12-03-2016, 11:00 PM
|
|
Part 3 [ تَوهان | أسودُ يبدأ بالاصطباغ ] أخذتُ أنظر إلى ذلك الكِتاب بدهشة، متَى وُضع داخل حقيبتي؟ .. مددت يدِي إرادةَ لمسه.. " آه " صرخت، أمسكت يدي وأنا أتسخط ، لقد كانَ حاراً ، أحسست به يصرخ بأن لا أقومَ بلمسه، هل هذا من نسج خيالي؟ مددتُ يدي مرة أخرى .. أمسكته بأطراف أصابعي وأنا أترقب .. لا شيء ! إن الكتاب بارِد الملمس، عاديٌّ كأي كتابٍ آخر .. ولؤلؤته ساكنة، هل توهمت اللمعان أيضاً ؟ غريب ! نظرتُ إلى غلافه القديم برهة ، يبدو مألوفاً، أين رايته ؟ لا أذكر أني قد قرأته من قبل .. نظرتُ إلى اللغة التي قد كُتب بها عنوان الكتاب، ثم فتحته لأرى إن كان الحشوُ بنفس اللغة، وقد كان بالفعل ، أظنني قد بدأت بتذكر هذا الكتاب ! هل ..؟ قوُطع سير أفكاري حينما لمحتُ الرسالةَ بالمظروفِ الأبيض، خطوت نحوها والتقطتُها ، أمسكت بها جيداً خشية ضياعها.. ثُم أكملتُ سيري وأنا أفتحها . هممتُ باختيار حقيبةٍ سوداء ملائمة لقميصي الأبيض والجينزِ الذي أرتديه.. أمسكت خصلاتي البنفسجيّة المتناثرةَ بالأرجاء وأخذت أهذبها، ربطتها إلى أعلى كذيل فرسٍ، وأخذت أُعيد تأمل نفسيَ في المرآه ! ملامحي، باتت غريبةً قليلا، أهذه الجميلةُ التي أنظر إليها ، هي أنا ؟ أخمسُ سنينَ قد مرت حقاً ؟ مضى على استيقاظي من غيبوبتيَ الطويلة أسبوعان ، كُنت قد سكنتُ فُندقا أعطي لي من قِبل ذلك الشخصِ المجهول الذي قام بتمويل علاجيَ أثناء نومي الطويل. لربما كانَ شخص آخر بمكاني ليرتاب من الذّهابِ إلى مكان سكنٍ أعطي من قبلِ شخصٍ مجهول ! إنما لم أعطِ لقلقي اعتباراً، سأتبع كل ماقد يوصلِني لإليوت، وما حدث قبل تلك السنين ، سأقوم بالوصول للمعرفة الغائبَة. قبل أسبوعين حينما كُنت أسير متوجهةً نحو الدارِ ، نحو منزلي القَديم، لمحتُ المظروف الذي أُعطي لي من فِنسنت. فتحته لأرى ماكُتب داخله .. لَم يكُن سوى عن إحداثيات هذا الفندق ، كُنت موشكةً على تجاهل هذا المكان الغريبِ وتأجيل رؤيته لوقتٍ آخر ! إلا أني قد رأيت شيئا ، الخطُّ الذي كتبت بهِ المعلومات خطٌّ قد نُسج داخل عقلي ! كُنت سأميزه بين ألف خطٍ آخر، خط انسيابي ، وحرف L والتفافتُه المميزه ، هرعت ركضاً إلى ذلك المكان أملاً برؤية من كان بمثابةِ عائلتي هناك.
.. وصلتُ حينها إلى مبنىَ الفُندق ، كان من أعلى المبانيِ الموجودةِ في لندن ، معروفٌ جداً، عبرت داخل البوابات الزجاجيةِ الطويلة ذاهبةً للإستقبال . خلفَ الطاولة الخشبية الأنيقة ، وقفَ موظف استقبالٍ ذو ابتسامةٍ على وجهه، ما أن قدمتُ حتى أخذت ملامحه بالتغير. رأيتُه يهمس للموظفةِ التي بجانبِه , نظرت إلي وهرعت ترفعُ سماعة الهاتف لتحادث أحداً , أثار في ذلك الموظفُ حنقاً وفضوليَ أخذَ بالازدياد ! قصدتُ مكانه , أخذ يحاولُ تعديل ملامحِ وجههِ حينَ رآني قادمةً إليه .. إصطنع ابتسامةً منمقةَ .. تكلم : أهلاً بكِ سيدتيِ , هل بأي مصادفةٍ قد تكونين الآنسة L ؟ ارتفعَ حاجباي للأعلى : هل أنا الآنسةً ( إل ) ؟ قبل أن يكاد يجيبُ علي ,و إذ بي أحس بحضورٍ مبهمٍ حولي , إلتفتُ تلقائياً لأرى خُصلاتِ شعرٍ بيضاء تتطاير إلى جانبي , شخص طويلُ القامة , من ... إتكأ ذلك الشخصُ على طاولةِ الاستقبال , تطايرتِ الخصلاتُ الناعمةُ مرةً أخرى لأرى خلفها وجهاً أبيضاً , جميلاً وهادئاً يعطي الإنطباع بالسلام , تعلوه إبتسامةٌ تثيرُ نبضاتِ القلب : الضوءُ يرحب بكِ , آنستي ! إزدادت الابتسامةُ تألقاً , مد الشخصُ يدهُ ليصافحني , نظرتُ إلى يده المغطاةِ بالقفازِ الأبيض لبرهةة , سألت : من أنت ؟ لاحظَ الغريبُ تجاهليَ لسؤاله , أنزل يده وأجاب : لمَ السلوك العداوني هذا ؟ .. حسناً , هلا تفضلتِ بالقدومِ معي ؟ خبت ابتسامتهُ قليلاً , وضع يديه خلف ظهره وعقدهما ثم أخذَ بالسير .. تبعتُ طريقةَ سيره الآمرة , كان من الواضحِ أنه يجبرني على المسير خلفهُ عن طريق تلك الخطوات , وصلنا إلى المصعد وضغطَ الزر الخاص به : تفضلي يا آنسة ! أعدتُ إلقاء النظرةِ المنزعجةِ إليه .. يبدو أني سألقيها إليه كثيراً هذه الليلة ! دخلت إلى المصعدِ وتبعني والابتسامةُ لا تزالُ تعتلي وجهه , ضغط المصعد ليتوجه إلى الدور الأخير , الخامس والعشرين . نظرتُ خلفي وأخذت بتأمل المنظر خلف الزجاج, كيف تبدو لندن عند الغروب , ومنظرُ الشمسِ الذاهبةِ لمكانٍ آخر , تودعها لندن بمجموعةٍ من الأضواء التي تضيء سماء الليل قبل أن يأتي , معلنةً عدمَ احتياجها الوهمي للشمس واستقلالها بأضواءٍ تباهي بها النجوم , لطالماَ أشعرتنِي هذه المدينة بمزيجِ غريب من المشاعر المختلطَةِ , من الوحدة الغريبة التي تشعرني بالسعادة ! الانطوائية دائماً ماتعيد لي طاقتي , خصوصا بين مجموعةٍ من الغرباء, هذا ما كنتُ أحسِّ به وأنا أمشي في هذه المدينةِ المكتظة بالزحام , أحب الشتاء خصوصاً ومنظر أضواءِ الميلادِ في الشوارعِ في هذا الوقت من السنة , اخترنا أنا وإليوت وبقية أصدقائنَا في الميتمِ عيد الميلاد ليكون عيد ملادنَا أيضاً , من مميزات عدِم معرفةِ عيد ميلادك أنك تستطيع اختياره متى تشاء.. كانت أعيادُ ميلادنا دائماً جميلة, دافئة, كنا نجلس نستمع القصص من الآنسة نورمان , كل من في الميتَم حقيقةً كان طيب القلبِ معنا , كنا نأكل عشاءاً عامراً في هذا الوقتِ من السنه.. يذهبُ كل منا إلى غرفته بعدها, كنتً أتكأ على إليوت ونقرأ كتاباً , لإليوت صوتٌ عميقٌ هادئ, واثق, كان دائماً مايقرأ لي في الوقتِ البارد حتى اغفوُ عليه, كنت أستيقظ وانا لا أزال في نفس الوضعية, والكتاب في يده بينما ملامحهُ الهادئةُ تبدوُ بعيدةً عني , كان يذهب إلى عالمٍ آخر من خيالاته فما كنتُ أقضي الليل في تأمله , محاولة ِ تفسيره , فعلى عكسي كان إليوت ذا حذاقةٍ وحكمٍ جيد على الناس ! لذلك فيمَ كنت أستلطفُ البعضَ كان لديه إحساسٌ داخليٌ يساعدهُ على حماية نفسه وحمايتي من الغيرِ مرغوبٍ فيهم.. لم أكن غبية, على العكس, دوماً كنتُ الأولى في الدراسة, كذلك إليوت, إنما حسيَّ الاجتماعيُّ ليس بعالٍ, لديهِ أسلوبه الخاصُ في جذب الناس إليه وأمرهِم بما يريد حينما يريدُ ذلك, ولوسامتِه ايضاً فضلٌ في جذب الكثير من الفتياتِ إليه, كان ذا شعبيةٍ . لكنه لمْ يكن يلتفتُ لإحداهن, كان يغوص في خيالاته الخاصةِ وثنيات عقله .. لم أكن أفهمه حقاً, كأنما كان يحميني من عقله دوماً , كما حماني من كلّ شيءٍ آخر. خرجتُ من خيالاتي الخاصَّة بين مباني لندَن بصوت باب المصعدِ يُفتح , نظرَ الغريبُ إلي لكي أتبعه ثم خرج من المصعد, سرنا في ممرٍ قصيرٍ على اليمين فيه بابٌ على اليسار يقفُ إليه حارسا أمن ضخما الحجم, وكما توقعتُ دخلنا من ذلكَ الباب . رأيت أمامي جناحاً مذهلا مؤثثٌا بأفضل القطع في العالم, أرضيةُ رخامية ترتفع من منتصفها قليلاً بعتبة تلعوها أرضيةٌ خشبية, يستندُ فوقها بيانو وحيد , وفي زوايا الأرضية الخشبية حول النافذة الزجاجية توجدُ رفوفٌ وخزائنُ عالية الجودة مخصصة للآلاتِ الموسيقية , على الأرضية الرخامية الواسعة يوجد غرفتان وهميتان يفصل بينهما فقط اختلاف أثاث الجلستين , واحدةٌ ترتكز على جدارٍ رمادي , بسجادةٌ رماديةٍ ناعمة يحوطها أرائك جلديةٌ سوداء .. والأخرى بيضاء تطل على منظرٍ خلف زجاجٍ كبير يفصل بين الهواءِ خارجا وهذا الجناح, أظنُ أن ذلك الشخصَ لاحظ علامات الامتعاض في وجهي عندما رأيت المنظر خلف الزجاج, فلطالما صاحبني رهاب المرتفعات. جلس الغريبُ على الأريكةِ بكل أريحية, أمر الحراس بإقفال البابِ والتقطَ صحيفةً من الطاولةِ البيضاء وبدأ بالقراءة , انتظرته ليتكلم حتى فاض صبري : هل قضم الفأر لسانك بأي فرصة؟ نظرَ إلي : كلا , أنا أحاور الفأر , ونتسائل متى ستقومين بطرح أسألتك, ألستِ أنتِ التي قدمتِ إلى هنا ؟ نظرتُ إليه بحده : نعم, لأن شخصاً ما أرسل لي عنوان هذا الفندق, هل هُو أنت ؟ - نعم . هل تعرفني ؟ - نعم . ألا تعرفُ كلمةً غير نعم ؟ - لا . صَمتُ.. لأفكر بكلماتيَ أولاً , لا أريد فعل أي تصرفٍ غبيٍّ كالعاده, هذا الشخصُ لا يبدو خطراً إنما يجبُ علي التزام الحذر : أنت من كان يرسل الأموال للمشفى , صحيح ؟ ما علاقتكَ بي. ترك الصحيفة من يده , نظر إلي بنظرةِ من فُكّ من الحبس : ( لافندَر... لاير , هل تؤمنينَ بما خلفَ هذا العالم ؟ ) ( من أنت ؟ ) إزدادت حدةُ نظراتي, أهذا الشخصُ مجنون.. ربما ؟ ( حسناً , أظنُ أنه لا يجدرُ بيَ البِدءُ من هنا , هل تحبين الاستماعَ إلى القصص ؟ ) زالت بعضُ الحدة من نظراتيَ , تحولت إلى دهشة , سأرى إلى أين سيصلُ هذا الحديث. ( نظراتكِ تفصح عنكِ , هل تعلمين ؟ ) .. ( سأقص عليكِ الآن قصة .. تفضلي بالجلوس, وأنصتيِ جيداً ! ) . - جــان . السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .
شخبار الجميع؟ أتمنى الكُل مبسوط وسعيد !
أعتذر عن التأخر للمرة الثالثة, ولقصر الفصل أيضاً
.. بإذن الله هذي آخر مرة وبستمر أنزل بشكل
أسبوعي على أقل تقدير !
الفصل الجاي بحاول أنزله غداً بالليل أو بعده إذا
قدرت, أوعدكم بأشياء أفضل من الآن فصاعداً !!
انتظروني فقط .
L A V A N I T 54 : 10 PM - |
__________________
-
يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.
|