عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 03-17-2016, 09:05 PM
 


إنه اليومُ أخيرا ، اليوم الذي ستقيمُ فيه السيدة " لورينز " أمسيتها الغريبة ، استطعتُ ملاحظة الكثير من الأشياء التيْ طرأت على والديْ وعميْ حينها ، كلاهما قاما بالاستعداد والتحضير لها جيدا ، مظهر عميْ كان مبتذلا قليلا فلمْ يسبقْ ليْ رؤيته بدونِ ثيابه المليئة بالترابْ والطين ! ، الساعةُ الآن الحادية عشرة وهاهما الآنَ يستعدانِ لركوبِ السيارة انطلاقا إلى العاصمة ، على ذكر ذلك لقد رفض والديْ عودتنا إلى هناك مبكرا قائلا بأنه يجبُ علينا البقاء يومين إضافيين ، أخفيتُ انزعاجيْ قليلا فبالرغمِ من أن العطلة توشكُ على الانتهاء إلا أنه لا يزال يصر على قضائها هنا ، ماذا عن أميْ ؟ أشكُ بأنها ستنفجر غضبا بيْ لأننيْ لم أقم بزيارتها ! ، بقيتُ مصرة على موقفيْ بأنه لا داعيْ لذهابه إلى هناك فلو لمْ يكن هنا لما أصرت تلك العجوزُ على دعوته أصلا ، لم يجدر به الذهابْ إلى الأمسية ! ، لا زلتُ أّذكر كلماته المطمئنة التيْ أخبرنيْ فيها عن حقيقة العجوزِ " جريجر " ، حيثُ قال وعينيه تحملان قلقا من نوعِ غريب ..


[ خشيتُ بأنه قدْ قامَّ بإيذائكِ أو شيئا من هذا القبيل ، ليس عليكِ أن تقلقيْ عزيزتي و يجدرُ بكِ أن تعرفي أنه رجلٌ مخادع ومنافقْ وكرهتُ حقيقة مقابلتك له ، ذلك الأمر لا تذكريه لعمك ولا حتى ل " إيرما " أنا سأتكفل به ، فبالرغم من أنني كنتُ أتحاشاه في صغريْ إلا أن علاقته جيدَّة فعلا بعمكِ " ويلبرت " ]



زفرتُ بضجر حينما رأيت كفه الملوحة ليْ من بعيد بينما توشك السيارة على الاختفاءِ من أمام ناظريْ ، أخبرتنيْ " إيرما " بضرورة العودة إلى الداخل امتثالا لأمر عميْ الذيْ طلبَ منا عدمَ الخروجِ من المنزلِ أبدا رغمَ أنه لا يوجد أحدٌ في الجوار أو كما اعتقدتُ أنا ، أغلقت الباب بتضجر فيمَ تمنيتُ أن ينتهيَ اليومين القادمين سريعا ! ..






دوار غبيْ ، لماذا أصيبَ به الآن ! ، لم يعد قادرا على القراءة بشكلِ جيد فحتى عينيه راحتْ توهمانه بوجود كتابين على الطاولة رغم وجودِ واحد فقط ! ، زفر بقليل من الانزعاجْ قبلَ أن ينهضَ من على الكرسيْ فيتوجه حيثُ يركنُ إبريقُ الشاي قريبا من سريره ، كم كوبا استنفد ؟ ، يظنُ بأنه الرابع ربما ، لمْ يكنْ يجبُ عليه الإسراف فيْ وقته ليلة البارحة ، فهو لمْ يعد إلى المنزلْ إلا قبيل منتصفِ الليل ولمْ يستطع النوم قبلَ الثانية رغم أنه قد قرر مسبقا استغلال هذا الوقت الفائض في الاستعداد للصف القادم ، دراسة الطبِ صعبة فعلا وقد انعكسَ ذلك على شخصيته المنضبطة ، عاد يجذبُ الكثير من الأنفاس قبلَ أن يضع الكوبَ جانبًا ويستدير بقصد استكمال قراءة ذلك الكتابْ ، جلسَ على كرسيه لولا أنه تذكر شيئا ، لم يقم بملء مسدسه ، ذلك سيءْ ! ، فتح أول درج في المكتبْ ليلتقطه سريعا ويباشر بتعبئته ، تمتم بحنقْ حينما أحسَ بملمسِ الترابِ بين أصابعه لابد وبأنه علقَ فيه منذ آخر مرة ، عندما وقع على الأرضِ فجأة ، تحسس ملمسله بين أصابعه فيمَ راح عقله يذكره بمَ حصل تلك الليلة ..


قبل أيَّام قليلة ..


[ .. يودُّ لو يهتف بها بقليل من التهذيب ويطلبَّ منها أن تكفَّ عن التحديقِ به كما لو كان مجرد مجرمٍ هاربْ محتميَّا بهذه القطعة المعدنية بين يديه ، لهذا السبب هو يكره القدوم إلى هذه المزرعة لأن الأشخاص هنا عديموا الفائدة حتى أن أفكارهم محدودة يعيشون على الفلاحة وشربِ جوزِ الهند بعد قطفه مباشرة من النخيل ، صدقًا ، مالذي يرجوه من أشخاصٍ لا يعرفون معنى للترتيبِ أو النظام ، بروتوكول حياتهم قطعيا يختلف مائة بالمائة عن نمط الحياة المرفهة التي اعتاد العيشَ فيها ! ، فليتجاهلها رغم أنه يشعر بعينيها اللتين تكاد تخترقُ جسده من شدة تحديقها به ، حاولَ ضبطَ أعصابه عندما قطع الاتصال عن هاتفه ، لقد طلبت منه المجيء إلى هذا المكان المقيت بدون أن تعرف ما هي مناسبة اليوم ! ، كيف سيستطيع الوصول إليه وهو محاطٌ بكلِ أولئك الأشخاصِ ، قطعا لن ينجح في ذلك ، ضغطَ على شفتيه واستعدَ ليعودَ رغمَ المسافة التيْ سيضطر إلى قطعها مجبورًا ، لمْ يكنْ يقصد ذلك إلا أنه أراد فقط أن يلتفت نحوَ من ظلَّت تحدقُ به كالبومِ قبلَ قليل ، أدار عنقه للخلفْ إلا أنه لمْ يرمق أحدًا ، هل خافت معتقدة بأنه مجرد .. مجرم ! ، خط بسمة ساخر ظهر على شفتيه قبلَ أن يستعد للذهابْ أخيرًا .. ]





لعلمه التامْ بأنيْ سأظل جائعة طوال اليومْ قامَ بإعداد إفطار سريع ليْ قبل أنْ يرحلْ ، كان ذلك بمثابة الإنقاذ بالنسبة إليْ ! ، لمْ أحبَّ الوضع الغريب للمنزلْ ، إنه يبدو خاليا وكأنَّ لا أحدَّ يعيشُ فيه ، هدوءٌ غريبْ ، استشعرتُ برودة الكأسِ بين أصابعيْ بسبب مكعباتِ الثلجِ المتراقصة فيه ، فكرتُ بأنََّ لذهابه فائدة واحدة فقط وهو كونيْ أستطيع شربَ العصير باردا كما أريد بدونِ سماع تحذيراته التيْ يخبرنيْ فيها بإصابتيْ بنزلة برد أو ما شابه ، استجبت ل " إيرما " التي اختارت ذات الأريكة لتجلس عليها فيم تمسك بين ذراعيها كتابا كبيرا ، ليس كتابا بقدر ما يبدو ألبوما ، وضعته على الطاولة الصغيرة أمامنا وباشرت بفتحه هاتفة : توجد الكثير من الصور هنا لك وأنت بعمر الثالثة ! ..


كدتُ أبتلع قطعة الثلجِ الصغيرة تلك لولا أننيْ لمْ أفعل فيْ آخر لحظة ، نظرتُ إلى الألبومِ مستفسرة حيث بدأتْ تقلبُ صفحاته سريعا ، استطعتُ ملاحظة الكثير من الصور لها وللسيدة " فيوليت " بالإضافة إلى عميْ بالطبع ، مرورًا بصورٍ التقطتها برفقة أصدقائها ، توقفت أخيرا لتظهر صورة منفردة لوالدي علمت حينها بأنني قد أظهر في أية لحظة ! ، في المنزلْ لمْ نكن نملك ألبوما من الصور كهذا لذا لمْ أكنْ أعلمُ كيف أبدو عندما كنتُ صغيرة ، تلك الصور كانتْ تحملُ طابعا مختلفا ، طابعا غريبا عشته فقط للحظاتٍ قليلة ، ذلك الوقت عندما كنا عائلة ، كانت أيَّاما جميلة رغمَ كونها روتينية قليلا ، تبسمت مجاملة عند رؤيتيْ لوالديْ يحملنيْ على كتفيه بصعوبة إذ أنه من الواضح بأنيْ كنت كثيرة الحركة ، غريبْ .. إنه ذات المعطفِ الذي في خزانته ! ، لماذا لا يزال يحتفظُ به إلى الآن ، حتى أنه كان يقومُ بغسله خلسة وتخبئته بين ثيابه رغم أنه لا يرتديه ، هل هو بتلك القيمة يا ترى ؟ ، تفطنتُ ل " إيرما " التيْ أخرجت صورة ليْ حيثُ كنتُ بالفعل صغيرة ، ضحكت بقوة بينما ترينيْ إياها قائلة : تبدين كصبيْ " لوسيانا " ، خفتُ بأننيْ أضعتها إذ أنني ْكنتُ أضحك عليها سابقا ! ..


التقطت الصورة من بين أًصابعها فيم ضربت كتفها برفقْ ، تمتمت لها بكونها مزعجة ، صحيح بأن ملامحيْ لمْ تكن واضحة حينها لكننيْ لا زلت لطيفة ، ذلك واضح ، ضحكتُ بصمتْ قبلَ أن ألتقط الألبومْ وأبدا بتصفحه بسرعة ، ذلكَ رائع ، إنه يحتويْ على الكثير من الصور لنا ، صورٌ لذكريات نسيتها أو ربما لا أستطيع تذكرها لكونيْ صغيرة حينها ، بدونا فعلا كعائلة ، ولا أّذكر بأنيْ رأيت والديْ مبتهجين كما في هذه الصور ، توقفتُ عندما رأيتُ صورة منفردة ل " إيرل " حيثُ بدت الرسمية عنوانا لها ، يبدو غامضا قليلا وأجزمُ بأننيْ لن أستطيع فهمه مطلقًا ، حتى أن كلامه ذاك لا يزال عالقا في ذهني ، لمْ أستطع كبت فضوليْ أكثر لذا أدرتُ عنقيْ صوب " إيرما " أسألها بتعجبْ : هل تعرفانِ " إيرل " منذ زمن ! ..
أماءت بأجل قبل أن تنظر إلى صورته هاتفة : والديْ يعرفُ السيدة منذ زمنِّ طويلِّ حتى أنها هيَّ من ساعدتنا على العيشِ في هذا المنزلْ عندما فكر والديْ بالانتقال من العاصمة .. صمتت لثوان إلا أنها أردفت : لمْ يمضِ على معرفتيْ بذلك الكثير ولكننيْ سأبوح لك بسر ، لا تخبريْه لأحد ، " إيرل " متبنى ! ..


لم أستطع مداراة ملامح وجهيْ التيْ كشفتْ استغرابيْ من الأمر حينها ، حيثُ أكملت " إيرما " كلامها قائلة : أخبرنيْ والديْ بأن السيدة وجدته مشرَّدا في الحيِّ الذي تعيشُ فيه سابقا ، كان بلا مأوى مشردا ، وكما تعرفين بأنَّ السيدة " لورينز " لا تملكُ عائلة لذا قررت الاعتناءَ به وقد أخبرت الجميع بكونه قريبٌ لها وقد جاء للعيشِ معها ! ..
غير معقولْ ، لا يبدو ليْ ضعيفا بل على العكس ، إنه قويْ و ذكيْ ، ومليءٌ بالأمور الغامضة ، ربما أصبح مريضا نفسيا لأنه عانى منذ صغره ، أعنيْ ربما يكونُ فعلا مريضا نفسيا ، تصرفاته غريبة وتدعو للريبة فعلا ، يبدو وبأن تلك السيدة لطيفة فعلا رغم أنها لا تبدو كذلك على الإطلاق ، أتساءل ألم يشعر بالخوفِ عند لقائها لأول مرة ! ..
ثوانِّ قليلة فقط استنزفتها لأعلمَ بأننا لسنا الوحيدتين في المنزلْ ، إذ أنني استطعت سماع من يحاول فتح الباب عبر إدخال شيء في ثقبه ، شعرت بالخوف والقلق حينها لولا " إيرما " التي نهضت من مكانها متوجهة صوب الباب قاصدة فتحه ، لحظة .. مالذي تحاولُ فعله تلك المجنونة ! ، ربما يكونُ لصا ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 03-17-2016, 09:27 PM
 
نهضت من مكانيْ سريعا قصد إيقافها وفكرتُ في احتمالِ أن يكونَ ذلك الشابُ المريبْ مرة أخرى ، لم أستطع فتح فمي بسبب الباب الذيْ فُتح سريعا ويا للمفاجأة لمْ يكن ذلك الشابْ كما توقعت بل إنه العجوزِ المخيفْ ، وقد أصبح الأمر أكثر إخافة بالنسبة إليْ عندما أدركتُ بأنه يملك مفتاحا لهذا المنزل ، جذبت نفسا عميقا فيم حاولت ضبط أعصابي قليلا ، إنه يبتسم بشكل مخادع ويتحدث مع " إيرما " بكل لطافة وكأنه ليس السبب في المشكلة التي تخص عمي " ويلبرت " ، إنه بالفعل عجوز مخيف ، كذبته بدت واضحة فعلا حينما أخبرها بأنه عطش قليلا و بدلا من كوب ماء أعرب عن رغبته في شرب فنجان من الشاي ، رحَّبت " إيرما " بعرضه مضيفة بأنَّ عميْ قد جلبَ أفضل أنواع الشايِّ مؤخرا ! ، إنه يكذبُ " إيرما " ، استطعتُ الشعور بالاضطرابِ الذيْ سببَّ ليْ دوارا فيْ رأسيْ ، لا أستطيع البقاء في ذات المكانِ معه أنا أشعر بالخوفْ ! ..


تحركتُ سريعا من مكانيْ أقصد اللحاقَ بها ، على الأقل هو لن يستطيع فعل شيءِّ أمامها ، ضغطتُ على شفتيَّ بقوة عندما أحسست بأصابعه التيْ أحاطت بمعصميْ بقوَّة حينها فقط علمتُ بأن رغبته فيْ شرب الشاي كانت حجة فقط ، جذبت هواءَّ اضطربَ في داخليْ عندما نظرتُ إلى ملامح وجهه التيْ لا تنبئٌ بخير ، نيته شرير وقد كان ذلك واضحا في النظرة التْي اعتلت عينيه ، ضغطت على يدي بقوة وحاولتُ ضبطَ تصرفاتيْ عندما شعرتُ بأصابع كفه ترتفعُ لتحيطَ برقبتيْ بقوة ، الشعور بالخوف قد استفحلني حينها حتى أنني لم أعد قادرة على فعل شيء سوى النظر إلى ملامحه الشيطانية المخيفة تلك ! ..
رفعتُ يديْ بارتجاف وأمسكت بمعصمه فيْ رجاء علَّه يخفف من حدَّة ضغطه على ذقني بقوة فللحظة بدأت أشعر بعظامي تصطك وبأنفاسيْ تقلْ ، تعلقَّ بصري على الباب خلفي منتظرة عودة " إيرما " في أيَّة لحظة ، جعلني أنظر صوبه مرة أخرى ليتحدث بملامح أكثر حدَّة ونبرة صوته أصبحت أكثر خشونة وحقدًا من ذيْ قبلْ : لم أستطع النومَ بشكل جيد ليلة البارحة بسببك وعندما علمتُ بأن ذلكما الغبيين ذاهبينِ للعاصمة قررت المجيءَ إلى هنا خشية أن تكونيْ قد أخبرتِ أحدًا .. صمت لعدة ثوانِ قبلَ أنْ يردف مكملا : المال الذي رأيته هو حصاد حفلات الأعوام السابقة ولن أسمح لكِ أنْ تقوميْ بإفساد ما خططت له أبدًا ، لقد فعلت الكثير حتى أستحق ثقة " ويلبرت " ، هل تعرفين ! لقد كان يخصص ليْ مبلغا من أموال التبرعات ولكنه لمْ يعد يفعل ،وَ لماذا ! ..


شدَّ على أصابعه بقوة حينها لمْ أعد قادرة فعلا على احتمال الألمْ حتى أننيْ بتُ أشعر بالتشويشِ قليلا ، بدأتُ أدعو أن تعود " إيرما " سريعا وتنهيَّ هذا العذاب المخيف ، هل ينويْ على قتليْ فعلا ، نظر نحوَ المطبخ خشية أن تخرج ولكنها لم تفعل أِظنُ بأنها ليست هناك حتى ، عاد يسهبُ حديثه موضحا كلامه السابق : بدلا من إعطائي المال كان يرسله إلى والدكِ المزعج وذلك لأنه يمر بأوقاتَِّ عصيبة ولا يستطيع توفير المال لكم ، حقدتُ على والدكِ كثيرا فبالرغم من أن علاقتيْ ب " ويلبرت "جيدة فعلا إلا أننيْ لم أستطع أن أحظى بثقة " هارولد " إطلاقا ، إنه فعلا مثير للشفقة ، ولأننيْ أعلم بأن " ويلبرت " لن يستطيع الشك بيْ قمت بهذه الطريقة ! ..


ضغطت على معصمه بقوة أرجوه كثيرا ، أنا بحاجة للتنفسْ وقد وصلَ الألمُ بيْ لأقصى المراحلْ ، ولا أظنُ بأن باستطاعتيْ التحمل أكثر ، استلهمتني شجاعة غريبة جعلت من لساني قادرا على الحراك ولو قليلا ، لمْ أقم بالتوسل إليه ليكف عن ذلك أو حتى الصراخَ فيه لكنه تحدثَ بالسوءِ عن والديْ وقد قامَ بخداع عميْ أيضا ، كيف له أن يجرؤ على فعل ذلك ! ، ضغطت على أطرافيْ بقوة مستمدة القليل من القوة منهما لأتحدثَ بصوت مخنوق : لقد قمتَ بالإساءة إلى والديْ وعميْ أيضا !..
لو كانت نظراتُ الأعين تقتل لكنتُ ميتة منذ ساعاتْ ، بقيت تحتَ رحمة أصابعه الموجعة تلكْ فيمَ فقدت الأمل في الوقوف على قدمي من جديد هذا الألم الذي أشعر به الآن لا أظنُ بأني أحسست به سابقا ، ماذا أستطيع أن أفعل ! ، يا إلهيْ ! ..


عرفتُ بأن المالَ الذي كان والدي يقومً بصرفه حينها لم يكن من عمله فهو قدْ طرد منه لأسبوعين و خصم عليه الكثير ، إذا فالمال كان من حق الملاجئ قبل أن يكون من حق هذا الرجل المخيفْ ، إنها ثوانِّ فقط حتى بدأت أشعر بالهواء يندفع بقوة إلى داخل جسديْ وذلكَ عندما أفلتنيْ بقوة ، سقطت أرضا فيمَ رحتُ أحاول التنفس بصعوبة ، هنالكَ ألم فظيع فيْ صدريْ ودوار عظيم يتفاقمُ أعلى رأْسِيْ ، ذلك العجوز كان ينويْ على قتليْ فعلا ، لمْ يكن ليتركنيْ لولا صوتُ " إيرما " الذي تعالى من المطبخ فجأة وكأنها تستنجدُ بأحدهمْ ! ..







ضوءُ القمر بدى برَّاقا تلك الليلة حتى النجوم أضافت إليه جمالا لا يُضاهى ، تلك الليلة بدت الأنسب فعلا لإقامة الحفلات ، على الأقل كان اختيار السيدة " لورينز " في محله ، انعكسَ ذلك جليا على الضيوفِ الذين اكتظوا في الصالة حينها ، يوجدُ الكثير من الأشخاصْ المعروفين ، حيثُ أنَّ أسماؤهم تُقرأ يوميا على صفحاتِ الاقتصاد في الجرائد ، لنُ يتوقعَ شيءٌ آخر من السيدة الأولى ، السيدة " لورينز " ! ..


سلبَ جمال السماء ناظري فتاة لمدة طويلة تتأمل اللوحة الكلاسيكية أمامها بشغف لا مثيل له حتى أنها استحوذت على المكان القريبِ من الشرفة ، متجاهلة همهمات الناس حولها واندماجهم الشديد في أمور لا تعنيها منهم والدها الذي انخرط في الحديث مع قلَّة من رجال الأعمال ، ترحيبهم الحفيُّ بها لم يستمر سوى لدقائق معدودة بعدها وبمجرد التفاتة بسيطة منها لالتقاط كأس عصير التوت المغري بالنسبة لها بدأوا في الحديثِ عن أمور لا تستهويها ، تلك الأمور التي جعلت الشيب يستفحل رأس والدها بكثرة ، ارتشفتْ القليل من العصير وتمنت لو تعودَ إلى المنزلِ سريعا ، ليسَ الأمر وكأنها تنويْ البقاء صامتة إلى نهاية الاحتفال ، ذلك مضجر فعلا ! ، عزمت على أخذ الإذن من والدها للخروجْ لولا سماعها لصوت غريب من خلفها ، استدارت ترقبُ شابًا غريبا ! ، لقد سبق لها وأن رأت هذه الملامح من قبل ، لقد كانَ في أحد المجلات ومن المحالِ أنْ تخطئ ! ، ماذا كان اسمه يا ترى ! ، ألن تصابَ بالحرج لو أخطأت في ذلك ، كان يبسط كفه إليها بحركة مبهمة بالنسبة إليها ليتلبَّس الارتباك ملامحها لوهلة ، ضغطت على الكأس بين أصابعها لتسأل مازحة : هل تطلبَ الرقص أمْ .. عصير التوتِ الذي بيديْ ! ..


لم يتحدثْ ممَ جعلها تصابُ بالحرج تقريبا لولا أنها استطاعت سماع صوتِ ضحكاتِ قريبة من مكانِ وقوفهم ، أدارت عنقها يمينا نحوَ " إيرل " الذيْ كان يقفُ على مسافة قريبة منهمْ ، لمْ يكن مظهره مختلفا عن الباقين ، ببذلة رسمية و تصفيفة شعر مشابهة للجميع عدا أنه لمْ يرتديْ ربطة العنقْ هذه المرة ، التقط كأس العصير من بين أصابعها هاتفا بتعجبْ : أنتما غريبان فعلا ، بالطبع هو يطلبُ الرقصَ " كورتنيْ " ! ، تعرفين إنه ليس سوى " فريد " الخجولْ ! ..
بالطبع ، لم يكن أمامها سوى أن توافق وذلك حتى تنقضي هذه الساعات المملة بالنسبة إليها ، لقد حظيت برفقة أخيرا ، بذلك بقي " إيرل " وحيدا يجول ببصره في المكان فلربما استطاع رؤيَّة العم " ويلبرت " أو حتى " هارولد " ، ولكنه بدلا من ذلك استطاع رؤيَّة من تعجل في لقائه كل هذه المدَّة السيد " كلارك " يقف برفقة زوجته الحسناء و رجل ٌأصلع غريب إلا أنه يبدو ضخم الجثة فعلا ، ترك الكأس على صينية أحدِّ النُّدَّل المتجولين ليتقدم نحوه بخطوات مدروسة ، استطاع ملاحظة زوجته التي أخبرته بأمر قدومه إليهما ليستدير نحوه متعجبًا ، جذب " إيرل " القليل من الأنفاس قبل أن يتبسم بتملق هاتفا : لقد جئت سيد " كلارك " ! .. أضاف هاتفا : وجلبت معك ضيوفا أيضًا ! ..


ظهرت ملامح غريبة على وجه ذلك الرجل قبل أن يحاول تفسير كلمات " إيرل " جيدًا ، هل يحاول أن يبدأ حديثا جديا معه ! أم أنه يرحبُ به بشكل عاديْ َ ، حتى أن ملامحه لا تحمل الخير على الإطلاق ،حاول أن يتخلص من تلك الشكوك الغريبة في رأسه قبل أن يرفع بصره نحوه ويهتف بتملق أكبر : هل تمزح ! ، كيف ليْ ألا أحضر حفل أقامته صاحبة أكبر استثمار في البلاد .. أضاف فيم يشير إلى ذلك الرجل الأصلع معرَّفا : أقدم لك ذراعيَّ الأيمن " جيفريس " ! ..
تناول " إيرل " كفه في مصافحة عاجلة تلبية ل " جيفريس " الذي بدأ هذا ، ملامح هذا الرجل تبدو غريبة بل مخيفة حقيقة ! ، كيف استطاع " كلارك " أن يضع ثقته فيه بسهولة ، إنه يبدو كما لو أنه سيقدم على خيانته في أية لحظة ، تجاهلَ " إيرل " نظرات الأصلع التي بدت مريبة وكثيرا بالنسبة إليه إذ أنه عاد يلتفت صوبَ " كلارك " ويسأله كما لو أنه يعلمُ بذلك لأول مرة : أظنُ بأن العملَ يسير على أكمل وجه سيد " كلارك " حتى أنك تنويْ البدء في استثمار قريبا ! ..


لمْ يرقْ كلامه ل " كلارك " أبدا ذاك الذي راح يتطلع إليه بقليل من الاستغراب ، لا يجبُ لأي أحد أن يسأله عن عمله كما أنه لا يستلطف ذلك أبدًا ، و هذا الشابْ يسأله عن ذلك وبكل ثقة حتى أنه ينتظر جوابه ، أماءَ بالإيجابْ وأضاف بضعة كلمات تؤكد ما قاله قبل قليلْ ، لا حظَ " إيرل " ملامحه التيْ تغيرتْ فجأة إلا أنه استمر فيْ الحديث متجاهلا انزعاجه ، راح يكملُ هاتفا : كنتَ قد اختفيتَ عن الظهور لفترة وها أنت ذا تعود بمشروع جديد إلا أننيْ أعتقد بأنه يستلزمك الكثير من الوقت لتشرع فيه كما أنك أغفلتَ نقطة مهمة ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 03-17-2016, 09:51 PM
 
لم يستطع ذلك الرجل أن يفهمَ كلمة واحدة مم سمع قبل قليل حتى أنه راح ينظر إليه بتعجبِّ كبير ، يستغربُ كيف يستطيع هذا الشابْ محادثته بهذه الطريقة ، رغمَ أنه أصغر سنا و أقل خبرة إلا أن كلماته واضحة ومليئة بالقوَّة ، فكر بأنه لن يكونَ قادرا على الوقوفِ أمامه بهذه الطريقة لو لمْ يكن يحملُ لقب " براسيت " خلف اسمه ، ذلك هو السبب الرئيسي طبعًا ، بقي ينظر إليه بتطرف قبل أن يضيف " إيرل " آخر كلمات أصابته بانزعاج واضح ، قال : أظن بأنك تفكر في إقامة مشروع على أحد الأراضي و لا أعتقدُ بأن أهاليْ تلك الأرض سيسمحونَ لك خاصة بأنها تعجُ بأصحابِ الملاجئ ! ..
بدت المفاجأة على السيد حالما طرقت كلمات " إيرل " مسامعه ، صحيح بأنه قد أفصح عن رغبته في إقامة مشروعه على أحد الأراضي ولكن كيف علم هذا الشاب بأنها تلك الأرض هو حتى لم يقم بالتلميح عنها ، حملت عينيه الكثير من الأسئلة الجادة يحاول فهم ما قد يرمي إليه من خلف حديثه المبتذل ، لمْ يستغرقْ " إيرل " الكثير من الوقتْ قبلَ أن يهتف بنبرة غريبة أثارت غضبَ " ماكبريد " حيثُ هتف موضحًا : لا أظن بأنك ستكونُ مضطرا إلى محادثتهمْ أو إرسال إخطار لهم بعد الآن لأنه يجب عليك أن تتحدث مع صاحب الملجأ الجديد ! ..


اختنقت ملامحه شحوبا وظلَّ ينظر صوب من وقف أمامه بانتصابِ يلجمه بمفاجآت متتالية ، حتى أنه لم يستطع الحديث لشدة صدمته ، هل بيع الملجأ يا ترى ؟ ، والأرضُ أيضا ! ، الفرصة التيْ كان ينتظرها طويلا ، ضاعتْ بلا رجعة ! ، استمع إلى كلمات " إيرل " المواليَّة تلك التيْ قامت بتوضيحِ كل شيءْ : كانت السيدة تفكر مسبقا بضمّ ِ تلك الأرضِ لها ويبدو وبأنَّ مساءَ البارحة كان الوقت المناسب لذلك ! ..
لمْ يستطع " كلارك " الوقوفَ في مكانه أكثر ينظر إلى من ألجمه عن الحديثِ حتى أنه لمْ يترك له فرصة ليتكلم ، لمْ يفكر يوما في الدخولُ بمواجهة مع تلك السيدة فذلك أِشبه بالكابوسِ ، لم تخلو عينيه الغائرتين من نظرة غريبة جعلت من " إيرل " يتوجس ريبة إذ أنه راح يتطلع إليه فيم يستأذن منه بحجة رغبته في محادثة أحد الأشخاص ، بدون أن يجادل أو أن يناقش أكثر ، كيف بإمكانه فعل ذلك وهو في مكان يعجُ بأشخاصِ على شاكلته ! ..
زفر " إيرل " القليل من الأنفاسْ بقوة قبل أن يتنبه صوبَ من ضحك بهدوءْ وكأنه يرغبُ بذلك لفت انتباهه لا أكثر ، أدار عنقه صوبه ليرقب " جيفريس " يقترب من مكانه وقوفه هاتفا : يا لك من طفل متمرد ! ..





نوافذ الطابق العلويْ مغلقةُ بإحكام وكذلك أبواب الغرف ، أمسكت بمقبضِ الباب الخلفي في المطبخ وقد كان موصدًا أيضا لم أستطع إخفاء ارتيابي حال رؤيتي له يتحرك بسهولة ، فبالرغم من أنه من الخشبْ إلا أنه متهالكُ قليلا حتى أن يحتوي على بعض الفتحات البسيطة في أسفله ، كيف ل " إيرما " أن تتحمل البقاء وحدها هنا إذا ما قرر عمي قضاء إحدى لياليه في الخارج ؟ ، إنها حقا لا تخافُ شيئا تلك المزعجة ، لو كنتُ أمتلك القليل من شجاعتها لما سمحتُ لذلك الرجل المخيف أن يعاملنيْ بتلك الطريقة المخيفة ، إنه مريبْ ومخيفٌ كثيرا ، تمنيتُ أن تشرق َ شمسُ الصباح سريعا لأبصر أبيْ وعميْ يعودانِ عندها فقط سيرحل هذا الكابوس الرعبْ من هذا المكان ! ..


زفرت بشيءٍ من الضيق عندما قررت العودة إلى الصالة حيثُ تستلقيْ " إيرما " على أحد الأرائك بملامح مصفرة ، تنظر إلى الفراغ بصمت وكأنها على وشك فقدان الوعيْ ، وَ .. لا ، صاحبُ الشعرِ المشيب والعينين الغائرتين لم يرحلْ ، كيف لذلك المخيفُ أن يتخلى عن ابنة صديقه الغالية وهيَّ في موقف كهذا ، فقد اتخذ الأرض بالقرب من أريكتها مقعدًا بينما شمر عن ساعديه ممسكا بقطعة من الثلج واضعا إيَّاها على الذراع الأيسر ل " إيرما " ، كانت تطلبُ منه مرارا أن يتوقف عن هذا قائلة بأنها ستتحسن لاحقا ، فالحرقُ الذي حدث لها هين وبمقدورها أن تتكفل بأمره ، لوحدها ! ، كنتُ أعلمُ بأنه سيطلبُ الالتصاقَ بهذا المكان متحججا بكونه الوحيد الذي يستطيع تقديم المساعدة إن ساءت حالتها أكثر ، إلا أنَّ الترجمة الحرفية لكلماته كانت [ سأبقى هنا خشيَّة أن تخبركِ تلك الفتاة شيئا ] ، عمي كيف لك أن تضع ثقتك فيْ شخص مثير للرعبِ كهذا ! ..


لم تكن " إيرما " قادرة على مجادلته أكثر فأغمضت عينيها بشيءٍ من التعبْ وبدت وكأنها توشك على النومِ ، بدت أنفاسها منتظمة إلا أن ملامحها بدأت تتحول للشحوبِ والاصفرار أكثر ، نهضَ " جريجُر " من مكانه ، قام بتعديلِ أكمام قميصه وبتلقائية وجدته يتوجه صوبَ الطابق العلويْ تقدمت نحوه بانزعاج فيمَ همست به بشيءٍ من الفظاظة : ماذا تظن نفسك فاعلا ؟!
ألقيت نظرة على " إيرما " إذ أنني خشيت استيقاظها ولكن ذلك لم يحدث ، عدت أنظر صوبَ ذلك الرجل الذي توقف على إحدى درجات السلم فيمَ يدير جسده إلي ، يتصرف كما لو أنه مالك المنزل ، ذلك العجوز المزعج ، أظهر بسمة ماكرة على وجهه فيمَ قرر مجاراتي بالهمس إذ أنه بدى ساخرا من طريقتي : لا أظنك تريدينها أن تصابَ بنزلة برد أيضا !

لا أعتقدُ بأني قادرة على تحمل وجوده أكثر من هذا ، منذ الصباح وهو يحاول ممارسة دور الجلاد عليْ حتى أنه لم يترك لي الفرصة للاختلاء ب " إيرما " وإخبارها بكل مخاوفي عنه ، ضغطت على أصابعي بشيءٍ من القوةَّ وقمت بما أستطيع لأكتم غيظي ، تجاوزته سريعا لأصعد ، ولأقرب غرفة توجهت انتشلت غطاء السرير بسرعة ثم عدت أدراجي إلى حيث تنام هيَّ ، مازلت أذكر صوتها الفزع المرتعبْ بأذنيْ ! ، إنها مسكينة فعلا ، وجدت في كلام ذلك الرجلْ شيئا من المنطق إذ أنه قال بأنه لن يكونَ قادرا على اصطحابها للمشفى بسبب عينيه التيْ لا تستطيع الرؤية جيدا ليلا كما أن المسافة من هنا إلى العاصمة طويلة وقد يوجعها حرقها أكثر ، أدرت رأسي صوبَ " جريجُر " الذي وقف على مقربة من الأريكة ، اغتصبتُ ثقة غريبة أحاول بها عدم إظهاري خوفي منه رغم أني أرتعد من الداخل ، تحدثت قائلة : سأقضيْ الليلة برفقتها هنا ، وأظنُ بأننا سنحتاجك للحراسة لا أكثر !







رمقني بصمت قبل أن يهتف باسما وبتهكم أضاف : تحتاجين لتعلم أساليب الحديثْ ، ليت والدك دودة الكتبْ كرَّس بعضَّا من الوقت لتعليمكْ !
أمسكت لساني عن شتمه ولم أكلِّف نفسي عناء إخفاء انزعاجي عنه إذ أنني بدأت أرمقه بحقد واضح ولكم تمنيت تمزيقه بأصابعي تلك اللحظة ، ترك المكان الذي يقف فيه قبل قليل وخرج من الباب الرئيسي فكما يبدو لي وبأنه سيقضيْ الليلة في الشاحنة ، عجَّلت من خطواتي وأغلقت الباب خلفه كما أوصدته بالمفتاح ، تلك الدقائق التي قضيتها برفقته كانت كالجحيم بالنسبة إلي وكم كنتُ كاذبة ناجحة عندما أخبرته بأني سأكون قادرة على النوم في حال كان هو موجودًا ، أستطيع القول بأنه سينتهز الفرصة ليقومَّ بخنقيْ لا أكثر ! ، أتمنى لو يقابل ذلك الشابْ في الخارجْ ويجهز عليه حينها ، اهدئيْ " لوسيانا " أنتِ فقط مصابة بالذعر وتحتاجين لكثير من الراحة !


زفرتُ بشيءٍ من الارتياح واستدرت للخلف صوب الأريكة المقابلة ل " إيرما " لولا تذكريْ لشيءٍ ما أخبرتني " إيرما " مرَّة بأن والدها يحتفظُ بهاتفٍ فيْ درج المنضدة القريبِ من المطبخ أظن بأنني سأبعد القلق عن نفسيْ لو استطعت محادثة أبي ولكن حقيقة أنه لا يملك هاتفه أزعجتني حتى أن عمي لا يملك واحدا ، ضغطت على الهاتف اللاسلكي بين أصابعي وفكرت بالحديثِ مع والدتي فربما ستكون قادرة على إبعاد الخوف عني ، نظرت إلى وميض الضوء الأحمر في الهاتف ذاك الذي يدل على وجود رسائل صوتيه ، أذكر بأن " إيرما " أخبرتنيْ ذات مرة أيضا بأن والدها أمرها بعدم تفحص الرسائل الصوتية التي تصل إلى الهاتف وهيَّ لبَّت طلبه بكل طاعة و لو كنت مكانها لما تركت والدي ينعم بليلة هانئة من كثرة أسئلتيْ التي سوف تصيبه بالصداع ، حاولت أن أردع فضولي ولكنني لم أنجح هذه المرة أيضا ؟ لو لم يكن الأمر خطيرا لما طلب من " إيرما " عدم تفحص البريد الصوتي ! ، ربما لو قمتُ بإخبار والديْ فقد يستطيع مساعدة عمي بدوره ! ، أعنيْ .. ربما ! ..


عموما ، ضغطت على زر الإجابة وباشر أول بريد تلاه الثاني فالثالث ، كانت جميعها لامرأة غريبة كل ما تقوم بقوله هوَّ [ مرحبا ، كيف حال " إيرما " ؟ ] ، غريبْ لمَ ستقوم بإزعاجه باتصالاتها ما دامت لن تنطق سوى بهذا و ما صلة القرابة التي تجمعها ب " إيرما " يا ترى ؟ فطنت لصاحب البريد الخامس حيثُ ظلَّ صامتا لفترة من الوقت ولم ينطق بحرف واحد و لكن تلا ذلك صوت رجولي هادئ يشوبه بعضُ الغموض هتف ب [ أراهن بأنك لن تتعرف على صوتي حتى ، أليس كذلك ؟! .. لم أتصل لأطمئن عليك أو حتى لإخبارك عن أحوالي أعلم بأن هذا آخر شيءٍ تودُّ سماعه مني ، على كلٍ كما هيَّ العادة سوف يصلك أثاث المنزل الجديد اهتم به جيدا بالإضافة إلى بعضٍ من العمال سيقومون باستبدال طلاء لجدران بآخر جديد ..

.. آوه ، ترهاتك التي تخبرني بها عن كونك لا ترغبُ في استقبال أي شيءٍ مني أنا لا أفعل هذا من أجلك أيها السيد بل من أجل " إيرما " فلو كنتَ شديد الملاحظة لرأيت بأنها لم تعد تستقبل أصدقاءها كثيرًا في المنزل وذلك بسبب خجلها من منزلك المغبر القديم ، أيها المزارع .. حظا طيبًا
] ..


أغلقت الخط بسرعة وأعدت الهاتف إلى مكانه ، لقد اقترفت خطأ عظيما ما كان عليَّ رؤية البريد الصوتي ، ما بال هذين الاثنين يا ترى ؟ وَ لمَ هما شديدين الاهتمام ب " إيرما " ، لا أظن بأنها تملك أقارب سوانا ، كنتُ أعلم بأنَّ هذا المنزلْ لن يتغير فجأة هكذا ! ، هل السبب في هذا هو ذلك الرجل المريبْ ! ..




تمَّ البارت الرابع ..

شكرا لمتابعتكم إلى هذا الحد ..
أحداث روايتيْ تبدأ من الفصل القادم ..
ما سبق كان مجرد تمهيد فقط ..

دمتمُ بخير ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 03-19-2016, 02:01 PM
 
[color="green"]عزيزتي قدري هذا الرد...
لأنه خامس مرة يكتب لعله يصل ... لسوء النت طبعا...

دعينا نبدأ، أحداثك رائعة ككل مرة بل مع مضي السطور يزداد رونق روايتك...
جريجر المريض نفسيا، لا أصدق أنه سيكون حارسا عليهما...الأمان بعدم وجوده ، في البداية ظننته سارقا عاديا لكن تبين أنه يملك حقدا حجب عنه مفاهيم الإنسانية...حقا..
و كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، حرق إيرما كان حياة جديدة للوسيانا فحمدا لله على سلامتهما...
ورغم عدم تقبلي لشخصية إيرل إلا أن تصرفه مع المتبجح كلارك كان رائعا ..
ليتني كنت هناك لأتحفه بصورة احترافية...بعدما ألقمه إيرل حجرا ...

و ماذا بعد...؟خير7
أه، عن إيرما لا تقولي أنها ليست ابنة العم ويلبرت..من المنطقي أكثر لو قلت أنهما أقاربها من ناحية الأم، لكوني لم أر أمها، يبدوا أنها متوفاة...ح2
سنكتشف كل شيئ في النهاية..
شكرا على البارت...
و تقبلي اعتذاري عن الخطأ رغم أني حاولت أن أكون دقيقة، معليش...لقد أصلحتي الوضع، فهو طلع.. متبنى. [/cالolor]
غسَقْ | and cryaotic like this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-19-2016 الساعة 02:15 PM
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 03-19-2016, 08:15 PM
 

السلام عليكم
كيفك؟ احوالك؟
بخير انشاء الله
...
اولا انا حقا منزعجة لانني
آخر من يعلم بوجود رواية مثل روايتك هنا
و ايضا مغتاضة لانني لم استطع دعمك من البداية
...
بالنسبة للاحداث
فهي غير اعتيادية و جميلة
و هذا يجعل من روايتك متفردة من نوعها
..
ليس هذا و حسب
بل اسلوبك الجميل ،السلس
الرائع و المعبر
ايضا،
وصفك الرائع الذي لم يترك لي مجالا
للشك في نقطة ما
اقصد انك لم تتركي شيئا و لم تصفيه لحالة الشخصيات
اما بالنسبة للبطلة للوسيانا
فأنا الى الآن لا اعرف ماهي مواصفاتها
شعرها هل هو اسود،اشقر،كستنائي ام بني..
عيناها هل هما رماديتان ،بنيتان،زرقاوتان،سوداوتان ام خضراوتان...
هنا فعلا شعرت بالضياع
كذلك والدها
انا لا اعلم هل تشبه والدها ام امها
اقصد من حيث المظهر اىخارجي
فانت قد اشرت سابقا الى انها تشبه امها قليلا من حيث التصرفات
كذلك ذالك الشاب الغريب حامل المسدس
لا اعلم كيف يبدو هل هو وسيم،ام عادي
هذا يساهم قليلا على توقع ما سيحدث
...
احداث روايتك مشوقة جدا
بطريقة او باخرى اظن ان ذلك الايرل متحول الشخصية
او مزدوج الشخصية افضل ههه
اظن ان له علاقة بذلك الغريب
صاحب المسدس...لا ادري ما اسمه
ايضا،
اتساءل من يكون ذلك المتصل
او صاحب الرسالة الصوتية
لمذا يرسل الاثاث الى منزل والدها؟
و ما علاقته بها؟
كل ذلك سيكشف في البارتات القادمة
،،،
جريجر الشرير
يعنى حتى اسمو يشبه الشرير
ما حبيتو بالمرة
كيف بيستغل طيبة العم و ثقته به
ااااه كم اكرهه
اتساءل مالذي سيفعله للوسيانا بعد
كشفت سره
او كشفه لها
...
شوقتني بقولك ان
الاحداث ستزداد اثارة عند البارت القادم
انا بالانتظار
....
البارتات جد جميلة
و طولها جد مناسب ايضا
احسنت بالفعل
كما ان الفترة بين البارت و الاخر ليست بذلك
الطول الذي يجعلك تنسى اىاحداث
.....
دمت في حفظ الرحمن

ودي
غسَقْ | and cryaotic like this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 06:51 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011