عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2015, 11:29 PM
 
قلم ذهبي | دمى بشرية يتلاعب بها القدر ~

.












.

قصة الرائعة
Zizi

بمنتصف الطريق أسير مصطحباً ظلي معي ، تاركاً قلبي عند أمي وأختي وأخطو ذاهباً إلى الموت الذي يفرد أجنحته لي
أشعر بوحدة وقلق ; رغم أن ان مختلف البشر يحيطون بي في هذا الباص المزدحم ..
أنا اليوم أرحل عن مدينتي أرحل عن عائلتي وأهلي ، أدعو لأمي ان يصبر الله قلبها فـ كيف سأكون الابن الثاني الذي ستفقده !
من يعلم ربما قد لا أموت وربما قد أعود سالماً لها ..
انا الأبن الثاني سيف أبلغ من العمر 22 سنة ، كان لدي شقيق يكبرني بـ خمس سنوات لم نعد نعلم عنه شيء
أختفى عن الوجود فجأةً ومنذ ذلك الوقت والدنيا تغيرت في نظرنا ..
لا أدري أين أذهب ! لا أدري سوى انه تم تحويلي إلى قطاع خاص من الجيش وها انا اتجه إلى هناك لأراقب ما سينتظرني ...
شممت رائحة الدخان التي تفوح من سيجارة الرجل المجاور لي وتذكرت كيف كان أخي يضايقني بتلك العادة والإدمان على التدخين رغم نصائحي له
ولكن إن رأني ذات يوم أحاول التدخين سينهي حياتي فوراً ، أفتقده حقاً !
أفتقد لتأمراته علي وما كان ذلك إلا من أجلي .. أود لو يعود الوقت ثانية فقط ولو ثانية حتى أعانقه وأضمه لي وأتنفس عبق عطره
اختفى ولم يترك لمنزلنا سوى الثياب التي تحمل شتى الذكريات منه
كان الأب لي ولأختي بعد وفاة والدي بمرض السرطان الذي كان يفتك بكبده حتى قتله ..
رددت في سري وانا انظر إلى السماء بعد تنهد أليم " أمي .. اختي .. استودعكم عند الله "
توقف الباص لتتوقف الكرة الأرضية ويدفعني السحاب نحو مصيري ، لا مفر ولا مهرب الأن
اختلج البرق والبرد قلبي وانا بالكاد أقوى على حمل السلاح لموجهة العدو .. لا أخفي بأني كنت خائفاً من أن أسحق روحاً
حتى لو كانت لبشرٍ مجرم سفاح
لا أقوى على قتل أحد ......
ولكن وضعت في النهاية أمام موقف عصيب ، لم يكونوا ليعتمدوا علي أبداً في المعارك التي يقيموها بل كنت فقط أجهز الذخيرة وأساعدهم
وأحياناً أبقى خلف الصخور أراقب الوضع وأراقب جنود الأعداء المتمردين يسقطون واحداً تلو الأخر حتى لم يبقى أحد مستقيماً
أرى هناك جندي يختبئ في مرتفعات الجبل ويوجه السلاح نحو قائد فرقتنا
وأنا الأقرب لأستطيع التصويب عليه ، أوصيب القائد وقتها لم أجد خيار سوى بتوجيه بندقيتي نحوه وكلتا يداي ترتجف
علي أن أنقذ القائد .. لا أستطيع ان أدع أحد يموت وانا مكتوف اليدين
لم أشعر سوى وانا أضغط على الزناد لأطلق النار على ذاك الجندي إصابة بليغة .
تنفست الصعداء وتهاوت أقدامي وانا أجثو على ركبتي ، أشعر بأختناق على ما فعلته ! إنها للمرة الأولى التي أقتل بها أحد .
انزاح بصري عند القائد الذي وضع يده على كتفي مفتخراً بي ويشجعني بكلمات الشكر والاعتزاز
كانت هذه البداية فقط وأصبحت تقريباً أعتاد على الوضع وأتدرب على شتى الأسلحة
وذهبت إلى مهام وأحارب معهم وبين االحين ولآخر استلم الدبابة ، وفترة تتلوها فترة زمنية ليست بطويلة وانا أستقبل التكريمات من علو في الرتبة ومن أوسمة
وكانت أمي أيضاً تدعو لي دائماً وأكلمها كل أسبوع دون انقطاع وبأي وسيلة .. ففي هذه المناطق من الصعب إيجاد شبكات للتواصل .

ها انا الآن اقف منتصب القامة أرنو بجفناي وأمد بصيرتي نحو عدة الجنود الذين يقفون باستعداد واحترام لي
جاء اليوم الذي أصبحت فيه قائد فرقة وأتمنى أن تكتمل فرحتي بهذا
لم أكن القائد الشديد الحازم دائماً بل في بعض الأحيان اكون لهم الصديق المرح والأخ المقرب وربما أكون الأكبر بينهم
استمريت في تدريب الفرقة لمدة شهرين ونحن نخطط لأستعادة منطقة قريبة منا والقضاء على الأعداء
واستفدت من خبراتي وانا أراقب شتى القواد في الجيش والعمداء .. وأصبحت على تحسب لأي أمر طارئ وسنكون بخير وننتصر بإذن الله


.








.

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-12-2015 الساعة 11:36 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2015, 11:32 PM
 
.












.
استعددنا وتوجهنا نحو أرض المعركة بوقودنا وذخائرنا وحتى دباباتنا ، كان جنودي بأعداد كبيرة لا بأس بها
أغمض عيني وانا في موقعي خلف الصخرة الكبرى تنهدت بضجر وفي قلبي أمنية ان تكتمل فرحتي
ابتسمت بآمل " سأحاول أن أعود لزيارة أمي مباشرةً بعد المعركة "
ولوحت بإشارة إلي جنودي المصطفين على الجوانب وفي كل مكان حتى يبدأ إطلاق النار
واحد .. اثنان .. ثلاثة يسقطون من جنود الأعداء
ظننت بأني سأنتصر في هذه المعركة ولكن خاب ظني برؤية القنابل تتوجه نحو أماكن جنودي
التفت بارتعاش وأنا ألمح شظايا قرمزية تتطاير والدماء تسقي تربة الأرض القاسية
شعرت بشعور غريب وقتها ; شعور الغضب والثآر والحزن الشديد في آن واحد ومشاعر لم أُعرفها بعد !
لم يبقى سوى 6 جنود ومعظمهم مصابين إن لم نهرب وننسحب سيتم آخذنا أسرى من قِبل جنود العدو الذين خرجوا فجأةً من خلف الجثث كما العشائر
تشتت أفكاري ولا أدري ماذا أفعل ؟
لمحت جندي من طرف العدو كان يبدو شارداً مرخي دفاعه لم اجد سوى هذه الفرصة لأضمن سلامة رفاقي المتبقيين
وآخذته كالمفترس الذي ينقض على فريسته بعد أن أصبته في قدمه وكتفه كيف لا يتمكن من الهرب
وسحبته بصعوبة إلى موقعي وأنا أتجنب رصاص العدو
لسوء حظه إنه الآن رهينة لدي وسأعيده لهم بعد أن يدعونا نهرب
إلى الآن لم أرى ملامح وجه لا أعلم لما قلبي يرتجف وانا أفكر في النظر إليه
أدرت جسده ناحيتي وأنا انظر إلى ملامحه .. لم أستوعب ما أرى
ذُهلت وفرغت فاهي بصدمة محاولاً إدراك الواقع ، أغمض عيني وأدرت رأسي يمناً ويسرا ثم عاودت فتحهما
لأراه هو مازال متجسداً آمامي ..
سقط سلاحي مني وأنا أهرول نحوه بذعر " بلال هل أنت بخير ؟ بلال أنا لا أصدق "
اهتف كالمجنون وانا أريده ان يخفي تعابير الألم ويجيبني ولو بحرف واحد ولو بهمسة خفيضة لأسمع نبرته
تقدم نحوي صديقي يسألني عما يجري لي وعما أفعله فـ صحت به " هذا أخي أيها المجنون .. أخي الذي لم أره منذ 3 سنوات "
لما أنت يا بلال ؟ لما ظهرت الأن في هذا الوقت !
أين كنت ؟ ولما أنت مع الأعداء ؟
أتوسل إليك أن تكلمني يا بلال
رحتُ أقبل كفيه وجبينه وهو صامت ويأن بألم ويكاد يصفو دمه
كيف لي أن أؤذي أخي الكبير ؟
فلتجبني يا بلال
صحت به ودموعي تنسكب على وجنتي ، وهل القائد لا يبكي في هذه الحالة !
وأخيراً خرج صوته من بين شفتيه ، صوته الذي أشعر بأنه صفعني بقسوة ونسف بي لعالم الندم والذنب
أنهرت كلياً وأنا أستمع إلى ما يقوله بابتساامة والذي يبدو بانه لم يكن متفاجئ البتة " لقد كبرت وأصبحت رجلاً قوياً يُفتخر به يا سيف "
قبض كفه بكفي وهو مفتخر بي وأنا أحترق بألم
طلبت بأن يأتي بمسعف الفريق فوراً
وأكملت ألقي عليه مئات الأسئلة عن أين كان ومالذي جاء به إلى هنا
تخافتت أنفاسي وأنا أكلمه ولا يجيب ، تشنجت خلايا دماغي وأنا أراه ساكن بلا حراك
ونظره معلق نحوي دون تزحزح أو رمشة
سألته بصوت منخفض " بلال أتسمعني يا أخي ؟ "
ولكنه لم يجب صـحت بجنون " فارس أسرع بإحضار المسعف .. يا فارس أسرع "
تهاوت قبضته الكبيرة التي تمسك بكفي وارتطمت بالتراب
وكأن انخفا النظر لدي وقلبت الحياة رأساً على عقب ، لا مستحيل
أخذت أضم جسده بشهيق وأنين .. لما كُنت انت يا بلال !
لما كان رحيلك سريعاً ؟ لما لن تأتي معي لمقابلة أمك وأختك !
أرجوك أجبني يا بلال ...
أخي الذي بقيت على انتظاره سنوات يُقتل في النهاية على يدي !!
عُميت بصيرتي وهجمت على الجنود بهسترية وجنودي لم يتركوني لوحدي .. إلا أن استوجبت أحد جنود العدو قبل قتله
وسألت وعيناي باحمرار الجمر" مالذي كان يفعله معكم بلال ؟ "
جاوب علي بخفوت " بلال كان أسير مثلي ومثل الجنود الذين قتلتهم .. تعرضنا لمختلف أنواع التعذيب وفي النهاية أُوجبرنا على الخضوع في أول الصفوف وإن لم نقتل سنُقتل "
ضحك بسخرية وأكمل " يمكنك القول بأننا كنا دمى بشرية أو بلأحرى أدرع بشرية "
سقطت البندقية من يدي بذهول وترنحت وأنا أجول كالميت بين الجثث
اعترف هذا الفشل الأكبر في العالم
ظننت بأني بطل وكنت أقتل الأبرياء والعدو يضحك بخبث خلفهم
ودفعوني لقتل أخي من لحمي ودمي .. أخي الأكبر الحنون
نظرت إلى السماء أتمتم " سحقاً لنهايتك يا سيف " البطل هه !
خطوت مبتعداً عن رائحة تراب الموت لأقف أمام احتشاد الناس وصراخهم بذعر وهم يهربون يميناً وشمالاً ومنهم من سُحق تحت الأقدام
حملقت بتلك الحقيبة المدرسية التي يبتعد عنها الناس بخوف والجنود تحيط بها وتبعدهم بارتباك
ازداد حقد العدو لوضع قنبلة متفجرة بداخل حقيبة مدرسية وتركها بالميدان !
كنت أنوي أن أركض إلى بيت أمي وأرتمي في أحضانها لما أحمله في قلبي من ذنب ويأس هذا إذا تبقي قلب
سُرت نحو الحقيبة وحملتها على كتفي أمام أعين الناظرين المذهولين وخطوت نحو السيارة وقدتها مبتعداً عن المساكن
أذهب بها إلى مكان لا بشر يموت ضحية فيه
لا أرى الطريق حقيقةً فـ كل ما أراه هو ضحكة أخي ، لعبنا معاً ، مساعدته لي في دراستي
وحتى في خلافاتنا .. كل ذلك آراه شاشةً سينمائية في حدقتاي !
وضعت الهاتف على سمعي فورما رأيت اسم المتصل .. أمي ..
أقبلت بالترحيب بها بضحك ومرح والدمع في عيني .. أقبلت أمازحها لأسمع ضحكتها
ولكنها كانت قلقة للغاية .. هذا قلب الأم
سألتني سؤال أوقف الدماء في عروقي " أعدت تسمع أخبار عن أخاك بلال ! لقد افتقدته كثيراً يا ولدي "
وأخذت نبرتها بالبكاء وقلبي يتقطع لأشلاء ثم يتناثر في جوفي .. أمي كان الله في عونك وفي ان يصبركِ
ابتسمت وأجبتها " اطمئني يا أمي .. أخي سعيدٌ الأن وبخير في الجنة إن شاء الله أدعي له وأدعي لي "
سامحيني يا أمي ... سأفتقدكم


.








.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-05-2015, 11:37 PM
 
.












.
هنا كانت نهاية الجندي سيف
قد تكون بنظركم مجرد أقصوصة ولكنها تكررت كثيراً واقعاً

الحقوق محفوظة لعيون العرب
Florisa@3rbseyes.com

أنتظر أرائكم وردودكم الجميلة
وأعذروني على التصميم المخبص
صممته عالرسريع



.








.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-06-2015, 12:03 AM
 

نورتي القسم
Zizi
السلام عليكورحمة الله بركاته

صدقا من بين القصص الكثيرة التي قرأتها اليوم

أرى قلبي يرتعش وأنا اقرأ سطورك

يالها ن قصةيدمى لها الفؤاد

ربما لأنها جزء من الواقع المرير

قرأت كثيراً عن هكذا قصص حقيقية
هي مؤلمة واكثر منذلك قاتلة

صورتها لا بأسلوب مؤثر وعميق

دافيء ويجعلنا نشعر كما يشعر هذا البطل ذو النهاية المفجعة

كنت امل ان شفى اخاه

لم اتوقع الموت له

لكني في النهاية اسلم بالواقع

فهي الحقيقة بالنهاية

الامر الموجعة التي تحدث في الواقع دون ا يحرك احدهم ساكنا

تقبل الله قرابيننا وشهدائنا
سلمت لهذا الاختيار الرااااقي للغاية

تقبلي مروري وا لم يفي بحقك غاليتي

ادمعتي عيناي حقا

دمت بود عزيزتي

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-12-2015 الساعة 11:38 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-07-2015, 12:05 AM
 

نورتي القسم
Zizi
سلام فلوري
ممم القصة الصراحة بتقطع القلب من الصميم
انو سيف الي حب ينقذ حالو وينقذ معو اصدقاءه بالاخر بيطلع قاتل خيو
والمسكين لما امو اتصلت فيه لتسألو عن خيو
ما هينة يقلها انا قتلتو بيدي
ولا هينة يخبرها بنفس اللحظة انو هو حاليا بمهمة انتحارية
بلحظة فقدت ولدين :'(
الله بيعين كل ام فقدت ولد او اكتر ولا يذوق هالشي لام ما مجربتو
اما هوليك الخسيسين الي بيستخدمو دروع بشرية
من اقذر الحيل
بالفعل انو شي بيقرف
ممم الصراحة ما بعرف كيف عبر بعد
كلام يلجم اللسان

فقط تقبلي مروري البسيط

في امان الله وحفظه
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-12-2015 الساعة 11:39 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بطاقات اسلامية صور عجائب ليلة القدر علامات ليلة القدر سنن رمضان cerhawe nmlqp أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 0 07-12-2013 08:14 AM
اهذاء لكل من يتلاعب بمشاعر البنات 7mo0ody-s مواضيع عامة 7 01-09-2011 11:20 PM
اهداء لكل من يتلاعب بمشاعر البنات ... حــآآآشــرهـ..ـم حـآآشـرهـم شعر و قصائد 21 06-19-2010 09:23 PM
بالفيديو.. الانتر يتلاعب بالميلان ..ويمطر شباكه برباعية نظيفة ghwas رياضة و شباب 2 08-31-2009 10:20 AM
روما الإيطالي "يتلاعب" بالأهلي المصري ويتغلب عليه بثلاثية نظيفة مهيني رياضة و شباب 0 08-07-2008 11:19 AM


الساعة الآن 01:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011