقلها وتعود به... لا موضوع محدد تفكر به فقط عقلها يعمل في متاهات بمواضيع كثيرة لكنها أخيراً استعادت نفسها وقررت طرد كل الأفكار التي بدأت تستحوذ على عقلها بشأن غيلبيرت وشكوكها التي باتت مزروعة بها.....

استدارت بجسدها لتكمل طريقها وهي تضع مفتاح المنزل بحقيبتها وتتكلم بهدوء:

- ستأتين معي صغيرتي وسأترككِ في الحديقة... أنا متأكدة أنكِ تعرفين الطريق إلى منزل مالكك.....

رفعت نظرها عن حقيبتها بعد أن أغلقتها لتنظر إلى جوارها حيث الجهة التي كان من المفترض أن تكون القطة لكنها لم تجدها....

ظهرت ملامح الاستغراب على وجه كروس وهي تتساءل:

- أين ذهبت؟ لقد كانت هنا منذ لحظات.. هل عادت لمكانها الأصلي؟ حسناً هذا جيد........

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(في تمام العاشرة والنصف صباحاً في الجامعة)

قصدت كروس الحديقة الخلفية لتتمشى هناك بعد أن مرت على مكتب أوليفيا وتكلمت معها قليلاً تنتظر حلول وقت محاضرتها..... وفي أثناء تمشيها هناك لفتت نظرها فتاة تجلس وحدها على إحدى المقاعد تحدق بالأرض فتقدمت منها وجلست بجوارها وعلقت نظرها عليها وهي تتكلم:

- سيريكا ما بكِ لماذا تجلسين وحدكِ هنا؟

رفعت الفتاة التي تدعى سيريكا رأسها وحدقت بـــ كروس قليلاً ومن ثم أخفضت رأسها مرة أخرى وقالت بهمس:

- لا شيء...

- بلا هناك شيء.... هيا أخبريني ما بكِ...

تبع ما قالته صمتٌ دام لحظات وعندما لاحظت كروس أن هذا الصمت سيستمر رفعت يدها لتستقر على كتف سيريكا وتكلمت بعطف:

- سيريكا أخبريني ما بكِ... يمكنني المساعدة إن احتجتِ....

- أمي مريضة بالمشفى وأنا قلقة عليها... حالتها تنحدر من سيء لأسوء وأنا لا أستطيع فعل شيء....

- ووالدكِ أين هو؟

- لقد توفي منذ زمن...

- أنا آسفة.... (صمتت قليلاً ثم تابعت بعد لحظات) : أليس لديك إخوة أو أقارب؟

- لدي عمي وعائلته....

- ألا يقفون بجوارك؟

- إنهم يقفون بجواري لكن أنا قلقة كثيراً على والدتي...

- لا تقلقي عزيزتي سوف تتحسن.. فقط استمري بدعائكِ لها....

همست سيريكا بينما هي تترجل عن المقعد ونظرها معلق للأمام ولم تلتفت لــ كروس:

- عن اذنك آنسة لدي محاضرة الآن....

وغادرت سيريكا وهي تكاد تبكي وتردد بداخلها:

- لا يمكنني فعل ذلك.. لا...

ما حدث في الجامعة غير مهم بعد هذا فقط بعض المحادثات العادية بين كروس وأوليفيا وجويس وباتت محاضراتها أكثر هدوءً بعد التخلص من ناير أما أندرو فقد بدا هادئاً اليوم وتركيزه التام منصب على دراسته.... أتى بذاكرتها اليوم الذي أتى به شقيقه نارو إلى الجامعة منذ ذلك اليوم وحتى الآن أصبح أندرو يتصرف بشكل هادئ وبشكل أكثر اتزاناً وعلمت منه أنه أصلح علاقته مع شقيقه فشعرت بالسعادة لكليهما... من الجميل أن يكون لديكَ شقيق تعتمد عليه ويساندك في كل خطوة تخطوها....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عادت كروس إلى منزلها وها هي في غرفتها ترتب بعض الأغراض حين سمعت الموسيقى الهادئة المنبعثة من هاتفها فالتقطته بسرعة وأجابت على الاتصال:

- مرحباً غيلبيرت.....

- مرحباً كروس كيف حالك؟

- أنا بخير وأنت؟

- بخير عندما سمعت صوتك.... كيف تسير الأمور عندك؟

- لا يوجد مشاكل ولكن متى ستأتي؟

- سآتي في أقرب وقت اطمئني عزيزتي....

- أرجو أن لا تتأخر...

- بالتأكيد سأحاول... هل المسدس معك؟

- أجل....

- ألم يكتشف أحدهم أمره؟

- بالتأكيد لا..

- ولا حتى جيو؟

- لا لم يره...

- جيد.. عزيزتي خبئيه جيداً ولا تستخدميه إلا وقت الضرورة...

- لا تقلق بهذا الشأن...

استمر حديثهما لما يقارب الساعة تقريباً يتنقلان بحديثهما بين مواضيع عديدة وفي النهاية أغلقت كروس هاتفها بعدما ودعت شقيقها ولم تمضِ لحظات حتى ضربت كروس جبينها وهي تتكلم بعتاب:

- لقد نسيت سؤاله عن الكتاب.. آه ما أغباني...

تأففت بامتعاض وسحبت الكتاب وحاسوبها المحمول وقصدت الشرفة... وهناك ووضعتهما على الطاولة الزجاجية وقامت بتشغيل حاسوبها وذهبت للمطبخ وبعد دقائق عادت وهي تحمل كأس عصير وبعض المكسرات واستقرت على كرسيها أمام شاشة الحاسوب.... خطرت ببالها هذه الفكرة للتو وأرادت تجربتها مع أن الأمر سيأخذ منها بعض الوقت ولكن لا بأس بمعرفة القليل عن محتوى الكتاب... كانت فكرتها تتضمن ترجمة الكتاب عن طريق بشبكة الإنترنت.... كل ما تريده الآن هو معرفة السبب الذي دفع شقيقها ليكتب بهذه اللغة..... بدأت بترجمة اسم الكتاب وعندما ظهر المعنى أمامها حدقت بالشاشة بشيء من الاستغراب والدهشة وتمتمت:

- (ما يهمني)!.... ما هذا؟! وماذا يعني هذا العنوان وما الذي يحمله بداخله؟!

انتابها فضول أكبر لاستكشاف الكتاب ولكن..... تأففت كروس بعد ثوانٍ وقالت بانزعاج:

- سحقاً هل هذا وقته؟

من سوء حظها أن شبكة الانترنت قد تعطلت فجأة فأغلقت حاسوبها بغضب فهو الآن لن يفيدها في شيء.... أخذت نفساً عميقاً وتناولت كأس العصير بيدها وبدأت ترتشف منه بهدوء وهي تتأمل السماء...

كانت الساعة تشير للتاسعة مساءً عندما سمعت صوت هاتفها يرن... التقطته ونظرت إلى الرقم كان هو نفسه الذي أرسل لها تلك الرسالة فأجابت بلا تردد...

- من أنت؟

انتظرت الرد لكنها لم تحصل عليه فتكلمت بغضب:

- اسمع يا هذا... أنا أعلم أنك جيو لذا تكرم علي بإسماعي صوتك...

وأيضاً لم تسمع الرد فقامت بإغلاق هاتفها ووضعته على الطاولة بغضب...

لقد تأكدت من هوية المزعج عندما ذهبت إلى الجامعة اليوم... كانت تلك القطة تخص جيو فقد علمت بالأمر من أوليفيا عندما ذكرت لها أنها اختفت من القصر والغريب أن جيو لم يبحث عنها... إنه متعلق بهذه القطة كثيراً خاصة أنها كانت صغيرة القطة التي كان أرسلان يعتني بها وعندما توفي أرسلان قرر جيو الاعتناء بها ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن لا تفارق القطة جيو وتبقى تتبعه إلى أي مكان يذهب إليه حتى عندما يختفي لأيام ولا يعود فيها للقصر تكون هي الأخرى قد اختفت وربما تكون برفقته.... تأكدت كروس بعد كل هذا أن القطة هي ملك جيو وليس ناير.. صحيح إن المكان الذي رأت به القطة في السابق هو القصر.. كانت قد رأتها مرة واحدة فقط لهذا لم تتذكر جيداً... ولكن ما دام لا يستطيع تركها فكيف سمح لها أن تبيت عندها؟ سألت نفسها هذا السؤال عندما توقفت عن التذكر... لم تعطِ السؤال أهمية كبيرة وتنهدت بهدوء وترجلت عن الكرسي وتقدمت لحافة الشرفة واستندت بمرفقيها عليها وأغمضت عينيها مستمتعة بالنسيم العليل مندمجة بموسيقاها المفضلة المنبعثة من هاتفها متوقفة عن التفكير بأي شيء يبعدها عن الانسجام.....

****************************

- هل أحببتِها ميشا؟

وجه سؤاله لقطته ميشا وهو يمرر يده بخفة على شعرها مداعباً إياها بينما نظره معلق على كروس الواقفة عند حافة شرفتها.... رفع رجله اليسرى إلى إطار السيارة واستند براحة عليها وبقي واقفاً لمدة كما تفعل هي..... كانت مغمضة عينيها وخصلات شعرها تتطاير في الهواء بأريحية.... بدأ الجو يبرد كما هي عادته في هذا الوقت من السنة... الشتاء بات قريباً وهذه النسمات الباردة مقدمة صغيرة تخبر الجميع بأن عليهم الاستعداد للشتاء...

لم تتحرك كروس من مكانها وعينيها لم تفتحهما مع أنه مضى على وقوفها ساعة تقريباً إلا أنها لم ترمش ولم تتحرك... كانت تشعر بالسكينة والهدوء ولم تشأ أبداً التخلي عن هذا الشعور وهي حتى لم تشعر بتلك العيون التي تراقبها.....

لاحظ جيو نظرات قطته الموجهة نحو كروس فهمس لها:

- لقد أحببتِها فعلاً ميشا... أليس هذا صحيحاً...

أجابت ميشا على جيو بموائها الهادئ فابتسم لها بهدوء وتمتم:

- لا تحلمي أن تذهبي إليها.... كنتِ ملك أرسلان ولأنك كنتِ كذلك فلن أفرط بكِ صغيرتي....

إذاً يا كروس لقد علمتِ أنني من أقوم بهذه اللعبة... جيد ليس هذا هو المهم... المهم هو أن غيلبيرت لا يعلم أنه سيفرط بحياته فور مجيئه.... سوف أجعله يرحل في ذات اليوم فهذا أقل ما يمكنني أن أقدمه لك أرسلان...

ازداد برود ملامح وجهه مما يعني هذا أن بداخله ناراً تشتعل... لو أنه أوقف غيلبيرت عند حده لما كان قد حصل ما حصل ولكان أرسلان الآن برفقته... كم هو مؤلم ابتعاده هكذا فجأة بخطة خبيثة جداً تشبه من حاكها بمهارة... ما زال جيو عندما يتذكر كيف كان مسار خطة غيلبيرت بقتل صديقه يشعر بألم حاد يفتك بصدرك... لم يُقتل أرسلان على يد غيلبيرت حتى... من أين لــ غيلبيرت هذه الجرأة ليجعلها تقوم بما فعلته! لقد... لقد... فقط سوف يريه الويل لأنه دمر تلك العائلة وهو حتى الآن لا يعلم لماذا فكر غيلبيرت بفعلها... ما علاقة أرسلان به؟ لماذا أراد قتله وبشدة؟! غيلبيرت ألماني وأرسلان إسباني.. أرسلان عاش هنا مع والدته وشقيقته إفرونيا منذ صغره بعد وفات والده... وغيلبيرت قدم إلى موسكو للدراسة بالجامعة هنا... حقاً؟! ألا يوجد جامعات بألمانيا ليقرر المجيء إلى روسيا... والمثير للجدل هو أنه كان يعرف كل شيء عن أرسلان... سحقاً.....

أغمض جيو عينيه بحدة بعد تزاحم كل تلك الذكريات والأسئلة المبهمة في عقله والتي لم تشأ مغادرته منذ ذلك اليوم... اليوم الذي قتل فيه أرسلان أمام عينيه.....

***********************************

(في اليوم التالي في الحديقة الخلفية للجامعة كالعادة)

كانت كروس جالسة برفقة سيريكا الطالبة التي تعرفت عليها فقط في هذا المكان ولم تربطها بها علاقة معلمة وطالبة.... اقتحم السكون السائد بينهما رنين هاتف كروس فأخرجته من حقيبتها وابتسمت لــ سيريكا وهي تستأذن فقد اقترب موعد المحاضرة وكذلك عليها الاجابة على اتصال غيلبيرت....

حدقت سيريكا بأثر كروس وسرعان ما لفت انتباهها شيء ما على المقعد... امسكت سيريكا بالكتاب ذو الجلد المخملي الأسود وتأملته باستغراب وتمتمت:

- إنه للآنسة علي أن أعطيها إياه....

- عفواً... هل هذا الكتاب للآنسة كروستافيا؟

نظرت سيريكا إلى الشاب الواقف أمامها فوقفت على رجليها وتكلمت:

- أجل....

- أريني إياه....

قامت سيريكا بإعطاء الكتاب إلى الشاب فقال لها بعد أن نظر إليه:

- لقد طلبت مني البحث عنه لذا علي أن أعطيها إياه...

لم تعترض سيريكا أبداً وبعدها ذهبت إلى محاضرتها أما الشاب الذي كان هو أندرو قام بإخراج هاتفه وكلم أحدهم عبر الهاتف ومن ثم توجه إلى محاضرته التي ستلقيها كروس...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

خرجت كروس من المحاضرة وذهبت إلى غرفة المعلمين.. قامت بفتح حقيبتها تريد أن تخرج بعض الأوراق فانتبهت لتوها أنها فقدت الكتاب فخرجت من الغرفة بسرعة واتجهت إلى الحديقة الخلفية تبحث عنه هناك... وفي طريقها رأت سيريكا استوقفتها وسألتها:

- سيريكا.... هل رأيتِ كتاباً بجلد مخملي أسود في الحديقة الخلفية اليوم؟

- أجل رأيته على المقعد بعد ذهابكِ... كنت أريد اعادته لكِ لكن أحد الشبان قال لي بأنه سوف يعطيك إياه إنه أحد طلابك....

- وهل أخبركِ باسمه؟

- لا لم يخبرني.....

سألت كروس على عجل:

- وكيف كان شكله؟

- شعره كستنائي وعيونه بلون عسلي وهو طويل القامة وبشرته برونزية....

- إنه أندرو... حسناً شكراً لكِ....

بحثت كروس عن أندرو كثيراً لكن عبثاً أين اختفى؟....

وبينما هي تواصل البحث رأت أصدقائه فسألتهم عنه ولكنهم أجابوها بأنه خرج من الجامعة للتو فأسرعت بالخروج من الحرم الجامعي لكنها لم تصل في الوقت المناسب فقد انطلق بسيارته مغادراً المكان فتأففت بانزعاج وتمتمت:

- لماذا لم يعطني إياه بعد المحاضرة؟ هل علي الانتظار للغد...

**************************

- تعال إلى مكتبي في الشركة...

- حسناً... أنا قادم....

أغلق أندرو هاتفه وبعد مدة وصل إلى المكان المقصود ودخل مكتب المدير وهو يقول:

- مرحباً جيو.....

- أهلاً أندرو....

تقدم أندرو من جيو وامتدت يده التي يحمل بها الكتاب وقال:

- ها هو الكتاب الذي أخبرتك عنه..

أخذه جيو من يد أندرو بهدوء وتأمله بصمت في حين تكلم أندرو:

- هل كنت تبحث عن هذا الكتاب؟

- لا لم أكن أبحث عن شيء...

- ولماذا تراقبها إذاً؟

- هذا الأمر لا يعنيك أبداً.. كل ما عليك فعله هو أن تراقبها وتخبرني بكل حركاتها في الجامعة...

- اعتمد علي... عن اذنك علي الذهاب...

خرج أندرو من المكتب وبقي جيو جالساً على كرسيه خلف مكتبه واضعاً رجلاً على الأخرى ونظره معلق بالكتاب وابتسامة جانبية ترتسم على شفتيه....

- وأخيراً أنت بين يدي... لكن كيف وجدتك كروس وأنت بالأصل يجب أن تكون مع ذلك الوغد... سنكتشف لاحقاً وسنرى ماذا ستفعل كروس بعد أن أضاعتك سأستمتع من الآن وصاعداً أصبح الأمر مسلياً جداً.. ماذا ستفعل يا غيلبيرت عندما تلاحظ اختفاءه... في أيام الجامعة لم يكن هذا الكتاب يفارقك ولكنك الآن تركته وذهبت... ما هي الأشياء السرية المدفونة في أعماقه أيها الوغد؟..... (ما يهمني)... هذا هو العنوان!... سنكتشف إذاً ما الذي يهمك يا سيد غيلبيرت برودسكي......

- سيدي حان موعد الاجتماع....

- حسناً....

ترجل جيو عن كرسيه وأخفى الكتاب في أحد الأدراج وتوجه إلى اجتماعه.... الآن عليه أن يركز بعمله وبعدها سيتفرغ لما هو أكثر من مهم بنظره........

************************************

- يا لي من غبية كيف لم أشعر بأني قدته... علي أن أنتظر للغد كي آخذه من أندرو....

- كروس ما بك؟

استدارت كروس لــ جويس وقالت بهدوء:

- لا شيء....

- أوليفيا تريدك....

- آه.. لقد نسيت....

وذهبت كروس مسرعة إلى مكتب أوليفيا وأول شيء قالته فور وصولها:

- أنا أعتذر على تأخري....

- لا عليك أين الأوراق التي طلبتها منك؟

- ها هي...

أخذتها أوليفيا وبدأت تنظر إليها فدخلت مناسا إلى الغرفة وهي تقول:

- أمي هيا لا أريد التأخر....

- انتظري قليلاً مناسا...

انتبهت مناسا لوجود كروس فابتسمت لها وتقدمت لتقف أمامها وتكلمت:

- مرحباً كروس...

كالعادة مناسا لا تتوقف عن الكلام سواء بأشياء مهمة أو لا المهم أن تتكلم... هكذا بقي الحال بينها وكروس مناسا تثرثر وكروس تبقى مستمعة حتى استأذنت كروس من أوليفيا ومناسا وغادرت الجامعة......

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في تمام التاسعة والنصف مساءً جلست كروس أمام التلفاز تشاهد برنامجاً ما دون أدنى اهتمام فقد كانت تفكر... لقد توقف جيو عن ازعاجها بعد أن أخبرته أنها علمت من يكون وهذا جيد.. ليس هذا ما كان يشغل بالها فقط بل أيضاً الكتاب الغريب والذي حتى الآن لم تحصل على اجابة شافية تفسر وجوده وما زاد من حيرتها واستغرابها وهو عنوانه....

كانت ستستمر في التفكير لولا صوت جرس المنزل الذي انتشلها من تفكيرها معلناً أن هناك أحداً على الباب فانتصبت واقفة واتجهت إلى الباب وما إن فتحته حتى تسمرت مكانها واتسعت عينيها دهشة وهي تحدق بالماثل أمامها بابتسامته التي لطالما أحبتها.... تمتمت بصدمة وهي تضع يدها على شفتيها لا تستطيع منع ارتجافهما:

- لا.. أصدق عيناي....

وبدون سابق انذار اندفعت إليه تعانقه والدموع شقت طريقها على وجنتيها وهي تتمتم:

- أخي....

*********************************

- لقد وصل إذاً.... هل كان هناك أحد معه؟

- لا سيدي لقد جاء وحده...

- أنتَ متأكد أنه نفسه الذي أريتك صورته؟

- أجل أنا متأكد....

- حسناً ابقى مكانك وانتبه لكل ما حولك جيداً لأنني متأكد أنه لم يأتي وحده إلى هنا...

أغلق جيو هاتفه ووضعه على الطاولة واسترخى على كرسيه وبدأ يفكر:

- لقد وصل بسرعة كبيرة.. أنا متأكد أن يولاند ذاك قد أتى معه... علي التصرف أنا أيضاً يجب أن أفعل شيئاً ما وبسرعة...

فجأة خلال ثوانٍ فقط رسم جيو الخطة في رأسه ومباشرة ظهرت تلك الابتسامة الجانبية على محياه وتمتم:

- محكمة مئة بالمئة.... انتظرني غيلبيرت....

**************************************

- للمرة المئة أقول لكِ عزيزتي أنا هنا الآن يكفي بكاءً......

رفع غيلبيرت رأس كروس ونظراته الحنونة المصطنعة بالتأكيد موجهة إلى عينيها... امتدت يده الأخرى تجفف لها دموعها وهمس بحنان:

- أنا هنا الآن ولم يصب أحدنا بأذى فهيا دعيني أرى ابتسامتك المشرقة وننسى الحزن حالياً هيا....

- كيف تمكنت من المجيء؟

- عن طريق الطائرة ومن ثم السيارة وهكذا جئت...

- أنا لا أمزح كيف جئت؟

قالتها هامسة وهي تعتدل بجلستها ويدها تجفف دموعها... حسناً ليس هناك أي داعٍ للبكاء لكنها لا تستطيع كان الأمر خارجاً عن ارادتها.. أبعدت خصلات شعرها خلف أذنيها فأجابها غيلبيرت بهدوء:

- جئت وانتهى الأمر... سأعد كوبين من القهوة لكلينا حسناً...

ترجل غيلبيرت عن الأريكة واتجه للمطبخ لعمل القهوة كما قال بينما أفكاره الشيطانية تستحوذ على عقله.... لم تكن كروس تمثل كل شيء كان حقيقياً... هي حقاً ليس لها علم بأي شيء يحدث أو ما قد حدث... رائع... جيو لم ينجح بإقناعها.. أنا متأكد أنه حاول لكنه لم ينجح هكذا لن نتأخر كثيراً بتنفيذ ما خططنا له.... سأكلم يولاند قريباً وسوف أطلعه على المستجدات.....

ترك تفكيره في هذه اللحظة وهو يعود لغرفة المعيشة ويناول كروس قهوتها وبعدها استقر على الأريكة المقابلة لها وأعاد ابتسامته المزيفة والمقنعة على شفتيه وهو يحدق بشقيقته....

طال الصمت فقرر غيلبيرت قطعه بالتكلم بأحاديث متنوعة حول موسكو مبتعداً مبدئياً عن المواضيع التي تخص ألمانيا وهذا ما كانت كروس تنتظره... انتظرت من غيلبيرت أن يخبرها بأي شيء يتعلق بأرسلان صديق جيو أو بشأن الكتاب أو حتى يأتي بحديث عن جيو لكنه لم يفعل... كانت أحاديث متنوعة لا تتعلق بأي شيء مما انتظرته فآثرت الصمت وعدم ذكرها له... لا بد لها أن تعلم كل شيء لكن من الظاهر أنه لم يحن الوقت بعد... من سيخبرها بالأمر جيو أم غيلبيرت؟

- حسناً كروس أريد الذهاب للنوم الآن... بدأت أشعر بالنعاس...

- وأنا كذلك... حسناً سنكمل كلامنا غداً....

ابتسم غيلبيرت لها وترجل عن الأريكة قاصداً غرفته... دلف إلى الداخل وأغلق الباب خلفه بهدوء.... يمكنه الآن التصرف على طبيعته لا داعي للتمثيل وهو وحده.... حرك رجليه وجلس على سريره وأخرج هاتفه وضغط على اسم أحدهم على الشاشة وانتظر الرد...... بالتأكيد سيكون يولاند..

~~~~~~~~~~~~~~~~~

(في اليوم التالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً)

- هل أنتِ ذاهبة إلى الجامعة؟

- أجل لدي محاضرات اليوم... (وأكملت بعد أن التفتت إليه وحدقت به وبملابسه) : وأنت؟

- أجل أريد الخروج....

- إلى أين؟

- أريد رؤية أحد أصدقائي.....

- هل أوصلك؟

سألته وهي تنتعل حذائها فأجابها بابتسامة:

- أريد أن أتمشى لقد اشتقت لموسكو كثيراً....أو....

صمت قليلاً ففهمت كروس من صمته أنه كان يفكر... ربما يريد التعديل على خطته... وقفت على رجليها وأمسكت بحقيبتها وهاتفها واقتربت من باب غرفتها حيث يقف ورفعت نظرها إليه وقالت تحثه على الكلام:

- أو....

- أريد المجيء معك إلى الجامعة وبعدها سأذهب للقاء صديقي...

- هيا بنا إذاً.....

ربما كان يريد رؤية جويس وأوليفيا مثلاً وغيرهما.. هذا ما خمنته كروس بينما هي تخرج وغيلبيرت من المنزل... ركبا بالسيارة وقادتها كروس رأساً إلى الجامعة وبينما هما في الطريق سأل غيلبيرت بهدوء وهو يوجه نظره لــ كروس:

- ألا يذهب جيو إلى الجامعة؟

- كان في ما مضى يذهب ولكن الآن أنا لم أعد أراه وهذا أفضل...

أجابته بهدوء مماثل لهدوئه ونظرها مركز على الطريق...

حسناً كان حقاً يريد لقاء جيو لهذا سأل عنه وبقي يأمل أن يكون هناك... فقط كل ما يريده هو رؤية وجهه المحتقن غضباً كما كان في السابق عندما كان يتشاجر معه... وكان بشكل خاص يريد رؤيته بعد أن علم بكل شيء... كيف سيصبح شكل وجهه عندما يلاقيه بعد تلك السنوات.....

انسابت إلى عقله ذكرى تلك الأيام الماضية فابتسم بداخله بشيطانية.. لقد تخلص من أول اهدافه منذ خمس سنوات عندما قتل أرسلان والآن سينتقل للتي تجلس بجواره بعد أن تخلص من والديه... فقط بقي هي وسيصبح كل شيء ملكه وبعدها سيفكر بتدمير عمه وعائلته المتعاون معهم....

كل هذا كان يجول في خلد غيلبيرت بينما كروس هي الأخرى لديها أفكارها وتساؤلاتها.... لم تستطع النوم ليلة البارحة لأن عقلها لم يرد لها ذلك وهي الآن تعاني من آثار ذلك فهذا الصداع الذي تعاني منه يكاد يفتك بها.... عليها الابتعاد عن التفكير والاسترخاء أكثر رغم أن هذا مستحيل... كل ما تشعر به هو أن عقلها مشتت ويكاد يقسم إلى نصفين... نصف يفكر بأمور لا تعرف كيف خطرت على بالها والنصف الآخر يحاول تقييد تلك الأمور في النصف الأول...

بعد قليل من الصمت استأنف غيلبيرت الكلام:

- إنه مزعج أليس كذلك؟

أجابته كروس بعد أن تنهدت بهدوء:

- كثيراً...

وأكملت حيث أنها لم تمنع نفسها من سؤاله:

- ولكن على ماذا كنت تتشاجر معه؟

- لمثل الأسباب التي تكرهينه لأجلها....

أجابها ببساطة لكن كروس لم تقتنع.... ربما يكون شجارهما لأنهما يكرهان بعضهما بشكل فطري.. ربما!... ولكن هذا لا يفسر تصرفات جيو معها عندما علم أن غيلبيرت شقيقها.... وأيضاً أرسلان ذاك الذي تكاد تجن لكي تعلم قصته وغيلبيرت وجيو....

لم يتكلم كلاهما بعد هذا وحال ما وصلت للجامعة ركنت سيارتها وترجلت منها وكذلك غيلبيرت الذي ابتسم بنشوة وهو يتأمل الجامعة التي شهدت على أكثر أوقاته متعة... وفي ثوانٍ مرت كل تلك الذكريات مرور الكرام في عقل غيلبيرت... فقط تبقى القليل بعد وسيحصل على كل شيء..... هذا ما يردده دائماً في عقله.......

طرقت كروس باب مكتب أوليفيا ودخلت وهي تلقي التحية بابتسامة مشرقة وكانت المصادفة أن كان جويس هناك فردت أوليفيا وكذلك جويس عليها التحية.... دلفت كروس للداخل وتبعها غيلبيرت وهو يبتسم....

- مرحباً سيدة أوليفيا... مرحباً أستاذ جويس.. هل أناديك هكذا أم اكتفي باسمك؟

قالها بمرح وهو يتقدم أكثر فلاحظ الدهشة على ملامحهما وردا له التحية بابتسامة واسعة....

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

- لماذا تنظر الآنسة كروس إلي هكذا؟.. ههـــه وأسأل؟! بالتأكيد ستنظر إلي هكذا حسناً يبدو بأن الخطة تسير على أفضل حال.....

كلم أندرو نفسه بينما هو يحدق بــ كروس وهي تلقي محاضرتها.... كانت ترمقه بنظرات يعلم تماماً ما معناها وبشكل تلقائي ابتسم ببلاهة وهو يحدق بها فما كان منها إلا أن أغمضت عينيها بحدة ثم أعادت فتحهما وهي تواصل الشرح تحاول كبت غضبها....

- آنسة كروستافيا هل يمكنكِ إعادة آخر موضوع قمتي بشرحه فنحن لم نفهم جيداً لأن لكنتكِ اختلفت قليلاً....

قالها أحد الطلاب بأدب بعد أن طلب الإذن من كروس بالكلام فتنهدت كروس وهي تغمض عينيها ثم أعادت فتحهما بهدوء محاولة اخفاض معدل غضبها وتكلمت:

- حسناً سأقوم بإعادته ورجاءً إذا واجهتم مشكلة في فهم الشرح فأرجوكم أخبروني... والآن لنعد........

فور انتهاء المحاضرة غادر أندرو القاعة بسرعة قبل أن تقوم كروس بالإمساك به بينما هي تبعته وهي تنادي عليه لكنه لم يسمعها لأنه كان يضع سماعاته في أذنيه يستمع للموسيقى... لكن كل هذا كان تمويهاً فهو لم يكن يستمع لشيء....

توقف أندرو بالقرب من سيارة سوداء في موقف السيارات وكان خالياً من أي إنسان في هذه اللحظات.... التفت بسرعة مندهشاً عندما شعر بها تنزع السماعات عن أذنيه وتكلم متعجباً:

- آنسة كروستافيا! هل هناك شيء؟

- كنت أناديك منذ خرجت من القاعة...

- أنا أعتذر لم أسمعكِ...

- بالتأكيد لن تسمعني وأنتَ تتظاهر بأنكَ تستمع لموسيقاك الصاخبة...

قالتها بامتعاض ليقول أندرو بهدوء:

- هل تريدين شيئاً؟

- أين الكتاب الذي أخذته من سيريكا؟

حدق أندرو بها باستغراب بالتأكيد هو مصطنع وقال بتساؤل:

- أي كتاب؟! ومن هذه سيريكا؟

- أخذت البارحة كتابي من فتاة كانت تجلس في الحديقة الخلفية وقلت لها بأنك سوف تعطيني إياه...

- هذا غير صحيح...

- بلا صحيح...

- قلت لا.... اسأليها مرة أخرى ربما هناك شخص آخر...

- الكتاب معك فلا داعي للمراوغة....

- وماذا سأستفيد من كتاب يكون ملككِ؟

سأل أندرو بانزعاج فأجابته بهدوء:

- لا أعلم ولكنه معك...

- ابحثي عنه في مكان آخر لأنه ليس معي....

تكلمت كروس بنفاذ صبر:

- ليس لدي وقت لك...

- أنا لا أعطلك بل أنت من تعطلينني...

- أعد الكتاب وعندها يمكنك الرحيل...

ضرب أندرو رجله اليمنى بالأرض وزفر الهواء بانزعاج وتمتم:

- من تلك الفتاة التي سببت لي المشاكل؟

- أنت من يتسبب بالمشاكل هنا؟

صرخت في وجهه بعد أن فقدت سيطرتها على أعصابها فأعقب هو:

- يا إلهي علي الذهاب... أرجوكِ ابحثي عن كتابكِ في مكان آخر....

وعاود وضع السماعات في أذنيه ولكن كروس لم تكتفي بسحب سماعاته من أذنه فقط هذه المرة بل وأخذت هاتفه أيضاً وتكلمت من بين أسنانها:

- إذا لم تعده لي فلا تحلم بأخذ هاتفك...

- حسناً حسناً سأخبرك أين هو لكن هاتفي أولاً...

قالها أندرو وهو يمد كف يده أمامها فقامت بإعطائه هاتفه وسماعاته فتمتم مباشرة:

- أقسم أنه ليس بحوزتي إنه مع ذلك الشخص...

عقدت كروس حاجبيها باستغراب وهو تنظر ليد أندرو التي تشير لما خلفها فقررت أن تستدير لكن...... أخرجت شهقة عميقة وهي تشعر بتلك الذراعين القويتين تمنعانها من الحركة وقبل أن تحاول الصراخ إذا بها تشعر بيد الشخص الواقف خلفها تطبق على فمها وانفها بقطعة قماش... حاولت ابعاده لكنها لم تستطع.... كان قوياً وايضاً هذا المخدر بدأ يحد من حركتها فبدأت جفونها بالانغلاق ومحاولتها للتحرر بدأت تتقلص تدريجياً حتى أصبحت الرؤيا ضبابية أمامها ولم تعد تشعر برجليها ولا حتى بنفسها بعدها... حدث كل هذا في ثوانٍ سريعة جداً وهي الآن مستقرة بين ذراعي ذلك الشخص بسكينة مرتخية الأطراف وبدون حركة...

- كدت أفقد جهازي بسببك...

قالها أندرو بغضب طفولي ليتمتم الآخر بجدية:

- سيبقى الأمر سراً بيننا فلا تخبر أحداً..

- لا تقلق لن أخبر أحداً....

قالها أندرو وهو يفتح الباب الأمامي للسيارة السوداء التي يقف بجوارها ثم تنحى جانباً عندما تقدم الآخر بثبات وقام بإدخالها السيارة وأغلق الباب بعد أن وضع لها حزام الأمان ثم أخذ موقعه خلف المقود وحرك سيارته وانطلق بها مغادراً موقف السيارات وأندرو يحدق بأثرها......






1. رأيكم بالفصل؟
2. الآراء والانتقادات؟
3. كتاب إسباني! ما توقعاتكم حوله؟
4. ماذا سيحدث برأيكم بعد وصول غيلبيرت إلى روسيا؟
5. كيف ستكون ردة فعل غيلبيرت عندما يكتشف أن كتابه في حوزة جيو؟
6. من هو الشخص الذي قام باختطاف كروس في نهاية الفصل؟ (سهلة ما بدها ذكاء).
7. توقعاتكم؟




__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #144  
قديم 02-21-2016, 09:10 PM
 
يا مرحبا كروس ويا اهلين بالفصل
يتم الآن قراءة الفصل بتمعن لذا حجيز (لاأدري ان كان التصغير صحيحا أم لا سلكي بس )
أنا الأولى موتوا غيضا مواهاهاهاهاه كح كح
Krustavia likes this.
رد مع اقتباس
  #145  
قديم 02-22-2016, 01:02 PM
 
بارت جمیل لآخر درجة

ستنکشف الحستالحقائق الغامضة قریبا...
1. رأيكم بالفصل؟
رائع
2. الآراء والانتقادات؟
لایوجد
3. كتاب إسباني! ما توقعاتكم حوله؟
حقائق غیلبیرت
4. ماذا سيحدث برأيكم بعد وصول غيلبيرت إلى روسيا؟
حرب ساخنة
5. كيف ستكون ردة فعل غيلبيرت عندما يكتشف أن كتابه في حوزة جيو؟
لن أتصور ردة فعل کبیرة.. لأنه یعلم بکل شيء تقریبا
u-من هو الشخص الذي قام باختطاف كروس في نهاية الفصل؟ (سهلة ما بدها ذكاء).
..قلتیها جیو
7. تقعاتكم؟
بترجم جیو الکتاب لها عشان تصدق و بتبدأ التحرکات الصریحة و المباشرة
Krustavia likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 12:24 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011