عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 12-28-2015, 11:26 AM
oud
 
كـّان ويّليام جاّلسا على مقـعدّ البيانو يـضّغط بـمللّ على النوتـّاتّ و قدّ افتقدّ الصحبّة في الحـّفلة ، نايتّ لا يستطـّيـع أن يبقى مـّعه طوال الوقّت و فـلورّ ستبقى
تلكـمهّ أو تّشتمه بينمـّا كلّير لمّ تعجبّه حقّا و سيدّة فرانسيسّ تستعيدّ ذكريّـات بّرفقة زوجها بّول فجـأة وضـّعت يدّين على عينيهّ ، دّهش و استقـامّ فيّ جلـّسته
ثمّ وضـّع يديّه فوقّهما همسـتّ بطـّفولية و مـّرح
ـ من أنا ؟
ضحك ويليام ثم التفت اليها ، فجـّلست بجانبه و ظهرها للبيانو رفعـّت قدميها إلى جانبّ صدرها بكلّ هدوء بينما عينيها الزجاجيتينّ تـّراقبـّان نايتّ ، فابتسم
ويليام و أنـزلّ رأسه ثمّ قـّال بنبرة هادئة مخمليةّ
ـ مـاري
همهمت دّلالة على سماعها لمناداتهّ فلمّ يـّقل شيئـّا مما جـّعلها تلتفتّ إليه ، رمشّت بعينيها عدّة مـّرت مسـتّغربة فـوضـعّ أنامله على جّبهتها و أبعدّ خصّلة
كانتّ تّضايقها ليّقول بـمرحّ
ـ أعـتنيّ بـنايتّ جيدا من فـّضلك
أومـأت بـرأسها و هي تلاحـظّ ابتسامـّات نايتّ البـّاردة الموجـّهة نحو ضـّيوفه ، بـجاّنبه كـّان جدّه يـّلقي التحيّة عليهّم بحّرارة تـّامة فقـّالت بـهدوء
ـ لا أفهـمّ لمـّا أنت تهتمّ به لهـذهّ الدرجة ؟
تـّغيرت مـّلامحـّه لكنّ سـّرعان ما أظهر ابتسامته الدائمة الجـذّابة، لوّ أنهاّ تـّعلم فهلّ ستبقى ؟ ضحـكّ و قـّال بـلطّفّ
ـ أنتّ لا تـّعلمين مـدّى محبتيّ لذلكّ الأبله الذّي هنـاكّ فلو طـّلب منيّ النجومّ لصـعدّت السمّاء و جلّبتهمّ له
شـّهقت ماري بتعجّب من مـدى إخـّلاصه، هل يوجدّ فعلا أصدّقاء بمثل هـذا الوفـّاء ؟ إنها لا تـّعلم فهي لمّ تحض بصدّيق في حيـّاتها إلى غـّاية تـّعرفها
على ويليّام ، كان بمثّابة البلسمّ لجروحهـاّ فقـّالت بـنبرةّ لم يستطّع ويليامّ أن يفسرها
ـ سـعيدّة لذّلك ، فـّعلا
ضحكّ و وضـعّ ذراعـه على كتـّفيها منـزّلا رأسها إلى الأسـّفل فـإحمـّر وجهها بالكـّامل و بـدأت تـحاولّ ان تبعـدّه لكـّنه قـّال بمشـّاكسة
ـ هـذّا لا يـّليق بكّ مـاري
شـّعرت بالإحـّراجّ الشديدّ فـابتعدّت قّليلا لكنها سـقطّت من على المقـعدّ فيّ الأرّض ، لم تكنّ المسـّافة بالـقصيّرة و لا الطـّويلة لكنّها تـألمتّ فنـظّرت
إليه بـغّيض ليـّقول هو بكل رضى
ـ هـذهّ هي مـّاري التـّي أعّرفها ، تّصرفي هـكذاّ دومـّا
ضحكتّ ماريّ قـّليلا بإحراجّ أيقصدّ بجملته هذه وصّفها بالخـّرقاء ؟ حسنـّا هي نوعّا ما كذلكّ حيّن إمتدّت يدّ ناحيتهاّ كيّ تسـّاعدها على الـّوقوف ،
تـّقدم آرثّر و على شّفتيه ابتسـّامة غـّامضة جـّعلتها تـّترددّ كثّيراّ قبلّ أن تـّقرر تجـّاهل يدّه المـّمدودّة و تـّقف من تـّلقاء نفّسها بينماّ تـّداركّ آرثر الـوضّع
و أعـّاد يدّه خلف ظهرهّ كالنبـّلاء تمـّاماّ ثمّ قـّال بـّكلماتّ بسيطّة
ـ أعتـّذر على إقتحاميّ لحديثكما هـذّا فجـأة لكنّ أريدّ من ماريّ آن تـستلمّ هديتيّ بشـّكل خـّاصّ جداّ لذاّ أرجوا أن لا تمانعّي وقـّاحتيّ هذه
حملت تلكّ الهدية ثم ابتسمت بتوترّ ، لابد بـأن داخلها شيءّ ترتجفّ له يالها من غبية عندما ظنتّ أنّ اليوم مر على خيّر فقـّالت بابتسامة مرتبكةّ سعت لإخفائها
ـ شـ شكـ شكـرا لكّ ،
انحنى بخفةّ و قدّ ظهرت على ملامحه معانيّ الخبُّث و المـكّر ، فتقدّم منهاّ ويليامّ بـاستغراب و عينه على تلكّ الهديّة ، هـذّا غـريب فكيّف لشخص متعجّرف
يحتّقر عائلة روبـّرت أن يقدّم لهمّ هدية ؟ قـّال بفّضول
ـ ماري أفتحيها
صـّاحتّ به نافّية و قدّ شحبّ وجههـّا ، فنـظرّ إليها ويليام بتعجبّ ثمّ انتزعّ الهدية من بينّ يدّيها حينّ حاولت ماري استرجـّاعهـّا كان قدّ فات الآوان
على ذلّك فقدّ فتحها بكلّ هدوء ، نـظّر إلى ملـفّ ثمّ إلى تلكّ الرسالة الصغيرة و قد كتب عليها ثلاثّة كلمـّات ، لديّك أسبوع واحد ، أعـّادها لها قـّائّّلا
ـ مـّاري ، إنّ كنت في مشكـّلة يجبّ عليكّ قول هـذّا لنا كيّ نسـّاعدك لا أن تخفيها كمـّا لو كأنك ارتكـّبت جرمـّا ،
تأملتّ الملفّ بـخوفّ و قلقّ ثمّ رفـعّته بـقوة ممسكة بهّ ، هـذّا لن يتسببّ في سقوطّها هي فقـط بل نايت و عائلتها بـأكملها فـأومـأت بالإيجـّاب ثمّ قـّالت بترددّ
ـ سـّوف أحـّاول أنّ أهتمّ بهذا الأمـّر بنفسّي،
تنهـدّ بغير رضى ، مـاّري فتاة ضـعّيفة جداّ و لنّ تستـطيّع التـّعاملّ معّ أشخاصّ بمثل هذه الدناءة مهما حاولت ، قـّال ويّليام بّنصف ابتسامة
ـ حسنـّا ، بيدكّ أسبـوعّ إنّ تـأخرت سوف أستلمّ أناّ الأمور
شّعـرت بالإحـرّاج الـّشديدّ و هيّ تـّرى إبتسـآمة ويّليام الداّفئة مخـّبرا إياهّا أنهّا يمكنهاّ دوماّ الإعتمـّاد عليه ، فإبتسـّمت بسـّعادة و هي تـّومئ إيـّجاباّ
ـ لكّ ما تـّريدّ
نـّظر إليهـّا مـّليّا و قّد طـّغى صّفـّات اللطفّ علىّ أنـّحاء وجـّهه راّمقاّ إياهـّا بعينينّ داّفئتينّ حـّزينتينّ فـّوضع يدّه على شعـّّرها الـّبني المّصفف بـّكلّ
دّلال و مسّح عليه بـّكل خفـّة كـّما لو كـأنهاّ طـّفلة بالسـّابعة منّ العـّمر فّي حيـّن كـآنتّ هنـآلكّ آعينّ خفّية مـّملوءة بـّالحقدّ غـّزاهاّ الـكرّه و أوقدّتها
نـآر الإنتقـآم تـّراقبهمّ ، همـّس بـّصوت كـّفيحيحّ الأفـّعى
ـ إنعـّموا بـّهذه السـّعادة المـّؤقتة فـّهي لنّ تدومّ
ثمّ وضـّع قـّناعه على وجّهه الشـآحبّ بـّكل هـدوءّ و قدّ سـآرّ بينّ حشـّود الـّضيوف المـّجتمعة إلى حيثّما كـآن ذلّك المـّخرج مـّوجـوداّ مـّتوعدّا بداّخله
أنّ يذّيقه ويّلاتّ الألمّ
__________________
  #32  
قديم 12-28-2015, 11:27 AM
oud
 
أعتـّرافـّات آخـّر الّليل

\
تـهاوى وشـاح الليل على سمـاء لندن بكلّ بطء نـاشـرا أشـعة نـور قـمرّ كـادتّ تلكّ الغـّيوم الضّبابية أن تخفيه، عندماّ دقّت عـقارب السـاعة
فيّ ذلك المنـزل المـوحشّ معلنة عنّ نهايةّ يومّ آخر وسط دهاليـز الـظلام و خلف تـلك الغـرف العـديدة الفـارغة ، تحديداّ بـغرفة المعـيشة حيث
كـانت نار المـدفئة تومضّ و هي على حـافة التلاشي كانت عينيه السوداويتين تـراقبانها ببرود همس بصوت متـململ
ـ أنا أكّره الإنتـظار ،
تنـاول كـأس من شـرابه المفضل لتلاعبه أنـامل يده بكلّ خفة قبل أن يبتسم بحقد شديد ، وجـه نـظره إلى تلك الـصورة الـكبيرة الـمعلقة و قد
احتوت ثـلاثة أشخـاص فقط ، رجـل في منتصف العشرينيات يبتسم بكل ثقة مرتديا بـذلة رسمية سوداء اللون و بجـانبه رجل ظهرت معالم
الشيخوخة على وجهه البـارد يجلس على كـرسي فاخر واضـعا فتى صغير في حضنه ،
هـذه الـصورة ذات الإيطار القديم المهزئ و غبـار المتـراكم هي آخر ذكرى يمتلكهاّ ، تلكّ الابتسـامة المفـعمة بالثـقة و ذلك الدفء لن يـعودا
أبدا حينما توالت كلمـات فجـأة إليه متـسللة محـاولة زرع الـمزيد من ذلك الـحقد بين كل نبضة يهمس بها قلبه
ـ لا أحد يستطيـع إيقافه، لا أحـد نـد له .. أنت لست نداّ له
شدّ على قبضته بقوة و قدّ تجمعتّ نيـران غضبه فيها ، وضـع الكـأس على الطـاولة الـزجاجية بهدوء منـاقض لأعصابه ثمّ إتجه بخـطوات بطيئة إلى
الـشرفة ليقف مواجها نور القـمر فصـاح بـغضب
ـ سـأهـزمه و ستـرى ذلكّ ، أناّ لن أهـزمه فقط سـأقتله و سترى
إتجـه إلى الغـرفة مسرعـا ثمّ أمسـكّ سترته الـجلديّة السـوداء ليرتديّها بكل خفةّ ثمّ أخرج هـاتفه من جيّبه و ضـغط على رقمّ كان موضوعـا في
قـائمة الاتصـال الـسريع ، لحـظات حتى إنتـقل إلى مسـامعه صـوت شـاب ما بنبرة كسـولة نـاعسة ضجرة
ـ ألا تـفرق بين الليـل و النهـار ديمتري ؟
ابتسم ديمتري بكل بـرود عندما وضـع مفـتاح سيـارته في مكانه المخصص و شـغل الـمحرك بقوة ليصدرّ صوتا عـالياّ لحـظة ما إنـطلق بجـنون
فـأفاق صديقه من نومه و قدّ غـادرّه الكـسل ، قـال ديمتري بـغيض
ـ أنـا فيّ طريقي إليك لذّلك قمّ بفتح البـوابة فـأنا لا أرغب بالإنتـظار بـعد الآن
تنهـد الشـاب بـكره عندما أغلق السـماعة دون أن يترك له الفـرصة لرفض أو حتى القبول فانسل من سـريره الدافئ النـاعم إلى الطـابق الأول
كيّ يـقوم بتنفيذ أوامر ديميتري ، همس بسخرية
ـ و قدّ ذهب النومّ أدراج الريّاح

/

قدّ إختفى لمعـّان الأضـواء تحـّت نـور القـمرّ بينّ نـّوافذّ تلكّ الـقـاعة الـواسـّعة التيّ كانتّ تـّضم حفـّلة زفّاف سـّابقّا حيثّ انتهى الخـدّم
أخيـّرا من تـّنظيفها عندمـّا دّقتّ عـّقارب السـّاعة لتّشير إلى منتـّصف الّليل فوضـعّت تلكّ الآنسة مئزرّ عملهاّ جـانبّا و هيّ تستـّعد لذّهاب
إلى جـّناح المخصّص لهنّ ، لمـّا مـّرت بجانب جـناح العـّروسينّ الجـديدين توقفت أمام البـاب قـليلا و أمالت رأسها دلالة على غير الرضا
ثمّ همست بصوت بـاردّ
ـ سنـدريّلا ؟ يستحسن بك العودة لدياّرك
بينماّ و خلفّ قّضبانّ ذلكّ البـابّ و بينّ صـّمت المـّوحش لتلكّ الـغرفة فبـعد إنتـهاء الليـّلة على خيـّر و بّرز ضوءّ القمـّر فيّ السمّاء عـّاليّا
منـّيرا طّريقه نحوّ الشرفة فـظهـّر جسـمهّ المستلقي على الـسريرّ بكلّ بـرودّ، بينمـّا عينيهّا الـزجـّاجيتينّ تجـّولان بـكلّ استمـتاعّ فيّ كل الأنحـّاء
منّ تلكّ الجـدّران ذاّت الطـّلاء الـرماديّ إلى سجـادّة السوداّء، كلّ شيء هنـّا بالأسودّ و الأبيّض يميلّ لرمـادّي، ما معنى أن يـّعيش الإنسان فيّ
الأسودّ و الأبيضّ فقط ؟ فـوضـّعت أصّابعها الفّضولية على ذلّك المـكّتب المصنوعّ من أجودّ أنواعّ الخشّب ، مستندة على ركبتيهاّ و هي
تكتشفّ عـالم نايت المثير ، ياله من عـالم يـملئه الـغموض يترأسه نايت .. أخيرا سوف تكتشفه ، ابتسـمتّ بكل حماس إنهاّ الطريق لكسّب قلبه
و معـرفته ، لفهمهّ و الشـعّور بألمه حيّن شـّعرت بوجودّ ظلّ ما خلّفها ، كـادّت أن تـّصرخ لولا أنّه وضـّع يده على فـمهاّ ثمّ قرفصّ بهدوءّ
و قـّال ببـرودّ
ـ هلّ ظللت الطـّريق ؟
ضحكت بكل إرتباك غير مصدقة أنها و منذ هذه اللـحظة تعتبر زوجة هـذا الـرجل الوسيم القـابع أمامهاّ ، لابدّ أنها محظوظة فإبتسمت و كادتّ
أن تفلت من بين شفتيها ضحكة سعادة
ـ لاّ ، ألّن تّقولها مجـددا ؟ فأناّ فعلا أرغبّ بسماعها
نـظر إليها بّعينين زرقاّوتين داّكنتين حيثّ قد قـرأ أفكارهاّ من انعكاس شـعورها على وجهها البريء ، فـأمسكّ بذّراعها و سحبهاّ رغماّ عنها
لّكيّ يفتح بـاب غـرفة ما و يـرميها بـداخل غير قـادر على تحمل بّساطة عقلها أكثر من ذلك ، همسّ محدثّا نفسه بّلهجة مغتاظة
ـ ما الذيّ تتحدثّ عنه بحقّ الله ؟
تحسست ذّراعها و هي تـنـظّر من حولّها، إنهاّ غـّرفة ملابسه و التيّ حالّيا هي غـّرفتهاّ هي ، كيّ لا يثيـّرا الشكّ و كيّ لا يضطّر لتحمّل وجهها
طـّوال الوقّت فوضـّع هـذا الحّل المـّثالّي ، و العـّجيبّ أنّ الغـّرفة جميـّلة لدّرجة أبت عينيها تصدّيقها ،
كـّانّت مـختلفة تـماّما عنّ جـناحهّ هو ، جـدّرانها مـطّلية بالذّهبيّ و لدّيها سّرير متوسطّ الحجمّ مـعّ نـّافذة تطّل على الحـدّيقة ، خـزانةّ ملاّبسّ و
مكتّب صـغّير جداّ يحتوي على كتبهاّ المدّرسية ، تنهـدتّ بـغّيض و ركضـّت إلى سـّريرها لتقفزّ عليه
فـكّرتّ قـّليلا و هي تمدّ يديها نـّاحية السـّقف المـزّخرف و الثـّرية العـّملاقة ذّاتّ اللونّ القـّرمزي الـبسيطّ الذّي يـّغلبّ على الذّهبي، لمـاذّا الـوصول
إليه بهذه الـصعوبة ؟ قـلّب نـايت لمـّا هو بهـذه الصـّعوبة و كّل تلكّ الحـواجـز ؟ يـا ترى إن استطّاعت اختراقّها فّهل سوفّ تعـّرف السـرّ الكبير
المخبـأ خلفها ؟
فيّ الجـّهة الآخرى للجـداّر ، كـّان نايتّ يـّضع ذّراعه على عينيهّ مانّعا ضوءّ القمر من التّسلل إليهما و قدّ سكـّنت حـّركاته بـشّكل تـّام ،
همسّ بـّهدوء
ـ هـّل هـذّا فعلا يستحّق العناءّ ؟
هـّل كـّل مـّا قـّام بـّه فـّعلا يستحقّ ؟ أنّ يّصبحّ هـكذاّ فّّي هذه الوضـّعية مكرهاّ من قـّبل الجميـّع و سـّاعّيا للانتقـّام بكل مـّا أوتي من قـّوة ،
نـظّر إلى الـّشرفة و الستاّئر تتحركّ بتنـّاغم مـّع الريـّاح ، فـعاّدت إليهّ نـظرّة عينيه الملـيئة بالحقدّ و الكـّراهية بـّعد أن تّغلّبتّ مشـّاعر الانتقـّام
على ضمـّيره ، و طـّغت تـّدريجياّ على قـّلبه فـعّقله فـكلّ كيـّانه لّيصبحّ مجردّ آلة تـّسعى خلّف ما أخـذّ منهّا لـّيهمسّ بـكلّ لطـفّ
ـ فـّات الأوان

/

بحلّول منتصّف الليّل تمـاما و بداخل شـقة ماري التي أصبحتّ الآن ملكاّ لفلور قد كـانت بدورهـا جالسة في المـطبخ حاملة بين يديها فنجان من
الشاي كي تدفئ نفسها قليلا من نسمّات لندّن الّباردة ، شعرها الأصهبّ منسدل على ظهرها بتموجّ جميلّ يّبرز تفرّد لونّه الطّبيعي و فستانها
الأزرق لا يـزالّ يضمّ جسدها حتى بّعد إنتهاء الحفلة ، هنـاكّ الـعديدّ من الأسئلة تّدور بّعقلها و لاّ يـزالّ الـجوابّ مبهماّ ، و منّ هـذه الأفـكار كـان
يوجدّ سـؤالّ واحدّ فقطّ جـعلّ الـنومّ يّفر هارّبا منّ بينّ جفنيهاّ فـهمستّ به بنبرة متسـائلة
ـ لماّ قدّ عادت والدتي بّعد غيّاب طـال لعقدّ من الزمن ؟ إنه لأمر غّير منطقّي، لماّ الآن من بين كلّ الأوقات ؟
الأمر غريبّ و يثير حيّرتها لكن ما الذي بيدها لتفعله ؟ تنهدت بكل أسى و كادت أن تّستلقي على تلك الأريكة لولا رنين الـجرسّ المفـاجئ فاتجهت إلى
المخرج لتقوم بفتح الباب ، رأت ويليام يّقف خلفه يرتديّ ثيّاباّ مبتلة و ليس واعيا تماما لما حوله ، رمقته بكل استغراب ثم قـالت بنبرة مستنكرة
ـ ويليام ما الأمر ؟ تبدوا كما لو
ابتسم بـكلّ جـاذّبية كعـّادته العـّابثة ثمّ عـّبر ببّضعة خـطّوات ذلّك الـّرواق الصّغير إلى حيّث كـّانت غـّرفة المعـّيشة ليحتـّل تـّلك الأريـكةّ الـّواسعة
بكلّ تعّب، رفـّع الغـطاّء الصّوفي المـّرمي على الأرّض بكلّ إهـمالّ ثمّ استلقى و هو يقول بنبرة مرحةّ
ـ عـذّرا على التـطفّل لكن سـأبقى هناّ الـّيوم
كـّانت فّلورا لا تـّزال ممسكة بّمقبض البـّاب الحديديّ بّدهشة تـّنـظرّ إلى حيثّما مـّا كانّ ويّليام واقفّا منذّ لحـّظات ، تنهدتّ بّقلة حيـلة و إتجـهت
ناحيته متحـدّثة بّقليل من الـغيض
ـ أخبرني أنتّ تخـاف من الظـّلام أليس كذلك ؟ و إلا فلما دوماّ ما تطّرق شّقتنا دوما فيّ الليل ؟
شـغلت التدّفئة و جـلست على الـسجـادّة لّتسحبّ غـطاّء آخر منّ أسفل الأريكة و هي تّشتم ترتيب مـاري الأخرقّ ثمّ سرعانّ ماّ أثّار انتباهها
فـلماّ جـديداّ يّعرضّ حّصرياّ فقطّ لتتّابعه بكلّ انتباه ، عندماّ همسّ ويّليام
ـ فـلور ، هل أناّ غبي ؟ ألستّ جيداّ كفـآية ؟
التفتت إليه مستنكرة كلّماته لتجـدّه يخفي رأسه أسفل الغـطاء و لا يبدوا علّى مـاّ يرام فزفرت بـكل كسل و بالرغم من أنها قد وجدت سـؤاله سخيفا
و لا يقارن بالغموض الذي يلف حياتها لكنها كانت سعيدة لأنها تـعلم الإجابة و متأكدة من صحتهاّ
ـ بالتـأكيد لا ، أنتّ الأفّضل بلا شكّ
استنشّق أكبر كميّة هـواء محـّاولا كّبح جمح أعصابه الـمفلتة ، هناكّ عبأ مثّقل الكهل على قّلبه لا يقدر على إزالته حتى لو تحدث عنه لذا ابتسم
بمرح و هو يستدير إلى الجـهة الأخرى ليتكلم بنبرة استطاعت فلور أن تلمح الحزن بها
ـ من الرائع أن يعتقد أحدنا ذلك،
نـظرت إليه بـدهشة ثمّ و بـخفة حـاولت نـزع الغطاءّ من أعلى وجهه لكنه كـان يقـاوم بشدّة إلى أن سقطت أرضا بـقوة و قد ارتطم رأسها بحـافة
الأريكـة ، فوقفت بغضب و نـزعته عنه بكل قـوة لتصيح بحدة
ـ ماذا بك ؟ إن كنت قد أتيت لتحصل على مدح مني فأنت قدّ أخطأت المكان يا صـاح و ما بال هـذه النبرة الحـزينة من يـراك يعتقد أن زوجـتك قد توفيت
، هيا قف و غـادر فورا يا أبله
رمقها ويليام بـغضب ثم أمسك بطرف الغـطاء ليحـاول جـذبه لكنها استمرت في تشبث به فـصاح هو الآخر بـنبرة غـاضبة
ـ ألا يمكنك الصمت و التربيت على كتفي بحنان يا إمرأة ؟ لماذا تثيرين هذه الضجة كلما تقابلينني ؟
صاحت بداخلها و هل هي تعـلم لتجيبه ؟ هذا الشيء الذي ينبض كلما رآه ، إنه يثير جنونها فردت قـائلة بحدة أكبر و غضب أكبر
ـ كل شيء بك يثير جنوني، أنت السبب في إبعاد ماري عني فلو أنك لم تقابلها لما
ابتسم بسخرية شديدة منّ هـذه المـرأة البـائسة ، تحـاول لومه لكنهاّ لا تعلم كيّف ، تحـاول البكاء على فقدان أختهاّ مرة آخرى لكنّ كبريائها العاليّ
يمنعها ، إنهاّ واحدة من نسـاء اللواتي يدعينّ القوة لكنهنّ لا يمتلكنهاّ فجذبّ الغطاء ناحيته أكثر و ردّ بنبرة واثقة
ـ حقا ؟ لو ؟ و ما الذي ستفيدك لو في حالتك هذه ؟ لما لا تكونين صريحة مع نفسك فلورا لما لا تقولين ببساطة أنك تفتقدين ماري و تمنين لو أنك
قضيت وقتا أكثر معها ؟ لما تحـاولين لومي و أنت لست قادرة على ذلك ؟
شعـرت بنيران الغضّب تتصاعدّ بعـّروقها شيئا فشيئا و قدّ ضّرب وتر حـّساس بنسبة لها فجذبّت هي الآخرى الغـطاءّ بكل قـوة و صّاحت به قـائلة
ـ حقا ؟ لما لا تكون صريحا مع نفسك ؟ ألست تحب ماري ؟ أيها الأبله و قد سلمتها بيدك إلى صديقكّ ، أرجوك أعتني بنايت جيدا ؟ أهذا كل
ما استطعت أن تقوله لها ؟
مزقّ الغـطاء إلى قطّعتين و قدّ تهاوتا على الأرضّ بينماّ تّلاقت نـظّراتهما ببعضها البّعض ، ملامحه المنصدمة و قد شحب وجهه بشدّة ، بينما بهت
لون عينيه اللامعتانّ حينّ إقتربت منه فلور ، أنزل رأسه للأسفل و قد غـطى شعره الأشقر وجهه عندما تحدث بنبرة باردة
ـ أنت مخـطئة ، أنـا لا أحبها ..
أمسكته من كتفيه بقوة و نـظرتّ إليه بكل تصميمّ ، فأشاح وجهه بـعيدا إلى حيثّ تلكّ السماء المـظلمة ، فـهـزته و هي تصيح بغضب لا تعلم ما سببه
ـ لما لا تعترف فقط ؟ لما لا تّقول ما يجّول بقلبك ؟ لما لم تخبّر نايت بـأنك من وجدها أولا ؟ من وقع بّغرامها و منّ عرفّ قيمتها أولا من أخرجهاّ
من قوقعتهاّ و من جّعلها تبتسمّ في أحلكّ أوقاتها ظلمة ؟ لما لا تّخبره أنك كتبتّ أغنية لها ؟ أيها الأبله
قدّ تهـاوت دموعهاّ على وجنتيهاّ الورديتينّ بصّمت ، شفتيهاّ لا تنفكانّ إخباره بمدى حبّه لماري بينما و عميقّا خلفّ قّضبان قلبهاّ كانّ صوتهاّ الصامتّ
يطلبّ بـألم أن ينفي ما قـالته توا ، تنهد ويليام بأسى ثم نزع ذراعيها و التفت مغادرا عندما عادت تصيح
ـ لأنكّ جـبان ، نعمّ لأنكّ جـبان
شدّ قبضته ثمّ استدار بغضبّ ناحيتهاّ ، كادّ أن يخبرها أن لا تتدخل فيما لا يعنيها لكنّ غّضبه ذّهب أدرّاج الريّاح عندما لمحّ وجههاّ الباكيّ فابتسم
بكلّ لطفّ و مسحّ بأنامله الطويلة التي لا طالمّا عـزفّت أوتارا منّ حزّن دموعهاّ ، تحدث بكل دفء
ـ لأننيّ أعلم أنّ من يحتاجّ وجودّ ماري بجانبه أكثر هو نايت ، و لأنني واثقّ أن بإمكان ماري أن تجعله يثّق بالناسّ مرة آخرى ، و لأنني آمل أن
تشفيّ ندوبهّ القديمة و لآننيّ أريده أن يحبها ،و لأنه الوحيد .. الذيّ يحتاجها فلا يمكننيّ أن أخذها
ضحك بـهدوء و هو يّربت على رأسهاّ بخفة ثمّ نـزل إلى مستوى عينيها و غمّز بّكل مرحّ ، فابتسمت فلور بّغير إرادتهاّ فقطّ لأنهاّ أرادت أن تّبعد هـذا
الجـوّ الـحزينّ عنّهما ، قـال بضحكة
ـ كمـّا أنني أمتلكّ فلور إلى جانبيّ أليس كذلك ؟
ضّربته بقّوة على ظهره ثمّ لفت ذراعها حول رأسه عندماّ فتحّ بابّ الشّقة بكلّ برود و دخلتّ السيدّة فرانسيس حـاّملة صّحنا من الحـّلويات بينماّ عينيها
حّمراوتين بشّدة ، وضـعّته على الطّاولة و جلّست على الأريكةّ لتّضعّ فلماّ جّلبته معهاّ كيّ تشاهدّه ، قـّالت بكبّرياء
ـ لمّ يصلحّ بول تلفاز بعدّ لذلك أتيت لأشاهدّ فلما هناّ ،
ضحكّ الاثنين بّخفة و جلّس كلاهماّ بجانبّ سيدّة فرانسيسّ ، يبدواّ أن جميـّع من بهذاّ المبنى يفتقدّها ، تلكّ الطفّلة التيّ آنآرت قّلوبهم لوهلة من الزمن

/

ظّلام دّامس يحيط بتلك الغرفة من كل النواحي فلمّ يتركّ مجاّلا لضوء بأن يتسللّ ، مستلقيةّ فيّ سـّريرها الـحريريّ الـكبيّر و تنـظّر إلى السـّقفّ بكلّ
هدوءّ كيّف تغّير لحـظةّ كلّ الأوقـّات التيّ بـّعدهاّ
شـّعرها الأسـودّ تنـّاثر حـّولها فـجعلهاّ كمـّا لو كـأنهاّ أميرة نـّائمة ، و عينيهـّا العـّسليتينّ تـّراقـّبان القـمّر بـكلّ بـّرودّ و تـّرقبّ ، عـجيّب كيفّ أرادّت أن
تـّقتل نايتّ بشدّة لأخـذّ عـّرشه و جميـّع أسهمه لكنّ الآن بـطّريقة مـّا هي مـّرتـّاحة و مغـّتاظة في نفّس الوقـّت
مغـتـّاظة لأنّ مـّاري من الآن فـّصاعدّا ستشـّاركّها جميـّع نفـوذّها ، و يبدأ النـفوذّ من كلّمة سيدّة آل لبيرّ و لكنّ سبب كـّونها مـّرتـاحة فحتى هيّ لا تـّدري
ما السبب ، استقـامت فّي جلّستها مفـكرة ، يجبّ عليها أنّ تـّخربّ علاقـة ماري بـنايتّ لكنّ كيف ؟ فـماّري ملتـّصقة كالغـرّاء بهّ لكنّ لا يبدوا على
نـّايت أنهّ تـّغير أبداّ لما يـا ترى ؟
تنهـدّت بّغيض ، كمّ تكره كونهـّا لا تـّعلم شيئّا هذّا يجـّعلهاّ في نهـّاية القـّاع فـأغـّلقت عينيها العسليتينّ كثّيرتا الـرموشّ لتتـركّ خـططّها إلى الـغـد
عندّما تـّكلمّ كـّايلّ بـهدوء
ـ إليـزابيثّ ، أتظنينّ أنّ نـّايت قدّ اكتشـّف من حـّاول قـّتله ؟
شـّهقت و استدارت نـّاحيته، كّيف لها أن تنسى أمـّرا مـهما كـهذاّ ؟ يكفّي ما لـديّه من دّلائلّ ضدّهما هّل يجبّ أن يـّجمـّع أكثر ؟ فهـّزت رأسها نفّيا قـّائلة ببرود
ـ لاّ سحقّا ، طّبعا لا سـّوف آمرّ مسـّاعديّ أنّ يـّقضي على القـّاتل قـّبل أنّ يـّصل نـّايت إليهّ ، أنـّا لن أسمـحّ أبدّا بـانّ يصـّل إلينا
صمّت كـّايلّ قـّليلا مفـكّّرا ثمّ ابتسمّ ، حسنـا هذه فكرة جـيدّة حتمـّا ثمّ قـّال بـهدوء
ـ دّعينا نمحى دّلائلّ التي تـّركناها خـّلفناّ ثم نـّشنّ هجومـّا مبّاغتا آخر
ضحكّت إليـزابيثّ موافقـّة إيـّاه ، ذلكّ الـرجّل كانّ مجردّ قـّاتل و قـّتله هو تـّخليصّ للمـّجتمـّع ، لذّا لنّ يعتـّبر هـذّا قـّتلا و إنـمّا تنـظيّف المـتجمـّع من حـّثـّالته ،

/

فيّ الشـقة المقّابلة كّان آرثّر مّستلقيّا بـهدوء علىّ سريرّه و قدّ غادرّ النومّ جفنيهّ ، حّاملا بينّ يديّه ملفّا ماّ و يبدوا عليهّ التفكيرّ العـميقّ ،
حينّ رنّ هاتفه ليّزفر بكلّ غّيض و هو يّعلم تمامّا من المتصّل لاّبد أنهاّ أخته كليّر ، إذ أنهاّ قلقة جداّ عليه
رفـعه ليطفئه لوّلا أنّه وجدّ رقمّا غّريبا يحتلّ شاشّته ، فكرّ قليّلا ثّم زّم شّفتيه بّأسى و هو يّرميه بالدّولاب الصّغير ، إنّ لم تكّن كليرّ فإنها
أحدّ أولائك الفتياتّ اللواتي واعدّهن و الآن ربماّ بّعد تّرك صديّقها لها فّهي تبحثّ عنه ليواسيها ، قطبّ حاجبيه بّكسّل هامسّا
ـ أناّ من يحّتاج إلى المواسّاة هنا ، ألا يّوجد حلّ لمشّكلتي ؟
بالّرغم من أنه يّعلم تماماّ أن ابتزاز ماريّ ليسّ بالحلّ لكنّ ليس بيدّه حيّلة ، فّإن لمّ يسرع بكسب المال فهو لن يعودّ للمنزل و لن يقّبل والده عودته
، فجأة عادّ هاتفه يّرن مجددا ليقف بكل ضجر و يحمله ، رفـع السماعة ببرود و أجاب
ـ بحقّ الله ألا ينظر أحد إلى كم تشير الساعة قبل الإتصال ؟ على كل حال ، من معي ؟
أرهفّ السمـّع عندماّ إلتقطّ صـّوت لشخصّ ما يتنفسّ بعمقّ فزفرّ بغيضّ و رماه على الجـداّر لكيّ يتجه إلى غرفة المعيّشة متمتّما بّنبرة غاضبة
ـ ما هـذا ؟ مكالمات عـّابثة هـذاّ ما كان يّنقصني ،

/
__________________
  #33  
قديم 12-28-2015, 11:28 AM
oud
 
صّباح ذلّك اليّوم داّخل شّقته الصّغيرة و البسيطّة كاّن يّقبع هو ، ذلكّ النجمّ المشهورّ الذيّ قدّ احتل العـالم بّصوته الملائكيّ و
وسّامته الخيّالية مرتديّا بذّلة نومّه الزرقّاء و حاملا عـلبةّ بهاّ أجودّ أنواعّ الحّلويّات ، يـأكلّ حبّة تلوّ الآخرى و يشّاهد التـّلفاز بّأعين شاردّة الوجودّ ،
حيّن رنّ جرّس المنـزلّ بّضجيجّ عّارم أيقّضه من غّفوة أحّلامه ليتنهدّ بكلّ كرّه إذّ لابدّ أنّها فّلور قدّ أتت لتطمئنّ عليه لكنّه فّعلا لا يرغّب منهاّ أن ترىّ
كمّ هو بائس الآن ،
لقدّ تمّ رفّضه كّلا من عـّمله أو حتّى فتاة الّتي أحبّها لذاّ هو بّوضع مـّزريّ قاسيّ ، لكنّ و بالرغمّ من ذلكّ وقّف بّبطء و فتحّ البّاب قّليلا لكيّ يجدّ خلفّه
آخر شخصّ أرادّ حضّوره ، ابتسم بسخريةّ على غيّر عادّته البّشوشة و تحدثّ بنبرة هازئة
ـ أوسكار بّفخامته قدّ أتى ليزورنيّ ، تّفضل بالدّخول أرجوك و عذّرا على الفّوضى فلو تفضلت بأخباريّ لكنتّ قدّ فرشت لكّ الأرضّ ألماّسا
بقيّ أوسكار فيّ مكانه نـاظرّا إليه بكلّ استغرابّ من مزاجه المعكرّ فيّ هذا الصّباح لكن تجّاهله برحاّبة صدرّ و هو يتقدّم بخطواتّ واثقة بينماّ عينيه
تّقيمان المكانّ بنظرة خبيّر ، قّال بّهدوء
ـ لماّ لم تأتيّ إلى الشركة ؟ ألمّ تصّلك رسّائل المديّر الطارئة ؟
رمقّه ويّليام بحدةّ ثمّ رمى نفسه علىّ الأريكة بضجرّ و حملّ عّلبة الحّلوى مجدداّ ليّهز كتفيه دّلالة على عدمّ الاهتمام و هو يصّرح قّائلا بتذمرّ
ـ و لماّ قدّ أذهب إلى الجحيم بّقدماي ؟ ثمّ ألمّ أعطيّ المديّر قّرص أغنيتي الجديدّة و رفّضها ؟ فماذا يريدّ أكثرّ من هذا ؟
تنهدّ أوسكار ثمّ اقترب منه و جلّس على حافة المائدةّ الزجاجّية الداّئرية ثمّ أخرجّ أوراقّا من محفّظته و قدّمها إليه ،
ـ اسمعّ ، أناّ أقدّر عدمّ رغبتك فيّ الظهور عّلنا بهذه الآونة الأخيرة لكنّ ليس كماّ لو كأنكّ تملك خيّارا فّنحن جميّعا مسّيرين تحتّ رغبة المديّر و
إنّ شئنا أو أبينا فّمصيرناّ المهني بينّ يدّيه ، لذّلك أيّ كانتّ المحنةّ التي تواجههاّ فمنّ الأفّضل أن تتجاهلهاّ
راقّبه ويّليام بغّيض شديدّ ، بينماّ ابتسم أوسكار بّجاذبية و رفّع أنامله لتتخّلل شعرهّ البنيّ ذو الخصّلات الفّضية الحّريرية ، توجدّ حلّقة سوداّء صّغيرة
جداّ بأذنهّ اليسرى و على عنقهّ شّعار الشركةّ ، و ما الذيّ يتوقعه من مغنيّ روك ناجح ؟ عّاد أوسكاّر يتحدّث بجدّية
ـ ما رأيكّ أن تّهرب من مشّاكلكّ لبرهة من الزمن ؟ فأناّ لديّ جّولة موسيقيةّ فيّ استراليّا و أناّ أدعوكّ لتذّهب معي ؟ منهاّ سوف تتعرّف على
طّريقتي فيّ العملّ و قدّ نجدّ كلمات الأغنية الملائمة لنّا و لأسّلوبناّ ، أيضّا يمكنّ لمديّر عملكّ أنّ يّخططّ لجّلسة توقيعّ لكّ فيّ استراليّا و بهذّه الطريقة
سوفّ نسكتّ مديرّ الشركة لمدةّ و سوف يتوقفّ عن مضايقتناّ ، ما رأيك ؟
فكرّ ويّليام بهدوءّ ، إذّ أن أوسكار بالرغم من مظهره الآمباليّ أو طّريقته العابثة إلا أنه يأخذّ عمله بجديّة و كماّ قال فّقدّ يكون اخذّ استراحة منّ
مشاكلّ نايت هوّ الأمر المناسّب أيضّا ليسّ لديّه شيء ليخسره ، أومأ بالإيجاّب و قّال بنبرة باردّة
ـ حسناّ، يستحسنّ بكّ أن تكون محّقا
إتجه إلى غّرفته و بـّعد دقّائقّ خرجّ كشّخص مختّلف تمّاما ، مرتديّا قميصّا من الجيّنز الأسودّ أيضّا قّميصّا أبيضّا بهّ كلماّت بّاللون الفّضي و سترةّ
سّوداء أيضّا معّ قّبعة على نحوّ كلاسيكيّ ، ربط جّزءا من شعرهّ الأشقر و تركّ الآخر منسدّلا و قدّ كان قّصيراّ ، وجّنتيه محمرتينّ منّ الغّضب و عينيهّ
اللتانّ كانتاّ تلمّعان مرحاّ الآن هماّ مشبعتينّ بالألمّ المسعور ،
حمّل مفّاتيحّ سيّارته و هاتفهّ أيضّا فوقّف أوسكاّر و تّبعه ، أغّلق الشّقة خلّفه و كادّ أن يرحلّ لولاّ منادّاة السيدّة فّرانسيس له بنبرة قّلقةّ خائفةّ
ـ بنيّ ويّليام ، إلى أينّ أنت ذاّهب ؟
التفت ناحيتهاّ و رأتّ كم كانّ مختلفاّ في تلكّ اللحـظّة ،إنهّ الآن لّيس ويّليام ذلّك الشّاب البسيطّ ذوّ النظّرات الساحرةّ أو الابتسامة الداّفئة الجذّابة ، قّال بّلطفّ
ـ سيدّة فرانسيس سوفّ أغادّر لندّن لأسبوعّ أوّ أكثّر لذلّك أعتنيّ بشقتي أثناّء ذلكّ ، حسناّ ؟ وداعا
رمقّته سيدّة فرانسيسّ بّقليل من القّلق و العتابّ لن يّفهمه أحدّ سوى ويّليام فّاقترب منه ثمّ احتضنهاّ بخفةّ و قّبل وجّنتهاّ لّيرفعّ يدّه عالّيا مّشيرا على أنهّ
الوداّع فّصّاحت جورّجيّا بّقلق
ـ لكنّ ، ويّليام ألا يّفضل أن تبقى هنا ؟ أنتّ لستّ بحالة جيدّة و فلور سوفّ تغضّب إن علمتّ أنكّ ذهبت للعّمل و لمّ تودعّها
ابتسمّ أوسكار و كادّ أن يفلت ضحكّة من بين شفتيه ، أتلكّ المرأة المجنونة التيّ قابلها سّابقّا هيّ فلور ؟ لابدّ أنهاّ هي ، تنهدّ ويليام بّضجرّ و قالّ بلا مبالاة
ـ لا داعّي لذلكّ فهي تّغضب لأتفه الأّسبابّ ، أيضّا أخّبريهاّ أنّ تّوصل سّلاميّ لكلا من نايت و ماّري ،
ثمّ استدار الاثنين راحلينّ بينماّ سيدّة فرانسيسّ تلوحّ له بّابتسامةّ دافئة متمنيةّ له السّعادةّ في قلبهاّ و تهمسّ بدّعوات له ، و فيّ أسفل المبنى لحّظة
وصّولهماّ إلى سّيارة ويليامّ ، قّال أوسكار بّمرح
ـ ويلّ ، هلّ تلك المرأة المدعوة بّفلور ذاّت شعرّ أصهبّ و عينينّ حادّتين ؟
رمقّه ويليام باستغّراب عندّما كان أن يّجلسّ فيّ مقعدّه خلفّ المقودّ ، تّوقف و قّال بّنبرة مّتسائلة
ـ لما ؟ هل قابلتها من قبل ؟
ضحكّ أوسكاّر و اتجّه إلى المقّعد الذيّ جاّنبه ليجّلس بكلّ راحةّ تّاركّا سيارتهّ لعّملاء الشركةّ كيّ يّنقلوها إلى منزله ، تحدثّ بضحكة
ـ أجلّ ، لقّد كادت أن تأكلنيّ فقطّ لأننيّ أخبرتّها أن الشركةّ قدّ رفّضت أغنيتكّ ، أقسمّ لكّ أنهّا كانتّ متوحشّة جداّ و هي تنقّض عليّ
ابتسمّ بّهدوء و قدّ انسلتّ دّفعة قّليلة من السعادةّ إلى قّلبه ، أنّ تدّافع عنه بهذه القّوة إذّن فّلابدّ أنهاّ لا تكّرهه بّل تدّعي ذلكّ ، حركّ المفتاحّ و شغّل
المحركّ ليقول بمرحّ
ـ تلكّ هيّ صديقتيّ

/

صـّباحّا، بـعدّ تـّلك اللـّيلة الحـّافلة بالأحـّداث و المـلّيئة بالأفكـّار الجديدّة منهـّا و القـّلقة و على متنّ ذلكّ الـسريرّ الـّواسـّع الذيّ قدّ ضّم
مـّاري حيثّ فّتحت عينيهّا الواسعتينّ فزعة ، ثمّ تنهدّت بـّراحة بـّعد أنّ أدركّت أينّ هي ، وضـّعت قدّميها على الـرخـّام البـّاردّ ثمّ سـّرعان
مـاّ رفـّعتهما و قدّ شـّهقت، قـّالت بـّرعب
ـ يـّا إلهي مـّا هـذا ؟
لمّ يسـّبق لهاّ في حيـّاتها بـأكملهـّا أنّ تـّرى أرضـّا بهـذّا اللمـّعـّان ، قـّربت وجهها أكثـّر ثمّ عـّادت تشهقّ لـكنّ هـذّه المـّرة بإعجـّاب ، إنهـّا تـّرى
تـّفــّاصيلّ وجههاّ بالكّـاملّ لكنّ أهـذّا يـعني و عنـدّ ارتدائها لتنوره سوفّ تتضحّ ملابسهـّا ، صّرختّ نـّافيةّ و الإعجاب قدّ تسلل إلى قـّلبهاّ ،
إنه لّقّصر فيّ غّاية الإتقانّ
وقفـّت و إتجـّهت إلى خـزانة مـّلابسهـاّ ، فتـّحتهـّا على مرصعيها مستكشفة لتعودّ تشهقّ و قدّ كـّادتّ أن تصـّاب بـذّبحة قـّلبية ، كـّانت المـّلابس من
أفخمّ أنواع الـقـّماشّ و جميـّعها ماركات مشـّهورة جـدّا لمصـّمميّّن و شركـّات عـّالمية ، قـّالت بـّسّعادة عـّارمة لا تـّوصف
ـ يجّب عليّ أن أرتدّي المزيدّ من مـّلابسيّ الـريفية لكّي يـّحضر نايت لّي المـّزيدّ ، يـّا ألهي كمّ هـذّا رائـّع ، إنهـّا نـّعمة
انخفـّضت إلى مستوى الأحـذّية و وضـّعت يدّيها على حـذّاء بالفـروّ يـلاءمّ هـذه الأرضية الـرخاميةّ البـّاردة لكنّ شـديدّ الـجمـّال ، لقدّ سبّق
لها و أنّ رأته على التلفـاّز وضعت بين ذراعيها بكلّ حنـّان ثمّ عـّانقته
ـ لنّ أرتـدّيك أبدّا
و عـاّدت تـّضعه بـعنايةّ فيّ ركنّ الـزاويةّ ، الآن ستـجنّ كليّر بكل تأكيد ، لقدّ كـّانت مـّاري فـّعلا تـّحبّ الـمـّوضة و المـّلابسّ لكنّ ميـزانيتهـّا
لم تّكن تسمـّح لهـّا و الآنّ قـّبلت يدّيها ثمّ رفـّعتهماّ لسمـّاء شـّاكرة ،
أخـّرجتّ فستـّاناّ جميـّل ذوّ لونّ وردّيّ مـّع بـّشرتها البّيـّضاء و ارتدته مـّع حـذّاء ذو كـّعب عـاليّ ثمّ سـّرحتّ شـّعرهـّا بكـّل اتقـاّن لّيصبحّ مموجـّا
بـطّريقة جميّلة و لـطّيفة تناّسبّ شـّخصيتهـّا المـّرحة أكثّر ،فـّتحّت غـّرفتها و كـّادت أنّ ترحلّ لولا أنهـّا تذّكرت
ـ أينّ الحـمام ؟
حيـنّ خـرجّ نـّايت منّ بـاب مـّا و هو يضـّع منـّشفة على كـّتفيه و يـّرتدي سـّروالا فقطّ بينمـّا ضمـّادته قدّ ابتلتّ ، ظهرت حمـّرة طّفيفة بخدّيها
و قـّالت لهّ بتوترّ
ـ صّبـّاح الخيـّر ،
ثمّ مـّرت مـّسرعة منّ أمـّامه إلى الحمـّام ، نـظّر إليهّا لثـوانيّ و قدّ شحبّ وجهه ثمّ تذكرّ أنهّ لمّ يـّعد يّعيش وحيـدّا الآن و وجوّدهـّا يكونّ عـّاديّا
يـّا ليتهّ كـّان يستـطّيع صّنع حـمامّ آخر لكنّ سوف تكّثر التسـاؤلاتّ منّ حولهّ ، جـّلس على الأريكـّة و شـّغل تـّلفاز البـّلازمـّا ليـّضعه فّي قـّناة
إخـّبارية يشـّاهدّ ذّلك المـذّيع المـّضطّرب و هو يـتّحدثّ مجـددّا بكلّ تـّوتر حـّاول جـّاهداّ إخفـائه لكنّ لـّعين خبّير مثّل نـّأيت فبدا الأمّر واضحـّا ،
ـ لقدّ تـّم العـّثور على جـّثـة آخرى لمّ تتضحّ هويتها بـّعد تـّحمل الحـّرف الأول من اسمّ الكـّاف الـخـّاص بالقـاّتل المتسلسـلّ كـّرانـّغ ، و قدّ
رفـّضت الشـّرطة أنّّ تفيدنا بـأّي معلوماّت إلى غـّاية انتهاء التحقّيق و مـّعرفة ملامسـاّت الـقضية لذّلك أيها السـّادة أوصـّدوا أبوابكمّ جيـدّا و
احذروا فّي طـّريقكمّ لأ..
وجـدّ ظل شخصّ مـّا يـّقف أمامهّ فـّرفع عينيه ببطء إلى مـّاري ، كـّانتّ تمسكّ بالضمـّادة و عينيها تـّقدحانّ شـّرا و غـّضبـا ، لمّ يسّبق لها أنّ
كانت فيّ هـذه الحـّالة فـجـّلست على السـجادّة و نزعّت ضمـّادتهّ بـخفـّة ثمّ كـّادت أن تـّضع المـّرهم فـأمسكّ بمعصمها قّابضا عليه بشدّة ، قـّال بـحدّة
ـ ظننّت أني أوضحتّ بـأننيّ لمّ أحميكّ من حـّادث السيـارة و إنـماّ رغـّبت في المـّوت ، لمـّاذا بحق السمـّاء لا تـّزالينّ تتصـّرفين بهـذا الـشكل ؟
تنهـدّت بـأسى، ثـمّ وضـّعت المـّرهمّ بـّقوة على صـّدره لكّي يتأوه و يتـّرك يدّها ، بـدأتّ بـّفركّ المـّرهمّ بكلّ هـدوءّ ثمّ أخـذّت تـّلف الـضمـّادة عنـدّما
شتمّ بـّصوتّ حـادّ جـعل بدّنها يـّرتجّف ، حـّالما استعـادّ قوته دّفعها بـّعيدا و هو يـصّر على أسنانه
ـ كفّي عنّ هـذّا
ثمّ وقفّ فـوقفّت مـّاري أمامهّ بجـرأة ، سّابقّا كـّانت لنّ تتجـرأ على لمـسّ الضمـادةّ لكنّ الآن إنّ بـّقيت خـّائـّفة فلنّ تستفـيدّ شيئّا و لنّ ينفتحّ قـّلبه
لهـّا بكل تـأكيدّ لذّا قـّالت بمـّرح
ـ لمّ يكن عـّليك أن تستفزني أولاّ ، أنتّ تـّعلم أنكّ و بـضمـادة مـّبللة سوفّ يلتهبّ الـجرحّ أكثّر و أنـّا لا أحتـمّل ذلك
رّفع حـّاجبه سـّخرية من كـّلامهـّا ، و استـدّار مغـّادرا بـّعدما ارتدّى قميصهّ حينّ تـبـّعتهّ مـّاريّ و هيّ تضعّ تتـأبطّ بـذّراعهّ ، ابتسـمتّ بـفرحّ نـّقطة
لصـاّلحها عنـدّما قـّال نايت بـّحدة
ـ ما بالكّ بحق الجحيم ؟ كمّ مـّرة يجبّ عليّ أن أقول ابتعدي عني ؟
كـّادت ماري أن تـّرد عليه عنـدّما لمحـتّ كـّايّل يّقف على مـّبعدة منهماّ أمام المصـّعد تـّماما و ينتـظرهمـّا ربمّا برّفقته إليزابيثّ و لمّ يكّن نايتّ قدّ
لحـظهما بـّعدّ فـدّفعّ ماّري بكلّ قسوة و قدّ احتدّت مـّلامحهّ عـندّما تـّوقف فجـأة ، نـظرّ إلى مـاّري ثمّ قـّال بابتسامة بسيطة بالكادّ كانت تظهر على شفتيه
ـ عزيزتيّ ، كفّي عن اللعـّب تعـّلمين أننيّ لا أحبذه
قطـّبت مـّاريّ ، كمّ هو منـّافق ثـمّ هـزتّ كتفيها بعـدّم اهتمـّام لا بـأسّ مـّادام سيتسنى لها استغلال هـذا الوقت في التقـّرب منه ، قـّالت له بـهمسّ
ـ أنتّ شخصّ استغلالي أتّعلم ؟
ضحكّ بكلّ اصطنـّاع و هو يـّضع يدّه على كتفها مقـّربّا إيـاه منهّ فـشهقتّ من شدّة قـّبضته و قدّ تـأوهت بـّخفوتّ عنـدمـّا ردّ عليه بكّل عـّجرفة
ـ أعـّلم ، أو لستّ رائـعّا ؟
بّل بالأحرى شيـطـّان ، لكنّ لم تجـرؤ على قولّ هذه الكلمة لهّ بلّ تمتمّت بـّغّيض ، عنـدّ وصّولهماّ إلى حيثّ يّقف الثـّنائيينّ السـّعيدينّ رحـّبت إليزابيثّ
بماريّ بكل بـّرود و كـذّلك فـّعل كـّايلّ ثمّ صـّعد جـميعهمّ على متّن المصـّعد ،
رّفع نايتّ نـظره للأعلى بتملمّل بينماّ زفّر كـّايلّ بكلّ ضجرّ في حينّ أنّ إليـزابيّث أخذّت تـّقلم أظـّافرها باهتمام و قدّ كـّان يمّلك الثـلاّثة هـّالة عدمّ
الاقـّتراب من حـّولهمّ ، ابتسـمّت مـاري بـبـّلاهة ، مـّا محـّلها من الإعـّراب ؟ صّفقت بيديهّا متجـّاهلة شعورهاّ بالغـّباء و قـّالت بكّل مرحّ
ـ يّاله من يومّ مشمّس جميـّل ، ألّيس كذلكّ نايت ؟
وضـعّ سمـّاعات على أذّنه متـّجاهلا حـدّيثها فقطّبت بـّغيضّ ، ثمّ ضـّربت ذّراعه بـإحـّراجّ كيّ تـّجذّب اهتمامه على الأقلّ ، أنفتح بـّاب المصـّعد
فـّخرج الجميـّع تاركيها خـّلفهم ، بالـرغم من شقتها الصغيرة كانت سيدة فرانسيس تلقي دوما التحية عليها و ويلّيام اللطّيف بحّلوياتّه اللذّيذة ،
زمتّ شفتيها بّتعاسة ثمّ خـّرجتّ ، وجـدّت خـّادمة تّقف أمامهـاّ تنـتظرّ فقـّالت لها مارّي بـفرح
ـ إنهّ يوم جميـّل أليس كذلك آنستي ؟
نـظّرت إليها المـرأة بـّرعب ثمّ أومـأت و دّخلت مسرعة إلى المصـّعد ، حكتّ ماريّ شعرهاّ قـّليلاّ ما الذي حدث توا ؟ لما الجميـّع صـّامت ؟
ضـّربت فخذّها باستنتاج و فكـّرت بّكل سخرية و استهزاء لابدّ أنهّ عـّادة من نوع ما لدى سكان القصّر ، حسنـّا كل مـّا عليها فـعله هو البّقاء متهجمة
الملاّمح و لا تّخرج حـّرفا واحدا من فـّمها هـذّا ، لعلهاّ سوف تصبّح شّبيهة لّسكانه
عنـدّما رأتّ خـادمة أخرى تـرتدّي زيّا مختـّلفاّ ، فستـّانا أسودّ بمريلة حمراء اللون بينما الجميع هنا يرتدّي الأسودّ و الأبيضّ فنـظرّت إليها ماري بـّفضول
، انحنت الخـّادمة بهدوء و قـّالت مـّعرفة عن نفسها
ـ مـّرحبّا سيدّة لبيّر أدعى تاليا و أنّا مرشدّتكّ بهذا القـّصر ،
ضحكتّ مـّاريّ بسـّعادة و قدّ تـّرجمت هـذّا في عقلها على أنهاّ صدّيقتهاّ ، فهي الوحيدّة التي تحـدّثت لها و على شفتيها ابتسامة ، فقـّالت بـّلطفّ
ـ إنهّ يومّ جميّل ،
فـأومأت لها تاليا بكل هدوء لتـشير ناحية غـّرفة مـّا فـّتقدمت ماري و الخادمة تـّرشدها ، إلى غاية وصـّولهماّ ناحية غـّرفة الطـّعـام حيثّ كـّان
الجدّ يترأس الطـّاولة و بجـّانبه على اليسّار أبنه تومـّاس و كـّايل برفقة زوجته أمـاّ نايت فكان يجلسّ على اليمينّ و مـّقعدّ الذي بجانبه فـّارغّ ، لابدّ
أنه مقـّعدها فانحنت مـّقلدة الخادمة ثمّ قـّالت بـّلبـّاقة
ـ صبـّاح الخيّر ،
كـّانت تـّسيرّ بكلّ هدوء مـّراقبة خـطّواتها خشية من فقدانها توازنها كعادتها ثمّ وصـّلت إلى مقـعدها، ابتسمتّ بفخر و دفعت الكّرسي للخلّف كيّ
تجّلس عليه فـسقطّ من شدّة قوة الدّفع ابتسمت بإرباك و انحنت لتسحبه فـجذّب غـطاّء الطـّاولة و كـّاد أن يسقطّ فنجـّان القهوة أيضّا لولا أنّ نايت
أمسكه في آخر لحظة ، وقفّت ماري بسرعة فـّضربت يدّه الممسكة بالفنجّان ليـطّير و يسقطّ فيّ وسطّ الطـّاولة ، تـأوهت ماريّ بـإحـّراجّ ثمّ كـّادت
أن تـّرفع المنشفة و تمسحه لولا أنّ نايت أمسك بمعصمها و أجلسها بكل قوة على مقـعدّها ثمّ تمتمّ بـحدة
ـ بحّق.. كلّ شيء تلمسينه يصّبح كارثة
ابتسمت بتوتر حين سكبّ لها فنجان آخر ، أمسكته بكلتا يدّيها و نـظرّت إلى جدّ بيتر الذّي يـقـرأ الجـّريدة يبدوا باردا كـأحفاده ، قـاّلت بـمرحّ
ـ كيّف حـّالكّ جدي ؟
تـّوقف الجميـعّ عنّ الأكل و نـظّروا إليهـّا فطـأطأت برأسها إلى الأرّض و تمتّمت باعتذار ، لدّيهم عّادات غـّريبة فعلا ، هل لّيس مسموحّ بالحـدّيث
أثناء الأكـّل ؟ يـّال الإحـّراج لكنّ الجدّ بيتر أجـّابها بـهدوء
ـ أنـّا بخيّر ، شكّرا لسـؤالكّ
ابتسمت بلطّف ثمّ ارتشفت القهوة عندّما أعادّتها فورا إلى مكانّها و هي تنفخّ بـخفاءّ، نـظّر إليها نايتّ بطـّرف عينّه لمـّا هي حمقـّاء إلى هـذّه الدرجة ؟
فجـأة سـأل كـّايلّ بسخرية
ـ إذّن نايتّ ، ماذا عن شهرّ العسل ؟ أينّ حـجزتّ ؟
تجـّاهله نايتّ و لمّ يجبّ فـّنـظرّ إليه جدّه بتقطيبه تـّعلو ملامحـّه مهمـّا كانّت العـّداوة بينهماّ كان يجبّ عليه أن يردّ عليه ، فقـّال بحدة
ـ و لما قد يذهب في رحلة ما دام هو من تسببّ فيّ إثارة هـذه الفـضيحة لعيـنة مع رئيس جونسون ؟ أتعـلم أن جميـع الشـركات الأجنبية قدّ صـارت
تخاف التعـامل معنا بسبب تهورك ؟
تـوقف نايت عن الأكل و وضـع المـلعقة جانبا بكل قوة جعـلت الكل يجفّل للحـظة ثم رمق جـده بنظرة حـادةّ هو الآخر ، أمسك بفنجان القـهوة و ارتشف
القـليل قـاّئلا بنبرة بـاردة
ـ عّوض أن تشكرني لإنقـّاذكم من الدمّار هـّا أنت تـّوبخني فقطّ لأننيّ قمت بّما أراه منـّاسبا ؟
احمر وجه الجد بيتر بكل عصبية و قد ثـارت آخر ذرة قد احتفظ بها ، لقد كان ينتظر عودة نايت بفارغ الصبر ليشرح له هذه المشكلة لكن هاهو الآن
يتحدث بكل برود ليعطيه إجابة غير معقولة ، رفع الجريدة الموجودة بجانبه و رماها على وجه نايت بكل قوة ليبتسم كايل بكل سخرية في حين كتمت
إليزابيث ضحكتها ، تحدث الجـد بنبرة عـّالية تّرتفع مع كلّ حرفّ يتفوه به منّ بين شّفتيه
ـ ما الذي تّقصده ؟ لقدّ أصبحت تتمادى فعلا فيّ أفعـّالك ، تفعل ما يحلوا لكّ
رمقـه نايت بـّبرود ثمّ وجه نظرته الحادة ناحيةّ كاّيل المبتسم بسخرية ثمّ قاّل بـحدة ، لابدّ أن هـذاّ من عمـّله إذ لم تنجح خطته في إفساد الزفاف فـيحـاول
تّحريض جده ضده ، تنهد بقلة حيلة ثم ابتسمّ بسّخرية لاذّعة محدّّثّا ابن خـّاله
ـ أليس هـذا سّخيفا كـايل ؟ تـحرض جدي علي ؟ أعني لقد تفوقت على جميع مستويات دناءتك فهنيئا لك
ابتسم كايل بكل سخـرّية مسنداّ خده على ذراعه بكل راحة و يبدوا أن مجرى الحديث قدّ أثار سعـادته في حين تمالك الجـد بيتر أعصابه و هو يرمق
حفيديه بـغضب عـارم ضّرب طـّاولة بّقوة فّجفل جميّع الخدمّ ، قـال بحدة و صوته الجمهوري يترددّ في المكان كالصدى
ـ أتظننيّ دمية ليسيرني أحدكما بكلامه ؟
تنهد نايت بكل برود بينماّ تجاهل كايل كلام جـده و هو ينـظر في الأنحاء بقليل من الضجر ، فـوقف بيتر بقوة لتـظهر قـامته الـرشيقة و مـلامحه
الحـادة التي برغم مـرور الـزمنّ و ظهور التـجاعيد على وجهه إلا أنه لا يـزال محتفظا برونق جـاذبيته ، مـرتديا بذلة رسمية رمـادية تـبرز مـدى
عمق لون عينيه ، عـاد يتحدث بنبرة غـاضبة قـوية
ـ نـايت روفس ماكاروف ، كايل لبير يستحسن بكما أن تـتبعاني إلى مكتبي و فـورا
غـادر الجد بيتر مسرعاّ طاولة الطّعام غيّر قـّادرا على تحملّ حـّرب حفيدّيه المسعوّرة في حين وقف كايل بضجرّ واضـح إنحنى و قبل إليزابيث
بإبتسامة واثقة ثمّ سار خلف بيتر بينما بقي نايت جالساّ و قدّ كان وجهه شاحبا بشدة ، عّينيه الداّكنتين غّادرهماّ لمعّانهماّ فّّوقف ببطّء ثمّ سّار خّلفهمّا ،
نـظرّت ماريّ إلى نايت بّقلقّ منّ شّحوبه المخيّف و كـّادتّ أن تتّبعه لوّلا أنّ إليزابيثّ كانتّ فيّ طّريقهاّ أمـّام المخرّج تمّاما ، تحدثّت ماري بّقلقّ
ـ إليزابيثّ ما الذي يّقصده الجدّ بيتر بّروفس ماكاروف ؟ ما الذيّ يّحدث ؟
رمقّتها إليزابيثّ بنـّظرات نـّارية حـّادة فّلو بإستطّاعتهاّ لقّتلتهاّ الآن و فـّورا لكنّها عـّاجزة بهذهّ اللحـّظة فقطّ ، رفـّعت كّتفيهاّ ببّرود و اقتربتّ منهاّ
لتهمسّ في أذّنها بنبرة ناّعمة رّقيقة
ـ إن كنتّ على أهبة الاستعداد لزواجّ به فهلّ أنت مستعدّة لّغوص فيّ أسرارّ نايت المّظلمة ؟ تّلك الأّسرار الّتي جّعلته على ماهوّ عليه الآن ، تّلك
الأسـّرار التّي أودتّ بحيـّاة الكّثير ، هلّ أنت مسّتعدة لها ... مـآري ؟

/

آنتهـّى الشـآبترّ العـّشرينّ و منّ هـّنا سّوف تأخذّ الـّرواية مـّجرى
آحــدآثّ آخـّرى عـّديدّة ، فـأرجـّوا أّن يكونّ البـآرت عنـّد حسّــــن
ظـّنكنّ و أرجـّوا الـّمعذرة على التـأخيـّر
__________________
  #34  
قديم 12-28-2015, 11:29 AM
oud
 
شـّابترّ الـّواحد و العـّشرين
منّ بينّ عّالم الأكـّاذيبّ هيّ الحـّقيقة الوحيدّة التيّ يّجب عليكّ تّصديّقها

فيّ قـّاعة كبيّرة ذاّت جـدّران ذّهبية اللونّ بزخّرفات هندّسية تّمتدّ منّ أسّفل الأرضّية إلى أعلىّ السّقف الذيّ تّوسطّه ثّرية عـّملاقةّ آثريةّ ،
علىّ تلكّ الأرائكّ العّديدّة ذّات القّماش الفّخم و الحّريريّ كآنت تجلسّ هيّ و معـّالم القّلق قدّ غّزت ملامحّ وجههاّ بينماّ عينيهاّ البنيتينّ تّجولان
فيّ كلّ ثّانية على السّاعة التيّ زّينت معّصمهاّ ، همستّ محدّثة نفسهاّ
ـ لقدّ مرّت سّاعتينّ ، ما الذيّ يّفعلونه خّلال كلّ هذّه المـدّة يّا ترى ؟
فيّ الطّرف الآخرّ كآنتّ تلك المرأة الشّابة تّجلسّ بكل راحةّ واضّعة قدّما على الأخرى و لا يّبدوا أنهاّ تّهتمّ فعلا لمّا قدّ يصّيب زوجهاّ فهاهيّ
تّقلم أظّافرها بّحرصّ تامّ عندماّ انتقّل إلى مسّامعهاّ كلّماتّ ماريّ المتلعثمةّ ، فقّطبت حاجّبيها بّإنزعاجّ و قّررتّ تجّاهلهاّ لكنّ ماريّ لمّ تّستطعّ
التّوقف عنّ القلقّ فّوقفّت بّتوتر عّارم و أخذتّ تجيّء و تّروح فيّ الغّرفة ، عادتّ تحدثّ نفسهاّ بخوف
ـ يّا إلهيّ ، أناّ السّبب فيّ كل ماّ حدثّ لو أننيّ فقطّ لم أنـّزل إلى الفطّور لماّ حدثّ كل هـذاّ يا إلهيّ نايتّ يـّواجه المشّاكل
بّسببيّ و أنّا التيّ كنتّ أريدّ أن
قّاطعتهاّ إليزابيثّ بّعصبية رامـّية مقّلم الأظاّفر جّانباّ ، رفّعت صّوتهاّ الّرقيقّ بنبرة متـّعاليةّ و متـّكبرة نوعّا ماّ
ـ ما الذيّ تقصديّنه بّسببك ؟ أتظنينّ نفسكّ فّعلا بتلكّ الأهميةّ لتأخذّك عّائلة لبيّر على محملّ الجدّ ؟ أرجوكّ كلناّ نعلمّ أنكّ
لست سّوى نزوّة عّابرة لّنايتّ سّرعانّ ما تزولّ ، أصمتيّ
رمقّتها ماريّ بتعجبّ من إنفجاّرها فقدّ كانتّ هادئة طّوال الوقّت و لمّ تتفوه بحرّف إلاّ الآن ، فلمّ تّحاول أنّ تجّيبها بلّ تّظاهرت
بّعدمّ سماعهاّ لثّورة أعّصابهاّ و جلّست فيّ مكانهاّ السّابقّ ، حيّن أتتّ خادمة مّا و قاّّمت بّوضع الشّاي لكتلاهما ثمّ غادرّت مسرعةّ ،
ارتشفتّ ماري القّليل من الشّاي ببطّء متمنّية أنّ تكونّ الأمور بّخيرّ ، و فيّ الأعلّى حيثّ كـّان الّثلاثة يواجّهون بّعضّهم بّعضا
فّي مـّعركة حـّامية منّ أجلّ السّلطة و إظهاّر من الأقّوى فقدّ كّان كاّيل يستندّ على حاّفة الأريكـّة راّمقاّ جدّه بنّظرات غّير مبّالية
لانفجاره العّاصف و فيّ الجّهة الآخرى منّ تلكّ الغّرفة العّملاقة كاّن نايتّ يجّلس علىّ الكرّسي مبّادراّ جدّه بنّظرات تفوقّه حدةّ
فّأكّمل الجدّ كلامهّ
ـ بحقّ الله نايت ما الذيّ تحاّول فّعله ؟ تدّمير العـّالم بأكّمله لترتّاح ؟ لقدّ خسرتّ معظم الشركاّت أسهمّها بّسببكّ و قدّ صّار الكلّ
يخافّ منّ أنّ يقيمّ عقدّا معّنا فقطّ رّعباّ إن انقلبنا عليه يّوما ، الـزواجّ و منّ فقّيرة معـّدمة لا تّليقّ بمكاننا و تحـّويل ذّكرى الخمّسين
إلى حفّل خطّوبة ثمّ إدّخال رئيسّ شركة جونسونّ فيّ غيبوبةّ ؟ أتكفيّك هذّه المصائب أمّ أذّكركّ بّأخرى ؟
ابتسمّ نايت بّسخرية عندماّ لمحّ تّعبير وجـّه كاّيل المستهزئّ به كأنهّ قدّ حضّر هـذاّ المشهدّ بعناية ، مشهدّ إذّلاله منّ قبلّ جدّه
فأماّل رأسه قّليلاّ و تحدثّ بنبرة مبحوحةّ
ـ منّ لاّ يريدّ أن يعقدّ شراكـّة معناّ خوفّا منّ انقلابنا الشيطّاني عّليه ألاّ يعني هذاّ أنهّ ينويّ خيّانتنا يوماّ ؟ ثمّ الـزوجّة زوجتّي و لا أهتمّ
إن كـّانت صّماء ، بكـّماء معّ أننيّ أفّضل ذلكّ أو حتّى متسّولة أّيضا لمّ أكنّ أنا من أدّخل رئيس جونسونّ المستشفى بلّ ارتفاع ضّغطه
الشديدّ ، حسناّ جديّ أتّكفيك هـذّه الأّسباب أمّ أعطيكّ آخرى ؟
صمتّ الجدّ بّغيضّ و قدّ باتّ ضغطّه هو بالارتفاع، فوقفّ و صّرخ بـأعلىّ صوتّه الجّهوريّ الحـّاد و الغّاضب
ـ بحقّ الله نايتّ ، متّى ستكفّ عن هذه التصّرفات ؟ ألمّ تنتّقم مسّبقاّ ممّا كانّ السببّ في تعاستكّ ؟ ألمّ تمضيّ قدّما فيّ حياتكّ بّزواجك ؟
ألاّ تنويّ أبداّ أنّ تّترك الماضيّ و شـأنه ؟
تنهدّ نايتّ و إزدادّ شحّوب وجههّ فّوضع يدّه على صدّره قّليلا ضّاغطّا عليهّ ثمّ فتحّ عينيه مجدداّ و نـّظر إلى جـدّه بّدون أن تعبيّر على وجههّ
ـ تّريد منيّ أن أنساهّ و أنتّ لا تّنفك تّذكيريّ به ، فما الذيّ نادّيتنيّ به سّابقاّ ؟ نايتّ روفسّ ماكاروفّ ألا يعنيّ هذاّ أنكّ لا تعتّرف بّي كحفيدّ لك ؟
قطبّ الجدّ حاجّبيه بّضيقّ عندّما لاحـّظ مـدىّ الألمّ الظاهر على نايتّ و الذيّ يحّاول جـّاهداّ كتّمانه فّقال بّهدوء
ـ أناّ قلتّ ذلكّ لأنكّ استفزتني فقط و تّعلم جيداّ أننيّ لا أقصدّ ذلك لذّا دّعنا لا نتّطرق إلى هذاّ الموضوّع أكثّر من هـذاّ
تّقدم كاّيل منهماّ و استندّ على المكتـّب بكلّتا يدّيه لّيقول بّنبرّة مستفّزة حادّة و خّبيثة فيّ آن واحدّ مستمتعّا بماّ يحدثّ من حوله
ـ أناّ لستّ ملبّ بمّا يّدور بينكماّ لكنّ دّعنا نلعّب لعبة الصّراحة قّليلا ، جديّ ألستّ خائّفا من كونّ هـذاّ الوحشّ الذيّ ربّيته بينّ يدّيك سوفّ
ينقّلب يوماّ عليكّ كماّ إنتقمّ ساّبقا من أقربّ الناس إليه ؟ ماذاّ عنكّ نايت ؟ ما السّر خلّف هذه التّحرّكات الخّفية وسطّ الظّلال ؟ أليسّ
سّبب الرئيسّي لهّا هو اعتلاء عّرش عّائلة لبير ؟
عندّ انتهاء كاّيل لّحديثّه شّعر بنشّوة الفّرح و هو يّرى ملامحّ جدّه المّصدومة و المتألمّة كأنهّ قدّ أصّابّ نقطـّة الصّحيحةّ الصّادقة بّداخله
بينماّ كانّ نايتّ مندّهشاّ بشدّة عندّما لمحّ ردّة فّعل جدّه ، فابتسمّ بّهدوءّ للحظاّت ثمّ وقفّ معطّيا كّلاهماّ ظهرهّ لّيتكلمّ بنبرته ّالمبحّوحة البّاردةّ
ـ و ما الذيّ سوف أتّوقعه مّن عّائلة أخذتّني إجبارا ؟ إذّا كّان هـذاّ ماّ تخاّله جديّ فأناّ سوف أتنحى عنّ جميّع أعمـّال المتّعلقة بّلبير لّكي
ترتاحّ أنتّ و يرتـّاح كـّايلّ أيضّا ، إنّ رّغبت سأغّادر الّقصر حاّلا
أمسكّ بّمقبضّ بابّ ثمّ استداّر ناحيّة كاّيل و ردّ على كّلامه المّسبقّ بّبرود
ـ تّقول أننيّ أناّ من أحاول اعتلاء عرشّ لبيرّ ؟ لكن أليسّ الأصحّ القّول أنّ زوجتكّ هي من تـّريد ذلكّ و هي من خططّت لهذا الأمرّ فأنّت
يّا كاّيلّ لمّ و لن تّكون أبداّ ندّا ليّ بدونها
عندماّ دوىّ صوتّ عّاليّ فيّ أرجاّء القصّر جّعلّ الرجّفة تّسّربّ إلى قّلوبّ سكّانه ، فجـأةّ فتحّ بّاب مكـّتبّ بّقوة و قدّ كادّ أن يّخلع من مكّانه
لّيّخرجّ نايتّ بّسرعة عّابرّا القّاعة فيّ ظرّف دقّائقّ و خـّلفه كانّ جدّ بيترّ واّقفا واضّعا يدّه على صدّره و كاّيل يسندّه الذيّ صّاح بّنبرة هادّرة
غّاضبة
ـ نـايت ، تّـعال إلى هنـّا أيهـّا الجّبّـان
صّعدتّ إليزابيثّ الدّرج بّسرعة و أمسكتّ بيترّ عندّما تّركه كاّيل و سّارع هو الآخرّ خلفّ نايتّ راكضّا بينماّ تاهتّ ماريّ بين ّالثـّلاثة ، و لمّ
تّعلم ما الذيّ يجّب عليهاّ فعله فيّ هذه اللحـظةّ ؟ لكنهاّ استجمعّت شجاّعتها و ركضّت هي الأخرى خلّفهما
خـّارجاّ فيّ حديّقة الواسـّعة لّقصر لبيّر كانّ الاثنينّ يّقفان مواجّهان لبّعضهماّ البّعض ، كّايل ممسّكا بّيّاقة نايتّ ساحبّا إيّاه ناحيّته فيّ حين
كانّ نايتّ يبتسمّ بكلّ سخريةّ و عينيهّ تنطّقان بّرودةّ ، لكّمه فّكادّ أن يّسقطّ لولا أنهّ عادّ يّجذّبه إليهّ ليلكّمه مجدداّ و لمّ يتجرأ أحدّ الخدمّ على
إيّقافهماّ ، فكيّف سّوف يّفعلون ذلكّ و همّ يّرون مّدى غّضب أسيادهم الهـاّدر و المـّدمرّ لمّا حّوله ؟ عندماّ وصّلت ماّري و وقعّت أنظاّرها على
زوجّها الذيّ ينـّال ضّرباّ مبّرحاّ بدونّ أنّ يّقوم بصدّ أيّ ضّربة ، شّهقت بّرعب عندماّ سددّ كاّيل قّبضته لصدرّ نايتّ تماماّ مكاّن جّرحه مماّ جّعله
يتـأوه بّشدة و هو يّبصق دماّ من فمه ،فركضّت بّسرعة و جّعلت نفسهاّ بينهماّ محتّضنة نايتّ بّقوة ، صـّاحتّ بّرعب
ـ نايتّ هل أنتّ بخيّر ؟ يـّا إلهيّ جرّحك ينزفّ مجدداّ ما الذيّ فعلته كاّيل ؟ ألاّ تّراه مّريضا ؟ فّل تنـّازلّ بّعدالة
رمقّها كاّيل بحـدةّ و قدّ التمعتّ عينيهّ بحقدّ ، بّغضّ لّعدوه الواقفّ أمامهّ فّدّفعها جاّنبا لّيمسكّ نايتّ مجدداّ ، قّال بّنبرة غّاضبة حاقدّة
ـ أيهاّ السـّافلّ لوّ لمّ تكنّ هذهّ الأعينّ العديدّة تّراقّبناّ لّقتلتكّ فوراّ و الآنّ
ابتسمّ نايتّ بّسخريةّ ثمّ نـزعّ يدّ كاّيل لّيعيدّ تّرتيبّ ملاّبسه بّهدوء و بّرود مستفّزا إياهّ ، اقترب منّه بّهدوء و همسّ بّنبرة مبّحوحة خّبيثة خاّفتة
ـ إنهّ أنتّ ، أليس كذلك ؟ أنتّ من حـّاول قّتلناّ و قدّ اعترفتّ تواّ أيهاّ الأبله
شحبّ وجّه كايّل و أبيضّ تماماّ كأنّ عّروقه قدّ توقّفت عنّ دفّق الدّماء فوجه نظّرات تاّئهة مصّدومة لّنايت الذيّ يبتسمّ بكلّ برودّ معّلنا انتصّاره ،
فّتّلعثم كايّل بّتوتر شديدّ و هو يّنظرّ فيّ كلّ اتجّاه عدىّ ملامحّ ابن عّمته
ـ ما الذيّ تقصدّه ؟ أنا لا أعلمّ عنّ ماذّا تتحدثّ
ضحكّ نايتّ بّنبرة صّوتهّ المبحـّوحة و هو يّربت على كتّفه سّاخراّ بينماّ تجمدّ كاّيل غيرّ قّادرا علىّ قّول أكثّر من هـذاّ فأجاّبه نايتّ على نكّرانه الفظيع
ـ أنتّ تّعلم تماماّ ما الذيّ أتحدثّ عنه و لقدّ برهنتّ هذاّ ليّ تـّوا لذاّ نكّرانكّ أو حتىّ اعتراّفك فلاّ فـّائدة منهّما الآن ، لكنّ ثّق أنّ ما فّعلته لنّ يمر
مّرور الكّرام فأناّ سـأحرّص علىّ ردّ ديّن لكّ أضّعافا
استـداّر و أمسكّ بّيد ماريّ المصدّومة بّدورّها ثمّ غـّادرا معـّا ، حيّنما بّقي كاّيل شّاحبا غيّر قادرّ على النـطقّ أو حتىّ الدّفاع عن نفسهّ ، فكّر
قّليلاّ بّرعب .. ألمّ يكنّ هوّ من حـّاول قّلبّ جدّهم بيتر عليه ؟ و ألمّ يكن هوّ منّ حرّض الجدّ على أفعـّال نايتّ الغيّر معقولةّ و عنّ تّصرفاتهّ الأنانيةّ
فيّ إدارة الشـّركة ؟ لكنّ كيّف إنقلبّ كل شيء عليه فّي ظّرف ثـّواني فقط ؟
أيعقـّل أنّه أثـّار شجـّارا معّ جـدّه و تّحدثّ بعـّجرفة قّبلا فيّ المكتّب مثّيرا أعّصابهماّ فقطّ لكيّ يّجعله يّضربه ؟ لجّعله يتـأكدّ منّ أنه هوّ من خـططّ
لحادّثة السّيارة ؟ لحـّادثة قّتل ماري ؟ أمسكّ رأسه و قدّ داهمهّ صّداعّ مفاجّئ ثمّ جلّس مستندّا على ركّبة قدّمه اليمنّى قّائّلا بّعدم تصدّيق
ـ ذّلك الوغدّ ، لقدّ أرادّ منيّ أنّ أسددّ اللكّمة لصدّره
بينماّ و تّعمقّا فيّ تلكّ الحدّيقة كاّنتّ ماريّ تسيّر بّخطّوات متّعثرة غّير متـّوازنة و هيّ تّسحبّ منّ طرفّ نايتّ فيّ حينّ يدّه محكمـّة القّبض علىّ
أناملهاّ و لمّ تّستطّع أنّ تلمحّ تعّبيرّ وجهه فيّ هذهّ اللحـظةّ مماّ جّعلها قّلقة ، خاّئفة منّ كّون لكّمة كاّيل قدّ أصّابتهّ بشدّة فّعّادت لّتفتحّ ذلك
الجرح الذيّ لمّ يندّمل قّط ،
فجأة اصطدّمت بّظهرهّ و كـّاد الاثنينّ أنّ يسقطّا لوّلا أن نايتّ تمالكّ نفسهّ في آخر لحـظّة و هو يتمسكّ بّغّصن شجّرة مّا ، التفتّ إليهاّ و نـّظراتهّ
البّاردة لا زالتّ تّلازمه فّتوترتّ ماريّ لتهمسّ بّترددّ
ـ هلّ أنتّ بخير ؟
فّتح شّفتيهّ لّيقول شيئّا ماّ لكنّه صمتّ فجـأة علىّ مضضّ ، نـظرّ إلى الأعلىّ قـّليلاّ ثمّ تنهدّ و اقتربّ منهاّ ليمسكّها منّ كتفيهاّ و يقّرب وجـّهه منهّا
بّهدوء ثمّ قّال بنبرةّ حـّادة
ـ لا تتدّخلي فيمّا لا يعنيكّ مجدداّ ماريّ، أنتّ لستّ سوّى ضّيفة هناّ بهذّا القّصر و مـّدة إقّامتكّ لا تتعدّى زيّارة طّفيفة لذّلك لاّ تحاوليّ مجدداّ أنّ تّلعبّي
دورّ البطّلة
صّمتتّ للحـّظّات مّخفضةّ رأسهّا للأسّفل ، ثمّ رفّعته و نـظرّت إلى نايتّ بعينينّ ممتّلئتينّ بدّموعّ حـّاولتّ كبّحهمّ لكنهاّ لمّ تستطّع ، دوماّ ما يّدفعهاّ
بعيداّ عنه.. دوماّ ماّ يّرميّ بكلمّاته المّسمومة إلىّ قّلبها كأنهّ يتلذذّ بّرؤيةّ حزنهاّ لكّنها لنّ تسّتسلمّ له ، لن تستّسلم حتّى تّعرفّ تلكّ الأسّرار التي
قصدّتها إليّزابيثّ و حتّى يّعلم بمدىّ حبّها اللا محـّدود التيّ تكنّه له فّاحتّضنتّه بّقوة لاّفة ذّراعيهّا المرتجّفتين حوله ثمّ صـّاحت بنبرة قّلقة مرّعوبة
ـ لقد كـّنت قّلقة عليكّ أيهاّ الأحمقّ
تنهدّ بّخفوتّ ثمّ مـدّ يدّيه ليمسكّ بكّتفيهاّ و يّبعدها عنهّ ثمّ أخفضّ رأسهّ لكيّ يّلتقيّ مستّوى نظّريهماّ ، عّينيه الـداّكنتينّ كسماّء العّاصفة فيّ غّضبها
و عّينيهاّ الواسّعتينّ اللتاّن تعكّسان مدىّ عمقّ حبّها له ، فّتحدثّ بنبرة بطّيئة و بّاردة
ـ أناّ لا أحبّ هذاّ، لاّ أحبّ نّظرتكّ هذّه ماريّ.. تّرمقيننيّ بّقلق كأننيّ زجاجّ هشّ سينكسّر فيّ آية لحـظةّ بينماّ أناّ ذلكّ النوع من الرجاّل الذيّن
يّلقبونّ بالذّئاب
صمّتت ماريّ بّدهشة و لمّ تجدّ من الكّلمات ما تّراه مناّسبا لقوله له ، لماذاّ يتصّرف بّهذه الطرّيقة ؟ ما العمـّل معه ؟ حينماّ ظهرتّ إليزابيثّ
من خلّفهماّ قادّمة بثّوبهاّ الأسودّ الحريريّ المنسدّل بكلّ عنفوانّ و حرّية علىّ جسدّها النحيّل و على مّلامحّها تعبيرّ الغّيض و الحقدّ فإقتربتّ منهماّ
كقّاية و صّاحتّ بنبرةّ صّوتهاّ الرقّيقة
ـ أرجّوا أنّ لاّ أكونّ قدّ قّاطعتّكماّ ؟
نـظرّ نايتّ إلى ماريّ ببرودّ كأنه ينبههاّ أنّ لا تنسىّ ماّ قّاله تّوا ثمّ التفتّ ناحية إليزابيثّ و هو يّسير باتجاهها قّائلا بّلا مبّالاة
ـ لقدّ انتهيّنا ، ألمّ تخطّئيّ فيّ المكانّ ؟ فّمن المفّترضّ أن تكونيّ الآن بّرفقة زوجكّ تّواسينه علىّ خفـّة عقّله
ربّت على رأسهاّ قّليلاّ مبّتسماّ بكلّ سّخرية لّيرحلّ بكلّ هدوءّ ، فّسّارعت إليزابيثّ بّتوجيهّ أنظاّرها إلى حيثّ ماريّ التيّ لم تّلتفت إليهاّ قطّ بلّ بّقيت
واّقفة تماماّ كماّ تركّها نايتّ تواّ فّركضّت مسّرعة إلى حيّثما كاّن زوجهاّ ، همستّ بّخفوتّ
ـ سأحرّص علّى جعّلك تّرى صدّق مشّاعريّ الحقيقيةّ نحوكّ نايتّ و لنّ أستسّلم قّبل أنّ أفعل ذلكّ ، لذاّ مهماّ قّلت و مهماّ قّلت فأناّ لنّ أبّالي بّعد الآن

/

خفّية بدأت تـّلك الـّظلال بّنشرّ سّوادها فيّ الأرجـّاء و بسـّكون مريبّ نجحتّ بالوصّول إلى مسّعاها أوّ مسّاعيهاّ إنّ صحّ القّول ،
فبيّن غّيوم المتّراكمة فيّ السماّء التيّ حّجبت أشّعة الشمسّ كعّادتها كآن يّقف و عيّنيه الـزرّقاوتين البّاهتتين مّليئتين بالّضياع
ذلكّ الرجلّ ذو البّذلة السـّوداء الـّرسمية و ربطّة العنقّ المّرمية بإهمـّال حـّول عنّقه و بالّرغم منّ منـظرهّ اللا مبالي كـّان قّد حاز على أنظار
الكّل فيّ تلك القـّاعة الواسعة ، فّسّلك بّخطوات هـادّئة و بـطيئة جدا و ماّ إن وصّل إلى غـّايته ، حتىّ جلّس باستقامة و عينيه لا زاّلتا تجـّولان
فيّ الفّراغ بّلا هوادّة و لا وجـّهة محددة
لحـظاتّ حتّى وصّل شاب آخر يّضع قلنسوة ماّنعا الغيّر من رؤية ملامحه ، اقترب منه ببرود ثمّ سحب الكرسيّ و جّلس واضعاّ قدماّ على الأخرى
زاماّ شفتيه بغيضّ و لا يبدوا أن المجيء إلى هنا كان بّرغبته ، قال بّحدة
ـ يستحسنّ أن يكونّ لديّك سّببا مقنعّا لكيّ تطلبّ مني القدومّ ديميتري
ابتسم ديميتري بّبرود و أخرجّ من جّيب معطفّه الرماّدي برقيةّ صّغيرة ثمّ رماهاّ بلا إهتمام نـاحيةّ ذلكّ الـرجلّ ، فمدّ الأخير يدّه لكيّ يحملهاّ لولا
أنّ ديميتري و في نفسّ اللحـظة أحكمّ القبضّ على يدّ الرجلّ قبّل أن تمتدّ إلى غايتهاّ ، سحّبه بّقوة ناحيته ثمّ و بخفة لوا ذّراعه ، مالّ رأسه قّليلا
و همسّ بنبرة غّاضبة محذّرة
ـ يستحسنّ بكّ ألاّ تستعّمل هذهّ النبرة مجددّا معّي و تّعلم جيدّا كّيف تتحدثّ مع أسّيادكّ أيهاّ السّافل
كتمّ الرجلّ صّرختهّ عندماّ شعرّ كماّ لو كـأن الدماّء تسحبّ من ذّراعه أومـأ مّسرعاّ دّلالة على الإيجاّب ليتركهّ ديميتري و شـأنه مبّتسما بّكل مرّح
ـ سوفّ تجدّ التعليماتّ بداّخل الـبرقيةّ لذّا خذّها و أغّرب عن وجهيّ الآن قّبل أنّ أكسّر رقبتكّ هذه المرة
نظرّ إليه الرجلّ بأعينّ حادةّ تلمعّ بالحقدّ و الكّراهيةّ لكنّ و بذّل وقفّ ثمّ غادرّ مسّرعا ، ليسّ بيده أنّ يفعل شيء و كيّف يتجرأ على التفكيّر
فقطّ بإيذائه و خصّمه هوّ ديميتري ،

/
__________________
  #35  
قديم 12-28-2015, 11:30 AM
oud
 
فيّ غّرفة المعّيشة بّمنزلّ عاّئلة غّلوري كّانت فّلور
تلكّ الشّابة الصّهباء ذاّت سروالّ الجيّنز الأسودّ و القّميصّ الأبيّض العـّلوي جاّلسة ممسكّة بّفنجان قّهوة بينّ يدّيها و أنظّارها الحادّة
موجّهة إلىّ حيثّ كانتّ السيدّة ليكسيّ بّفستانهاّ الأزرقّ المخّمليّ من الطّبقة الّراقيةّ بجاّنبها الآنسة كليّر التيّ تّراقّب هاتفهاّ بّلا مبّالاة،
و لمّ يكنّ هذاّ بمثّابة إجتّماع بّسيط فإحتمالّية بّقاء هّؤلاء الّثلاثة معّ بعضهنّ دونّ مناّوشاتّ كلامّية أوّ مطاّولات بينّ الأيّادي لهيّ نسّبة
تّفوق الماّئة فّقّررت فلورا قطّع هذاّ الصمتّ بّمبادّرتها الأولى للحديُّث
ـ سيدّة ليكسيّ ، أقدّر موقفّك الّرافّض هذاّ لكنّك لّست سوىّ تؤجّلين المحتومّ فّحتى لو أضّعت الوقّت أنتّ لن تستّفيديّ شّيئاّ لأننيّ سأعلمّ
حتمّا أينّ تلكّ المرأة و سّيجّيبني العمّ روي عنّ كل أسئلتي
تنهدّت السيدّة ليكسيّ بّكره شديدّ لّسيرة هذّه المرأةّ ثمّ أداّرت رأسهاّ ناحيةّ النافذّة لترّتشف القلّيل من القّهوة ثمّ أجاّبتها بنّبرة هادئةّ
ـ أناّ لا أفهمّ كيفّ تفكرينّ فلورا ؟ ألستّ تكّرهينهاّ بدّورك ؟
رمّقتها فّلور بّبرود لوهلةّ من الزمنّ فهيّ ليسّت مّضطرة للإجاّبة على تّساؤلاتهاّ لكنهاّ تجلّس بكلّ طاّعة تستمعّ إليهاّ ، زفرتّ بغيضّ ثمّ اسندتّ
ذّراعيها على ركبّتيها و اقتربتّ أكثّر منهاّ لتّجيّبها بّلا مبّالاة
ـ أناّ لا أكرههاّ سيدّة ليكسيّ فهل رأيتّ طفّلة تّكره والدتّها ؟ لكننيّ أمقتّ تّصرفاتها الّصبيانيةّ التيّ لاّ سببّ لها كّتخريبّ زفافّ ماري على سّبيل
المثّال لذلكّ أريدّ من روي أنّ يخبّرني بّمكانهاّ كيّ أعرفّ سّبب عودتهاّ
تأوهتّ السيدّة ليكسيّ بّألم و هي تفّرك جّبهتهاّ مرّارا و تكّراراّ بينماّ حبّات العّرق تنّساب على وجههاّ ، إنهاّ لا تّحتملّ هذاّ الكمّ العديدّ من
المشّاكل التيّ و فيّ الآونة الأخيّرة تأتيّ من كلّ إتجاّه، فّأجاّبتها ليكسّي بّهدوء
ـ فلورا أنتّ تّعلمين جيدّا أنّ روي لنّ يخّبركّ بمكانهاّ فّهي قدّ حرّصت حّرصا شديدّا على أنّ يكونّ عّنوانهاّ مجهولا لذّلك لنّ يفّيدك الحديثّ معه
لكنّ أستطيّع أنّ أعلمّ مكانهاّ بطّريقتي الخاّصة لكّن يجبّ عليكّ أنتّ أنّ تّفيدينيّ بطريقّتك الخاصةّ
راقّبتها فلور بّاستغرّاب و عدمّ فهمّ لما سيدّة ليكسيّ تحاولّ رمّيه لكنّ أومأتّ بالإيجاّب و هيّ تتقدّم أكثّر لتّضع يدّيها علىّ ركّبتيها مستعدّة لّسماعّ
رغباتها و قّالتّ بّبرود
ـ حسّنا سيدّة ليكسيّ إنّ كان الأمرّ فيّ مستوى مقّدرتيّ فّأنا على استعدادّ تاّم لكيّ ألبيه لكّ بّشرطّ أن تفيّ بوعدكّ
ابتسمتّ ليكسيّ بّسعادة و هيّ تّصفقّ بكّلتا يديّها دّلالة على مدّى فّرحتها العّارمة ثمّ أمسكتّ بذراعي فلّورا لّتتكلمّ بّنبرة فّرحة
ـ رويّ يّرفض أنّ يعيدّ آرثر إلاّ باعتذار منه و آرثّر يّرفض الإعتّذار لأنهّ أمرّ يّمس كرّامته بّشكل ماّ لذلكّ ما رأيكّ أن تكونيّ صديّقة آرثر مجددا ؟
قطّبت فلور حاجّبيها و قدّ بدت عّـلاماّت الرفّض بادّية على تّقاسيمّ وجههاّ ثمّ فكرّت قّليلاّ ، إنّ رويّ لنّ يّخبرها بّمكان والدّتها فّقد كانّ يّعلم أينّ
هيّ طوال هذّه العّشر سّنين و كمّ من مّرة رأى رويّ كمّ همّ محّتاجينّ لوالدّتهمّا لكنهّ لمّ يخبرهمّا قطّ و لمّ يخبّر جوناثّان حتىّ فّهل سيطّلعها هيّ
على عنوانهاّ و هو مخّلص تمامّ الإخّلاصّ لسيليا ؟ لا فّائدّة لكنّ ربماّ إنّ كان هناكّ فردّ من عائلة غّلوري بجّانبها فّقد تستطيّع أنّ تكتشّف
مكان اختبائها غيرّ أن هذاّ يكّلف بتكوينّ صدّاقة مع آرثر ؟ ذلكّ الرجلّ الذيّ لا تطّيقه ،
تنهدتّ بقلقّ و هي تلفّ الإحكام على قبّضتها ثمّ استداّرت ناحيةّ ليكسيّ المتحمسّة و آجاّبتها بّتّردد خالّطه قّليلّ من الّثقة
ـ سيدّة ليكسيّ أناّ لا أفهمّ ما الذيّ تحاولينّ قوله ؟ فّحتى لو كنتّ صديّقة لآرثّر ذلّك لن يجّعله يّعودّ إلى المنزلّ كما أوضحتّ أنتّ إنّ العمّ روي
يطّالب باعتذار فقط لكنّ لا بّأس إنّ كانت هذه رّغبتك فّسأكون صديّقته و سأحاولّ أن أعيدّه للمنزلّ إذّن بالمّقابل فّهل ستنفذيّن ليّ مطلّبي ؟
أومأّت ليكسيّ بّحماس شديدّ و أحتضنتّ فلورّ المصدومةّ شاكرّة إيّاها بينماّ كانتّ كليّر و طّوال هذّا الحديثّ ترمقّهماّ بّبرود و اغتياظ لأنهمّا و
فيّ الآخيرّ قدّ أضّطرا لطّلب المسّاعدة منّ أحدّ أفرادّ عائلة روبرتّ سيئو الحظ

/

فيّ القصرّ حيثّ خلفّ كلّ جداّر همسّة ضمتّ كلاماّ لذلكّ الحدثّ تّناولتّها أذاّن جميعّ سكّانه كاّنت ماّري قدّ ارتدّت فستاناّ آخر ورديّ اللونّ
أنساب بكلّ جماّل على جسّدها و رفّعت شّعرها بّجدّيلة لفّتها على شكلّ وردّة معطّية إّياها منّظراّ آكثر بّراءة و رقّة ، بينّ آناملّها مجّلة كّانت
عينيهاّ الواسعتينّ تتّصفحانهاّ بكلّ إهتمامّ بينما توجدّ مجّلات عّديدّة مرّمية بجّانبها و فيّ الأسفّل و خلّف الأريكّة أيضّا ،
وضّعت الخادّمة كأسّ عّصيرّ برتقّال على الطّاولة ثمّ همتّ بالّمغادرة عندّما نظرّت إليهاّ ماري بتمعنّ مستوقّفة إيّاها فّشبّ الّرعب فيّ قلبّ تلكّ
الخادمةّ الصّغيرة خصّوصاّ بّعد الحرّب التّي شاهدتها لتّبتسمّ ماريّ بكلّ لطّف و هي تّتتحدثّ بنبرتهاّ المرحةّ الاعتيادّية
ـ شكـّرا لك
إنحنت الخادّمة بّتوترّ و كادتّ أن تغاّدر عندماّ عرّقلتها إحدىّ المجلات المرميّة فّسقطتّ أرضّا على وجههاّ متـألمّة ، لتّسارعّ ماري ناحيّتها ثمّ
أمسكتّها منّ ذراعهاّ بلطفّ قّائلة و الأسّف يّلف كلّ حرفّ من كلّمة تّفوهتّ بها هاتينّ الشّفتين الوردّيتين
ـ أناّ آسّفة فعّلا آسّفة ، هلّ أنتّ بخيرّ يّا آنسة ؟
وقفّت الخادّمة و أومأتّ بّإرتباكّ ثمّ ركضّت مسّرعة إلىّ المطبّخ بينماّ جلّست ماريّ فيّ مكانهاّ و هي تبتسّم بّخبثّ عندّما لمحتّ عنوانّ مثيّرا
فنظرّت حولها متأكدةّ أنّ لا أحدّ يراقبها ثمّ قرأتّ بّصوت ماكرّ
ـ 101 طرّيقة لجّعل شـّاب يّقع فيّ حبكّ ، هذاّ هو الذيّ كنتّ أبحثّ عنه
عندّما سّمعتّ صّوتّا آتّيا من خلّفهاّ ذوّ لكّنة فّرنسيةّ أنيقّة فإستداّرت لتجدّ فرانسواّ مستنداّ على ركّبتيه و يّتحدثّ بّهدوء بينماّ حاجبيهّ مقطّبين
دّلالة علىّ عدمّ نيّلّ المقالة على إعجاّبه
ـ طّريقةّ التّاسعة و التّسعين احتّضنيه منّ الخلفّ و اهمسي بّعباراتّ الحبّ فيّ أذنه على أنغامّ موسيقّى رومانسيّة فيّ ضوءّ شموعّ ، آنسةّ ماري
لا أظنّ أن هذّه الطّرق سّتنفع معّ سيديّ إنهاّ ساذّجة جدّا
شّهقت بّرعبّ ثمّ صّرختّ و تراجّعت بّسرعة إلى الخلفّ لتّجلس على جميّع مجّلاتها و تّغطيّ البّعض بّطرّف فستانهاّ واضعةّ ابتسامةّ مرتبكة على
وجههاّ قّالت بّتلعثمّ
ـ ما الذيّ تقصدّه ؟ أنا لنّ أنحدرّ إلى مثلّ هذا المستوى
تنهدّ فرانسواّ عندّما لمحّ عددّ المقّالات الممزقّة التي قّرأتها و التيّ وضعتها جاّنبا لكيّ تنفذّها ثمّ مدّ يدّه ناحيّتها و ساّعدها علىّ الوقّوف بّكل لطفّ
ثمّ إنحنى بّلباقة شديدّة و تحدثّ
ـ آنسة ماريّ إنّ سمحتّ ليّ فّهل يمكننيّ أنّ أعلمّك برأيي ؟
ضحكتّ بتوترّ و أومأّت له محاّولة دّفع المجلاتّ أسفلّ الأريكّـة فّقّال فرانسواّ بنبرةّ هادئة و مخّمليةّ ذاّت اللكّنة الفرنسيةّ البّارزة
ـ آنستيّ إنّ كنتّ تّريديّن الفوزّ بحبّ سيدّ نايتّ فّأفّضل طريّقة هيّ التّصرف على طّبيعتكّ و ثّقي أنّ النّتائجّ ستكونّ مبهرةّ بلاّ شكّ
زّمت شّفتيهاّ بّتعاّسة و شّبكت أناملها يبعضها البّعض دّلالة ثمّ صّاحتّ بنبرةّ غّاضبة عّاليةّ جّعلته يّجفّل
ـ لو كّان التصّرف على طبّيعتي ناجّحا لماّ رأيتنيّ أقرأ كلّ هذهّ المجّلاتّ ، فرّانسواّ أيهاّ الأحمقّ أتّعلم كمّ كانّ صّعباّ أنّ أوضّح له حبيّ بينماّ هوّ
يستمرّ بّرفضي ؟
بدّأت بالبكّاء فّشعرّ فرانسواّ بالإرتباكّ الشديدّ و هو يّلتفت في كلّ إتجاه بّاحثا عنّ شيءّ يجّعلها تصّمت لكنّ لمّ تكن لديّه خبرة فيّ أيّ شيء عدى
عملهّ فحاولّ أنّ يحثّها على الصمتّ أو على الأقّل أن تبكيّ بّصوت أقّل علواّ عندماّ دّخل نايتّ إلى القّاعة حاملا بين يديّه ملّفا كان قدّ نسيه فعادّ
لجّلبه مصطّحبا معه حراّسه الشخصّي و مسّاعده الأيمنّ ، نـظرّ إليهما نايتّ بّبرود ثمّ إلى فرانسوا المتوترّ الذيّ يّراقبه بّقلقة حيّلة ليّقول بّبحة
ـ ما الذيّ يحدثّ هنا فرانسوا ؟
لمّ يستطع فرانسوا أنّ يجّيبه بّل اكتستّ حمرة خفيفةّ وجّنتيه معّربة عنّ فشّله فيّ التّرويح عنّ ماريّ بيّنماّ لمّ تّلمح الأخيرّة نايتّ إذّ كانتّ مشّغولة
آكثرّ فيّ تّغطية حرجّها من فرانسواّ ببكاّئها الذيّ لا سببّ له ، همسّ فرانسواّ بتلعثمّ
ـ آنسة ماريّ .. آنستيّ ، أرجوكّ استمعّي إليّ
رمقّته بنّظرات ناّرية حادّة ثمّ حملّت جميّع مجّلاتّها بينّ ذّراعيهاّ محاّولة أنّ تختفيّ قّبل أنّ يراها نايتّ و تحدّثت بنبرةّ لطّيفة ودّية عكسّ ملامحّ وجهها
التيّ تهمّ بّقتله
ـ فرّانسوا ، إنّ أردتّ الحفّاظ على حّياتكّ فمنّ الأفّضل أنّ تبقي ما حدثّ هنا سّرا بينناّ و أناّ واثقة أنكّ لن تخّيب ظني ؟ أليس كذلك ؟
أومـأّ مسّرعا و هوّ يتأتّأ بّحرّوف لمّ يستطعّ أن يّشكل بهاّ أيّ كلمة محاّولا قّول شّيء ماّ غيرّ أنّ الوقت لمّ يسعفه عندّما ابتسمتّ بّمرح و التفتتّ
كيّ تّصعد إلى جّناحها عندّما وجدّت نايتّ يّقف خلفها ممسّكا بّتلك المقّالات التيّ نزعّتها يٌّقرأهاّ بسخريةّ ، سّحبتهاّ منه بّالقوة ليتحدثّ هو بنّبرة مستهزئة
ـ ماّ الأمرّ ماري ؟ لمّ يدّم على زفّافنا سوّى أسبوعّ و ها أنتّ ذاّ تحاّولين إيّقاع رجلّ ما ؟ ألاّ تملكينّ حسّا بالوفّاء ؟ حسناّ و ما الذيّ يجدرّ بي تّوقعه
من قّقيرة بّاعتّ نفسها مقّابلّ بّضعة دّولاراّت
شّعرت بمدى احتقاره لها ّ فّقامتّ بتمزيّق تلكّ المقّالاتّ و رمتّ المجّلات علىّ الأرضّ ثمّ اقّتربت منهّ و وقفّـت على أطّرافّ أصّابع قدّميها لّكيّ تنظرّ
إلى عينيه جيدّا بّنظرّات ناّرية غّاضبة ، قّالت بّصّوت خافّت لطيّف النبرةّ
ـ حقّا ؟ سوفّ أريكّ ما الذيّ هي قّادرة عليه تلكّ الفّقيرة ،
أمسكتّ بّياقتهّ و سحّبته نحّوها ثمّ قّبلته بخفة علىّ شّفتيه لتتركّ ياّقته بعدّها و تّبتعدّ مسرعةّ إلى الخلفّ واضّعة عّلامة النصّر بأناملهاّ بينماّ هيّ
تّقول بّضحكةّ
ـ الخطّوة الخامسّة و الأربعينّ قّبليه بكلّ شغفّ على شّفتيه و إجّعلي صدّق مشّاعرك يّصل إلّى قّلبه الفّولاذيّ ، إذنّ هل وصّلتك مشّاعري ؟
شّحب وجّهه تمّاما و وضّع يدّه علىّ جّبهته بّقلة صّبر بينماّ ابتسمّ فرانسواّ بّخبثّ فّعلا يّالهما من زوجّين نادّرا الوجودّ ، صّاحتّ ماريّ بّتحدي
ـ نايتّ لبير أستمع إلى ما سّأقوله لك
رمّقها بنّظرات متمّلملة و استداّر مغادرّ غيرّ آبه بمّا في جّعبتهاّ إذّ أنها كعّادتها سّترمي بكلّمات بّلهاء لا معّنى لهاّ لكنهّ توقفّ بّصدمة عندّما
عّادت ماريّ تتحدثّ بنبرة أشدّ قوة ، أكثّر صدّقا و أكثّر عّمقا
ـ نايتّ أنـّا أحبـكّ

/

بّعيدا عن تلكّ الأجواءّ الملحميّة في لندّن و تلكّ الحـّروب الغّير منتهيةّ كّان يقفّ هو وسطّ هتافاتّ الجّماهيرّ الحماّسية لّصوت غّيتار أوسكاّر الذيّ
يصّدح عّالياّ فيّ الأفقّ كأنهّ منبعّ أمل لهمّ بينماّ نبّرته الحادّة ذاّت نغمةّ الروكّ الخاّصة قدّ وصّلت إلّى قّلوب معّجبيه ،
ابتسمّ ويليام بّهدوء معّترفا بمدىّ مهارة أوسكاّر إذّ ظّنه سّابقاّ أنهّ مجردّ هاويّ لا يجيدّ شيئّا سوى الكّلام لكنهّ هاهو يّبرهن له بطّريقته الخاصةّ
مهارتهّ فيّ صنع الموسيقى ، أخيرّا قدّ أقتنع أنه و ربمّا سّيكون إتحادهماّ أسطّورة يشهدّ لها العّالم بأكمله
عندّما إنتهاءّ الحفلّ صّعد ويّليام إلى المّسرح محّييا الجّمهور الذيّ قدّ تعالتّ هتافاتهّ الغّير مصدّقة فّأمسكّ أوسكار بّالمايكرّوفون بيدّه اليسر و
لفّ ذّراعه حول كّتفي ويّليام بكلّ شغب قّائلا بمرحّ و حماسّ
ـ ماّ رأيكمّ بّسماعّ أغنيةّ لّصديقيّ العـّزيز ويّليام ؟ هياّ أعطّوني جوابكمّ
صّاح الجّمهور بّقوة فّرمى أوسكار المّايكروفون له ليمسكّه ويّليام و يّقف إلى جاّنبه ، أصدرّ أوسكارّ نغماّت صّاخبة بّغيتاره و هو يّصيح عّاليا
ـ لّنجعلّ الإيّقاع حيّا
بدأ ويليام أول خطّوة لّه فيّ عالم أغانيّ الروكّ و الحماسّ يعتليه ، بّصوته المخّملي الهادئّ و غيّتار أوسكارّ الصّاخب كيّ يّثيروا الشـّغب فيّ استراليّا


/

آخخخّ أعتـّذر على الشـآبتر القّصيرّ لكنّ ليسّ باليدّ حيّلة
فقدّ قمتّ بتـّعديله حتىّ فيّ اللحـّظات الأخيّرة لذاّ لمّ أفيّ
هذّا الشـآبتر بحّقه فّعـّلا
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:33 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011