عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #261  
قديم 08-17-2016, 06:51 PM
 
اهــــــــــلا ماي " أعجبني الاسم"هههههه
كيف حالك
استمتعت كثيرا ببارت اليوم كان جميلا بحق
و لقد أضحكني خوف ارماندو ههههخ مضحك جدا
و بالتأكيد سعدت كثيرا و أعجبني موقف لونا
مع آلويس لانه و اخيييييرا تخلى عن جموده
و برودة أعصابه و لو لبعض الوقت
البارت مذهل و لا تقولي ان هذه مجاملة و أني
لا انتقد شيئا في روايتك لكن حقاً لا اجد أي أخطاء
او شئ من هذا القبيل لان الجانب الإيجابي
يطغى على الجانب السلبي ، صدقا
و سأشكرك ثانية
بأمان الله
🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
  #262  
قديم 08-18-2016, 02:26 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ماساكي مشاهدة المشاركة
اهــــــــــلا ماي " أعجبني الاسم"هههههه
كيف حالك
استمتعت كثيرا ببارت اليوم كان جميلا بحق
و لقد أضحكني خوف ارماندو ههههخ مضحك جدا
و بالتأكيد سعدت كثيرا و أعجبني موقف لونا
مع آلويس لانه و اخيييييرا تخلى عن جموده
و برودة أعصابه و لو لبعض الوقت
البارت مذهل و لا تقولي ان هذه مجاملة و أني
لا انتقد شيئا في روايتك لكن حقاً لا اجد أي أخطاء
او شئ من هذا القبيل لان الجانب الإيجابي
يطغى على الجانب السلبي ، صدقا
و سأشكرك ثانية
بأمان الله
🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷🌹


يا هلا و مرحبا بالغالية بحال طيبة و الحمد لله كيف حالك أنت ؟!

سعيدة جداً جدا جدا لذلك عزيزتي آمل أن تظلي مستمتعة بالرواية حتى آخر حرف (:6

آه نعم لقد نال ما يستحق ذلك الارماندو cool1 ههههههههه أجل لقد تصرف آلويس بخلاف المعتاد و صار يضحك و يبتسم و يغتاظ

تسلمي غاليتي هذه شهادة أتشرف و أعتز بها كل الاعتزاز حب8 أتمنى أن تظل الرواية دوما عند حسن ظنك و مصدرا لمتعتك


حفظك الله من كل شر

+ لعيونك الحلوة سأنشر اليوم فصلين أتمنى أن تستمتعي بهما (:6






رد مع اقتباس
  #263  
قديم 08-18-2016, 02:32 PM
 



الفصل الثامن و الأربعون
*ثعلبة*





مرت بذهنه فكرة مفاجئة رسمت تقطيبة شك فوق عينيه.

"بالمناسبة.. " توقف قليلا حتى يتأكد من حصوله على كامل انتابهها و أكمل : "ماذا كنت تفعلين في الغابة ؟! ما الذي جاء بك إلى مكان مهجور مثلها ؟!"

هزت كتفيها و قالت ببساطة : "كنت أسجل تفاصيل رحلتي من أجل صديقتي في مانشستر ، و قد اخترت الغابة لهدوئها و بعدها عن ضجيج السيارات و الناس هذا بالإضافة إلى جمالها و المناظر الخلابة التي تطل عليها . لم .. لم أتصور للحظة أنني سأشهد فيها .. " أحاطت نفسها بذراعيها و قد عاود بعض الخوف إلى الظهور في عينيها ، لكنها سرعان ما حولت ناظريها نحوه و قد غمرها فجأة شعور عميق بالامتنان "لكني مع ذلك سعيدة و شاكرة جداً لدخولي هذه الغابة !"

لم تلبث ابتسامته أن خفتت حتى عادت لتفرض نفسها بإشراق على وجهه بعد كلماتها الأخيرة ، كانت في الواقع و دون مبالغة أشد سعادة منه هو نفسه بنجاته و أكثر حرصا على استمرارها . هذا الإحساس الدافئ الذي افتقده سنوات بدت له دهورا من الزمن منحه دفقات هائلة من الأمان .. أمان لم يذق طعمه منذ دخل النجوم المضيئة و لم يفلح الملجأ الحصين و لا الأسلحة الفتاكة في تعويضه عنه ، وحدها هذه الطفلة صغيرة السن و الحجم كانت قادرة على إغداقه بهذا الشعور المطمئن.


كان يجول في خاطره سؤال آخر لكنه لم يطرحه أمامها .. لماذا كذبت على أسرتها و أخفت حقيقته عنهم ؟! لا شك لديه أنها رأته يهاجم قائد المغتالين و يغرس السكين في عينه فقد شغلت مسجلتها قبل أن يفقأ المغتال عينه بأجزاء من الثانية و لا يمكن أن يكون ذلك من قبيل الصدفة ! كيف تستطيع الوثوق به بعدما كل ما رأت من أفعاله ؟! ، لم يكن في حاجة لجواب مباشر فقد دلته إجاباتها السابقة على حل المسألة .. لقد أقدمت على القيام بكل ذلك بدافع من غريزتها فقط !

أحس بجفونه تثقل و بجسده يسترخي فوق سريره المريح .. ثم غافله النوم بصورة فجائية من النادر أن يمر بها ، فدائما ما كان التفكير يشغله و يؤرق ذهنه مدة طويلة قبل أن يقبل عقله المتيقظ على الدوام أخيرا باستراحة قصيرة ، و بالطبع كان ذلك الأمر غير المعتاد مبهجا له فقد شعر حينها بالهموم الثقيلة تنزاح عن كاهله.

استطاع خلال فترات استيقاظه القصيرة المتباعدة أن يعرف بقدوم ألبيرت و والدته و زيارتهما الهادئة لغرفته ، كان الشك و الفضول باديين على الطبيب الشاب و هو ينظر إلى آلويس شبه النائم ، فاستنتج الأخير من ذلك عدم اقتناعه بالقصة التي اخترعتها لونا ، و حسب ظنه كان الرجل تواقا للحظة انفراد بالفتى حتى يستخلص منه تفاصيل الحادث ، لكن الصغيرة الماكرة كانت على وعي بنواياه ، و لم تتركه يخلو بمريضه ثانية واحدة ، مما أصابه بالخيبة و دفعه لإلقاء فضوله جانبا لبعض الوقت و التركيز مع الدكتور دوفال على فحص آلويس و التأكد من نظافة إصاباته - التي تعاونا على خياطتها - و خلوها من الالتهابات و أي مشكلة أخرى.

و عقب ساعتين من تناوله غداء خفيفا تم نقله إلى داخل المنزل حيث وضعوه في حجرة أوسع و أكثر برودة و الأهم من كل ذلك بنافذة كبيرة ترسل الشمس من خلالها ضوءها الذهبي.

جلس متكئا على الوسائد الناعمة و جال بناظريه في الحديقة الجميلة خارج النافذة قبل أن تتوقف عيناه على شجرة خضراء كبيرة تحمل أغصانها ثمارا صغيرة داكنة الخضرة.

تساءل و هو يحدق إلى الثمار غير الناضجة : "هذه شجرة برتقال أليس كذلك ؟!"

أجابت لونا : "نعم .. أتشتهي البرتقال ؟! يمكنني .. "

قاطعها رافضا : "لا لا أريد كنت أتساءل فقط !" و عاد إلى مطالعة الشجرة لكن بنظرة أقل اهتماما ، كان يرغب كثيرا في عصير البرتقال المنعش ، لكنه لم يشأ أن يثقل عليهم بطلباته.

كانت ألوان الشجرة البراقة تبعث السرور و الراحة في نفسه ، فلم يرفع عينيه عنها حتى وصل سمعه صوت جليسته الصغيرة :

"لا شك أنك تشعر بالملل بمجرد جلوسك هنا.. "

"نوعا ما.. "

طافت عيناها في أرجاء الغرفة بحثا عن شيء قد يسليه "لا تلفاز هنا .. " ثم خطرت على بالها فكرة فالتفت نحوه بحماسة : "هل تحب الكتب ؟!" أومأ بالإيجاب فهبت واقفة على قدميها قائلة : "سأحضر لك بعضا منها إذن !"

"ليس عليك .. "

لكنها أدارت ظهرها و ذهبت قبل أن يكمل جملته ، و عادت بعد مرور خمس دقائق تقريبا و هي تحمل بين ذراعيها ثلاث كتب ، قالت ببهجة و هي تضعها بعناية على طاولة ملاصقة لسريره : "لقد وافق السيد دوفال أن يعيرني إياها ، إنها روايات شهيرة و منوعة قد تستهويك .. انظر !" مدت له إحداها و كانت بعنوان *السيد كوين الغامض* و علقت قائلة : "لقد سبق لي أن قرأت هذا الكتاب .. "

قاطعها آلويس و قد ارتفع حاجبه في استنكار : "و هل الأطفال يقرؤون مثل هذه القصص ؟!"

عبست و رمته بنظرة باردة فعرف أن اختياره لكلماته لم يكن سديدا .. أبعدت عينيها عنه و استأنفأت حديثها متغاضية عن إهانته :
" إنه يحوي مجموعة من القصص و الألغاز المسلية ، أظنه سيعجبك.. " نظرت إليه و قد اعتلت شفتيها ابتسامة ساخرة "فأنت تشبه السيد كوين هنا !"

التقط الكتاب منها و قد تجعد أنفه قليلا و اعتراه الشك "حقا ؟!"

ماذا قد يكون السيد كوين هذا ؟! مجرم هارب ؟! محتال ؟! شيطان ؟! مخلوق فضائي ؟!

"أجل ، إنه غامض جدا لدرجة أن أحدا لا يعرف عنه سوى اسمه ! لكنك تجاوزته بجدارة فحتى اسمك غير معروف !"

لم يستطع أن يمنع نفسه من الإبتسام كانت تتحدث بمرح و قليل من السخرية المستفزة ، لكنه أحس برنة تأنيب خافتة تتوارى بينهما ، رغم زعمها السابق و تأكيدها على أنه غير مطالب بإخبارها عن هويته إلا أنها كما يبدو لم تقدر أن تكبح استياءها من تكتمه التام المثير للسخط.

أطلقت تنهيدة تفرغ فيها انزعاجها و عادت لتأخذ طريقها نحو الباب .. رفع رأسه إليها سائلا : "إلى أين ؟!"

"لدي عمل أقوم به ، لن أتأخر كثيرا استمتع بوقتك يا ... " دارت عيناها بحثا عن وصف مناسب و بعدما يئست زمت شفتيها و قالت ببرود : "غامض !"

ضحك آلويس بصوت مكتوم و فتح الكتاب ليشغل نفسه بقراءته بعد ذهاب مصدر التسلية لديه.

كان قد بلغ الصفحة الخامسة عشر حين سمع الطرق على باب غرفته .. قال : "ادخل !"

فاندفعت لونا إلى الغرفة و هي تهتف بسعادة : "انظر ماذا جلبت لك ؟!"

كانت تحمل بين يديها صينية فوقها كأس ممتلء عن آخره بعصير البرتقال.

لم يتمالك نفسه من الشعور بالسرور من هذه المفاجأة ، لكنه في ذات الوقت كان مستاء بعض الشيء من عنادها فقد أكد لها عدم رغبته به . علا العبوس وجهه و هو يقول : "ألم أقل أنني لا أريد ؟!"

قطبت جبينها و ابتسمت في آن واحد : "حقا ؟! أعلم جيدا أنك ترغب به لذا كف عن التكابر و الإنكار فهذا لن يجدي معي كما تعرف !"

بدا الامتعاض و نوع من الاستياء ظاهرين على ملامحه بينما أشرق وجه الصغيرة بنشوة الانتصار و هي تمد له كأس العصير ، و بعد لحظات من التردد و التجهم استسلم لإغراء العصير اللذيذ ، و على مضض أخذ الكأس بين يديه و رفعه إلى فمه بحذر .. كان طعمه رائعا و برودته منعشة فلم يشعر إلا وقد أنهى ثلاثة أرباع كأسة دفعة واحدة.

كانت لونا تضع يديها تحت ذقنها و تراقبه بوجه ضاحك "أنت تحب البرتقال كثيرا !"

حلت فترة وجيزة من الصمت قبل أن تنتفض بحماس : "وجدته !"

كاد آلويس يسقط كأسه من الطريقة الفجائية التي هتفت بها ، نظر إليها باستهجان : "ما الذي وجدته ؟!"

لمعت الإثارة في عينيها "اسمك !"

غطى البرود وجهه "هاه ؟!"

قلدت في سخرية تعابير وجهه الباردة "ما بال هذا الوجه ؟! بما أني لا أعرف اسمك و لا رغبة لحضرتك بإخباري به سأختار لك واحدا بدل السيد غامض فهو لا يعجبني ! إذن اسمك الجديد هو .. " لوحت بيديها كأنها تلقي سحرا و هتفت : "أورانج ! أنت تحب البرتقال لذا سأدعوك أورانج ! أليس جميلا ؟!"

مرت لحظة ، اثنتان ، ثلاث ، أربع و آلويس يحدق فيها بفم مفتوح و عينين متجمدتين من البرود.

"أنت تمزحين ! لا شك أنك تمزحين !"

رفعت رأسها راسمة على وجهها ابتسامة فخورة واثقة "بل أنا جادة تماما يا أورانج !"

أحس بالقشعريرة تسري خلاله حين دعته بذلك الاسم و هتف محتدا : "توقفي عن مناداتي بهذا الاسم الغبي !"

"لماذا يا أورانج ؟!"

"قلت لك توقفي !"

"أنت سريع الغضب يا أورانج !"

"أنت تثيرين أعصابي !"

"آسفة يا أو - را - نج !"

لطم وجهه و قد بلغ حنقه ذروته ، فيما كانت هي مستغرقة في الضحك و الاستمتاع باد عليها . هذه الطفلة يمكنها أن تصبح مزعجة و في غاية الاستفزاز في بعض الأحيان.

أطلق زفرة استياء ، فعقدت ذراعيها فوق صدرها و قالت بطريقة من يبتز شخصا عاجزا : "لا يحق لك أن تعترض على أي اسم أختاره لك بما أنك ترفض إطلاعي على اسمك الحقيقي ، حسنا ؟!"


ضيق عينيه الحادتين على ابتسامتها الماكرة .. كان يقاوم بشدة رغبة يديه في رمي الكتاب على وجهها ، إنها ليست بريئة صافية النية كما ظن في البداية ، و تنازلاتها السابقة لم تكن سوى حيلة خبيثة ، صحيح أنها لم تطلب معلومات منه بشكل مباشر ، لكنها تحاول استفزازه حتى تضطره لاخبارها بها ، و لن يسمح لها ببلوغ غايتها مهما فعلت !

قطب جبينه و قال ببرود : "برتقال ، إجاص ، بطيخة لا يهمني ادعني بما شئت !"

و ألقى ما بقي في الكأس داخل فمه بحركة سريعة ، ثم وضعه فوق الطاولة و استقلى في سريره منهمكا في القراءة لدرجة أن غلاف الكتاب حجب كامل وجهه بطريقة بدت كما لو أنه يريد الابتعاد عن رفيقته المشاكسة لفترة ، و لم تخطئ لونا هذه الإشارة إذ حملت الصينية و غادرت الغرفة بصمت.


عندما أرخى المساء سدوله و حل موعد العشاء دخلت الممرضة لورا حاملة الطعام و الدواء ، و لم تكن لونا معها كما توقع أن تفعل ، فشعر بالقلق من أن يكون تصرفه الأخير قد جرحها.

سأل و الممرضة تضع صينية الطعام أمامه : "أين هي لونا ؟!"

ردت بفتور و عدم اهتمام : "تلك الشقية ؟! لقد عادت قبل قليل مع الدكتور آردوان !"

تدفق في داخله الشعور بالذنب .. لا ريب أنها مستاءة منه.

"هل .. هل بدت منزعجة ؟!"

رفعت رأسها نحوه باستغراب و عبست في تفكير : "لا أذكر أنها تصرفت بغير عادتها .. كانت طبيعية على ما أظن ! لم تسأل ؟! هل وبختها ؟! أراهن أنها استحقت ذلك فهي طويلة اللسان و لا تحترم أحدا !"

نظر إليها متجهما و لم يعلق على كلامها .. اكتفى ببعض لقيمات من حسائه ، ثم شرب دوائه و خلد إلى النوم .. متمنيا أن كل شيء سيعود إلى حاله حالما يفتح عينيه في الصباح.

و جاءت تلك الضحكة المشاغبة التي سبقت صياح الديكة و أيقظته من نومه إثباتا على تحقق أمنيته.
فتح عينيه و قد غلبت نعاسه ابتسامة شفافة ، و انتظر قليلا حتى رآها أخيرا تمد رأسها من فتحة الباب الضيقة و تسترق النظر إلى الغرفة .. كانت اللهفة التعبير السائد على ملامحها و قد أضيف السرور إليها حالما رأته صاحيا.

دلفت إلى الداخل و هي تبتسم بمرح : "من الرائع أنك مستيقظ ! خشيت أن تكون نائما فالوقت ما زال مبكرا .. نوعا ما !"

غطى ثغره بظهر يده و تثاءب قبل أن يقول بصوت مبحوح : "هل رضيت إذن ؟!"

رمشت جفونها عدة مرات و قد بدا الاستغراب عليها : "رضيت ؟!"

"ألم ترحلي بسبب انزعاجك مني ؟!"

"انزعاجي منك ؟! ما الذي تتحدث عنه ؟! لم قد أنزعج أصلا ؟!"

"حسنا لأنه ... لماذا ذهبت إذن ؟!"

ألقت بنفسها فوق الكرسي الصغير و تنهدت "أنا لم أنم جيدا في ليلتي الأولى هنا ، لذلك عدت مع أسرتي كي آخذ قسطا من الراحة ، و عندما استيقظت ساعدت جدتي في ترتيب المنزل و إعداد غرفة لك .. كان الوقت قد تأخر حين انتهينا من ذلك و لم أستطع المجيء إلى هنا ، فقد قال ألبيرت أن هذا ليس لائقا و أن علي الانتظار حتى الصباح .. هل افتقدتني يا ترى ؟!"

رمت سؤالها الفجائي مع ابتسامة واسعة و انتظرت إجابته بشوق و لهفة ..
ظهر بعض الاحمرار على وجنتيه حين أزاح عينيه عنها و قال : "حسنا .. يعني .. إلى حد ما !"

فصارت تتمايل فوق كرسيها و قد أبهجها رده "لقد اشتريت لك الكثير من عصير البرتقال يوم أمس و تركته ليبرد في الثلاجة !"

"حقا ؟! شكرا لك لكن لم يكن .. "

"أعرف ما ستقول لم يكن علي فعل ذلك ، لكني أرغب بفعله هذا هو الأمر !" ساد الصمت لبرهة ثم أضافت : "بالمناسبة كيف حالك اليوم ؟! هل أصبحت قادرا على تحريك ساقيك ؟!"

رد أثناء محاولته القيام بذلك : "ما زالتا ثقيلتين .. و مفاصلي تؤلمني كلما باشرت التحرك ، لكنها أفضل كثيرا من السابق على أي حال !"

"جيد ، لأننا سنأخذك هذه الليلة إلى منزلنا ، و ستبقى هناك معنا حتى تشفى تماما .. ما بك ؟!"

انحنت نحوه قليلا و حدقت إليه بنظرة ملؤها الاستغراب .. لم يكن سعيدا كما توقعت بل بدت عليه الكآبة فجأة لسبب ما.

"هل أنت بخير يا أورانج ؟!"

لكن اسمه الجديد شل تلك الكآبة و جعل ملامحه تتقلص في اشمئزاز.

"قلت لك.. "

دنت لونا و اعتلت شفتيها ابتسامة قططية ماكرة "ماذا قلت لي يا عزيزي أورانج ؟!"

هتف وقد ضاق ذرعا بخبثها : "لم أقل شيئا أيتها المشعوذة الصغيرة !"

انفجرت ضاحكة حتى دمعت عيناها بينما تنهد هو بقلة حيلة و استسلام.


*****

مضى النهار بشكل عادي يعتريه بعض التكرار و الضجر أحيانا ، لكن الليل جاء مختلفا قليلا ، فقد انتهت عنده إقامة آلويس في منزل الدكتور دوفال و حان موعد نقله إلى منزل ألبيرت ، و قد تكفل الأخير مع الممرضة بوضعه على كرسي متحرك ثم حمله إلى السيارة.

شعر آلويس بالارتياح لمغادرته ذلك المنزل و أحس أن قاطنيه يشاركونه هذا الشعور ، فقد اعترضوا بشدة - في البداية - على بقائه عندهم و لولا إلحاح لونا و عنادها ما كانوا ليغيروا رأيهم.


كان منزل ألبيرت الواقع فوق تلة صغيرة كبيرا و جميلا يغلب على جدرانه اللون الكريمي و تحيطه الخضرة من كل الجوانب.
قالت لونا و هي تدفع كرسيه في الممر المؤدي إلى المنزل : "غرفتك في الطابق الأول ، لقد بذلنا كل ما في وسعنا لجعلها مريحة لك !"

و لم تكذب في كلامها ، صحيح أنها لم تكن كبيرة كثيرا ، لكنها تحتوي كل ما يحتاجه ، سرير وثير ، جهاز تكييف ، تلفاز صغير موضوع على منضدة قرب الجدار ، هذا بالإضافة لمجموعة من الكتب صفت بانتظام فوق الاريكة الموازية للسرير.

أعانته لورا على الاستلقاء فوق سريره قبل أن تخرج .. و بينما يعيد تنظيم تنفسه و يستريح من رحلته المجهدة ألقى نظرة نظرة أخرى حوله .. فسألت لونا : "هل ينقصك شيء ؟!"

تبسم قائلا : "لا .. كل شيء أحتاجه هنا شكرا لك !"

"حسنا .. سأذهب لمساعدة جدتي في إعداد طعام العشاء .. هل تريد أن أشغل لك التلفاز قبل ذهابي ؟!"

"لا سأكتفي بقراءة كتاب ما.. "

"كما تريد !" و التقطت كتابين من فوق الاريكة ثم سلمتهما إليه و غادرت.


لم تكن المساعدة التي تقدمها الصغيرة لجدتها أكثر من ترتيب الصحون و الملاعق و الأكواب على المائدة ، فالجدة لا تسمح لها بالاقتراب من النار و الأدوات الحادة.

و بعد أن أنهت مهمتها الصغيرة ألقت نظرة استحسان على السفرة ، ثم انطلقت خارجة من غرفة الطعام قاصدة المطبخ .. أطلت برأسها من الباب قائلة : "لقد انتهيت جدتي !"

كانت الجدة تأخذ ملعقة من قدر الحساء و تقربها من فمها عندما أتت لونا ، فقالت مبتسمة بعدما استساغت مذاق حساء البصل : "أحسنت عزيزتي ناد ألبيرت بينما أجهز حصة ضيفنا !"

"حاضر !"

عادت لتركض في الممر مجددا و هذه المرة نحو المكتبة .. لكنها و قبل أن تبلغ نصف المسافة .. توقفت.
حدقت بإمعان من خلال النافذة إلى الحديقة المظلمة .. لم تكن تتخيل .. هناك ظل يتحرك !

جسد أسود يتردد أمام البيت و يذرع الحديقة جيئة و ذهابا دون أن يدخل !

من يكون هذا الغريب ؟! و ماذا يفعل أمام منزلهم في مثل هذا الوقت ؟!
حبست أنفاسها و تحركت باتجاه الباب بخطى صامتة ، ثم التقطت مضرب الغولف من حقيبة ألبيرت المركونة في الزاوية . اتجهت إلى غرفة الطعام و فتحت النافذة و تسلقتها لتهبط على أرض الحديقة بأكبر قدر ممكن من الهدوء.

دارت حول المنزل على رؤوس أصابعها و مضربها على أهبة الاستعداد للهجوم في أية لحظة..
كان الغريب ما يزال واقفا في مكانه .. ينظر إلى المنزل تارة ، ثم يحك رأسه و يعاود النظر إلى البوابة الخارجية الصغيرة تارة أخرى.

شدت لونا قبضتها على سلاحها و هي تفكر ( ماذا يفعل هنا ؟! هل يعقل أن يكون .. أحد أؤلئك المجرمين الذي يطاردون أورانج ؟! إن كان كذلك .. فعلي التصدي له بكل قوتي حتى لو اضطررت لتحطيم عظامه ! )


ضاقت عيناها بعزم و تركيز على خصمها المجهول و داست على العشب تحتها و هي تتقدم خلفه دون أن يبدو عليه الإحساس بوجودها.

ضغطت على الأرض بقدمها و حشدت كل قوتها في يديها و رفعت سلاحها عاليا و هي تصيح : "لقد وقعت أيها المجرم !"

أجفل الغريب بشدة حتى أنه قفز للوراء عدة خطوات و بالكاد استطاع تجنب هجمتها المباغتة.

لوح بيديه قائلا بفزع : "لا اهدئي ! لست مجرما ! دعينا.. "

لكن الصغيرة تابعت هجامتها العنيفة دون أن تعير كلامه اهتماما "هذا ما يقوله كل المجرمون !"

كان الرجل رغم ضخامته يتفادى مجابهتها و يحاول التفاهم معها دون طائل.

"لا توقفي أنت تسيئين الفهم !"

رمته بضربة أخرى كادت تصيب رأسه و صاحت : "سأفهم كل شيء حالما أخذك للشرطة !"

ردد الرجل برعب : "ماذا ؟! الشرطة ؟! و ما الذي اقترفته بحق الله حتى تستدعي الشرطة ؟!"

و أخذ يتراجع سريعا للوراء حتى لا تدركه ضرباتها المتلاحقة.

"هل تحسبني غبية ؟! أنت مجرم و تريد اقتحام منزلي كي .. لكني لن أسمح لك بذلك !"

صاح الرجل مستنكرا : "أقتحم منزلك ؟!"

لكن صياحه كلفه قدرا من سرعته ، فأصابته إحدى هجمات المضرب في ساقه و سقط على الأرض و هو يمسك بها متألما.

"آه يا إلهي ! ما الذي ارتكبته لأقع في قبضة هذه المتوحشة ؟!"

لوحت لونا بالمضرب ، ثم مدته نحوه مهددة حتى لامس رأسه الخشبي أنف الرجل الضخم.

"إنها العدالة أيها القاتل ! ستدفع الآن ثمن جرائمك !"

"ثمن جرائمي ؟! ما الذي تهذين به أيتها الصغيرة ؟!"

توهجت عيناها بالغضب و رفعت المضرب منذرة بقدوم هجوم فتاك لولا أن الرجل صرخ قائلا : "مهلا لحظة ! هل أنت .. لونا ؟!"

توقف المضرب قبل شعرة من تحطيم رأسه .. حدقت الفتاة فيه بنظرة نارية و سألت : "كيف تعرف اسمي أيها المجرم ؟!"

تنهد و وضع يديه إلى جانبه قائلا : "هذا لإنني لست مجرما أيتها الشقية ! أنا سامويل .. أخوك الأكبر !"











رد مع اقتباس
  #264  
قديم 08-18-2016, 02:35 PM
 



الفصل التاسع و الأربعون
*بلون شعري أنا*





حثت الجدة خطاها مزمومة الشفتين في تركيز و هي تحمل قدر الحساء الصغيرة إلى المائدة . دخلت على الاثنين الجالسين في غرفة الطعام و هي تقول : "إذن يا سام ما سر هذه الزيارة المفاجئة ؟!" وضعت القدر بحذر فوق المائدة و رفعت رأسها إليه مضيفة : "ليس من عادتك القدوم دون اتصال مسبق خصوصا أنك تعيش خارج البلاد !"

تجهم وجه سامويل و الذي كان يجلس معقود الذراعين في صورة تنم عن عدم الرضا و أجاب : "أردت أن أجعلها مفاجأة .. "

لكن ألبيرت الذي كان ينظر إليه و هو يقمع رغبة قوية في الضحك تدخل قائلا : "حقا ؟! ألم يكن لأن ريبيكا طردتك من المنزل ؟!"

ألقى سامويل نحوه نظرة ملتهبة و وجه لساقه ركلة من تحت المائدة و هو يقول : "كف عن التخريف يا عيون الدجاجة !"

فنظر ألبيرت إلى والدته شاكيا و هو يرسم براءة زائفة على ملامحه : "لقد ضربني من تحت المائدة يا أمي !"

وضعت الجدة يديها حول خصرها و قد نفذ صبرها : "توقفا عن التصرف كالأطفال الصغار ! و لا تجعلاني أكرر ما فعلته قبل قليل !"

ارتعد الرجلان فوق مقعديهما و ازدردا ريقهما بصمت .. كانت هذه هي المرة الثانية التي يتشاجران فيها منذ وصول الأخ الأكبر قبل ما لا يزيد عن الربع ساعة ، فقد ثار غضب الأخير حين علم بأن ألبيرت كان على علم بوجوده داخل الحديقة ، لكنه لم يتدخل عندما هاجمته لونا بل انتظر حتى انتهت الإثارة و سحبت الصغيرة سلاحها ليخرج إليه ضاحكا ، مما دفع سامويل سريع الاشتعال إلى استعارة المضرب من لونا و الجري وراء شقيقه متوعدا بكسر ساقيه ، و كان سيتم له ذلك لولا تدخل الجدة بمقلاتها التي ما تزال طبعتها تومض باحمرار أعلى رأسيهما.


تنهدت الجدة و قد استعادت هدوءها ، ثم عادت لتسأل و هي تصب الحساء في الأطباق : "إذن فقد تشاجرت مع زوجتك !"

حاول سامويل أن ينكر : "لا هذا .. "

"اترك عنك الكذب فلا فائدة منه ، أنا أمك و أعرفك أكثر من أي شخص آخر !"

أطرق و قد تخضب وجهه بحمرة الخجل و الإحراج

"حسنا.. هذا .."

و عاد ألبيرت ليدخل الحوار و صوته يهتز من الضحك : "إذن .. كم مضى على تشردك ؟!"

رد المعني على سؤاله بعبوس حاد و نظرة تستعر فيها نار الغضب "هي لم تطردني أيها السخيف ، أنا الذي خرجت بملء إرادتي . كانت في حالة سيئة و تحتاج لأن تنفرد بنفسها قليلا ، لذلك تركتها لبعض الوقت حتى تهدأ !"

هز ألبيرت رأسه بطريقة هازئة كادت تكلفه لكمة على فكه لولا أن الجدة تكلمت بصرامة مغلقة هذا الموضوع : "هذا يكفي أطبقا فميكما و تناولا الطعام !"

قال سامويل بطفولية : "كيف آكل و أنا مطبق الفم يا أمي ؟!"

رمته الجدة بنظرة تقريع و هي تجلس باعتدال على كرسيها ، فضحك الأخوان بصمت.

و بعد تناوله اللقمة الثالثة راح سامويل يتلفت حوله مستغربا "أين تلك الصغيرة ؟! لقد أخذت وقتا طويلا في غسل يديها !"

قال ألبيرت مبتسما و هو يرمي قطعة من الخبز داخل فمه : "ليس غسل يديها هو الذي يؤخرها .."

عقد سامويل حاجبيه بشك : "ماذا إذن ؟!"

"تريد البقاء إلى جوار صديقها الجديد !"

لاحت الدهشة على ملامح سامويل في حين تنهدت الجدة بهم و قالت : "لم تتناول عشاءها حتى !"

فوزع سامويل نظراته المتسائلة بينهما و فضوله يتزايد : "من صديقها هذا ؟!"

هزت الجدة رأسها بطريقة تعني جهلها و قال ألبيرت عابسا : "هذا ما لا نعرفه . كان في موقف صعب ، فقدمنا له المساعدة و دعوناه للمكوث عندنا حتى يستعيد كامل عافيته !"

هز سامويل رأسه ببطء في تفهم و ارتوى من كأس الماء و هو يبدو سارحا.


علم آلويس عن طريق لونا بالقدوم المفاجئ للابن الأكبر لعائلة آردوان و انتابته بعض الشكوك و الهواجس في البداية ، لكن السمعة الطيبة التي تتحلى بها هذه الأسرة و الصداقة القوية التي تجمعها بعائلته أزاحت عن فكره كل احتمال بأن يكون أحد أفرادها عميلا للمنظمة أو متواطئا معها بأي شكل كان.

سألها و هي تناوله حبات الدواء مع كأس من الماء الدافئ : "إذن فقد جاء ليقيم معكم ؟!"

هزت كتفيها قائلة : "لا أعلم ، ربما سيمكث بضعة أيام فقط فهو متزوج - كما سمعت من جدتي - و لديه الكثير من المسؤليات !"

ثم رفعت صينية الطعام و اتجهت إلى الباب و قبل أن تطبقه و هي خارجة لحقتها كلمات آلويس الحازمة :
"لا تعودي قبل أن تتناولي عشاءك ، واضح ؟!"

نظرت إليه بدهشة يخالطها التوتر و تلعثمت و هي تقول : "لكنني .. قلت لك .. "

"أعرف أنك كذبت كي تبقي بجانبي و أعرف أيضا مقدار العناد الهائل الذي تتمتعين به ، فلو طلبت منك تركي قبل إنهاء وجبتي ما كنت ستنصتين و إن فعلت فلم تكوني لتأكلي إلا أقل القليل حتى تعودي بأسرع ما يمكن !"

طأطأت رأسها بعبوس طفولي و قد توردت وجنتاها.

"هيا اذهبي و لا تتعجلي في العودة !"


مطت شفتيها كالبطة و قالت : "حسنا يا أورانج !"

و لم يستطع منع رجفة الاشمئزاز التي سرت في بدنه مع سماع كلمتها الأخيرة.


خطت في الممر شاردة الذهن متجهمة الوجه و كادت تصطدم بالجدار لولا أنها استعادت انتباهها في آخر لحظة و أمسكت الصينية التي أوشكت أن تسقطها.

"ما الذي يشغلك ؟!"

التفتت بعبوس و رأت ألبيرت - الذي خرج لتوه من الحمام و أخذ يجفف يديه المبتلتين بمنديل ورقي - يرمقها ضاحكا

أشاحت بوجهها بتعال و واصلت طريقها "ليس من شأنك !"

و تبعها ألبيرت إلى المطبخ و هو يضيف بلهجة تواري خلف نبرة السؤال فيها ضحكة ساخرة : "هل هو صديقك الجديد ؟!"

وضعت لونا الصينية فوق المنضدة و سارت تجاه غرفة الطعام دون الرد على سؤاله أو إلقاء نظرة عليه حتى.

اتخذت مقعدا إلى جوار سامويل الذي أعاد ملء صحنه من جديد و انهمك في الأكل ، فقالت الجدة و هي تهم بالنهوض : "انتظري قليلا يا عزيزتي حتى أسخن لك حساءك فقد أصبح باردا !"

لكن لونا جذبت طبقها نحوها و قالت : "لا داعي لذلك فأنا أحبه باردا !"

لم تكن صادقة تماما في قولها ذاك ، لكنها لم ترد أن تغادر الجدة مكانها. ارتشفت بضع ملاعق من الحساء البارد ، ثم أدارت رأسها نحو ألبيرت الجالس فوق ذراع الاريكة خلفها و قالت : "يجب أن تحضر ممرضة من أجل أورانج يا ألبيرت !"

ردد الأخوان بدهشة و بلاهة : "أورانج ؟!"

و سأل ألبيرت "هل تعنين صديقك بهذا الاسم ؟!"

عبست بقلة صبر واضحة و قالت ببرود : "نعم !"

فاستغرق كلا الرجلين في الضحك بينما قالت الجدة مؤيدة بعدما أفلحت في كتم ضحكتها : "و أنا أيضا أظن من الضروري وجود ممرضة إلى جانب ضيفنا ، فأنا رغم خبرتي بهذا المجال إلا أنني أصبحت عجوزا و أنت يا ألبيرت ستعود إلى عملك في العيادة بعد يومين !"

اندفعت لونا مقترحة قبل أن ينطق ألبيرت بكلمة : "لم لا تحضر لورا ؟!"

فرفع حاجبيه بذهول "ظننتك لا تحبينها !"

"هذا صحيح ، لكنها بارعة في عملها و هذا هو المهم !"

"لكنها هي الأخرى مشغولة بعملها في المشفى.. "

لكن الصغيرة اعترضت كلامه قائلة بدهاء : "لن ترفض إن كان ذلك بطلب من العزيز ألبيرت !" نطقت الكلمة الأخيرة بمدة طويلة مفعمة بالحب و هي ترمش بعينيها بافتتان و تلوح بيديها بدلال مصطنع.

لم يضحك ألبيرت هذه المرة ، لكن رأس سامويل كادت تغرق في طبقه من شدة الضحك و حتى الجدة لم تستطع منع نفسها فأخذ جسدها النحيل يهتز و هي تجمع الأطباق الفارغة من فوق المائدة.

"هذا ليس مضحكا !" قال ألبيرت و قد تجمدت تعابيره

في حين تكلم سامويل بتهكم و هزات الضحك لم تفارق نبرة صوته : "يا للعجب ! حتى عيون الدجاجة لديه معجبات !"

رمقه شقيقه بنظرة جانبية لا متناهية في البرود و ابتسم بخبث "أوه أجل ، و لا أظن أن إحداهن سترميني خارج المنزل ككيس قمامة ، أليس كذلك ؟!"

أخذ الشرر يتطاير من عيني سامويل و بدا أنه على وشك الانقضاض على شقيقه حين دخلت الجدة مرة أخرى و حدجتهما بنظرة غاضبة ثم قالت متغاضية : "ألبيرت ، ستذهب غدا إلى المشفى و تحضر لورا ، و انتبه ! عليك أن تجعل حضورها داخل إطار عملها في المشفى أي أنك ستدفع لها ثمن تمريضها لـ.. أورانج .." تبسمت و هي تلفظ الاسم و أضافت : "فمن الظلم أن نجعلها تتغيب عن عملها دون مقابل ، هذا بغض النظر عن الشكوك و المشاكل التي سيسببها غيابها الطويل !"

هنا تدخلت لونا : "لكن في هذه الحالة سيتوجب علينا إخبارهم عن أورانج يا جدتي !"

"لن نضطر إلى ذلك يا عزيزتي ، سنغطي على السبب الحقيقي لقدومها بي . سيقول ألبيرت أنني معتلة الصحة و أحتاج لممرضة لتقوم برعايتي !"

هزت لونا رأسها ببطء و هي تقلب الفكرة داخل عقلها بروية .. ثم ابتسمت برضا : "حسنا ، أوافق على هذه الفكرة !"

رفع سامويل ذراعه كطالب في الابتدائية و هتف : "أنا موافق أيضا !" و نظر إلى أخيه بابتسامة ماكرة : "أريد رؤية كيف تبدو معجبتك ، لا شك أنها تعاني مشاكل في النظر !"

أضاف ألبيرت بخبث : "على الأقل ليست عمياء كليا كالفتاة التي اختارتك !"

رفع سامويل قبضته في الهواء فعاد رنين المقلاة يتردد في المنزل بقوة.


******


كانت شمس الصباح قد ارتفعت في جوف السماء حين مشى سامويل نحو المطبخ مترنحا و هو يفرك عينيه الناعستين محاولا إدخال بعض النشاط إليهما.

و قد اكتشف أنه كان آخر من استيقظ في المنزل و الوحيد الذي لم يتناول فطوره بعد ، كانت لونا قد نهضت من فراشها باكرا و هي الآن تعاون والدته في نفض الغبار عن الارائك و الطاولات ، أما ألبيرت فيبدو أنه قد خرج منذ ساعة على الأقل.

صب لنفسه كوبا من القهوة و جلس في المطبخ يتناول الخبز المحمص مع الزبد و المربى.
أنهى فطوره خلال دقائق قليلة و تمطى فوق كرسيه ، ثم نهض ليأخذ جولة في المنزل . كان ينوي التوجه إلى المكتبة لولا أن رغبة مفاجئة استوقفته و جعلته يغير مساره ، فبدل السير للأمام استدار يمينا و طرق باب موصدا.

"تفضل !"

صدر الصوت من داخل الغرفة ، ففتح الباب بهدوء و قال مبتسما : "مرحبا !"


ترك آلويس قراءة كتابه و تطلع إلى الرجل الغريب بنظرة حذرة متفحصة محاولا أخذ انطباع عنه . أما سامويل فإثر تحديق طويل غامض خطى إلى الداخل و هو يقول بمرح : "تبدو مستغربا من مجيئي و لست ألومك فنحن لم نلتق من قبل ، أنا سامويل آردوان شقيق ألبيرت إن كنت لا تعرف !"

أومأ آلويس "لقد أخبرتني لونا عنك يوم أمس !"

"آه تلك الطفلة الشقية ؟! كادت تهشم رأسي بمضرب الغولف !" و ضحك

بدت المفاجأة على وجه آلويس : "ماذا ؟!"

"كانت تحسبني لصا !"

ظلت التعابير المأخوذة جاثمة على ملامح الفتى للحظات . ثم ما لبث أن تبسم دون أن يصدر أي تعليق ، تلك الطفلة كثيرا ما تجعل لسانه عاجزا عن النطق بسبب تصرفاتها العجيبة.

كان الزائر على وشك قول شيء ما قبل أن تندفع لونا إلى الغرفة كعاصفة هوجاء و تزمجر : "ماذا تفعل هنا يا سامويل ؟!"

ارتعد سامويل من اقتحامها العنيف للغرفة و قال باندهاش : "جئت لألقي التحية فقط ! لم أنت غاضبة بهذا الشكل ؟!"

"أورانج يريد القراءة بهدوء و هذا لا يمكن أن يحدث بوجود شخص ثرثار مثلك !"

غطى آلويس وجهه بكتابه عند ذكرها له بذاك الاسم أما سامويل فكان يصارع رغبته في الضحك و شعوره بالاهانة و في النهاية كانت الغلبة للأولى.

استدار بكامل جسده إليها وهو يقهقه : "حسنا حسنا سأخرج لأدع صديقك "أورانج" يستمتع بهدوئه !"

نظر آلويس نحوه من فوق غلاف كتابه نظرة عليلة تنذر بأنه سيتقيأ في أية لحظة.


و لم يحظ بعد ذلك إلا ببضع دقائق من السلام ، فقد عادت المشاحنات و الضحكات تملؤ المكان بمجرد أن وصل ألبيرت إلى المنزل مع لورا.

كان آلويس يشعر بالارتياح لمجيئها فهي تتقن التمريض و تؤدي عملها بحرص و هدوء ، أما لونا فلم تبد سعيدة لرؤيتها لكنها - كما رأى - أجبرت نفسها على تقبل وجودها من أجله.

لذلك سار كل شيء بسلاسة .. على الأقل حتى موعد الغداء.
فقد حرصت لونا على ملازمة آلويس و مراقبة أداء الممرضة لعملها طوال الوقت إلى أن صاحت لورا و قد ضاقت ذرعا : "أليس لديك شيء لتفعليه غير الالتصاق بهذه الغرفة ؟!"

مدت لونا لسانها و قالت لتثير غيظها : "هذا منزلي و أنا حرة !"

"لكنك تشتتين تركيزي أيتها الصغيرة و بذلك لن أؤدي عملي كما ينبغي !"

عقدت الصغيرة حاجبيها و بدا عليها السخط الشديد ، لكنها لم تنطق بكلمة .. ألقت نظرة غامضة نحو آلويس الذي التزم الحياد في هذه المعركة ، ثم نهضت من مكانها و غادرت و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة.


و حصل بعد ذلك تحولات كثيرة في روتينه اليومي ، فلونا التي لم تكن تفارقه إلا في ساعات نومه أصبحت بالكاد تمر عليه لدقائق و كان ذلك بناء على تعليمات لورا كما أخبرته ، فقد حذرتها من خطورة الضغط على أعصابه و عدم حصوله على القسط الكافي من الهدوء و الراحة.

و رغم أنه كان يشعر بكثير من الضجر جراء هذه التعليمات الصارمة إلا أنه لم يعترض ، فالممرضة أدرى بعملها و هو أراد استعادة عافيته بأقصى سرعة ممكنة.

مضت ثلاثة أيام على هذه الحال مع أن صحة آلويس أخذت في التحسن بسرعة فائقة إلا أن نفسيته كانت تزداد سوءا بسبب غياب المرح عن أوقاته من جهة و مكوثه الدائم في تلك الغرفة من جهة أخرى . كان يحس باختناق شديد و كأنه محبوس في سجن تحت الأرض ، و أراد بشدة الخروج من حبسه لاستنشاق الهواء و التمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة ، لكنه كان أكثر من يدرك خطورة هذا التصرف.

كان مستلقيا فوق سريره يقلب القنوات على التلفاز بملل حين طرق مسامعه صوت صرخة قادمة من الحديقة .. صرخة ألم و خوف !

انقبض قلبه في صدره و دب الخوف في كيانه .. ما الذي حدث ؟!

أنزل ساقيه من السرير فلامست قدماه الأرضية الخشبية الباردة . تشبث بالكرسي بكلتا يديه و وقف مترنحا .. كان يبذل مجهودا خارقا حتى يحافظ على توازنه و يمنع نفسه من السقوط ، هذا ما عدا الألم الذي يشتد في مفاصله كلما هم بتحريكها ، و حالما خطى بصعوبة خطوته الأولى نحو الباب وصله صوت لونا يدوي في المنزل كجهاز الإنذار : "الكلب عض لورا ، الكلب عض لورا ، اطلبوا الإسعاف ، اطلبوا الإسعاف ! وي وي وي وي "

وقف آلويس يطالع الفراغ ببلاهة و جمود ، ثم خر على الأرض و أضلاع صدره ترتج من الضحك و لم يستطع أن يتوقف حتى وخزته إصابته.
فوقف على قدميه و عاد إلى سريره .. لن يستطيع القيام بشيء من أجل لورا على أية حال.

و ما إن لمس غطاءه حتى عم الضجيج المنزل و سمع أصوات الثلاثة البالغين في العائلة و هم يصيحون و يركضون في الممرات و على السلالم ، و لم تخفت الجلبة التي أحدثها هذا الخبر حتى خرج الجميع إلى الحديقة.

جلس فوق سريره و أرهف سمعه محاولا التقاط كلماتهم من خلال النافذة المفتوحة ، لكن أذناه لم تقدرا على رصد أكثر من همهمات و أصوات غير واضحة . كان يشعر بالأسف لأجل لورا ، لكن عضة الكلب رغم كل سوئها لا يمكن أن تقارن بالأفكار المرعبة التي تسللت إلى ذهنه حين سمع صرختها.

كان عليه أن ينتظر لخمس دقائق أخرى قبل أن تدفع لونا الباب و تقف على عتبته بوجه جامد بدت معه أكثر إثارة للضحك من أي وقت مضى.

نظر إليها سائلا دون أن ينتبه للابتسامة العريضة التي خلفها منظرها على وجهه : "كيف حال لورا ؟! هل نقلوها إلى المشفى ؟!"

تقدمت إلى الداخل و البرود يلف وجهها و جلست على الكرسي عديم الذراعين ثم قالت : "لا .. فالكلب لم يعضها !"

"لماذا صرخت إذن ؟!"

"إنها تخاف الكلاب بشدة و قد فزعت حين نبح الكلب فجأة من وراءها و انهارت !"

"لكنكم لا تملكون كلبا هنا !"

"إنه بوبي كلب جارنا و قد تسلل إلى الحديقة عبر فتحة في السياج . أنا أحب هذا الكلب فهو ظريف جدا ، لذلك ارتحت كثيرا عندما اكتشفت أنه لم يعض لورا.. "

علت ابتسامة صغيرة شفتي آلويس و هو يرى الدموع تتجمع في عينيها و ربت على رأسها بعطف .. فكر أنها أرق طفلة رآها في حياته.

لكن يده التي تمسد شعرها شلت حين استأنفت ملتوية الشفتين : "فأنا لا أريد له أن يصاب بالتسمم و يموت ! إن دماء الغوريلات غير مأمونة !"

نظر إليها للحظات و قد تحجرت ابتسامته "إذن فالاسعاف الذي ناديت به كان لأجل الكلب و ليس لورا !"

"بالطبع و لم قد أخشى عليها ؟! إنها قوية كالبغل !"

فكور قبضته التي ظلت فوق رأسها و نزل بضربة عليها قبل أن يقول بتعبير جامد كذاك الذي أظهرته هي عند دخولها : "أسحب كلامي !"

أمسكت رأسها متألمة و سألت : "أي كلام ؟!"

تمدد فوق سريره و غطى رأسه بلحافه و تمتم ببرود : "لا يهم !"

فقامت من مقعدها عابسة و وضعت يديها حول خصرها في احتجاج : "حسنا يا أورانج !"

كشف غطاءه عن وجهه بحركة عنيفة و قال بعدما طفح الكيل و تخطى الأمر احتماله : "لا تنادني بهذا الاسم السخيف !"

لكنها أطلقت ضحكة شريرة شك معها أن قرونا ستنبت من بين خصلات شعرها الأحمر و قالت بصوت مفعم بالنشوة و الرضا :
"أنت اخترت ألا تخبرني باسمك و عليك أن تتحمل النتائج !"

ثم استدارت و أخذت تتهادى نحو الباب ، في حين أطلق آلويس تنهيدة هم طويلة .. متى سينتهي هذا الكابوس ؟!


*****


تولى سامويل و لونا الإشراف على طعامه و مواعيد تناول أدويته لباقي اليوم نظرا لأن الممرضة اضطرت للعودة لمنزلها و أخذ استراحة قصيرة بعد الحالة العصيبة التي مرت بها.
و قضى آلويس معهما وقتا مسليا مليئا بالمرح .. باستثناء تلك اللحظات التي تتلفظ لونا فيها باسم "أورانج" و تصيبه بالمغص.

عادت الممرضة في اليوم التالي - رغم الشحوب الذي يسود وجهها - لتبدأ مع آلويس برنامجا يوميا لتمرينات رياضية بسيطة لا تتعدى ذراعيه و ساقيه . كان يتقدم بشكل حسن و قد أسعده أنه سيكون قادرا على السير عما قريب.

و سره أكثر اقتراح لونا بأن يتناول العشاء معهم في غرفة الطعام و رغم اعتراضات الممرضة الكثيرة إلا أنها وافقت على مضض حين انضم ألبيرت لصف لونا مؤكدا أن لا ضرر من هذه الخطوة.

و بعدما ارتدى بيجاما جميلة باللونين الأحمر و الأسود اشترتها له الجدة سار بمساعدة الممرضة إلى غرفة الطعام و جلس بجوار لونا على أحد كراسي المائدة المريحة.
كان يحس بانشراح كبير في صدره أثناء وجوده بينهم كأن الهواء يدخل رئتيه لأول مرة.

و بعد تناولهم العشاء قامت الجدة مع لورا بتوزيع المثلجات على الجالسين و قد استغل سامويل هذا الاجتماع ليبدأ بسرد حكايات من الماضي كانت في أغلبها مثيرة للضحك رغم أنه لم يرها كذلك.

و بينما هم منخرطون في الأحاديث رن الهاتف ، فنهض ألبيرت ليرد عليه تاركا كوب مثلجاته ممتلئا ، فالتقطه سامويل و التهم كل ما فيه بملعقته الكبيرة متجاهلا استنكار والدته ، ثم أعاد الكوب بهدوء كما كان قبل انقضاضه عليه ، و عندما دخل ألبيرت قال مجيبا على السؤال قبل أن يطرح : "إنه أحد مرضاي !"


ثم جلس في مكانه .. و انحنى ليحدق بعدم تصديق في كوبه الفارغة فيما يدير سامويل وجهه نحو الساعة مدعيا البراءة و الجهل.

كان الآخرون يراقبونهما و هم يحبسون ضحكاتهم.

رفع ألبيرت رأسه أخيرا و نظر إلى أخيه و قد تقوس فمه : "أنت من فعل هذا صحيح ؟!"

التفت سامويل نحوه مصطنعا الصدمة : "ماذا ؟! و لماذا تتهمني أنا من بين الجميع ؟!"

"هذا واضح ، رائحة الأخوة تفوح من مسرح الجريمة !"

طمس سامويل ضحكة مدوية و قال ببرود : "و ما دليلك على هذا الاتهام ؟! ألديك شهود يقسمون على أن أصابعي الاثمة امتدت إلى كوبك العزلاء ؟!"

كان الجميع ما عداهما غارقين في الضحك و كأنهم يشاهدون مسلسلا كوميديا.

رمق ألبيرت شقيقه بنظرة أخيرة قبل أن يتنهد و يعقد ذراعيه مديرا وجهه للأمام .. فقال سامويل بلهجة طفولية : "ليس من حقك أن تحتج ، لقد سرقت نصف كمية المثلجات التي حصلت عليها في صغري ، كنت تلتهمها و حين أقبض عليك بالجرم المشهود ترتمي عند قدمي متظاهرا بالمرض و حتى الموت في إحدى المرات !"

فأرجع المعني رأسه للوراء و ضحك ملء فمه "و كنت أحمق بما يكفي لتصدق !"

حدجه شقيقه بنظرة حادة من طرف عينه "كنت طيبا و ليس خبيثا مثلك !"

عندها اندفعت الجدة إلى الحوار قائلة : "لا تبدءا الشجار مجددا ! ألا يمكنكما الجلوس بهدوء لبضع دقائق دون تبادل الشتائم ؟!"

فقال كلاهما مشيرا نحو الآخر : "هو من بدأ يا أمي !"

تنهدت الأم و نظرت إلى الطفلين الهادئين و علقت بإعجاب : "انظرا إليهما كيف يجلسان كالملائكة ! طفلان و لكن أنضج منكما بكثير !"

و حبس آلويس ضحكة مجلجلة .. هو ملاك ؟! و الأدهى من ذلك هي الشيطانة ذات الخمس قرون لونا ! أي عاقل قد يصفها بالملاك ؟!

استمر ألبيرت بالضحك بينما احتج شقيقه قائلا : "أوه بربك يا أمي كيف تقارنين بيننا ؟! نحن شقيقان أم هما فحبيبان تحت السن القانوني !"

ارتجت الغرفة من أصوات الضحكات .. وحدهما لونا و آلويس من لم يشاركا فيها ، فقد اصطبغ وجه الصغيرة بحمرة داكنة تضاهي لون شعرها أما آلويس فحل تعبير جامد على ملامحه.

ركز سامويل نظراته الضاحكة على وجه الفتى و قال : "ما بك ؟! ألا تحب الاعتراف بمشاعرك ؟! ربما تدخلان موسوعة غينيس كأصغر خطيبين !"

تحلت نظرات الفتى الجامدة بالحدة و لم ينتبه للونا التي غرقت في مقعدها من شدة الإحراج . لم يكن يحب مطلقا هذا النوع من المزاح ، إنه بمثابة إهانة بالنسبة له ، خصوصا أنه يؤكد كلاما قاله له شخص آخر و رفض أن يقر به.

"هذا يكفي !"

قال آلويس بهدوء ، لكن بصرامة و حزم جعلتهم يتوقفون عن الضحك و هم مذهلون.

قال سامويل و قد ذهبت دهشته : "كنا نمزح فقط ! مع أنني أكاد أجزم أنني سأراكما يوما ما عروسين !"

فرد آلويس دون أن يستطيع منع نفسه : "هذا سخف !"

سكت الجميع عندها .. لم يتوقع أحد أن يكون الضيف الغريب سريع الغضب هكذا.

أطلق تنهيدة و انتابه الندم على وقاحته فقال معتذرا : "أنا آسف كنت متضايقا.. "

غير أن الجدة ربتت على كتفه و قالت : "لا عليك يا عزيزي هذه لم تكن غلطتك !" ثم رمقت سامويل بنظرة توبيخ.

"عن إذنكم سأذهب .. "

عندها انتبه لشيء ملتهب يحرق جانبه الأيمن ، فالتفت ليجد لونا تحدق فيه بنظرة نارية كانت المرة الأولى التي رآها تنظر إليه بها عندما اختبأت في حضن أبيها و هي تبكي لسخرية آلويس منها .. قبل سبع سنوات خلت !

راقب الجميع الموقف بصمت يشوبه القلق و علق سامويل بهمس : "هذا لا يبشر بخير !"

لم تتلفظ الصغيرة بحرف ، نزلت من فوق كرسيها و غادرت غرفة الطعام دون أن يسقط عن وجهها ذلك التعبير الساخط.

همس سامويل لآلويس محذرا : "خذها نصيحة مني إلى آخر عمرك يا صغيري ، لا تغضب أبدا فتاة بشعر أحمر !"











رد مع اقتباس
  #265  
قديم 08-18-2016, 05:14 PM
 
ههههههعهههههههههههههههههههههههههه

آسفة، لا استطيع منع نفسي من الضحك، آلويس ..أقصد اورانج متى موعد الجنازة ..سأكون أول الحظور...هههههههههه

كم هما ملائمين، عفريت و شيطانة..

طبعا هذا ليس رد، بل تعليق عابر لم استطع عدم البوح به!
Mygrace and ۿـﺎلـﮧَ- like this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:09 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011