عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #151  
قديم 03-22-2016, 09:24 PM
 
مرحبا جميعاً أعضاء وزوار المنتدى
أنا أعتذر عن التأخير الطويل هذه المرة وسأحاول قدر الامكان ألا يتكرر، كان هذا بسبب الدراسة والامتحانات، تعلمون قصة الكفاح هذه bla1 المهم إني رجعت ورح أنزل الفصل الآن لذا انتظروني حب5
وشكراً لجميع المتابعين أعضاءً وزواراً وشكراً على التعليقات
جاري تنزيل الفصل ......

__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #152  
قديم 03-22-2016, 10:01 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~











*9*

فتحت عينيها بكسل بينما تشعر كما لو أنها مخدرة غاطسة بفراش ليس فراشها، هذا غير تلك الرائحة التي لامست أنفها والتي لم تميز ما هي في البداية فهي لم تشعر بعد أنها استعادت نفسها... احتاجت لدقائق كي تستوعب أين هي؟ وما الذي حدث؟!... فجأة انتفضت من الفراش وقلبها يخفق بعنف وحالة من الذهول سكنتها وهي تتأمل الغرفة من حولها... عبق الأوركيدا ينتشر في المكان.. أجل هذه الرائحة!.. فور إن استعادت تركيزها ونفسها تذكرت آخر شيء حصل لها.. في البداية وقبل أن يسيطر المخدر عليها كانت قد تغلغلت إلى أعماقها نفس الرائحة... إنها الأوركيدا... بات الأمر واضحاً... فكرت بهذا الأمر والغضب بدأ يتسرب إلى داخلها تدريجياً وكل نظرها منصب على قبضتها التي تشتد بالتزامن مع اشتداد غضبها ومقتها، كل ما تريده وهو تسديد لكمة قوية وسط وجهه المزعج لتريه معنى ما فعله معها... كيف يجرؤ هذا الأبله على اختطافها بهذا الشكل؟ وأندرو متعاون معه؟! هذا المشاكس الآخر.... سحقاً.....

انتابها فجأة صداع رهيب جعل توازنها يختل للحظات مما جعلها ترفع يدها إلى جبينها وتضغط عليه بقوة واستقرت بجسدها على حافة السرير وعينيها أغلقت بشكل تلقائي جراء الألم الفظيع غير المحتمل..... منذ الصباح وهي تعاني من هذا الصداع وها هو الآن قد ازداد بفضله.... لم يمنعها هذا الألم من شعورها بأنها لم تعد بمفردها في الغرفة ولكنها لم تستطع رفع رأسها لترى من هذا الشخص الذي وقف بمحاذاتها وما هي إلا ثوانٍ حتى سمعت:

- آنسة كروستافيا... هل أنتِ بخير؟

رفعت كروس رأسها وحدقت بالسيدة الغريبة صاحبة الصوت وبتعب تمتمت:

- بخير.....

- لا تبدين لي كذلك...

قالتها وهي تمسك بكأس ماء وأقراص دواء كانت موضوعة على الطاولة السوداء الصغيرة الملحقة بالسرير ثم أعقبت:

- تناوليه سوف يساعدك...

ترددت كروس في البداية لكنها سرعان ما أخذتها من يد السيدة عندما لاحظت ابتسامتها الحنونة والمطمئنة وتناولتها بهدوء........

- آنستي أنا أدعى شويكار وأنتِ الآن خارج حدود موسكو...

فغرت كروس فاهها بصدمة وتمتمت بعدم تصديق:

- ماذا؟ وكيف هذا؟! وكم الساعة الآن؟! ولماذا أنا هنا؟

- لا أعلم كيف ولماذا أنتِ هنا آنستي... الساعة الآن الثامنة والنصف مساءً... أظن أن السيد هو من سيجيب على جميع أسئلتك....

- أجل.. سيجيب.. وكأنني لا أعلم....

وابتسمت بسخرية بعد جملتها ولاحظت حينها أن شويكار تلك لم تعد في الغرفة.... حسناً لقد ذهبت لتخبره، لن تكون متفاجئة عندما يظهر أمامها لأنها باتت متأكدة من هويته والدلائل كثيرة أولها رائحة الأوركيدا الملازمة له دائماً وثانياً لا يوجد لها أعداء هنا غيرهما وبما أن أندرو مشارك فهذا يعني أن ناير بعيد عن الاتهام وهكذا لم يبقى سواه.. هذا ما فكرت به كروس بينها وبين نفسها لكن بالتأكيد غيلبيرت قلق عليها الآن يجب أن تكلمه...

توقفت عن التفكير في هذه اللحظة التي سمعت بها صوت خطواته القادمة باتجاهها فاحتقن وجهها من الغضب مباشرة فور رؤية وجهه الجامد فوقفت بسرعة أمامه وتكلمت بعصبية:

- ماذا تظن نفسك فاعلاً؟

- لم تتركي لي خياراً آخر....

كورت كروس كفها وضغطت عليه لدرجة أنها خدشت نفسها بأظفرها ولم تشعر بالألم حتى وهي تقهقه ساخرة وأعقبت بابتسامة متهكمة:

- أنتَ الحكيم الذي كان يرسل لي تلك الرسائل... صحيح؟

لم تكن تنتظر نفيه أو تأكيده فهي متأكدة وواثقة كل الثقة أنه هو... بقيت تحدق بتفاصيل وجهه دونما كلام تنتظر منه أي تفسير لما فعله ولما قام باختطافها هكذا...

- ألم تعجبكِ رسائلي؟ تنميت أن تفهميها وتقومي بالعمل بها....

- أنت بالتأكيد لا تمتلك عقلاً... هلا فسرت لي ما حدث؟

- أظنك تعلمين ماذا حدث!

- أنتَ وأندرو...

قاطعها بجمود:

- أجل يمكن القول أن أندرو مساعدي...

- هلا أجبت عن السؤال؟

- أي سؤال؟

- اسمع جيو... أنا لا أحب هذه الحركات أبداً..

- ومن منا يحب أن يختطف ويؤخذ إلى مكان بعيد..

- وتعترف... لماذا فعلت هذا؟

- عليكِ فقط أن تعلمي أن كل ما أفعله لمصلحتك...

- وما شأنكَ أنت بمصلحتي؟ من وضع لك هذه الصلاحيات؟

تكلمت بحنق وهي تجول بنظرها حولها فتمتم جيو بهدوء:

- تبحثين عن هذا؟

أعادت كروس نظرها إليه وبالتحديد إلى هاتفها في يده فقالت بغضب:

- أعطني إياه حالاً.

- كي تكلمي ذلك الوغد؟

- أعطني إياه.

- لن تتمكني من التحدث معه خذي وتأكدي.

وألقى لها هاتفها فالتقطته وتفحصته ثم رفعت رأسها لتحدق في وجهه وتكلمت بغضب:

- لقد درست الخطة جيداً...

- ولما لا! هل تعتقدين أنني أحمق أو شيء كهذا؟

- ما غايتك من كل هذا؟

انفجرت في وجهه ومباشرة شعرت بوخزات مؤلمة في رأسها... كانت قد نسيت صداعها المزعج لبرهة ولكنها وبسبب غضبها وصراخها ازداد أكثر وجعلها تنتبه له وبينما هي في موجة محاربتها لهذا الألم سمعت صوته البارد:

- أنهي ما عزمت على فعله لا أكثر، هذه غايتي حتى الآن.

- العشاء جاهز جيو...

اقتحم نقاشهما صوت شويكار الواقفة بمحاذاة الباب فأجابها جيو بهدوء:

- حسناً نحن قادمان...

وأكمل مخاطباً كروس بعد ذهاب شويكار وهو يشير إلى باب أبيض داخل الغرفة:

- ذلك هو الحمام، وستجدين كل ما تحتاجينه من ملابس في الخزانة وهذه الغرفة ستكون غرفتك طوال فترة وجودك هنا في ضيافتي ولا تتأخري نحن في الأسفل.....

خرج جيو من الغرفة وأغلق الباب خلفه بهدوء بينما كروس تحدق بأثره وهي تستشيط غضباً واتجهت إلى الحمام وتوقفت أمام المرآة ونظرت لكفها بعد أن شعرت ببعض الوخزات فلاحظت الدماء والخدوش التي سببتها أظافرها ومباشرة تركت المياه تنساب إلى يدها ثم غسلت وجهها وتأملت الحمام من حولها... أبيض تماماً! كل شيء فيه أبيض عدا عن حواف المرآة السوداء، والغرفة أيضاً مكونة من لونين الأبيض والأسود.. هل جيو يحب هذين اللونين؟! لم تفكر كثيراً ولم تعطي لسؤالها أهمية وخرجت من الغرفة بأكملها لتجد شويكار أمامها...

- هيا آنستي تعالي معي...

- كروس فقط.. من فضلك...

تكلمت كروس بهدوء وشبح ابتسامة مرتسمة على شفتيها وهي تسير خلف شويكار لتنزل السلالم وصولاً لغرفة الطعام.... بدا لها المنزل كبيراً جداً وهي تتأمله كما استهواها الديكور المستخدم به والخليط المتجانس من الألوان المريحة للأعصاب والإضاءة ذات الألوان المتعددة تخطف الأنفاس حقاً وتجبر الإنسان على الاسترخاء رغماً عنه وهذا ما شعرت به كروس فقد غمرتها سكينة في كل خلية من جسدها وما عادت تشعر بصداعها... هذا المنزل مميز حقاً....

وصلت إلى غرفة الطعام ومباشرة قالت لها شويكار:

- تفضلي بالجلوس آنستي وسيأتي جيو بعد قليل...

توقفت كروس والتفتت لــ شويكار التي همت بالمغادرة وحمل صوتها بعض التأنيب وهي تتكلم:

- أرجوك نادني باسمي أنا لا أحب هذه الألقاب سيدتي....

التفتت شويكار إليها وقالت بابتسامة:

- سأحاول ذلك وأنتِ أيضاً لا تناديني بسيدتي أنا أعمل هنا مدبرة منزل جيو...

وغادرت شويكار مباشرة لتبقى كروس وحدها فأخذت طريقها تتأمل ما حولها بهدوء وهي تفكر.....

******************************

- سحقا أين ذهب الكتاب؟

تمتم بعصبية وهو يضرب الحائط بقبضته بغضب وأخرج على عجل هاتفه من جيبه وضغط على الأرقام وانتظر الرد بينما هو يركض ليخرج من المنزل بسرعة والغضب يستولي عليه.....

- يولاند لدينا مشكلة هنا يجب أن أراك...

- أنا في المقهى...

- انتظرني...

نطق غيلبيرت باختصار وأغلق الهاتف وبدأ بالركض للوصول للمقهى المقصود فهو قريب من المنزل ولن يحتاج لوقت طويل ليصل إليه...

عندما وصل دلف بسرعة إلى الداخل وتحرك بخطوات سريعة باتجاه يولاند عندما لمحه وجلس على الكرسي المقابل له وتكلم مباشرة:

- كروس ليست موجودة في أي مكان لقد اختفت...

ترك يولاند كوب قهوته على الطاولة ورفع بصره ليستقر على وجه غيلبيرت القلق لكنه لم يبد أي انفعال وهذا ما أثار استغراب غيلبيرت... بقي يولاند هادئاً وهو يسأل:

- هل سألت المدعوة أوليفيا؟

- أجل.. قالت لي أنها لم ترها بعد ذهابها إلى محاضرتها في الصباح وقد تأخر الوقت كثيراً أنا قلق..

وبقي يولاند يحدق بـــ غيلبيرت بهدوء صامت استمر لعدة دقائق فنفذ صبر غيلبيرت وتكلم:

- هل يعقل أنها اكتشفت الأمر وهربت؟ أخشى هذا لأن الكتاب غير موجود...

- أنت أغبى شخص قابلته في حياتي، لقد أخبرتك من قبل ما كان عليك تركه هنا..

قالها بهدوء وبرودة أعصاب وكأنه كان يعلم أن هذا ما كان سيحدث عاجلاً أم آجلاً..

- لم أكن أتوقع أنها ستستطيع أن تقرأه....

علق يولاند بشيء من السخرية على كلام غيلبيرت:

- نحن في القرن الواحد والعشرين ولو بدأت أعد لك الطرق التي ستتيح لها ذلك لما توقفت عن العد....

وأتبع كلامه بصمتٍ فبدا لــ غيلبيرت أنه يفكر وما أكد له ذلك هو الابتسامة الجانبية التي ظهرت على شفتيه كما هي العادة عندما يفكر ويجد حلاً ما لمشكلة تواجهه...

- كروس مع ذلك المدعو جيو والكتاب معهما، وجيو سيقوم بترجمة الكتاب لها.... أولاً هي لم تكن تعرف شيئاً وبقيت طبيعية حتى لحظة اختفائها وهذا يعني أنها لم تكتشف شيئاً بعد.... وأيضاً أنا متأكد أن جيو قام باختطافها وأخذ الكتاب منها وبما أنه يجيد اللغة الإسبانية فهذا يعني أنه اكتشف أو سيكتشف كل شيء عنا بفضل كتابتك وأنا متأكد أنه لم يكن على علم بأي شيء عندما جاء إلى ألمانيا فقط ما علمه هو أنك موجود هناك وعلم ما يقال عن ذهاب كروس ورأى أن الوضع لا يبدو طبيعياً تماماً.. أنا متأكد أنه بطريقة أو بأخرى علم أن كروس ليست في رحلة كما أخبرنا الجميع وعلم أن هناك خدعة تحاك.. في النهاية كل شيء سيكون جيو على علم به من الكتاب، أنا متأكد أن هذا ما حصل وتبقى فقط أن نجد جيو ونقضي عليه وكروس... أين يمكن أن يكون يا غيلبيرت؟

- وما الذي يثبت لكَ أنها لم تستطع ترجمته من قبل؟

- تصرفاتها... هل نسيت أنني كنت أراقبها منذ لحظة وصولنا؟

- حسناً ربما كانت تمثل فقط...

- كنت سأكتشف هذا... ما بك غيلبيرت ألم تكن متأكداً أنها كانت تتصرف معك بشكل طبيعي عندما وصلت إليها؟! وأيضاً ألم تكن متأكداً أنها لن تستمع لــ جيو؟!

- حسناً أجل هذا صحيح... دعنا نفترض أن ما قلته هو ما قد حدث.. أليس من المفترض أن تكون على علم بمكانها الآن بما أنك كنت تراقبها؟

- كان لدي عمل آخر مهم في اللحظات التي كانت هي متواجدة فيها في الجامعة... جيو قام باختطافها من هناك...

- ربما ذهبت معه بملء إرادتها؟

- غيلبيرت بلا ربما رجاءً... بدأت تسبب لي الصداع..

**********************************

بقيت أوليفيا تدور في الصالة بقلق وتوتر بشكل عشوائي وهي تمسك بهاتفها بين كفيها تحدق به تحت أنظار مناسا التي تنهدت بضيق وملل قبل أن تقول:

- أمي لا تعطي للأمر أهمية أكثر مما يستحق ليست هذه هي المرة الأولى التي يتأخر بها جيو في العودة للقصر....

توقفت أوليفيا عن الدوران في الصالة وجلست على أقرب أريكة وحدقت بـــــ مناسا وهي تتكلم بقلق:

- ليس في الشركة فهو لا يجيب على الهاتف ولم يره أحد منذ فترة الصباح...

- اتصلي على هاتفه الخاص...

- لا يجيب عليه أيضاً..

- لا تقلقي.. جيو في مكان ما في الكوكب وهذا ما يهم...

- وكروس؟ غيلبيرت لم يجدها بعد لأنه لم يخبرني أنه عثر عليها... أنا قلقة جداً عليها مناسا...

- قلقك على كروس في محله وأنا أيضاً أكاد أموت من القلق.. هل يعقل أن تكون قد تعرضت لمكروه بما أن ذلك المدعو ناير حر طليق...

- أخشى هذا... لهذا قلت لـــ غيلبيرت كل شيء....

- أتعلمين شيئاً يا أمي.... احساسي يخبرني أن جيو وكروس في ذات المكان... لا أعلم لماذا أشعر بهذا ولكنه ربما يكون هذا هو الأمر الحاصل بما أن كلاهما قد اختفيا في ذات اللحظة... من المستحيل أن تكون هذه صدفة... ألا توافقيني الرأي؟

- ربما كانت صدفة فقط لا يمكننا أن نجزم على هذا....

- ولكن تبقى فكرة أن تكون معه أفضل من أن تكون بالفعل في خطر ونحن جالسون لا نفعل شيئاً...

أخفضت أوليفيا رأسها وحدقت في الفراغ وهي تفكر بكلام مناسا.... لم يخطر ببالها هذا الأمر أبداً خاصة أن من عادة جيو الاختفاء بهذا الشكل منذ خمس سنوات وحتى هذه اللحظة.... عادت بذاكرتها إلى الوراء بالتحديد إلى الأيام التي كان بها والد جيو على قيد الحياة... كان جيو ووالده يملكان أسراراً كثيرة لم يكن لها أدنى فكرة عنها ولم يشأ أحدهما بالبوح بها... كانت علاقتهما قوية جداً وهذا ما سبب له الألم عندما مات والده بعيداً عنه... يحق لــ جيو الغضب وهي لا تلومه على كرهه لها عندما قررت ابعاده في تلك اللحظات عن سانت بطرسبورغ لتخطي المشاكل مع ابن عمه ولتجنب جينا مخطوبته..... كانت ستحصل مشاكل هم بغنى عنها بين جيو وبراد خاصة أنهما يكرهان بعضهما منذ زمن بعيد..... كان يمضي جميع وقته مع أرسلان ورويانود في أيام العطلات وليس لها أدنى فكرة عن المكان الذي يقصدونه طول تلك الفترة لكن ما كان يطمئنها هو والد جيو عندما كان يخبرها بأنه يعلم مكانهم وأنه ليس هناك أي داعٍ للقلق.. منذ تلك الأيام وحتى الآن لم تعرف أوليفيا المكان المقصود ولم يبح به أي من جيو أو والده.. لكن في ما مضى عندما كان جيو طبيعياً لم يكن هناك مشاكل عند اختفائه العلني كما تسميه لأنها تعلم أنه في مكان ما مع أصدقائه ووالده يعلم أين هو وهذا هو المهم ولكن الآن لم يعد والد جيو موجود بالإضافة إلى عدم وجود أصدقائه فأين يذهب ويختفي هكذا بين الحين والآخر.....

************************************

واقفة تتأمل تلك الصورة الكبيرة التي تتوسط الحائط والتي جذبتها مباشرة لحظة دخولها غرفة الجلوس، تعرفت على شخصين من أصل ثلاثة... رويانود ذلك الضابط الذي تعرفت عليه على الجانب الأيمن لــ جيو الذي وفي الوهلة الأولى لم تتعرف عليه أو بالأصح لم يتقبل عقلها تصديق أن ذلك الشخص صاحب الوجه الجليدي يجيد الابتسام بهذه الطريقة العذبة كما هي في الصورة... هل ما تراه حقيقي؟! لا مستحيل أن يكون نفسه جيو؟! حتى ملامح وجهه مختلفة.... تركت رويانود وذلك المجهول الثالث الذي لم تتعرف عليه وركزت فقط في ملامح صاحب الابتسامة العذبة وفي كل تفاصيله التي لم يسبق لها أن رأتها على وجهه... لولا الدليل الذي أمامها لما صدقت أنه حقاً يجيد الابتسام والضحك بعيداً عن السخرية والاستهزاء وبعيداً عن صفاته كلها التي باتت تحفظها جيداً أو ما تعتقد أنها تعرفها جميعها... يال التناقض الغريب؟!!

لماذا هو هكذا الآن؟ هل حقيقته تتمثل كما تراها في الصورة وهو يقف بالمنتصف وذراعيه مستقرتين على كتف رويانود والمجهول الآخر بطريقة عفوية مع الملامح الملائكية أم كما اعتادت أن تراها على أرض الواقع؟!

- هما صديقاي، رويانود على جانبي الأيمن وأرسلان على الجانب الأيسر...

ارتعبت وانتفضت حال ما تسلل صوته الهامس القريب منها إلى مسامعها فاستدارت بغضب لتواجهه وتكلمت بحدة:

- أعلن عن وجودك على الأقل قبل وقوفك خلفي بهذا الشكل...

- لم أصل لتوي... بماذا كنت شاردة؟

فكرت في نفسها... هل من الممكن أنه كان يقف خلفها منذ مدة وهي لم تشعر به؟ مهلاً... هل قال أن ذلك الشخص الآخر يدعى أرسلان؟!... هل هذا هو أرسلان الذي كادت تجن لكي تعلم عنه أي شيء؟

توقفت عن التفكير عندما رأته يتقدم خطوة ليقف بجوارها وهو يحدق في الصورة بلا تعابير فابتسمت بداخلها بسخرية وكلمت نفسها بداخلها: لا بالتأكيد هذا الشخص ليس هو نفسه من في الصورة....

ساد صمت طويل في الأرجاء والاثنان واقفان كما هما لا يتحركان... جيو يحدق بالصورة وكروس تحدق به وتراقب تعابير وجهه لكن لا فائدة فهي لا تعبر عن شيء... قررت سحب الكلمات منه لذا تكلمت:

- تعرفت على رويانود من قبل....

حال ما سمع جيو كلامها التفت بسرعة ليواجهها وسأل:

- متى حدث هذا وكيف؟

رفعت رأسها بعد أن شعرت أن صوته ابتعد عن البرود قليلاً وبدا أنه مهتم بمعرفة الإجابة على سؤاله وحدقت بعينيه لتكتشف ما الذي يفكر به وتكلمت:

- قابلته مرتين، الأولى كانت عندما ألقى القبض على بعض المتسكعين في إحدى الطرق والأخرى عندما ذهبت وجويس لأبلغه عن ناير... تعلم القصة... أنا متأكدة أن من كان يراقبني قد أعلمك بكل شيء.....

- حسناً... كنت أعلم بما حدث لكن لم أكن أعلم أنك قابلته شخصياً..

- سألني عنك عندما تسنى لنا التعرف وأخبرني أنكما صديقان منذ زمن وهذا ما أثار تساؤلاتي بما أنه صديقك فلماذا سألني عنك وأخبرني أنه لم يرك منذ مدة؟ لاحظت أن هناك أمراً ما قد حدث بينكما.. ماذا هناك؟

- لا أظن أن لكِ شأن بالأمر الحاصل بيننا...

ارتفع حاجباها ولم يعجبها ما سمعته الآن وحدقت به بغضب وتكلمت من بين أسنانها:

- أما أنت فيحق لك التدخل في جميع شؤوني... صحيح؟

بقي صامتاً ولم يعلق، فقط اكتفى بالتحديق بها ببروده الذي سرعان ما عاد إليه.... لم ترغب بالاستمرار بالتحديق به فاستدارت وعادت لتنظر إلى الصورة المعلقة ولكن هذه المرة حدقت بأرسلان....

إذاً هذا المجهول الذي يقف بجوار جيو هو أرسلان ذاته الذي كادت تجن لكي تعرف أي معلومة ولو صغيرة عنه....

قررت أخيراً سؤاله عندما أيقنت أنها لن تكتشف الأسرار وحدها فتكلمت بوهن ونظرها ما زال معلق على جيو:

- هل يمكنك أن تخبرني عن سر الرابط بينك وبين غيلبيرت وأرسلان....

عدم سماعها لأي اجابة منه دفعها إلى الاستدارة ناحيته وسرعان ما تابعته بنظرها وهو يسير عبر الغرفة ليتوقف بالقرب من باب الشرفة المغلق مديراً ظهره لها يحدق بالظلام في الخارج بصمت.... بقيت تقف مكانها لدقائق قبل تقدمها ناحيته والوقوف بجواره ورفعت نظرها لوجهه وتكلمت بهدوء:

- جيو أرجوك... أريد أن أفهم كل شيء....

- ألم تقولي بأنكِ لن تصدقي أي كلمة أتفوه بها.. وأيضاً لماذا لم تسألي غيلبيرت؟

وأكمل بهدوء وهو يحرك رأسه ليحدق بها وفي عينيه نظرة لم تفهمها:

- تأخر الوقت كثيراً اذهبي إلى غرفتك الآن...

- المكان الوحيد الذي علي الذهاب إليه هو منزلي وأن أكون بجوار أخي...

وفجأة شعرت كروس بـــ جيو يقبض على ساعدها ويجرها معه قاصداً السلالم وقبل أن تبدي أي ردة فعل كانا قد وصلا إلى الغرفة وبسرعة فتح جيو الباب ودفع بها إلى الداخل وأغلقه بإحكام كي لا تستطيع الخروج...

- هيه افتح الباب بسرعة... جيو قلت افتح الباب..

صرخت بتلك الكلمات فتجاهلها وسار بهدوء إلى غرفته... أغلق الباب خلفه واستلقى مباشرة على السرير وهو ينظر إلى السقف ويفكر....

صديقه روي يسأل عنه ويهتم بمعرفة أخباره وهو بالمقابل يستمر بتجاهله ولم يفكر يوماً أن يكلمه بعد مقتل صديقه بأسبوع عندما قرر الانعزال عن العالم.. استمد القليل القليل من القوة من والده في تلك اللحظات ولكنه لم يلبث طويلاً حتى فقد شخصاً آخر يحتل مكاناً عظيماً في نفسه وهكذا بقي لوحده.. وضعه الآن لا يشبه أبداً وضعه في الفترات السابقة بعد أن فقدهما... أصبح مجرداً من الأحاسيس وازداد انعزاله وقل كلامه وهكذا أصبح يشبه كثيراً من الأشخاص الذين كان يسخر منهم لأنهم باردوا الأعصاب ولا يبالون بمن حولهم... سخر من نفسه كثيراً ذلك الوقت لكنه اعتاد على شخصيته الجديدة... استمر هكذا حتى ظهرت كروس أمامه عندها خرجت نيران الحقد والغضب التي كادت تحرقه من الداخل منذ سنوات وعزم على الانتقام حينها لكن الأمور لم تسر هكذا... كان سيحصل على انتقامه بكل سهولة لولا أن قلبه تحرك فجأة!

*************************************

جلست على حافة السرير وهي تضغط على أسنانها بغضب... محتجزة بهذه الغرفة وفي منزل شخص بالكاد تعرفه والأدهى من ذلك أنها لا تعلم لماذا؟! لا تستطيع النوم أبداً عليها الخروج من هذا المنزل والذهاب إلى شقيقها... بالتأكيد هو خائف عليها ويبحث عنها في كل مكان....

باتت تشعر حالياً بأنها تدور في حلقات مغلقة ومتشابكة... تريد أن تعلم ولو تفسيراً واحداً يفسر تصرفات جيو.... ذلك اليوم عندما أخبرها تلك الأكاذيب عن شقيقها لم تصدقه.. حسناً يحق له أن يقول لها هذا الكلام اليوم.... لم يتكلم لأنه متأكد أنها لن تصدقه... ضحكت بسخرية بداخلها.. ما دام يعلم أنها لن أصدقه ليقل الحقيقة إذن... ما هذا السخف؟!... كيف ستخرج الآن من هنا؟ فرصة الهروب في هذا الوقت مستحيلة خاصة لأنها لا تملك أي وسيلة مساعدة........

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(اليوم التالي الساعة الثانية والنصف ظهراً)

سألت كروس شويكار وهي في المطبخ تساعدها في العمل:

- هل لديكِ أبناء؟

- لا، لكن لدي ابنة صديقتي....

- لم أفهم؟

- فقدت والديها وشقيقها وبقيت وحدها تعاني من مشاكل نفسية فأخذت على عاتقي الاعتناء بها... تدعى إفرونيا وهي في مثل عمرك...

حدقت كروس بــــــ شويكار قليلاً وقطبت حاجبيها... هل قالت إفرونيا؟! هل هو تشابه أسماء أم ماذا؟ هذا الاسم الذي نطق به جيو ذلك اليوم....

- هل هناك شيء عزيزتي؟

- لا... لا شيء....

- يمكنني أن أكمل العمل وحدي اذهبي وارتاحي تبدين متعبة وشاحبة...

- لا.... أريد أن أساعدك...

صمتت قليلاً قبل أن تكمل:

- هل يمكنكِ أن تحضري إفرونيا إلى هنا سيدتي؟

- سأحاول...

- هل يمكنكِ أن تخبريني عن قصتها؟ أعني لماذا تعاني من مشاكل نفسية؟

- حدث هذا بعد تعرضها لحادث سير ودخلت في غيبوبة بسببه لمدة شهر وعندما استعادت وعيها وعلمت بموت شقيقها ووالدتها فقدت السيطرة على نفسها وأصيبت بانهيار وجعلها هذا تبقى ملازمة للمشفى لتلقي العلاج... مات شقيقها في ذات اليوم الذي تعرضت فيه للحادث... قلب والدتها المريض لم يتحمل فقدها لابنها ورؤية ابنتها بين الحياة والموت فماتت هي الأخرى وهكذا بقيت إفرونيا وحدها بعد أن فقدت من تبقى من عائلتها.....

اتسعت عينا كروس وتمتمت بصدمة وهي تضع يدها على فمها:

- يا إلهي هذا شيء فظيع...

- كان الأمر مأساوياً... قيل أن أرسلان قد أجرم بحق نفسه وأغلقت القضية بعد أسبوع من وفاته قبل خمس سنوات...

- أرجوكِ أريد رؤيتها حاولي أن تقنعيها بالمجيء...

عليها أن تقابل إفرونيا بأي طريقة... ها هي قد علمت عن قصة موت أرسلان... لا يوجد مجال للشك بالتأكيد هذه القصة هي قصة أرسلان صديق جيو، وإفرونيا التي تحدث عنها هي نفسها شقيقة أرسلان... لا ليست صدفة أو تشابه أسماء.... لكن ما علاقة غيلبيرت بكل هذا؟! لماذا يصر جيو على الانتقام منه.... حسناً خطتها للهروب ستقوم بتأجيلها قليلاً حتى تكتشف السر... على الأقل ستخرج من هنا مع القليل من المعلومات....

أعدت شويكار القهوة لــ جيو كما طلب قبل دقائق وأرادت الذهاب إليه لكن استوقفها صوت كروس:

- أنا سأذهب لأعطيه إياه...

لم تعترض شويكار وأخذته كروس من بين يديها وذهبت رأساً إليه....

توقفت أمام الباب طرقته بهدوء وفتحته ودخلت بخطوات هادئة وثابتة ونظرها ينتقل في كل زاوية في غرفته أقل ما يقال عنها أنها مذهلة... استنتجت من كل هذا أن لــ جيو ذوق رفيع.... لفتت نظرها لوحة كبيرة معلقة أعلى سريره الأسود عبارة عن عدة لوحات متفاوتة في الحجم معلقة بجوار بعضها البعض لزهرة الأوركيدا... لوحة مرسومة غاية بالإتقان والجمال... يبدو أن جيو يحب الأوركيدا كثيراً بما أن رائحتها تعبق بكل ركن من أركان المنزل ولا تفارقه..... توقفت عن التأمل ووجهت نظرها إلى الشرفة لتجده واقفاً هناك بهدوء معطيها ظهره فاقتربت منه وقدمت له القهوة فأخذها وهو يسأل بهدوء:

- ماذا تريدين؟

- لماذا تجزم أنني أريد شيئاً؟

لم يعلق بكلمة وارتشف قليلاً من قهوته ولم يفكر بالالتفات للنظر إليها فقط استمر بالتحديق في المناظر من حوله.... لا يوجد منازل كثيرة في هذه المنطقة مما يسمح برؤية مناظر طبيعية جميلة خاصة تلك الحديقة الجميلة الهادئة التي لا تبعد كثيراً عن المنزل... مرت دقائق وكروس تحدق بما حولها ولم تنتبه للابتسامة التي ظهرت على شفتيها إثر رؤيتها للبحر من بعيد والذي ذكرها بالمنظر الذي كانت تراه كل يوم من شرفة غرفتها في ألمانيا...

استنشقت الهواء البارد بعمق وزفرته بكل هدوء واستدارت لترى أن جيو كان يحدق بها بصمت.. منذ متى وهو يحدق بها بهذا الشكل؟!

- أجل أريد شيئاً...

قالتها بهدوء بعد أن توقفت عن التفكير فسأل جيو بهدوء مماثل:

- ما هو؟

- أين كتابي؟

لم يجبها وارتشف ما تبقى من قهوته وبعدها دخل إلى الغرفة فتبعته كروس وهي تقول:

- أنا ما زلت هنا فلا تتجاهلني هكذا..... هيه أنا أتكلم...

جلس على كرسيه ينظر إلى حاسوبه ولم يلقِ بالاً لها فغضبت من هذا وقامت بإغلاق حاسوبه وهي تردد بغضب:

- الكتاب لو سمحت...

- أخرجي من الغرفة....

- أعطني الكتاب...

- لا أريد.. ألا تفهمين؟

- لا أنا لا أفهم أريد كتابي حالاً....

- هو ليس كتابك....

- أعطني إياه...

- كروس أريد أن أكمل عملي لذا غادري بسرعة...

- بكل سرور سأغادر ولكن قبل أن تعيد كتابي فلا تحلم....

- بعد الانتهاء منه سوف اعطيكِ اياه....

- ماذا تريد منه؟

- كل شيء يتعلق بالموضوع.....

- كل شيء يتعلق بالموضوع؟! أي موضوع؟

- في الحقيقة إنها مواضيع كثيرة..

- أي مواضيع وما شأن كتاب غيلبيرت بها؟

- لو أخبرتك فلن تصدقي... صحيح؟

- عندما تتكلم بشيء منطقي حينها فقط سوف أصدقك... كيف يمكنك أن تفكر أنني سوف أصدقك ولا أصدق أخي.. أنتَ تكرهه لهذا تقول عنه أشياء غير حقيقية...

- سبق وحذرتكِ وأنتِ من ستخسرين بالنهاية...

قالها بهدوء وهو يخرج الكتاب من درج المكتب وأكمل:

- سنرى ماذا دون ذلك الوغد هنا.... لو كنت مكانه لما تركت الكتاب وذهبت.. هذا ما يدل على غبائه...

- هل يمكنني معرفة سبب كلامك عن أخي بهذه الطريقة؟

- تعلمين نحن أعداء....

- أعلم هذا ولكن لماذا؟

- لن تفهمي هذا الشعور أبداً...

وفتح أول صفحة في الكتاب وقرأ:

- (ما يهمني).. لنرى الآن ما الذي يهمك يا سيد غيلبيرت...

ارتفع حاجبا كروس وحدقت بــ جيو بشيء من الدهشة وسألت:

- أنتَ تجيد الإسبانية؟!....

أجاب ببساطة:

- أجل....

- هل يمكنك قراءة الكتاب؟

- أجل، كلمة كلمة...

قطع كلامهما قدوم شويكار وهي تقول:

- جيو علي الذهاب سأعود بعد ساعتين... هل تأمرني بشيء قبل الذهاب؟

- لا.... يمكنك الذهاب...

وقبل أن تغادر ذكرتها كروس بطلبها إحضار إفرونيا معها فابتسمت شويكار لها وغادرت بعد أن قالت لها أنها ستحاول.....

- علي الخروج قليلاً.... إلى غرفتك بسرعة.....

- لا أريد الذهاب... وأيضاً أنا لم أنتهي من كلامي...

- قلت إلى غرفتك...

- وهل رأيت أحداً في حياتك يذهب لكي يؤسر على رجليه؟

- لا بل رأيت أجنحة عن طريقها يذهب...

- أنا أتكلم بجدية... أريد كتابي وأيضاً أريد أجوبة... علمت أن صديقك أرسلان يكون شقيق إفرونيا التي أخبرتني عن اسمها وأنه مات قبل خمس سنوات وظن الجميع أنه أجرم بحق نفسه.....

ترجل جيو عن الكرسي وحدق بها وسأل بدهشة:

- كيف علمتي بكل هذا؟

- علمت وانتهى الأمر وعن قريب سوف أعلم الحقيقة كاملة....

قهقه جيو وتكلم بسخرية:

- ممن؟ من غيلبيرت؟! عليكِ أن تعلمي عزيزتي أن غيلبيرت سوف يخبرك معكوس الحقيقة... أنا متأكد أنه لم يخبرك عما حصل معه خلال سنوات التي أمضاها هنا...

- أنت مخطئ... غيلبيرت أخبرني عن كل شيء حصل معه...

- أحقاً؟!... حسناً ربما أخبرك ببعض الأمور لكن ليست كاملة عزيزتي... هل سبق له أن أخبركِ عني أو عن أرسلان أو حتى عن اسم الجامعة التي درس بها؟

تنهدت كروس وأخفضت رأسها وتمتمت:

- كنت على علم بكل شيء... لكنه لم يخبرني عنك أي شيء...

- كنت أعلم هذا....

قالها ببرود ومباشرة أمسك ذراعها وسحبها معه وأدخلها إلى غرفتها بقوة وأغلق الباب بالمفتاح وخرج من المنزل بعدها متجاهلاً صراخها ومناداتها له....

ركضت إلى النافذة بسرعة وفتحتها ونظرت إلى إلى جي فقالت له بصوت عالي:

- إذا لم تأتي لكي تفتح الباب فصدقني سأقفز من هنا...

التفت جيو إليها وقال ببرود:

- عندها سأرسل جثتك إلى شقيقك...

نظرت كروس إلى المسافة التي تفصل بينها وبين الأرض... ليست بعيدة لكنها ستخاطر إن اندفعت إلى الخارج.. هي تعلم جيداً أنها ليست نداً لأي من تلك الأشياء... زفرت الهواء بحدة وقالت بسخط:

- سأجعلك تدفع الثمن......

وأغلقت النافذة بقوة وتمتمت وهي تسير إلى السرير:

- فقط لو أستطيع تفريغ المسدس في رأسه..... ها المسدس....

ركضت بسرعة وأمسكت حقيبتها وفتحت الجيب الخفي فوجدت مسدسها فتنهد براحة وقالت:

- حمداً لله أنه لم يره.....

أعادت مسدسها إلى الحقيبة وبعدها تمددت على السرير ووضعت رجلاً على الأخرى وكانت تحمل بين كفيها هاتفها تعبث به وبعد دقائق أخفضت نظرها إلى عنقها وأمسكت بقلادتها وتمتمت:

- ماذا تفعل الآن يا غيلبيرت؟

بعد مرور ساعتين نظرت إلى الباب عندما فتح فجلست على السرير فظهرت من خلاله شويكار وهي تقول:

- كروس تعالي...

ترجلت كروس عن سريرها وخرجت من الغرفة برفقة شويكار وهي تسألها

- هل أحضرت إفرونيا؟

- تمكنت من اقناعها بالمجيء إلى هنا.....

قصدت كروس غرفة الجلوس وهناك رأتها واقفة أمام الصورة المعلقة تعطيها ظهرها وتحدق بها فتقدمت منها بهدوء وعندما شعرت بها إفرونيا التفتت لتقابلها... أخفت كروس دهشتها سريعاً بعد أن وقع نظرها على وجه إفرونيا.... التشابه كبير بينهما... لقد تأكدت بشكل قاطع أن أرسلان الذي سمعت قصة وفاته هو نفسه صديق جيو غير أنها علمت بذلك من دهشة جيو عندما أخبرته بما علمته....

توقفت كروس عن التفكير وابتسمت وهي تمد يدها لتصافح إفرونيا وهي تقول:

- مرحباً إفرونيا أنا كروستافيا...

صافحتها إفرونيا بدورها وابتسمت بهدوء وتمتمت بهمس:

- تشرفت بمعرفتك...

- إذا احتجتما لشيء سأكون في المطبخ...

وبعد مغادرة شويكار سيطر على المكان صمت دام لحظات فقررت كروس قطعه عندما بادرت بالكلام وهي تشير إلى الأريكة المقابلة لباب الشرفة:

- أنجلس.......

****************************************

استنشق الهواء بعمق ثم فتح عينه والتقط الكتاب عن المقعد وقلب صفحاته ليصل إلى الصفحة التي توقف عندها عن القراءة.... لم يجد الوقت الكافي لقراءته كله فاستغل فراغه في هذه اللحظات لكي يكمل... ما قرأه في الصفات الأولى لا يعتبر بتلك الأهمية لكن هذه البداية، بالتأكيد هذا الكتاب يحتوي الكثير الكثير استناداً إلى عنوانه.....

صفحة تلو صفحة تلو الأخرى وصدمة جيو تزداد كلما زادت أعداد الصفحات التي قرأها... ولكن ما قرأه في هذه الصفحة بالتحديد جعل لسانه ينعقد من الصدمة... لحظة لحظة... ما هذا؟! حقيقةً هو لا ينكر أن الشكوك انتابته من هذه الناحية لكنه لم يتخيل يوماً أن يكون الأمر صحيحاً، هذا حقاً شيء صادم له!

ضحك بسخرية بداخله وهو يكمل القراءة... لما لا؟! حسناً ربما سيكون هذا تفسيراً منطقياً لما يفعله هذا الوغد... هكذا إذاً! هذا الأحمق غيلبيرت دون كل أسراره هنا.... يال الغباء الذي يحتويه بداخله.... ألم يخطر بباله أنه يوماً ما سيقع بين يدي أحدهم.... لكن كيف له أن يخبرها بالأمر؟!

لم يستطع إكمال القراءة فذهنه لم يعد معه لذا أغلق الكتاب بقوة ووضعه إلى جواره واستنشق الهواء بعمق بعد أن أغمض عينيه ثم أعاد فتحهما وهو يطلق تنهيدات طويلة... من الواضح أن حدقتا عينيه تحملان الغضب العميق... لكن أين سيجد الاجابة على سؤاله؟! أرسلان، لماذا فعل غيلبيرت ذلك بحق؟... رفع رأسه وحدق بشرود بالحديقة الهادئة الخالية سوى من بعض الأشخاص الذين يعدون على الأصابع.... كان يفكر بطريقة ما يقنع بها كروس... عليها تصديقه قبل أن يتمكن غيلبيرت من الوصول إليهم وهو بالذات يعلم متى وأين وكيف سيلتقيان!

أخيراً قرر العودة إلى المنزل بعد أن تمشى لمدة ساعة تقريباً وفور دخوله المنزل توجه إلى غرفة المعيشة... كان يفكر بالكثير الكثير من الأمور وأول هذه الأمور هو كون غيلبيرت....... لم يستطع التصديق حتى هذه اللحظة! وأيضاً لماذا حدث هذا؟! لماذا قام والدهما أو بالأصح...........

توقف عن التفكير وتجمد مكانه وشعر وكأن الزمن قد توقف في هذه اللحظة.... الدهشة التي سكنته أو لنقل الصدمة التي صفعته بقوة كانت السبب في توقف دماغه للحظة عن العمل.... كيف حدث هذا؟! لكن!... كيف تكون هنا وهي بالأصل يجب أن تكون في العالم الآخر؟!... لم يستطع نطق اسمها وشعر كأنه عاجز تماماً عن تكريك أي جزء من جسده..... ما الذي يحدث بحق؟!

هذه الابتسامة الظاهرة على شفتيها.. لم تكن هكذا من قبل... كل هذا بسببه... كان السبب في تغيير حياتهم ولم يقم أحد بمحاسبته على أفعاله... هذا ليس عادلاً... ما دام الأمر هكذا فالحل الوحيد الذي فكر فيه جيو بعد عدم تصديق أي أحد له هو الإنتقام... يذكر تماماً كيف كان والده هو الشخص الوحيد الذي صدق كلامه لكنه لم يكن يمتلك أي دليل لكن الآن لن ينتظر القانون لمحاسبته بل سيقوم هو شخصياً بالعمل....

- مر زمن طويل جيو....

- إفرونيا؟!

وأخيراً استطاع نطق اسمها واستطاع كذلك التقدم بخطواته ناحيتها حيث كانت تقف مجدداً مقابلة للصورة....

- تتساءل كيف جئت إلى هنا.... صحيح؟

- بما أنكِ تعرفين السؤال، تكلمي...

حاول جاهداً اخراج صوته بشكل بارد وقد نجح... ليس عليه الانفعال الآن لأن هذا سيؤثر على فرصته لمعرفة القصة.....

- أنا لم أمت جيو.... لقد بقيت على قيد الحياة وأنت لم تعلم بهذا.. صحيح؟

- وكيف هذا؟ جميع الأطباء أكدوا أنك لم تعودي على قيد الحياة....

- جيو.. أنت الوحيد الذي لم يعلم بشأن بقائي على قيد الحياة.. ولا أنكر أنني كنت سأموت حقاً لكن هذا هو قدري..... كيف لك أن تعلم بأني بقيت على قيد الحياة وأنت لم تكن في موسكو؟.... كم هو مؤسف فقدك لهما في ذات السنة... حقاً هذا شيء مؤلم.....

أطبق جيو جفنيه بغضب وازداد ضغطه على أسنانه..... عليه تهدئة نفسه.. هو لم ينسى بعد إفرونيا وما فعلته ذلك اليوم لكنه تأكد من موتها وهذا ما خفف وهون عليه الأسى... لو لم تمت وحدها لكان هو من كان سيقتلها.. هذا كان من قبل في ذلك الوقت الذي تأكد به أنها ماتت... ثلاثتهم يعلمون حقيقة ما جرى ولا أحد سواهم....

بدأت صفحات الماضي تنكشف رويداً رويداً لـــ جيو..... أولاً ظهور كروستافيا والتي تكون شقيقة غيلبيرت وشبهها الكبير بـــ جينا ومن ثم ظهور غيلبيرت والآن إفرونيا... ماذا هناك بعد؟.... لماذا كلها دفعة واحدة؟

- جئت بصحبة السيدة شويكار صديقة والدتي... تلك المدعوة كروستافيا طلبت رؤيتي لكنني لم أفهم لماذا وانتابني الفضول وازدادت رغبتي بالمجيء بعد أن علمت أنكَ هنا... لقد جئت لرؤيتك جيو بعد كل هذه السنين.. رغبت أن تعلم أنني على قيد الحياة فقط لأرى ردة فعلك... لكن هل لي أن أسألك سؤال؟

رفع رأسه وحدق بها بعينيه الحادة الباردة... كانت تتكلم بأريحية وكأنها لم تفعل شيئاً... لكن صوتها كان محملاً بالغرور والعجرفة... حقاً لم تعد إفرونيا التي كان يعرفها منذ سنوات... لقد تغيرت بعد معرفتها بــ غيلبيرت ذلك السم الذي انتشر مفعوله القاتل ليطال جميع من حوله وما زال يريد نشر المزيد....

- بالمناسبة.... (وأكملت بعد أن أشارت إلى الصورة المعلقة) : لم تعد ترى روي صحيح؟ هل انتهت صداقتكما؟ يالكم من مساكين... أرسلان ترككم نهائياً وأنتما لم تعودا أصدقاء.... يا لها من نهاية جميلة لصداقتكم التي امتدت سنين طوال....

أظلم وجه جيو وهو بالكاد يستطيع التحكم بأعصابه.... إنها تتكلم باحتقار وهذا واضح من صوتها وكذلك من كلماتها... إنها تحاول استفزازه... لقد أصبحت نسخة طبق الأصل عن غيلبيرت....

لم يتفوه جيو بحرف فأكملت إفرونيا كلامها:

- بالمناسبة هل ما زلت تعشق زهرة الأوركيدا؟ رائحتها تعبق بكل زاوية... حسناً ليس هذا ما كنت أريد سؤالك عنه.... بل سؤالي كان.. هل كروستافيا تلك تكون زوجتك؟

لم يجبها بحرف فقط اكتفى بالصمت فهذا هو الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله في هذه اللحظات......

وعلى بعد أمتار قليلة منهما...... وقفت كروس بلا تعابير واضحة تستمع لنقاشهما والتساؤلات بدأت تلعب برأسها... يكفي أنها كانت مشتتة وما زالت لكن ما تسمعه زاد الوضع سوءً... كل كلمة ترى بها لغزاً جديداً عليها حله... كانا يتكلمان بأشياء لم تفقه منها شيئاً أو بعبارة أخرى كانا يتكلمان بأشياء لا تفهم سبب قولها... لقد تعبت من التفكير.... كل ما تريده هو الخلاصة على الأقل.... هي لا تطلب الكثير فقط تريد معرفة الحقيقة... ما هو الأمر الذي يأبى الظهور لها... لماذا لا يريد جيو اخبارها... مرة أخرى هي لا تلومه لكنها الآن تريد الحقيقة.. على الأقل ستستمع له فربما سيكون ما سيقوله هو الحقيقة على أي حال بغض النظر عما قاله لها من قبل عن غيلبيرت..... لكن لماذا جزء من عقلها بدأ بالخوض في ما سمعته منه... لماذا تشك بالموضوع؟! لماذا عقلها بدأ يجبرها على الشك بـــ غيلبيرت؟

توقفت عن التفكير لحظة سماع آخر جملة قالتها إفرونيا... لاحظت كروس طريقة كلام إفرونيا وللحقيقة هي لم تستلطفها أبداً... صحيح أن هناك شبه كبير بينها وأرسلان لكن تصرفاتهما لا تتشابه... فــ أرسلان بدا لها منذ أن وقعت عيناها على صورته شخصاً مميزاً رائعاً لكن شقيقته على عكسه تماماً... تنهدت بهدوء وقررت الاجابة بنفسها عن سؤال إفرونيا بعد أن لاحظت أن صمت جيو قد طال.....

- لا... لا يوجد رابط بيني وجيو إفرونيا....

تابعها جيو بنظره وهي تتقدم منهما ولم يحمل وجهه أي تعبير لأنه وببساطة لم يعد يعلم هل عليه الغضب أم الحقد أم البرود أم السخرية؟!.... استدار سريعاً ولم يلتفت وغادر الغرفة واتجه مباشرة إلى غرفته.....

أغلق الباب خلفه ورمى الكتاب بالقرب من حاسوبه... إذا كان يريد تهدئة نفسه كل ما عليه فعله هو أخذ حمام هادئ لذا وضع الملابس التي سيرتديها على السرير ودخل الحمام وتوقف أمام المرآة واستند بكفيه على حوض صنبور المياه وحدق بانعكاس صورته عليها فلاحظ احتقان وجهه من الغضب لكن هذا لم يمنعه من الضحك وتمتم ساخراً:

- ما رأيك؟ ألا تلاحظ أن صفحات الماضي بدأت تفتح شيئاً فشيئاً..

ومباشرة عادت ذاكرته إلى الوراء......

< ( قبل مرور خمس سنوات في الجامعة....) >

- جيو أنا لا أصدق أنك فعلت ذلك كيف تجرؤ؟... أنا صديقك أم أنك نسيت هذا؟

- أرسلان ما الذي تقوله؟ ماذا فعلت أنا؟

- كيف لي أن أصدقك وهناك من أثبت لي هذا الأمر...

- من هذا الذي أثبت لك هذا الأمر؟ وأي أمرٍ هذا الذي تتحدث عنه؟

- ليس مهماً.... المهم أنك خائن....

- لا.. صدقني أنا لم أجرؤ يوماً على خيانة صديقي كيف تشك بي هكذا؟

- جيو لا تناديني بصديقي لقد أصبحنا منذ اليوم أعداء....

- أرسلان انتظر......... أرسلان أرجوك توقف عليك أن تفهم الأمر إنها لعبة يريد صاحبها التفريق بيننا... أنا حتى الآن لا أعلم عما تتحدث....

- لا أحد يقوم بلعبة هنا غيرك أيها الخائن الوغد....

- أرسلان توقف.........

غادر أرسلان المكان متجاهلاً مناداة جيو له فتمتم الأخير بيأس:

- أرسلان أرجوك صدقني أنا لم أفعل شيئاً....

- ما أجمل هذا المشهد ولكن كنت أتمنى أن أرى شيئاً أفظع من ذلك.... ضرب مثلاً أو قتل أو صراخ أو أي شيء من هذا القبيل... كان شجاركما عادياً جداً لا يحمل أي إثارة لكن ما يعزيني هو افتراقكما.....

التفت جيو بغضب وهو يشد على يده بقوة عندما سمع صوته الكريه يقترب منه فتكلم من بين أسنانه:

- أنت المسؤول عن هذا أيها الوغد؟

- وماذا ستفعل حيال ذلك؟

- لماذا فعلت هذا؟

- كل ما أريده هو تدمير حياته وقلبها على رأسه...

- أيها الوغد... سأجعلك تدفع الثمن....

- أريني ماذا ستفعل...

- سأقتلك...

صرخ بها وانقض على غيلبيرت بحركة سريعة وأطاح به أرضاً بسبب قوة اللكمة التي سددها له على وجهه ولم يكتفي بل هو لم يفعل شيئاً بعد... اعتاد الجميع على المشاجرات والقتال بينهما لكن اليوم بدا للجميع أن ما يحدث مختلف تماماً عما اعتادوا عليه لذا تجمع عدد لا بأس به حولهما وهما يسددان لبعضهما الضربات دون تهاون... لم يستمر الوضع طويلاً لأن جويس وبعض المعلمين وصلوا بسرعة ولم يتمكن جويس وحده من ابعاد جيو عن غيلبيرت... كان وكأنه لا يرى أحد أمامه سوى غيلبيرت.. كان كذلك قبل أن يسمع ذلك الصوت يصرخ به:

- ابتعد عن غيلبيرت بسرعة أيها الوغد....

حدق جيو بصدمة بــ أرسلان وهو يحاول مساعدة غيلبيرت على الوقوف بشكل جيد فتمتم بهدوء:

- استبدلتني بهذا الوغد.......

- أنت الوغد الوحيد هنا.....

تكلم غيلبيرت:

- أرسلان فتح عينيه على الحقيقة لن تخدعه بعد اليوم جيو.....

- اخرس أنت لا تتدخل بيننا....

وأراد جيو الانقضاض عليه مرة أخرى ولكن جويس تمكن من منعه بمساعدة معلمين وتكلم بحدة وبصوت آمر:

- ستأتي معي هيا....

سحب جويس جيو بقوة وأبعده عن المكان.... بعد أن هدأ جيو قليلاً ذهب إلى دورة المياه الخاصة بالجامعة وتوقف أمام المرآة واستند بكفيه على حوض صنبور المياه وأزال خيط الدماء عن زاوية فمه وهو يتمتم:

- ستدفع الثمن أيها الحقير....

مرت أيام وجيو يبقى وحيداً وقد خسر صديقه فعلاً، كان يتضايق كثيراً كلما رأى أرسلان مع غيلبيرت والذي من المفترض أن يكون معه..... ما هو هدف غيلبيرت من هذه الأفعال هذا ما كان جيو يسأل نفسه به.. لقد أخبره أنه يريد قلب حياته لكن لماذا وكيف سيخبر أرسلان بهذا؟ ما هي الكذبة التي حاكها ذلك الوغد عنه؟

وفي أحد الأيام رأى جيو أرسلان وحده فاتجه إليه وقال:

- انتظر أرسلان أريد أن أحدثك......

- ماذا تريد؟... ليس لدي وقت لأمثالك...

- لا أعلم ماذا أخبرك ذلك التمساح عني وجعلك تصبح هكذا لكنني أقسم لك أنني لم أفكر يوماً في فعل أي شيء سيء وخاصة لك...

- هل انتهيت أريد الذهاب...

- أنا لن أقف في طريقك لكن اعلم أنه مهما حدثت بيننا خلافات فأنت ستبقى صديق طفولتي ولن أغير نظرتي إليك أبداً....

- ستبقى خائناً في نظري...

رمى أرسلان كلماته هذه وغادر المكان فجاء شخص آخر:

- أما زلت تلاحقه ألم تمل من هذا؟

نظر جيو إلى غيلبيرت بدون أي تعبير وتمتم:

- لن أمل حتى أظهر للجميع ألاعيبك القذرة...

- إذاً حظاً موفقاً في ذلك...بالمناسبة هناك مفاجأة ستحدث قريباً كن على استعداد لها وأرجو أن تعجبك وانسى أرسلان لأنك لن تراه بعد أيام قليلة فقط...

- أنا أحذرك من فعل أي شيء لأرسلان...

- لست أنا من سيفعل شيء له بل ستكون مفاجأة....

- أقسم أنني سوف أريك شيء لن يعجبك.....

- يا أمي... لقد أخفتني وماذا ستفعل؟ ستقتلني مثلاً.......

وغادر جيو دون أن يستمع للمزيد......

ومضت الأيام حتى جاء ذلك اليوم.. اليوم الذي كان فيه أرسلان غارقاً بدمائه.......

- أرسلان أرجوك أجبني.. هل تسمعني؟

فتح أرسلان عينيه بوهن وابتسم ابتسامة باهتة عندما رأى جيو جالساً بقربه متمسكاً به وتكلم بهمس:

- جيو أنا أعتذر منك بشدة.... لو أنني صدقتك منذ البداية.... وماذا سينفع الندم الآن لقد أخذت جزائي لأنني خذلت صداقتنا.. لا أعلم كيف تلاعب ذلك الخبيث بي وبــ إفرونيا لدرجة جعلتها تفعل ما فعلت.... جيو أرجوك سامحني...

انسابت دموع جيو مباشرة عندما رأى دموع أرسلان فتكلم بألم:

- لا تقل هذا..... ولماذا علي أن أسامحك ما دمت لم أغضب منك... أرجوك تماسك..

- أنت إنسان رائع أرجو أن يدفع غيلبيرت الثمن بسبب ما فعله بنا.

- سننتقم لهذا معاً لذا تماسك...

- شكراً لك... على.... كل شيء... جيو.....

ولم يسمع جيو صوت أرسلان بعد هذا فقد كانت هذه آخر كلمات له... لقد مات أرسلان وعلى يد من؟ على يد شقيقته إفرونيا.... لقد مات بين يديه...

- أرسلان أرجوك أجبني... أرسلان....

وصرخ جيو بأعلى صوته:

- أرسلان....

رأى جيو هذا المشهد .... قُتل صديقه أمام عينيه على يد إفرونيا... هذه كانت المفاجأة التي خبأها غيلبيرت ذلك الحقير..... لكن لماذا؟ كيف سيتحمل جيو ابتعاد صديقه عنه إلى الأبد.... لقد افترقا بطريقة بشعة جداً أمضيا الأسبوعين بعد افتراقهما لا يتكلمان مع بعضهما والآن ذهب أرسلان ولن يعود... لقد كان افتراقاً بشعاً جداً أكثر مما يتخيل أي شخص.... تخاصمهما ومن ثم افتراقهما بهذه الطريقة أصعب أمر مر على جيو ولم يعتقد أنه سيمر بأصعب منه..... هكذا بدم بارد فقد جيو أغلى إنسان على قلبه ولم تتوقف دموعه عن النزول وهو يحتضن جسد أرسلان بين ذراعيه ويصرخ باسمه بألم..........





1. رأيكم بالفصل بشكل عام؟
2. الآراء والانتقادات؟
3. رأيكم بــ إفرونيا؟ هل كنتم تتوقعون أنها ستكون شقيقة أرسلان؟
4. هل لديكم فكرة عن السبب الذي جعل جيو يصدم عندما قرأ في الكتاب؟
5. فكر جيو بأنه يعلم متى وأين وكيف سيلتقي بغيلبيرت فهل لديكم فكرة؟
6. ماذا تعتقدون حول سبب قتل غيلبيرت لــ أرسلان؟
7. توقعاتكم للفصل القادم؟


__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر


التعديل الأخير تم بواسطة Krustavia ; 03-23-2016 الساعة 02:25 PM
رد مع اقتباس
  #153  
قديم 03-22-2016, 11:24 PM
 
[color="purpleبمفاجآتك"]أذهلتني ...
صداقة تتهدم ... و أخت تقدم على قتل أخيها...
ذلك الغيلبيرت الوغد، أتمنى أن تقطعه أخته بما يفعل...
عن الأسئلة:
1. رأيكم بالفصل بشكل عام؟
جميل و مثير
2. الآراء والانتقادات؟
لا يوجد بالطبع، إبداعك لا متناهي
3. رأيكم بــ إفرونيا؟ هل كنتم تتوقعون أنها ستكون شقيقة أرسلان؟
أبدا، لكن الصدمة قتلها لأخيها..
4. هل لديكم فكرة عن السبب الذي جعل جيو يصدم عندما قرأ في الكتاب؟
بالطبع عرف خطته الموجهة لكروس
5. فكر جيو بأنه يعلم متى وأين وكيف سيلتقي بغيلبيرت فهل لديكم فكرة؟
لا فكرة لدي، ربما في مكان مقتل أرسلان
6. ماذا تعتقدون حول سبب قتل غيلبيرت لــ أرسلان؟
حقا لا فكرة لدي
7. توقعاتكم للفصل القادم؟
ستنكشف الحقيقة لها، فهي ستصر على جيو بصدق أن يخبرها.. و كذا قد يكون اللقاء بغيلبيرت فيه، فالأيام باتت في تصرم..

شكرا لسطورك المبدعة غاليتي[/color]
Krustavia and mero shrif like this.
رد مع اقتباس
  #154  
قديم 03-23-2016, 03:36 PM
 
الفصل جميل جدا ولا يوجد اي انتقادات
افرونيا واحده حقيره جدا ولكن لماذا قالت اخاها وماذا قال لها غليبرت لتفعل هذا ؟؟؟؟؟؟؟
اكيد في مصيبه غليبرت كتبها في الكتاب هيعملها وممكن تكون بتخص كروس .
سبب قتل غليبرت لارسلان لا أعرفه بس اكيد هيكون مذهل مثل باقي الفصل
اتمني نزول الفصل القادم سريعا وجزاكي الله كل خيرا عليه .
☺😊😀😀😀😀
Krustavia likes this.
رد مع اقتباس
  #155  
قديم 03-24-2016, 09:32 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل كان راااااااااائعا
و لاتوجد اي انتقادات فكناباتك مدهشة
لكن حقيقة لم يخطر في بالي ان تكون افرونيا شفيفة ارسلان و ايضا انا لم احبها البتة خصوصا انها كانت السبب في موت شقيقها
اظن ان جيو قد صدم بعد قراءته للكتاب لانه ربما قد عرف من حلاله سبب قتله لارسلان و ايضا لقتله لوالديه و خطته للايقاع بكروس
بالنسبة للاسئلة المتبقية فلا فكرة لدي
لدا ان بانتظار الفصل القادم
حسنا وداعا الان

Krustavia likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 01:14 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011