اليابانية (日本語
هي
لغة اليابانية الرسمية، وينطق بها أكثر من 130 مليون نسمة. تصنف اللغة اليابانية غالبا كلغة معزولة ولكن هذه المعلومة غير مؤكّدة.
تكتب اليابانية من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل (بالرغم أن اللغة اليابانية كانت تكتب من اليمين إلى اليسار كاللغة العربية في فترة من الفترات).
هناك نظامين لكتابة اللغة اليابانية: الكانجي ، وهي رموز مأخوذة من اللغة الصينية تعبر عن كلمات كاملة، قبل الحرب العالمية الثانية كانت عددها يفوق الأربعين ألف رمز،
لكن الولايات المتحدة أجبرت اليابان على تقليص عددها إلى ما يفوق الألفين بقليل.
والنظام الثاني هو نظام الكانا
وينقسم إلى فرع الهيراغانا وهي أحرف لكتابة الكلمات القواعدية بالإضافة
إلى الكلمات من أصل ياباني عوضا عن الكلمات من أصل صيني صيني.
والفرع الثاني للكانا هو الكاتاكانا
وهي احرف ذات أشكال مختلفة عن احرف الهيراغانا لكنها
تلفظ مثلها تماما وتستعمل عادة لكتابة الكلمات من جذور غير يابانية
وأغلبها الكلمات الدخيلة من اللغة الأنجليزية .
لهجات
توجد في اليابان لهجات كثيرة ومتعددة خاصة بكل منطقة أو مقاطعة،
يوجد لكل مقاطعة أو منطقة لهجة خاصة بها وكثرة واختلاف اللهجات اليابانية
يعود إلى أنه كان في السابق، منذ فجر التاريخ،
دويلات متخاصمة ومتناحرة في اليابان،
وكان هناك قانون يمنع على كل دويلة من احتكاك أهلها بالدويلة
التي بجوارهم، فأصبحت كل جماعة من الأفراد منغلقة
على نفسها في الدويلة الخاصة بها
وساعد على ذلك وجود الحواجز الطبيعية الضخمة (الجبال)،
وبذلك قامت كل دويلة بتطوير اللهجة الخاصة بها والتي تختلف عن لهجات
الدويلات المجاورة لها وتعتبر لهجة طوكيو اللهجة التي تبناها الإمبراطور لتكون
لغة البلاد عند وحدة اليابان وهي اللهجة التي قرر الشعب الياباني أن يتخذها
اللغة اليابانية الرسمية له لوحدة شعبه وأرضه،
وهكذا فإن لهجة العاصمة طوكيو هي اللغة اليابانية الحالية بحد ذاتها.
تقسم اللهجات اليابانية إلى مجموعتين: لهجات شرقية ولهجات غربية،
اللهجات الشرقية على الرغم من اختلافها الملحوظ عن اللهجات الغربية
إلا أنها في نفس الوقت تختلف فيما بينها مع وجود بعض الروابط
التي أدت إلى جمعها في مجموعة واحدة، نفس الحال مع اللهجات الغربية .
الشرقية تضم مناطق
هوكايدو، توهوكو، كانتو، كوشينيتسو، والجزء الشرقي من منطقة تشوبو،
في حين اللهجات الغربية تضم
الجزء الغربي من منطقة تشوبو "بما فيها مدينة ناغويا"،
ومناطق كانساي، تشوغوكو، شيكوكو، كيوشو، وأوكيناوا.
لم تحظ اللغة اليابانية بالاهتمام الجدير بـها، إلى أن ظهرت اليابان
بمكانتها الحالية كإحدى الدول الصناعية السبع الكبرى فـي العالم،
وارتفاع مركزها على المستوى العالمـي، بالإضافة إلـى تنقل اليابانيين للسياحة
بين بلدان العالم المختلفة؛ مما جذب الأنظار إلـى أهمية اللغة اليابانية،
وشجع على دراستها فـي مختلف أرجاء العالم كلغة عالمية،
حيث بلغ عدد دارسـي اللغة اليابانية علـى مستوى العالم
ثلاثة ملايين وثلاثمائة وستين ألف طالب وطالبة يدرسون فـي خمسة عشر ألف
مؤسسة تعليمية منتشرة فـي مائة وخمس وعشرين دولة بالعالم بحسب إحصائيات
المؤسسة اليابانية لعام ٢٠٠٩ م.
توجد كثير من النظريات المختلفة حول أصول اللغة اليابانية والأسرة اللغوية
التـي تنتمـي إليها، ولكن هذا النقاش لم يُحسم بعد. فهناك آراء ترى
أن اللغة اليابانية تنتمـي إلى مجموعة لغات تتفق فـي البناء اللغوي
يُطلق عليها مجموعة اللغات الأورالية الألطائية والتـي تشترك جميعها
فـي السمة الإلصاقية التـي تشمل أيضاً اللغات السيبيرية
مثل المنغولية والمنشورية والتنغورية والتركية، حيث سُميت بالإلصاقية
نظراً لأن أصل الكلمة فـي هذه اللغات لا يطرأ عليه تغييرات صرفية،
بل تجري إضافة لواحق عليها لنقل وظائف لغوية أو معانـي دلالية معينة
يرى البعض أن أصول اللغة هى نفس أصول اللغات البولونيسية
والدرافيدية مثل لغة التاميل فـي جنوب الهند وشمال جزيرة سريلانكا.
(لغات مجموعة الجزر المتاخمة لإندونيسيا)،
ويرجع أقدم سجل معروف للغة اليابانية إلـى القرن الثالث الميلادي،
حيث وُجد كتاب تاريخ للصين مدون فيه مفردات يابانية وردت
فـي مقال عن اليابان، ومنذ ذلك الزمان كانت تُكتب اللغة اليابانية
باستخدام مقاطع الكتابة
الصينية التصويرية أو التعبيرية (كانجـي-Kanji)،
ثم أصبحت لاحقاً تُكتب باستخدام المقاطع الـصوتية (كانا-kana)
التـي اُسْتُنبطت من الكانجـي. إلـى أن أصبحت الكتابة اليابانية الآن
مزيج من مقاطع الكتابة التصويرية (كانجـي)، والمقاطع الصوتية (كانا)،
يُستخدم كل منها جنباً إلـى جنب فـي آن واحد فـي الكتابة.
بالرغم من التنوع فـي الأصوات اللغوية من لهجة إلى أخرى فـي اليابان، إلا أنه يمكن حصر الأصوات اللغوية أو الفونيمات فـي اللغة اليابانية
بمرجعية لـهجة طوكيو فـي 14 حرفاً صامتاً (ساكنًا)، وخمسة صوائت، (حروف متحركة)، وحرفين شبه صائتين. ويمكن تمثيل هذه الأصوات مع ما يقاربـها من الحروف اللاتينية كما يلـي:
(أ): الصوامت (الحروف الساكنة):
ب): الصوائت (الحروف المتحركة) الخمسة:
(جـ): الحرفان شبه الصائتين:
ويتكون النظام الصوتـي اللغوي فـي اللغة اليابانية علـى أساس المقاطع الصوتية،
فيتكون كل مقطع صوتـي من هذه المقاطع الصوتية عادة من صائت،
أو من حرفين أحدهما صامت، والآخر صائت، وذلك ماعدا
الصوت (ん-n) الدال علـى السكون، أي أن الصوامت فـي اللغة اليابانية
لا تُستخدم منفصلة (ماعدا الصوت (ん-n))
حيث يجب أن يُلصق بـها أحد الصوائت الخمسة كما فـي الجدول التالـي:
ولا تحتوي هذه المقاطع على مقطع صوتـي غير ملفوظ أو ليس له ضرورة،
فكل مقطع صوتـي لابد من ظهوره فـي النطق، ونطق كل مقطع، بسيط 4
وله نفس الطول فـي مسافة النطق أو الصوت.
فمثلاً إذا أخذنا كلمة (さくら-sakura) (زهرة الكرز)
نجد أنـها تتكون من ثلاثة مقاطع صوتية: さ、く、ら،
ويمكن تمثيلها فـي الحروف اللاتينية هكذا: Sa+ ku+ ra.
وهكذا مما سبق، نجد أن المقطع الصوتـي فـي اللغة اليابانية
يتكون من عنصرين: حرف صامت ثم حرف صائت،
وبمعنـى آخر لابد أن ينتهـي المقطع الصوتـي بحرف صائت باستثناء
مقطع السكون(ん-n)، وهي سمة مهمة فـي أصوات اللغة اليابانية.
ولذلك لا توجد كلمات تنتهـي بصامت باستثناء الكلمات
التـي تنتهـي بالصوت /ん-n/. وهكذا نجد أن تركيبة المقطع
الصوتـي فـي اللغة اليابانية سهلة وبسيطة،
وحتى أكثر الأصوات تعقيداً لهذا النظام الصوتـي تتكون من ثلاثة أصوات:
صامت + شبه صائت (semi-vowel) + صائت كما فـي المقاطع:
/Kyo/، /Kyu/، /Kya/ انظر إلى المقاطع فـي الجدول رقم 1.
ولا شك فـي أن قلة هذا العدد من المقاطع الصوتية فـي اللغة اليابانية
يُمكِّن الدارس من كتابة أي كلمة جديدة حتى وإن لم يكن قد درسها من قبل؛
نظراً للتماثل أو التقارب الشديد بين ما يُسمع وما يُكتب،
وذلك على عكس اللغة الإنجليزية مثلاً التـي يوجد بـها كلمات
كثيرة لا يستطيع الدارس كتابتها
إلا أن يكون قد درسها من قبل مثل كلمتـي: enough- hiccough.
لكن على الوجه الآخر من ذلك،
أدت قلة عدد هذه المقاطع إلى ظهور مشكلة الاشتراك اللفظـي،
أي كثرة الكلمات التـي لها نفس النطق ولكنها تشتمل على أكثر من معنى.
ولذلك من أجل
فهم معانـي هذه الكلمات، لا يمكن الاستغناء
عن مقاطع الكتابة التصويرية (كانجـي)؛
لتوضيح الفروق فـي المعنـى فـي حالة الكتابة،
أو فهمها من سياق النص فـي حالة المحادثة.
ومن ناحية النطق فـي اللغة اليابانية، فإن الصوائت تُنطق عادة خفيفة،
ولا يتم فتح الفم كثيراً عند النطق على عكس اللغة العربية أو اللغات الأوروبية،
إلا الكلمات ذات الأصل الصينـي.
ولذلك فإن اللغة اليابانية من ناحية النطق، مزيج من كل من الكلمات اليابانية
الأصل خفيفة النطق، والكلمات الصينية الأصل ذات النبرة القوية نسبياً.
وتتحدد النبرة (accent) فـي اللغة اليابانية على أساس ارتفاع طبقة الصوت
أو انخفاضه الذي يتحدد بدوره على أساس طول النفس أو قصره
وليس على أساس قوة إخراج النفس أو ضعفه.
فعلـى سبيل المثال، كلمة: (はし-hashi)،
يختلف معناها باختلاف النبرة،
فيكون معناها: (عيدان الأكل)
عند ارتفاع النبرة على المقطع الأول (はし-hashi)،
بينما يكون معناها: (جسر)
عند ارتفاع النبرة على المقطع الثانـي (はし-hashi)
وترتفع النبرة فـي حالة الحركة الطويلة وذلك بمدها بتكرار الصوائت الخمسة،
فيستخدم الصائت (あ-a) للتعبير عن حركة الفتح الطويلة،
والصائت (い-i) للتعبير عن حركة الكسر الطويلة.
وفيما يتعلق بالنطق أيضًا،
نجد أن النطق فـي اللغة اليابانية لا يحتاج إلى استخدام الشفتين كثيرًا؛
حيث لا يوجد الحرفان v ،f (الشفوي أسنانـي-labiodental)،
كما أن استخدام حرفـي: w ،p قليل نسبياً.
ولكن فـي مقابل ذلك، نجد أصوات مثل: h ،n ،g ،k، تُنطق كثيراً
من داخل الفم نسبياً ولكنها ليست لدرجة اللغة العربية.
بالإضافة إلى ذلك،
لا توجد حروف الأصوات الصفيرية الاحتكاكية الممثلة
فـي الحروف z ،s ،f، وهي أصوات تتميز سمعياً بتردد عال
شبيه بصوت الصفير وتُنطق بإحداث تجويف بين اللسان
والجزء الخلفـي من طرف اللثة، وهذا يمثل سهولة للنطق أيضًا.
وكذلك لا توجد الأصوات الحلقية والبلعومية كما فـي اللغة العربية
مثل الحاء والخاء أو العين والغين والقاف.
كما توجد سمة أخرى فـي نطق اللغة اليابانية وهى عدم وجود
الأصوات الصامتة المعروفة فـي اللغة الإنجليزية بالصوت الملفوظ
بلطف نسبياً (Liquid)
مثل حرفـي الراء واللام (l ،r) إلا فـي صوت المقطع ra، ولذلك يصعب التمييز بين حرفـي الراء واللام كما فـي كلمتـي: (الخير)، (الخيل) فـي اللغة العربية أو كلمتـي:
(light) ،(right) فـي اللغة الإنجليزية؛ حيث أنهما يُكتبان باستخدام مقطع صوتـي واحد باللغة اليابانية وهو مقطع /ラ- ra/.