السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أعزائي اعذروني على تأخر البارت الثالث
لدي ظروف لم تسمح لي بالدخول
انقطاعي متكرر دائماً
الزبدة
خلونا من مقدماتي فاشلة فيها
خلونا نبدأ مع البارت
.
.
.
تحت أشعة الشمس الساطعة وندى الصباح التي تخفيها الغيوم ببطء شيئاً فشيئاً لتبدأ قريباً قطرات المطر بالتساقط تروي أهل هذه الأرض الصحراء القاحلة والجافة وعلى تلك الأرض كان صديقنا جلاء يمشي عليها باحثاً عن أبيه زيدان وأخاه منصور تاركاً أهله تحت دعواته لله ويتملكه القلق والخوف وأثناء سيره سمع فجأةً صوت صراخ عالٍ جداً صادرٌ من مكان بعيد انهلع والتفت يساره وتقدم على الفور بضع خطوات فظهر صوت الصراخ مجدداً واعتلى أكثر أدرك حينها أنه يقترب من مصدر الصوت فهم بالجري إليه وهو يسمع صوت الصراخ يظهر ويختفي مرةً تل والأخرى توقف عن الجري فور رؤيته من بعيد كوخاً صغيراً من الحجر وكان يشاهده من الخلف وهو مليئ بالفجوات جلس في مكانه تماماً وهو يراقب من بعيد مايحصل لكنه للأسف لم يستطع رؤية شيئ أبداً أو الحصول على صورةٍ واضحة لم تكن تلك الفجوات سوى محررة لصوت الصراخ ويخشى حدوث مكروه إن اقترب أكثر ثم سمع صوت الصراخ العالي مجدداً وقد أتضح له عندما أقترب صراخ طفل يصارع الموت وهو يقول:
-لاآااا لاااااا ارتركونيييي اريد امييي دعوني أذهب الى امييييي النجدآااااااااا
وسمع صوت نباح كلاب غاضبة وكأنها متعطشة للدماء همت تلك الكلاب بالتهام ذلك الطفل المسكين حيث سمع جلاء صوت تمزق اللحم وتكسر العظام وصرخات أطفال مشهدُ يجعل الأطفال يرون الرعب بعينه خاف جلاء كثيراً وتوتر لم يكن أمامه حلٌ سوى أن يذهب إلى ذلك المكان ويقدم المساعدة قدر استطاعته فهم بالركض نحوه وهو خائف جداً وكان يفكر أثناء جريه ماذا سيفعل إن كانت المسألة مسألة حياة أو موت بل كيف سيتصرف بحسب ما يحدث فجأة اصطدم جلاء بشخص ما غريب تراجع للوراء فور اصطامه به ولم يتحرك ذلك الشخص حركة واحدة كان جلاء مشتت الذهن وضائعاً في أفكاره قبل أن يصطدم به عندما فتح عينيه رأى أن هذا الشخص هو في الحقيقة رجلٌ طويل ومعضل يرتدي ملابس نظيفة وغير ممزقة ذات الوان بيضاء وسوداء وعلى رقبته ربطة عنق سوداء وحذاؤه يشع لمعاناً وعلى أذنه اليسرى سلك أسود يمتد حتى دائرة بالقرب من فمه استغرب جلاء كثيراً منه لم يرى في حياته شخصاً مثله من قبل لكنه رأى أنه مازال على عجلة من أمره ولا وقت له لهذا إطلاقاً فقال له:
-من فضلك يا هذا ليس لدي وقت أضيعه أنا على عجلة من أمري.
مر جلاء بجانب هذا الرجل ليكمل سيره لكن الرجل أمسكه وشد على ذراعه ودفعه للوراء وسقط أرضاً رفع رأسه وقال وهو يتساءل غاضباً:
أنت، ما خطبك، لماذا فعلت ذلك
الرجل: لن أسمح لك بالإقتراب من ذلك المكان
جلاء مندهشاً: لكن، لكن، يوجد أطفال هناك في مأزق وعلي مساعدتهم
الرجل: أسمع أنا حارس أمن والحراسة هنا مشددة للغاية لهذا أنصحك بألا تقترب من هنا أيها الإرهابي
جلاء غاضباً: ماذا؟!! أتنعتني بالإرهابي ياهذا من تظن نفسك إن كنت حارس أمنٍ حقاً فاذهب واخرج الأطفال من ذلك المأزق
الحارس ببرود: الأفكار والخطط هنا تعامل بأقصى درجة من السرية لذا سيكون من الأفضل لك أن تنصرف حالاً
نهض جلاء ووقف على قدميه وهو يقول غاضباً:
مالذي تقوله أنت أهذه هي حراستكم المشددة يا هذا هل تظن أن المكان آمن بوجودكم فيه هنا
الحارس: هيه، لا يهم ماتقول انت المهم أن ننجز مهمتنا بنجاح ... أو ربما..!!
أنزل ذلك الحارس رأسه وهو مبسط بيده ويفكر، مبعداً نظره عن جلاء وظل ثابتاً على هذه الوضعية، بينما جلاء ينظر إليه باستغراب وهو ينتظر منه ما يريد قوله له لم يفهم ما يجري مع هذا الحارس غريب الأطوار وما يدور في عقله، فجأة سمع جلاء مجدداً صوت صراخ الطفل وهو يصرخ بأعلى صوته وكانت أصوات الكلاب وهي تلتهمه حياً!!... فإذا بجلاء يسمع ذلك الطفل ينطق بكلمته الاخيرة
ويقول بصوته المنتهي الرحيل: سأخبر الله بكل شيء..!
حينها صرخ الأطفال مرعوبين كثيراً وخائفين عندما مات ذلك الطفل أمامهم والتهمته الكلاب حياً ولم يبقى منه سوى هيكله العظمي ومازالت الكلاب متعطشة للدماء فلم تكفيها تلك الوليمة فأتى الدور على أحدهم
انهار جلاء لم يستطع تحمل هذه الأصوات التي وضحت له بشاعة المشهد وحقارة ولئك الأشخاص الذين عذبوا ذلك الطفل المسكين حياً حتى فارق الحياة، بل أكثر شيئ قهر جلاء هو.. ماذنب ذلك الطفل!.. ماذا فعل!.. هل استحق طفل بريئ مثله هذا العذاب كله!!.. أصوات دلت على حقارة ولئك الأشخاص ولم يدركوا بانعدام إنسانيتهم قبل إعدام الطفل.
نظر جلاء للحارس وهو مازال على وضعيته نفسها ويفكر، وحينها، احتقر جلاء هذا الحارس وغضب وظهرت في وجهه علامات الغضب والإحتقار لم يستطع تمالك نفسه
حتى صرخ وهو يقول غاضباً جداً: هي أنت أيها الحقير إلى متى ستظل واقفاً هكذا تدفع مساعدتهم
نظر الحارس لجلاء بعد إنتهائه من التفكير وغير وضعيته حيث يقف مكانه تماماً دون حركة لصد جلاء وإبعاده
وقال: المهمة التي كلفنا بها رئيسنا هي إبعادكم عن هذا المكان وعدم التدخل فالإرهابيون أمثالك دائماً ما يحبون نهاية السلام والصلاح وقد تفعلون أي شيئ كي تنشروا الفساد أيها المفسدون.
اتسعت عيني جلاء من الدهشة واستقام حاجباه وهو يشتعل غضباً ماخطب هذا الحارس الغريب وفيما كان يفكر وكيف له بأن ينتعته بالمفسد والإرهابي رأى الحارس أن جلاء قد ثار غضبه عليه بسبب ما يفعله مع أولئك الاطفال
فقال: لنا كل الحق كي نقتل هؤلاء الاطفال او نجعلهم طعاماً للكلاب لأنهم في الحقيقة أبناء الإرهابيين بل وهم أبناء لألد أعدائنا فمالذي سيمنعنا من قتلهم
جلاء يصرخ غاضبٌ جداً: إخرس، إخرس أياً كان هؤلاء الأطفال فهم مازالوا أبرياء مهما فعلوا ولا علاقة لهم بما يدور حول البالغين ومشاكلهم التي لا تنتهي أيها الجهلة والحمقى، أهكذا تنشرون السلام والصلاح، إن كنتم تعتبرون هذا عملاً صائباً فعلي أن أواجه الحقيقة لأنني الآن أرى الإرهاب بعينه وأرى من أيد دين الإرهاب ومن هو الإرهابي المفسد بيننا.
الحارس غاضباًً: من الأفضل لك ألا تسيئ لمنظتنا فهي تسعى لتحقيق العدالة.
جلاء غاضب كثيراً: اخرس يا هذا ليس لك أي حقٍ كي تغضب او تهددني منظمتكم منظمة الإرهاب التي تسعى للدمار والخراب لتحقق الظلم هذا هو هدفكم من الأفكار والخطط التي تدبرها منظمتكم الظالمة.
شعر الحارس بالحقد على جلاء وماتت في عقله المبررات والحجج، حينها أختفت علامات الغضب في وجهه بسرعة وظهرت مباشرة علامات البرود وابتسامة خبيثة غير مكترثة فقد وجد ذلك الشرير مايقوله
الحارس ببرود: وفر غضبك هذا لانك ستحتاجه قريباً
جلاء مستغرباً: ماذا؟؟ مالذي تقصده
ابتسم الحارس ابتسامته الخبيثة وهو ينظر لجلاء وفي داخله يشتعل غضباً منه لدرجة أنه لا يطيق الإنتظار حتى يخرج المسدس ويقتله ويرى ردة فعله عند حدوث ما يقصده أما جلاء فقد استغرب كثيراً ودهش ماذا قد يخرج أيضاً من كلام فيغضبه كان جلاء مستغرباً عندما رأى هذا الحارس الذي يراه لأول مرة في حياته.
.
.
.
.
.
في تلك الأثناء وفي بيت العائلة عائلة جلاء وحيث كان جهاد جالساً لوحده يراقب سقف المنزل المليئ بالفجوات وهو يرى من خلالها الغيوم بعد حجبها لضوء الشمس وتتساقط منها قطرات المطر ببطء لتبدأ بعد قليل التساقط بغزارة لتسقي أهل هذه الأرض وتروي عطشعم وتبرد حرارة أجسادهم وتريح أعينهم من أشعة الشمس الحارقة، حيث كان إخوة جهاد نائمين جميعاً تحت غطاء كبير وواسع ترفعه أربعة عصي من جوانبه ليحمي من تحته من التبلل ويدفئهم ولكن جهاد لم يكن يشارك إخوته النوم تحت ذلك الغطاء رغم ان لديه مكان يستطيع حتى النوم بينهم لكنه لم يفعل، بل كان مرتدياً قميصه الذي غطا به رأسه وادخل يده في جيبه وهو قلقٌ كثيراً على اخيه جلاء، ومنصور ووالده لقد نام الجميع في قلقهم وخوفهم لكن جهاد من خوفه الشديد عليهم لم يستطع النوم حتى يتأكد من سلامتهم جميعاً، حينها ظهر صوت الرعد وبدأت الأمطار الغزيرة تتساقط، نظر جهاد للسماء وكأنها أظلمت بسرعة كبيرة حيث دخل المطر إلى المنزل من خلال الفجوات في السقف وابتلت الأرض كان يشعر بالراحة عندما سقط المطر ظهر صوت الرعد مجدداً فتساقط المطر بغزارة شديدة حينها شعر بالسعادة تغمر قلبه تمنى وقتها أن هناك من يشاركه هذه اللحظة الجميلة حيث يقول فيها الدعاء وينظر للسماء الجميلة وكم هي نعمة عظيمة نادراً جداً مايراها، فجأة يلمح جهاد خارج المنزل ظل إمرأة ظهر مع ضوء الرعد ويختفي التفت لإخوته ليرى من منهم غير متواجد مع البقية فكان جميع إخوته متواجدين في المنزل ونائمين في مكانٍ واحد ظهر ضوء الرعد وظهر صوته وظل المرأة معه واختفت كلها معاً في نفس الوقت فاتضح له أن أمه لم تكن موجودة في المنزل وذلك الظل هو ظلها فاستغرب كثيراً ماذا قد تفعل أمه خارجاً في جوٍ ممطرٍ كهذا هم جهاد بالذهاب إليها، ماإن تجاوز جهاد المخرج حتى تبللت قدمه واتسخت بالطين ولكنه استمر بالمشي حتى وصول لأمه وأمسك بكتفها وكانت مبتلة من المطر
وهو يقول: أمي..؟!
إلتفت إليه جوليا ورأت أنه أبنها جهاد
فقالت له: جهاد؟! أهذا أنت؟؟ ماذا تفعل هنا ولِمَ لم تنم بعد؟
جهاد: أمي أنا خائفٌ عليك لماذا أنتي خارج المنزل في هذا الجو الممطر
نظرت جوليا للأسفل وهي تتردد في الإجابة تساءل جهاد ماذا أصاب والدته
فقال لها: أمي...! مابكِ
رفعت جوليا رأسها وتنظر إليه
وتقول: عزيزي جهاد،.. لا أستطيع الدخول، أدخل أنت ونم مع إخوتك
جهاد متسائلاً: ولكن، كيف، كيف لا تستطيعين دخول المنزل مالذي يمنعك؟؟
جوليا وهي تبتسم: جهاد لا تقلق بشأني سأكون بخير صدقني
نظر جهاد لأمه بدهشة وقال: أمي لا أظن أن بقائك
هنا في الخارج لأجل أخواي ووالدي أليس هذا صحيحاً؟!
جوليا وهي تمسك ذراعيها من شدة البرد:
هذا صحيح لاأستطيع النوم او أتهنى في راحتي حتى أتأكد من سلامة أخويك، بالتأكيد هما الآن يعانيان من موقفٍ صعب
جهاد: لكن أمي إن بقائك هنا لن يجدي نفعاً، أعني أن جلاء ومنصور ووالدي لن يستفيدوا شيئاً أبداً إن بقيتِ هنا ستلحقين الضرر لنفسك لا أكثر لأنني أراكي مبتلة وترتجفين من البرد
أنزلت جوليا رأسها وأخفت عينيها واهتزت شفتها وأمسكت بيديها وهي تضغط عليها بشدة، نظر لها ابنها جهاد نظرة الدهشة والتساؤل وهو يشعر بالخجل هل أغضبها كلامه أم أنها مازالت خائفة وحزينة ثم لماذا هي في الخارج أساساً ومالذي أصابها لم يستطع أن يفهمها
هل هي غاضبة؟! أم حزينة؟! أم خائفة؟!
جهاد وهو يشعر بالخجل:
آا...أمي..ماذا أصابك..أناآ..أنا أسفٌ إذا كنت قد..قد أغضبتكِ أو أزعجتكِ بكلامي
نظرت إليه أمه جوليا وقالت: ماذا؟!!
جوليا بابتسامة: عزيزي جهاد أنت لم تغضبني أو تزعجني إطلاقاً لا داعي للإعتذار يابني
جهاد: إذاً لماذا رأيت شفتيك تهتز وتمسكين بقوة على يديك
جوليا بابتسامة: أشعر بالبرد فقط لا داعي لتقلق أو تعتذر أبداً سأكون بخير عندما يكون أخواك بخير بإذن الله
نظر جهاد للوالدته باتساع عينيه وهو مشفق عليها كثيراً كان يعتقد أن هناك سببٌ آخر جعلها تبقى خارجاً في هذا الجو الممطر ولكنها لا تستطيع قوله أو أن تبين له شيئاً أدركها بخوفه وشفقته الشديدة عليها أنه لم يستطع تركها وحيدة في هذا الوضعٍ السيء، حينها هم جهاد بخلع قميصه عنه تماماً ووضعه على أمه جوليا وغطى جسدها ورأسها ليشعرها بالدفئ وأمسك بيده الدافئة يدها الباردة ليشعرها بالأمان نظرت له جوليا باتساع عينها وهي متفاجأة
هل حقاً ضحى بنفسه والبسها قميصه السميك والدافئ تاركاً نفسه معرضاً للبرد بدلاً منها؟؟
نظر جهاد لأمه بابتسامة كبيرة ليثبت لها أنها ليست وحيدة وهو مستعد ليقول كل ما لديه لها
فقال لها: أمي..أنا لم أفهم شعورك أبداً اتجاه فقدان إخواي ووالدي، ولن أفهمه أبداً لكونك "أم"...لكنني أدرك جيداً أنك بسبب هذا الشعور ستفعلين أي شيء كي تضمني سلامتهم وراحتهم حتى لو كلفك هذا حياتك..لا أحد يستطع أن يعرف شعورك إلا إذا كانت هناك أمٌ مثلك..ولا أظن أن هناك أمٌ مثلكِ فأنتِ أمٌ مميزة...صدقيني لا أقول هذا لأنك أمي بل هي الحقيقة أنتِ أنثى عظيمة ورائعة سواءً كنتي أماً أو لم تكوني أماً فمازلتِ كذلك أنا وأخوتي محظوظون جداً لكونك أنتِ أُماً لنا ربما لا أعرف ذلك السبب الذي منعك من دخول المنزل لكنني أعرف جيداً أن لا شيء يمنعني من بقائي بقربك حتى تدخلين.
نظر جهاد للسماء وقال:
أنظري إلى هذه السماء الممطرة
دُهِشَت جوليا كثيراً ونظرت للسماء لتسمع ماسيقول لها جهاد
فقال وهما ينظران للسماء:
قال لي أخي جلاء أن المطر نعمة عظيمة جداً ولكنني أراه نادر الهطول في أرضنا هذه فقد اعتدنا على العيش والحياة بكل بساطة ولأننا نشرب الماء وهو متسخٌ دائماً فهذا المطر قطرات من المياه النقية والصافية والتي تروي العطش بسرعة ويشعرنا بالراحة عندما يبعد عن أجسادنا أشعة الشمس الحارقة، كلنا نعرف أن جلاء هو أفضل أبنائك يا أمي ولا أحد منا يلومك ولا نغار من جلاء فكل واحدٍ منا يعتبر جلاء الأخ المضل لديه فنحن نتعلم منه كثيراً ونستفيد وكلنا نحتاجه في حياتنا.
جوليا وهي سعيدة جداً وتنظر إليه وتبتسم:
عزيزي جهاد أنت أيضاً غالٍ وعزيزٌ جداً علي حقاً أنت تشعرني بالدفئ والراحة شكراً كثيراً لك أشعر بالأمان وأنا بقربك
جهاد بابتسامة: هذا واجبٌ علي يا أمي لا تشكرني
جوليا بابتسامة: ماذا علمك أخاك أيضاً
جهاد وهو ينظر للسماء الممطرة:
في الحقيقة تعلمت من جلاء أنه يجب على أن أختار لي هدفاً في الحياة لإنني إن لم أفعل فلن أنجح بشيئ وربما أكون اليوم في نظر الناس لاشيئ ولكن غداً سيصبح الناس لا شيئ بدوني وكذلك قال لي بالمثل أن الماء سائل ليس له طعمٌ لذيذ ولا رائحة شهية ولا لون جميل ولكن الناس لا يعيشون بدونه، دائماً ما أسأل أخي جلاء أسئلة كثيرة لكنه لا يمل من أسئلتي أبداً كان دائماً ما يجبيني أتمنى أن أكون مثله يوماً ما.
بينما جهاد يشاهد تلك السماء الممطرة نظرت جوليا إليه متفاجئة وسعيدة لما لديه من طموح عالية وإصرارً زائد وأملٍ كبير في تحقيق حلمه وكم هو فخورٌ جداً بكون جلاء أخاً له
جوليا وهي سعيدة: وما هو هدفك في الحياة ياعزيزي جهاد؟
جهاد وهو ينظر للسماء: أريد أن أصبح محامياً أعيد للناس حقهم وأعطي كل ظالم جزاءه لأبين الحق، حتى لو لم أعمل محامياً هنا فسأعمل في بلدةٍ أخرى، نعم المحامي، هذا هو هدفي في الحياة يا أمي.
أدركت جوليا حينها أن ابنها جهاد سيظل بحاجتها دوماً وأن هدفه أن يصبح محمياً حلم جميل لكن طريقه طويل وليست سهلاً أبداً أرادت حينها أن تبقى معه حتى تساعده ويصل لما يريد الوصول إليه وهكذا شاركت جوليا إبنها جهاد تلك النظرة الجميلة للسماء الماطرة وتلمع أعينهما ويقولان في نفسيهما الدعاء حيث تعمقت مشاعرهما بالراحة والسعادة والمحبة والأمان قرب بعضهما فقد كان جهاد ولداً مختلفاً عن إخوته تماماً حتى أنه لا يحب أن يتركها وحيدة في مشاعرها الأمومية لهذا هو دائماً ما يحب أن يشعرها بالراحة والطمأنينة
وفي قصتنا هذه يكون صديقنا جهاد ولداً مرحاً بعض الشيء
.
.
.
أعزائي
للـــتذكــير:
البلدة التي يعيش فيها جلاء وعائلته
هي في الحقيقة بلدة فقيرة أرضها كالصحراء تماماً وكلها رمال وتراب و
وأهلها أناس جهلة لا يعرفون كثيراً عن الأسلام
دائما ما يأخذ الطعام من الأرض ودائماً ما يكون هذا الطعام إما خبزاً قاسياً فاسداً أو أي فاكهة فاسدة ذات لون أسود
الماء فدائماً ما يجدون ماءً ملوثاً
البيوت تكون مبنية من حجر ولا أحد يستطيع بنايتها جيداً خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بالسقوف فهناك من يترك منزله بلا سقف وهناك من يبنيه من أطراف المنزل
لنعد للقصة..
.
.
.
في تلك اللحظات وأثناء تساقط المطر والبرد واسوداد السماء وبينما كان الأطفال يصارعون الموت حيث تكاد صرخاتهم تسمع الصمم وأثناء وقوف جلاء أمام ذلك الحارس الحقير لا يستطيع تقديم المساعدة للأطفال المساكين فالحارس لم يكن وحده يحرس المكان بل كان محبس الأطفال محاط بالحراسة من قبله هو وعصابته أدرك جلاء ما يحصل ولم يستطع الوقوف هكذا مكتوف اليدين ولكنه مع الأسف لا يستطيع فعل شيء ذلك الحزن التاع ألوان العذاب تصبب عرقاً ولا يدري إن كان سيقف أمامه وجهاً لوجه أو يواجه الأمر ويستسلم، إحتار كثيراً وضاع في أفكاره ومشاعره تارة ينظر إلى الحارس وتارة ينظر لمصدر صوت الصرخات التي هزت القلوب والأجساد وكل من دخل ذلك الكوخ فسواءً شاهد أو سمع، فقد أدرك الرعب بعينه، لكن الذي حير جلاء حقاً هو كلام الحارس الغريب عندما قال له أن يوفر لأنه سيحتاجه فيما بعد فيما كان يفكر هذا الحارس ومالذي يقصد حدوثه قريباً هذا الشيئ لم يدخل عقل جلاء أبداً فقد كان الحارس الحقير يعجبه ما يحصل للإطفال وردة فعل جلاء القوية اتجاههم حينها استغل الفرصة
وقال بكل برود: إن كنت مصراً على عنادك فأنت لا تزيد إلا ضرراً لنفسك
جلاء غاضباً: مالذي تقوله أنت لماذا تمنعني عما وجب علي فعله
الحارس: هذه هي مهمتي وهذا ما يجب علي فعله إبعد المتدخلين عن هذا المكان وعدم التردد عندما نضطر لقتلهم
شعر جلاء بالغضب الشديد والإحتقار فما باليد حيلة ولا يستطيع التصرف في هذا المأزق حينها أعلن استسلامه بحزنه وغضبه وثأره لايحق له ولا لغيره تعذيب الأبرياء سواءً بهذه الطريقة أو بأخرى لم يكتفي ذلك الحارس بعد ولم يستطع الإنتظار حتى يقول له:
إن رئيسنا الغالي يسعى كي يبيد الظلم ويقهر الظالمين وينشر العدل نعم هذا هو ريئسنا زيدان رئيس العدالة، عاش السيد زيدان
إتسعت عيني جلاء وظهرت علامات الدهشة والصدمة هل قال حقاً أن رئيسهم يدعى "زيدان"..؟؟!!!
صرخ جلاء قائلاً: أنت أعد ما قلته حالاً..
الحارس متسائلاً: ماذا؟!
جلاء: قلت لك أعد ما قلته حالاً من هو رئيسكم هل أسمه هو "زيدان"
الحارس مبتسماً: هيه… ظننتك ستغضب مني أكثر، على كل حال كما قلت أنا رئيسنا هو زيدان وهذا هو اسمه.
انصدم جلاء بعد سماعه هذا الكلام هل حقاً والده زيدان رئيس هذه المنظمة الشريرة؟؟ هل هذا هو سبب ذهابه من المنزل وتأخره؟؟ إذا كان والده زيدان رئيس هذه المنظمة فما قد يحدث لمنصور بعد أن جره معه لم يستطع جلاء أن يستوعب ما سمعه ولم يستطع أن يدخل هذا الكلام عقله، حينها أتى منصور ووضع يده على كتف جلاء وهو يناديه "جلاء".
التفت جلاء إليه وهو ينظر له بدهشة ويقول:
مـ..منصور ؟؟ أهذا أنت ؟؟ أين كنت
منصور: جلاء ماذا تفعل هنا مالذي أصابك
جلاء: أنا بخير لا شيئ على الإطلاق أين والدي؟
منصور مبتسماً: كنا أنا ووالدي نبحث عن الخبز فعثرنا على القليل قال والدي أن أعود للمنزل وهو سيلحق بي
جلاء مندهشاً: لا، لا، مستحيل
منصور مستغرباً: ماذا مالذي تقوله؟؟!
نظر جلاء للحارس غاضباً وهو يقول:
أليس والدي يعمل رئيساً لهذه المنظمة الشريرة
نظر منصور للحارس مندهشا ويقول:
ماذا؟؟ والدي هو رئيسٌ لمنظمة هؤلاء ؟؟!!
الحارس: لا أظن أن والدك هو وحده من يدعى "زيدان" أوليس هذا صحيحاً
جلاء: م ماذا؟!!!
الحارس: رئيسنا ليس والدك يا هذا وأنصحك بأن ترحل أنت وشقيقك حالاً
سمع منصور وجلاء صوت صراخات الأطفال أنهلع منصور وقال:
ياإلهي ما هذا الصوت!!!..
جلاء: أنه صوت الأطفال الذين يحبسونهم هناك في ذلك الكوخ ليعذبونهم وهذا الحارس واقفٌ هنا كي يمنع مساعدتهم
منصور متفاجئاً: ماذا، مستحيل
لم يطق الحارس الإننظار أكثر وهي يضغط على أسنانه حتى أخرج المسدس من جيبه وصوب عليهما فخافا وتجمدا في مكانيهما والحارس يقول:
أسمعاني أنتما أولاً والدكما هذا ليس رئيساً لنا وهو لا يعمل لدينا في الأساس وثانياً إما أن تنصرفا من هنا حالاً أو أقتلكما.
جلاء غاضبٌ جداً: أتظن أنك تخيفني بسلاحك يا هذا لا يحق لك حتى أن تشير بسلاحك عليـ......
منصور مقاطعاً: أخي جلاء أرجوك هذا يكفي ما باليد حيلة
جلاء حزينٌ جداً: لكن... لكن...
منصور: لايمكننا مساعدتهم إن حاولنا فعل أي شيئ فقد نلحق بهم،.. واجه الأمر.
الحارس بابتسامته الخبيثة: هيا ارحلا من هنا
هكذا وانصرفا منصور وجلاء تاركين خلفهما الأطفال يتعذبون دون استطاعتهما أن يقدما لهم يد العون أو ينقذونهم وجلاء ينظر خلفه بحزن شديد وقهر وغضب واحتقار يتمنى من قلبه لو كان باستطاعته فقط أن يزيل هذا الخوف عنهم، ما أن ذهبا جلاء ومنصور واختفا عن الأنظار حتى استغل الحارس الفرصة بعد ادراكه أنه قام بحماية المكان فذهب متجهاً إلى ذلك الكوخ وما إن دخله حتى رأى قطع اللحم الممزقة بشكلٍ مخيف ومرعب والعظام المنثور والمكسر كلها كانت على بحرٍ من الدماء فدخل الحارس بكل برود وهو يمشي ويركل أحد اللحوم المزقة ليبعدها عن طريقه ههكذا وتوقف فور رؤيته رئيس المنظمة الذي كان يعذب الأطفال والذي جعلهم طعاماً للكلاب وهو يقول له:
أيها القائد لقد تركت أمر الحراسة على بقية العصابة لأخبرك شيئاً هاماً
التفت القائد إلى الحارس وقال له:
قل ما عندك.
الحارس: أحد التدخلات التي قمت بصدها وابعادها كان فيها أحد أبناء للأحد الحراس هنا
القائد: هل أحدهما يدعى منصور؟!!
الحارس: أجل أيها القائد أحدهما أسمه منصور وأظن أن الآخر يدعى جلاء
القائد: جلاء إذاً، أسمع!! إياك وإن قتلت أياً منهما هذه أوامر الرئيس
الحارس مستغرباً: لكن لماذا أيها القائد لقد قمت بتصويب المسدس عليهما وتهديدهما، و.. ظننت أنك أنت رئيسنا
القائد: إستمع إليّ جيداً، أنا قائد لهذه المنظمة فقط ربما أدعى القائد زيدان لكنني لست الرئيس الذي يسمى باسمي
الحارس وهو متساءل: لكن أيها القائد من يكون رئيسنا؟
القائد: رئيسنا هو السيد زيدان وهو والد جلاء ومنصور اللذان قمت بتهديدهما وابعادهما
الحارس مندهشًا: ماذا؟؟ والدهما
القائد: نعم أنه والدهما وهو رئيس منظمتنا هذه ورئيس المنظمات كلها في هذه البلدة وهو يأمرنا بألا نقتل أبناءه أهذا مفهوم.
الحارس: أجل أيها القائد، مفهوم
ربما تسرع جلاء في الحكم على والده فهو ليس رئيساً لهذه المنظمة فقط. بل هناك منظمات أخرى كثيرة في البلدة تعمل في نفس المجال وكلها تحت رئاسة زيدان ألا وهو والد جلاء ومنصور.
نهاية البارت
.
.
.
1-مالذي كان يقصده الحارس عندما قال لجلاء:
وفر غضبك لأنك ستحتاجه قريباً.. ؟؟
2-ما هو السبب الذي منع جوليا من دخول المنزل..؟؟
3-وماهي غاية زيدان الشرير التى تسعى المنظمات كلها لتحققها
4-ما هو أفضل مقطع لديكم..؟؟!
.
.
.
ستعرفون كل شيء في البارت الرابع )4( باذن الله تعالى
انتظروني في البارت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته