عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree796Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #126  
قديم 12-13-2017, 08:08 AM
X
 


نهضت "بريشيلا" بحركة غاضبة رامية ما كان بحضنها من كتب على الأرض: " هذا لا يصدق، كيف يتجرأ على ذلك!! "
هرعت كلاير نحوها ممسكة بيدها: " هو فقط أنهى المشكلة، لم يفعل أكثر من هذا، أرجوكِ إهدئي. "
إلتفتت ترمقها بحدة وأبعدت بدها متمتمة: "تعرفينني جيدًا أظن! "
تلك الجملة تهوت فوق كلاير بصامت منتجة صدمة هادئة جعلتها تعدل من وضعها لتراقب إختفاء بريشيلا.

أغمضت الأخرى عينيها وهي تسير بخطوات واسعة وعصبية. وصلت إلى الباب المقصود من بين كل الأبواب الضخمة التي مرت بها. دخلت بدون مقدمات فالباب أصلًا كان مفتوحًا.

كان المكان واسع وكبير، مليئ بمن هم في سنها، في النهاية هذه قاعة من قاعات الجامعة.

إتجهت نحو تلك البقعة من المكان حيث يجلس شاب بشعر برونزي داكن مع شباب آخرين حوله وقد علت أصواتهم الضاحكة والساخرة الخشنة.

صاحت بغيظ مكتوم: " آلاند، إقطع الضحك لحظةة لو سمحت. "
إلتفت نحوها بابتسامة مشرقة ونهض قائلًا: " كيف هو يومك بريشيلا؟! "
تمتمت بحدة وهي تسير خارج الغرفة فيما يتبعها: " ليس بخير، بل سيء وأسود قاتم. "
توقف قائلًا بقلق: " مالأمر بريشيل!! "
أجابت وهي ترفع رأسها وكأنها تحذره: " سمعت بعض العبث مع بريث بشأن التحدي! "
راح القلق من عينيه وحل الجد ليقول بهدوء مثلج: "ألا ترين الخطر المحدق بك من تحدياته الخرقاء، كوني واعية على نفسكِ، تصرفاتكِ هذه الأيام لا تعجبني! "
هتفت بحنق وعينيها تبرق غيظًا: " وهل أنتظرها لتعجبكَ، لا تتدخل حتى لو رأيتَ أجلي يمر أمامكَ. "
رمقها باستياء: " بريشيل سيطري على نفسك فقد أصحبتِ وحشًا تمامًا. "
زمجرت في وججه وإلتفتت لتذهب بعد أن قالت: " لا تتدخل في أموري مجددًا. "
تمتم ساخر وهو ينظر نحوها بأسف: " وهل عاد بإمكاني القلق والتدخل، بريشيلا إختفت، ومع الوحوش لا أتعامل! "
تجمدت مكانها فيما إلتفت ليذهب بعيدً. سارت بخطى مترنحة لتجلس على أقرب كرسي في الممر: " هل أصبحت وحشًا رسميًا حقًا!! "
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •

التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 12-13-2017 الساعة 06:56 PM
رد مع اقتباس
  #127  
قديم 12-19-2017, 12:35 AM
 



تأفف بارول كاظماً على غيظه ثم صعد إلى غرفته في الطابق الأعلى ، دلف للداخل و
بحركة عصبية صفق بابه بعنف وكأنه بذلك قد فصل عالمه عنهم ، ها هو يسمع نعت
جديد للمرة الخامسة أُطلق عليه من قِبل أقربائه ، أصدقائه في يومٍ واحد ..
فقط لأنه من السهل عدم التَفْهم و إطلاق الأحكام بدلاً عن الغوص بأعماق مُحيط التفاسير
للحصول على لؤلؤة الأجوبة ! ..
قُالوا عنه انعزالي
؛ لتفضليه للهدوء وراحة البال على الصخب و الجدل العقيم ..
وانطوائي
، إذ لم يكن اجتماعياً بصورة أرضتهم ولم يُسجل حُضوراً بكل مُناسباتهم ،
ولا مبالٍ
، لإنتهاجه سياسة التهميش مع كل حقود أراد تحطيم جوهره النفيس !
ثم بارد الأعصاب
، لكفِه عنهم بتبرير أفعاله وشرح أسبابه وانشغاله عن سفاسف الأمور !
وأخيراً غريب الأطوار
، لأنه طبع بصمته الشخصيه و خالف سير موكِب القطيع ..
إذن أيصبح مذنباً بحقهم لو قرر هجرهم و اتخاذ العتمة كرفيق درب ؟
كلا بل هو بحاجة لصديقٍ أنوس .. بعد كل شيء هي ليست بذلك السوء
ارتمى بفراشه وقال مخاطباً انعكاسه في المرآة صوبه :" مقارنة بمجتمع علبة الألوان

الذي اقبع به اليوم أفضل أن أكون صديقاً للعتمة ! " ..
^
^
^
عجبني المقطع حطيته هون كمان ، العنوان كان صديق العُتمة !
Snow. likes this.
رد مع اقتباس
  #128  
قديم 12-20-2017, 06:48 PM
 


وَلَجَ آخِرُ اللَّيْلْ, السَّمَاءُ سَوْدَاء غَسَقُ حَالِكْ يَعْتَرِيهَا وَ زَخَاتُ مَطَرٍ شَتَوِيَة
كَغَيْهَبٍ مِنَ الجَحِيمْ. عَيْنَيْهِ جَاجِظَتَيْن بَانَ فِيهُمَا التَعَبْ وَ الآرَقْ,
تَدَلَتْ بَعْضُ خُصَلِهْ القَاتِمَة عَلَى جَبِينِه, ازَاحَهَا لِلخَلْف بِحَرَكَةٍ سَرِيعَة
بَيْنَمَا يَقِفُ, نَفَثَ نَفَسً مِنَ الدُخَانْ وَ اطْفَأَ سِيجَارَتَهُ فِي المِطْفَئَة
السَوْدَاء ثُمَ إتَجَهَ نَاحِيَة البَابْ وَ صَوْتُ الجَرَسْ المُزْعِجْ لَمْ يَتَوَقَفْ عَنْ
الرَنِينْ فِي عَقْلِهْ, فَتَحَ البَابْ لِتَلْتَقِي عَيْنَيِهِ القَاتِمَتَانْ مَعَ بَحْرٍ ازْرَقْ مَلاَئِكِي,
لَطَالَمَا حَسَدَهُ عَلَيْهِمَا, دَخَلَ بِدُونْ انْ يَنْبُسَ بِحَرْف فَأغْلَقَ البَابَ وَ تَنَهَدْ.
"يَبْدُو فِي حَالَةٍ مُزْرِيَة." كَانَ هَذَا اوَّلُ مَا خَطَرِ فِي بَالِ صَدِيقِهِ حِينَ رَأى
حَالَة الغُرْفَة, عَادَ ذُو العَيْنَيْن الجَاحْظَتَيْن إلَى كُرْسِيِهِ امَامَ المَكْتَب وَ بَدَأ
بِإشْعَالِ سِيجَارَةٍ آخْرَى حِينَ وَصَلَهُ صَوْتُ صَدِيقِهْ, "كَيْفَ حَالُكْ.؟"
قَالَ بَعْدَ انْ صَنَعَ سَحَابَةً مِنْ الدُخَانْ امَامَه "بِخَيْر."
نَظَرَ الآخَرُ لِلمِطْفَئَة المَلِيئَة بِأعْقَابِ الدُخَانْ, وَ عَادَ يَقُولْ وَ هُوَ يَجُولُ
بِنَظَرِهِ فِ المَكَانْ "مِطْفَئَتُكَ لَا تَظُنُ ذَلِكَ, أودَّادْ."
نَفَثَ اودَّادْ نَفَسً طَوِيلًا قَبْلَ انْ يَلْتَفِتَ بِكُرْسِيِهْ لِصَدِيقِه وَ نَظْرَةٌ ثَاقِبَة
فِي عَيْنَيْه "لَا اظُنُ انَ النَاسْ تَأتِي فِي مُنْتَصَفِ الّليْل لِتَسْألَ عَنْ الحَالْ,
صَحِيحْ آرَمْ.!"
لَاحَظَ آرَمْ كَيْفَ شَدّدَ عَلَى إسْمِهِ فرَدّ بِسُخْرِيَة "لَا, النَاسُ لَا َتَفْعَلُ هَذَا."
عَادَ اودَّادْ بِكُرْسِيِهِ لِلأمَامْ مُمْسِكًا سِيجَارَةً فِي يَدْ وَ فِي الآخْرَى قَلَمْ
يَدُقُ بِهْ عَلَى المَكْتَبْ. سَحَبْ آرَمْ طَاوِلَةً صَغِيرَة وَ جَلَسَ عَلَيْهَا قَائِلاً
"هَلْ كَتَبْتَ شَيْئًا.؟"
"لاَ شَيْء."
"وَ لَا حَتَى حَرْف,لَا شَيْء ابَدًا.!"
"لَا شَيْء ابَدًا."
غَزَا الصَمْتُ المَكَانْ لِلَحَظَاتْ قَبْلَ انْ يَكْسِرَهُ آرَمْ بِصَوْتٍ يُجَابِهُ
كَآبَةَ المَكَانِ حُزْنًا "مَاذَا فَعَلَتْ بِكَ."
رَدّ اودَّادْ قَبْلَ انْ يَأخُذَ نَفَسً آخَرْ وَ يُطْفِأ سِيجَارَتَهُ لِيُشْعِلَ غَيْرَهَا
"مَا لَمْ تَسْتَطِيعْ الحَيَاةُ انْ تَفْعَلَهُ بِي."
"اودَّادْ, أ لَمْ يَحِنْ الوَقْتُ بَعَدْ لِتَقِفَ عَلَى قَدَمَيْك كَ كُلِ مَرَة.!"
"هَذِهِ المَرَة كَانَتْ السَقْطَةُ فِي قَاعِ الهَاوِيَة."
"إذَنْ لِتَكُنْ اقْوَى مِنَ الهَاوِيَة, اودَّادْ مَاذَا حَدَثَ لَك.! أ لَمْ تَعُدْ
تُرِيدُ انْ تُحَارِبْ انْ تُقَاتِلْ, هَيَا قُلْ لِي مَاذَا حَدَثَ لِتَارِيخِكَ
الأبْيَضْ المَلِيء بِالشَجَاعَةِ وَ النِّضَالْ.؟"
"لَطَخَتْهُ هِيَ بِحِبْرٍ اسْوَدْ مِنْ غَيَاهِبِ العَدَمْ."
"يَا احْمَقْ قِفْ وَ قَاتِلْ مِنْ اجْلِ نَفْسِكَ وَ مَاضِيكْ, لَا تَكُنْ جَبَانًا."
"انَا شُجَاعٌ كِفَايَة لِـ ألَا اقْتُلَ نَفْسِي حَتَى الآنْ."
انْطَفَأ انْفِعَالُ آرَمْ وَ رَدّ بِإسْتِهْزَاء حِزِينْ "وَ مَا الفَائِدَة انْتَ مَيِّتٌ
بِالفِعْلْ."


"قَتَلَتْنِي هِيَ."
تَنَهَدَ آرَمْ بِعُمْقْ وَ نَفَثَ اودَّادْ سُحَبًا آخْرَى, وَ عَادَ الصَّمْت لِيَسُودَ
المَكَانْ لَا يَخْتَرِقَه سِوَى نَقْرُ القَلَمْ عَلَى المَكْتَبْ. جَالَ آرَمْ بِبَصَرِهِ
فِي الغُرْفَة القَاتِمَة مَرَةً آخْرَى حَتَى وَقَعَ نَظَرُهُ عَلَى شَيْءٍ فَوْقَ الرَّفْ
الصَغِيرْ فَأرْدَفْ "ظَنَنْتُكَ لَا تُحِبُ سِوَى الأسْوَدْ."
تَنَبَهَ اودَّادْ لَه ف إلْتَفَتَ لِلجِهَة الَّتِي يَنْظُرُ إليْهَا, نَظَرَ عَمِيقًا لِعُلْبَةِ
الألْوَانْ الحَمْرَاء قَبْلَ انْ يَعُودَ بِرَأْسِهِ لِلْوَرَاء مُتَنَهِدًا "إنَهَا لَهَا."
حَاوَلَ آرَمْ انْ يَخْتَرِقَ كَيَانَهُ بِزُرْقَةِ عَيْنَيهْ, ثُمَ وَقَفَ مُتَثَاقِلًا وَ
اخْرَجَ مِنْ جَيْبِهِ وَرَقَة وَ وَضَعَهَا عَلَى المَكْتَب امَامَهُ وَ ارْدَفَ
"جَمِيعُنَا خَسَرْنَا مَعَارِكً كَثِيرَة فِي حَيَاتِنَا وَ آخِرُهَا انْتَ الأعْلَمُ
بِهَاو لَكِنَنَا لَمْ وَ لَنْ نَسْتَسْلِمْ مِيرَاثُ اجْدَادِنَا الأرْضَ وَ المَاء
وَ السَّمَاء وُصِمَ عَلَيْنَا دَيْنٌ مُذْ اوّلِ صَرْخَة, فَإنْ كَانَ الثَائِرُ
فِيكَ لَا يَزَالُ حَيًّا تَعَالْ, الحَرْبُ لَمْ تَنْتَهِي بَعْد."

"الحَرْبُ لَا تَنْتَهِي آبَدًا."
وَصَلَ إلَيْهِ صَوْتُ صَدِيقِه قَبْلَ انْ تَصِلَ يَدَهُ إلَى مِقْبَضِ البَابْ
فَتَحَ البَابْ وَ وَقَفَ لِلَحْظَة وَ قَالْ
"اجْدَادُنَا خَافُوا الحُبْ كَمَا خَافُوا الجَانْ وَ القَبْلِي,
لَكِنَهُمْ هَزَمُوهْ كَمَا هَزَمُوا الصَحْرَاء وَ العَجَفْ."

~


رد مع اقتباس
  #129  
قديم 12-20-2017, 08:20 PM
 


هناك هيَ، في منتصف اللامكان..كل أحد ولا أحد في معها في الوقت ذاته، ترفع راحة يدها لتقابل عيناها الغسقيتان اللتان لا تحويان أي معنى في فحواهما..تتحرك شفتاها لتنبس ببضع كلمات بصوتٍ أقرب إلى الهمس وكل حرفٍ يظهر في أي ضياعٍ هي أكثر مما يخفي :
-كل تلك التفرعات بكثرتها في هذا الطريق نهايتها واحدة، كأن من قتل تسعاً وتسعين نفساً يشير لي أن اقتربي سأرحمك..
أسيصبح القيدُ طوق النجاة الآن!
-ماذا تفعلين هنا سيا؟
التفتت برأسها ناحية من قطع خلوتها لتريه تلك الحدة في زمردتيها ولتقابل ذاك البرود في كيانه..لم تمر سوى لحظاتٍ حتى أشاحت بنظرها للأمام بعدما اكتفت بالسكوت إجابةً لسؤاله..هذا النوع من الأجوبة حتماً ليس المفضل إليه، مد يده لتستقر على رسغ سيا ويجعلها تلتفت بكامل جسدها ناحيته بحركة سريعة وقد نطق بتهكم واضح :
-ماذا الآن!..أستمارسين كبريائك عليّ؟
حررتْ يدها من قضبته وقد قالت بنبرة خالية من أي معنى:
-كنت أريد البقاء وحدي ولا زلت أريد..
ثم أردفت بابتسامة سخرية:
-أنت يمكنك الذهاب ل فيليب، لقد ادلهم الرجل المسكين وستكون رؤيته لوريث عرش دناءته خير نجيعٍ له..
ابتسم بدوره ليكمل مسرحية السخرية هذه بقوله:
-كلمة أخرى وسأصدق بأنك تهتمين لما أفعله وتقلقين عليّ!
جاءته تلك الحدة فوراً بقولها:
-لم ولن أعود لذاتي السابقة معك آيرس،فلتذهب للجحيم لست اعبأ مثقال ذرة.
ضيق عينيه حينما نطق بتساؤل:
-أمتأكدة من آخر جملة؟
-كان قد انبثق بداخلي طيف أملٍ بعدما فعلته بالأمس لكن حساباتي أخطأت بحقك،ومجدداً..
-BINGO and Snow. like this.
__________________
سبحان الله -الحمدلله- لا إله إلا الله- الله أكبر
رد مع اقتباس
  #130  
قديم 12-21-2017, 09:07 PM
 


شَرَارَاتٌ أَلْهَبَتْ نِيْرَانَ قَلْبٍ مَاتَ لَحْظَةَ فُرَاقٍ أَبَدِيّ...
لَمْ يَحْدُثْ لَكِنَّهُ الأَقْرَبُ إِلَى الحَقِيْقَةِ الصَمَّاء،
إِلَى تِلْكَ الحَقِيْقَةِ التَي تُثْبِتُ لَهُ أَنَّ الأَوَانَ قَدْ آنْ.
كَانَتْ لَحَظَاتٍ أَشْبَهَ بِتِلْكَ التِي تَحْدُثُ فِي أَعْمَقِ زَاوِيَةٍ فِي العَقْلِ الغَائِبْ....
لَمْ يَشَأ التَصْدِيقَ لَكِنَّ الأَلَمَ تَجَسَّدَ أَمَامَهُ اللَيْلَةَ لِيُخْبِرَهُ أَنَّهُ الصَدِيْقُ الأَوْفَى لِبَنِي البَشَرْ.
نَرْجِسِيَّةُ تِلْكَ النَفْسُ التِي سَكَنَتْهُ قَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرْ....
جَعَلَ نَفْسَهُ بَيْدَقَاً فِي لُعْبَتِهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ المَلِكْ!!
وَدَفَعَ الثَمَنَ وَحِيْدَاً...لَمْ يَكُنْ بِالثَمَنِ الزَهِيْد، بَلْ لَمْ يَكُنْ بِالثَمَنِ الذِي يَسْتَطِيْعُ أَيُ عَاقِلٍ دَفْعَهُ.
وَهُنَا فِي هَذَا المَكَانِ احتَضَرَتْ رُوحُهْ..
بِلَا أَدْنَى استِثْنَاء...
اختَرَقَتْ مُصِيْبَتُهُ الجُدْرَانَ وَالحَوَاجِزَ الوَهْمِيّةَ التِيْ مَنَعَتْهُ مِنْ رُؤْيَةِ صَدِيْقِهِ وَالحَقِيْقَةِ التِي حَمَلَها فِي طَيّاتِ قَلْبِهِ....
ذَلِكَ الذِي أَبْصَرَ بِرِفْقَتِهِ لَحَظَاتِ العُمْرِ القَاسِيَة. وَأَيُّ قَسَاوَةٍ تِلْكَ الَتِي تُصَنَّفُ بِالقَسَاوَةِ أَمَامَ الجُنُوْنِ الذِي حَدَثَ فِي لَحَظَاتٍ سَبَقَتْ الثَوانِي الغَرَائِبْ؟!!
عَلَى يَدَيّهِ وَبِكِلْتَا عَيْنَيْهِ أَبْصَرَ تِلْكَ الكَارِثَةَ التِي بَدَّدَتْ لَهُ أَحْلَامَهُمَا المُسْتَقْبَلِيّة..
صَرَخَتْ الأَرْضُ بِوَجَعٍ لَحْظَةَ احتِضَانِهَا جَسَدَ الشَابِ الذِي فَقَدَ رُوْحَ الحَيَاةِ....
مَا عَهِدَتْهُ هَكَذَا يَوْمَاً وَلَمْ يَعْهَدْهُ صَامِتُنَا الذِي احتَضَرَ مُسْتَنْجِدَاً رُؤْيَةَ زُبُرْجُدِيَتَيّ صَدِيقِهِ تَلْمَعَانِ مُجَدَّدَاً...
سُحِبَتْ رُوْحُهُ إِلَى الأَعْمَاقِ وَوَجَدَ صَوْتَهُ أَجَشَّاً يُوْشك عَلَى البُكَاء!
سَقَطَ مُسَدَّسُهُ بَيْنَ الحَشَائِشِ الخَضْرَاء، تَقَدَمَ خُطْوَتَيْنِ إِلَى الأَمَامِ دَائِسَاً عَلَى الأَزْهَارِ الصَغِيرَةِ جَدِيدَةِ العَهْد.....
جَثَا عَلَى الأَرْضِ حَيْرَانَ بَيْنَ الحُلْمِ والحَقِيقَة،ارتَسَمَتْ لَوْحَةٌ سَوْدَاءُ دَمَوِيَّةٌ فِي هَذِهِ البُقْعَةِ التَقَطَتْهَا عَدَسَةُ الشَمْسِ الغَائِبَة فِي الأُفُقِ خَلْفَ أَمْواجِ البَحْرِ الخَفِيفَةِ، وَسَطَ النَسَاِئمِ التِي حَمَلَتْ رُطُوبَةَ البَحْرِ المُنْعِشَة....
جَمَعَ فِي هَذَا المَكَانِ ذِكْرَيَاتٍ كَانَتْ الأَمْتَعَ عَلى الإِطْلَاق، ذِكْرَيَاتٌ جَمَعَتُهُ مَعَ الأَسْمَاكِ المَشْوِيَّةِ فِي مَطْعَمٍ قَرِيبٍ مَعَ صَدِيقِهِ العَزِيز، هَذَا الذِي سَقَطَ أَمَامَهُ بِلَا حَرَاكٍ بِسَبَبِ رَصَاصَتِهِ، كَرِهَ نَفْسَهُ وَكَرِهَ ذَاتَهُ لِمَا اقتَرَفَهُ مِنْ ذَنْب لَا يُغْفَر....
صَنَعَ لَهُ أَمَلاً فِي نَجَاتِهِ، وَاتَصَلَ بِالإِسْعَافِ عِنْدَمَا جَسَّ نَبْضَهُ الضَعِيف، سَيَأخُذُهُ إِلى المَشْفَى دُوْنَ تَرَدُدْ....
أَلْقَى الهَاتِفَ عَلَى الأَرْضِ وَخَلّلَ أَنَامِلَهُ الطَوِيْلَة فِي خُصُلَاتِه الشّقْرَاءِ النَاعِمَة...
ارتَجَفَ بِلا إِرَادَةٍ مِنْهُ وَاسْتَعَانَ بِمَعْرِفَتِهِ البَسِيْطَة بِأَسَاسِيّاتِ الإِسْعَافَاتِ الأَولِيّة..
- هَل تَسْمَعُنِي جُونْ؟ أَنْتَ لَنْ تَمُوتَ الآنْ، لَيْسَ بَعْد... سَتَعِيشُ وَسَتَقْتُلُنِي أَنْت... أرْجُوكَ تَمَاسَك.
ضَرَبَ بِقَبْضَتَيْهِ المَعْقُوْدَتَيْنِ صَدْرَهُ ضَرْبَاتٍ مُتَتَالِيَة...
استَطَاعَتْ دُمُوعُهُ الفِرَارَ مِنْ مُقْلَتَيْهِ وَسَقَطَتَا عَلَى خَدَيّ ذَلِكَ الجَسَدِ المُمَدَّدِ وَهُوَ يَعِي جَيّدَاً استِحَالَةَ رُجُوعِه....
لَقَدْ فَقَدَهُ إِلَى الأَبَدْ.... بِحَق لَقَدْ فَقَدَهُ فَهُوَ سَيَحْتَرِقُ بِجَحِيمٍ أَشْعَلَهُ بِحَمَاقَتِه...
وَقَفَ مَصْعُوقَاً وَابْتَعَدَ عِدَةَ خُطُوَاتٍ إِلى الخَلْف...
رَفَعَ يَدَيّهِ وَحَدَّقَ بِدِمَاءِ صَدِيقِهِ تَصْبُغُهُمَا...
كَانَتْ هَذِهِ مَرْحَلَةً جَدِيدَةً وَلُعْبَةً جَدِيدَة...
سَيَكُونُ المَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى لَا البَيْدَقَ الأَحْمَقَ الذِي تُحَرِكُهُ أَيْدِي مَجْمُوعَةٍ مِنْ أَوغَادِ المُجْتَمَعِ المُظْلِمِ!!!
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي :: كلماتي خلدت في ذكرياتي " مصطلحات روائية " Florisa روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 8 02-03-2018 08:18 PM
روائية جماعية {My life with my new friends } Real Tay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 843 04-06-2014 12:05 PM
مقتطفات..... نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-03-2007 09:16 PM
مقتطفات بلاتين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-12-2007 07:50 AM
:: ضيعتوا وين تحطون اكسسواراتكم ؟؟؟:: اثير الورد حواء ~ 7 06-12-2006 11:26 AM


الساعة الآن 07:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011