عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #86  
قديم 05-17-2016, 08:56 PM
 



ذلكَ شيءٌ غريبْ ، كيف تشرقُ الشمسُ من بعد ليلة عتماء قاتمة ! ، كيفَ ينجليَّ الأمسُ سريعا وكأن تلك اللحظاتِ البسيطة فيه لمْ تكن ، أشعر بالغرابة حينما أفكر بأن تلك الأيامِ والسنين الطوال لمْ تساويْ شيئا في هذه اللحظة ، هذه اللحظة بالذاتْ التيْ شعرتُ فيها بضعفيْ يتلاشى ، لقد كنت مجرد روح حبيسة في جسد يتوجَّع ، يتألم ، يصرخُ في كل ليلة ، شعورٌ داخليٌ تفجَّر لوهلة جعلنيْ أتشتت ، عجزت عن لملمة كيانيْ ،وَ طرحتُ هذا السؤال حينها من أنا ؟ ، من أكون ؟ ، مجرد فتاة تعامل كخادمة ، تعملُ منذ بزوغ الفجر إلى أنْ تصطبغ السماءُ بالسواد ، لمْ تعرف في حياتها سوى الغسيلِ والتنظيف ! ، من أكون ؟ ، " أوديت " المشرَّدة ذات السنواتِ الأربع ! ، لستُ بعمر الأربع السنوات ، هذه الملامح والجسد من المستحيل أن يكونا لفتاة بذلك العمر ، أعرف فتاة عشرينية كانت تمتلك هذا الجسد ، مدللة ، تعيش بين جدران منزل دافئ ، تأخذ أكثر من أن تعطي ، تطلب المساعدة من رجل غاب عنها ، أتذكر الاسم الذي مُنِحَتْ إياه أيضا ، هل كان ذلك الاسم فعلا ! ..




باريس





ليسَ وكأن الشمس توشكُ على المغيبْ بل إنها لا تزال ساطعة في السماءْ ، منزلُ السيد " ألبرتين " دائما هكذا مظلمٌ ومعتمْ وكأنه فيْ خصامِّ مع العالمِ المحيطِ به ، فكرتْ بأنَّ المنزلَ يبدو مثل مالكه تماما فحتى السيد يرفضُ الاختلاطَ مع الآخرينْ رغمَّ شعبيته الواسعةْ لا بد وبأنه عانى منهمْ الكثير ، الوحدة والعزلة .. نوعَّا ما تصرفاتُ هذا السيد يجعلُ ذهنها مشتتا فهو يستحضر صورة ذلك الرجلِ في مخيلتها دائما ، ذلك الرجلْ الذي قرر العيشَ بعيدا عن صخبِ المدينة إذ أنه فضَّل حفيف الأشجار عليها ، لم تنسه ولمْ تنسى كلَّ شيءِّ متعلقٌ بحياتها الماضيَّة ، ذكرياتها العزيزة ! ..
أفرجتْ عن أنفاسِّ أثقلتْ كاهلها للحظة وتمنت لوْ أنها تستطيع الجلوسَّ على أحد الكراسيْ ، مفاصلُ قدميها بدأتْ ترتعشْ وكذلك بدأت رقبتها تتصلبْ قليلا ، ضغطتْ على قبضتيها المضمومتينْ ومنَّت نفسها بأنَّ كل شيءِّ سينتهيْ على خير ما يرامْ ، لا تستطيعُ أنْ تخفيَّ التوتر الذي يتملكها ولا العاصفة التيْ ألمَّت بمشاعرها المضطربة ، رغمَّ أنها تتلاطمُ في دواخلها برجفة إلا أنها لا تزال متسمرة فيْ مكانها ترقبُ منْ يجلسُ أمامها فيْ هدوءِّ واضحْ ، يجلسُ خلفَ مكتبه الكلاسيكيْ ويتمتَّع باحتساءِ كوبِّ من الشايِّ الساخن ، الشايُّ بالليمونْ النكهة المفضَّلة إليْه ولطالما تشعر براحته الواضحة حينما تداعبُ رائحة الليمونْ بشرته الشاحبَّة ، ارتعاشَّة بسيطة استولتْ على مفاصلها فيْ الوقتِ الذيْ رفع فيه رأسه إليها ومنْ نظرة عينيه الناعستينْ علِمَّت بأنه يتساءلْ عن الوقتِ الذي جاءت فيه ! ، لن تجيب َ على تساؤله بقولها بأنه هو من طلبَ قدومها منذ عشرون دقيقة بلْ ستطلبُ منه أن يسمح لها بالجلوسِ على الأقلْ ، تركَ كوبَ الشايِّ المزخرفِ جانبا ثمَّ رفع بصرهْ إليها من جديدْ حينها تساءلَ بشيءِّ من الاستغرابْ : تودينَ الرحيْل ؟! ..



سؤالٌ غريبْ لكنه مهم ، بل مهم لها وبدرجة كبيرة حتى أنها لم تنم ليلة البارحة تفكر بواحد من الاحتمالين له ، إما نعم أو لا ، بماذا سوف تجيبه ؟ ، لقد حزمت أمرها واختارت أحدهما عليها فقط أن تومئ برأسها بدون أن تنطق بكلمة ذلك لأنها تجد صعوبة في لفظها ، ضغطت على أطرافها علَّ قوة ما تستلهم جسدها الضعيف ، ارتفعت زاوية فمها في بسمة غريبة أزالت شحوبا غريبا اعتلى قسمات وجهها المرهق فاستطردت بقليل من الشجاعة : اعتنيت بي طوال هذه المدة وقدمت لي الثياب والطعام إنك فعلا رجل طيب ، لم أفكر يوما بأن هنالك أحد ما مثلك عندما جئت إلى هذه البلاد أول مرة ، شكرا لكرمك السخي معي ، إنني ممتنة لكَ فعلا سيد " ألبرتين " ! ..
لا تدريْ إنْ كان خطُّ شفتيه ذاك ابتسامة أم لا ولكنها استمرت في الحملقة فيه وكأنها ترغبُ في التأكد لا أكثر ، طرف بعينه قليلاَّ كعادته حينما يكونُ ذهنه مشغولا فيْ التفكيرِ بأمر ما ، هيَّ تعلمُ تماما بماذا يفكر وتعلمُ بأنها استحوذت على مساحة كافية من ذهنه وبأنها أصبحتْ جزءَّا من همومه الثقيلة لذلكَ هيَّ لن تسمحَ بأن تكونَ عبءَّ إضافيا لها ، سوف تذهبْ وتحملُ له امتنانا وشكرَّا عظيما فيْ قلبها ،راحت مقلتيهْ تتفحصانِ وجهها أخيرا وكأنه يرغبُ فيْ معرفة إنْ كانَّ ذلك القرار نابعُ من قرارة نفسها أم لا ، تنفسَّ بعمقْ قبلَ أنْ يستطردَ بقليل من التهكمْ : إنكَّ تبالغين في شكريْ وتعبرين عن امتنانك ، ومع ذلك تناديننيْ بسيديْ وترفضين مناداتيْ بأيِّ لقبِ آخر ، أيُّ مفارقة غريبة هذه ! ..



ذلكَ صحيح ، لقد حاولَ بشدَّة أنْ يجعلها تتجاوز حاجز الرسميَّة ذاك إلا أنه لمْ يفلح كذلك هيَّ ، ليسَ الأمر وكأنها تحبُ مناداته بسيديْ دائما ولكنْ لا تستطيعُ سوى مناداته بذلكَ اللقبْ ذلك لأن هنالكَ شخصين عزيزين على قلبها ولن تناديَّ غيرهما بتلك الألقابَ الغاليَّة ، يبدو وبأنه استطاع فهمها مرة أخرى إذ أنه نهضَ من على كرسيه وتجاوز مكتبه بقليل من الخطواتْ ، تقلصَّ ضوء الشمسِ المنبعثِ من الستائر خلف جسده ولم تتمكنْ من رؤية ملامح وجهه بوضوحْ كما تريد ، لا تريد بأن تنسى تفاصيل وجهه على الإطلاقْ ، تراجعت خطوتين إلى الخلفْ واستمرت في النظر إليه ، ضمَّ قبضتيه خلفَ ظهره وتمتم بصوتِّ مسموع : جاءتْ بكِّ " فانتين " إلى هنا وكمْ بدوتِ بائسة ولا أملَ لكِ فيْ الحياة إطلاقا ، كنتِ تكابدينَ كثيرا فيْ حياتكِ داخل أسوار هذا المنزل ولتدخلِ الصحافة بالكثير من أموري الشخصية قمتُ بوضعكِ عند " أودريك " مطمئن البالْ إذ أننيْ ظننت بأنه سيحسنُ إليكْ .. صمتَ قليلا لثوانِّ معدومة بعدها أكملَ فيْ شرود : لا أخفِ عليكِ بأنني كنتُ أعلمُ أيَّ نوع من الأشخاصِ هنا ، ولكنني لم أكن أتوقع تلك المعاملة منهما ، على كل انتهى كل ذلك الآن ، احظي بحياة سعيدة وابدئي مشوارك في لُندن ! ..


لم يكد ينهي آخر كلماته حتى التفت معطيَّا إياها ظهرها ، كانت تعلم بأنه يودعها الآن ، بلا دموع أو كلمات رقيقة تشفي اضطرابها الغريب ذاك ، ليس الأمر وكأنها ترغب في البكاء أمامه ولكنها لا تملك المقدرة على الحراك ، شيءٌ ثقيل كالجبال يمنعها من الحراك جعل من دموعها تتجمع في صمت بمحجريها الرطبين ، بللت ريقها سريعا واغتصبت الكثير من الأنفاس قبل أن تستجمع قواها وتستدير للخلف ، هذه الخطوات ستكون الأخيرة لها هنا ، لن تكون قادرة على رؤية أي واحد منهم ، لا " فانتين " ولا السيد " ألبرتين " ولا حتى البستاني الطيب ، الضريبة التي تدفعها جراء العودة إلى موطنها غالية الثمن فعلا ، قبل أن تعانق أصابعها مقبض الباب الدائري حتى قطع صوته صمت الغرفة المريب منبها إياها على أمر تغافلته ، حروف جملته جعلتها تتوقف في مكانها عدة لحظات إذ أنه هتف براحة :جواز سفرك وهويتك التي تدل على أنك فتاة فرنسية الأصل من أب فرنسي وأم انجليزية والتي تثبت بأنك تحملين اسم " أوديت كاساندرا " أعطيتها لذلك الشاب ، يبدو وبأنه تصرف سريعا بها إذ أن طائرتك ستقلع بعد ساعات ، سرعة بديهته جيدة إلا أنه يكون مزعجا أحيانا .. أردف في اهتمام : خذي حذركِ من ثلاثة أشياء ! ..
استرعت كلماته الأخيرة انتباهها لتلتفت نحوه بشيء من الهدوء وجدته قد استدر نحوها ليرمقها وذات الهالة الغريبة الغامضة تحيط بجسده ، إنه بالفعل مخيف لمن لا يعرفه ومن يراه يكاد يجزم بأنه لا يحمل مشاعرا طيبة فعلا ، بقي صامتا لوهلة قبل أن يستطرد محذرا : انسي هويتك القديمة وحاولي التأقلم مع هويتك الجديدة ، أنتِ لا تعلمينَ بمَّ يفكر به الأشخاصُ من حولكِ لذا لا تضعيْ ثقتكِ بهم بسهولة ، استخدمي عقلك قبل أن تقدمي على أيَّ خطوة وإلا فإن أمركِ سيُكشف سريعا ! ..






لُندن ..




قطراتًُ المطر لا تطربَ الآذان فقط بل هيَّ تريحُ القلبُ بإيقاعاتِ متناغمة بسيطة ، تحدِّثكْ وتخبركَّ بأن الأمل لا يزالُ موجودا ، إنْ نهضت واستدرت يمينا أو شمالا فسترى شعلة من الضوء قريبة منك ، كلُّ مافيْ الأمر أنك استسلمتَ قبل أوانكْ ، محاولته البائسة في البحث عن نقطة مضيئة في حياته لم تفشل ، رغم أنه عانى الكثير ومر بالكثير من الأوقات الصعبة إلا أنه استطاع الوصول إليها في النهاية ، كان فرحا لربما سعيدا ومرتاحا فهو لن يضطر إلى العيش تحت سطوة ذنب لم يرتكبه ، كل ما كان يحتاجه لتغيير حياته هي خطوة واحدة ، أخذها بتردد فلم ترحمه الأفكار المزعجة من زيارتها الدائمة له ! ..


ما هذا المكان ؟ ، سؤال ظلَّ يدور فيْ خلده لعدةِ أسباب إلا أنه لمْ يتجرأ على طرحه خشيَّة أن يفقد أحد أصابعه ، عجزتْ عينيه عن تصديقِ السواد الذيْ يلف المكانْ وكأنَ هذه البقعة لا تمت للعالمِ المحيطِ بها بصلة ، يضغطُ على أطرافه بقوةْ فيمَ يحاولُ استنباطَ أيِّ شيءِّ ممَ حولهْ ، شعر بذلك الشيءِ الصلبْ يرتطمُ بوجهه بلا سابقْ إنذار ، في ْ الحقيقة هوَ الذي لمْ يكن في وعيه لذلك ارتطمِ بجسد " سكوتْ " الذي توقفَ في مكانه فجأة ، ارتدَّ على عقبيه عدة خطواتْ قبلَ أنْ يلمح نظراتِ الشرر فيْ عيني رفيقه ، ظلَّ يحملِقُ بنظرة عينيه المزعجتين بهدوءْ فهو بلا شكْ سيلقى توبيخا أو كلمات سخرية لاذعة من هذا الشخصِ الذي لمْ يستلطف انضمامه إليهم ، تعجبَ " جوليان " من حال " سكوت " الذي مالبث أنْ أدار عنقه عنه بعدها لمح أصابع كفه تعانقُ شيئا ليشعر بعدها بالنور يناسبُ رويدا من بين براثن تلك العتمَّة ، إنه بالفعل يملك بصرا حادا فهو لم يستطع رؤية الباب على الإطلاقْ ، ربما على السيد " أودين " أنْ يدرِّبه على استخدام حدة البصر بدلا من جعله يتمرن كلَّ يوم ، لمْ يطلبْ منه ذلكَ الشابْ المنزعجْ أن ينتظر في الخارج لذلك لا بأسَ إن أدار مقبض الباب الآن ودخلْ ، فهو وعلى أيِّة حالْ أصبح فردَّا من هذه المنظمَّة الغبيَّة ، جذبَ الكثير من الأنفاسِ التيْ اختلطتْ برائحة هذا المكانِ مم جعله يندمً على تنفسه بتلك الطريقة ، دخلَ بعدها إلى غرفةِ صغيرة نسبية مربعة الشكلْ ، لفت نظره أريكة مستطيلة في إحدى زواياها ظهر ما في باطنها من كثرة الشقوق عليها ، على الجدار لوحة غريبة الشكل لم يلق بالا لها ، تنبه أخيرا ل " سكوت " الذي ظلَّ واقفا أمام طاولة دائرية في وسط الغرفة وقد بدى وكأنه يحادث شخصا ، شعر " جوليان " بالفضول ليتقدم أكثر ويقف مقابلا لرجل عجوز استفحل بعض الشيب صلعته اللامعة ،و تتمركز عدسة واحدة على عينه اليسرى فيم خبأت لحيته البيضاء الباقي من معالم وجهه ، شعر بحدقتي تلك العجوز تلتف نحوه سريعا فور أن لاحظ اقترابه منهما ، دسَّ كلتا كفيه في جيبي معطفه بينما بقي يحدقُ في العجوزِ الذيْ ظلَّ يتفحصه للحظة من الزمنْ بعدها هتفَ بشيءِّ من التساؤلِ الفطنْ : إن لم يخبْ ظنيْ فأنتَ هو رقمُ ثلاثة وثمانون! ..



كادتْ أن تفلت ضحكة من بين شفتيه ، منذ متى أصبح الناسُ يسمونَ أنفسهم بالأرقامْ بدلا من الحروف ! ، وجدَ في الردِ على هذا العجوزْ مشقة لا نفع منها ، لذا التزمَ الصمتْ وبقيَّ في مكانه هادئا رغمَ استدارة " سكوت " نحوه وكأنه ينتظر منه الرد كما الآخر ، ماهيَّ إلا ثوانِّ صامتة تلاها ضحكُ العجوز المريب ذاك الذيْ التفت للخلفْ متوجها إلى أحد الأبوابْ ، لمْ ينتبه إلى وجودِ باب آخر غير باب الولوج الذي دخلوا منه قبل قليل ، بالفعل هذه الغرفة مخيفة فعلا وتبثُ على الشعور بعدم الراحة ، لا يدري كيفَ يقضيْ هذا العجوز وقته فيها حتى أنها تقعُ داخل نزُلِّ لا يسكنه أحدْ ، هل هو مالك النُزلِ يا ترى ؟، لمْ يكد يهدر القليل من الأنفاسْ حتى انتبه إلى عيني " سكوتْ " التيْ لمْ تلبث ترمقه بشيءِّ من اللامبالاة ، رفعَ أحد حاجبيه بتململ وكأنه يسأله إنْ كان في وجهه خطبٌ ما ، حاولَ " سكوت " ردع قبضته التيْ راحتْ ترتجفُ بقوة وكأنها تخبره بأنها تتطلع لتعانقَ وجه هذا الشابْ المزعج بقبضة لطيفة ، تنهد بضجر قبل أن يستطرد بتساؤل : ألم تكن تعلم بأنك تملك رقما .. أتبع بعد ثانية حينما احتدت زاوية فمه ببسمة ساخرة : يا أبله ؟! ..



إنه يحاول أن يستفزه إذا ، لقد استغربً سؤاله الأولْ الذي كان خاليا منْ أيِّ لقبِ قد يزعجه ، هذا الشابُ المدعو ب " سكوت " عليه ألا يحتك به كثيرا بل ويكون حريصا في تعامله معه ، نوعا ما هوَّ يذكره بعمته التي هربَ من معاملتها القاسية نحوه ، قرر الحفاظَ على ذات الهدوء حينما أجابَ على سؤاله بإيماءة نفيِّ صغيرة فيْم تكلمَ أخيرا بقصد إثارة غيظه : ثقِّفنيْ ! ..
استدار " سكوت " نحوه بقوة وقد طفح الكيلُ به إذ أنه قرر ضربه رغمَ أيِّ شيءْ ولمْ يلقِ بالا لتعليماتِ السيد " أودين " التيْ أخبره فيها بالانتباه على هذا الجرو العنيد ، وبالفعل ، كان قد قبضَ على أصابعه بقوة ورفعها في حركة سريعة وبطريقِ مدروسْ قاصدا بذلك إصابة أيَّ جانبِ من وجه هذا المتحاذقْ إلا أنه وقبل أنْ يدرك ذلكَ شعر بكفه ترتطم بالهواء ، استقام " جوليان " في وقفته أخيرا بعد أن قوَّس ظهره سريعا متفاديا هذه الضربة بدون أن يتحرك مسافة إنش من مكانه ، لم ينظر إلى الشاب المنزعج ذاك الذي ظل يحملق فيه بتعجب فهو يعلم بأنه إن فعل ونظر إليه لن يكف عن إرسال ضرباته الموجعة إليه ، حسنا مع أن هذه فرصة جيدة لاختبار قدراته الجديدة ، قام " سكوت " بتحريك مفاصل معصمه قبل أن يعتدل في وقفته ويرمق " جوليان " بنظرات قتل باردة ، لم يكن يعلم بأنه استطاع التحكم في جسده بهذه المهارة ، لا بد وبأنه قضى الكثير من الوقت في التمرين ، إنه يثير غيظه فعلا ، التفت صوب العجوز الذي عاد من تلك الغرفة حاملا بين ذراعيه الضعيفة حقيبة طويلة ، وضعها على الطاولة بعدها قام بفتحها وجعلها تحتَ مرأى أولئك الاثنين ، تقاربَ حاجبي " جوليان " باستغرابْ حينما رأى قنَّاصة متمركزة على قماشِ أحمر ، اقتربَ " سكوت " من الطاولة كثيرا وقبلَ أن يرفع أصابعه ليتلمسها أغلقَ العجوز الحقيبة سريعا ، رفع " جوليان " بصره صوبَ من تبسم بخبثِ واضحْ فيمَ تحدثَ بعدها ملفتا : لن تستطيع لمسها بهذه السهولة فقد تكبدت الكثير من العناء في سبيل الحصولِ عليها .. أتبع حديثه : المالُ أوَّلا ! ..



تقلصت ملامح " سكوت " في اانزعاجِ واضح ، وراوده ذلك الشعور الذي يحفزه على فصل رؤوس من حوله ، حاول تهدئة نفسه عن طريق التنفسِّ بعمق ، بعدها انحنى للأسفل ملتقطا حقيبة سوداء استقبلها العجوز بحفاوة كبيرة ، لم يلبث أن قدم القناصة إلى " سكوت " بينما هو بدأ يعد الأوراق النقدية بعينيه قبل أصابعه المرتجفة ، وحالما تأكد بأنها كاملة حملها وتقدم نحو الأريكة ذات الشقوق ممَ أثار استغراب " جوليان " الذي راح يلاحقُ تحركاته بحذر ، ارتفعت كفيه لتعانقَ أصابعه اللوحة على الجدار قام بتحريكها من مكانه لتظهر له خزنة صغيرة في الجدار ، فتحها سريعا بعدها قام بحشر الأموال داخلها ، شعور غريب راوده منذ البداية بسبب تلك اللوحة المريبة ، فوجودها في مثل هذا المكان يثير الشكوك فعلا ، ثمَّ .. ماهذه الطريقة القديمة لإخفاء النقود ، طريقة عفى عليها الزمنْ فعلا ، لا بد وبأن عقل العجوزْ لم يعد يعملُ كما في السابق ، تنبه إلى حركة " سكوت " ذاك لذي التقطَ حقيبة القناصة واستدار قاصدا الخروج من المكان ، بقيَّ " جوليان " يحدقُ بعينيه الثائرتين لوهلة ، الرغبة في قتله لا تزال واضحة على ملامحه ، زفر بعمقْ وقد علمَ بأنه سيخوضُ معركة معه حال خروجه من هنا ، استدار بقصد لحاقه إلا أنه توقف لقليل من الثوان استدار صوبَ العجوز الذي لازال يرصف الأموال فيْ الخزانة فتبسم بشيء من السخرية قبل أن يصدر صوتا ليتوقف العجوز عمَّ كان يفعله ثم ينظر إليه باستغراب ، استطرد " جوليان " بقليل من الهدوء :من نية طيبة ودافع الشفقة فقط أرغب في إخبارك بأن الشرطة ستشك في هذه اللوحة إن حصل وعلمت بوجود هذا المكان خبِّئ أموالك الثمينة في مكان آخر ، وَ عليك أن تجد وكرا أكثر حصانة من هذا ، أراك لا حقا ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #87  
قديم 05-17-2016, 09:25 PM
 



الأمور دائما تسير في الاتجاه المعاكس ، بعكس ما نريد وبعكس ما نرغب ، نلزم أنفسنا في العيش وفق القواعد المرسومة ، لا مجال للحياد منها فالنهاية أيضا قد خُطط لها منذ البداية ! ، لم تكن ترغب بأن تؤول الأمور إلى هذا المنعطف ، إنه منعطف كبير في حياتها استدركته حالما حطت الطائرة رحالها على أرض واسعة مرصوفة حينها فقط عرفت بأنها قد وصلت إلى بلدها الأم ، لا تستطيع أن تصف كم من مشاعر اختلجت في دواخلها ، كم من مرة عليها تحمل ذلك الاضطراب الذي يجعلها تتشتت ! ..



سقفٌ عالِّ قليلا بلون الشاي بالحليب يحتضن أعلاه مصباحا دائريا مزخرف ومتوسط الحجم رغم أنه المصباح الوحيد في الغرفة إلا أن إضاءته كافية لتنير الأثاث والغرفة بأكملها ، كان ذلك أول ما أبصرته حينما ابتعد جفنيها في حركة بطيئة دلالة على استغراقها في نوم عميق ، انتصبت جالسة على السرير وحاولت تعديل شعرها المتناثر بتكاسل ، أي حالة هذه ؟ تعب فظيع ينهش جسدها ، هل ذلك لأنها نامت لوقت طويل ؟ ، راحت تتساءل باستغراب إلا أن الجواب أتاها سريعا حينما نظرت إلى الساعة المعلقة على الجدار حيث أشارت عقاربها على العاشرة والنصف ليلا ، نامت قرابة الست الساعات ذلك لمرهق فعلا ، وجدت نفسها تتطلع إلى الغرفة بريبة ، أثاث راق مرتبٌ بطريقة جميلة منظمة ، أريكتين صغيرتين على سجاد منقوش دائري بوسطه طاولة مربعة الشكل زجاجيَّة ، في جانب السرير تقبع نافذة طويلة مفتوحة جُذبت ستائرها بعيدا سامحة لها بتأمل أثير جمال النجوم في السماءْ ، يا للروعة ، في الجانبِ الآخر تستكين خزانة ملابس طويلة ناسبت تماما لون الجدرانِ المنقوشة !



قادتها قدميها إلى ذلك الباب الآخر القريب من الخزانة و لم يخبْ ظنها عندما اعتقدت بأنها المغسلة ، خرجتْ من الغرفة أخيرا بعد أنْ قامت بغسل وجهها وتبديل ملابسها بتلك التيْ في الحقيبة ، القليل من ملابسِ فانتين تفيْ بالغرضْ ، على الأقلِ في هذه اللحظة ، استقبلتها أثرية جميلة قريبة من إحدى زوايا الممر حيث تقبع غرفتها ، وعلى الجدار عُلقت لوحة جميلة ، استدارت يمينا حيثُ قابلتها العديد من الأرائك ولم يكن نظامها مختلفا إذ اصطفت قريبا من بعضها ، هنالكِ بيانو في إحدى الزوايا أيضا قريبا من رفوف الكتبِ المليئة بها ، وعلى الجانب ِ الآخر تقبع طاولة كبيرة يحيط بها عشرة كراسيْ وكما بدى لها بأنها طاولة الطعامْ فهيَّ قريبة من المطبخ أيضا ، المنزلُ جميلٌ فعلا ومليءُ بالأثرياتِ الجميلة والغاليَّة ، أدارت بصرها يمينا حيثُ يقبع سُّلم طويل يؤديْ إلى الطابقِ العلويْ حيث لم يكن كبيرا كما السفليْ ، فهي ترى بابا على الجداري اليساريِّ منها وقريبا منه طاولة وأرائكْ ، ولكنْ لحظة ماذلك الشيءْ المستكين على الطاولة ، إنه شيءٌ تألفه ، شيءٌ تكاد تجزمُ بأن عينيها أبصرته سابقا ، تلاحقت خطواتها قريبا من السلالمْ وقررت الصعود إلى هناك لولا أنها توقفت عند الدرجة الخامسة فقد تعرفت على تلك الأثرية ولم تكد تصدق ما تراه حينها ، " أوديت " .. أثرية " أوديت " تلك التي تعبَ السيد " ألبرتين " في صنعها !! ..






لقد أخبرتها " فانتين " بأمر شرائها من شخصِّ ما ولكنها لم تكن تعلمُ بأن " إيرل " هو ذلك الشخصْ ، لقد قامَ بشراء " أوديت " القطعة التيْ سميت نسبة إليها ، بطريقة ما لم تعلمْ بأمر السعادة التيْ تملكت جسدها لوهلة ربما لأنها وأخيرا استطاعت الحصول على شيءِّ يذكرها بذلك الرجل الطيبْ ، السيد " ألبرتين " لن تنسى جميله ما دامت على قيد الحياة ، رعشة بسيطة استولت على قدميها فور أن التقطت مسامعها صوت الباب الرئيسي يُفتح ، أدارت جسدها سريعا لتبصره يعود إلى المنزل وهاهو ذا يغلق الباب خلفه ، توقف قليلا لثوان معدودة عندما رآها تقف في منتصف السلالم بارتباك ، تعقد أصابعها وقد اصطبغت وجنتيها باحمرار طفيف ، لم يحاول إحراجها أكثر إذ أنه تقدم أكثر نحو الآرائك المصطفة أمامه ليخلع معطفه بهدوء ويستطرد : نمت كثيرا ! ، لم نستغرق الكثير من الوقت للوصول إلى هنا ، يبدو لي وبأنك لست معتادة على السفر ..



توجه نحو البراد بعدها ليستلم قنينة ماء بارد سكب القليل منها في الكأس ليشربه بدفعة واحدة وكم بدى تنفسه واضحا فور انتهائه ، استطرد بعدها وهو يعود إلى مكانه : لاشيء مثير في الطابق العلوي ، غرفتي فقط ! ..
تنبهت على حالها أخيرا لتهبط مهرولة ، اقتربت من مكان جلوسه لتراه منشغلا بتفحص هاتفه قليلا ، وكم بدت ملامحه جامدة حينها ، لم تعرف ماذا تفعل بوقوفها هكذا ، فهي بالفعل لديها الكثير من الأسئلة لتنهال بها على مسامعه ، مالذي سيحل بها الآن ؟ هل ستعيش في هذا المنزل من الآن وصاعدا ؟ بالطبع لا ، يجب عليها أن تعيد ترتيب حساباتها مجددا ، ماذا عن العم " ويلبرت " هل مازال يعيش في المزرعة ؟ هل يجب عليها لقاءه ؟ ولكن بأي صفة تراه فيها ؟ لقد مرت أربع سنين فعلا ولن يصدق بأن ابنة أخيه عادت بعد كل هذه المدة هذا إن لم يكن يعتقد بأنها ميتة أصلا ، زفرت بخفوت قبل أن تتفطن لحركته البسيطة ، حيث طلب منها أن تجلس مقابلة له ، لم تجد مشكلة في ذلك فهي تحتاج لمناقشته على أية حال ، استطاع أن يبعد الأسئلة التي استكنت ملامحها للحظة فور أن فتح دفة الحديث بقولة مباشرة : أعلم تماما بصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد هنا فحياتك السابقة لن تعود إليك بهذه السهولة ..


آلمها تماما سماع ذلك منه فهو كأنه يخبرها بأن تقطع الأمل من ذلك فعلا ، قبضت على أصابعها في الوقت الذي عاد فيه يتحدث بإسهاب : لا داعي لإظهار هذه الملامح على وجهك فليس وكأننا لم نلتق من قبل .. أردف : لقد مرت الأربع سنوات الماضية كالجحيم بالنسبة على السيد " ويلبرت " فهو لم يذق طعم الراحة منذ أن فقدك أنت ووالدك ، إلا أنه بخير وبأفضل صحة لا تقلق ، رغم أن الشرطة فتشت في كل مكان عنكما إلا أن الأمر بدى كما لو أنكما تحولتما فقط إلى سراب وهذا ما جعل الجميع يفقد الأمل في لقائكما مجددا ، على كل حال لقد سمعت بم حصل معك بعد ذلك من " فانتين " لقد أخبرتني بكل شيء لذا إنني بالفعل أقدر ما مررت به كل هذه المدة .. أضاف مبتسما بعد أن صمت لثوان : كُنْتِ قَوِّيَّة ! ..
شيء ما شعرت به يتفتح في داخلها رويدا ، لم تكن سعيدة وأبدا ليست حزينة ، إنه فقط شعور غريب جعلها تشعر بالضياع قليلا ، أن تعرف كل ما قاساه العم " ويلبرت " في سبيل إيجادها لهو شيء مؤلم فعلا ، لقد عانى الأمرين في غيابها رغم أنه لا يد له في ما حدث ، تنفست بعمق وحاولت التغاضي عن أمر والدها ، ليس الأمر وكأنها نسيته لا بل ذكراه لا تزالُ عالقة في قلبها منذ أربع سنوات إلى هذه اللحظة ، كل شيء سيكون على خير ما يرام ، منت نفسها بذلك بطمأنينة ، عليها فقط الانتظار إلى الصباح ، تردد كثيرا قبل أن يخرج من جيب معطفه أشياء ظلت ترمقها باستغراب ، قدم إليها إياها في الوقت الذي خاطبها فيه : بطاقة هويتك ، جواز سفرك و أيضا ..
ظلت ترمق ذلك الشيء الدائري بريبة ، رفعت بصرها نحوه في الوقت الذي تحدث فيه : ثمن معيشتك هنا لن يكون بخسا ، إنه باهظ قليلا ولكنني أعلم بأنك سُتقدِّرين ذلك على الأقل فأوضاعك غير مستقرة الآن ولن نعرف ما قد يحمله الغد إلينا لذا هذه الفكرة هيَّ الوحيدة للحفاظ على مكانكِ هنا ..



ابتلعت ريقها بصعوبة رغم أن الأمر كان واضحا إلا أنها واجهت صعوبة في تصديقه ، ظلت حدقتيها تتراقصان ريبة بينه وبين ذلك الشيء الذي يلمع على سطح الطاولة ، نهض من مكانه بشيء من الهدوء بعد أن دس كلتي كفيه بجيبي سرواله ، كان يعلم بأنها ستشعر بهذه الطريقة ولكن لا مفر من ذلك ، تنهد بقلة حيلة قبل أن يضيف : إنه ليس بالأمر الجلل فعلا ، إنه مزيف ، كل شيء سترينه وكل شيء ستعيشينه مزيف عليك فقط التحمل قليلا وأعدك بشرف بأنني سأحرص على أن تعود الأمور إلى نصابها فقط إن قررت التعاون معي ، قومي بهذا الدور واتركي الباقي لي ! ..
لو طرح عليها هذا الموضوع من قبل لرفضت من فورها ولكن الآن إن فكرت بالأمر بمنطقية أكثر فهنالك الكثير من العوائق قد تقف في طريقها ولربما لن تستطيع أن تحقق ما جاءت لأجله ، مادام بأن ذلك ليس حقيقا ومادامَ بأن هذا لمدة وجيزة فقط من الوقتْ ذلك لنْ يضر ، عليها فقطْ أن تضبط تصرفاتها إلى أن يحين ذلك الوقتْ ، ثمَّ إنه الحلُّ الوحيد أمامها ! ، تنفست لقليل من الوقتْ قبلَ أن ترفع بصرها نحوه وتمنحه بسمة غريبة أصابته بالريبة نوعا ما ، استلهمتها شجاعة غريبة لتنطق بعدها : أعلم بأن الأمر سيكون صعبا على كلينا ولكن لعرضك لي هذا لن يسعني سوى أن أقبل ، شكرا لحرصك وتضحيتك " إيرل " ! ..
ارتفعت كفها نحوه بطريقة مريبة جعلته ينقل بصره نحو كفها وتارة أخرى إلى ملامح وجهها المترددة ، هي أيضا ليست متأكدة بشأن هذا الأمر ، زفر بخفوت قبل أن يبادلها بسمة مبهمة وغامضة المعنى ، صافحها أخيرا بعدها هتف وبطريقة ما استطاعت الشعور بقلبها يرفرف وهي تستمع إلى كلماته : آنسة " لوسيانا " ، عدت إلى لندن بصفتك " أوديت براسيت " ، خطيبتيْ ! ..






لقد أًتمَّت الأسبوع الآن ، شكلها يبدو رائعا بحقْ ولن تكونَ خسارة إن أًصبحت جزءَّا من صورةِ على حائط غرفة المعيشة ، وردية مصفرة ، خضراء طوِيْلةْ ، لم تندمْ على عنايتها ومتابعتها لحبة البذرَّة الصغيرة التيْ تكللت جهودها معها بالنجاحْ لتزهر بهذا الشكلْ ، تراقصتْ البتلاتُ فيْ زهوْ حال ملامستها لقطراتِ ماءِّ دافئَة ، وضعتْ " إيرما " إبريقَ الماء جانبا قبلَ أن تحملَ الأصَّيْصْ وتعيده إلى مكانه بالقرب من النافذة ، رفعت بصرها عاليَّا قبلَ أن تداهمها أشعة الشمسِ شديدة التوهجْ ، تعجَّلتْ في إغلاقِ النافذة ثمَّ تزفر بحنقِّ واضح ، فلتوها عادتْ من الجامعة وربما أكثر ما تحتاج إليه الآن هو النوم و النوم ثمَّ القليل من النوم ، لكنها بالطبع لن تستطيع ذلك قبل أن ترى وجه والدها ، تورمت قدميها من المسافة التي تقطعها يوميا ، صحيح بأنها تستخدم سيارة الأجرة إلا أنه لا يستطيع إيصالها كل هذه المسافة ، وجدته أخيرا يقفُ بالقربِ من أحد الشجيرات فبمَ يحملُ بين يديه فأسا ، وبسببِ سرواله الطويل اتسخت أطرافه بقليل من الترابْ ، فيمَ تسببت تلك المنشفة المتدلية على كتفيه حول رقبته بارتشاف قطراتِ عرقه مُروِّحة عنه تحتَ شمسِ هذا اليوم ، ومع عمود الخشبِ الأخير التفت للخلف متوجسا نتيجة لصوتها الأنثوي المتضجر : أبيْ ، إنه وقت الذروة ، لا داعيْ لأن تعملْ ! ..



ظهرت ملامح الانزعاجِ ظاهرة على وجهها المليح فيمَ تندبُ هذه الظروف التيْ تجعل والدها يعمل حتى في هذه الأوقات ، خرجت زفراته المتعبة من بين شفتيه ثمَّ أحاطت أصابعه بإحدى طرفي المنشفة ليمسح عن وجهه وجبينه ، لمْ يجبْ على ابنته فهو يعلمُ أنها تكره رؤيته منشغلا وبمَّ أنها تقضيْ معظم وقتها في الجامعة فلا وقتْ لديهما لقضائه معا ، تاقت نفسه لتلك الأوقاتِ فعلا ، ضحكاتها المفرحة ومزحاتها خاوية المعنى ، لربما عليه أنْ يعيد حساباته مجددا ويخصص وقتا لها ، وقبلَ أن يلاحظ تنبَّه على خفَّة قنينة الماء بين أصابعه ، لقد قضى على آخر قطرة فيه ، هتف برفق لابنته بينما يستعد لقطع الخشبْ : السيدة " ليونيل " تشكو من برودة الطقسِ ليلا لذا هم سيحتاجون لمزيد من الحطب للمدفأة .. أتبع بتساؤل : هيا ، هيا أبعدي هذه الملامح عن وجهك واجلبي لي كأسا من الماء ..
لم تكد تستدير للخلف تستعد للذهاب لولا سماعها لصوت غريب ، صوت أنين يخص والدها ، يركعُ على الأرضِّ بلا حراك فيم تحركت حزمة الحطبِ التيْ حملها خلف ظهره قليلا لتتناثر حوله بشكل مؤسفْ ، أمسكت بكلتا كتفيه و تألمت حال رؤية ملامحه المتوجعة بصمت ، مالذي أصابه ؟ لقد كان بخير قبل ثوان فقط ، تمالكت نفسها بقليل منْ الشجاعة وهتفت بتساؤل قلِقْ : أنتَ بخير ؟! هل يؤلمك شيءٌ فيْ جسدكْ ؟ هل هو الدوَّار مرة أخرى ؟ تحتاجُ إلى دواءْ ، أحضره لكْ ؟! ..
رغم قطرات عرقه التي راحت تزداد على بشرته المسمرة إثر تعرضه الدائم لأشعة الشمس أجبر نفسه على الابتسام ليجعلهاتكف عن طرح أسئلة أخرى فلسبب ما عاد ذلك الدوار إلى رأسه ، أبعد كفيها الصغيرتين ليقبض عليها برفق هاتفا فيم يستعد للوقوف مجددا : كنتُ شابَّا و لا أزالْ ! ..


خدعة كانتْ كبيرة من أن يصدقها هذين الاثنين لكنْ ما عساهما سوى أن يتغافلاها ، لنْ تجديَّ معها إحدى مزحاته فهو علمُ بأنها ستقع من فرطِ قلقها ، تحامل على نفسه كثيرا ، فبالرغم من أنه حمل رزمة الحطبِ بسلاسة ولكنه فور أن حثَّ خطاه حتى شعر بألم يهتك بقدمه الأيمن ، يعلمُ بأن عظمه ليست بتلك الهشاشة ليقع من فوره فهو لا يزالُ قادرا على الهرولة بعد كل شيء ، انحنى برفق قاصدا جمع الحطب المتناثر لولا أن خانته قدمه ليقع منزويا على الأرض بتألم ، هذه المرة لمْ يتسلل صوتها الرقيقْ لإيقاظه ولم تتدخل أصابعها النحيلة لمساعدتها ، شعر بكفين قويتين تمسكان بذراعهِ وبضغط كبير يجذبه لأعلى فيْ محاولة لجعل جسده الضعيفِ أنْ يقف ، أُسْنِدَ إلى جسد شاب ساعده أخيرا على الوقوف رغم تشبثه به ، لم يستطع الاثنين أن يكفا عن التحديق في وجه هذا الغريب الذي اقتحم المكان فجأة و عيونهما القلقة تضطرم بأسئلة لا حصر لها ، حتى وهو يقدم المساعدة لا بد وأن يحظى بنظرات الآخرين له ، حاول إخفاء انزعاجه الذي ازداد فجأة منهما ومن حرارة الطقس ، أراد تخليصَ نفسه فهتف ب " إيرما " وبلهجة آمرة قال : أسألكِ تحضير كمادات باردة يا آنسه ! ..







رغم بساطة كلماته إلا أنها وقفت متصلبة قليلا في محاولة منها لاستيعاب حروف كلماته ، أماءت بأجل لتهرول سريعا نحو المنزل ، عاد يقبض بأصابعه على جسد الرجل وتحامل على نفسه كثيرا قبل أن يتحرك عدة خطوات ، لم يكن السيد " ويلبرت " ثقيلا فعليا ولكنه لم يكن متعاونا في المشي ولربما أراد في قرارة نفسه عقاب هذا الشاب على تطفله عليهم طيلة تلك السنوات الماضية ، أراح " إيريك " جسد السيد " ويلبرت " على الأريكة في الردهة ليقف بعدها على عجالة ملبيا نداء ظهره الذي شعر وبأنه قد كسر ، ريثما تقوم " إيرما " بتحضير الكمادات وضع هو حقيبته الجلدية السوداء على الطاولة الصغيرة قربه ، لم يتخيل السيد " ويلبرت " أن يكونَ هذا المتطفل طبيبا فتفاجؤه بدى واضحا فعلا عندما راحت قزحتيه تتأرجحان على الأدوات المصطفة داخل الحقيبة ، منذ متى صار الطبيب يستأذن مرضاه ؟ ، باشر في عمله للاطمئنان على صحة هذا العجوز ، نبضات قلبه سليمة أيضا ، لا خوف عليه ، وبحذر متمرس تحرك " إيريك " إلى حيث تركن قدمه التي رفعت بواسطة وسادة ، شمَّر أطراف السروال لأعلى ليظهر الجزء المتورم من كاحله ، كدمة زرقاء واضحة بدت قريبة من مفصل قدمه و متورمة بعض الشيء ، استقام في وقفته أخيرا ولم تفارق عيناه مكان الإصابة ، رفع " ويلبرت " بصره نحو الشاب الذي تمتم بصوت مسموع : أرجح بأنه التواء .. أتبع بنبرة أعلى : عليك مراجعة المشفى ! ..


لم يستطع " ويلبرت " إخفاء ذلك الاضطراب الذي تفجر في داخله فور أن استطاع رؤية هذا الشاب ، لقد كان يحوم حول منزلهم منذ مدة ليست بالقريبة ، لم يكن تواريه جيدا إذ أنه استطاع ملاحظته وكذلك " إيرما " ، ضغط على أصابعه قليلا قبل أن يرفع بصره نحوه ويسأله بجمود : مالذي تفعله هنا ، اغرب بسرعة .. جز على أسنانه قبل أن يكمل : ما تفعله من إرسال تلك القطع التي تعدها الثمينة لا أريدها ، توقف عن ذلك ، فأنا لا أعيش على نفقتك يا سيد ! ..
ظهرت تلك الملامح الساخرة على وجه " إيريك " قبل أن يوضب حقيبته قائلا : على رسلك أيها العجوزْ ! ..
لم يكد السيد " ويلبرت " يفتح فمه ليتحدث لولا أنه لاحظ بأن ذلك الشاب يكابد بقوة حتى يخفي انزعاجه إذ أنه مالبث أن استدار نحوه ليمسك ياقة قميصه بقوة محاولا خنقه ، بقيت عيني السيد " ويلبرت " تتحركان برجفة غريبة على تلك الملامح الشيطانية التي تلبست وجه هذا الشاب فجأة ، مالذي دهاه حقا ؟ ، من جهة أخرى لم يستطع " إيريك " التفريط بذلك الشعور الذي تفجر بداخله حينها ، لقد أراد أن يبعد هذا الرجل عن مرآه سريعا ، لم تسنح له تلك الفرصة ولكن هذه المرة لا شيء يقف أمامه ، ضغط بقوة على عنقه قبل أن يردف بصوت احتشد غضبا : يجبُ أن تموتْ ! ..






السماءُ تبكيْ ، صوتُ المطر كانَّ أوّل صوت يطرقُ مسامعه فور استيقاظه ، لمْ يكن ينويْ الاستيقاظَ في مثل هذا الوقتِ من الصباحِ لكنْه تذكر بأنَّ عليه إغلاقِ النوافذ وإعداد الفطور لذلك الجائع قبلَ أنْ يستيقظ ويدمر المنزلَ بأكمله ، خرجَ من غرفته بتكاسلْ فيمَ راحتْ أصابعه القصيرة تداعبُ صلعته اللامعة ، ليلة البارحة لمْ تكنْ هادئة فهو لمْ يستطع النومْ بسبب المتدربِ الجديد " ويليام " الذي أصرَّ على تعلمِ المزيد من الحركاتِ القتاليَّة منْ " ويليام " ذاك الذي رفض في بادئِ الأمر إلا أنه رضخ بإصرار الأول عليه ، لقد واصل " جوليان " التدربَّ طوالَّ الليلْ ولمْ يستطيع العجوز " أودين " أنْ ينامَ براحة إثر سقوطه المتكرر على الأرضْ وبسبب صوتِ السوطِ الذيْ تركَ علائمَ على ظهر " جوليان " فلأنه لمْ يتقن تلك الحركاتْ رغم تزمته وإرغامِ " ويليام " على تعليمه إيَّاها وجد الأخير متعة فيْ استردادا ذلك الوقت الضائع بضربه إيَّاه ! ..


توجه العجوزُ " أودين " رأْسَّا إلى غرفة " جوليان " ليوقظه فحتما هوَّ يستغرقُ في النومِ الآن ، فتح الباب سريعا وفيْ جعبته بعضُ الكلماتِ اللاذعة تلكَ التيْ ستجبره على النهوضِ مفزعا من نومه إلا أنه فوجئَ بوجود الغرفة على حالها ، السرير لمُ يُمَّسْ وأثاث الغرفة لمْ يُحرك من مكانه ، استغربَ أيْن يمكن أن يوجد ذلك الصعلوكْ الآن ؟ ، قطع الممر إلى الردهةْ متوقعا رؤيته نائما على أحد الأرائك من شدة التعبْ ، لقد كانَ هنالكَ أحد مستلقِّ على الأرائكِ فعلا ولكنه لمْ يكن من يبحثُ عنه بل و ياللعجبْ إنه " ويليام " ذاكَ الذي لمْ يقضيْ ليلة واحدة في هذا المنزلْ منذ أن أًصبح عضوا من المجموعة ، زفر السيد " أودين " بانزعاجْ وراحت فكرة غريبة تستوليْ على ذهنهْ إلا أنه نفى ذلك حينما فكر بأنَّ " جوليان " قد شعرَ باليأس وهربَ من هذا المكانْ ، لم يدم ذلك طويلا إذ أنه توجه إلى النافذة وأبعد الستائر عنها وحدسه يخبره بصحة ما فكر به ، ذلك صحيح فعلا ، قبض على أصابعه بقوة حينما رأى قطرات المطر المغرقة تداعب ذلك الجسد المستلقي على الأرضية بلا حراك وكأن الروح قد غادرته منذ مدة ، مابه ؟ أمن المعقول بأنه قد فقد وعيه ؟ ربما قد خسر أمام تلك التمارين الصعبة ولم تستطع قدميه حمله ! ، ذلك ممكن ، يجب عليه إدخاله إلى المنزل ، إنه يجعله يتكبد العناء دوما ، ترك مكانه أمام النافذة واستعد للخروج إلا أن صوت " ويليام " التعب منعه من ذلك حين هتف : دعه وشأنه ، لم يمت بعد ! ..


التفت العجوز " أودين " إلى " ويليام " ذاك الذي اعتدل في جلسته أخيرا على الأريكة بعد أن داعب خصلات شعره بتكاسل ، لم يكن نائما إذا أن هذا ما دار في خلد " أودين " وهو ينتظر من ذلك الشاب أن يكمل ، نهض " ويليام " أخيرا وتقدم بتثاقل نحو النافذة ، نظر إلى ما خلف زجاجها نحو جسد " جوليان " المستلقي بلا حول أو قوة على الأرض ، استطرد بتململ : لقد تدرب طوال الليل بعدها خارت قواه وسقط مغشيا عليه ، أخبرته بعد استيقاظه بأن ينسى ذلك ويدخل فلا نتيجة من إرهاق ذلك الجسد عديم النفع إلا أنه أصر على ملازمة التدريب وكما ترى عاد يفقد وعيه مرة أخرى .. أضافَ بقليل من التهكم : بالمناسبة لقد أحسنت في تعليمه الحركاتِ الأساسيَّة ، لقد أذهلني قليلا ! ..
تنهد " أودين " بقليل من الهدوء بعدها رفع بصره صوب " ويليام " وهتف مبررا : إنه مثابر ، أعلم هذا وأعلم بأنك ترغب منه أن يتحسن ولكن من القسوة أن تتركه خارجا بهذا الشكل ، قد تضيع كفاءته في الانضمام إلينا حينها ! ..
تنبه إلى " ويليام " ذاك الذي لم يلتفت لينظر إليه كعادته ، ضغط " أودين " على أطرافه بقليل من الانزعاج فهو يعلم بأن الشاب الواقف أمامه عبارة عن كتلة من العناد وحتى " سكوت " نفسه لا يقوى على الوقوف أمامه أو الدخول في حديث جدي معه ، رفع بصره نحوه حينما سمع صوت تنفسه الواضح ، اقترب أكثر من مكان وقوفه وكم كانت دهشته كبيرة عندما رأى " جوليان " واقفا على قدميه مستندا على جذع أحد الأشجار بصعوبة ، ارتجافات ساقيه ملحوظة وكتفاه يرتعشان من شدة البرد والتعب ، كل ذلك كان واضحا للعيان ، إنه متعب ومثقل ولكنه لم يتوقف بل وبعد هنيهة من الوقوف عاد يحرك ذراعيه بتثاقل ، تبسم " أودين " بشيء من السخرية وتحدث : من يراه يعتقد بأنه مخبولٌ لا أكثر ..



قاطعه " ويليام " بقوله : ليس مخبولا ، لعلك لا تدري ما هو السبب الذي جعلني أرغب في جعله ينضم إلينا ، ذلك الشاب يمتلك رغبة و نزعة قوية ، إنه مليء بالكثير من القوة ، الحركات التي علمته إياها قد تكون قتالية فعلا إلا أنها ليست للمبتدئين أمثاله ، وأنا أنظر إليه الآن .. صمت قليلا إنه أنه تابع بعد أن زفر بقوة : وأنا أراه بهذا الشكل يجعلني أخشى بأنني قد لا أكون قادرا على الوصول إلى مستواه ذات يوم ، هذا الشعور يجعلنيْ أكره نفسي وألومها كثيرا ! ..
راح " أودين " يتطلع إليه بقليل من الاستغراب إلا أنه وبعد مدة فكر بأمر غريب ، مزاج " ويليام " عكر فعلا هذا اليوم وربما يكون ذلك الشخص هو السبب ، لقد علم بأن عواقب سؤاله القادم ستكون وخيمة إلا أنه أراد التأكد لا أكثر إذ أنه تحدث بعد أن التقط نفسا عميقا : هل أنت خائف ! خائف من أن يكون مثل ذلك الشخص ؟ أنت تخاف من أن يولد " العقرب " من جديد أليس ..
لم يستطع أن يكمل كلماته بسبب لكمة مُوجعة وُجهت إلى معدته حينها ، راوده شعور فظيع حينها إذ أنه أحس وكأن أحشاءه تمزقت بقسوة وكأنه على وشك تقيؤها من شدة ضربة " ويليام " له ، تقوس ظهر العجوز " أودين " بعد أن أمسك بمعدته وراح يسعل بقوة بعدها جثى على ركبتيه أخيرا محاولا التخلص من نظرات " ويليام " تلك التي ستثقبه من حدتها ، ما هي إلا لحظات قليلة حتى أدار له ظهره وغادر متوجها إلى غرفته ، تنهد " أودين " براحة أخيرا واستند بظهره على الأريكة خلفه بتمهلْ ! ..







تمَّ البارت العاشر ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #88  
قديم 05-19-2016, 10:04 AM
 






أهلا...
الكثير في هذا البارت...
الوداع بالنسبة للوسيانا بل لأوديت مخطوبة إيرل
هو بداية لكشف ألغاز الغموض...أظن..


أتمنى لقاء بعمها الذي جار عليه الزمن...فهو يحتاج على الأقل بعض راحة البال، رغم أن قلقه على أخيه سيزداد. ...
أما إيريك فهو اللغز الجديد ، فلم ينقته ويلبيرت لهذا الحد، على الاقل عرفنا سبب تطور منزله لما يجلبه هذا الشخص... و الأغرب أن إيريك يمقته أيضا...!

متاهة لا أستطيع الخروج منها...

أما ويليام و ذاك العجوز... لم أفهم منهما الكثير...لفظ العقرب ثانية..!
من هو و ما الذي يغضب وليام بذكره ...

جوليان لن يكون طبيعيا على كل حال...

حقا سطورك دقيقة و تحتاج للتركيز و إلا سقطت بإمتحان الرد...هههههه

أثر الإمتحانات عزيزتي فلا ملامة علي...


بإنتظارك..
رد مع اقتباس
  #89  
قديم 05-19-2016, 09:26 PM
 
مرحبا كيفك شو اخبارك؟
اولا اسفة على تأخري بسبب المدرسة
ماهذه الفصول الخارقة
ابداع يخرج من بين اناملك ماهذه التغيرات
التطورات جوليان من العصبات ترى هل سيستمر
وماذا عن ذلك الطبيب لما يلاحق ايرما و ويلبرت
تساؤلات كبيرة تجتاح عقلي لوسيانا
تتغير لاوديت وتخطب لايرل
صحيح انها خطبة مزيفة ولكن اظن انها ستستمر
لقد سئلتي عن وصفك
وصفك رائع رائع يضيف لمساتك فقد تربعتي عرش
كاتباتي المفضلات بسبب اسلوبك فكم
قرأت من الروايات العالمية ولكن اسلوبك وصفك
يدخلني في سحر سطورك
مذهلة ومذهلة ومذهلة
وتستحق النشر
وانا بانتظار ابداعك الجديد.
ولكن هناك سؤال يثير فضولي انتي من اي بلد؟
وبالتوفيق
__________________
Never say That wont happen to me. Life has a funny way of proving us wrong



مدونتي
ماتخبئه لنا النجوم
رد مع اقتباس
  #90  
قديم 05-27-2016, 10:29 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
أهلا...
الكثير في هذا البارت...
الوداع بالنسبة للوسيانا بل لأوديت مخطوبة إيرل
هو بداية لكشف ألغاز الغموض...أظن..


أتمنى لقاء بعمها الذي جار عليه الزمن...فهو يحتاج على الأقل بعض راحة البال، رغم أن قلقه على أخيه سيزداد. ...
أما إيريك فهو اللغز الجديد ، فلم ينقته ويلبيرت لهذا الحد، على الاقل عرفنا سبب تطور منزله لما يجلبه هذا الشخص... و الأغرب أن إيريك يمقته أيضا...!

متاهة لا أستطيع الخروج منها...

أما ويليام و ذاك العجوز... لم أفهم منهما الكثير...لفظ العقرب ثانية..!
من هو و ما الذي يغضب وليام بذكره ...

جوليان لن يكون طبيعيا على كل حال...

حقا سطورك دقيقة و تحتاج للتركيز و إلا سقطت بإمتحان الرد...هههههه

أثر الإمتحانات عزيزتي فلا ملامة علي...


بإنتظارك..

أهلا بكِ مجددًا ..

أجلْ ، هنالكَ الكثير من الأمور العالقة وأتمنى أن تتضحَ قريبًا ..
قد لا يكونُ لقاؤها بعمها هينًا وبسيطا إلى تلك الدرجة ، فلقد مضت كل تلك المدَّة ح0..
العلاقة بين " ويلبرت " و" إيريك " مقعدة فعلا وأعتذر مقدما إن كنتُ سأسبب لكم الارتباكَ أكثر ..

العقرب ، لفظ غريب إلا أنه مهمْ فعلا ، ألا يوحيْ لكِ بشيءِّ من صفاتِ ذلكَ الغريبْ ؟! ..
" جوليان " أًصبح من الشخصيات الرئيسية الآن إنما بشكل مغاير ..

لا بأس ، أعتذر على الإرباكْ ..

شكراِ لكِ وردة ولحروفكْ ..

دمتِ بخير وبأفضل حال ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 09:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011