عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 03-27-2016, 08:46 PM
 





كوبٌّ من القهوة أو العصير بجانبك عندما تقرأ ..
هذا الجزء أطولُ قليلا + مختلف + تغيير مسار الروايَّة




تضطربُ الموسيقى الكلاسيكية داخلَ جدرانِّ عتيقة احتضنت بداخلها أشخاصًا كثُر ، لا أحد يعلمُ مالذيْ يعلجُ في قلبِ الآخر ! أو مالذي يفكر فيه ! ، أكاذيبٌ لُفقَت وأسرارٌ لمْ تُحفظْ ، أيٌ نوع من العلاقة هذه التيْ تقومُ على أساس الخداع والنفاقْ ! إنها تدومْ إنما ليس لوقتِ طويلْ ! .
هذه الأجواءُ المقيتة لمْ تخلقْ ل " هارولد " الذيْ عجِز عن الانضمام إليهمْ وَ عن مجاراتهمْ ، فكَّر بأن المشاكل التيْ كانت تواجهه مع زملائه في العمل لا تتطلبُ منه كلَّ هذا الحرصْ ، تنفسَّ لوقت طويلْ قبلَ أن يرفع راية استسلامه وينزويَّ جالسا فيْ بقعة قريبة ، أرخى من ربطة عنقه قليلا ولمْ تفتأ ملامح وجهه المنقبضة تحكيْ قصة انزعاجه ، كان لا يزال يسكتُ جوعه ببضع قطرات من العصير رغمَ وعده لنفسه بتناول شرائح اللحم الشهية حيثُ لا يتسنى له أكلها دائما بالطريقة التي يحبْ ، لمْ يستطع التصرفَ على راحته وذلك أزعجه كثيرا ! ..






تنبه إلى ذلك الشخصِ الذيْ دفع بالكرسيْ القريب منه ليجلسَ عليه ، أدار " هارولد " عنقه نحو شقيقه الأكبر ذاك الذي راح يسأله عن أحواله ، هوَّ يعلمُ تمامًا بأن أجواء المناسبة لم تعجبه إنه حتى لا يعرفُ أحدا هنا ، لم يتدخل و لمْ يتجرأ على إقناعه بعدم المجيءْ ، إذ أنه أراد منه أن يختبر عالمه البسيط ناهيكَ من أنه قد يفسر ذلك بشكل خاطئ ، صمتَ الأكبر فيمَ استمع إلى صوت " هارولد " الذي أخبره عن مقدار انزعاجه حيثُ بدأ يتضاعف في داخله : كنتُ أعلمُ بأن هذه المناسبات لا يوجد بها مكان لمن هم مثليْ ، إننيْ مجردُ عاجز أمامهم " ويلبرت " ، لا أستطيع مجاراتهم أو حتى التصرف كواحد منهم ، إنهم مختلفون عني كثيرا .. أمسك بالبطاقة التيْ طبعت عليها حروفُ اسمه الستة بالإضافة إلى لقبه ، أردفَ ساخرًا : حتى إنهم قد اختاروا مسبقا المكان الذي سأجلسُ عليه ، يا للعدلْ ! ..


بقيَّ " ويلبرت " يتطلعُ إليه بقليل من الهدوءْ وعندما أدرك بأنه لن يتجرأ على النطقِ بحرف زائد قرر هوَ سؤاله من جديد ، صمت لثوان معدودة قبل أن يرفع بصره صوبه ويستطرد : كفَِّ عن ذلك وأخبرنيْ عن ما يزعجكَ حقا ! ، هل تظن بأن حيلتك القديمة انطلت علي ، أنت لم تشتق إلى المزرعة ولم تأت لقضاء العطلة فيها ! وإن كنت قد فعلت لجئت وحيدا ؟ ، أنت تعلم بأن " لوسيانا " لا تحب القدوم إلى هناك كثيرا إلا أنك أرغمتها على ذلك ، لماذا " هارولد " ؟! ..
كان يعلمُ بأنه لن ينجح في إخفاء ذلك الأمر كثيرا ، فَـ " ويلبرت " على معرفة تامة به ومن المحالِ أن يخطئ ، لمْ يستنزف من الوقت الكثير ليجيب فيم أظهرت ملامحه التعاسة التيْ ألمت بحاله حينها : لقد شعرتُ باليأسِ فعلا ، " لوسيانا " لا تنفكُ تتكلمُ يوميا عنْ رغبتها في قضاء العطلة مع " صوفيا " ، هيَّ تعلمُ بأنيْ لا أستطيع قول [ لا ] لها لذا بدأت بالتجهيز للمبيت هنالكِ منذ وقت قصير ، أصًدقكَ بأنيْ لم أستطع أنْ أرسلها إلى هناك ، لم أرغب في ذلك حقيقة ، ماذا لو أعجبها العيش في ذلك المكان وقررت أن تبقى هناك دائما ؟ ، ذلك ما أخاف منه ! ، إنها تتعلقُ ب " صوفيا " كثيرا ناهيكَ من أننيْ أواجه مشكلات كثيرة في عمليْ استطعت أن أتدبر أموري قليلا بتلك الأموال التي ترسلها إلي سابقا حتى أنَّ أجري أصبح أقل بكثير من السابقْ ، لقد واجهت أياما عصيبة " ويلبرت " ! ..






رغمَ أنه لا يملك الحقَ فيْ أسبابه السابقة إلا أن " ويلبرت " لمْ يتمكن من الرد عليه ، على الأقلْ ليسَ الآن ! ، فكر بأنه رغمَ أن " لوسيانا " مرتبطة بوالدتها كثيرا إلا أنها لن تستطيع العيشَ بعيدا عن " هارولد " ، وأما بالنسبة لوضعه الصعبْ فهو لا يملك حيلة فيه ، لقد عانى من ذلك منذ عدة سنواتْ منذ تلك الليلة التيْ أخبره فيها بأنه يحتاج إلى المالْ ! ، حيثُ اضطر إلى إرسال جزءٍ له منه ْ ، ارتبكَ الاثنانْ إلى صوتِّ غريبْ سلبهما انتباههما لوهلة كما فعل مع الجميع ، هدأت الموسيقى لفترة من الوقتْ واختنقت تلك الضحكاتْ أيضا ، هدوءٌ إلا منْ تساؤلاتِ غريبة حول سيدة وقفت فيْ منتصفِ القاعةْ تتأنقُ بفستان غال الثمنْ أكسبها الكثير ، لم تقم بافتعال الكثير لتجذب انتباههم ، وقوفها في ذلك المكان كان كفيلا لجعلهم يفهمون السبب وراء ذلك ، تنفست بعمق قبل أن تبدأ بالترحيب بأولئك الضيوف الأعزاء معبرة لهم عن سعادتها في تلبية دعوتها ، عقِبَ ذلك بسمة مصفرة ، أيُخيلُ إلى " هارولد " أم أنها تضغط على الكأسِ بأصابعها بقوَّة ! ، ذلكَ شيءٌ غريبْ ! ، قطعا لا يبدو بأنها متوترة إذا مالسبب خلف ذلك ! ، لم تستنزف من الوقت الكثير لتجذب انتباههم مرة أخرى بحديثها المبطَّن : أعلمُ بأنَّ أغلبكمْ يرغبُ في معرفةِ السبب الحقيقي وراء هذه الأمسية حتى وإن لمْ يكن ذلكَ واضحا إلا أننيْ أستطيع قراءة الأعينْ .. تبسم الأغلبُ مجاملة وبقيت تلك الأعين المحتارة تحدقُ فيها بانتظار ذلك الأمر الجلل الذي ستهتفُ به ، تركتْ الكأسَ جانبا واستدارت تجولُ بعينيها باحثة عنْه ، لقد غابَ عن ناظريْها تماما منذ بداية الحفلْ ، هل يتسكعُ يا ترى أمْ أنه قامَ بافتعال المشاكل .. مجددًا ! ..


تصرفاته المتمردة باتت تزعجها كثيرا في الآونة الأخيرة إنما لنْ يكونَ بمقدورها السخط عليه لأنها هيَّ من علمته تلكَ الطبَّاع الطائشة ، توقفتْ عن البحثْ عندما لمحته يقفُ بعيدًا كما الجميعُ ينظر إليها بتساؤلِ إلا أن ملامحه تبدلت سريعا فور أنْ وقعتْ عينيها عليه ذلك لأنها طالبته بالاقترابْ عندما بسطت كفها إليه بطريقة مستغربة ، تهافتت تلك الأعين ترقبُ ذلكَ المحظوظ المدلل ، تسلل الاضطرابُ رويدًا إلى " إيرل " ذاكَ الذيْ حاولَ الحفاظَ على أعصابه وهو يفكر جليَّا في السبب الذيْ جعلها توقف الحفلَ لتلقيَّ بكلمتها الغريبة ، كان يعلمُ بأن الأمر متعلقُ به ، أخرجَ كفيه من جيوب سترته راسما بسمة غريبة تقلصت لها ملامح وجهه ، وجدَ صعوبة في السير وهو يشعر بتلك الأعينْ التيْ تكاد تطرحه من شدة حملقتها وتساؤلاتها ، هوَّ يعلمً بأنها تخطط لشيءِّ ما ويأمل بأن يروقه نهايَّة ، وقفَ قريبا منها مستسلما لعناقها المفاجئ ، حيث بات موقنا حينها بأنها تنويْ على شيءِّ غريبْ ، هو لمْ يحظى بعناقها منذ زمنْ عوضا عن حديث مبسط معها ، انتصبت واقفة مربَّتة على كتفه برفقْ ، ظلَّ يحدقُ بها باسما إلا أنها تجاهلت تساؤلات عينيه الكثيرة ، فتحتْ صندوقا غريبا كانْ قد جُهز مسبقا على الطاولة جوار مكانِ وقوفها لتخرج منه شيئَّا ما ، ذهبيُّ ولامع ،حوافه مصنوعة من الإبريز أما فيْ الوسطْ فقط حُفر عليه حروف اسمُ " براسيت " بمخمليَّة حمراء برَّاقة ، ظلَّ يحدقُ في ذلك الشيءْ لبعضِّ من الوقتْ ، يحاولُ استيعابَ ماهيَّ بصدد فعله ! ، هل هيَّ تنويْ على ذلكَ فعلا ! ، رفعَ بصره مترددًا نحوها فيْ ذات الوقت الذيْ وضعت فيه الرمز بين أصابع كفه ، ضغطَت على كتفه هاتفة : حافظْ عليه جيدًا ، رمزُ عائلة " براسيت " سيكونُ تحتَ تصرفكَ ، عند بلوغكَ سنَ الثالثة والعشرينْ سيكونُ هديتكَ حينها ! ..








تجاهلت ملامحه التيْ لانت فجأة وكأنه غير مستوعبْ لكلماتها السابقة ، عادت تنظر نحوَ الآخرين هاتفة : سنعودُ لنلتقيْ مجددا بعدَ شهرين ، إلى ذلكَ الحينْ أتمنى أن يؤخذ " إيرل " بعين الاعتبار كوريثِّ للعائلة ! ..
لقد جرَّب مسبقا ذلك الوضع الذي يمقته البعضْ ، أن يكونَ محطَّ أنظار الجميع ، إلا أنه لم يستمتع بتلك اللحظة ، دهشته كانتْ أكبر من أن يستوعبَ الوضعَ الذي هوَّ فيه الآن ، لقد وضعتْ ثقتها فيه بكل سهولة ! ، عاد ينظرُ صوبها تجيبُ أولئك الذين انشغلوا بنقل تبريكاتهمْ لها وله إضافة ، لا يستطيع التصديق بعد، هل هيَّ حقا فعلت ذلك بطيب نية أم أنها تقومُ باختباره لا أكثر ! ، ذلك غير مطمئن على الإطلاقْ ! ، على كلِّ عليه أنْ يعيشَ هذه اللحظات قبل أن تنتهيْ فحتى هو لا يستطيع التنبؤ بتصرفاتها ، استدار مجاملا الجميعْ ، مبتسما ، يردُّ على تحية هذا ويقومُ بشكر ذاكَ على تهنئته ، حملت بسمته اضطرابه الواضح حينما اقترب من مكان وقوف " ويلبرت " و "هارولد " ، حيثُ قام ذلك الأول بالابتسام ملء شفاهه إذ أنه رفع كفه مبعثرا شعر الشابِ بسعادة ، هتف مهنئًا : لقد أبليتَ حسنا حتى الآن ، أستطيعُ القولَ بأنك نلتَ على إعجابها سريعا .. أضاف مازحا : أيها المشاكسْ ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 03-27-2016, 09:11 PM
 
تنفسَ " إيرل " بعمقْ قبلَ أن يرسم بسمة مصفرة على ملامحه ، انهمك فيْ تعديل شعره بينما ينظر نحو " ويلبرت " هاتفا : بربٍِّك .. أنتَ تعلمُ بأنه لا يمكن التنبؤُ بتصرفاتها على الإطلاق ، قد تقومُ بتحضير مفاجأة من العيار الثقيل في يوم ميلاديْ بعد شهرينْ ! ..
علَّق " ويلبرت " متباسطا : كأن تقومَ باختيار خطيبة ربما ! ..
عقَّب " إيرل " على ذلك هاتفا : لمْ تحزر ! ..
تشارك الاثنان الضحك لبعض من الوقت فيم ظل " هارولد " ينظر إليهما باسما ، يبدو وبأن شقيقه لم يواجه صعوبة مع الجميع هنا فهو قد احتك بالجميع منذ دخوله صحيح بأنهم لم يكونوا ليولوه ذلك الاهتمام لو لم تكن السيدة " لورينز " من أكبر الداعمين له إلا أنه كان فخورا ، لا يستطيع الوصول إلى مثل مكانته وذلك يزيد من حمله الكثير ، مقارنته بشقيقه لم تكن في صالحه وقد بات يندم على فكرة قدومه إلى هنا .. مؤخرًا ! ..







مقارنة بليلة البارحة فلا أحد ينكر بأنها كانت قاسية عليَّ فعلا ، اصطحبَ عمي ابنته إلى المشفى فيْ صباح اليومِ التاليْ ولمْ يسأم والديْ من إلقاء اللومِ عليْ وعلى عدم مسؤوليتيْ ، لمْ أتحملْ تأنيبه أكثر لذلك أخبرته بمَ فعله مشيب الشعر ذاكْ بعد أن ذرفت دموعا ، استسلم أخيرا وقام بتفهمي بعد أن قام بطمأنتي ، لم أنسى كفيه اللتين راحتا تمسحان على شعري محاولا تهدئتي ، أخبرني حينها بأنه لا يدري إن كان سيكون قادرا على إخبار شقيقه بكل ذلك فلا يبدو وبأن العم " ويلبرت " سيكون قادرا على تحمل صدمة كهذه ! ، خصوصا بأنه قد منحه ثقته الكاملة ، قرر فيم بعد أنه هو الذي سيتكفل في الأمر بعد أن يحل القليل من المسائل المتعلقة به ! ..



بعدَ يومينْ ..




انقضى اليومين السابقين بدون أي أحداث تذكر ، لم أرى ذلك العجوز يحوم في الجوار أبدا وعلى ذكر ذلك لم ألمح الشاب منذ مدة أيضا ، إلا أنني عشت أسوأ اللحظات فيهما ، لا أزال أشعر بالخوف و القلق فما فعله " جريجُر " سبب لي روعا وهلعا غريبا حتى أنني كنت لا أكاد أنام ليلا إلا عندما يكون والدي جالسا بجواري ، رغم أن عمي كان يسأل عن سبب ذلك مرارا كنت أكتفي بالصمت بينما يتكفل أبي بالإجابة بكوني قد أصبحت أكثر تدللا ، هل يلقي بإلقاء اللوم علي الآن ! لماذا لا يقومُ بإخباره ويُنهيَّ الأمر ! ، في بعض الأحيان أفكر بأن لوالديْ يميل إلى أخذ قرارات عجيبة لا تمتُ للمشكلة بصلة ولو كانت أمي مكانه لفكرت بالمواجهة قبل كل شيءْ ، على ذكر ذلك أنا أفتقد أميْ .. بشدَّة ! ..



فيْ صباح اليومِ الثالث أخبرنيْ والديْ بضرورة العودة إلى العاصمة لأن عمله قد يبدأ قريبا ، لمْ أستطع نسيان ملامح وجهه على الإطلاق ، إنه يبدو متكدرا هذه الأيام أتساءل إن كان لذلك علاقة بعمله ! ، لمْ أشأ أن أخبره بقراريْ الذي اتخذته ليلة البارحة ، كنتُ سأخبره بأنيْ أرغبُ بالعيشِ لدى والدتيْ إلى حين انقضاء صفوفيْ ، الجامعة ستكونُ أقرب وقد أستفيد من ملاحظات أميْ حتما ، عضضت على شفتي مجبرة ونهضت للململة حاجياتيْ سريعا ، نزلتُ أخيرا إلى الطابقِ السفليْ بعد أن وضعت حقيبة ملابسيْ جانبا ، استطعتُ رؤية والديْ في الخارج يتحدثُ رفقة عميْ بالقربِ من السيارة إلا أن تلك المشاكسة لمْ تكن برفقتهما ، توجهتُ نحو المطبخِ حيث تقومُ " إيرما " بإعداد الإفطار ، استطعتُ ملاحظة ملامحها المنزعجة ، هيَّ حتما ليست ترغبُ بعودتنا إلى العاصمة لكونها ستبقى وحيدة مجددا ، لكن ما باليد حيلة ، رغمَ أننيْ كنت معارضة بشدة لفكرة قدوميْ إلى هنا – وقد كنت محقة على ذلك – إلا أننيْ بت أشعر بالانزعاج نحوها نوعا ما ، قمت بإلقاء التحيَّة لتجيبَ هيَّ بذات الصوت الهادئ ، ماذا هل تكره الوداع أيضا ! ، بقيتُ أرمقها قليلا ولمْ أجرؤ على الحديثِ حينها ، إنها تعملُ بصمتْ متجاهلة وجوديْ كليا وقد بتُ أشعر بالضجر من تصرفاتها ، إلا أننيْ لمْ أتحدثْ ، دسستُ كلتا كفيْ بجيبْي معطفيْ حينما تناهى إليَّ صوت والديْ من الخارج يستعجلنيْ ، ألقيت عليها نظرة هادئة قبلَ أن أخرج من المطبخ متوجهة نحو حقيبتيْ لأخرج بعدها تبعتنيْ هيَّ ، زفرت القليل من الأنفاسْ بعد أن ابتعد عميْ عنيْ مودعا قبَّل جبينيْ هاتفا ببسمة لطيفة رسَمها مؤخرا : كونيْ مطيعة ولا تدلليْ كثيرًا ! ..







فيْ موقف عير هذا كنتُ سأجيبُ بنبرة منزعجة بأننيْ لست بمتطلبة إلا أننيْ فوجئت بثقل في لسانيْ فجأة ، لا أحبُ البكاءَ ، عدتُ أجذبُ الكثير من الأنفاس بعد أن اقتربت من " إيرما " أخيرًا لأودعها ، عانقتها لتفعل هيَّ ذلك أيضا ، أكره الاعتراف بذلك ولكننيْ سأفتقد هذه الشقيَّة كثيرًا ، لو أنهما لا يعيشان في مثل هذا المكانِ البعيد ، التفتُ سريعا نحو السيارة لنركبَ فيها كلانا متعجلين ، إذ يبدو بأن والديْ لم يحبَّ البقاءَ متحملا تلك المشاعر الغريبة التيْ اجتاحت الجوَّ فجأة ، وأخيرا نحنُ نبتعد عن مزرعة عمي " ويلبرت " عائدين إلى العاصمة ، إلى حيثُ أرغبُ أن أكونْ ! ..




بعد ساعة ..




فتحتُ عيني لتباغتنيْ الشمسُ بسطوعها فجأة تأوهتُ بانزعاج بينما ضغطت على صدغيَّ برفقْ ، تسللت إلى مسامعيْ عبارة والديْ الذي يخبرنيْ فيها بأننيْ لمْ أنمْ كفاية ، أجبته بأننيْ لمْ أستطع بسبب الطريق الوعر هنا ، علمتُ حينها بأننا لمْ نقطع مسافة كبيرة فلا تزال تلك الأشجار موجودة على حافة الطريقْ ، آوه .. نحنُ لم نتجاوزها بعد ذلك مزعج ، عدتُ للجلوسِ في مكاني بتململ فطنت لوالدي الذي أخبرني عن وجود سلة خشبية في المقعد الخلفي حيث تحويْ على إفطار أعده عميْ لنا مسبقا فهو يعلمُ بأمر رحيلنا المبكر ، التقطتها بصعوبة لأفتحها سريعا سأكذب لو قلتُ بأنيْ لا شعر بالجوع ، أنا أتضور فعلا ، وَ بالفعل لقد كانت تحتويْ على عصيرين وقنينة مياه بالإضافة إلى بعضّ من الشطائر ! ..




بعد خمسة عشرة دقيقة ..




لم يزلْ الوقتُ مبكرًا على الوصول إلى العاصمة ومع ذلك بدأت أشعر بالملل الشديد ، ألقيت نظرة على المجلتين اللتين رميتهما جانبًا فلم يعد لي منها حاجة فحتى تلك المواضيع التي تشعرني بالملل و الصداع قمت بقراءتها علنيْ أستطيع التخفيف من حدة ذلك الشعور الذي بدأ يتفاقم في داخليْ ، لا أستطيع أن أجزمَ إن كان والديْ بالفعل يشعر بذات شعوري ولكنه لا يزال صامتًا يلقيْ ببصره إلى الطريقْ ويطبق شفتيه عن الكلام حتى أنني ويا للغرابة بتُّ أشتاق مزحاته المضجرة حقا ، بقيتُ أنقل بصريْ بين الأشجار المزحومة بجانب الطريقِ حيثُ تسمح لأغصانها باحتضان تلك الخيوط الصغيرة من القشِ لأعشاش احتوت على بعضِ من تلك العصافير المغرِّدَّة ، أدرت رأسيْ صوبَ والدي الذي سألني بشكلٍ مفاجئ : هل تنوين قضاءَ الأيام المتبقيَّة مع أمك ! ..
ابتلعت ريقيْ ووجدت صعوبة في الردِّ عليه ، لقد اتخذت قراري مسبقا ولكنني أواجه مشكلة في إخباره الآن ، أكره لساني عندما يخذلني في مثل هذه المواقف ، حقيقة أنا مترددة ، صحيح بأنني كنت أرغب في ذلك ولكنه لا يبدو لي بمزاج جيد ، إنه هادئ ولا يبدو على طبيعته ، مالذي جرى له ! ، إنها أول مرة أشعر بالقلق عليه ، أجبته بأننيْ لا أعرفْ سأفكر في ذلك عندما نصلْ ، أماء بأجل ولم يضف كلمة أخرى و كذلك أنا ! ..




بعد مضيِّ عشر دقائقْ ..




أستطيع القول بأننا قطعنا مسافة لا بأس بها وهانحن في منتصف الطريق ، تقلصت الأشجار ولم يعد للصخور المتعرجة وجود إلا القليل منها ، اكتسى ذلك المنحدر البسيط بأعشاب كثيفة تكفلت بتغطية أرضيته المتربة ، أبعد ذلك الملل عني إذ أنني أحببت المنظر كثيرا ، لم أكد أعتدل فيْ جلستيْ طامعة ببعضِ النومْ أكثر علَّ هذه الساعات القليلة تنقضيْ إلا أننيْ ألقيت نظرة على تلك السيارة السوداء خلفنا والتي ظهرت من العدمِ فجأة ، ظننت الأمر مستغربا فمالذيْ سيفعله شخصٌ مثلُ هذا في مكان بعيدٍ عن العاصمة حيثُ لا يوجد في تلك المناطق غير المزارع والملاجئ ، ظهرت تلك العقدة في حاجبيْ حينما لاحظتُ بأن سرعة عجلاتها تزداد رويدًا ، ما بالُ هذه القيادة الغريبة ، مالذيْ يجريْ له ! ، رغمَ أننا نسير قبله إلا أنه لا يزالُ يسير بذات السرعة وكأنه الوحيدُ في هذا الطريقْ ، لحظة إن لمْ تكن هذه آثار النومْ وإن لم يكن هذا من صنع مخيلتيْ لماذا إذًا أعتقد بأن تلك السيارة تتقدم عمدًا .. نحونا ! ..









شعرتُ بضغطِّ كبيرْ يدفعني بقوة صوبَ النافذة المغلقة ليرتطمَّ جبيني بها مخلفا ألما ووجعا في رأسيْ ، تحسست مكان الألم بأطراف أصابعي لأديرَ بصري نحوَّ والديْ عندما أحسستُ بحركة السيارة الغير متزنة فتارة تتوجه صوب اليمين وأخرى تميل نحو اليسار ، ظهرت ملامح الانزعاج على والدي فيم لاحظت تقطيبة جبينه الواضحة بالإضافة إلى توتره الواضح ، اختلس النظر نحوي ليبتسم حينها محاولا طمأنتي ، بقيت أنظر إليه بقلق يزداد ، أيظنُ بأنني بعمر الخامسة حتى لا أشعر بوجودِ خطبٍ ما ، لمحتُ قدمه التي باتت تتحرك سريعا إثر ضغطها المتكرر على مكابح السيارة ..


ابتلعتُ ريقيْ بشيءٍ من الصعوبة وشددت بأصابعيْ حولَ ذراعيْ فرفعت بصريْ ببطء صوب والدي الذي ما زال صامتا ينظر للأمام وينقلُ بصره صوبَ تلك السيارة التيْ زادت من سرعتها نحونا حتى غطت الزجاج الخلفيْ للسيارة ، لم أستطع رؤية من يقودها وذلك لدكنة زجاجها ، رفعتُ كفيْ المرتجفة برفق وأطبقت بأصابعي وبقوة على ذراع والديْ الذي رمقني بدون أن ينطقْ ، عدتُ أنظر صوبه بخوفْ .. أسأله قلقة .. هل هو قادر على تخليصنا من هذا الموقف ؟ .. تلك المكابح ليست معطلة ، صحيح ؟ .. لن يحصل شيءْ سوف نصل إلى العاصمة بسلام ! ، بعد دقائق فقط سنكون في الشقَّة نستمتع بتنظيفها معًا !..


انهالت عيني ذيْ النظرتين المختنقتين عليه بالأسئلة فيمَ لاحظت خاصته تسبح فيْ ملامحيْ لوهلة قبلَ أن ترتفع زاويتيْ فمه بابتسامة خانقة ثمَّ يرمقنيْ بذات النظراتِ الحانيَّة تلك التيْ لطالما جعلتني أتدلل كالأطفال عليه ، حينها اهتزت شفتي بشيءٍ من القوة قبل أن تحتشدَ الدموع فيْ عيني وأمتنع عن رؤيته لفترة طويلًة ! ، إذ ، أننيْ بعدها استجبتُ لأمر عقليْ الذي جعلني أنكمشُ حول نفسيْ فيمَ أرفع يديْ وأحيط رأسيْ بكفيْ مانعة قطع الزجاج الجارحة والتي اندفعت بشكل مفاجئ صوبنا من أذيتيْ ، في ذات الوقت الذي شعرت بوالديْ يُبعد ذراعيه عنيْ حيثُ بلغنيْ صوتُ صراخه المتألمْ ، حينها فقط أحسست بضغط أكبر وأقوى من ذيْ قبل دفعني وبشكلٍ كبير إلى خارج السيارة حيث استقبلتني الأرضْ بذراعين مفتوحتينْ ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 03-27-2016, 09:30 PM
 


الوقتُ ليس مناسبًا البتَّة ، انحنتْ بسرعة لتلتقطَ الزجاجَ المهشمَّ على الأرضْ ذاك الذي كان قبل دقائقَ معدودة فقطْ كأسًا ، بدأت تجمعُ تلك القطعْ في راحة كفها ولمْ تنتبه نحوَ ذلك الخدشِ البسيطِ إلا عندما رأت القليل من اللون الأحمر على الزجاج ، نظرت نحو اصبعها تندبُ حظها ، جرحٌ وحرقْ ! حُبَّا بالله ، عليها أن تنتبه أكثر ! ، قامت أخيرا برميِّ تلك القطع المهشمة في القمامة ، توقفت قليلا تنظر نحوَ الساعة المعلَّقة على الحائطْ ، تساءلت بصوت عالِّ إن كان أولئك الاثنان قد وصلا أم لا ! ، ضمَّت شفتيها باستياء فهيَّ كانت ترغبُ ببقائهما أكثر ، تفطنتْ أخيرا لأمر ذلك الجرح الذي بدأ يؤلمها ، توجهت نحوَ الطابق العلويْ باحثة عن لاصق موجود فيْ درج المنضدة .. ربما ! ..






شيءٌ كرؤوسِ سهام حادة تغرسُ أسنانها الحادة في أجزاء جسديْ منذ مدة ، الألمُ بدأ يفتكُ بيْ حتى شعرتُ به يتغلغل بخجلِ إلى داخلي ، لستُ أملك القوَّة للمقاومة ولستُ أملك القوَّة حتى فيْ تحريكِ عضلة واحدة ، لا أدريْ كم مضى على بقائيْ فاقدة للوعي ، ساعة ربما ، أو ربما أقلْ بل أكثر ، لا أدريْ ، لمْ تكن الأرضية صلبة كفاية لتحطيم جمجمتيْ إلا أنها أشبعت جسديْ ألما قويًا جعلنيْ عاجزة عن الحراك إذ أننيْ لوهلة شعرتُ بأننيْ لا أستطيع التحكم بقدميْ ، هل فقدت القدرة على السير ؟ ، أعتقد بأني نجوتُ بأعجوبة كما يقولون ! ..


هنالكَ شيءٌ دافئ ينسابُ على بشرتيْ ، أشعر به يتدفق من داخلي ، يرسم خطوطا قانية على ملابسي ، متلفة للقميص الذي أعطاني إياه والدي ، إنها آخر هدية منه بمناسبة بلوغي التاسعة عشرة ، أرجُوك ابقى نظيفا لن أهنأ بلحظة واحدة إن رآه والدي بهذه الحالة ! ، هل سيقول بأني فرطت بهديته يا ترى ! ، هل ما يزالُ ينتظرنيْ هناك ! ، ربما سيسأمُ من الانتظار وسيصفنيْ قائلا بأننيْ عديمة المسؤولية ، لن أسمح له بقولِ ذلك عنيْ مجددا ، ربما هو الآن يطرق الأرض بقدمه منتظرا وينظر إلى ساعة معصمه يحسبُ الدقائق منزعجا ! ، بمعجزة غريبة وبصعوبة كبيرة استطعت أن أنقلب لأسفل ، بدأت ذراعاي تتخبطان على الأرض أحاول الوصول إلى المكان السابق ، أرغب في رؤية والدي ، لأول مرة أحِسُّ بذلك الشعور الغريب في داخلي ، إنني أفتقده بشدة الآن ، لكم شعرتُ بألم قوي في قدميْ رغمَ أننيْ لم أكن أمشيْ فذراعايْ قد قامت بمكانهما ، بدأت أشعر بالقليل من التعبْ فذلك المنحدر لا يساعدنيْ على التقدم أكثر ، مالذي بوسعيْ فعله يا ترى ! ، هل سينتظرنيْ أكثر من ذلكْ ! ، التقطتْ أنفاسيْ بصعوبة عندما شعرتُ بألم يتفاقمُ في صدريْ ، وصداع قويْ داهمَ رأسيْ ، لم أعد قادرة على الرؤية جيدًا إلا أنني ْاستطعتُ أن أشتم رائحة غريبة ، هنالك رائحة مريبة وتبدو قريبة جدًا ، إنها تبدو لشيءْ .. يحترقْ ، أغمضتُ عينيَّ بقوة علنيْ أستطيعُ أن أستعيد القليل من إدراكيْ ، لحسن حظيْ وبعد محاولات شتى بدأت أستطيع الرؤية قليلا واستلهمتنيْ شجاعة غريبة حفزتنيْ على التقدم أكثر ، إذ أننيْ بدأت أتخبطُ بذراعايْ مرة أخرى على الأخرى ! ..



تقدميْ " لوسيانا " ليسَ الأمر وكأنك ستموتين الآن ، ليسَ الأمر وكأنكِ لا تستطيعين الحركة فعلا ، ألا ترغبينَ في العودة إلى العاصمة ؟ شعرتُ باستجابة جسديْ إذ أننيْ استطعتُ الزحفُ بسرعة أكبر، أريد أن أصل إلى هناك ، أريد ن أكف عن خلق تلك الأوهام المستحيلة في رأسيْ ، هل والديْ بخير ! مالذيْ حلَّ به ! هل استطاع النجاة يا ترى ؟ ..

دوار ، أجل لا أستطيع رؤية إلا السواد ، لوهلة ظننت بأننيْ أصًبت بالعمى لولا انقضاء تلك الثوانِ القاتمة التيْ ومن بعدها استطعتُ أن أبصر خيوطَ الشمسَ التيْ لفتنيْ بتحنان علَّها تمدنيْ باليسير من القوَّة ، أدرتُ بصري يمينا ويسارا إنه ذاتُ المكان ، اتكأتُ على جذع أحدهم حتى استطعتُ الجلوسَ بصعوبة قريبا من أحد الأشجار ، ماهيَ إلا ثانية واحدة حتى شعرتُ وكخنجر حاد يُغرسُ بقوَّة فيْ صدريْ !، رفعتُ كفِّيْ المرتجفة بضعف وضغطتُ على قلبيْ بقوَّة كبيرة أرتجيه ، لمْ أستطع منع نفسيْ من الانكسار حينها ، أجهشتُ بالبكاء وصرتُ غير قادرة على استيعابِ أيِّ شيءِّ أبدًا ، شعرتُ بأننيْ أموتُ حقا حينها ، بدأت ألتقطُ الكثير من الأنفاسَ محاولة بذلك استرداد القليل من قوتيْ ، عدتُ أتقدمُ نحو ذلك المكانْ ، بقوة أكبر ، بسرعة أكثر ، يجبُ عليْ أن أطمئن على والديْ أولاً ! ..






استطعتُ رؤية الدخانِ المنبعثِ من مكان قريبْ ، ذاته الذيْ أقتربُ منه الآن ، كصدمة قوية لم أستطع تجاوزها حال رؤيتيْ للسيارة منقلبة رأسا على عقبْ تتطاير ألسن اللهبِ منها فيمَ لا تزال عجلاتها تدور بنجدة وكأنها تنويْ الهربَ من الحرارة التيْ باتت تتآكلها ، أنزلت بصريْ لأسفلْ حيثُ استطعتُ رؤية المجلات التيْ اندفعت إلى الخارج وتلوثُ أغلفتها بالرماد والتراب بالإضافة إلى سلَّة الطعام ، كلُ الأغراضِ كانت متناثرة على الأرضِ حينها ! ، كل شيءِّ استطعتُ رؤيته ! لم أكن أعنيْ بكلمة " كل " الشموليَّة تماما ! ، أين والديْ ؟! ..

بحثت عنه بعيني علني أستطيع لمحه لكنني لم أستطع ، كدتُ أنْ أجن حالما اعتقدت بأنه لا يزال حبيس ألسنة اللهبْ والأبواب الموصدة داخل السيارة الملتهبَّة ، تعقَّليْ " لوسيانا " ، لعنة التجميدِ تلك باتت تحاصر جسدي ومنعتنيْ عن الحراك ، لاشيءَ أستطيع فعله سوى تأمل هذا الدخان وندبَ حظيْ السيءْ ، لازلتُ أشعر بتلكَ القطراتِ الدافئة ترسم خطوطا لامعة على كلتا وجنتَّيْ ، تلك الأفكار والهواجس المخيفة عادت تهاجمُ رأسيْ حينها إذ أنني بدأت أشعر بالضيق والانزعاج ، الكثير من الخوف والقلق ، لم أرتعب في حياتي هكذا من قبل ! ، بعد ثوان مخيفة أطلقت صرخة متأوهة حالما شعرت بتلك الأصابع الغليظة تحكم القبض على ذراعي فيم وبأصابعه الأخرى شدَّ على خصلات شعريْ حتى أحسستُ بها ستُقتلع من جذورها ، جذبني للأعلى بقوة مجبرا إياي على الوقوف وليته لم يفعل ، وقعت في كثير من المرات إذ أنني حقا كنت لا أستطيع الإحساس بقدمي ، استطعتُ سماع صوته الخشن قبل أن أتمكن من رؤية ملامح وجهه : يبدو وبأنها استطاعت النجاة بمعجزة ، ما عسانا نفعلُ بها ؟!

جبهةُ عريضة وعينين حادتينْ فيمَ تختفي ملامح وجهه بقطعة قماشِ سوداءْ وقبعة كذلك ، يتدثر جسده بمعطف من الصوفْ ، ظهر ذلك الجسدُ المثقلِ بالدهون من خلفه حيث تكوَّر جسده خلف ملابس مشابهة لملابس صاحبه كذلك يغطيْ وجهه بقماش وقبعة ، شعرتً بنظراته الحادة تتفحصنيْ قبل أن يدير رأسه صوب السيارة قليلا ، عاد ينظر نحويْ مرة أخرى هاتفا : ما نفعله دائما ، لنذهبْ ! ..

مالذي يعنيه ؟ ، أعلمُ بأننيْ لست في وضعِّ يسمح ليْ باستيعابِ أيِّ شيءِّ الآن ولكننيْ شعرت بالخوفِ عند سماع حروف جملته الأخيرة ، ما يفعلونه دائما ! ، يا إلهي .. دوَّار مؤلمْ ، لستُ أقوى حتى على الحركة أو المقاومة ، جسديْ خائر كما أنيْ بدأت أشعر بثقل رأسيْ ، لا أستطيع أن أفعل شيء أشعر وكأن وعيي سيُسلبُ مني بعد لحظات ، بدأت أنفاسي تتهجد بخشية فيمَ تلونت ملامح وجهي قلقا وشعرت بالدمِ يغليْ في جسديْ ، ليس الأمر وكأنني سأكون قويَّة أمامَ قاطعيْ طرقْ سجلاتهما قد تكون مليئة بالسوابق الإجرامية ، ابتلعت ريقي بصعوبة حالما استدار الرجل أماميْ وأحكم الآخر قبضتيه على ذراعي بقوة خشية مقاومتي ، لم تمر إلا عدَّة من الثوان بتُّ فيها أتحرك كهرَّة مختنقة إلا أنه أمسك بخصلات شعريْ بقسوة وأجبرنيْ على انتشال تلك الرائحة المخدِّرة المحشورة داخل ذلك المنديلْ بعدها فقدتُ القدرة على الإحساسِ بأيِّ شيءْ ..






الإحساس بالخوفْ والخشيَّة لهما القدرة عل قلبِ حياتك رأسا على عقبْ ، كالغريق الذي يبحث عن حبلِ رُمي إليه علَّه يفلتُ بأنفاسه المختنقة ، وكبدايَّة لم أحسبْ لها حسبان ظننت بأن نهايتي عند ذلك الحد أًصبتُ بالعجز وكذلك بالضعفْ لستُ أدريْ أيُّ نوعٍ من المواقف سأواجه ؟ ماذا بعد استيقاظي ! ... هل سأكون قادرة على فتح عينيْ أصلا ؟ ..





لا يزال ذلك الألم البغيض يفتك بعظامي متناسيا أمر الجروح التي علت بشرتيْ مم جعل الشعور بالتعب والمرض أضعافا مضاعفة ، أيقنت حينها بأنني على مقربة خطوة واحدة من الموت فعدا الألم الذي أشعر به قلبي لم يهدأ عن الخفقان منذ أن فتحت عيني قبل نصف ساعة ، قيود من الحبال تحيطُ بمعصمَّي المثبتين خلف ظهريْ كذلك مثلها تحيطان بقدمي ولمنعي من الصراخ أو طلب النجدة شعرت بذلك الشريط اللاصقْ الذيْ ثُبت على شفتيْ المكبلتين ..

وجدت نفسيْ حينها بأنيْ مرمية فيْ صندوق السيارة المغلقْ إذ أنني شعرت بحاجة ماسة إلى الهواء ، المكان ذو رائحة نتنة و أيضا لا أثر لنقطة ضوء خافتة ، سرعان ما اكتشفت مصدر الرائحة حينما أدرت رأسيْ للأعلى لأرى حقيبة سوداءْ ظهرت من خلالها قنينة ملفوفة ، بعد توقف السيارة أمسك ذلك الرجلْ بذراعي وسحبني إلى الخارج بعنف وبطريقته الفطنة اختار موقفًا بعيدا بعض الشيءْ عن مرأى الناسْ ساعده ذلك الآخر بنزع الحبال عنيْ وكذلك الشريط اللاصقْ ، قام أحدهم بإجباري على ارتداء معطفٍ كان كبيرا علي وذلك لإخفاء ملابسي الملطخة ، بعد ذلك قام بتغطية رأسي بقبعة كانت متصلة بالمعطف ! ، لم أكد أتنفسُ الحرية حتى عاد أحدهم ليمسك بذراعيْ بقوة فيمَ جرني خلفه نحوَّ مكان بدأت معالمه تتوضح لديْ ، لقد رأيته مسبقا ، أنا أعلم هذا المكان ، أيقنت أينَ نحن حالما سمعُت صوتَ تلك الموظفة من خلال مكبرات الصوتِ المعلَّقة على الأعمدة في المحطة وقد كانت تقولْ ..

[ القطار المتوجه إلى باريس سيأتيْ في غضونِ عشر دقائقْ ، نشكرُ لكمْ حسنَ انتظاركم وتعانكمْ ..
أُكرر القطار المتوجه إلى باريس سيكون هنا خلال عشر دقائق نرجو منكم الاستعداد
] ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 03-27-2016, 09:57 PM
 


ضممتُ شفتيْ بقوَّة فيمَ رمقتُ المسافرين من حوليْ يسعون في تجهيز أنفسهم ونفضِ الكسل عن أجسادهمْ ، ظهرت رغبتي الصادقة في الهروب حينما شعرتُ بأن عدد الناسْ بدأ يتكاثر أمامي لدرجة أني إن استطعتُ الهروب قد لا يستطيعون رؤيتي ، تبدد حلميْ في خيالي حالما قبضَ ذلك الرجل المتينُ على ذراعيَّ بقسوة فيمَ أجلسني على كرسيِ المارة بقوة ليجلسَ هو بدوره بجانبيْ ، أطلقَ ضحكة خفيفة ولمحته يرمقني بسخرية قبل أن يهتف متوعدًا : إن فكرتِ بالابتعاد خطوة واحدة أقسمُ بأنكِ ستلقين مصير والدكِ ! ..

عقلي متوقف عن العمل ، مالذي أستطيع فعله ! ، رفعت بصري صوبه أرمقه بصمتْ أعلمُ بأننيْ لن أكونَ قادرة على الهروبْ أو تخليصِ نفسيْ من بين أيديهما ، تأوهتُ بألم حالما رفع كفه ليضرب جبيني بقوة بينما عاد ليهتفَ بحدة أقل ذلك حتى لا يلفت انتباه المسافرين : أقسم بأنني سأقتلع هاتين العينين إن نظرت إليَّ هكذا ثانية !
شعرتُ بأصابعه تقبضُ بقوة على ذراعيْ بينما آثرتُ السكوتْ فلو تحركت حركة واحدة لقامَ بإردائيْ قتيلة ، أشعر بذلك لأن نظرة عينيه المتوعدتين لا تحملان الرحمة أبدًا ، كيف له أن يتكلم ويضحكَ بشكلٍ عاديْ بعد فعلته الشنيعة تلك ، آمل من كل قلبيْ أن يكون والديْ بخير ، رفعتُ بصريْ صوبَ ذلك الرجل الآخر والذي وقف أماميْ مباشرة فيمَ يحملُ التذاكر للصعودِ إلى القطار إلا أن نبرة الانزعاج اتضحت بصوته حالما هتف فيم ينظر إلى صاحبه : القطار المتوجه إلى النمسا لن يأتيَّ إلا بعد ساعة ونصف ..






أضاف مقترحا عندما رفع كفه متثائبا بكسل : ما رأيك بفرنسا ليست فكرة سيئة ، على الأقل سنستطيع الحصولَ على مال وفير عن طريقِ خطف واحدة من أولئك الحسناوات وطلبِ فديَّة بقيمة ، أليس ذلك جيدًا ! ..
لم تعجبْ تلك الفكرة الآخر إذ أنه نهره عن ذلك بنبرة منزعجة ليستطرد : ليسَ الأمر وكأنني سأحبُ انتظار ساعة أخرى معرضا نفسيْ لخطر إمساكيْ في أيَّة لحظة إن لم تكن تعلم فالشرطة منتشرة فيْ كل مكان وهوياتنا المزيفة قدْ تُكتشف في أيَّة لحظة ..
ضغطت على شفتيْ بقوة حالما أحسست بأصابعه تعود لتضييق الخناق عليَّ مجددا إذ أنه عاد يضيف بينما أشعر بنظراته تحرقنيْ : لكننيْ لن أَضيع فرصة الحصول على مال وفير من أجل دقائق فقط ..

هرع الآخر إلى إحدى المقاعد المجاورة بعد أن هتف لصاحبه بلا مبالاة أن بفعل ما يشاء في حين قرر هوَّ أخذ قسط من الراحة فللحق الطريق للوصول إلى المحطة يستلزم منا وقتا طويلا كما أعتقد فالشمسُ الآن على وشك الغروب ، ابتلعتُ ريقي بصعوبة حينما مددت بصريْ نحوَ سكة القطار فأرهفت سمعيْ قليلا ألتقط صوت صافرته المعروفة ،القطار المؤديْ إلى باريس قد وصل وذلك اتضح حينما عادت تلك الموظفة لتنبيه المسافرين ، حقائبُ السفر الثقيلة مركونة بجانب أقدامهم والأخرى تعتلي ظهورهم ، تعالى صوتُ صياح الأطفال حال رؤيتهم للقطار يتأهبُ للوقوف ، حينها فقط .. بدأ قلبيْ يعودُ يخفق بقوة أكبر من ذيْ قبلْ بينما تلتقط عيناي أقدامهم الراحلة بخطوات بعيدة تعتلي أرضية القطار في هدوءْ بعيدا عن الصخبِ الثائر في نفسيْ ، ضممت شفتي بقوَّة ، وقبضت على أصابعيْ بذات الطريقة أيضا ، حاولت التقاط نفس عميقْ قبلَ أن أدير بصريْ نحوه وأهتف به مستغلة وجود بعض المسافرين قريبا من مكان جلوسنا : أريد الذهاب إلى دورة المياه ! ..

عصيت أوامره لأتحرك يمنة ويسرة علني أستطيع الخلاصَ من قبضته المزعجة تلك ، حركتيْ الدائمة أثارت سخطه وكذلك استغراب المسافرين الآخرين الذين ظلُّوا يرمقونه بشيءٍ من الاستغراب ، قرر تنفيذ ما أردتْ بينما يصيحُ بيْ بكلمات متوعدة ذلك إن قررت الهربْ ، جذبت العديد من الأنفاس الضائعة إلى داخل صدري الملتهب فيم شعرت باللون الأسود يلوح أمام عيني ثانية ، جسدي يشعر بالتعب ، عادت تلك الجروح في أنحاء جسدي تعود تنبض بالألم من جديد ، لا أحتمل السير أريد أن ينتهي هذا سريعا ، فكرت بأن هذه قد تكون فرصتي الوحيدة في الخلاص ، هذا ليس الوقت المناسبْ ، ليس الآن ، قد تكون هذه هي فرصتي الوحيدة في الهربْ لذلك عليَّ أن أتحلى بالقليل من الصبر ، سينتهيْ كل شيء على خير ما يرام ! ساعدنيْ يا إلهي ! ..







دخلت سريعا نحوَ دورة المياه عندما دفعنيْ بقوة للداخل وقد أخبرنيْ بأنه سيعلمُ في حال فكرت في الهربْ ، لنْ يهم مجرم مثله اقتحام دورة مياه للفتيات لذلك عليَّ أن أستغل وقتي جيدًا !، التقطت أنفاسيْ المختنقة لأخلع القبعة سريعا فيمَ بدأت أتلفتُ يمنة ويسرة لا توجد نوافذ هنا مجرد فتحاتُ تهوية بشباك عالية كما أنها صغيرة أيضا ، استندت على طرف المغسلة خلفي حينما انتهيت من رحلة تفتيشي للحمامات الخمسة باحثة عن نوافذ ، غمرتُ رأسيْ بالماءْ علني أستطيع التفكير بشكل جيد ، بعدها عدت لأنتصب واقفة فاحتضنت خصلات شعري المبتلة بين أصابعيْ ونظرت إلى ملامحي المنهكة والمنعكسة على المرآة أمامي ، غير معقول ! ، هل هذه أنا حقًا ! ، لقد مالت ملامحي للاصفرار والشحوب خلال هذه الفترة البسيطة و قد عادت الهالات السوداء حول عيني للظهور من جديد ، كيف يمكنني الخروج من هذه الورطة ؟ ..

لحظة ، صوتٌ غريبْ ، جفلتُ حينما أحسست بالبابِ يُفتح ، استدرت سريعا أرقب خيال ذلك الشخص الذي دخل عنوة ، للحق كنت سأفقد وعيي من شدة الخوفْ ولكنني حينما رأيت تلك الخصلات الشقراء الطويلة والعيون الرمادية شعرت بطمأنينة عجيبًة ، كانت قد دخلت فتاة شقراء بالإضافة إلى صديقتها التيْ امتلكت ملامحا انجليزية بحتة بعينين زقاوتين وشعر بني رفعته عاليا بعد أن خبأته بقبعة غريبة الشكل ، بدى على الأولى الضيق والانزعاج الشديد حيثُ وضعت حقيبتها على الجانبِ منها لتستدير نحوَ صديقتها مردفة : لا يحقُ له أن يجبرنيْ على البقاءْ ، لقد خططت لهذا منذ زمنْ ! ..

لم تبديْ الأخرى ملامحا واضحة لتستطرد قائلة : لا تستطيعين فعل شيءْ تعلمين بأن القرار عائدٌ إلى والدكْ ! ..
بدتْ ملامح الانزعاج تظهر أكثر على الأخرى إذ أنها استدارت نحوَ المرآة تتفقد مساحيقَ تجميلها فتتحدثُ بحنقِ قائلة : آوه ، لقد كنتُ أتطلع للسفر فعلا ولستُ أرغبُ بسماع سخرية " سامانثا " مجددا .. أعقبت بضجر : لا أحبها إنها مدللة ! ..
إنه حديثُ فتياتِّ بحتْ ، لا أملكُ الوقت للتحديقِ بهما هكذا وهما يرشقان بعضهما بكلمات فارغة لا معنى لها ، المصيبة التيْ أنا فيها عظيمة ، قبضتُ على أصابعيْ ورحتُ أحدقٌ بهما قليلا إلى أن نقلتُ بصريْ إلى حقيبة الملابسِ المركونة بالقربِ منهما ، أعلمُ بأنَّ فكرتيْ مجنونة تماما إنما ما عسانيْ أفعل فهيَّ الطريقة الوحيدة للهروبْ ، فكرتُ بأننيْ سأستطيع استعارة أحد تلك الملابسْ بعدها سأخرجْ راكضة لأهربَ منهما ، التفكير بذلك سهل فعلا ولكن هل سأكون قادرة على التنفيذ ! ، الأهمُ من هذا وذاكْ هل ستوافق تلك الفتاة على إقراضي ملابسها ! ، رفعت بصري نحوهما في الوقت الذي شعرت بأنهما قد توقفتا عن الكلام ، إنهما تنظران إلي باستغراب ، يتساءلان عن أمر تلك المخيفة التي تنظر إليهما بصمت ، كالجسد بلا روح ! ، ابتلعتُ ريقيْ بصعوبة قبل أن أستمد قوة غريبة مكنتني من الحديث أخيرا : عُذرا .. !






بقيَّ يقف بلا أعصاب بالقرب من الباب ينتظر أمر خروجها المزعوم من ذاك المكان ، لقد كان يعلم بأن أفكارا غبية كالاختباء لمدة طويلة ستراودها لذلك كان قد فكر بالدخول لولا مفاجأته بوجود اثنتين أخريين تدخلان ، ارتد على عقبيه بعد أن قام بتعديل قبعته خوفا من وضوح ملامحه ، صحيح بأنه قد نزع قطعة القماش ذلك لأنها قد تلفت الأنظار من حوله إذ أنَّ المعطف والقبعة يلفتان النظر بشكل كبير ، خبأ وجهه أسفل ياقة معطفه فيم راح ينتظر بنفاد صبر تلك الفتاة الغبية ، لعبة الاختباء هذه لن تدوم طويلا ، سيقتحم المكان بعد ثوان بسيطة ! ، ما كاد يعدُ إلى الستة حتى فتح الباب ليخرج من خلاله جسدٌ ما ، إنها ليست هيَّ ! ، نظر إلى المعطف الجلدي غال الثمن وفكر بأن صاحبته قد تكون من عائلة معروفة ربما بالتالي سيكون والدها ثريا ذلك يؤدي إلى حصوله على غنيمة كبيرة لو قام باختطافها ، لن يفكر في مثل هذه الأمور الآن ! أيُّ غباء هذا ، لقد خرجت واحدة وبقيت الثانية في الداخل وذلك سيصعب من أمر دخوله ، ضرب الأرض بقدمه وراح يفكر بطريقة أخرى ، استدار ينظر صوب زميله الذي لازال نائما على كرسي المارة بلا حراك حيث أخلى نفسه من المسؤولية ، ياله من رجل ، تنبه إلى صوت غريب يصدر من خلفه ليلتفت برأسه صوب فتاتين كانت قد خرجتا عبر الباب ، ظل يحدق بهما قليلا لينقل بصره خلفه ، فكر بأن ذلك مستحيل ، اقتحم المكان بسرعة ضاربا بالقانون الذي يمنعه عرض الحائط ، إنه خالِّ ! ، أي مشكلة هذه ؟ ..
عاد يستدير سريعا نحو تلكما الفتاتين ينظر نحوهما يتفحصً ، إنهما تبتعدان سويَّة ، إذَّا من خرجَ قبلَ قليل .. كانتْ .. هيَّ ّ ! ..






تلك الفكرة كانت الطريقة الوحيدة لخلاصيْ ، ولحسن حظيْ كانت تلكما الفتاتين كريمتين معيْ ، أقرضتانيْ بعضَ الثيابْ حيث كانتْ بنفسِ مقاسيْ ، علمتُ بشأنِ تلك التساؤلاتِ التيْ راحتْ تتمحور حول ثيابيْ الملطخة ولكننيْ لم ألقِّ لذلك بالا ، المهمُ هو أنْ أخرجَ من هذا المأزق سريعًا ، كنتُ قد سُعدتُ لأن فكرتيْ قدْ سارت بالشكل الصحيح فها أنا ذا أقتربُ من الباب الذيْ يؤديْ للخروجِ من المحطة ، بضع خطوات يسيرة وينتهيْ كل شيءْ ، بضع خطوات قصيرة وسألتقيْ بوالديْ من جديد ، لن أجعله ينتظر أطول من هذا ، سأعود ! ..

لمْ أكد أخطو خطوةْ حتىَ رأيت ظلَ أحدهم ْينتهز الفرصة ليظهر أماميْ على بعد متر واحد ، لحظة إنه واحدٌ منهما ، يا إلهيْ لقد اكتشفا أمريْ ، عدتُ أستدير سريعا للجهة الأخرى لأرى ذلك البدين يركضُ نحويْ حيثُ ترسل ملامحه إنذارات واضحة ليْ ، قبضت على المعطفِ بقوة قبل أن أتراجع عدة خطوات وأعودُ للركضِ من جديد لأختلط بين المسافرين لفترة من الوقتْ ، وبطريقة لم أعرفها .. أصبحتُ بين مجموعة من الأشخاص المزدحمين .. طريقة سيرهم العشوائية جعلتني أتبعهم بطريقة غريبة ، أجسادهم تدفعنيْ بينما لم أملك القوة للمقاومة ، اغتصبت نفسا من العدم حينما وجدت نفسيْ أقفُ منتصف القطار ، كيف وصلتُ إلى هنا ؟ و مالذي سأستطيع فعله ! ..


تمَّ البارت الخامسْ ..

هل يستطيع أحدكم أن يشاركني رأيه في طريقة أخرى لهروب " لوسيانا " !
المجال مفتوح وسأسعد حتما بقراءة اقتراحاتكم ..

أعتذر عن التأخير ..
إنني ْمنشغلة هذه الأيام ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag

التعديل الأخير تم بواسطة غسَقْ | ; 03-27-2016 الساعة 10:15 PM
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 03-27-2016, 10:09 PM
 
ياااااه... خطفت أنفاسي بجد..
إيرل سيكون وريث العائلة لكن لا أعرف لم تحمست و شعرت بالفرح... رغم أن الأمر لا يبشر بخير...
لدى والد لوسيانا الحق... الحفلات مزعجة و صعب التصرف بها... أنا من نوعه خاصة بكثرة الكذب و المجاملات و الإبتسامة الزائفة..خير1
الوداع القاسي.. لكوني أدرس خارجا فأنا أشعر بلوعة الفراق... و كذا العديد يهرب منه، لكن لكوني من سأسافر ... فأكتفي برسم طيف بسمة بين الدموع...
لم أتصور أن لوسيانا ستشتاق لايرما و توضح ذلك. .
و ذاك الطريق العشبي يجعلني أنتعش، فلم هي منزعجة... ربما للظروف التي مرت بها بين هذه الأشجار..
و النوم بالنسبة لي محال بسيارة... ما بالك بطريق وعر...
لننتقل للحدث الرئيسي...
ذلك الحادث المصطنع حقا أوقف قلبي عن النبض لحظة!
ما بال ألئك المتوحشين، لا أظن أنهم قطاع طرق بتاتا، و توتر الأب خير دليل على ذلك...
قد يكون على معرفة بشيئ يجعله مترصدا، و لا أعلم ... قد يكون لذلك يد في عدم إحباره ويلبرت بالحاصل...
يا للنهاية المجهولة، كانت محزنة و مربكة و مجهولة... أنا الجالسة مكاني تخبطت مشاعري فكيف من اختلطت مشاعرها بالخوف و القلق أيضا...
حسنا...
من الجيد أنها استطاعت الهروب في النهاية، رغم أن مصيرها و محط رحالها مجهول... لكن هذا أفضل... قد تكون تلك عودتها من حيث جاءت
cryaotic likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-28-2016 الساعة 11:16 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 08:21 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011