01-29-2017, 01:17 AM
|
|
الرّسالة التّاسعة: الوهَج المُظلم.
عَزيزي.
واتتنِي فكرة أنْ أحملَ في فُؤادي شمعةً أذود بهَا عن الأعاصيرِ التي تُزعزعُ رُوحِي الهشّة
مِن كلّ ناحية، جال في خَاطري أنّ الشمعةَ يمكنها أن تُنير السّبيل، ويمكننِي أنْ أقفَ عَلى
قدميَّ وأبتسم، وأزرعَ الوردَ - كَما دُست عليهِ مسبقًا - بإتقان...
سأسقيهِ وحدي ويتفتّح بعبقٍ لولا مَا كان ما كان!
ظننتُ أنّ الضحكةَ ذات جَبروتٍ سيخضع الحزن، وسترتحلُ منّي كل آهةٍ إلى أقاصي
اللامكان، وأنّ الدّموعَ حكرٌ عَلى عينيّ لا يجوزُ أن تستلبهُ الوجنتين، وأنّ الورودَ هُنالك
مَا هي بحاجةٍ إلى المالحِ من القطراتِ لتُسقى، فقط سأغسلها بالنّقي من البسمةِ وسأُبرزُ
حفرتينِ تتنازعُ عليهمَا الورودُ لمن المُلكَ اليوم؟!
خلتُ أن بإمكاني أن أدوسَ عَلى بؤسِي، وأترنّى بالسعادة التّي لو شاءت لسرتُ مرسوفًا
مستزيدًا من ألقها، أستقيها خَمرًا حُلو المذاق فأدمنُها!
وغرقتُ في أحلامي والنّخر في عظامي تلاشى تمامًا كما أتى! ولم تلُك أشلاءَ أحزاني
يمين صدري مجددًا، وبالمخمل تدثّر فؤادي الوَهِن، والقناديلُ توهّجت فحسبتُ أن روحي
أعتقَت من سُدُفاتِ الجروح فطواعيةً نسيتُ كلّ شيءٍ، وتتويجًا بأكاليل النّور تفردة واربّاه!!.
واربّاه كم غصّ صدري بالأكاذيب والأوهام لأحوز السّعادة، واربّاه كم ولستُ نفسي حَتى
أجمعَ بقايايَ! واربّاه كم كررتُ نائيًا عن الحقائقِ لاُزهر...
"فتراكم الوهمُ لا يعبأ بالحياةِ أو مشيئتها!!"
أشفق على نفسي التي تَهوى المضي قُدمًا في وهمٍ تعلمُ حقيقته، أشفقُ عليها كثيرًا إذ
تهابُ الانكسارات، تهابُ السحق تحتَ وطأة علقم الحقائق، نفسي التي تنأى عن صلبِ
الحَرب، والموتُ على الأطرافِ يقفُ مقهقهًا!!
- المُضيِّع.
27 / تشرين الثاني / 2016.
****
لو يحق لي أشتاق لشيء أنا أكتبه؟ فهي مجموعة الرسائل الي من ضمنهَا هالرّسالة،
كَانت هَادي قبل الأخيرة وبعدها بلشِت أبعد عن الكتابة كبعد المَشرق عن المغرب!
هالرسائل أعز كتاباتي على قلبي على الإطلاق! لأنّها تِحملني في كَلمات، وأحس؟
إنّي حابّة أكمّلها بس الخَيار مانُه معي، وإن كان بدي أنشرها يومًا هنا لكن تراجعت
بعد تفكِير، هاي الرسائل يحق لها تبقى في الدّفتر إلى حين.
|
__________________ رغمَ الزّوالِ فيكَ، لا زلتَ جُرمًا. |