عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #186  
قديم 07-23-2016, 02:49 PM
 




الفصــل الثلاثــون
ج2
*قمر منسيّ*






ثنيت ذراعي و جلست على كرسي أمام مكتبه ثم سألت : حسنا .. ما الذي تريده مني ؟!

تلاشت ابتسامته و النظرات الساخرة في عينيه .. تنهد عميقا ثم قال : أحتاج مساعدتك لأنقذه !

كان هذا الرد غريبا و مفاجئا من شخص مثله ، فقلت معبرة عن استغرابي : تحتاج إلى مساعدتي ؟! أنت ؟! أعني أني بالطبع سأوافق على التعاون معك إن كان هذا سينقذ شادو .. لكن من الغريب أن تطلب مساعدتي و أنت أكثر شخص يعرفه و أهم إنسان بالنسبةله !

ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة مليئة بالحزن : هذا ما يدفعني إلى طلب مساعدتك ! فأنا رغم نواياي الحسنة ارتكبت أخطاء جسيمة في حقه ، و لهذا فأنا مسؤول عن جزء كبير من معاناته ، أما أنت .. فإنك الشخص الوحيد الذي لم يتخلى عنه أو يسبب له الألم ، لذلك فهو قد يستمع إليك أكثر مما يفعل معي !

أدرت وجهي ببطء : آه .. فهمت !

هل يا ترى قد يصغي إلي فعلاً ؟! إثر لحظة صمت .. عاد ليسأل في شيء من التعجب : بالمناسبة لماذا تدعينه بشادو ؟! ألست بالفعل تعرفين اسمه الحقيقي ؟!

أطرقت رأسي : إنه .. أعني .. لقد اعتدت على مناداته هكذا ، بالإضافة إلى ذلك فأنا أشعر .. بوخز موجع في صدري حين أتلفظ اسمه <رفعت عيني المغمومتين إليه : أليس الأمر كذلك عندك ؟! فأنت لم تنطق اسمه أبدا أثناء حديثنا !

تنهد طويلاً و كأنه يحاول إخراج ما في قلبه من هموم عبر هذه الزفرات : شادو و غيره العديد من الأسماء تخص شخصيات متنوعة بوجوه مختلفة ، لكنها تعود في النهاية لشخص واحد ! إنني أتساءل حقاً .. هل ذلك الطفل ذو القلب الحنون و الابتسامة الصادقة ما زال موجوداً بين تلك الوجوه ؟! هل في استطاعتي رؤيته مجدداً ؟!


هتفت مغمورة بالثقة : بالطبع إنه موجود ! صحيح أنه تألم و جرح كثيراً ، لكنه صمد بقوة في وجه المحن و استمر بالعيش ، أنت لا ترى ذلك الجانب اللطيف منه لأنه يخفيه ، فهو يتصور أنه نقطة ضعف قد يستغلها عدوه ضده.

رأيت بريق أمل جديد في عينيه الذهبيتين و هو يقول مع ابتسامة صغيرة : أتمنى ذلك من كل قلبي !

قلت بلهجة أكثر حيوية لأزيل ما تبقى من ذلك الجو الكئيب الذي خيم علينا : أخبرني آوتنبورغ أنه سيكون متواجدا في كان ! لماذا يا ترى ؟!

أرجع ظهره للوراء مسترخيا في كرسيه : هذا لأن ..



**⭐في كـــان⭐**


بعد قضاء ليلة غير مريحة رغم كونها في أغلى فنادق كان .. ها هم الآن أوربان ، شوانيير ، بالينغر ، دانتون و ما بقي من رفاقهم يشقون طريقهم إلى قصر ضخم يتربع بعيداً عن التجمعات السكنية فوق أحد السفوح العالية المطلة على البحر ، و الذي كان فيما مضى مكان إقامة القائد الأعلى سامويل مورفان !!

زفر شوانير بقوة : هذا الذي يحدث ليس طبيعيا أبداً !

تنهد دانتون و قال عابسا : أي حال هذا الذي انقلبنا إليه ؟!

سكت شوانيير حين لم يجد كلمات تعبر عما يعتمل في داخله من غضب .. فأكمل دانتون : لماذا لم يخبرنا القائد الأعلى أي شيء عن خطته لتدمير باريس ؟! ثم كيف يمكنه بهذه البساطة تدميرها و فيها أسرنا ، شركاتنا ، و مصالحنا التجارية ، هذا بغض النظر عن المئات من عملاء المنظمة و قادتها الذي يعيشون هناك ؟!

تنهد شوانيير و قال متجهما : لا أدري ، لا أدري حقا .. إنني لم أعد أفهم شيئاً مما يحدث !


قطعوا طريقا طويلاً ملتفا حول أحد الجبال ليصلوا بعد ذلك إلى وجهتهم .. توقفت السيارات الخمس أمام بوابة ضخمة طالها شيء من الإهمال فتكدس التراب عليها و غزا الصدأ قضبانها.

كان بالينغر ينظر حوله في اشمئزاز : لماذا اختار القائد الاجتماع بنا في مكان .. مثل هذا ؟!

كان يود أن يقول كلاماً سيئاً لكنه أحجم عن ذلك خشية أن يكون القائد يراقبهم ،
التزم الآخرون الصمت في خنوع و استسلام و تحرك أوربان و ضغط على الجرس.
لم تمر دقيقة حتى فتحت البوابة من قبل خادم شاب في أول الثلاثين .. انحنى باحترام : أهلا بكم يا سادة <ثم قال وهو يتقدمهم إلى الداخل : أرجو أن تتفضلوا معي !


تبع الرجال الخادم الهادئ من الحديقة الجرداء ذات الأشجار الميتة إلى غرفة الضيافة الساكنة داخل القصر الذي كان أشبه ما يكون بقلعة مهجورة.
جلسوا هناك دون أن تكون لديهم أية جرأة على الاعتراض أو الاحتجاج مع أنهم في الحقيقة يحترقون غيظا و سخطا من الطريقة اللامبالية التي يعامل بها رجال كبار مثلهم.

خرج الخادم ثم عاد بعد مدة ليست بطويلة و برفقته خادم آخر ليقدموا للضيوف القهوة مع بعض الكعك ، كانت الأكواب و الصحون نظيفة و لامعة مما جعلهم يرتاحون قليلاً.

تحدث شوانيير موجها كلامه للخادم الشاب : أين هو القائد ؟! توقعت أن يكون في انتظارنا هنا !

رد الخادم بطريقة آلية : إنه ينتظركم في قاعة الاحتفالات ، وقد طلب إلي أن أصحبكم إليه بعد أن أقدم لكم الضيافة.

وضع شوانيير فنجانه على الطاولة و نهض قائلا : حسنا لقد انتهينا ، خذنا إليه الآن !

فعل الباقون مثل شوانيير .. فانحنى الخادمان ثم فتحا لهم الباب و انطلقا أمامهم ليرشدوهم إلى قاعة الاحتفالات حيث القائد في انتظارهم.

كانت قلوبهم تدق بعنف و التوتر يستبد بهم ... فها هم الآن سيلتقون قائدهم بعد مرور أكثر من عشر سنوات على إختفائه المفاجئ غير المبرر !

توقف الخادمان أمام باب كبير على الجانب الأيسر من الممر .. فتحوا الباب ثم تراجعوا للوراء مع انحناءة خفيفة : تفضلوا يا سادة !

انطلق الرجال يقودهم شوانيير و دخلوا قاعة الاحتفالات ذات النوافذ الضخمة ، و السقف المرتفع ، والتي كانت كذلك خالية تماماً من أي أحد !!

نظروا إلى بعضهم البعض والحيرة تأكلهم .. قطب بالينغر جبينه وقال محتدا : لا يوجد أحد هنا !

قال أوربان متشككا : ربما كان في طريقه إلى هنا.

حينئذ .. هتف دانتون مذعورا : انظروا .. إلى هناك .. إلى المنصة ... إنه تابـوت !!


تابوت أبيض بنقوش ذهبية على سطحه كان موضوعاً على المنصة في قاعة الاحتفالات !!

كان الرجال يحملقون فيه و وجوههم شاحبة مصفرة ، إن مجرد النظر إليه يثير في نفوسهم أسوأ المخاوف !

و بينما هم على هذه الحال .... أخذ يملؤ القاعة و يتردد صداه فيها صوت ضحكة ساخرة !

"لقد وصلتم إذن !"

فهتف أوربان في دهشة : سيدي القائد الأعلى !

كان القائد حاضرا بصوته فقط فلا وجود لأي شخص آخر غير أؤلئك الرجال داخل القاعة !

أراد الجميع بشدة أن يستفسروا منه عن سبب عدم حضوره شخصيا لمقابلتهم كما كان متوقعا ، لكنهم لم يمتلكوا الشجاعة الكافية لسؤاله عن ذلك فآثروا السكوت.

عاد القائد ليسأل سؤالاً غريباً : "كم عدد الحاضرين الآن ؟!"

تعجب شوانيير لكنه سرعان ما التفت نحو رفاقه و أخذ يعدهم ليقول بعد ذلك : أربعة عشر ، سيدي !

قهقه القائد بطريقة تهكمية و قال : "لا ، لقد أخطأت .. ليس أربعة عشر .. بل خمسة عشر !!"

دهش شوانيير و كذلك الآخرون : لكن كيف ؟! لقد أعدت الحساب أكثر من مرة و الحاضرون أربعة عشر فقط !

تحدث القائد بنبرة استهزاء : حقا ؟! ماذا عن التابوت إذن ؟!! أو لأكون دقيقاً أكثر .. صاحبـه !!

هتف دانتون و هو لا يكاد يستوعب أي شيء مما يقول قائده : تابوت ؟!! ما الذي تتحدث عنه سيدي ؟!!

تقدم بالينغر بنفاذ صبر و على دهشة من رفاقه صعد المنصة .. ثم فتح غطاء التابوت .. ليعقد حاجبيه في اندهاش و تعجب : إنه فـارغ !!

صاح شوانيير : ما معنى هذا ؟!

قال القائد بلهجة جادة و حادة كذلك : "صاحب هذا التابوت ليس ميتا رغم أنه يفترض أن يكون كذلك ! بل هو الآن في هذه القاعة معكم !! الضيف الخامس عشر الذي حضر بل دعوة .. <اضحت نبرة صوته تزخر بالمكر : لقد كنت أنتظر قدومك على أحر من الجمـر !!"


بعد أن قال القائد كلماته المتحدية .. عم سكون مطبق القاعة ، ثم و بصورة مفاجئة قطعه صوت خطوات .. خطوات متمهلة صامتة .. لشخص ما وراءهم !

كان هناك درج في القاعة يقود للطابق الثاني ، من هذه الدرج كان الضيف الخامس عشر ينزل و إلى حيث يوجد التفت الرجال الأربعة عشر !


"كنت تعلم بوجودي إذن !"

قال الضيف بصوت بارد لا يحمل في نبرته أيما اهتمام .. فصاح الأربعة عشر جميعهم غير مصدقين ما تراه أعينهم :
كوبـرا !!

ضحك القائد الأعلى ثم قال بأسلوب تعمد أن يجعله مستفزا : "يبدو أنك منزعجة لإحضاري تابوتك العزيز إلى هنا ! لم تتوقعي ذلك صحيح ؟!"

عقدت حاجبيها و قالت بهدوء : تصرف وضيع كنبش قبور الموتى لا يستغرب من الكلاب أمثالك يا مورفان !

ضحك القائد ضحكة عالية دوت في أرجاء القاعة ... أما أوربان و رفاقه فكانوا لا يعرفون و لا يفهمون شيئاً واحداً مما يحدث أمامهم.

هتف شوانيير و رأسه يكاد ينفجر : تابـوت كوبـرا ؟!!

أضاف دانتون بعصبية : ما الذي يجري هنا ؟!!

تحدث القائد : "سأخبركم .. الذي حدث هو أنكم كنتم لعبة في يد هذه الطفلة ، تحرككم كيف تشاء و توجهكم إلى حيث تريد ! لقد خدعتكم و تلاعبت بعقولكم ! تظاهرت بالبراءة و جهل الحقيقة ، زيفت موتها باحتراف ، ثم تسللت بينكم لتقوم بتدميركم ! هذه الطفلة قتلت المئات من أتباع المنظمة و زعمائها بمن فيهم إيفان أوران و كامل فرقة الاغتيالات الخنجر المعقوف ، ثم نصبت نفسها ملكة عليكم لتكمل خطتها في إبادتـكم !! حتى أنــا ... لا أنكر أنني انخدعت بها في أول الأمر !!"

التفت شوانيير نحو كوبرا مشدوها : من تكونين أنت ؟!

ظلت كوبرا هادئة جدا و لا تلتفت إليهم كأنهم غير موجودين !


ضحك القائد ضحكة قصيرة ثم تكلم : "لا جدوى من سؤالها فهي لن تجيبك ! لذلك سأجيبك أنا ! <أصبح صوته أكثر علوا و وضوحاً : هذه الطفلة الشيطانة التي تقف أمامكم ... هي وريثة قلب الشاهين الحقيقية ... لونـا آيـون !!!"


صدمة لا تصدق .. سقطت على رؤوسهم كالصاعقة لتتركهم كالجثث بلا حركات ، أو كلمات ، فقط عيون جاحظة و أفواه فاغرة !

هذه المرأة التي وثقوا بها ، إتمنوا حياتهم عندها ، و وضعوا مصائرهم بين يديها .. كانت في الواقع عدوتهم و ابنة ألد أعدائهم و أكثرهم شراسة و قوة .. الآيـون !! كابوسهم المرعب الذي يأبى الزوال !!


منظرهم المثير للشفقة الذي رسم أمام ناظريها تلك اللحظة .. جعلها تشعر حقيقة بنشوة الانتصار !

ضحكت و ضحكت و طغت ضحكاتها على كل الأصوات الأخرى ! كانت ترمقهم بنظرة شامتة بينما تقف بثبات و قوة مذهلين غير آبة بكونها وحيدة أمام أربعة عشر رجلا ! ربما لأنها لم تكن تراهم رجالاً ، بل في الواقع هم لا يساوون في نظرها مجموعة من الجرذان الجبانة التي آثرت العيش في المجاري والشرب من المياه القذرة خوفاً من الوحوش الضارية فوق .. في العالم المضاء بنور الشمس !

رفعت بصرها إلى السقف و احتدت نظراتها بشكل يثير الرعب : هذا هي النهـاية يا مورفان ! نهايتنا جمـيعاً ! أنا و أنت < التفت إلى الرجال المصدومين : و أنتم كذلك ! لا أحـد سيخرج من هذا القصر حيــا !!

صاح الرجال فزعين من هذه المصيبة التي حلت عليهم : مــاذا ؟!!


التفتت نحوهم ... لم تكن تنظر إليهم بقدر ما كانت تفترسهم بعينيها الباهتتين و الخاليتين من كل المشاعر إلا الحقد والكراهية : هذا القصر تحت سيطرتي الآن و أتباعي يحيطون به ! لا أحد منكم سينجو ! سأرسلكم للجحـيم بذات الطريقة التي قتلتم بها أسرتي !!


ضجت القاعة بضحكات القائد التي انطلقت فجأة : "يا لك من طفلة ! هل تسمين هذا انتقاماً ؟! لقد قلتنا أباك ، أمك ، جدك ، جدتك ، عمتاك ، خالك ، جدتك و جدك لأمك ، أصدقائك الأطفال ، قضينا على كل أحبابـك و استولينا على كامل ثروتـك !! فهل تظنين أنك ستنتقمين منا بمجرد قتلنا نحن فقط ؟! أنتم الآيون سذج حتى حين تحقدون ! لقد أحرقنا كل أفراد عائلتك ببساطة و دون أي وخز من ضمير أو شعور بالندم ! إن كنت تريدين حقاً الانتقام منا فافعلي المثل ! إجعلينا نتعذب ، نعاني فقدان أحبائنا ، نتلوى من الألم و نتمنى الموت و نحن نملك كل خيرات الدنيا و محاسنها .. كما فعلنا بك ! هذا هو الانتقام الحقيقي .... هذه هي العدالــة !!"


صاحت لونا : اخرس أيها الحقير ! قد أكون شخصا سيئاً لكني مهما حدث لن أنحط إلى مستواك ! الشاهيـن لن يرضى يوماً بذلة الغربـان الوضيعة ! <اضافت بلهجة احتقار و سخرية : يبدو أنك ستظل مختبئا كالفأر الخائف و لن تظهر نفسك مهما حدث لأتباعك ، لذلك سأخرجك بنفسي من جحرك ! <اتجهت نحو الباب ثم عادت لتلتفت للرجال و تقول : سأنهي أمر ذلك الجبان و أعود إليكم !

ثم خرجت !


لاقت عند الباب التوأم آغويلارد واقفين كالتماثيل المنحوتة .. قالت لهما آمرة : ابحثا في كل شبر داخل هذا القصر ! علينا إيجاد مورفان بأسرع وقت ممكن !

قال الضخمان بطاعة تامة : حاضر ، كما تأمرين سيدتي !

ثم افترقوا كل منهم يبحث في جهة !
توجهت لونا إلى الدرج الكبير المؤدي للطابق الثاني .. و مع كل درجة تصعدها .. تعود إلى ذاكرتها صفحات من ماضيها القاسي !




(****جرحي ما زال ينزف****)



لقد خسرت كل شيء .. أهلي ، أصدقائي ، سعادتي و أحلامي حتى رغبتي في الحياة ، و لم يتبق لي إلا ذكريات مؤلمة تمر علي كل لحظة لتزيدني حسرة و إشتياقا لحياتي التي انتهت فجأة و تركتني شبه ميتة.

لا يمكنني أن أنسى أبدا ذلك اليوم المشؤوم .. حيث فقدت كل أسرتي و انقلبت حياتي رأساً على عقب.
لم أشعر يومها بأي شيء ، لأنني حين فتحت عيني في المشفى كنت قد فقدت ذاكرتي تماماً !

رأسي ملفوف و كذلك يدي اليمنى .. جسدي بكامله يؤلمني لكن الألم في داخلي كان أعظم ! من أنا ؟! أين أكون الآن و لماذا ؟! ما الذي حدث حتى غدا حالي هكذا ؟! لماذا لا أحد بجانبي هنا ؟!

كان شعوراً فظيعا .. فراغ لا نهاية له يملؤ قلبي و روحي .. لم أحس بأن لي وجودا أو أهمية في هذا العالم المجهول !

حالما رأتني الممرضة أستيقظ انطلقت مسرعة خارج الغرفة .. كنت أسمع ضجة كبيرة و جلبة لا تكاد تنتهي خلف الباب .. لكن لم تكن لدي وقتها أي فكرة عما كان يحصل.

لم تمض دقيقة حتى عادت الممرضة و لكن هذه المرة كانت برفقتها سيدة عجوز قد احمرت عيناها من كثرة البكاء.
نظرت إلي و حينما التقت عيناي بعينيها أخذت دموعها تنهمر بغزارة .. أقبلت علي بلهفة و احتضنت يدي الصغيرة بين يديها الدافئتين وهي تتمتم بصوت مبحوح : حمداً لله .. حمداً لله !

أطلت النظر فيها ثم قلت : من .. أنت ؟!

اصفر وجهها و اتسعت عيناها .. صعقت تماماً : ألا .. تعرفين من أكون ؟!

- لا .. لا أذكر أي شيء ... حتى اسمي !

التفتت الجدة إلى الممرضة والتي كانت متفاجئة بدورها .. اقتربت منها ثم أخذتا تتهامسان ، بعدها عادت الجدة إلي .. و ربتت على رأسي بلطف قائلة : سأرجع بعد قليل يا عزيزتي !

ثم غادرت الغرفة برفقة الممرضة.


لا أدري كم مر من الوقت حتى عادوا لأنني غفوت دون أن أنتبه .. و لم أستيقظ إلا على صوت الطبيب و الممرضة بجواري.

جلس الطبيب على يميني ثم شرع يطرح علي الأسئلة مثل من أكون و ماذا كان اسمي و أين كنت أعيش ، وبالطبع لم أكن قادرة على الإجابة بشيء ، فانتقل إلى نوع مختلف من الأسئلة... في أي قارة تقع فرنسا ؟! ما حاصل ضرب اثنين في ثلاثة ؟! ما الألوان التي ترينها في هذه اللوحة ؟! كان الهدف من تلك الأسئلة هو التأكد من سلامة عقلي و معرفة الأجزاء المتضررة فيه ، وقد أجبت عليها كلها بشكل صحيح ، فتبين أني قد فقدت الذكريات المتعلقة بذاتي و حياتي فقط و أن دماغي سليم تماماً.

همس الطبيب للجدة -والتي كانت حاضرة طوال الوقت- بشيء ما .. كان وجهها قلقاً و عيناها حزينتين ... لكنها أجبرت نفسها على الابتسام و دنت مني لتقول : كيف تشعرين يا صغيرتي ؟!

تجاهلت سؤالها لأستفسر عن شيء حيرني كثيراً : أليس لدي عائــلة ؟! أنا في المشفى و مصابة في كل أنحاء جسدي تقريباً .. و مع ذلك لم يأت أحد للسؤال عني غيرك.

اغرورقت عيناها .. كانت ستنفجر باكية لكنها جاهدت بأقصى ما يمكنها و حبست دموعها المعتصرة.
أدرك الطبيب مدى صعوبة ذلك عليها فتقدم مجيبا عن سؤالي : للأسف ، ليس لديك عائلة .. اسمك لونا و أنت يتيمة ! كنت تعيشين في ملجأ للأيتام حتى تبنتك قبل أقل من سنة السيدة إليونور التي كانت صديقة مقربة للجدة لويز آردوان !

سألت بصوت متحشرج : و أين هي .. السيدة إليونور ؟!

تنهد الطبيب ثم قال : لقد ماتت في حادث سيارة مؤسف ، كنت أنت معها ذلك الحين لكنك نجوت بأعجوبة.

أدرت وجهي عنهم .. ثم قلت دون أن يخالجني أي إحساس سوى الضياع : فهمت.

قالت الجدة بحنان متشرب بالحزن وهي تمسد بيدها على شعري برفق : أنت لست وحدك حبيبتي الصغيرة فأنا سأظل دوماً بقربك !

تحدث الطبيب : الجدة لويز تسكن وحدها وليس لديها بنات لذلك تريد أن تتبناك وتأخذك للعيش معها .. فما رأيك ؟!

وماذا كان بوسعي أن أقول ؟! وافقت بالطبع ، فبالنسبة لفتاة يتيمة و وحيدة مثلي ذلك كان عرضا لا يفوت ، بالإضافة إلى أن الجدة كانت لطيفة و حنونة للغاية في تعاملها معي.

سرت الجدة كثيراً بذلك .. و قال الطبيب موجها كلامه لها : علينا الإسراع إذن لإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة قبل سفرك !

سألت : هل سنسافر جدتي ؟!

تبسمت لي بحب : نعم يا عزيزتي سنذهب إلى بريطانيا ، لدي الكثير من الأصدقاء هناك وأنا متأكدة أنك ستحبينهم كثيراً ! <ثم نهضت قائلة : لن أغيب طويلاً يا عزيزتي سأنهي الإجراءات بأسرع ما يمكن و أعود إليك.

قام الطبيب -والذي علمت فيما بعد أنه ألبيرت الابن الأصغر للجدة- برفقتها و قادها من ذراعها بلطف .. و قبل أن يغادرا قال للممرضة بصوت منخفض لكني تمكنت من سماعه : اعتن بها جيداً و لا تسمحي لأي أحد بدخول هذه الغرفة .. واضح ؟!


ثم أصبحنا وحدنا أنا و الممرضة .. كانت لطيفة ، تبتسم لي بعطف كلما نظرت إليها .. لكن لفت انتباهي شيء آخر غير اللطف في نظراتها .. إنها الشفقة !!

لماذا ؟! لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة ؟! ألأني يتيمة ؟! هناك ملايين الأيتام غيري في هذه الدنيا ! أم بسبب موت المرأة التي تبنتني ؟! هي لم تكن أمي و أنا لم أقض معها أكثر من سنة ! إذن ماذا ؟! فكرت و فكرت لكنني لم أعثر على جواب مقنع لذلك استسلمت و حاولت نسيان هذا الموضوع.


رفعت الممرضة يدها لتنظر إلى ساعتها... بعدها انتصبت واقفة و قالت : لقد حان موعد عشاءك ، سأذهب لأحضره لك ، لا تغادري فراشك اتفقنا ؟!

لزمت سريري و قضيت وقتي بتأمل السقف حينا و أثاث الغرفة حينا آخر ، ليس لأني مطيعة بل لأني لا أستطيع الحراك جيداً بعد ، أقصى ما كان بإمكاني فعله هو الجلوس على السرير لدقائق معدودة.

فجــأة .. انفتح باب الغرفة ، التفت إليه .. كنت أحسبها الممرضة ، و قد فوجئت حين رأيت خمسة رجال غرباء يدخلون و يقفون أمام سريري !
كانت أشكالهم غير مريحة تثير القلق .. تقدم أحدهم إلي و قال يتصنع اللطف : مرحبا كيف حالك ؟!

كنت أوزع نظراتي الخائفة بينهم .. لم أكن أشعر بالأمان مطلقا في وجودهم ، و هم قد لاحظوا ذلك علي !
استدرك الرجل الأول قائلا بمرح لا يتماشى مع شخصيته : أوه عذراً نسيت أن أعرفك على نفسي .. أنا العم روبارج ! <ثم أشار بيده يعرفني على رفاقه : بيفورت ، هندسون ، لابوف ، ريستارك ! لقد جئنا جميعاً للاطمئنان عليك يا صغيرتي !

تحدث الرجل الضخم الذي يدعى لابوف بحزن كان زيفه واضحا لي : مسكينة إليونور كانت إمراة طيبة ، لا تستحق مصيرا كهذا.

تكلم المسمى هندسون : كنا أصدقاء منذ أيام الجامعة .. كم هذا مؤسف !

عاد روبارج ليتحدث : اسمعي يا عزيزتي الصغيرة ، إليونور المرأة التي تبنتك كانت من أفضل أصدقائنا لذلك فنحن جميعاً سنكون مسرورين بالاعتناء بك ، نحن أثرياء جدا ، نستطيع أن نشتري لك كل ما تريدين وأن نأخذك لأي مكان تحبين ، ليس عليك العيش مع تلك العجوز الفقيرة المملة !

كانت البهجة -رغم كل محاولاتهم الفاشلة لإخفائها- تكاد تشق وجوههم ! لم أكن أعرف من يكونون لكنني شعرت ببغض شديد اتجاههم.
و لم أرد على أي شيء من كلامهم ، حاولت تجاهلهم قدر استطاعتي حتى يشعروا باليأس و يغادروا .. لكنهم كانوا أعند مما توقعت.

واصلوا حديثهم المتملق و ابتسامتهم الزائفة .. حتى عادت الممرضة أخيراً !

شحب وجهها حين رأتهم : أيها السادة ماذا تفعلون هنا ؟! لا يسمح بالزيارة دون إذن من الطبيب المسؤول ! أرجو أن تخرجوا في الحال !

خطا المدعو بيفورت نحوها و هو ينظر إليها باستحقار شديد : من تظنين نفسك حتى تلقي علينا الأوامر ؟! لست أكثر من ممرضة تافهة عديمة القيمة !

وقف روبارج بجواره ثم اختطف صينية الطعام من بين يديها قائلا بلهجة متعالية و قاسية : هات هذا ! نحن من سيهتم بها ، و أنت من سيغادر الغرفة !

صاحت الممرضة بخوف : لا يمكنكم ذلك !

كان بيفورت على وشك الصراخ في وجهها .. غير أنه عدل عن ذلك .. حين رآني أبكـي !!

كانوا كلهم متفاجئين من بكائي ... لكن ما فاجأهم أكثر هو ذلك الصوت الغاضب الذي جاء من جهة الباب : "ما الذي أتى بكم إلى هنـا ؟!"

ارتبكوا جميعاً و ظهر التوتر عليهم باستثناء بيفورت الذي أجاب بكبر و غرور : جئنا لزيارة الصغيرة ، هل هناك مشكلة في ذلك يا ميـلارد ؟!

احتدت نظرات السيد ميلارد بشدة و صاح في وجههم : اخرجوا من هنا على الفور ! و إياكم أن تعودوا مجددا ًو إلا فلن تلوموا سوى أنفسكم !

اقترب لابوف منه و زمجر غاضبا : هل نعتبر هذا تهديدا ؟!

رد السيد ميلارد بنبرة قوية : اعتبروه ما شئتم ! و الآن غـادروا !

انصرف الرجال الخمسة تباعا و في عيونهم يتأجج حقد دفين و كراهية عمياء لهذا الرجل.

حالما ذهبوا و تخلصنا منهم .. دنا السيد ميلارد مني ثم أحاطني بذراعيه بحنان : لا تبكي يا صغيرتي ، سيكون كل شيء على ما يرام ! أؤلئك الرجال لن يعودوا مجدداً ، أعدك بذلك ! <ثم قبل رأسي و التفت نحو الممرضة قائلا : ابقي معها و لا تتركيها لحظة واحدة ! و إن حصل و عادوا مرة أخرى اتصلي بي فورا و أنا سأتصرف !

هزت الممرضة رأسها : سأفعل سيدي !



بعد أن تحسنت حالتي و انتهت اجراءات التبني لأصبح قانونياً ابنة بالتبني لعائلة آردوان .. سافرنا على الفور إلى بريطانيا.
كنت سعيدة بذلك لأنني لم أشعر أن بقائي في باريس فكرة جيدة خصوصاً بعد مقابلتي لأؤلئك الخمسة الكريهين .. أحسست أني سأواجه مشاكل لا نهاية لها إن مكثت في ذلك المكان أكثر !

مانشستر .. هي المدينة التي اختارتها جدتي لنقيم فيها ! كانت مدينة جميلة ، مريحة ، سكانها لطفاء ، و فيها الكثير من أصدقاء جدتي القدامى الذين لم تبالغ جدتي في وصفها لهم فقد كانوا ودودين بحق.

كنت سعيدة جداً بوجودي هناك و لم أهتم لكوني لا أزال فاقدة للذاكرة ، فالحاضر أهم من الماضي و بما أني مرتاحة الآن فلا حاجة بي لتذكر أشياء قد لا تكون ذات أهمية .. هذا ما كنت أظنه حينـها.


مرت سنة و انتهى عامي الدراسي الأول في بريطانيا .. كان من المفترض أن نقضي أنا و جدتي العطلة الصيفية في سويسرا عند ابنها الأكبر .. لكني أردت غير ذلك !
فقد سمعت صديقاتي في المدرسة يتحدثن كثيراً عن روعة الريفيرا و سحر طبيعتها و أنها المكان الأفضل لقضاء عطلة الصيف ، لذلك ألححت على جدتي كثيراً لنغير خطتنا و نسافر إلى نيس !

عارضت جدتي بشدة هذه الفكرة متذرعة بالعديد من الحجج الغريبة .. كانت تريد إبعادي عن فرنسا كلها و ليس باريس فقط ! و لكن بسبب إصراري الكبير و استمراري في إقناعها وافقت على مضض .. فنيس على أية حال بعيدة جدا عن باريس مركز المشاكل ، لكن بشرط ألا نمكث أكثر من أسبوعين و قد قبلت بذلك فورا.


كانت أجمل أربعة عشر يوماً في حياتي كلها و من المستحيل أن أنساها ، زرت كثيراً من المدن الجميلة بعد ذلك ، لكني لم أشعر و لو بربع السعادة التي غمرتني أثناء إقامتي في نيس ، و هذا بالطبع لأنني التقيـته هناك .. كان أروع شخص قابلته و أذكى من رأيتهم .. و الأهم من كل ذلك كان أكثر إنسان يفهمني و يقدرني و لا ينزعج من تصرفاتي المجنونة بل يشاركني فيها !
كنت أفكر فيه دوماً متمنية لقاءه مرة أخرى و لم يغب عن بالي يوماً واحداً ..
تمنيت حقا .. ألا ينساني هو أيضا ً.. لكنها للأسف كانت مجرد أمان لم يكتب لها أن تتحقق.


مرت السنوات ... تعرفت على الكثير من الناس ، أقمت العديد من الصداقات في كل مكان أذهب إليه ، كنت دوماً الأولى في صفي و درجاتي حتماً ممتازة ،
و مضى الوقت سريعاً فلم أشعر بنفسي إلا و قد دخلت المرحلة الثانوية ..
حيث تعرفت على أفضل صديقة لي .. سونيــا !

كانت فتاة مرحة صريحة ، لا تهتم بالرجال عكس معظم الفتيات و ربما لهذه السبب قبلت صداقتي ، فأقراني من الفتيات أغلبهن يكرهنني بسبب شكلي و يتهمنني بأني أسرق منهن فتيانهن مع أني في الواقع لا أهتم بأي واحد منهم و لست فتاة سيئة حتى أحاول التلاعب بمشاعر الناس.

كنا نقضي الكثير من الوقت معا ، في الدراسة ، العطل ، حتى في السفر كنا نرتب كل ما يلزم لنذهب سويا إلى مكان واحد.


في صباح أحد الأيـام ... اتصلت إحدى صديقات جدتي تدعوها لحفل صغير سيقام في منزلها يجتمع فيه أقدم أصدقائهما .. لم يكن في مقدورها أن تقبل لأنها لا يمكن أن ترضى بأي حال من الأحوال على تركي وحدي في المنزل ، لكني طمأنتها بأني سأقضي الليلة كذلك في بيت صديقتي سونيا ، فأهلها أصدقاء لنا كما أنهم لطفاء و لن يمانعوا بقائي معهم ليلة واحدة فقط ، فوافقت الجدة على الحضور بعد أن تأكدت من موافقة أهل سونيا على استضافتي تلك الليلة.


قبيل الظهر بفترة قصيرة .. رافقت جدتي إلى محطة القطار فصديقتها تقيم في مدينة أخرى كما أن جدتي كانت تتوق بشدة لزيارة محلات الأقمشة هناك بعد أن حدثتها صديقتها كثيرا عن روعتها و حسن جودتها لذلك توجب عليها الوصول باكراً لتأخذ وقتها في التجوال والتبضع.

وصل القطار في موعده .. ساعدت جدتي على الصعود إليه ثم ودعتها وأنا أقف على الرصيف .. و لم أغادر المحطة حتى رأيت القطار ينطلق بعيداً.

و بينما كنت عائدة للمنزل .. صادفت في طريقي سونيا ، فحيتني ببشاشة : مرحباً ، هل غادرت الجدة ؟!

أجبت : نعم ، و لقد عدت من المحطة لتوي !

زمت شفتيها : جيد <ثم زفرت بتململ : اسمعي أنا أشعر بضجر شديد من هذه المدينة ! ما رأيك أن نذهب إلى مكان آخر ؟!

سألت باستغراب : مكان آخر ؟! مثل ماذا ؟!

عبست صديقتي في تفكير .. ثم هتفت : هناك قرية ريفية جميلة جدا كان جداي يعيشان فيها قبل وفاتهما .. ما رأيك أن نذهب إليها ؟!

قلت مترددة : لكن ، نحن..

تحدثت بسرعة وحماس : لا تقلقي إنها ليست بعيدة كثيرا من هنا ، كما أننا لن نطيل المكوث هناك وسنعود قبل غروب الشمس ! ما رأيك بهذا ؟!

قلت مستسلمة : حسنا.

هتفت بسعادة : رائع ! هيا إذن !

ثم افترقنا كل منا إلى بيتها لتجهز نفسها ، فعلت كما قالت سونيا ارتديت قميصا مريحا بنصف كم و بنطالا واسعا بعض الشيء ثم ربطت شعري و وضعت قبعة على رأسي لتقيني حر الشمس .. كنت أبدو كالفتيان تماماً بهذا اللباس و هذا مريح بالنسبة لي فهو يحميني من المضايقات التي قد أواجهها في رحلتي.

استغرق وصولنا بالقطار إلى تلك القرية قرابة الساعة أمضيناها أنا و صديقتي بالحديث عن مواقفنا المحرجة في مسرحيات المدرسة التي كانت في معظم الأحيان فاشلة.

نزلنا من القطار .. و قرأت اسم القرية المكتوب على لافتة في المحطة : سانت ماري <عقدت حاجبي محاولة التذكر : أظنني سمعت بهذا الاسم من قبل !

قالت سونيا باستغراب بسيط : حقا ؟! أين ؟!

- لا أستطيع التذكر الآن !

هزت كتفيها قائلة : قد تتذكرين حينما نبدأ التجول فيها .. والآن لنذهب !


خرجنا من المحطة ، وأخدنا نتمشى في القرية .. كانت هادئة و جميلة ذات هواء عليل و منعش حقاً ! و قد قمت بالتقاط الكثير من الصور هناك للذكرى !
كانت الشمس حارقة ، لذلك توقفنا عند محل صغير لشراء المرطبات و لنستريح قليلاً تحت ظله .. و بعد أن أخذنا ما نريده .. قالت سونيا بحماس : هناك مكان مميز أريد أن أريك إياه !

قلت بفضول يمتزج بروح المغامرة : حقا ؟! أي نوع من الأماكن هو ؟!

غمزت بعينها : ستعرفين حالما نصل !

كانت تتقدمني في المشي فهي تعرف هذا المكان على خلافي أنا ،
ثم فجأة .. وجدت أننا داخل مزرعة كبيرة !

قلت بتوتر : سونيا .. لنخرج من هنا فليس من اللائق أن ندخل المزرعة دون إذن أصحابها.

- ما الذي تقولينه ؟! علينا عبور هذه المزرعة حتى نصل للجهة الأخرى من التلة حيث يوجد منزل جدي القديم ! كما أن الناس هنا معتادون على المرور من خلال المزرعة بشكل دائم و المالك يتفهم هذا الموضوع و لا يمانع.

قلت وأنا نصف مقتنعة : فـ..همت !


واصلنا المشي و تغلغلنا أكثر داخل المزرعة .. كان يراودني شعور غريب حينها .. لم أكن مرتاحة .. ربما لأنني لست معتادة على دخول مكان دون إذن صاحبه !

هتفت سونيا فجأة : انظري إلى هذا !

كانت تشير بيدها إلى بئر قديمة للغاية مبنية بطريقة بدائية .. انطلقت رفيقتي نحوها و هي تسحبني معها : تعالي بسرعة !

- لحظة .. تمهلي ! سونيا !

كانت البئر مغطاة بغطاء حجري ثقيل .. وضعت سونيا يدها عليه وأخذت تقول : كان جدي يحكي لي أن هذه البئر مسكونة بروح شريرة منذ مئتي عام !

سونيا في الواقع تعشق قصص الرعب لذلك تشعر بالاثارة و المتعة حينما تتحدث عنها .. أما أنا فعلى عكسها كنت أخاف من هذه الأمور و كثيرا ما كانت صديقتي تضحك علي ساخرة بسبب ذلك.

كثيراً ما تفاجئني بتصرفات غريبة .. لكن ما فعلته الآن كان غير متوقـع أبدا !
إذ أمسكت الغطاء الحجري بكلتا يديها محاولة إزاحته !

صحت بها فزعة : سونيا ما الذي تفعلينه ؟!

قالت ببرود : و ما الذي يمكن أن أفعله برأيك ؟! أحاول التحقق من صحة تلك الإشاعة !

- ماذا ؟!

صرخت وهي تحاول بأقصى قوتها رفع الغطاء الثقيل : تعالي وساعديني .. بدل الوقوف هكذا !

قلت بارتباك و خوف : سونيا لا أظن من الحكمة فعل ذلك ! لنغادر هذا المكان أرجوك !

غير أن سونيا في هذه اللحظة تمكنت من رفع الغطاء الحجري !

تنهدت بقلة حيلة : لا فائدة من الحديث معك !

مدت لي لسانها بإنزعاج طفيف : لقد أزحته وحدي و دون الحاجة لمساعدتك !

التفتت نحو البئر ثم انحنت عليه لتقول بانبهار شديد : مظلم جدا لا يمكنني رؤية شيء ! <بعد لحظات هتفت في دهشة : انظري ! هناك شيء ما يلمع داخل البئر ! هل يعقل أن يكون ذهباً ؟! أم تراه مجرد قدح من النحاس ؟!

انضممت إليها والفضول يتملكني : أين ؟! لا أرى شيئاً !

انزاحت قليلا نحو اليمين : لا يمكنك رؤيته من هذه الزاوية .. قفي في مكاني و سوف ترينه.

غيرت مكاني .. و انتقلت إلى حيث كانت تقف وأنا أمعن النظر في البئر .. و غفلت للحظة عما كان يحيط بي .. تمتمت مستغربة : ما زلت لا..


لا أعرف حقاً كيف أصف الأمر .. و أي كلمات يمكن أن تعبر عنه ؟!

ما حدث باختصــار ... هو أني سقطت داخل البئـر المخيفة !!

لم أتعثر أو تزل قدمي .. بل شخص ما .. لم أكن أعرفـه .. دفعني للسقوط فيها !!

من قعر البئر المظلمة .. وسط مياهها المتعفنة القذرة .. رفعت إليه عيني المتصلبتين و خرج صوتي مزعزعا : سـ... ونيـا !!


كانت ترمقني بنظرة احتقار لم أرها منها في حياتي قط : كم أنت غبية !

شرعت دموعي تنهمر رغماً عني : لمــاذا ؟!! لماذا ... فعلت ذلك ؟!! ألسنا صديقـات ؟!!

ضحكت بسخرية قاسية : لا .. نحن لسنا صديقات أبـدا !! مع أني في البداية حسبتنا كذلك .. لكني مؤخراً اكتشفت أني لا أكترث بشيء سخيف كالصداقة ، لاسيما إن كان يتعارض من مصالحي ! <اكتسبت نظراتها شرا و طمعاً لا يوصف : لا يمكنك أن تتصوري حجم المبلغ الذي سيدفعـونه لي بعد هذه المهمة !

من تكون هذه الفتاة ؟! إنها بالتأكيد ليست سونيا ! لا يمكن أن تكون صديقتي الوفيــــة سونيا !
هذا مستحيــل !
لا شك أن هذا مجرد كابـوس سينتهي في أية لحظة !
نعم .. هذا صحيح .. فلا تفسير منطقي لما يحدث !


تجمدت الدموع في عيني .. و تفوه لساني بلا إذن مني كلمات مؤلمة للغاية : سونيـا .. أنا لم أضع ثقتي بك لأني غبية .. بل لأني .. أحببـتك كثيرا !


لم تتأثر بكلماتي الصادقة .. بل بدلا من ذلك قالت متهكمة دون شفقة : و أنا أيضاً أحبــــك و لذلك أردت تخليصك من حياتك البائسة ! عليك أن تكوني ممتنة لي لأنني سأريحك من العذاب الذي ينتظرك في المستقبل !

كان هذا آخر ما قالته لي .. قبـل .. أن تعيد الغطاء الحجري إلى مكانه .. ليختفي بصيص النور الصغير .. الذي كان أملي الوحيد في الحياة.


لم أكن أصدق ما يحصل ، و حتى تلك اللحظة واصلت إقناع نفسي بأنه ليس أكثر من كابوس مخيف .. لكن لم لم أستيقظ منه بعد ؟! لماذا يبدو هذا الحلم طويلاً بلا نهاية ؟!

"هذا ليس حلماً بل حقيقة ! حياتك السابقة هي التي كانت مجرد حلم و قد انتهى الآن و فتحت عينيك على الواقع المرير !"

صوت ما .. كان يكلمني !
صحت كالمجنونة وأنا أتلفت حولي : من .. من هناك ؟! من الذي يتحدث ؟!


انفجرت باكية ثم بدأت أصرخ بأعلى صوتي لعل أحد ما يسمعني ، ناديته "هو" .. و كل من عرفت في حياتي .. جدتي ، أصدقائي واحدا واحدا ، الطبيب ألبيرت و شقيقه ، السيد ميلارد ، حتى ساعي البريد و جارتنا البخيلة ! استنجدت بالجميــع ... لكن لا أحد يسمعني.
عندها .. لم أشعر بنفسي إلا و أنا أنادي باكية : أبـي ! أبـي !


ما هذا ؟! ما الذي أقوله ؟! و من الذي أناديه ؟! هل كان لي أب أصــلاً ؟!!
حين بدأت أفكر أصابني صداع رهيب ! كنت أشعر و كأن رأسي ينشطر مئة مرة من شدة الألم !

و أنا على هذا الحال .. و إذا ببعض الصور المتقطعة ترتسم أمامي .. تعود إلى تسع سنوات مضت.

كنت أجثو على الأرض و النيران تحيط بي من كل جانب .. أصرخ و أنادي : أبي .. أبي .. أين أنت ؟!

كنت أصيح و أصيح بلا يأس .. حتى سمعت صوته من بعيد : لونــا ! أنا قادم يا ابنتي لا تخافي !

كان أبي يركض نحوي غير آبه بالنيران الشرسة التي تلتهم بيتنا بلا هوادة .. أسرعت إليه ثم رميت بنفسي في حضنه و جسدي الصغير يرتجف خوفاً ! ربت أبي على رأسي بحنان : لا بأس يا صغيرتي ! لا تخافي .. سنغادر في الحال !

حملني بين ذراعيه ، و انطلق راكضا بأسرع ما يمكنه .. لكن غرفة المكتب القريبة انفجرت فجـأة .. و كل ما أذكره بعدها هو أن أبي قد حماني بجسده من نار الانفجار .. كانت تلك هي آخر مرة رأيت فيها والـدي .. و آخر مرة احتضنني فيها..


أسندت رأسي على جدران البئر القذرة .. و قد أجهشني البكاء .. لا أدري كم مضى من الوقت و أنا كذلك .. فلا شيء حولي غير الظلام .. هكذا كان عالمي منذ البداية ، لكنني لم ألحظ هذا إلا متأخراً !

لونـا آيـون .. هذا هو اسمي ، كان لدي أروع أسرة في العالم ، لكني حرمت منها ، و من كل شيء جميل في حياتي .. لا أعلم ما الذنب الذي اقترفته ليحدث لي كل ذلك !

"هل ستظلين تبكين على حالك حتى تموتي في هذا العفن ؟!"

عاد الصوت مجدداً و هذه المرة كان أكثر حدة و غضبا .. صحت بصوت مبحوح : من أنت ؟!!

أجاب الصوت : "أنا .. أنا الذي عليك إتباعه و الوحيد الذي يمكنك الوثوق به .. أنا .. ظلــك !!"

هذا الصوت ... يأتي من داخلي ؟!! لكني أسمعه كما لو كان شخصا آخر أمامي !! هل فقدت عقلي يا ترى ؟!! أم أنني بدأت أهلوس ؟!!

"لا تقفي هكذا كالبلهاء ! فكري في طريقة لتخرجي من هنا !"

قال الصوت بصرامة .. لأرد أنا نائحة : و لماذا علي أن أخرج ؟! لا أريد العودة لعالم الوحوش ذاك .. الموت هنا أرحم لي !

صاح الصوت مزمجرا : "غبية ! هل تقبلين الموت بهذه الطريقة المهينة ليسعد أعداؤك ؟! لقد قتلوا كل أهلك ، أحرقوهم حتى الموت بلا رحمة أو شفقة ، استولوا على ثروتك ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا التخلص منك بأرذل الطرق !
أنت لن تخرجي لتعيشي .. بل لتنتقمي من أعدائك ، و تستعيدي كرامــــة أسرتك و حقها المسلوب !"


قلت ببطء و عيناي تسرحان في صورة النار التي تلتهم منزلي و دماء والدي التي تلطخ ثوبي : نعم .. أنت محق ! يجب .. يجب أن أنتقـم !!

رفعت يدي لأجفف دموعي .. حينها هتفت متذكرة :
لقد تذكرت أين سمعت اسم هذه القرية ! لقد كانت مذكورة .. في قصة قديمة قرأتها قبل سنوات.

¤ قبل مئتي عام .. في قرية انجليزية فقيرة تسمى سانت ماري .. كان يعيش إقطاعي شجع عديم الرحمة في مزرعته الكبيرة حيث يعمل ثلث فلاحي القرية فيها.

مرت على هذه القرية سنة قحط و جدب انقطع المطر فيها شهرا كاملا ، و لم يكن هناك أي مصدر قريب للماء غير نهر يقع أسفل أرض زراعية كانت جزءاً من أملاك ذلك الاقطاعي ، و بالطبع ذلك الطماع لم يكن يسمح لهم بدخول أراضيه حتى يدفعوا له مبلغا كبيراً من المال كان يتضاعف كل فترة ، و إلا فعليهم تسلق الجبل الذي كان ملاصقا لتلك المنطقة و قطع طريق منهك و طويل كثيراً ما يكون خطرا لتجول بعض الحيوانات المفترسة فيه خصوصاً الثعابين التي كانت تنتشر بكثرة هناك.

هذا الأمر أرهق كثيراً سكان القرية الفقراء .. فأغلبهم لا يستطيع دفع المبلغ المتزايد كل مرة .. كان من بين هؤلاء فلاح بسيط محدود الذكاء لكنه شهم و طيب القلب يدعى ريتشارد.

بينما كان ريتشارد في أحد الأيام يحرث حديقته الصغيرة .. خطرت على باله فكرة.
ماذا لو قام بحفر بئر في حديقته .. ثم مد منها مجرى خفيا يصل لذلك النهر ؟! حينها سيتمكنون من الحصول على المياه بسهولة و دون الحاجة لتسلق الجبل أو العبور من أراضي ذلك الطماع !
نعم هذا ممكن فمنزله هو الأقرب للنهر من بين جميع المنازل في القرية !

اقترح الفلاح هذه الفكرة على أهالي القرية ممن يعانون من نفس المشكلة ، فأعجبوا بها كثيرا و عرضوا عليه المساعدة !
و بدأ ريتشارد تنفيذ الخطة.

كان ينتظر حلول الليل و ذهاب الجميع للنوم حتى يشرع بالحفر ، أولا قام بحفر البئر و أحاط الحفرة بقوالب طينية مستطيلة لتبدو للناظر إليها مجرد بئر عادية لاستخراج المياه الجوفية و تخزين مياه الأمطار.

بعد ذلك بدأ في حفر المجرى السري بعمق مترين تقريباً .. و الذي كان من المفترض أن يكون طوله 34 مترا !

مرت أسابيع و هو على هذه الحال .. وكان كلما ينتهي من حفر أربعة أمتار .. يدخل عصا طويلة من المجرى حتى سطح التربة .. و لم يكن يظهر منها إلا قدر بسيط لا يمكن للمار أن يلاحظه ما لم يدقق النظر في الأرض ، و كان الهدف من تلك العصي معرفة المسافة المتبقية لبلوغ النهر ، و ذلك بعد أن اتفق مع أحد العمال في مزرعة الاقطاعي على إخباره بالجهة التي يجب أن يسلكها و يؤكد له -من خلال تلك العصي- المسافة التي تبقت أمامه .. فقد كان الأمر خطرا للغاية و لو أنه استمر بالحفر دون حساب المسافة فسيغرقه التيار القوي الذي سيندفع فجأة إلى المجرى.
لذلك كانت الخطوة الأخيرة -بعد أن يتبقى متران فقط على وصوله للنهر- هي أن يتسلل ليلاً بمساعدة العامل إلى المزرعة و يقوم بإتمام الحفر من السطح نحو المجرى !

و لكن شيئا لم يكن في الحسبان قد حصل ! إذ اكتشف الاقطاعي الخبيث الخطة !
و طرد ذلك العامل متذرعا بحجة أخرى و هو أنه كان كسولا ، لكنه لم يذكر أي شيء حول خطة ريتشارد.

أما ريتشارد الطيب فقد أبى الاستسلام و واصل الحفر .. و هذا ما كان يريده ذلك الشيطان.
فقد ظل صامتا يراقب .. حتى لم يتبقى لريتشارد غير ستة أمتار فقط كانت العصى السابعة التي وضعها هي الدليل على ذلك.

دخل الاقطاعي المزرعة ليلا بعد أن انتهى ريتشارد من عمله في البئر و أزال إحدى العصي ثم أعاد توزيع العصي الأخرى بمسافة متساوية.

أتى ريتشارد الليلة التالية .. و عد العصي كما يفعل كل مرة ليجدها ستة فقط .. استغرب في البداية فحسبما يتذكر كان عددها سبعة .. لكنه بعد ذلك اقتنع أنه كانت ستة فقط ، فهو كان عديم الثقة تقريباً بذاكرته الضعيفة.

واصل الحفر بناء على ذلك ... و بعد ثلاث ليال كان قد أنهى أربعة أمتار أخرى .. وضع العصا ثم ذهب للنوم و هو يظن أه قد تبقى أمامه ستة أمتار مع أنها في الواقع اثنين !

أتت الليلة التالية .. و خرج ريتشارد و هو يدندن بسعادة غامرة .. كان يتهلل وجه كلما فكر كم سيكون الأهالي مسرورين حسنما تنجح خطته ! لكن هيهات يحدث ذلك وهذا الشيطان جاثم فوق رقابهم.

دخل ريتشارد إلى البئر و منها إلى المجرى ليستأنف الحفر .. و ما كاد يحفر مترا .. حتى اندفع الماء بقوة و غزارة داخل المجرى .. و غرق الفــــلاح المسكين !


حزن أهل القرية حزناً شديدا ً.. و هموا بدخول البئر لإخراج جثمانه و دفنه بشكل لائق ، لكن الاقطاعي الطماع تدخل ليمنع ذلك و توعد أهل القرية إن عصوا أمره أنه لن يسمح لأي منهم بعبور مزرعته .. أما إن أطاعوه فسيخفض لهم أكثر من نصف المبلغ بشكل دائم.

ترددوا بعض الشيء .. لكنهم سرعان ما قبلوا هذا العرض بحجة أن ريتشارد الطيب لم يكن يريد من كل عمله الشاق ذاك غير أن يسهل عليهم حياتهم و يجعلها مريحة أكثر و هذا ما حدث !

و هكذا بقيت جثة ريتشارد المسكين حبيسة تلك البئر .. لأسابيع !

لم يهنأ أهل القرية بعد ذلك كما كانوا يتوقعون .. بل على العكس أضحت حياتهم أسوأ بكثير !
فهم لا ينامون الليل .. بسبب صوت الحفر الذي يبدأ بعد منتصف الليل ، و إذا حالفهم الحظ و ناموا فالكوابيس لا تفارقهم إطـلاقاً !

استمرت الحال هكذا قرابة شهر .. حتى اجتمع أهل القرية في صباح أحد الأيام و قرروا فتح البئر و إخراج جثة الفلاح لدفنها.
تدخل الاقطاعي مجدداً لردعهم .. لكنهم هذه المرة لم يأبهوا له و لا لتهديداته .. فتحوا البئر .. ثم نزل ثلاثة رجال منهم ، و أخرجوا جثة ريتشارد التي بدأت تتحلل وتفوح منها رائحة كريهة.

شعر القرويون بتأنيب شديد من ضمائرهم حين رأوا جثته و كرهوا أنفسهم حقا لاستماعهم لكلام الاقطاعي الطماع.
أقاموا له جنازة محترمة و دفنوه بالطريقة التي تليق برجل نبيل الأخلاق مثله.


أما الاقطاعي فقد سافر إلى أفريقيا للتنقيب عن مناجم الذهب هناك.
و بينما كانت عربته تسير في طريقها نحو المدينة ... هجمت عليهم إحدى القبائل البدائية التي تعيش في تلك المنطقة.
سلبوا منه كل ما يملك و قتلوا معظم مرافقيه .. و لكنه نجا وهرب بعيداً !

و بعد أيــام .. جاء شركاؤه و معارفه للبحث عنه حينما انقطعت عنهم أخباره بشكل مفاجئ !
و وجدوه أخيراً في مكان قريب .. و لكنه كان ميـتا !
مات من العطـش !! ¤


فكرت .. إن كانت هي البئر ذاتها .. فيجب أن يكون المجرى على يميني ! نعم فهذه هي جهة النهر كما أذكر !

مددت ذراعي أمامي أتحسس طريقي .. و بعد العديد من المحاولات وجدت حفرة في الجدار كان أقل من ربعها مغموراً بالماء الموحل !
هذه هو المجرى ! بحذر و تمهل رفعت نفسي و دخلت فيه !
و كحال البئر كان المجرى مظلما للغاية حتى أني لم أستطع أن أبصر أصابع يدي !

سرت فيه زاحفة على يدي و ركبتي ... ثم شعرت بشيء لامس يدي !
أمسكته بحذر و حاولت تحسسه لمعرفة ماهيته ... كان أداة حفر قديمة جداً ! هل .. يعقل .. أنها الأداة التي استخدمها ريتشارد في حفر المجرى ؟!
أخذتها معي فأنا أحتاج لاستخدامها في الحفر.

أصيبت ركبتاي ويداي أيضاً بالكثير من الخدوش جراء الزحف فوق هذا الطين المقرف المملوء بالحصى و الأحجار الصغيرة.
لكني رغم كل شيء تحملت و واصلت طريقي بصبر .. حتى بلغت آخره ! و كما كنت أتوقع ... كان مسدودا بطبقة سميكة من التراب ، لابد أن الاقطاعي الشجع قام بردم الجزء الأخير من المجرى بعد موت ريتشارد مباشرة.


أخرجت شالا خفيفاً من حقيبة ظهري الصغيرة و لففته حول النصف السفلي من وجهي .. ثم أمسكت أداة الحفر بإحكام .. و بدأت أحفـر نحو السطح !

كان الأمر أصعب بكثير مما كنت أتصور ! فالتربة قاسية جدا و توجد العديد من الصخور الصلبة .. كما أني كنت سأختنق من التراب الذي يتساقط على وجهي بغزارة كلما حفرت قليلاً .. و الذي كثيراً ما دخل في عيني مجبرا إياي على التوقف !

شرعت الدموع تسيل رغماً عني .. ليس بسبب التراب بقدر ما كان من حالتي التي يرثى لها ! لماذا تفعلون بي ذلك ؟! ما الذي ارتكبته لأستحق كل هذا العذاب ؟!


التقطت الأداة ثم ضربت بها الصخرة التي سدت علي طريقي .. ضربت و ضربت وفي كل مرة تتضاعف قوة ضربتي كان يجتاحني غضب و حقـد لا يمكن تخيلهما : سأخرج من هنا مهما حدث ! سأظل أحفر و أحفر حتى لو تكسرت أصابعي و انخلعت ذراعاي ! سأعود إليكم لأقلب حياتكم جحيماً أسود !! انتظـروني فقط حتى أخـرج !


ظللت أهاجم الصخرة بشراسة من كل الجوانب .. حتى تحطمت أخيراً ! بعدها أصبح الحفر أكثر يسرا و سهولة .. فواصلت العمل بلا انقطاع !


و أخذت أقتـرب أكثر فأكثر من السطـح !


في هذه الأثناء ... المزيد من الذكريات بدأت تعود إلي مجددا !

لقد زار أؤلئك الخمسة منزلي فرادى قبل أشهر من الانفجار ! وقد تشاجر ريستارك و بيفورت مع والدي بخصوص مواضيع تتعلق بأعمالهم التجارية ! أما روبارج ، لابوف ، هندسون فكانوا يظهرون لأبي الود والاحترام مع أنهم في الواقع يمقتونه أشد المقت و يتمنون موته.
لا شك أن لأؤلئك الأوغـاد يدا في مقتل أسرتـي !

شعرت بنسـمة هواء باردة تدخل إلى المجرى .. فعرفت أني قد بلغت الســطح أخيراً !

شددت همتي و أكملت الحفر بعزيمة و نشاط أكبر .. إلى أن استطعت إخراج يدي إلى السطح !

ألقيت أداة الحفر من يدي الأخرى .. و مددتها للخـارج .. لتتشبث كلتا يداي بالأرض و ترفعا جسدي فوق التراب !!

جلست على الأرض ثم اخذت ألتقط أنفاسي .. يا للأسف لقد فشلت خطتكم الوضيعة للتخلص مني ! لقد نجوت ! و سأظل حية رغم أنوفكم .. لأذيقكم طعم الخـوف الحقيقي !

و سقطت في نوبة جنونية من الضحـك !

كان صوتي مبحوحا و منهكا ومع ذلك قلت و الحقد يتملك روحي : هندسون ، ريستارك ، بيفورت ، لابوف ، روبارج .. أيها الأوغاد الأغبياء لقد حانت ساعتكم !!


منذ أن خرجت من البئر .. لم أعد أسمع صوت "ظلــي" !

لأني قد أصبحت الآن ذلك الظـل .. دليل وجودي و جانبي المظلـم !
أما تلك الطفلة الضعيفة الساذجة فما تزال محبوسة داخل البئـر العفنة !

كنت غارقة في عالم أفكاري تماما ً.. و لم أخرج منه حتى سمعت صوتاً غريبا بعد أن فرغت من كلامي !

وقفت على قدمي بصعوبة .. كنت أتألم بشدة من الرضوض التي تملأ جسدي .. لكني رغم ذلك خطوت نحو ذلك المكان حيث مصدر الصوت .. لأجد فتاة شقراء ملقاة على الأرض بين الأشجار !


من تكون هذه الفتاة ؟! و لماذا هي ممددة هنا ؟! هل يعقل أنها .. فقدت وعيها ؟!! إذن .. ذلك الصوت الذي سمعته .. كان صوت سقوطها على الأرض ؟!!

لفتت نظري دمعة على خدها .. هل كانت تبكي يا ترى ؟!
لحظة .. من مكانها هذا .. هل يمكن أنها رأتني و حسبتني وحشا أو شبحا .. فأغمي عليها من الخوف ؟!
هذا ممــــــكن !
لكنه ليس المهــــم الان ! يجب أن أردم تلك الحفرة قبل أن يأتي شخص ما للبحث عن هذه الفتاة و يكتشف الأمر.


لحسن الحظ .. أن الأرض فوق المجرى بعد خروجي من الحفرة قد انهارت فوقه لتردم معظم ما حفرت .. و لم يتبق أمامي سوى فتحة صغيرة ملأتها بالاحجار و الأغصان المكسور ثم غطيتها بالتراب.

سمعت صوت أناس يقتربون فاختبأت سريعاً خلف شجرة.

اتجهوا صوب الفتاة وهو يصيحون : ويندي !

ويندي ... هذا اسمها إذن !

و بعد حملوا رفيقتهم و رحلوا .. غادرت أنا أيضاً ذلك المكان.

مررت بالبئر .. فتوقفت عندها قليلا .. وضعت يدي برفق على غطائها الحجري :
المجرى الذي صنعته يا ريتشارد ربما لم يساعد أهل قريتك كما كنت ترجو .. لكنه أنقذ حياة إنسان مظلوم بعد مئتي سنة من موتك !
لذا ... شكراً جزيلاً لك !

سكت هنيهة ثم سألت : هل تظن أن حقي سيعود إلي و سينال المجرمون جزاءهم .. حتى لو لم أحاول الانتقام ؟! كما حدث معك ؟!

كنت اتساءل فقط ... و لم أنتظر جواباً من أحد لأني قد اخترت جوابي : حتى لو كان ذلك سيحدث .. فأنا لن أظل مكتوفة اليدين أنتظر عقاباً قد يكون بعيداً و قد لا يأتي إلا بعد مماتي ! أنا لن أرتاح ما لم أسترد كل شيء بنفسي ... و أرى انتقامي يتحقق أمام عيني !
<أضفت بعد ذلك بابتسامة وجع : أنا و أنت متشابهان .. كلانا كان ضحيـة لشجع البشر !


أخرجت ما في صـدري لتلك البئر .. ثم تركتها خلفي و سرت مبتعدة.

و حينما هممت بنزول التلة و الخروج من المزرعة .. رأيت رجلاً يمشي على الطريق أسفل مني ، يتلفت يمنة و يسرة و ينحني بين الحين والآخر حاملاً بيده مصباحاً يدويا .. و كأنه يبحث عن شيء مـا !!

من يكـون ؟! و ما الذي يبحث عنه في هذا الوقت ؟!!












رد مع اقتباس
  #187  
قديم 07-23-2016, 03:01 PM
 

صدمة ! صدمة ! صدمة !
لك مرضت اربع ايام تشابهت علي ، الخميس ظنيته الأربعاء و الأربعاء الثلاثاء
لك لما استيقظت يوم الجمعة ناوية اكتب رد .. ظنيته الخميس
بس لما لقيت الوالدين في البيت عرفت اني لساتني بعالم مختلف
نطيت مثل الكنغر و نسيت الألم متع الحلق خ
بظن حليب المرة السابقة اللي شربته و انا عمفكر بالرد كان بارد اكثر من اللزوم
لا تلومي حالك انا هي المستهترة !

سحقا ، ما دخلت مثل الناس .. دخول مبتكر ما
ههههه بس هي هي الحقيقة و الله
بظن انو بالرد السابق حدثتلك عقدة من القلب الأسود لك كان قلبي حاقد
هداك اليوم ، لانو التيار ينقطع !
كل ردودي بهداك اليوم كانت بهالقلب الأسود .. كانت عندهم هالة مرعبة مع الكتابة السوداء
و اليوم هو احمر لانه رح ينفجر من الحماس <<كفففففف

لك اول شيء انا سعيدة حب3 لاني اول ثالث مرة بلاحظ شيء بيطلع مفيد باقصد أليغرا
لا تضحكي بس روايتك افقدتني ثقتي بحدسي
بونجورجو
لك بونجور يا ولد خليني في الفرنسية ما باعرف الايطالية ! ليش هاد "جو" خلوها لغة وحدة و خلص
شاادو يا عمري تعاال لعندي
لك هالمرض اللعين الله يعافينا منو ان شاء الله !
ليش شادو بيدخن مثلا -_-2
سحقا ! سحقا ! لك رح حطم الجهاز بين إيدي خ
و الله صدمتي ما كانت اقل من صدمة ويندي
شو قصد رانكوت هداك الاناني ! لك شو هالحكي .. احسنت جان ، حكيك جميل
و باعدين بروح لشجاعة ويندي !
الكونت ما .. لك حبيت بس شوف شو رح يصير اذا ما اتصل آوتنبورغ

الكونت هو نفسه آدم ريغال .. بدي وصف دقيق للملامح
المهم في الوقت المناسب ، رحت رجعت للبارت اللي اجا فيه لعند رانكونت
لقيت انو شعره كستنائي -_-1
و الاهم ويندي منذ متى اصبحت بهذا الذكاء خ

متشوووقة ، متشوقة جدا !
و ايضا لازم تجيبي روايتك التي نشرتها يوم الجمعة .. بي لما تنهيها لاني ما باقدر أضبر خ

لماي باعرف ردي قصير ، بس النت مو النت متعنا !
نحن انقطعت مو يومين و هي متع جارنا
لهبك ما باعرف ايمتا رح يطفؤوها ! و ايضا التيار مو موثوق

في أمان الله
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
  #188  
قديم 07-23-2016, 03:04 PM
 
عاااااااا ، لك شو ؟، هاد رد الفصل السابق !
لما شفت البارت انصدمت
لحق عليا الفصل الجديد عفوا >> داىما عندي مشكل
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
  #189  
قديم 07-23-2016, 03:28 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ärt€mÍŠ مشاهدة المشاركة
[align=center][tabletext="width:70%;"][cell="filter:;"][align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


كيفك ؟ انشاء الله تكوني بخير


الحمد لله في أحسن حال أرجو لك المثل ♡


اريد ان اخبرك اولا انني سعيدة لان ردي اعجبك و هذا ما زاد اصراري في اكمال الرواية الى نهايتها ان شاء الله
و اريد ان اطلب العذر من الان ان لم استطع يوما الرد او تاخرت فيه لكن ان رديت فبتاكيد سيكون شاملا لكل ما تاخرت عنه فكما تعرفين نحن في الصيف و ساطل الى ان اسافر و انا لا افتح بالموبايل بل افتح بالكومبيوتر
اردت اطلاعك على هذا الامر حتى لا تنزعجي و تياسي من جهتي


بالبطبع ستعجبني ردودك الباهرة عزيزتي هذا أمر مفروغ منه *-* يسعدني ذلك حقا و أتمنى أن تجدي كل ما يسعدك ^^

لا بأس عزيزتي كلنا نمر بظروف و ما دام تأخرك أو غيابك ناجما عن وجود مشاغل فأنا لن أنزعج مطلقا و لن أتذمر !


اوكي الان ندخل في صلب الموضوع

هذا الشادو حقا رااااااااائع لقد ابعد اصدقائه عن الخطر لحمايتهم و انا التي بدات اغضب عندما دخلت المافيا الاطالية و كدت اجن و انشل - اسفة عزيزي الشادو-


إنه يقبل اعتذارك :3

يجب ان اتي لابرحك ضربا فبسبب حضرتك امي ملاتني هي و اختي بسيل من الشتائم و هذا في هذا المقطع
*زفرت باستياء ثم قلت : حسنا سأتصرف أنا ! لكن قبل ذلك أعد إلي الصندوق ثم استدع ذلك الإيطالي ماريجوانا أو أيا كان اسمه !

نظر إلي ببرود : اسمه آلاغونا ! ماريجوانا هذا هو الحشيش المتكوم داخل رأسك !*

لقد ضحكت الى ان داق نفسي


هههههههههههههه لقد أصبحت روايتي تسبب المشاكل بين أفراد الأسرة و قد تنشب حروب في المستقبل بسببها هههههههههه كم أنا شريرة :3


هههههههههههههه لا انسى علامات الاستغراب و اندهاش عندما قالت ويندي انها عقرب هههههههههه لقد كدت اجن من الضحك


دوم الضحكة إن شاء الله ♡

ان هذه الفتاة حقا مغنطيس للحظ * اعطيني القليل منه* ما ان اكملتها جملتها عن التهديد حتى هجم العقارب صدقيني لقد بقيت مشلولة في مكاني احدق ببلاهة في شاشة الحاسوب - انا من النوع الذي ينغمس بطريقة عجيبة مع رواية لاني امثل بكل جوارحي كل شخصية فيها و خاصة الروايات التي تسلب عقلي و اعشقها حتى الجنون مثل روايتك - لقد كنت انتظر ان تحرج كالعادة و ان تقع في موقف لا يحسد عليه
عليها حقا ان تشكر الكونت و من حقها ان يرتفعا غرورها 100/100 فهذا الامر لا يحصل كل يوم


نعم لقد بلغت وفرة حظها الذروة في تلك اللحظة *-*
يسعدني كثيييييييرا أن تكون روايتي المتواضعة موضع إعجاب و تفضيل عندك عزيزتي شكرا على هذا الشرف ♥♥

لقد حزنت حقا في هذا الجزء *

و أنا أنظر إليه عادت إلى ذهني كل تلك الذكريات التي قضيتها معه و مع الدكتور كروست و بيكارت .. كان كل شيء مزيفا ! الكلام ، تعابير الوجوه ، المشاعر ، الابتسامات ، لم يكن ايا منها حقيقيا ! لكنها رغم ذلك تبقى ذكريات ! *

ارجوا ان تعود المياه الى مجاريها و ان لا تقتلي احذا و الا نهايتك


ههههههههههه أنا تحت حماية الكونت :3

خاصة العقارب و اياك ثم اياك ان تلمسي شعرت من الكسي
بالمناسبة عن سؤالك ان كان شخصية المفضلة فهو ليس كذلك انما احب انواعه من الشخصيات المجنونة و خاصة انه لطييييييييف انه قطي لذا ممنوع اللمس
امممم في الحقيقة ليس لدي شخصية مفضلة اكثر فقد جعلتنيني اضمها كلها اليها خاصة ويندي - بالتاكيد- الكونت و الشادو الذي لا توزال شخصيته مجهولة عندما نمت البارحة بدات افكر في من يكون حقيقة و قد انتابني شعور انه ربما يكون شخصا قد مات من شخصيات الرواية قبلا لكنه لم يمت حقيقة بفففففففففف هو و الكوبرا يحتلاني جل تفكيري امممم ايعقل ان لونا لم تمت و احدهما هو ؟ لا ادري فانت جعلتيني اشك في كل شئ
ربما تجعلين عائلة ايون يعود للحياة و هم بينهم بطريقتك العجيبة مع ان هذذا الاحتمال ليس كبيرا جدا 02/100


أها إذن فقد احتلت ثلاث شخصيات محل الشخصية المفضلة !

هممم تبقى كل الخيارات محتملة و كما أقول دوما كل شيء ممكن !

ذلك الكلارك اكاذ اجزم انه ليس انسانا احيانا
يعرف الكونت و الكون يعرفه يا الااااهي و يتحدث بكل برود ايضا لو كنت مكان ويندي لا انتهيت منه


هههههههههههه و أنا أيضا ! كم كان مستفزا وقتها :3

يااااااااااا الاهي نسيت اهم شئ اددددددددم هو الكووووووووووووووووونت اكااااد اجن
لا لقد جننت حقا

كنت اشك فيه لكن ليس كونت ؟ كونت هو ادم ريغال ؟ و ادم ريغال هو الكونت ؟ very good


هههههههههههههههههه ما زال هناك المزيد من أمثال هذه الصدمة الجميلة :3

هههههههههه بالمناسبة لقد اشفقت على ويندي المسكينة هههه عندما كانت محاصرة بنظارات ماريان ههههه لا اردي ماذا ستفعل لاحقة اولا الكوبرا و هاهي ذي ويندي هههههههههههه


هههههههههه نعم ماريان أضبحت سريعة الاشتعال مؤخرا و قد تنفجر في أية لحظة 😁

اانا اشتعل حماااسا للباقي تعالي تعالي لتري النار تحوم حولي لكن ابقي بعيدة حتى لا تحترقي لازلت اريد سلامتك لتكمل الرواية


هههههههههههههه لا مشكلة أنا أحب نار الحماس *-*

حسنا عذرا اظن انني اطلت الحديث كثيرا جدا و بطريقة مملة على ما اظن
لكن اسفة يا اما ان ارد هكذا او لا يوجد رد
حتى لو قلتي لي لا تردي سارد

الى اللقاء الان ان لم اصمت الان لن اصمت ابدا

في امان الله


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


أوووه أتمزحين ؟!! لماذا تعتذرين ؟!! لا تظني أني أبالغ أو أجامل حين أقول أن ردك غاية في الروعة ❤❤ لا يمكنك أن تتخيلي مقدار فرحتي حين رأيته أول مرة و لا حجم ابتسامتي حين بدأت أقرأ انطباعاتك العفوية و توقعاتك الجميلة أشكرك حقا حقا من صميم قلبي ❤❤❤❤

و... أرجو أن تنال الصاعقة.. احم احم أعني فصل اليوم إعجابك :3

تحياتي العطرة لك





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ماساكي مشاهدة المشاركة
هاااااااااااااي
هذه الرواية حقيقة رائعــــــــــــــة
جداً فانا احب الروايا البوليسية و كذلك
الكوميدية ههههخ
انت حقاً موهوبة و ذكية جداً
لذا ارجوا ان تتحفينا دائماً بابداعاتك
الرائعة و المشوقة و اعتذر عن الرد المتأخر
وانتظر البارت بأحر من الجمر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ماساكي مشاهدة المشاركة
اهههههه نسيت ان أخبرك عن المفاجئة الرائعة
وهي ان الكونــــت هــــــو "آدم ريـــغــال"
حقيقة لم اصدق و لم اكن أتوقعه حتى أني
بقيت أحدق في الشاشة لدقيقة او اكثر هههه😅😅😅😅


أهلا و مرحبا بك غاليتي ❤

يااااه شكرا جزييييييييلا لك أفرحتني و شرفتني جدا جدا ❤❤❤ أنا محظوظة لأنك تحبين النوع البوليسي و محظوظة أكثر لأنك قرأت روايتي *∩_∩*

هههههههههههه لقد تفاجأت إذن :3 ماذا لو أخبرتك أن الصواعق لم تنته بعد و ما زال ينتظركم المزيد منها ؟! 😁

متشوقة حقا لمعرفة رأيك بفصل اليوم *-*


دمت في رعاية الله ♡





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ماساكي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ارجوا ان تكوني في تمام الصحة و العافية
ونحن نعذرك للظروف التي تمرين بها
وشكرا🌸🌷🌸🌷🌸🌷


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ❤

ممتنة كثيرا لتفهمك عزيزتي اللطيفة و أرجو أن يعوضكم فصل اليوم الطويل عن التأخير ^^

لك ودي ❤❤




ملاحظة : سأعود قريبا إن شاء الله للرد على مشاركتك عزيزتي شوكولا ❤ اعذريني فقد رأيتها لتوي فقط و كنت لأرد عليها فورا لولا أن لدي بعض المشاغل الان





رد مع اقتباس
  #190  
قديم 07-23-2016, 04:24 PM
 
سلام عليكم

ها...ها ....ها!!!

الكونت هو...
آدم ريغال!

و نحن...
كنا ننوح على قبر لونا الزائف، كوبرا بل انجلينا المزيفة هي لونا اخت وليام!

و ...كوبرا هي شادو!

لحظة، كيف لم يعرف اتباع الكونت هويتها بعد رؤيتها ..لم ألحظ معرفتهم لها بتاتا..!

و ايضا، هل هي سبب تأنيب ضمير الكونت..و تلك الحرب..على فراغ كليا ..فهمت مما سبق هدفها لكن بعض البغض...

ذاك المريض هو كوبرا..لا اظن..

تناقل الرسائل تلك ليست لها..هناك إبهامات كثيرة فعلا..!

عقلي تعطل كليا..من الصاعقة..

بيكارت، هل كان يعلم؟!

حسنا، قد وضعت بعض النقاط على الحروف بسرد ما حصل من قبلها...

لكن ..سونيا صديقة سيئة...bad2
جان يحب سونيا العفريتة الظاهرة بمظهر براءة ، و يظن انه ينتقم لها ممن..من كوبرا التي اضحت ضحية..!

إذا كيف لم تعرف العجوز اختلاف الفتاتين؟!

حسنا، هل التقينا بكوبرا مباشرة و بمراوغتك غفلنا!

لا استبعد ذلك ..هههههه

بصدق، كنت أعلم أن موت لونا المزيفة له سر عظيم..

لكن ليس هكذا..

صعقة كهرباء ٥٠٠٠واط..

إن كانت صدمة اتباع مورفان عشرات ..فصدمة قراءك آلاف...

إذا كيف وليام/كلارك عن اخته..و كيف هي لاتعمل معه رغم معرفتها له؟؟؟


أن يكون شادوا فتاة يفر الرأس..

و حقا مورفان ليس قليلا فهو كشف كوبرا !

حسنا تناسب أن تكون أخت كلارك..قشرة واضحة من سلالة آيون الكريمة..هع


أنتظرك غلا بفارغ الصبر حقا..

جانا

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-24-2016 الساعة 12:52 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:12 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011