غارقة في أفكارها تسير في ذلك الشارع المكتظ لا تعرف إلى أين ستقودها قدماها أصلا ذلك لم يكن اكبر همها حينها...
بجمالٌ قاتل اختفى خلف تقاسيم الإرهاق و التعب و الحزن كانت تمشي مكبة على وجهها لا تعرف وجهتها فكانت تمشي إلى اللا عنوان ...

برد قارص... كيف لا و هو فصل الشتاء في لندن إحدى ابرد مدن العالم و المسكينة لا تملك سوى الملابس التي تستر بدنها يعلوها معطف اسود بالٍ لم يكن يناسبها فهو أصلا لم يكن لها بل كان لوالدها الراحل أصلا هذا كل ما استطاعت له الوصول مما تركه والدها ليس لأنه فقير بل بسبب ما حصل قبل أن يموت أو بالأحرى طريقة موته انتبهت إلى أن الشوارع التي كانت مكتظة صارت خالية إلا من القليل من الناس تنهدت بقوة و رفعت رأسها إلى حيث الساعة العملاقة المسماة بيغ بين لتصدم بأن الوقت لم يعد وقت العصر و لا وقت المغرب بل الوقت تعدى منتصف الليل
تلبدت الغيوم تنذر بمطر شتوي غزير كما تلبدت عيناها بالدموع لتنذر ببكاء مرير و هي تستعيد ذكرياتها قبل شهرين من الآن .

.
.
.

رمشت بذهول لعدة مرات في القاضي و هو يقول:

- رفعت الجلسة

أكان القاضي قد حكم على والدها بالإعدام للتو؟؟!!أم أنها أخطأت سماعه بشكل جيد ؟؟!!أم أن الحكم كان فقط تحويل كل ممتلكات والدها و أمواله إلى عمها؟؟!!

لم تعرف ما هو أشد قسوة حينها أهو حكم القاضي أم عمها و الدعوة التي رفعها على والدها ظلماً بمساعدة أحد أصدقائه أم الدعوة بعينها

"قتل والد ذاك الشخص و سرقة أمواله محاولات لاغتيال عمها و اختلاس كل أمواله؟؟!!!"
أصلا منذ متى و عمها لديه مال ليختلس؟؟!!!

و ما زاد دهشتها و صدمتها هو انتهاء مثل هذا النوع من المحاكمات بسرعة في غضون شهرين ألم تكن هذه القضايا
تستغرق سنين و سنين ما قصة البشر أكل هذا طمع في المال؟؟!!

.
.
.