عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #181  
قديم 06-09-2016, 06:53 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اون شان

السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف حالك ان شاء الله بخير وصحه
وعافية وحالتك عال العال
اسسسسسسسسسسسسسسسسفة
على هذا التاخير المبذر مني أنا حقا اسفة
وهذة الكلمة ﻻتساوي ابدا لتاخري المبذر مني
اشكرك جميلتي على ارسال الدعوه اللطيفة
كان بارت خنفشاري جميل جدا استمتعت حقا وانا انقل اعيني
من سطر ﻻاخر وجميع اﻻحداث جميلة ومتسلسله ومتشوقه
للقادم كثيييرا
صدمة كروس ليست باخت غيليبرت افضل
من انت ياغيلبيرت احييكي ﻻبتكارك شخصيه مثله
برغم من كونه شخصيه شريرة الى ان لها دور كبير بالرواية
يحب سفك الدماء
اعجبني وتاثرت كثيررررا باخر لحظات موت ارسلان
الذي نطق اخر كلماته بين ايدي صديقه ومن قتله اخته
الحبيبه التي امرها غيلبيرت كم قلت لكي احسنتي
حقا شخصيه ﻻاستطيع وصفها سوء غدارة
احبببت ابتسامة جيووووو كم احب ذلك الشاب انت مذهل
عندما قص القصه ل كروس تاثرت كثيرا
ذهبو ل ارسلان المسكين راي اعتقد بان لديه علاقة
قوية مع جيو وبخططته اممممم كان التقاء الشقيقان
شئ يبرد القلب كان يريد ان يقتل جيو اسفه غيلبيرت فانا
اعشق شخصيه جيو لهذا لن تقتله كان موت غيلبيرت موثر
بالرغم من قسواته ينتقم لوالدته اممممم متشوقه
أم حين ضرب جيو غيلبيرت اصبحت هكذا ♥-♥
كم انت وسيم المهم لدينا الكثير من اﻻحداث وارغب حقا
برويتها بسرعه لهذا ﻻتطيلي علينا حسنا سانتقل

الأسئلة
1) رأيكم بالفصل؟
خنفشاري مدهش
2) آرائكم وانتقاداتكم؟
ﻻيوجد يا مبدعه كله رائع
3) ما رأيكم بحقيقة غيلبيرت وما توقعاتكم حول سبب قتله لأرسلان؟
شخصيه غيلبيرت ذكرتها سابقا وهي رائعه اممممم ادخلتني بدوامة
4) ما تخميناتكم حول قصة جيو ووالدته؟
جيو خط احمر اي شئ يفعله مسامح احم
5) برأيكم ماذا ستفعل كروس بعد هذا؟
ستبقي مع جيو الى ان يقتلو يوﻻند 6) توقعاتكم للأحداث القادمة؟
اممممم انتظرك ﻻاريد الجزم
سلمت اناملك الخنفشارية
وبنتظار الفصل على احر من الجمر
واعتذر عن التاخير
اتركك برعاية الرحمن
في امان الله












وعلكم السلام ورحمة الله
انا الحمد لله تمام والحال عالي العال

وانت كيفك؟


لا عزيزتي لا تعتذري المهم هو ردك وليس المهم متى


شكراً لك انتي على قبولك الدعوة وسعيدة لأن البارت أعجبك
والأهم هو جيو


بتمنى يعجبك القادم ويعجبك جيو أكثر وأكثر

وبتمنى لا تحرميني من ردودك ومتابعتك وشكراً لك على الرد الجميل مثلك



سأنتظرك في القادم بتمنى لا تنسيني

وشكرا لك مرة أخرى

ودمتي في حفظ الرحمن حب3




__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #182  
قديم 06-09-2016, 06:57 PM
 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكورا اكوجي ساكورا

هلا كيف حالك🌹💭
أن شاء الله بخير
اسفه على الرد المتأخر جدا
و بارت يوهبل جنان😍❤
الأسئلة

1) رأيكم بالفصل؟
جم جم جميلللل جدا😜
2) آرائكم وانتقاداتكم؟
كله حلو معندي انتقد
3) ما رأيكم بحقيقة غيلبيرت وما توقعاتكم حول سبب قتله لأرسلان؟
حقيقته واحد حقير و يستهل القتل .. ليش عندي أي توقعات
4) ما تخميناتكم حول قصة جيو ووالدته؟
اممم ممكن ام جيو جت ضضه و مصدقتاش
5) برأيكم ماذا ستفعل كروس بعد هذا؟
لا اعلم تفتح صفحه جديده في حياتها
6) توقعاتكم للأحداث القادمة؟
تكون اكتر روعةةة كل عاده
..
معا السلامه


هلا فيكي

أنا تمام الحمد لله

كيفك انت؟
لا تعتذري لا يهمني التأخر المهم انكم تتابعونني ولا يهم متى تردون المهم أن تردوا

سعيدة لأن الفصل نال اعجابك وبتمنى يعجبك الباقي


وشكراً لمرورك
وبتمنى ما تحرميني منك

دمتي في حفظ الرحمن


__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #183  
قديم 06-09-2016, 07:04 PM
 
مرحباً جميعاً
كل عام وانتو بخير بحلول شهر رمضان البارك وينعاد علينا وعليكم بالخير
شو أخبراكم؟ ان شاء الله بخير وما تعانو من سوء

ها قد عدت بعد غيابي بسبب المدرسة والآن قد انتهت وأمكننا فعل ما يحلو لنا بلا هم الدراسة
على كل لن أطيل أكثر.
أأأأأأأأأأأسفة على التأخر وها انا قد عدت ومعي فصل جديد من روايتي
بتمنى يعجبكم وتستمتعوا بالقراءة

جاري تنزيل الفصل قراءة ممتعة....

__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #184  
قديم 06-09-2016, 07:28 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://cdn.top4top.co/i_b8e1bd94d81.png');border:4px groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]




*11*
~الجزء الأول~

عندما تقف على أعلى منحدر في قمة الجبل فهناك عدة خيارات: إما أن تشعر بنفسك فقط بعد ثوانٍ معدودة أسفل ذلك المنحدر مهما تعددت الأسباب تعاني الألم وأحياناً لا تشعر به لأنك بالفعل لم تعد تشعر بالحياة وما بها، ومن الممكن أيضاً أن تبقى كجزء من ذلك الجبل لا يتأثر بالتغيرات قيد أنملة حتى لو هبت رياحٌ عاتية واقتلعت كل شيء أمامها فستبقى كما أنت لم تنحني للحظة لكن، هل هناك أمرٌ كهذا حقاً؟! ربما من يعلم؟!... أما عن الخيار الثالث، عندما توشك تلك العواصف على دفعك نحو الهاوية هنا ستشعر بأنها ستكون نهايتك حتى لو لم تعجبك فإن الأمر حاصل لا محالة، لكن وباللحظة المناسبة سترى خيطاً رفيعاً بسمك شعرة سوف يسحبك ليكون سبباً في صنع منحنى آخر بعيداً كل البعد عن المنحنى الذي كاد يرسم... عندها فقط ستدرك أن الأمر لم يكن ليكون محض نهاية عادية بل إنه شعلة بداية لتعلن أن النار لم تشتعل بعد بل إنها وبمثل هذه اللحظة فقط بدأت بالاشتعال..... حينها فقط سوف تبدأ رحلة جديدة من أحداث وأفكار وخطط لم يكن لها وجود.... من هنا ستكون البداية.....

بعد تلك الحادثة.... تركت كروس ذلك المنزل وانتقلت لآخر قريب من قصر أوليفيا بسبب اصرارها على ذلك فلم تجد كروس خياراً آخر ولم تجد أي مشكلة في هذا.... لم يكن هذا الحدث هو المهم خلال تلك الأشهر التي انقضت قبل عودة شمس روسيا للظهور في سمائها، ولم يكن علم الجميع بالقصة هو الحدث المهم أيضاً بل كان شيئاً لم يتوقعه أحد....

عندما فقدت كروس الأمل في معرفة دوافع غيلبيرت ظهر لها ذلك الأمر....

(فقبل شهر من الآن في الجامعة)

تقدمت بخطوات ثابتة لتقف أمام ذلك الجالس خلف مكتب أوليفيا بكل أريحية والذي قال فور دخولها:

- لقد تأخرتِ.

فأجابته كروس بتساؤل:

- خيراً إن شاء الله... تغيب شهراً كاملاً ولا ترينا وجهك به وتعود الآن لتطلب رؤيتي في أمرٍ مهم!

- عزيزتي وهل تريدين مني أن أخبركِ أين كنت؟

لاحظت الابتسامة الجانبية التي ظهرت على شفتيه وكادت تجزم بداخلها أن سبب ظهورها هو ما خمنته فاستطردت بانزعاج:

- بلغني ما تريده بسرعة وأبعد ذلك التفكير عن عقلك لو سمحت....

نهض عن الكرسي واستدار حول طاولة المكتب ليقف أمامها وهو يضحك بسخرية ليتكلم بعدها:

- صدقيني لم أفكر بذلك الأمر إلا لأنني أريد رؤية ردة فعلك ولم تكن مخالفة لتوقعي...

وأكمل وهو يشير إلى رأسها بسبابته:

- لقد بت أفهم تفكيرك وأعلم ما يجول بداخل عقلك عزيزتي....

رفعت كروس حاجبها وتكلمت باستخفاف:

- حقاً؟! وكيف كان هذا سيد جيو؟

- ليس هذا هو المهم الآن بل هذا.

وبشكل آلي أرسلت نظراتها إلى يده وبالتحديد للورقة التي كان يحملها وعقدت حاجبيها في تساؤل وعندما لم تقم بأي حركة لتأخذها منه قام بانتشال يدها ووضعها براحة كفها وهو يتكلم ببرود:

- عليكِ قراءتها لكن وقبل هذا....

لم يكمل كلامه بل اكتفى بدفعها لتستقر على الأريكة التي كانت خلفها وقام هو بالاسترخاء على الأريكة المقابلة لها واضعاً رجلاً على الأخرى مبقياً نظراته على وجهها الذي ظهرت عليه علامات الغضب وهو يعلم أن السبب هو ما قام به لكن لا يهم... استطرد:

- بارين..

- ماذا الآن؟!

سألت بضيق وهي تحدق به فأجابها بهدوء:

- ألم تسمعي ما قاله غيلبيرت ذلك اليوم؟ ألم يخبركِ أي شيء من قبل عن صاحبة الاسم؟

- لم أسمع به.

- هناك شعور يراودني بأن هناك شيء سيحدث من وراء هذا الاسم.

- سأكذب عليك إن قلت لكَ بأنني لا أشعر بما تشعر به...

- إذاً.... ماذا ستفعلين؟

- لا شيء.. لأنني سأعلم ما وراءه قريباً.

- هل علمت سر غيلبيرت والإسبانية التي يجيدها؟

أدارت رأسها إلى ناحية أخرى وهي تجيبه:

- لا شيء.

- حسناً كنت أعلم ذلك لهذا أعطيتكِ هذه الرسالة.... اقرئي ما بداخلها وستعلمين الاجابة.

أعادت نظرها إليه لتجد الجمود في ملامحه ثم إلى الورقة التي بيدها وبدون تردد قامت بفتحها وقبل أن تقوم بقراءة محتواها نطقت بدهشة:

- هذا خط يولاند! كيف هذا ولماذا؟

رفعت نظرها إليه وسألت بحدة:

- من أين لك بها؟ هل التقيت به؟

- بالتأكيد لا... لم ألتقي به ولو أنني فعلت لكنت قد قتلته لأن ابن عمك يجيد اقتحام القصور بمهارة... عندما عدت مساء البارحة من المكان الذي كنت به كانت غرفتي كما تركتها ولكن عندما أنهيت استحمامي وجدت اضافة بسيطة وهي هذه الورقة التي بيدك... وجدتها على الطاولة بجوار سريري.... أتعلمين أنني أردت قتله حينها وما زلت.... أكثر أمرٍ أكرهه هو أن يقتحم أحدهم ممتلكاتي.....

توقف عن الكلام وهي يستمع إلى ضحكاتها الساخرة ما ودفعه إلى القول:

- لا أظن أن هذا أمر مضحك.

- صدقني عانيت من هذا الأمر طوال حياتي..... والآن دعني أرى ما هو الأمر الذي دفع يولاند لكتابة هذه الرسالة واعطائها لك وليس لي....

- لا أظن أن هناك غاية وراء موضوع لمن أعطى الرسالة فعلى أي حال كنت لأعلم لو أنه أعطاها لكِ وكنت لتعلمين لو أنه أعطاني إياها فالموضوع مشترك بيننا.

- كلام منطقي والآن...........

ما قرأته في ذلك اليوم كان بمثابة صدمة غريبة لها.... فكون غيلبيرت شقيقها في التبني شيء وكونه شقيق أرسلان من والدة أخرى شيء آخر...

رغم كون ما كتبه يولاند في رسالته مختصر شديد إلا أنه وفى بالغرض....

ذلك الأحمق غيلبيرت قرر الانتقام من عائلة أرسلان لينتقم لأمه هذا ما تعلمه كروس مسبقاً ولكن التفسير!.....

للحقيقة كان هدف غيلبيرت سخيفاً بقدر تفكيره فما ذنب والدة أرسلان إذا كان والده الحقيقي قد ترك والدته الحقيقية وانفصلا للأبد... ما فهمته من الرسالة أنهما لم يكونا على وفاق وانتهى زواجهما بعد سنة واحدة وبعدها التقى والده بــ شويكار وتزوجها... أين المشكلة في ذلك؟ هل غيلبيرت أحمق أم أحمق؟!

أخفت والدة غيلبيرت أمر حملها عن زوجها ولم يعلم بذلك وبعد زواجه من والدة أرسلان بأربع سنوات توفي في حادث وقررت والدة أرسلان العودة من إسبانيا إلى بلدها في روسيا وبرفقتها ابنيها....

أما عن والدة غيلبيرت فقد توفيت بعد سنة من انجابها لــ غيلبيرت ووُضع حينها في ميتم... وفي أثناء رحلة قام بها والد كروس ووالدتها لإسبانيا التقيا به صدفة وقد أحبته والدتها كثيراً وقررت تبنيه وهذا ما حدث وكانت لم ترزق بأطفال لذا أحبته كثيراً وكأنه جزء منها وشاء القدر بعدها أن ترزق بـــ كروس......

- سخيف....

كان هذا أول ما نطقت به كروس فور انتهائها من قراءة الرسالة ومباشرة رفعت رأسها ناحية جيو الذي تكلم:

- بل أكثر من هذا...

- ألهذا الأمر كان يذهب في أيام الثانوية إلى إسبانيا؟ كي يتحرى عن الأمر؟

- أكان يفعل؟ حسناً بالتأكيد لهذا الأمر.... وجاء إلى روسيا وحقق هدفه السخيف....

توقف جيو عن الكلام ليخرج ضحكات ساخرة وقد رفع رأسه إلى الأعلى ما دفع كروس إلى السؤال:

- وما الدافع لضحكك الآن؟

توقف عن الضحك وعلق نظره عليها وهو يجيبها وكأنه شيطان وصل إلى غايته:

- لقد دفعت إفرونيا للانتحار.

- ماذا؟!

حملقت بــ جيو على اتساع عينيها ولم تستطع قول شيء آخر فالصدمة جمدت لسانها.. قالها ببساطة كما لو أنه كان يتكلم عن إحدى انتصاراته المعهودة في مباراة كرة قدم وكأنه معتاد على الأمر.......

- أجل... لقد تخلصت من قاتلة أرسلان لكني لم ألوث يدي بدمائها بل دفعتها لقتل نفسها بنفسها بعد أن جعلتها تدخل في حالة نفسية سيئة... لقد ألقت بنفسها عن الجسر وأمام ناظري.... أوتعلمين لدي تسجيل لما حدث وإذا أردت يمكنني أن أريكِ إياه.

- ما هذا الجنون الذي تتفوه به؟!

لم تتحمل برودة دمه هذه فقفزت عن الأريكة وأكملت وهي تشير بيدها إليه:

- وتتكلم عن سخافة غيلبيرت! ألم تقم بفعل نفس الشيء؟

- هل لي أن أعلم ما شأنكِ بها؟

- ألهذا اختفيت عن الأنظار؟ كي تقوم بمثل هذه الخطوة الغبية مثلك؟ أتعلم هذا الأمر ليس بعيداً عنك ففي ذات يوم كدت تقتل شخصاً ليس له ذنب وبدون تفكير.... أنت لا تختلف عن غيلبيرت جيو... كلاكما لا تمتلكان عقلاً لتفكرا به....

هنا وقف جيو على رجليه وتحولت نظراته إلى الغضب وهو يتقدم منها لكنها لم تتراجع بل بقيت تقف في تحدي...

وقف على بعد إنشات قليلة منها ما دفعها لرفع رأسها لتحدق بوجهه فوجدت تلك النظرات الغريبة... منذ لحظات كانت عيناه تشعان غضباً والآن....... عقدت حاجبيها وقبل أن تتفوه بأي حرف......

- أقسم كروس إن سمعتكِ تنعتينني بصفات ذلك الحقير، أقسم بأني سأقضي عليك بيدي ولن يردعني رادع.....

استطاعت اخفاء دهشتها من التقلب الذي يستطيع فعله هذا الذي يقف أمامها...

وقبل أن تنطق أي حرف..... وما الذي ستتوقعه غير هذا؟!

خرج وأغلق خلفه الباب بقوة ما دفعها لإخراج الهواء من جوفها بحنق وسرعان ما أبعدت تفكيرها عنه ليتحول إلى الرسالة التي كانت ما تزال تمسك بها وفكرت:

- أين تختبئ الآن يولاند؟ ما الذي تخطط له في هذه الأثناء؟

ورفعت رأسها إلى الأعلى وهي تأخذ نفساً عميقاً وأكملت:

- وهل ما زالت مشاعرك تلك تكنها لي؟ رغم كونك تخفي الأمر فأنا أعلم ذلك جيداً.... السؤال هو هل يمكنني جعل الأمر يصب في صالحي؟ لكن متى وكيف؟

واستدارت ببطؤ حيث الباب وشعور غريب تملكها وهي تحول تفكيرها إليه.. بات يستولي على تفكيرها بعد ذلك اليوم ولا تنكر مقدار فضولها وشدة رغبتها في معرفة سبب اختفائه طيلة الشهر المنصرم.... ما القصة وراء غموضك جيو؟ وما قصة تصرفاتك الغريبة؟

~*~*~*~


عودة للزمن الحالي أي بعد شهر من لقاء كروس بــ جيو بمكتب أوليفيا... تقريباً ما عادت كروس تفكر بــ غيلبيرت إلا أنها ما زالت تفكر بذلك الاسم وصاحبته وتنتظر ما سيحدث بسببه.... إضافة إلى شؤونها الخاصة باتت تفكر بشكل أكبر بــ سيريكا تلك الفتاة الغامضة.... فبعد أن رأتها تركض ناحية دورة المياه وهي تبكي وشهقاتها تتعالى في كل ثانية ازداد فضولها في معرفة القصة... فكرت باللحاق بها لكنها شعرت بأنه ليس عليها ذلك لسبب ما.... وبينما هي غارقة في تفكيرها...

- جينا؟!

انتفضت وبحركة عنيفة دفعت تلك اليد التي استقرت على كتفها بعيداً والتفتت بسرعة لتقابل ذلك الوجه الذي لم يسبق لها رؤيته... كان يحدق بها بصدمة مبالغ بها لدرجة أنها شعرت بأن عينيه كادتا تخرجان من مكانهما... حتى أن يده التي دفعتها عنها بقيت معلقة بالهواء......

- يا إلهي... هذه أنتِ يا جينا؟

- من أنتَ يا هذا؟

تفاجئ من صوتها الهادئ بل ومن ردة فعلها الجامدة...

لا هذا مستحيل! جينا لا تتصرف بهذا الشكل لماذا لم تتعرف علي؟

هذا ما فكر به قبل أن يخطو خطوته إليها وكانت ردة فعلها بأن ابتعدت عنه بسرعة وجعلت المسافة بينهما أكبر مما كانت عليه ولاحظ الوضعية الدفاعية التي اتخذتها وعيناها الحادتان اللتان تشعان بالغضب والحذر.... لم يحتمل هذا الأمر فنطق بحذر وهو يعقد حاجبيه:

- ألستِ جينا؟

- لا.

أجابته بجفاء وهدأت نفسها وهي تراه يبتعد عدة خطوات عنها وملامح وجهه تهدأ تدريجياً....

- دايتور.

لم تكن كروس بحاجة إلى الالتفات لمعرفة المنادي فهي تعرفه حق المعرفة ولكنها التفتت على أي حال فمن الواضح أن جيو يعرف هذا الشخص الذي يقف معها بما أنه نادى عليه... لا تعتقد أن هذا اسم شخص آخر غيره فهما يقفان لوحدهما في المكان... إذاً جيو يعرف من هذا...

- جيو عزيزي ها أنت ذا؟

- يبدو أنك تعرفت على كروس؟

قالها وهو يتقدم منهما ويحملق بـــ كروس بهدوء فأجابه دايتور وهو يضع يده على كتف كروس بتلقائية:

- تقصد جيـــ....

وقبل أن يكمل كلامه....

- أبعد يدك عني....

دفعته كروس بشراسة وعنف وهي ترسل إليه شارات تحذيرية من عينيها فابتعد دايتور عنها وهو يقول:

- لما كل هذه الشراسة؟ أنا أعتذر منكِ إن كنت قد أزعجتك.

زفرت الهواء بحدة وعندما أرادت مغادرة المكان..

- أريد التحدث معكِ... وأنت دايتور اذهب إلى مكتب أوليفيا وسألحق بك.

- لكني أريد التعرف على الآنسة قبل ذهابي جيو.. أرأيت إنها تشبه جينا لقد ظننت أنها عادت مع أن الأمر مستحيل...

- أغرب عن وجهي دايتور.

- حسناً حسناً لا داعي لإرسالي إلى المقبرة.. نظراتك تخيفني يا رجل... أين والدتك؟

- في اليابان.

صاح دايتور بصدمة:

- حقاً؟ متى ذهبت؟

أجاب جيو دايتور وفي عينيه نظرات تخبره بأنه إن لم يترك المكان فسوف يودع حياته:

- إنها في مكتبها.

ابتسم دايتور ببلاهة وهو يتراجع للخلف ولم يرغب في التكلم وقبل أن يتركهما مرر نظرة خاطفة لــ كروس وهمس:

- أرجو أن نلتقي قريباً يا آنسة.

وانسحب من المكان بسرعة تاركاً إياهما لوحدهما....

- قبل أن تقول ما عندك، من هذا الشخص؟

- ابن عمي.

استدارت إليه وعلقت نظراتها على وجهه وهي تسأل بهدوء:

- ماذا تريد؟

- من تلك الآنسة التي جاءت إليكِ صباح اليوم؟

- أي آنسة؟

- الشقراء...

- آه.. إنها ايزا... لقد انتقلت حديثاً إلى المنطقة وأرادت التعرف... ولكن كيف علمت؟ أما زلت تراقبني يا سيد؟

التفت مديراً وجهه عنها وبنيته مغادرة المكان متجاهلاً سؤالها فدفعها تصرفه هذا إلى قول تلك الكلمات بطريقة مستفزة:

- أرجو أنكَ لا تخطط لأمر سيء يا شبيه غيلبيرت.

توقف وهو يدير وجهه إليها ليرى تلك السخرية المرسومة على وجهها... غضب بشدة وعاد إليها وعيناه تقدحان لهباً وكعادته عندما يغضب دفعها بقسوة لتسقط على الأرض ولم تستطع النهوض بل لم يسمح لها بذلك....

- لا عزيزتي أنتِ تلعبين مع الشخص الخطأ هنا...

وبكل قوة تمتلكها حاولت ابعاد يده عن عنقها بكلتا يديها عبثاً وهو في كل ثانية يزيد من قوته أكثر فأكثر...

لم تستطع الصراخ فيده تضغط بقوة على حنجرتها ولم تستطع ابعاده عنها لكنها بقيت تحاول.. غرزت أظافرها في يده عله يبتعد لكن الأمر لم يجدي نفعاً...

أغمضت عينيها متألمة ولم تعد تستطيع الاحتمال أكثر... هذا الشخص لا يلعب أبداً... لكن ماذا قلت أنا؟ يا إلهي فليبعده أحدكم.. لديه نية كبيرة لقتلي...

فتحت عينيها بصعوبة وغرزت أظافرها مرة أخرى في يده بشكل أقوى فشعرت به يقلل من قوته ما سمح لها بالتكلم بصعوبة:

- ابتعد...

- هذا ما ستحصلين عليه جراء عبثكِ معي.. لدي رغبة كبيرة في قتلك...

- ليس لدي شك في هذا... أتركني أيها الــــ.... آه...

صرخت متألمة عندما أعاد الضغط بشكل أقوى على عنقها وبدأت تضرب يده لكنه كان كالصخرة لا يتزحزح...

شعرت بأنفاسها تحبس في صدرها وتشوش الرؤيا لديها ولم تحتمل أكثر، أغلقت جفونها رغماً عنها وارتخت يداها وهي موقنة أن نهايتها ستكون الآن على يد هذا المجنون لكن.........

- هيه جيو.... ماذا تفعل عندك؟

صرخ جويس بــ جيو وبكل قوته استطاع ابعاده عنها وهو يتكلم بعصبية:

- هل جننت؟ هل تحاول قتلها؟!

لم يجبه واكتفى بالوقوف على قدميه بكل هدوء وكأنه لم يفعل شيئاً ونظر لـ كروس بنظرات خالية من المشاعر....

- هل أنتِ بخير؟

سألها جويس بينما يساعدها على الجلوس لكنها لم تجبه فقد كانت تسعل بقوة وهي تمسك بعنقها الواضح عليه آثار أصابع جيو والخدوش التي سببتها أظافره.... لم تستطع أخذ أنفاسها بشكل جيد فجلس جويس بسرعة بجوارها ووضع يده على كتفها وهو يسألها بقلق:

- كروس هل أنتِ بخير؟ ما الذي تشعرين به؟

لم تجبه أيضاً بل استمرت بالسعال لكن بشكل أقل من السابق وعندما هدأت وحاولت تنظيم أنفاسها ودقات قلبها نظرت بحقد إلى التمثال الحجري الواقف أمامها إلا أنها لم تطل النظر فقد استدارت لتناظر جويس بنظرات امتنان وهمست بهدوء:

- شكراً لك.. أنا بخير الآن...

وقابلها جويس بابتسامة لطيفة مطمئنة ورغماً عنها ابتسمت له وهو يساعدها على الوقوف وعدلت ملابسها بصمت ثم مررت نظراتها لــ جيو الذي لم يتحرك من مكانه منذ ابتعاده عنها ولكن.... رأت بعينيه نفس النظرات التي رأتها ذلك اليوم في المكتب ولم تستطع تفسيرها حتى الآن ولم تستطع كذلك تخمين ما يجول في نفسه في هذه اللحظات.... لكن... استطاعت تحديد مستوى نظره وبدون شعور منها وضعت يدها على عنقها وهي تفكر... هل كان يقيم نتائج ما فعل؟ من الواضح أنه بات راضياً عما فعله ولو أنه تخلص مني لكان رضاه أكبر من هذا... مجنون...

توقفت عن التفكير وحركت قدميها والتفتت عنهم وسارت باتجاه مبنى الجامعة وقبل أن تبتعد سمعت صوته الخالي من المشاعر.....

- هذا عقاب صغير كي لا تتخطي حدودكِ معي.

لم تعلق على كلامه ليس خوفاً منه بل لعدم رغبتها في مواجهته وواصلت السير دون أن تتوقف للحظة....

راقبها بصمت حتى اختفت عن أنظاره وعندما أراد مغادرة المكان...

- ما الذي كنت تنوي فعله جيو؟

- أنا لست مجبر على تفسير أفعالي.

- تخيل أن هناك أحد قد رآك.

- لست غبياً جويس.

- وماذا كنت ستفعل لو أنه حدث لها مكروه على يديك؟

- ولم أجن بعد.

قالها بلا احساس وغادر المكان بعدها تاركاً جويس الذي تنهد يائساً من حالته وقصد مكتب أوليفيا حيث سيكون ابن عمه دايتور....

~*~*~*~

(الساعة العاشرة مساءً في منزل كروس)

ناولت فنجان القهوة لضيفتها الشقراء ايزا وجلست مقابلة لها بهدوء..... رغم أن الفتاة الجديدة قد تعرفت على كروس صباحاً إلا أنها كانت كمن تعرفها منذ سنوات فقد كانت تتحدث معها بأريحية...

- أرجو أنني لا أزعجكِ بزيارتي....

- أبداً عزيزتي فأنا وحيدة في المنزل كما ترين ووجودكِ معي يسعدني...

ختمت كروس كلامها بابتسامة هادئة أرسلتها لضيفتها وأخفضت نظرها إلى قهوتها بشرود.... تشعر بالاختناق من شيء لا تعلم ما هو... شعور داخلي يخبرها أن هناك أمراً ما سوف يحدث لكنها لا تعلم ما هو... لم يسبق لها أن شعرت بمثل ما تشعر به الآن إلا ويحدث أمر سيء لكن الآن ما الذي ينتظرها؟!

لم تبعد ايزا نظراتها عن كروس وبدت هي الأخرى شاردة تفكر بأمر ما لكن ما هو؟ ولماذا تنظر إلى كروس بهذه الطريقة غير المفهومة؟!

مسحت تلك الابتسامة الجانبية عن شفتيها فور رؤيتها لــ كروس ترفع رأسها لتناظرها... من الواضح أنها توقفت عن التفكير وعادت لرشدها وعندما طال الصمت قررت ايزا قطعه بسؤالها:

- ألستِ مرتبطة يا كروس؟

- لا.

- غريب! لو كنت رجلاً لسارعت لخطبتكِ، جمالك ساحر عزيزتي...

- لا لست كذلك أنت تبالغين.

- أنتِ أول فتاة أقابلها لا تغتر بجمالها.... لقد سافرت لدول كثيرة وقابلت الكثير من الأشخاص إلا أنني لم أقابل من يشبهك بتصرفاتك وتواضعك. بالمناسبة هل أنتِ من هنا؟

- أنا ألمانية... وأنتِ لست روسية صحيح؟

- جئت من إسبانيا.

- إسبانيا!

- أجل... هل هناك مشكلة؟

- لا أبداً لا يوجد شيء، فقط تذكرت أمراً ما.

- حسناً.

وقفت على رجليها وعلى وجهها ابتسامة واسعة وأكملت:

- عن اذنك الآن علي الذهاب.

وقفت كروس هي الأخرى وقالت:

- ما زال الوقت مبكراً.

- صدقيني أنا سعيدة لأنني تعرفت عليكِ لكن علي الذهاب الآن... تبدين متعبة وبحاجة إلى الراحة وأنا لدي مشاغل كثيرة غداً وعلي النوم باكراً... شكراً على استضافتك وأرجو أن تزوريني.... تصبحين على خير عزيزتي...

بعد عودة ايزا إلى منزلها أغلقت كروس باب المنزل وبعد أن تفقدت النوافذ وتأكدت أن كل شيء بخير أطفأت الأنوار وصعدت السلالم لتصل إلى غرفتها.... بدلت ملابسها واستلقت على فراشها إلا أنها لم تستطع النوم.... عقلها ما زال يعمل بشكل متعب ومرهق وفي عدة أمور إلا أنها لا تستطيع الوصول لما تريد....

تنهدت بهدوء والتقطت هاتفها عن الطاولة المجاورة لها فور سماعها رنينه وكالعادة منذ شهرين ذات الرقم وفي هذا الوقت بالضبط.... هل تجيب؟ وإن أجابت هل سيجيب المتصل؟! لم يتكرم عليها يوماً واحداً ويسمعها صوته فما الفائدة من الرد؟ أمر هذا المتصل المجهول يثير جنونها... من هو؟ من الذي يحب إزعاجها إلى هذه الدرجة؟ ما الذي يريده؟

موقنة أشد اليقين أنه ليس جيو والسبب مجهول! لا تعلم لما هي متأكدة إلى هذا الحد لكن المهم أنها موقنة... إذاً من هو؟ كانت تجيب في السابق وتنتظر المتصل حتى يجيب إلا أنه بعد أن يسمع صوتها يغلق الخط!

ألا يكفيها ما تمر به ليأتي هذا الشخص ويزيد عليها همومها..... وفوق هذا تأتيها ايزا لكن ليست هذه هي المشكلة بل المشكلة تكمن في كونها إسبانية! ما هذه الصدفة لماذا كل شخص تتعرف عليه يتبين لاحقاً أنه إسباني أو له علاقة بشخص إسباني؟ لا والمشكلة يكون هناك روابط بينهم....

زفرت الهواء بحدة وهي تعاود النظر إلى هاتفها..

- ألا تمل... افهم أيها المزعج أنا لن أُسمِعك صــــ.........

شهقت بصدمة وقفزت عن السرير وكأن شيء قد لسعها وبدون أن تضيء غرفتها فتحت نافذتها بيدين مرتجفتين لتَصْدُقَ ظنونها.... تجمدت بمكانها وهي تراها.. تلك الابتسامة الجانبية التي تميزه... حركاته المستفزة عندما يلعب بشعره... هو ولا أحد غيره... يعلم أين هي ويعلم رقم هاتفها.. لن تستغرب الأمر لأنها تعلم من هو وتعلم من هي!!

اختفى اللون من وجهها وشعرت فجأة أنها لا تستطيع التنفس... وضعت يدها على صدرها ونطقت اسمه برجفة:

- يـــولاند..

هو المتصل ولا أحد غيره... يحمل هاتفه بيده التي أشار بها لــ كروس بمعنى مرحباً وعيناه الزرقاء لا ترى سوى وجهها الشاحب....

راقبت كل حركة كان يقوم بها ابتداءً من تمرير يده خبين خصلات شعره انتهاءً بابتسامته الواسعة عندما نطقت اسمه لكن ما أرعبها هو ابتعاده عن الشجرة التي كان يتكئ عليها واتخاذه عدة خطوات صوبها... هل كان يأتي كل يوم إلى منزلها؟ لماذا لم تلحظ ذلك؟

- فلتنعمي بنوم هنيء عزيزتي.. أراكِ لاحقاً...

رحل؟ هكذا فقط! أتى إلى هنا ليرعبها ويذهب؟! لكن...

يعلم أين هي ويستطيع الوصول إليها بكل سهولة إذاً لماذا لم يمسك بها؟ لماذا لم يعدها معه إلى ألمانيا؟ ما الذي يخطط له الآن؟

تزاحمت الأسئلة في عقلها وانحصر تفكيرها عليه فقط... بعد أن تأكدت أنه لم يعد هنا أغلقت نافذة غرفتها بإحكام وعادت لتستلقي على سريرها وأغمضت عينيها متمنية الراحة المستحيلة... بالتأكيد ستكون مستحيلة فمن أين لها الحصول عليها؟!

~*~*~*~

(اليوم التالي الساعة التاسعة صباحاً)

ما إن دخلت المكتب وألقت التحية على أوليفيا حتى سمعت هتاف وتصفيقاً مخبولاً قادماً من إحدى زوايا المكتب ما دفعها إلى توجيه نظرها إليه لتراه مرة أخرى... ذلك المتطفل الأشقر..

وجمدت ملامحها فور انتباهها للواقف ملاصقاً للحائط خلف الأريكة التي كان يجلس عليها دايتور... كان ينظر إليها بلا تعابير فلم تفهم ما الذي يدور في عقله وقررت ألا تعطيه دليلاً ليكتشف ما الذي تفكر به إلا أن وجودها أمامه عكر مزاجها بشكل أكبر... يكفي أنها لم تنعم بنوم هادئ ليلة أمس ومنذ الصباح الباكر وهي تعاني من صداع رهيب في رأسها قللت من حدته بتناول المسكنات وقد باتت موقنة أن المسكنات لن تفيدها ما دامت كل مصادر الازعاج والمشاكل تظهر لها في طريقها.....

- دايتور كف عن تصرفات الأطفال هذه.

قالتها أوليفيا بحدة فوقف دايتور وهو يجيبها بدرامية:

- كيف وجينا أمامي؟

انزعجت كروس كثيراً من ذكره لذلك الاسم فتحدثت بحدة:

- اسمي كروستافيا وأحذرك من مناداتي بذلك الاسم يا سيد.

وتوقفت عن الكلام واستدارت وتقدمت خطوة باتجاه أوليفيا الجالسة خلف مكتبها وناولتها أوراقاً وملفات كانت بحوزتها وهي تخاطبها:

- سأمر عليكِ لاحقاً لنتناقش بشأنها.

وعندما تحركت خطوة باتجاه الباب.... قفز أمامها بسرعة البرق ووقف حاجزاً بينها وبين الباب وقال:

- إلى أين؟ أنتِ لم تصلي بعد.

زفرت الهواء بحدة وأرسلت إشارات تحذيرية من عينيها إلى الواقف أمامها وهي تتكلم بغضب:

- لدي محاضرة ابتعد عن طريقي.

- لكن محاضرتك بعد ساعة كروس ليس الآن.

نظرت كروس برجاء لــ أوليفيا بعدما تكلمت إلا أن أوليفيا أكملت رغم أنها فهمت ما تريده كروس:

- اجلسي على الأقل حتى يحين الموعد.

- أريد أن أتمشى في الخارج.

قالتها كروس على أمل إلا أن أوليفيا بقيت مصرة على طلبها:

- أريد محادثتكِ.

- بخصوص ماذا؟

- هذه الملفات... ألا يجب هذا؟

- أرجوكِ ليس الآن لست بمزاج جيد.

- هيا اجلسي.

قالت أوليفيا ذلك بحزم فتنهدت كروس وتقدمت لتجلس على الأريكة المجاورة لمكتب أوليفيا بضيق وكان دايتور مقابلاً لها هو ولوح الجليد الواقف حتى الآن كما هو لحظة دخولها....

أشاحت بوجهها عنهما فور أن رأت دايتور يبتسم لها ابتسامة واسعة ونظرت لــ أوليفيا عندما سألتها:

- وجهك شاحب عزيزتي.. هل أنتِ مريضة؟

- أنا بخير.

وبعد ثوانٍ قليلة انشغلت أوليفيا بالكلام عبر هاتف المكتب الذي أعلن عن اتصال أحدهم وأرادت كروس استغلال انشغالها والخروج إلا أنها لم تفعل احتراماً لــ أوليفيا....

ماذا عليها أن تفعل الآن؟

سخرت من نفسها بسبب الاجابة التي أعطاها إياها عقلها.... ستفكر بــ يولاند.. ومن غيره عليها الانشغال بالتفكير به في هذه الأوقات بعد رؤيتها له البارحة؟!

- لم أصدق عمتي أوليفيا عندما أخبرتني أنكِ معلمة في الجامعة يا آنسة... البارحة عندما رأيتكِ ظننت أنكِ جينا مخطوبة أخي أو لنقل مخطوبة أخي السابقة.

لم تجبه بل ولم ترفع رأسها لتنظر إليه.. من الواضح أنه كان يقصدها بكلامه إلا أنها أرادت تجاهله ولكن هذا لم يمنعها من الاستماع إلى كلامه باهتمام فقد ذكر جينا مرة أخرى وكل ما تعرفه عنها هو أنها شبيهة لها لحد كبير وأن هناك رابط ما بينها وبين جيو فهذا ما فهمته من مناسا في أول لقاء بينهما عندما ذكرت الشبه بينهما وعندما أوقفتها أوليفيا عن التحدث أكثر حول الموضوع لأنها تطرقت إلى ذكر جيو في كلامها عن جينا تلك... لا تنكر مقدار الفضول الذي سيطر عليها منذ تلك اللحظة وحتى الآن ومن الواضح أن دايتور هذا لديه معلومات حول موضوعها...

لحظة! هل قال مخطوبة أخيه؟! أي أنها مخطوبة ابن عم جيو!

قطعت تفكيرها فور سماعها إياه يتحدث مرة أخرى واستمعت بإنصات ومستوى نظرها لم يتعدى كفيها الملتفين حول بعضهما فوق حقيبتها الموضوعة في حضنها....

- بما أنكِ لا تريدين التحدث فأنا سأتحدث نيابة عنكِ لكن لدي سؤال يا آنسة.... أه اسمكِ... انتظري.... آه صحيح كروس... حسناً آنسة كروس ألم يخبركِ جيو أو مناسا ابنة عمي الثرثارة عن قصة جينا وأخي براد وجيو؟ أنا متأكد أن مناسا فور أن رأتكِ أمامها لم تستطع إمساك لسانها فكما قلت إنها ثرثارة كبيرة... ألم تخبركِ أجيبيني؟

لم ولن تجبه أبداً.... ستستمع فقط فيبدو أن هذا الــ دايتور الثرثار سيفيدها في شيء... لن أجيبك يا دايتور فهيا أكمل.. وضحكت بداخلها مباشرة فور استئنافه الحديث وكأنه سمع طلبها...

- حسناً لا تريدين الحديث معي..

ومثل الحزن بطريقة درامية وهو يكمل حديثه:

- سواء أَأَخبرتك مناسا بالقصة أم لا فسأخبركِ أنا مع يقيني أن جيو الحائط الواقف خلفي لم يخبركِ بذلك فالموضوع حساس بالنسبة له أكثر من حساسيته بالنسبة لــ براد فالمتضرر الكبير مما حدث منذ أعوام هو هذا اللوح الجليدي الذي لا أعلم كيف ومتى سيعود إلى طبيعته الحقيقية.... ما رأيكَ جيو؟.... هيه جيو أنا أحدثك...

وعندما لم يجبه التفت إليه وهو يتحدث بقلق تمثيلي:

- أخشى أنه تحول إلى حائط بالفعل.... هيه جيو أنا أتكلم معك... لما لا يجيبني أحد؟ (وأكمل بحزن مصطنع) : أقسم أن لدي مشاعر، لما أنتما قاسيان هكذا؟

وعندما لم يرى أي ردة فعل من جيو بدأ بتأمل وضعيته... عاقد ذراعيه أمام صدره ومستند إلى الجدار خلفه وعينيه الحادة مغلقة وكأنه نائم... لا تتحرك منه شعرة واحدة، وجهه خالٍ من التعابير.....

اتضح الأمر لــ دايتور الذي ابتسم بهدوء فهذه عادة جيو التي لم تتغير عندما يكون في وضعية التفكير.. لكن السؤال هو بماذا يفكر؟ وهل سمع ما قاله قبل لحظات؟

لن يعلم الاجابة على أي حال إذا أطال التحديق به لذا استدار بهدوء ليعود بنظره إلى كروس وهي الأخرى لا ترفع رأسها إليه.... تأملها وهو يحدث نفسه:

- أنا محاط هنا بأناس مصنوعين من الجليد... ابن عمي وكروس هذه شبيهة جينا... لكن مهلاً.. صحيح أنها تشبه جينا إلا أن لهذه الآنسة سحرها الخاص وتصرفاتها رزية وحذرة بينما جينا كانت تصرفاتها متهورة وطفولية..

تنهد بهدوء وقرر التكلم عن القصة.. إن أراد جعل جيو يعود للعالم ويخرج من داخل نطاق تفكيره فعليه القول.. تنحنح واستأنف:

- سأخبركِ يا آنسة بالقصة التي مر عليها خمس سنوات وعدة أشهر فما رأيكِ أن ترفعي رأسكِ لتنظري إلي؟

لم تفعل إلا أنه لم ينتظرها لتقوم بذلك وما إن نطق أول حرف حتى.....

- اخرس دايتور..

انتفض مرعوباً وقفز من مكانه ليحدق بــ جيو والشيء الوحيد الذي تمنى حدوثه في هذه اللحظة هو اختفاؤه من أمام جيو لأنه يعلم أنه إذا بقي أمامه فسوف يرسله إلى الهاوية......

رفعت كروس رأسها لتحدق به مباشرة عندما سمعت كلامه وكانت قد نسيت بالفعل أنه موجود هنا في المكتب... وما تراه الآن بين ابني العم يثير فضولها الشديد... من يسمع الكلمتين الهادئتين الباردتين اللتين خرجتا من حلق جيو سيأخذ نفس الاعتبار الذي أخذته كروس في كون دايتور بالغ كثيراً في ردة فعله وبالغ أكثر في الخوف الذي استولى على قسماته....

بقيت جالسة في صمت وقبل أن تبقيهما تحت أنظارها التفتت لــ أوليفيا ورفعت حاجبيها باستغراب لرؤيتها لكرسيها فارغ... لكن متى خرجت من المكتب وكيف لم تشعر بها؟! حسناً ليس هذا مهماً الآن المهم هو متابعة الموقف بين هذين الشخصين....

أعادت بصرها إليهما وتذكرت فجأة المحادثة الصغيرة التي دارت بينها وبين جيو وتذكرت كذلك يولاند... لو أن جيو ما زال يراقبها لكان قد اكتشف أمر يولاند لكنه لم يفاتحها بهذا الأمر.. ربما هو من المنطقي أن يستطيع يولاند مراقبتها ولا يستطيع أحد الشعور به فهي تعلم جيداً من هو ابن عمها لكن جيو أيضاً ليس بالشخص غبي.. ربما لم يكن يراقبها! من يعلم؟!

تنهدت بهدوء وطردت الأفكار حالياً لتعود إليهما ورأت أن الصمت بينهما قد طال إلا أن جمود جيو وبروده يروي الكثير لها... كان يستمع إلى ما كان يقوله دايتور لها وعندما أوشك على اخبراها بالقصة تدخل بهدوء.. من الواضح أن دايتور هذا يخاف من جيو كثيراً لكن... ما القصة التي لا يريد جيو أن يعلم بها أحد ولماذا؟

تتذكر جيداً ذلك اليوم عندما أخبرها عن صديقه أرسلان وتتذكر أنه أخبرها في ذلك اليوم أن ما تبقى ليس لها شأن به....

هناك ألغاز كثيرة عالقة في ذهنها بشأن هذا الرجل....

لم تنسى بعد ما قالته إفرونيا له عندما التقيا ببعضهما... أخبرته بأن كيف له أن يعلم أنها على قيد الحياة وهو لم يكن بموسكو، وأيضاً قالت بأنه من المؤسف فقده لهما في ذات السنة... بالتأكيد تقصد أرسلان لكن من هو الشخص الآخر؟!... لم يكن جيو في موسكو بعد وفاة صديقه إذاً أين ذهب ولماذا؟ هل لسفره علاقة بالآخر الذي فقده جيو بعد أرسلان؟....

عادت بذاكرتها إلى محادثتها مع جيو في اليوم الذي قتلا فيه غيلبيرت.... ذكر أنه لم يكن يعتقد أنه سيحدث له أمر أفظع مما حدث معه إلا أنه كان مخطئاً فقد حدثت معه أمور تركت هي الأخرى أثرها عليه إلى هذه اللحظة.... تتذكر جيداً ما قال...

وما يمكنها فهمه من كل هذا هو أن جيو ترك موسكو بعد موت أرسلان وتعرض لمواقف حولته لما هو عليه ومن هذه المواقف هو فقدانه لشخص آخر عزيز غير أرسلان... وجينا هذه! مخطوبة شقيق دايتور لكن ما شأن جيو بها... مناسا وجيو وأوليفيا يعرفون جينا تلك لأنها مخطوبة براد قريبهم... القصة الحقيقية تدور حول ابن عم جيو براد وجينا وجيو.... والآن يبقى السؤال من هو؟ من هو ذلك الشخص الذي يعزه جيو إلى ذلك القدر الكبير؟

الشخص الوحيد الذي يمكنه اخبارها بكل شيء هو دايتور الثرثار...

سحقاً... وما هو شأنها بكل هذا؟ لماذا تتعب نفسها بالتفكير به.......

زفرت الهواء بحدة ونظرت إلى معصمها وبالتحديد إلى ساعتها لتجد أنه حان موعد محاضرتها.... التقطت حقيبتها من حضنها ووقفت بهدوء ومررت نظرة سريعة إليهما قبل خروجها لتجد أنها كانت الوحيدة في المكتب... غادر الاثنان دون أن تشعر بهما.... سخرت من نفسها فكيف لها أن تشعر بهما وهي غارقة في بحر تفكيرها؟

تنهدت بهدوء وخرجت من المكتب وأغلقت الباب خلفها وتوجهت رأساً للقاعة التي ستلقي فيها محاضرتها...

~*~*~*~
- أندرو أيها الأبله إلى متى ستبقى هكذا؟

سأل زاك بشفقة على حال صديقه وهو يراه جالساً على الأرض تاركاً المقعد المجاور له فارغاً وتقدم البقية ووفقوا بجوار زاك وتأملوا وضعيته... لم يستطيعوا رؤية وجهه فهو يخفيه بين ذراعيه الملتفة حول رجليه... كان يكور نفسه كالأطفال فرق قلب أصدقاءه لحاله ما دفع دانيال للقول:

- أندرو ما بك؟ تبدو كالمشردين وأنت جالس هكذا... احترمنا رغبتك بالبقاء وحدك لكن أن تؤول حالك إلى هذه الحال! أخبرنا ما الذي حدث لك؟

جلس ريك بجواره والتقط كتبه التي كان يلقيها بإهمال بجواره ثم وضع يده على كتفه وهو يتكلم بهدوء:

- من واجب الأصدقاء مساعد بعضهم أندرو فأخبرنا هيا ما هي مشكلتك؟ وضعك هكذا لا يعجبنا... أخبرنا....

وقطع جملته سريعاً فور سماعه لهمسات أندرو فنظر إلى البقية فاقتربوا سريعاً منهما وجلسوا أمامه ليسمعوا ما يقول....

- لن تسامحني... كرهتني بشدة لدرجة أنها لا ترغب في النظر إلى وجهي...

ليسمعوا بعدها شهقاته المتألمة وبدأوا يتكلمون لكن ليس بألسنتهم بل بعيونهم وعندما لاحظوا ارتجافه قال هنري بسرعة وقلق:

- أندرو اهدأ هذا يضر بصحتك أرجوك توقف عن البكاء...

وأعقب زاك بعجلة مخاطباً دانيال:

- أحضر ماءً بسرعة.... تحرك...

قفز دانيال وركض سريعاً ليحضر ما طُلب منه أما البقية فحاولوا رفع وجه أندرو عبثاً فتمتم هنري بتوتر:

- سحقاً سحقاً... (وأكمل بصراخ) أندرو استفق لا تفعل هذا بنفسك...

- أندرو؟!

التفت ثلاثتهم لمصدر الصوت فعلموا مباشرة من تكون ووجدوها تتقدم منهم والقلق بادٍ على قسمات وجهها....

- ابتعدوا لو سمحتم...

أذعنوا لطلبها ووقفوا على أرجلهم ليفسحوا لها المجال لتستطيع الاقتراب...

خفق قلبها بشدة عندما رأت حالته، تعلم جيداً من السبب ولماذا فبدأت تشعر بتأنيب الضمير وسارعت بالجلوس أمامه وامتدت يدها لتستقر على كتفه وبدأت تهزه بخفة وتنادي باسمه إلا أنه لا يستجيب... كل ما تسمعه منه هو صوت شهقاته وتشعر بارتجافه... لم تكن تتوقع أن تكون ردة فعله هكذا، لم تكن تقصد ما قالته له رغم أنه ليس بالكلام الذي يجرح ولا حتى بالكلام الذي يؤثر بطفل صغير! لماذا أخذ هذا الموقف؟!

- أندرو أنا كروس أتسمعني.... أندرو أجبني ارفع رأسك وانظر إلي... أندرو؟

- أحضرت الماء.

توقف دانيال وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة فتناول ريك الماء منه على عجل وجلس قريباً من أندرو وهو يطلب منهم أن يرفعوا وجهه ليستطيع فعل ما في باله فتقدموا وابتعدت كروس ولم تبعد ناظريها عن أندرو...

راقبتهم بهدوء وهو يحاولون ابعاد رأسه ويديه عن رجليه فنجحوا وبسرعة...

سكب ريك المياه الباردة على رأس وجهه أندرو المحمر لتختلط قطرات المياه مع دموعه وتمتزج شهقاته المتألمة مع شهقاته المصدومة مما فعله ريك وهتف الأخير بحدة وهو يمسك خصلات شعر أندرو ويشدها بقوة:

- أيها الأبله استفق....

وفعل ما لم يتوقعه أحد.... سيطر على المكان صمت لم يتخلله سوى دوي صفعة قوية جعلت الجميع يشهق بصدمة عدا الفاعل الذي ابتعد بهدوء واقفاً على رجليه وهو يحدق به برضى... سيسامحه أندرو على ما فعل المهم أن لا يستمر على ذاك المنوال....

- ريك أيها الأحمق ماذا فعلت؟ هل تظن بأنك ساعدته بتلك الصفعة؟

ابتسم ريك وأجاب هنري بكل هدوء:

- كن متأكداً أنه ما كان ليعود لولا الصفعة.. راقب بنفسك...

نظر هنري إليه بغيظ ثم أعاد نظره إلى أندرو، اقترب منه وأمسك وجهه بكلتا يديه ورفعه ليرى أثر تلك الصفعة المؤلمة فوجد خيط الدم الذي تسلل من أنفه فأخرج منديلاً من جيبه ومسحه وهو يتكلم بهدوء:

- أندرو أتسمعني افتح عينيك وانظر إلي...

- أتركني..

قالها أندرو بهمس ودفع يد هنري عنه بقوة وعندما أوشك على العودة إلى وضعيته السابقة....

كاد يدفع تلك اليد التي استقرت على كتفه بقسوة لكنه امتنع عندما سمعها تهمس باسمه... اكتفى بالنظر إلى يدها على كتفه دون احداث أي ردة فعل ولا حتى كلام....

حاولت منع خروج صوتها مرتجفاً ونجحت في ذلك إلا أن الضعف بان من خلاله.... كانت تتألم لأنه يعاني بسبب ما قالته له ووجدت أن عليها اصلاح الأمر، أخذت نفساً عميقاً وتكلمت:

- أندرو أنا لم أكن أقصد ما قلته لك صدقني... كنت أريد تلقينك درساً كي لا تحاول الايقاع بي مرة أخرى ولم أكن أقصد أي كلمة مما قلت.. لم أكن أعلم أنك ستتأثر إلى هذه الدرجة.. أرجوك سامحني أندرو.. لا يمكنني احتمال رؤية أحدهم يعاني بسببي أرجوك سامحني..

شعر بأن كل كلمة خرجت من فمها تحمل كل معاني الصدق والندم والحزن... كان صوتها محملاً بمزيج من المشاعر استشعرها جميعها... تطلب منه السماح وهو من أخطئ بحقها لأنه ساعد جيو على اختطافها... تقول أنها كانت تريد تلقينه درساً فقط؟!

- أنتِ لا تكرهينني؟ هل سامحتني؟

سألها وهو يدير رأسه لينظر إليها فوجد تلك الابتسامة المُطَمئِنة المزروعة على شفتيها وسمعها تقول:

- كيف لي أن أكره شخصاً مثلكَ أندرو؟ وعلى ماذا علي مسامحتك فأنتَ لم تفعل شيئاً يستحق الغضب مني.

- ساعدته على اختطافك!

اتسعت ابتسامتها وهي تجيبه:

- كان كل هذا لصالحي أندرو فــ جيو أراد مساعدتي... ألم يخبرك لماذا أراد اختطافي؟

- لا ولم أسأله حتى... أردت مساعدته لا لشيء... هل ستغضبين مني الآن؟

- لن أغضب منك أندرو والآن هيا انهض أم أن الجلوس على الأرض يعجبك؟

ضحك بخفة وهو ينهض وساعدها على الوقوف وابتسامته لم تفارق شفتيه.....

كان مفعول الصفعة ناجحاً... هذا ما فكر به أصدقاؤه وهم يراقبون كروس وأندرو بصمت...

تنهد دانيال وسأل:

- ما الموضوع الذي كانا يتحدثان عنه؟

أجاب زاك وعيناه لم تفارقهما:

- لا يهم.. المهم هو عودة أندرو إلينا... من كان ليصدق أن أندرو المتشرد الذي كان قبل دقائق هو ذاته الذي يضحك أمامنا؟

تكلم هنري بهدوء وهو يحدق بهما:

- من الواضح أن صفعتك أعطت مفعولاً ريك.

- أخبرتكم بذلك.

- سنجتمع الليلة في المطعم وسنفهم من أندرو كل شيء ولن نجعله يسوق الأعذار كي لا يأتي...

حركوا رؤوسهم موافقين على كلام دانيال ونظرهم لم يبتعد عن أندرو وكروس اللذان كانا يتحدثان وهما يضحكان...

~*~*~*~

(في تمام السابعة مساءً في منزل كروس)

أعادت ايزا نظراتها لــ كروس وهي تتكلم وابتسامة واسعة تزين شفتيها:

- حديقة منزلكِ رائعة، لديكِ ذوق جميل في الأزهار.

- هل تحبينها؟

- كثيراً.

- مرحباً كروس...

عرفت كروس الزائرة فوراً والتفتت إليها لتواجهها لأنها كانت قادمة من خلفها بينما ايزا كانت مقابلة لها ونظرت إليها بهدوء... اقتربت مناسا وابتسامة واسعة تزين شفتيها فرحبت بها كروس ودعتها للجلوس معهما إلا أن مناسا توقفت أمام ايزا وقالت:

- مرحباً ممممــــ........

- ايزا، أنا اسمي ايزا.

- مرحباً ايزا أنا مناسا.

- أهلاً مناسا تشرفت بمعرفتك.

لم تتكلم مناسا وبقيت تتفحص ايزا بعينين دقيقتين وفجأة لاحت على وجهها ابتسامة واسعة وهي تقول:

- أنتِ ابنة المصمم كلينتون! لا أصدق أنني أراكِ أمامي..

ردت ايزا الابتسامة لــ مناسا وقالت:

- بل صدقي عزيزتي.

- رائع..

هتفت مناسا وهي تقفز من سعادة وأكملت:

- لقد قابلت ابنة مصممي المفضل... أنظري إلي أنا أرتدي تصاميمه.

- وأنا كنت أتساءل أين رأيت هذا التصميم من قبل.

ضحكت مناسا على كلامها وقالت:

- ذكريني بأن ألتقط صورة تذكارية لي ولكِ.

- ألا تريدين الجلوس مناسا؟

- بلا روستا سوف أجلس.

وجلست بالكرسي المجاور لــ كروس لتكون مقابلة لــ ايزا بينما ضحكت كروس بداخلها فها هي مناسا تعطيها صيغة أخرى لاسمها... كم تحب هذه الفتاة المجنونة... خلال الأشهر التي مضت بعد الانتهاء من غيلبيرت واختفاء جيو ازدادت قوة علاقتهما بخلاف جيو الذي عاد إلى ما كان عليه مذ تعرفت عليه أول مرة، من الواضح أنه سيبقى لغزاً بالنسبة إليها حتى أجل غير معروف!

راقبت الفتاتان وهما تتحدثان وقد بدا عليهما الاندماج، علمت منذ البداية أنه لو قابلت مناسا ايزا فلن تحتاج لوقت كبير لتستطيع الاندماج معها فالتشابه بينهما كبير..

تركتهما كروس وقصدت المنزل واتجهت رأساً إلى المطبخ....

وبينما هي تضع قطع الثلج في كؤوس العصير تذكرت فجأة أمر سيريكا... كانت تريد التحدث معها والاطمئنان على حالها إلا أن ما سمعته من زميلاتها عندما سألتهن عنها أثار الحيرة في نفسها أكثر وأكثر... وعندما همت بالذهاب حيث أخبرنها عن المكان الذي تتواجد به انشغلت بأمر آخر وهو أندرو فعندما رأته على تلك الحالة من بعيد لم تتردد ثانية واحدة وذهبت حيث هو.... وبعدما تم اصلاح الأمر تركته وذهبت للبحث عن سيريكا لم تجدها في ذلك المكان ولا حتى هو! لكن حقاً، كيف تعرَّف جيو على سيريكا وما هو الموضوع الذي يتحدثان بشأنه؟ زميلاتها أكدن لها أن ابن المديرة أوليفيا هو من كانت تحدثه سيريكا ولا أحد غيره.. ما هو الموضوع؟!

توقفت عن التفكير وعادت للفتاتين وهي تحمل بيدها كؤوس العصير واليد الأخرى تحمل بها كعكة شوكولا شهية وما إن وزعت العصير ووضعت الكعكة على الطاولة حتى هتفت مناسا بحماس وهي تحدق بالكعكة:

- كعكة شوكولا.. أنا أعشقها..

- أرجو أن يعجبكِ طعمها.

علقت مناسا بحماس:

- أنتِ من صنعتها؟

- أجل.

أجابت كروس بابتسامة هادئة وهي تضع القطع التي قطعتها لتوها أمام مناسا وايزا واستحضرت ذكرى مر عليها تسع سنوات عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها وشحب وجهها مباشرة على تلك الذكرى....

- روستا؟ هل أنتِ بخير؟

رفعت كروس رأسها لتناظر مناسا وهي تتكلم بهدوء:

- تذكرت أمراً ما لا تقلقي.

- ما هو؟

سألت مناسا بفضول فتكلمت كروس مغيرة الموضوع:

- لم تخبريني برأيكِ، هل أعجبتك؟

- سأرى الآن...

وتناولت مناسا القليل وأغمضت عينيها وكانت تتذوقها بهدوء... من يراها سيظن أنها من احدى لجنات التحكيم المتعلقة بالطبخ....

- رااااااااائعة.... كروس أنتِ رائعة، كيف صنعتِ هذا الشيء؟

هتفت مندهشة فتكلمت كروس بهدوء:

- سعيدة أنها أعجبتكِ... وأنتِ ايزا أخبريني ما رأيكِ بها؟

- كما قالت مناسا... أنتِ محترفة كروس.

~*~*~*~

- أندرو..

أجفل المعني وحدق بأصدقائه والنار تكاد تخرج من عينيه ليتحدث بغضب:

- ألم أقل لكم أن تغربوا عن وجهي؟ لن أنسى فعلتكم بي في الجامعة.

عقد زاك حاجبيه وقال بانزعاج:

- هذا بدل أن تشكرنا؟

زفر أندرو الهواء وتكلم بحنق:

- أشكركم على ماذا هـــا؟ على الماء أم على الصفعة؟!

تنهد ريك بهدوء وتكلم:

- أنت لم ترَ كيف كانت حالتك حينها.. ما كنت لتعود لولا الماء والصفعة...

- لما لم تتركوني لوحدي؟

سأل أندرو بهدوء فأجابه دانيال بابتسامة واسعة:

- لأننا أصدقاؤك.

- حسناً...

تمتم بهدوء ثم.......

ضحك الجميع بقوة وهم يرون عيني ريك المتسعة من الصدمة غير مصدق أن أندرو قد فعلها..

- هذا ما تستحقه ريك...

ما زال لم يستوعب الأمر... صفعه أندرو؟! هذا بدل أن يقوم بشكره لأنه جعله يستعيد عقله.. استمر أصدقاؤه بالضحك عدا أندرو الذي عاد ليكمل لعب البلياردو دون اكتراث ما دفعه هذا للغضب إلا أنه تماسك وقال بهدوء:

- سأتغاضى عن هذا لأنك أحمق لكنني سأرد الصاع صاعين في مرة أخرى..

- أحمق؟! هل تقول أنني أحمق؟

ترك أندرو عصا البلياردو وحدق بــ ريك بغضب وقبل أن يقدم على أي فعل... سحبه هنري وهو يسأل:

- شباب ألستم جائعين... هيا بنا إلى المطعم وهناك سيخبرنا أندرو بكل شيء... تحركوا..

- أتركني هنري لن أخرج من هنا.

قالها أندرو وهو يدفع هنري عنه لكنه لم يستطع الافلات واضطر إلى الخروج من النادي والذهاب معهم وكله يقين أنهم لن يتركوه حتى يخبرهم بما جرى..

- أتركني أستطيع السير وحدي هنري.

أجابه هنري وهو يكمل السير:

- لن أفعل فأنتَ مخادع كبير.

- لست كذلك.

قالها بطريقة طفولية وهو يناظر ما حوله بلا اهتمام وقبل أن يخرج الهواء من جوفه بملل توقف عن السير فجأة لتتغير معالم وجهه وقبل أن يخطو خطوة اضافية....

ركض عابراً الطريق بسرعة مذهلة وهو ينادي بصراخ:

- مهلاً مهلاً... هيــه أنت انتظر لحظة.. جيــو..

اتسعت عينا هنري ومرر نظره من يده التي كانت تمسك بيد أندرو إلى أندرو الذي ابتعد عنهم مسافة جيدة ولم يكن وحده المستغرب الوحيد فقد كان أصدقاؤه ينظرون إلى أندرو بنفس النظرات...

سأل دانيال بدهشة:

- ما الذي حدث الآن؟ ألم يكن أندرو معنا منذ لحظات... لماذا ركض باتجاه تلك السيارة وبتلك السرعة الجنونية؟

- لو أن شرطي رآه يركض هكذا فسيظن أنه هارب من عملية سطو على احدى البنوك...

قالها زاك ليكمل هنري:

- جن صديقنا بشكل نهائي....

- برأيكم ما هو الكلام الذي بينه وبين جيو؟

التفتوا نحو ريك وعلامات الحيرة تطغى على وجوههم ثم أعادوا النظر إلى أندرو وقد لاحظوا الآن أنه كان يقف مع جيو وهناك موضوع ما يتناقشان به....

فور ملاحظة جيو لــ أندرو أوقف سيارته على جانب الطريق وترجل منها بهدوء ووقف مواجهاً له ولم يسأل شيئاً... اكتفى بإغلاق الباب والاتكاء عليه دونما أي كلمة فبادر أندرو:

- بسببك أنت حدث لي كل هذا؟

- اسمع يا فتى ليس لدي وقت أخبرني ماذا تريد؟

قالها جيو بجمود فأجابه أندرو وهو يتنهد:

- ألا يستطيع أحد الاستمتاع بالتهاوش معك؟

- لا أظن أن هذه هي غايتك.. أمنحك خمس ثوانٍ إن لم تخبرني بما تريده فسأذهب...

من الواضح أنه لا يمزح في كلامه، هذا ما فكر به أندرو وهو يراه يهم بفتح باب السيرة وبدون تردد تكلم:

- أردت اخبراك أنني رأيت آنسة تراقب الآنسة كروستا.

توقف عن الكلام وابتسامة خفيفة ظهرت على محياه وهو يراقب تراجع جيو عن الدخول إلى السيارة ولكن الابتسامة اختفت خلال ثواني عندما سمع صوته البارد غير المبالي وهو يقول:

- ما شأني؟!

كلمته هذه جعلت النار تشتعل بقلب أندرو وهو يفكر، ما شأنه؟! ويسأل ما شأنه؟! كل ما حدث سابقاً ويخبرني الآن ما شأنه؟!

فكر للحظة أن عليه الانقضاض على الرجل الذي أمامه وإيساعه ضرباً إلا أن عقله حثه على هذه الفكرة أكثر وأكثر بعدما نظر إلى جانب وجه الماثل أمامه... إنه حتى لم يكلف نفسه إلى النظر إليه.... سحقاً.... أغمض عينيه بقوة وبانت خطوط فكه السفلي لشدة ضغطه على أسنانه ورغم كل ما يشعر به بداخله هدأ نفسه قدر المستطاع وتكلم بشكل سريع وهو يراه يهم بتشغيل سيارته:

- عندما خرجتُ من الجامعة رأيت الآنسة كروستا تركب بسيارتها وأردت اللحاق بها لا لشيء فقط لأنني متفرغ وعندما وصلت لمنزلها بقيت أنا بالسيارة ولم أتحرك لأن هناك آنسة شقراء لفتت نظري تقف على شرفة منزل قريب من منزل الآنسة كروستا... رأيتها تنظر إلى الآنسة بنظرات لم أفهمها ورأيتها تمسك بهاتفها وتكلم أحدهم ونظرها لم يبتعد عنها... وجدت الآمر غريباً وفكرت أن آتي إليكِ وأخبرك بهذا قبل دقائق إلا أن أصدقائي أعاقوني... أردت اخبارك بالأمر لربما يعنيك الأمر...

- ولماذا قد يعنيني الأمر؟

سأل وانطلق بعيداً تاركاً أندرو واقفاً والشرر يتطاير من عينيه لدرجة أنه ضرب الأرض برجله وتمتم بحدة:

- اللعنة لماذا عليكَ أن تكون بهذا البرود جيو... لماذا تكون الآنسة قد وقـــ......

- أندرو؟ هلا فسرت تصرفاتك؟

استدار ليواجه أصدقاءه والغضب ما زال يسيطر عليه وسألهم بجنون:

- أخبروني ما الحل؟

- حل ماذا أندرو؟!

سأل زاك باستغراب من حالة صديقهم إلا أن أندرو لم يجبه وابتعد عنهم مغادراً المكان ولم يحاولوا إيقافه....

- ما دام يريد البقاء لوحده فله ذلك.

قالها ريك وهو يتنهد وبهدوء وأكمل:

- هيا بنا شباب لا فائدة من بقاءنا هنا بهذا الشكل... عندما يريد أندرو التكلم فسيأتي لوحده ويكلمنا...

~*~*~*~

وكالعادة أينما تذهب مناسا تجلب المرح معها فها هن يضحكن على كلامها إلا أن هناك من أراد منهن التوقف.....

أخرجت مناسا هاتفها من حقيبتها وحدقت باسم المتصل وتمتمت بانزعاج قبل أن تجيب:

- كالعادة إنه مصدر الكآبة.

وعبر الهاتف قالت بانزعاج:

- ماذا هناك جيو؟

- أنا أنتظر.

- تنتظر! ماذا تقصد؟!

- لا تفقديني صوابي.. أخرجي بسرعة قبل أن أذهب.

- أجل من الواضح أنكَ ستفقد صوابك مع صوتك هذا.

قالتها ساخرة وكلها يقين أنه ما عاد هناك شيء يستطيع تحريك أي شعور من داخله لا غضب ولا حزن ولا حتى عاطفة....

تنهدت بهدوء وسألت:

- أنت في الخارج؟

- لا بل على القمر.

ضحكت مناسا بسخرية.. من المفترض أن يقولها بشكل ساخر وليس بارد.... هذا هو المفترض ولكن هذا هو جيو... حسناً لن تخرج الآن بل عندما تجد أي تغير ولو حتى طفيف على صوته ولكي تنفذ هذا...

نظرت إلى السماء وبالتحديد إلى القمر وسألت:

- هل تسخر مني يا هذا؟ نظرت لكنني لم أجدك.

- لن ينفعكِ هذا.. أعلم جيداً ما الذي تريدينه....

- اللعنة عليك.

وأغلقت هاتفها بحنق وترجلت وهي تقول:

- عن إذنكما علي الذهاب فأخي في الخارج ينتظرني والأهم أنني أردته أن يفقد أعصابه ففقدتها أنا.

وقفت ايزا هي الأخرى وهي تقول بابتسامة هادئة:

- وأنا علي الذهاب، تأخر الوقت وبدأت أشعر بالنعاس.

رافقتهن كروس حتى الباب الخارجي وبالها مشغول بالتفكير بطريقة تجعل بها الواقف أمامها على بعد عدة أمتار يخبرها بالأمر...

تأملته بشرود لدرجة أنها لم تنتبه لــ ايزا التي ودعتها وغادرت المكان ذاهبة إلى منزلها.....

لاحظته ينظر إلى ايزا وهي تبتعد بنظرات لم تفهمها ولم يكلف نفسه بالنظر إليها... بات أغرب من قبل وهذا يجعلها تشعر بالضيق والضياع في كل لحظة....

- إلى اللقاء روستا...

ابتسمت كروس بهدوء ولم تستطع الكلام فالضيق الذي تجمع بداخلها والرجفة التي انتابتها لم يسمحا لها بذلك ووقفت تراقب من مكانها ركوب مناسا بالسيارة وهي تفكر.... هل تركض له قبل أن يذهب وتسأله عن الموضوع أم تراقب ابتعاده وحسب.... باتت غير متأكدة أنها ستستطيع رؤيته لاحقاً وهكذا ستضيع الفرصة التي أتتها على طبق من ذهب... لقد أتى بنفسه إلى هنا فلماذا لا تستغل الوضع؟!

- جيــو.

همست بخفوت وهي ترى سيارته تبتعد لكن ليس بتلك السرعة... وبلا تفكير اضافي..........

امتنعت عن الذهاب وعيناها تراقب الطريق الذي اختفت به سيارته؟! أضاعت الفرصة بشكل نهائي ولم يعد هناك مجال لسؤاله....

ستحصل على الاجابة منها هي... من سيريكا... ما دامت لا تستطيع التحدث إليه فستكلم سيريكا... هذا ما فكرت به وهي تغلق باب منزلها وتصعد إلى غرفتها، وبدون أن تبدل ملابسها ألقت جسدها على سريرها وأمسكت هاتفها وأغلقته فهي لا تحتاج لــ يولاند كي يعكر مزاجها....

- متى سأرتاح؟

سألت نفسها بألم وهي تغمض عينيها إلا أنها لم تنم بل بقيت تفكر وتفكر... لماذا حدث لها الأمر الذي لم تتوقع حدوثه لها.... لماذا يا قلبي؟!

وبلا رغبة منها، ارتجف جسدها ولم تشعر إلا وبدموعها تنساب وهي تشعر بحرارتها تحرق وجنتيها......

~*~*~*~
يتبع......





[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #185  
قديم 06-09-2016, 08:10 PM
 
سلام عليكم...
البارت رائع... و الصدمة كبيرة..

أن يكون أرسلان أخ غيلبرت

غير الشقيق...

و مع ذلك، لا اراه سبب انتقام... طبعا حظه سيئ بالحياة حيث لم يتوافق أبواه ليكون ضحية طلاق ثم موت أمه...

إلا أن الوضع يحدث للكثير... كلهم أصبحوا سفاحين..!

و ماذا عن قتله لمن ربيانه، ما الغرض؟... و حتى كروس..باشر بقتلها لو لم تفلت.. bad1

و الأعجب أن براد ابن عم جيو...و جينا أصبحت مخطوبة براد بعد ردع اوليفيا لجيو..صح...

، بدأت أستوعب سبب تفرقهما،لكن أين هي جينا و هل لعدم وجودها رابط بعدم تدخل براد في قتل جيو لغيلبرت...أفكر كثيرا..هههه

واااو ،جيو،فقد عقله...
لم أشأديق مافعل..!

من الجيد تدخل جويس..

و من حظها السيئ قلبها الذي بدا مهتما به...
حسنا، التلميحات الطفيفة التي التقتها من الهواء تدل على أن الشعور متبادل..خخخخ


لنرى ما تحكيه السطور القادمة

Thanks for praise dear...

شهر رمضان كريم


Krustavia likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 06-10-2016 الساعة 12:21 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 05:26 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011