عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2016, 10:46 PM
 
الغسق| Twilight

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:805px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_05_1614623042562641.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/ALIGN]
[ALIGN=center]



الاسم بالعربي: الغسق

الاسم بالنجليزي:Twilight

الكاتب: فيوليت

نوع القصة: دراما، تاريخي، وجداني<< أظن أنه أحسن مصطلح يعبر عنها cute1



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2016, 11:20 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:805px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_05_1614623042562641.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[ALIGN=center]




هلْ سَمِعْتَ السَنفونِيَة التي عُزِفَت؟

تَرْنيمَة مُرَة كالحَنْظَل شَهِدَت عَلى فُقدَانِي فِردَوس الدُنْيَّا

تَعَاَلا لُهَاثي وانعِكَاسي قَدْ زَالَ عنْ المرآةْ

مِرْآةٌ سَكنَتهَا عُيُون مُتَرَقبَة

تَتبعُ المَوتَ الذي يَجري ليعِيدَ تَشْغيلَ السَاعة المُتَوقفَة

التي حَرسَتْها ظِلَال مُقَّنَعَة رَقَصَتْ تَتَمَايَلُ في رَقْصَةً غَرِيبَة

أَسَمِعْتْ؟ لَحَظَاتٌ مُخِيفة هِي مَا عِشْتُهَا

مَعَ العُيُون المُلَاحِقَة التِي اسْتَوْطَنَت مِرْآةَ حَائِطِي

مُقَيَدة كُنت بِدَاخِلْ عَيْنٍ حَمْرَاء نَازِفَة

رَقَصَت فَوْق بُحَيرَة ضَوْء القَمَر

لِتَنْزِلَ دَمْعَة البَجَعَة السَوْدَاء

مُعْلِنَةً نِهَايَةَ أَمْجَادِي!





سارت مكبلة، منزلة رأسها إلى الأسفل فطن فحيح السلاسل في أذنها

مصاحبا لشتائم وصرخات بقية المساجين

فازداد وقع المطرقة التي تضرب رأسها بشدة، وفي مشيتها المترنحة تمايل جسدها

الهزيل فتوقفت برهة لّعل الثبات يأتيها لتتمكن من اكمال المسير

لكن أتتها ضربة مبرحة من الحارس العملاق الذي ساقها هي ومن معها كالعبيد

من دون رحمة في ممرات وسراديب هذا السجن العفن المجرد من الإنسانية.

تأوهت بخفوت واكملت طريقها بصمت بين الزنزانات المظلمة التي تخفي داخلها كيانات

أشخاص يمكن -ومن دون مبالغة- أن تعتبرهم أخر أبناء وطنها المحتضر.

رفعت رأسها بثقة لتحافظ على آخر القطرات المتبقية من كبريائها الذي سحق

فتبعثر شعرها الأسود المشعث حول وجهها الشاحب الذي كللته هالات سوداء..

عيونها الرمادية لمعت باستكبار وعدم اذعان فازداد حنق الحارس عليها فأمسك

رأسها بكفه الخشنة وضربه بالقضبان الحديدية مرات عديدة حتى أذمى... لم تتمكن

من فتح عينها اليسرى التي غسلت بالدماء لكنها أبت الذل والهوان

فرفعت من هامتها بشموخ وقالت بنبرة باعثة على التمرد وهي تفتح ذراعيها على مصرعيهما

-إنّكم اغتصبتم أرضنا... وأبدتم شعبنا لكنّا لن نخضع لكم يا حثالة العالم

أيتها الكلاب المشردة الفرنسية.. نحن شعب باندورا لن نرضى بهكذا حال

تعالت همهمات المسجونين وبدأت معالم العصيان تظهر عليهم، فقرر الحارس

الانسحاب خشية الإصابة أو حدوث ما لا تحمد عقباه.. زمجر في وجهها ثم

أمسك شعرها الذي ابتل بسبب الدماء، سحبها ورماها داخل احدى الزنزانات الديجورية

لتتكور على نفسها متحاشية أزواج النظرات المترقبة التي تلتهمها

-هل أنت بخير يا آنسة؟

أكمحت رأسها بسرعة وشراسة أفزعت الفتى وجعلته يتراجع بضع خطوات

ليعاود السؤال مرة أخرى بتوتر وترقب

-هل تأذيت؟

-أنا بخير... لا تهتم بحالتي كثيرًا ففي النهاية مآلي الزوال

رقت ملامح الفتى بشفقة وهو يراقب الجسد المرتعش الذي غلفته ملابس رثة

ثم قال وهو يرسم ابتسامة على شفتيه

-يا أنسة لا تفكري كثيرا... ففي النهاية الموت حق للجميع

-لا أنت مخطئ، من مات ذليلا بين حثالة مثل هؤلاء لم يستحق الحياة أساسا

-حقا؟ أنت لديك نظرة تحررية ثورية بالرغم من جسدك الضعيف

-أنا ابنة من أبناء أندورا ومن واجبي -على الأقل- أن أحاول استرجاع مجد بلدي

-أنا لم أقل خلافا لذلك... لكن أندورا انمحت وزالت عن الخريطة فلما هذا الإصرار

على الثأر ولن تكون أقوالي مبالغة فيها إذا ما قلت أنك الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة هنا

-بالتأكيد لن تجد مثلها هنا... إنّها الملازم لافيلا اسكالدس، الفتاة المعجزة محققة الانتصارات

توقف بدهشة وعقله يجمع ويعيد تشكيل الجملة التي سمعها لعله أخيرا يتمكن من فهم

ما قاله رفيقه الذي تغطي وجهه خصلات شقراء بلاتيني

أشار مورق العينين بصدمة إلى لافيلا التي تتطلع نحوهما بكره ليقول وهو يرجع خصلاته

الديجورية إلى الخلف

-رائع... لا بل مذهل أنت هي الملازم الأول حقا لقد شعرت أنني أعرفك

-أنت مزعج آزو توقف عن الصراخ

-فرهاد أخبرني كيف عرفتها، إنها مختلفة تماما

-صحيح أنّ شكلها الآن ليس كما كان لكن الهالة المنبعثة منها لا تزال مُوَتِرَة للأعصاب

قبضت لافيلا كفها بغيض ثم تنهدت بهدوء وهي تمزق جزء من ثيابها

لتضمد جرح رأسها النازف

-أخبرني لافيلا كيف وصلت لهذه الحال؟

عضت لسانها بنفاد صبر ثم قربت رأسها منه حتى التصقت جبهته بجبهتها

لتقول ببرود وهي تصر على أسنانها

-ألا ترى أنّ سؤالك هذا -وبطريقة مباشرة- يدل على شدة غبائك

- أنتِ لم تجيبيني؟

-تبا! ان لم تبتعد الأن عني وتصمت سأجعلك تندم

-هيا لا تكوني هكذا نحن في النهاية في العمر نفسه ونتشارك في هذا

ابتعد عنها قليلا ثم أشار إلى الضماد الطبي الذي غطى عينه اليسرى وهو يبتسم بغباء

تنهدت لافيلا بضجر وزحفت مبتعدة عنه لتعود إلى إيقاف نزيفها

في حين جلس آزو القرفصاء بجانب فرهاد وهو يتطلع نحوها منتظرا سردها لقصتها

والتي اعتبرها -كونه قصير نظر- الأكثر إثارة... مسح رفيقه على شعره الأسود

ثم نظر إلى لافيلا وقال

-يا سيادة الملازم إذا أردته أن يصمت فأخبريه بما يريد

لم تجبه وإن كانت تتشوق لتفضي الحَدَّث لأحد... ليس حبا أو طمعا في راحة البال

إنما مرادها أن تكون قصتها هذه عبرة لكل من يعتبر

أبعدت الخصلات التي تبعثرت حول وجهها ثم خاطبتهما وهي تشير إلى آزو بضجر

-سوف أخبركما لعل قصتي هذه تكون عبرة لكما ولغيركما... وأنت أيها الطفولي

المزعج أنصت وافهم واستوعب... ما حدث لبلدي كان غلطتي وحدي

الغلطة الوحيدة التي سأندم عليها حتى بعد موتي

|قبل شهر: عام 1812|

اتجهت بخطوات وئيدة نحو رفيقتها الصهباء التي اضمحلت معالم وجهها وزالت

بسبب غروب الشمس الذي لون بالأحمر الناري الأفق

جلست على حافة سور القلعة بعيدا عن رفيقتها ببضعة سنتيمترات، وبصمت تأملتا

القرص الملتهب وهو يختفي ببطء ليتشكل بعد مدة شفق أحمر فاتن

يليه الأبيض النقي ثم غاب لفترة ليتشكل الغسق معلنا عن أول ظلمة الليل الحالك الذي

غطى أشلاء الجثث وأطلال المباني التي ملأت ساحة الحرب

تكورت لافيلا على نفسها ولمحة من الحزن طغت على وجهها ثم أدارت رأسها نحو

رفيقتها الصهباء تشكو همها

-لوريا ما عدت أستطيع الاحتمال، كل يوم يموت المئات من الأبرياء

من أجل الوطن.. أما كفانا ما نعانيه؟ أما حان الوقت ليعيش أطفالنا من دون خوف

أطالت لوريا النظر إلى الخاتم الذي ترتديه بشرود ثم استدارت نحو لافيلا وقد

تجمدت عينيها العقيقية مجيبة إياها

-وهل يهمك الموتى؟ أنت الملازم والبطلة الأسطورية التي تفخر بها أندورا

أما كفاك كل هذا؟ أما كفاك لتمثلي دور الفتاة الحزينة على موت جنودها

رأيتك مرات لا تحصى تقتلين الأعداء وتضحين بالكثير من الأبرياء لتحقيقي الانتصار

فلّما أراك الآن خائبة منكسرة العود هل نسيت أول القواعد سيادة الملازم؟

فغرت لافيلا فاهها وقد ألجمتها الصدمة، لم تستطع الكلام لتدافع عن نفسها

كلمات لوريا ومعالمها الحاقدة سببت لها ألام أشد من جراح المعارك حتى.

بللت لافيلا شفتيها ثم قبضت كيفها بتوتر وهي تنظر إلى لوريا بثقة زائفة

حاولت الكلام مرة ومرتين فثلاث لكنها تتراجع في كل مرة

خوف من فقدان صديقة طفولتها وشقيقتها، لكن حين رأت عدم الاهتمام على وجه لوريا

صرخت فيها ببئس

-أنا أتوسل إليك أن تتوقفي لوريا.. نظراتك أصبحت باردة منذ مدة ولسانك

الحاد مزقني ألاف المرات.. أنا لا أستطيع التحمل أكثر، كيف للشخص الذي يفترض

به أن يكون ملاذي ومخفف وحدتي أن يزيد همي؟

استقامت لوريا في مكانها ورفعت يدها إلى الأعلى ثم زجرت لافيلا وهي توشك

أن تصفعها

-أرأيت! أنت لا تفكرين إّلا بنفسك.. فتاة أنانية، أنا واثقة أنك لم تفكري بحالتي

أبدا.. هل فعلتِ؟ هل سألتِ نفسك إن كنت بخير، أنا كنت وحيدة منذ موت أخي

وقفت لافيلا وهي ترتعش بغيض لتدفع لوريا من دون وعي وهي تصرخ بهستيرية

-لقد كنت أعلم أنت لازلت تصرين على انني السبب في موت كانيلو

اما كفاكِ لقد كان كالأخ الأكبر بالنسبة لي أيضا.. لكنه مات دفاعا عن وطنه

ولا أشك أنه سعيد بهذا

-أنت حقا مجرد فتاة سيئة لافيلا.. أنا لن أسامحك أبدا ما حييت

وقفت لوريا ونفضت التراب عن فستان الخدم الأـسود الذي ترتديه ثم رحلت ببرود

وهي تلعن لافيلا في قرارة نفسها

شاهدتها الأخيرة ترحل بعدم تصديق.. حاولت إيقافها لكنها لم تستطع، لأنها خائفة!

خائفة من أن ترى الحقيقة المرة التي تنتظر غدها.. فها هي النهاية التي خشيتها

بدأت بالتشكل.. ضربت بقدمها الأرض ثم رفعت رأسها إلى السماء التي ملأتها

النجوم وطغى ضوئها على نور القمر الباهت الذي حجبته غيوم رمادية بدأت التشكل

-انزل بسرعة أيها المطر.. وأخفي مجازر هذا اليوم الكئيب

-أنا فضولية حقا.. ماذا حدث لكما، لافيلا؟

نظرت باستغراب واحراج نحو الشقراء التي انعكست ظلال اللهب المتأجج على غرتها

التي غطت نصف معالم وجهها

عدلت لافيلا من وقفتها ثم اعتذرت وهي تشيح نظرها بتوتر

-اعتذر عن ازعاجك سيادة القائد

-ليس هذا ما يزعجني لافيلا، لكن ألم يكن الشجار وقف الغسق محرما بالنسبة لكما؟

ارتعش جسد لافيلا وكأنّها أصيبت بمس شيطاني أو تيار كهربائي لتصرخ

بغيط وهي تنفي ما قالته قائدتها الآن

-لامسانا الأمر ليس كذلك نحن لم نقصد أن نتشاجر لكن..

فرت ضحكة خافتة من لامسانا وهي تنفث دخان سجارتها.. نظرت إليها

لافيلا بتفاجئ تنتظر أن تُسمِعَها الأخيرة جوابا لضحكها الغير متوقع.

أمالت لامسانا رأسها فتبيت لافيلا الجليد الذي غلف العين الزبرجدية، لم

تخنها غريزتها قبلا لكنها تتمنى أن تغدرها الآن في هذه اللحظة، أحست

أنّ ما ستقوله لامسانا سيقتلها ببطء، يقطعها لأشلاء بحجم ذرات الغبار

لهذا تمعنت جيدا في كل حركة تقوم بها الشقراء التي تكلمت أخيرا وكأنّها قررت أنّ

العذاب النفسي الذي خاضته مساعدتها كاف ليعلمها بخطورة الموقف

-إنّ تصرفات لوريا غريبة في الآونة الأخيرة ولا ننسى أنّ صحة الملك سيئة

في الآونة الأخيرة.. وكما رأيت نحن في حالة لا نحسد عليها

فقد حاصرنا الجيش الفرنسي من كل الجهات والمؤونة الباقية في البلد لن تكفي

إلا لأيام تعد على الأصابع.. لهذا أريدك أن تحرسي تلك الخادمة جيدا، فأنا أشك أنّه

سيأتينا من ورائها مالا يسر

أحست لافيلا أن قدميها ستخونانها، بؤبؤ عيناها ارتعش وحلقها جف تماما

فما كان أمامها إلا الصراخ بهستيرية رافضة الاتهام الموجه نحو صديقة طفولتها

-لامسانا إنّ ما تقولينه غير صحيح، لا يمكن للوريا أن تخوننا..

رمت لامسانا سجارتها على الأرض ثم تقدمت ببطء ناحية لافيلا

أمسكتها من عنقها وضغطت بقوة على الجوهرة الياقوتية حتى تعالت شهقات الأخيرة

وهي تحاول استعادة تنفسها.. كزت لامسانا على أسنانها ثم قالت بهمس قرب أذن لافيلا

-إنّ وعود الطفولة السخيفة التي قطعتماها لا تعنيني بشيء.. أنت نائبتي وعليك

ألا تتركي مشاعركِ تقودكِ.. الأوضاع مؤخرا لا تحتمل الأخطاء وخصوصا من جانبنا نحن

لم تستطع لافيلا الرد فاكتفت بتحريك رأسها علامة الموافقة، تركتها لامسانا فسقطت

على الأرض وهي تسعل بشدة وقد تجمعت الدموع في مقلتيها

تنهدت الأخيرة بخفوت ثم جلست بجانب لافيلا وهي تراجع مجريات الحرب في عقلها

إلى أن قاطعتها الأخيرة باستفسار خالف ما كانتا تتناقشان حوله

-لامسانا هل كروس بخير؟

تفاجأت الشقراء من سؤالها لكنها أجابت بنبرة اختلجها حزن دفين

-ذلك الرجل سخيف حقا.. بالرغم من اشتداد مرضه إلا أنّه لا يزال يغالب على أمره

-كيف هي فحوصه.. سيكون بخير أليس كذلك؟

-أنت تعرفين أنه مصاب بالسل وحتى الآن لا يوجد دواء لهذا الداء

اعتدلت لافيلا بسرعة في جلستها ثم صرخت وهي تستنكر الوضع

-لامسانا لا يمكن أن يموت كروس.. إنه كروس على أي حال

-حتى لو كان كروس القائد العظيم السابق لهذه الفرقة إلا أنّه الآن فقد قوته بسبب

مرضه.. لا تتشبثي بآمال كاذبة فلن تجدي في أخر الطريق إلا الحزن

كانت لافيلا ستعترض على ما قالته لامسانا إلا أنّ صوت النغمات الموسيقية الآتية من الكمان

قد أوقفتها.. ومن دون شعور امتلأت عينيها بالدموع فسارعت إلى مسحها حتى لا تراها

رفيقتها.. ابتسمت لامسانا بألم ثم تكلمت بنبرة آمرة مخاطبة لافيلا

-لقد كان يومك عصيبا لافيلا.. اذهبي وارتاحي، من الغد لن تذهبي إلى المعارك

ستكون مهمتك مراقبة لوريا.. مفهوم؟

وقفت لافيلا باستقامة ثم أدت التحية العسكرية وغادرت بعد أن أجابت بالموافقة

في حين أخرجت لامسانا سيجارة أخرى وأشعلتها بالشمعة التي ذاب نصفها

تماما كما يذوب عمر الانسان ليصل لنهاية محتومة تحت التراب.

انتظرته حتى انتهى من عزفه ثم استدارت ناحيته لتتفاجأ -وإن لم تظهر ذلك- بمنظره

الهزيل الشبيه بالهيكل العظمي

لم تعر مشاعر الحزن التي اختلجتها أيّ هم بل اتجهت ناحية الباب المؤدي إلى أعلى البرج

والذي كان يتكئ عليه رجل في العقد الرابع تَعِبْ الملامح.

أخدت لامسانا الكمان من يده ثم صرخت تزجره

-كروس أيها الأبله إن صعدت إلى هنا في هذا الوقت ستسوء حالتك

ابتسم كروس بوهن وهو يحك ذقنه ليجيبها بهدوء مغيض

-كل نفس مصيرها الموت.. فلا تجعلي مرضي سببا لتسجني في غرفتي

اغتاظت لامسانا منه فجدبته من ذراعه وقادته نحو الأسفل وهو مستسلم تماما

لها.. لم يقل أيّ كلمة جل ما فعله هو السير وتأمل ظهر صغيرته المشاكسة

رفع حاجبه بتعب وهو يراقب تباطء خطواتها ليسألها وقد توقف عن الحركة

-هل هناك ما يزعجك لامسانا؟

توقفت هي الأخرى عن السير ثم استدارت نحوه بثبات خالف حالتها النفسية أنداك

-كروس هل كنت تستمع للحديث الذي دار بيني وبين لافيلا؟

ابتسم الأخير بتعب ثم مال يرتكز على الجدار الحجري الذي زينته مشاعل خشبية

ثم أجاب بخفوت

-أجل.. أنت تعلمين أنّ لافيلا كالابنة بالنسبة لي، تماما مثلك وأنا لا أخفي

عنك أن القرار الذي اتخذته كان خاطئا

-هل تعني أنّ اختيارها للمهمة ليس بالأمر الجيد؟

-هذا صحيح، فأنا أرى أنّ لافيلا تصغي للقلب أكثر من العقل في مواقف مثل هذه

لا تنسي أنها تعتبر لوريا حياتها

استدارت لامسانا منهية الحديث القصير الذي دار بينهما.. وقد امتلأ عقلها

بالتناقضات لكنها -وبسبب إحساس ما- لا تزال مصرة على رأيها

تنهد كروس بقلة حيلة ثم تابع سيره نحو غرفته وشعور بالخطر ينمو داخل صدره





ارتفعت الشمس في الأفق لتسدل الستار عن أحداث الأمس المتوترة وتشهد على

وقائع هذا اليوم الغير متوقعة

سارت بسرعة كعادة الخدم لتلحق أعمالها اليومية المتعبة، تنهدت لوريا بملل

وهي تضع الفطور على صينية فضية بها زخرفات على شكل ورود

جورية.. ثم حملتها متجهة بها إلى غرفة الملك لتتفاجأ بلافيلا التي وقفت تنتظرها

وهي تستقطب أنظار الخدم الأخرين

وفور أن لمحتها الأخيرة حتى ابتسمت واتجهت إليها بسرعة بنظرات تأسف لتقول وهي

ترفع يديها إلى الأعلى تماما كعادتها منذ الصغر

-لوريا أرجوك اغفري لصديقتك.. لقد كنت تعبة أمس ولهذا قلت مالا يجب قوله

-لا بأس لا تهتمي.. أنا أيضا كنت مزعجة

أجابت لوريا بجفاف وهي تكمل طريقها، فتنهدت لافيلا بقلة حيلة ثم خاطبتها بنبرة متوسلة

-أرجوك لوريا.. لا تبقي غاضبة مني، ألا تعلمين أنّ لامسانا تشتبه بك

-وماذا إذن؟

تجمدت صاحبة الشعر الفحمي للحظات قبل أن تصرخ بغضب مستقطبة كل الانتباه

-ماذا تعنين بإذن؟ أيّ جنون هذا الذي تقولينه أخبريني؟

أنزلت لوريا رأسها إلى الأسفل فغطت خصلاتها النارية معالم وجهها ثم أجابت بهمس

-أنت حقا فتاة غبية، لا تعلمين ماذا يجري في هذا القصر القذر.. وكأنهم سيهتمون

إذا كنت بريئة أو مذنبة، كوني متأكدة أنّ مصالحهم هي ما تهم

تعالا همس الخدم فازداد حنق لافيلا التي صرخت فيهم بنفاذ صبر وهي تجذب لوريا

-عودوا إلى أعمالكم.. وأنت تعالي معي

-عليّ أخد الفطور للحاكم

-حسنا تعالي سآتي معك

اكتفت لوريا بهذا الكم من الكلام وهي تراقب العبرات التي احتلت مقلتي رفيقتها

التي كانت تحاول بكل خلية في جسدها تجميع شتات نفسها المتهشمة

لم تعتقد أن حال رفيقتها بهذا السوء.. جل تفكيرها كان منصب على منصبها

الخوف من الفشل والرهبة من الموت

هي تعلم حقيقة نفسها التي حاولت اخفائها.. بالرغم من قوتها إلا أنها ضعيفة

تنكسر عند أول ريح تهب.. جبانة تخاف من خيانة أقرب الأشخاص لها

كم مرّ من الوقت منذ أن حصلت على راحة بال.. لا تتذكر أكان قبل عام أو عامين

لم تخرج من دوامة أفكارها المشتتة إلا على وقع طرقات صديقتها على الباب

مسحت الدموع التي تجمعت في مقلتيها وهي تستمع إلى اللكنة المتعالية التي أدنت لهما بالدخول

راقبت لوريا وهي تتقدم مخفضة رأسها بذل للحاكم الذي تملكه المرض فجأة فما عاد

قادرا على مغادرة مضجعه

ولجت لافيلا إلى الداخل وركعت له ثم وباحترام وقفت تسأل عن أحواله

-أتمنى أن لا تكون زيارتي لك قد أزعجتك سيادة الحاكم

-لن يوجد شيء سيجعلني أسعد كزيارتك المفاجئة أيتها الملازم

وقفت لافيلا خلف لوريا التي وضعت الصينية على حجر الملك بعد أن عدلت وضعيته

ثم سألت وهي تمسك يد رفيقتها

-سيدي الحاكم أرجو أن تعذرني على سؤالي.. لكن أيمكن أن تسمح لرفيقتي هذه أن تبقى معي لليوم؟

علا صوت ضحك الملك ليشير بيده لها دلالة على أنّ غياب خادمة لن يضر

لم تعلم -وان هي تحجب الحقيقة- ما سبب ذلك الشعور الذي لسعها للحظة

-والآن أخبريني ما الذي يحدث معك

تنهدت لوريا بملل وهي تلعب بالخاتم الذي بين يديها ثم أجابت بعد مدة

-أنت حقا جريئة لتسأليني هذا السؤال.. حسنا سأجيبك لأنه لم يبقى كثير من الوقت

-ماذا تقصدين؟

-لافيلا أنا حقا كرهتك أكثر من الجنود الفرنسيين الذين قتلوا أخي.. أتعلمين لماذا؟

لأنك حصلت على كل ما تمنيته أنا، أنت هي الملازم الذي يحترمه الجميع ويتمنون

الحصول ولو على نظرة واحدة منك أما أنّا فمجرد خادمة لن يهتم بموتها أحد

-لا تقولي هذا كم من مرة أخبرتك أنّ..

أوقفتها لوريا وهي تصرخ وتحرك رأسها بجنون رافضة أقوال صديقتها

بانهيار تام

-أنت لا تعلمين أي شيء.. كم من مرة أخبرتكِ هذا، أتعلمين أنّه تّم تعذيبي

بشدة فقط لأنّ المشط سقط من يدي عندما كنت أمشك شعر الملكة.. أو المرة التي

حاول مستشار الملك اغتصابي فيها.. أنت لا تعلمين أيّ شيء مجرد فتاة متحذلقة

-لا يمكن أن يكون ما تقولينه صحيح، هذا مستحيل أبدا

ابتسمت لوريا بحزن معلنة استسلامها -بنظرة انكسار- وتابعت طريقها

وهي تجر أذيال الخيبة فبالرغم من الغيرة التي تملكتها إلاّ أنها أرادت أن تبقى

مع لافيلا التي فقدت الإحساس بالأمان منذ زمن





بقيت متكورة على نفسها في ممر القلعة الحجري.. لم تدري كم من الوقت مضى

ولم تحس بالتشنجات التي أصابتها بسبب جلستها غير المتناسقة

بقيت على حالها منذ شجارها الأخير مع لوريا.. تنظر إلى الفراغ لا غير

عيناها زاغتا وهامت بؤبؤتاهما الفحمتين في بحر هائج رمادي

-لافيلا؟ أنت هنا وأخيرا وجدتك

أكمحت رأسها نحو كروس تتأمله بطريقة غريبة.. ثم -بعد لحظات-

هزت رأسها تنتظر إجابته وإن كان عقلها غافل عن استيعاب المزيد

تنهد كروس بوجهه الشاحب ثم سحبها ناحية غرفة الملك.. نظرت لافيلا

بشحوب عبر نوافذ الممر لتتفاجأ بحلول وقت الغروب

-كم مضى من الوقت وأنا موجودة هنا؟

-أفقت أخيرا لافيلا.. أنت لم تقومي بحراسة لوريا كما يجب أليس كذلك؟

ازدردت لافيلا ريقها وقد نما شعور بعدم الارتياح بداخلها، فما كان منها إلا

السؤال عما يجري لعلها تحصد إجابة شافية تخرجها من معمعة التساؤلات هذه

-هل حصل شيء ما كروس؟

-لقد توفي الحاكم لافيلا.. بتعبير أخر لقد اغتيل

-لا يمكن ذلك فبعد خروجي مع لوريا في الصباح أتى الحراس

-أنت لم تتفحصي طعامه صحيح؟ كنت اعلم أنك لن تنجحي في هذه المهمة

افلتت لافيلا من قبضة كروس لتبدأ بالصراخ والارتعاش بضعف

-أتعني أنّ الطعام احتوى على سم؟

-لقد احتوى على الزرنيخ

-هذا لا يمكن الوحيد الذي حضر الفطور هو لوريا

-هل ظننت حقا أنّ لامسانا ستعطيك معلومات خاطئة.. لقد كانت متأكدة بنسبة

تسعين بالمئة

-لو انتشر نبأ وفاة الحاكم ستحصل العديد من المشاكل

راقبت برعب المعاني التي حملتها ابتسامة كروس.. كلّ شيء انتهى

لم تنتبه إلا الآن على أصوات مدافع البارود وصرخات الأبرياء وصهيل الأحصنة

سقطت على الأرض وهي غير قادرة على الحركة فها هو ما كانت تخشاه

أكثر من الموت قد تمكن منها وحول حياتها إلى جحيم

تحاملت على نفسها وتبعت كروس الذي ازدادت نوبات سعاله سوء

توقفت برعب وهي تمسك مكان قلبها الذي ازدادت نبضاته

أكثر ما تخشاه الآن هو لامسانا.. لا تريد أن ترى نظرات الكره

والاحتقار منها.. اجفلت مكانها بسبب يد كروس التي تربعت على كفها

في محاولة منه للتخفيف عنها

استجمعت شجاعتها ودخلت، لكن سرعان ما تبخرت وهي ترى دماء لامسانا التي

شكلت بركة قرمزية انعكست عليها ألوان الغسق التي اعتلى الأفق

بللت لافيلا شفتها واحكمت الإمساك بكروس الذي خانته قواه وسقط يصارع نوبة

سعاله الحادة.. انسابت قطرات العرق مع وقع تكتكة مؤشر الساعة فازداد التوتر الذي ملأ

الغرفة.. بنظرة ألم لاح غضب دفين في مقلتي لافيلا وهي تراقب لوريا التي جلست

قرب جثة الحاكم ببرود.. ثم حولت نظرها إلى المستشار الواقف أمام قائد القوات الفرنسية

وقالت ببرود وهدوء مفاجئين

-إذن لقد جعلت وقت الغسق هو نهاية طريقي أليس كذلك لوريا؟ هه أول ظلمة

الليل الحالك سيكون تلخيصا لكل ما سأعانيه مستقلا.. كم كنت غبية حين

نسيت أهم قاعدة في الحرب ألا وهي الخدعة التي يعتمد كل شيء عليها

بقيت أنظار الجميع مصوبة نحو لافيلا التي ابتعدت عن كروس بعد أن عدلت

جلسته.. تقدمت بهدوء ناحية لامسانا التي اخترق خنجر من الفضة كتفها

فابتعد الحارسان بضع خطوات وقد تملكهما الارتباك

سقطت الأخيرة أمام لامسانا ثم قالت بهمس لم يسمعه أحد

-أنا حقا أستحق ما سيحصل لي.. لكن عديني أن تبقي على قيد الحياة لامسانا

هاجت معالم لامسانا مندرة بالرفض فما قابلتها لافيلا إلا بابتسامة مشرقة

لم تعكس ما يختلج صدرها من خوف أو شقاء.. أخرجت الخنجر بسرعة من كتف

الأخيرة ثم استدارت على أعقابها وهي توجهه ناحية المستشار العجوز والقائد

الأشقر ذو الجسد الهزيل

-ما رأيكما بمقامرة صغيرة.. ضربة واحدة موتي و موت أحدكما، فمن سيكون يا ترا؟

لن تنتظر إجابتهما الشافية بل ركضت بسرعة وهي تحمل الخنجر بقوة حتى

أدمت كفها، هي تجهل سبب الراحة التي أتت في لحظاتها الأخيرة هذه

لكنها على يقين أنّ الخطأ لم يأتي من لوريا التي خانت وطنها وخانتها بل هي المذنبة

الوحيدة هنا.. جهلت ما كان يجب معرفة عن أقرب الأشخاص إلى نفسها.

وبنظرة خاطفة لمحت الدموع التي تشكلت على وجه رفيقتها فما كان منها إلا أن قالت

بضع كلمات لعلها بذلك تحقق للأخيرة راحة البال

-أتعلمين لوريا.. ما من شيء أنا نادمة عنه أكثر من غبائي، لهذا عيشي حياتك أختي

فرت منها شهقة متألمة بسبب طلقة البارود التي أصابتها في كتفها من أحد الجنديين

لكن عزيمتها لن تثبط بقد أكملت المسافة المتبقية وطعت المستشار في قلبه.

حسبت أنّ نهاية حانت بعد سماعها صوت الطلق الناري.. لكن لم تحس إلا بالدماء الدافئة

التي سالت على ظهرها.. كم فزعت بسبب الشهقات التي فرت من لوريا ولامسانا

لم تقوى على الاستدارة وكل خلفية في جسدها المتهالك على الأرض يتضرع إلى المولى

أن لا يكون ملاكها الحارس هو المصاب.. حركت شفتيها مرات عديمة تريد السؤال

لكن مخارج حروفها خانتها فما تشكلت إلا أصوات البُّكَّمِ غير المفهومة

ارتعشت أوصالها وانفلتت منها صرخة فزعة وهي تستشعر ثقل الجسد المتهالك فوقها

فانسابت دموعها كنهر فُرات وشدا نواحها يعم القصر

لم تتمكن من الإفلات بسبب ارهاقها الشديد كما لم تحس بألم الجرح الذي فقدت بسببه الكثر

من الدماء فاقتيدت مثل العبيد مكبلة بسلاسل حديدية إلى أكثر سجون فرنسا بهيمية

منتظرة نهاية المحتومة تحت نصل المشنقة

|الحاضر|

لمعت عينا أزو بإثارة وهو يستمع لنهاية قصتها.. اتجه نحوها

بسرعة وأمسك كفيها بين يديه وقرب وجهه منها ثم قال وقد توهجت عينه بغرابة

-أنت لقد مضى شهر على الحادثة لماذا لا تزالين حية؟

عقدت لافيلا حاجبيها باستنكار ثم قالت وهي تضرب رأسها برأسه

-هل تريد قتلي أزو الغبي؟ على كلّ حال لقد أجلت محاكمتي لأسباب وأخرى

-لكن ماذا حصل لصديقتك تلك والمدعوة لامسانا

-من يدري ما حل بهما.. أنا حقا قلقة عليهما

تنهدت بحزن وهي تبعد أزو عنها لتجذب انتباهها كلمات فرهارد المبهمة

-إنّ مرادك التخلص من ضعفك ليس إلا.. ولا أظن أنّ رغبتك في استعادة أمجادك

حقيقية، فأنت فقدتِ نفسك بعد اكتشافك للحقيقة.. مجرد غارقة في دماء وطنك الجريح

-ربما ما تقوله صحيح.. لكن فيما يفيد هذا وذاك؟ فنهايتي قريبة ولا يبعدني عنها إلا أيام

نظر فرهارد إلى أزو ثم قال وهو ينهض وينفض الغبار عن ملابسه النبيلة التي لم تنتبه لها

من قبل

-أيهمك الحصول على فرصة أخرى

-هه لا بد أن البقاء هنا قد تسبب في اتلاف عقلك

ابتسم أزو وامسك يدها بحماس طفولي وقد لمعت عينه بترجي تسبب في تلعثم

واحراج لافيلا فما كان من فرهاد إلا الحديث بنبرته الهادئة التي أدخلت القليل من الثقة

إلى نفس الأخيرة المهزوزة

-تعالي معنا يا أميرة.. وتجرعي من اكسير الحياة، لتعيشي حياة ترسمينها بنفسك

وتعيدين مجد بلادك الضائع

-ماذا تقصد؟

-لنقل أنك ستحصلين على مفاجأة سارة يوم اعدامك.. وللمعلومة فقط

لست الوحيدة التي تريد أن ترى ولادة أندورا من جديد

-لكن كيف؟

لم يجيباها ولكن الصمت كان أبلغ من أبيات من الكلام.. فقررت وقد زال خوفها

أن تقبل اليدين الممتدتين نحوها لعل هذا يكون نهاية للغسق الذي عاشته

وبداية فجر جديد يحدده موعد اعدامها الذي أصبحت تناشد مجيئه بكل شوق



|تمت بحمد الله|

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-03-2016, 11:38 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:805px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_05_1614623042562641.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[ALIGN=center]





الملازم لافيلا اسكالدس

أحبت لقبها تماما كحبها لوطنها الجريح

خافت فقدان الأحبة وتخييب ظن كل من اعتمد عليها فغدت قصيرة

النظر تجهل أحزان المقربين لها

كانت لها أمجاد أكسبتها لقب الأسطورة في عمرها الذي لم يتعدى

الثلاثة وعشرون سنة

عاشت حياتها في ميتم القلعة مع لوريا التي تصغرها بعام واحد

وشقيقها الأكبر



كيان أثقل بالأحزان ففقدت الاهتمام بباقي الأحياء

وأصبحت عبارة | نفسي نفسي | هي ما يملأ ذاتها وجل تفكيرها

فاقترت بكل برود ما اعتبرته في شهور مضت محرما

لتكسب لقب الخائنة وصمة عارّها التي بغضتها




وُلد قائد بالفطر وأحب عزل الكمان
كالأب كان على أفراد مجموعته أكثر من كونه رئيسهم
أصيب بمرض السل الذي أضعف جسده وقاده ببطء نحو الزوال
ليترك مركزه وعمله الذي أحبه مكرها عن عمر يناهز الأربعين






مجهولة الأصل والنسب لكنها أثبت ولائها للوطن الذي حضنها
فحسب رأيها معرفة ماضيها لن تغير مستقبلها ومخططاتها
وبالرغم من إخفائها لمشاعرها إلا أنّها الأقرب لأخد لقب الأم
بسبب استماعها لحدسها الذي لا يخطئ إلا عادة






ما كان معلوما عنهما إلا نسبهما النبيل

أزو الذي يخفي تحت عصابة عينه وصمة عاره
وفرهاد الهادئ المتفهم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها أنا أضع بين أيديكم قصتي هذه والتي تم نسجها
من أفكار مهشمة تبعثرت هنا وهناك
ولم يكن ليجمعها إلا حفظي لدروس التاريخ التي تتكلم عن الحربين العالميتين

ولأكون صريحة لقد احببت الشخصيات حبا لا يوصف
وخاصة أزو وفرهاد اللذان لم أوفيهما حقها
لهذا -وان حصلت هذه القصة على اعجابكم- أفكر بكتابة قصة أخرى تحتوي
طياتها على خفايا حياة صديقيّ هذين

أتمنى أن تكون قصتي هذه في المستوى ولا أحلل نقلها
وقبل أن أنسى أشكر هبهوب على تدقيقها وتشجيعها لي :madry:
:madry:
ودمتم في حفظ الرحمن


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-04-2016, 04:59 AM
 
لم اكملها لكن ماقراته جعلني اتحمس لقراءة المزيد فقصتك رائعة وكلماتك ذهبية ووصفك رائعة
يعني قصة جميلة ونص
وعندما انهيها كاملة اخبرك براي النهائي
Crystãl and νισℓєт like this.
__________________
كــما لــكل قصــة بــداية ونهــاية
"حــروفـي اعتـصــرت بشــدة داخــلي
حتــى... تمـــــــردت"


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-05-2016, 02:21 PM
Sia
 
مكااني
Crystãl and νισℓєт like this.
__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
- الشفَقْ..Twilight Joℓɨε ȼœυя أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 32 09-06-2014 10:15 PM
(`'•.¸(`'•.¸*Twilight & Red Moon *¸.•'´)¸.•'´ ) المستذئب مدونات الأعضاء 23 05-04-2013 09:23 PM
قصة فيلم twilight مجنونة الاميرات نكت و ضحك و خنبقة 3 08-25-2011 06:24 PM
مجموعه صور للمسن عن العشق 2012 ,صور ماسنجر العشق الممنوع هبه العمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 06-11-2011 07:30 PM


الساعة الآن 12:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011