عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree152Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 10-05-2016, 07:05 PM
 


السلام عليكم

أراقب من على نافذة السيارة ملامح السيارة وأتفرس وجوه الحشود ،أمرر نظري علىكل محل وعلى كل مبنى حتى على الطريق ،ناثرة شيئا من عبراتي الروحية في كل زاوية منادية :" تذكريني باريس ، ففيك وجدت سعادتي " .
بدا الطريق قصيرا ، وها انا أقف أمام مكتب الجوازات رفقة والديّ ثمأسير خلفهما ببطء أتلو تراتيل الوداع الأخيرة لباريس ، المدينة التي آنست بها وفيها سُعدت ، قبل أن أتخذ مكاني في الطائرة بجانب أمي قالت لي بلطف :" عزيزتي أستشتاقين لها ؟ " ، أومأت بنعم ، فردت :" إحدي صديقاتي إنتقلت للعيش في مدينتنا ، قد ترغبين بقضاء بعض الوقت مع أولادها ، سيذكرونك باالأجواء الفرنسية حتما" حركت رأسي وقلت بشرود :" أحب المدينة نفسها لا الفرنسيين ، لا أستطيع فهمهم ، شعب بارد الأعصاب ولا يكترثون لأحد ، أتساءل كيف يعيشون ؟" لم أنتبه لصوتي الذي ارتفع معارضا فبادرتها اللطيفة فأردفت بإبتسامة لامحو ملامح الحزن التي كست وجهها الجميل :" لا بد ان عائلة صديقتك ستكون أفضل ، يسعدني التعرف إليها " ، انفرجت أساريرها وقالت :" هذا ممتاز، ظننت أنك ضقت ذرعا بالبقاء معنا هنا ، لم تفعلي صحيح ؟" أجبت بلا وإنتهى الحديث بمجيء المضيفة .
مضت ساعتان والهدوء يفرض سيطرته على درجتنا إلى أن أصاب أبي بعض الإرهاق وإحتاج تغيير كرسيه ليجلس بجانب النافذة كونه يشعر براحة حينما يمد بصره على البحر تحتنا ، فأصرت أمي على الجلوس بجانبه ، وهكذا قامت بتبادل مكانها مع الشخص الذي كان يجلس بمحاذاة أبي في الأساس وهكذا جلس المراهق الصغير ذاك قربي في ذاك المكان البعيد نسبيا عني . حسنا أنا أعتمد على المظاهر كثيرا دون أن أشعر في تحديد صنف الأشخاص ، هذا الشخص كان عاديا جدا لا يملك أدنى إشارة تجعلك تدرك بأنه من الأغنياء ممن يركبون الدرجة الأولى ، على كل كان قليل الحركة وهو ما إحتجته ، حاولت الإنغماس في قراءة كتاب شيق ، لكنه لم يتوقف عن الشخير ، تحاملت على نفسي كثيرا لألا أصغي لترانيمه المزعجة ... لم يكن بمقدوري فعل ذلك حركته بلين قائلة :" من فضلك استيقظ " ، أعدتها مرارا وتكرارا إلى أن ضقت به ذرعا ولم أملك زمام صبري فدفعته بقليل من القوة ، مالم أتوقع أنه سقط حرفيا على أرضية الطائرة وهو لا يفهم شيئا وإنطلقت ضحكة من فتاة كانت تجلس على بعد كرسي منا . بدا أن الوضع كان بالنسبة له عاديا ، فقد قام بكل بساطة بدفع تلك الفتاة لتسقط كما فعل من قبل وعاد لمحاولة النوم ، حمدا لله أن الفتاة كانت أخته ولم تتذمر من فعلته كثيرا لحد الإنتقام وإلا لكنت في ورطة إذ أني البادئة بالدفع .
فيما تلحفت بغطاء الخيال مع الكتاب الذي أخذني مع حروفه لعالم آخر ، وفيما كنت أستشعر رائحة الصفات وأتذوق العبارات ... إنتشلني صوت مُحدثي من ذاك كله وهو يسأل :" يا آنسة هل تعرفين نهاية هذا الكتاب ؟ " سؤال غريب وإجابته معروفة ، أجبت :" لا زلت أقرأه كما ترى " ، حك رأسه قائلا وعيناه تذهبان يمنه ويسرة :" معك حق " ،ثم اعتدل ونظر لي بجدية وأنشأ ينصحني :" لست مؤهلا بالقدر الكافي لقول هذا ، ليس عليكِ إكماله ، إنه شيق وأنا لا انكر هذا لكنه سيء في نهايته ستندمين على قراءته صدقيني " ، لم اكن احتمل ان يفسد علي شخص ما افعله ، بشكل خاص إخباري بنهاية الفلم أو الرواية التي أقرأها ، أفلت أعصابي حينها ... لكن عليّ التحلي بالأخلاق ، إزدرت ريقي وأنا أرد عليه بهدوء :" لا أحب أن أعرف نوع النهايات قبل ان أكتشف ذلك بنفسي ، أقصد أنني لا أحب أن يخبرني شخص ما عنها ، لذا لا داعي لتكمل وتسرد عليّ النهاية " هز رأسه نافيا :" قلت إن النهاية سيئة ولم أقل إنه سيحدث فيها كذا أو كذا، هناك فرق بين ما قلته وما فهمتيه ، ثم إنيوبكل صدق لا أعف عن النهاية شيئا سوى ما أخبرتك به " ، استغربت قليلا من كلامه الأخير لكني حاولت التركيز في الكتاب ، لذا أكمل هو بملل :" أترين تك الفتاة الجالسة هناك ، التي أسقطتها بعدما ضحكت عني ، إنها اختي وكان لها كتاب بنفس الشكل تماما ، عندما أنهته قامت بتقطيعه ومكثت أسبوعا لا تذهب للمكتبة رغم انها من روادها اليوميين " رفعت رأسي نحوه بإستغراب ليؤكد كلامه :" صديقيني فيما قلته هذا الكتاب حول حياةفتاة إلى جحيم وستكون لك العاقبة نفسها إن لم توقفيه حالا " ، لم أتجاهل كلامه هذه المره بل وضحت له وجهة نظري : " أتمنى أن أستطيع إكمال الكتاب بهدوء في الوقت الحالي لأني أريد معرفة النهاية سواءا أأعجبت الأخرين ام لم تعجبهم ـ ثم إنك لا تعلم أهو نفس كتاب اختك أم لا لأنك اعتمدت على الشكل ولم تقرأ العنوان ، لست متأكدا منه وما تزال مصرا على تقديم نصائحك وجعلي أفقد تركيزي ، فمن فضلك حافظ قليلا على الهدوء " صفق ضاحكا ورد :" كيف يمكنك إيجاد كل هذا الكلمات وتكوين كل هذ الجمل في نفس الوقت ؟ يا لك من ثرثارة تشبهين عمتي تيريزا في هذا الأمر " ، وبوف أصابت رأسه كرة ورقية من جهة أخته وعندما فتحها إمتقع وجهه وصمت ، بقيت جامدة كالجلمود وأنا أفغر فاهي من كلامه سخريته وردة فعل أخته المدهشة في إصابتها رأسه من بعيد ، ثم اعتدلت واكملت القراءة بهدوء دون كلام ذاك المعتوه الصغير ـ النهاية لم تكت بذاك السوء بالنسبة لي ، فقلت له بعد أن وضعت الكتاب على الطاولة :" كانت نهاية جيدة " رد أنت تقولين هذا لأنك لا تردين الأعتراف ، أجبته : لا ، بل كانت فعلا جبدة ، ما رأيك في قراءة الكتاب لتعرف هذا ؟ "/ نظر حوله ثم سحب الكتاب وشرع في قرائته ممكا أمكنني الاسترخاء والنوم قليلا .
ـ
بعد فترة من الوقت داهم أحلامي صوت قائد الطاقم وهو يردد : متوجه بالشكر الجزيل على إختيارنا ....نتكنى أنكم قضيتم رحلة ممتعة و نرجو ربط الأحزمة فنحن على وشك الهبوط ،
ربط حزامي وتركت عيني تتفحصان المنظر من النافذة ، إنه المساء هنا ، أشعر بالحنين نوعا ما ، لكن لست أحس به كثيرا لدرجة البكاء . مرت دقائق قبل أن تحط الطائرة ونستطيع النزول ، بدا أبي على ما يرام إذ قام بحمل أغلب الحقائب بنفسه ، ولم ينس وصف مدى استمتاعه بالرحلة ، كما أنني وامي شكرنا ذاك المراهق على قبوله مبادلة المكان مع والدتي و إستمعنا لإعتذار أخته على فضاضته معي بعد أن أخبرتها بنوع من المزاح أنني عانيت من إزعاجه ، على كل بعد أن إفترقا عنا أكملنا المعاملات الإيدارية ونقلنا الحقائب لسيارة سائق أبي لننطلق لبيت ، أخذ والديّ يتكلمان حول عملهما ، أنصت لهما قليلا لكني لم أفهم شيئا فعدت لتأملي واستغراقي ، غريب ما أشعر به الآن ، عودتي لمدينتي كان لها وقع مختلف عما ظننته في قلبي ، لم أملك أن أقول إنه الأمل أو هو السعادة ، لا أصفه أنه الإنزعاج أو شعور بالكره أو الغرابة ، أنا إبنة مدينتي عشت فيها حياتي كلها ، لكني أعود اليوم كفتاة أخرى ، فتاة بعائلة ، أظن هذا الوصف هو الأمثل عدت بنفس جديدة غير نفسي القديمة ،
إستمر الطريق بمد طوله أمامنا لكنه – كما هو حال كل شيء- نفد وإنتهى ، لأجد نفسي أمام الفيلا ، منزلي في وحدتي ، يا ترى كيف ستكون الأجواء داخله بعد أن عاد إليه مالكاه .؟ نزلت من السيارة لأتبع والداي ، لكني توقفت –كما فعلا – امام كل هؤلاء الأشخاص بملابسهم الرسمية ، قام أبي بسد باب التساؤل امامي قائلا بمرح وصوت جهوري :" رحبي بالعاملين الجدد هنا ، هذه مربية المنزل –وأشار لإمرأة كبيرة بالسن – تدعى إيزابيلا وهي المسؤولة عن هؤلاء " ثم وجه نظره لإيزابيلا قائلا :" عرفينا بالطاقم من فضلك " إبتسمت ونظرت لامي قائلة :" سيدتي لقد أمرني السيد باختيار أفراد أثق فيهم وعينتهم كعاملين هنا وأتمنى أن نكون عند حسن ظنكم ، أطلقت سعالا خفيفا وبدأت تعرفنا بكل واحد على حده ، ثم وجهتنا لرؤيتة الديكور الذي غيرته تماما ككل الغرب ، اقول بصراحة : لم تعد نفسها الفيلا القديمة ، كل الوانها وصورها وإطاراتها و ألوانها وثرياتها و أوانيهاو تحفها .... بإختصار كل شيء تغير ، أحسست بالزهو وشكر أبي المديرة وأثنى على حسن إختيارها ، فيما تساءلت أمي عن سبب ذلك ليهمس لها بالسبب دون أن أسمع
"ها قد عدتم أخيرا " " أهلا سيد راوند " ردت إحدى الخادمات على راوند الذي دخل فجأة لغرفة المعيشة ، سارعتُ لإحتضانه فيماربتعلى ظهري معلقا :" كم اشتقت لك يا مجنونة ، إبتعدت عنه دون رد إذ أن والداي كذلك قدما نحوه لإستقباله والتأكد من سيرورة اموره على ما يرام ، لم تمر ساعة وإلا وقد جلسنا في غرفة الطعام محاطين بالأطعمه اللذيذة المختلفة الأصناف لم أطق صبرا أن التهمت كل ما وضع في الصبق وطالبت بالمزيد ، دون أن القي بالا لحديث الثلاثة الآخرين الباقين ، وبعد فرغنا جميعا من الأكل والتحلية ، صعدنا لغرفتنا لأخذ قسط من الراحة ، أخذت حماما دافئا نزعلت به كل الشوائب التي علقت بي أثناء الرحلة ، جفت شعري لألقي نفسي في السرير بعدها محاولة النوم .
لم يجد النوم إلي سبيلا فأخذت كتابا قد وضع على كتبي بعد إعادة تعديل الغرفة وحاولت قراءته ، لم اجده مسليا بالقدر الكافي ، لذا حملت جهازي اللوحي و بدأت اجول في عالمه .


رد مع اقتباس
  #67  
قديم 10-13-2016, 12:56 PM
 



طرق الباب بمنتهى اللطف لتبعد استيرا خصلات شعرها قائلة :" تفضل" ، تحرك الباب مصدرا أزيزا خفيفا وأطل وجه دائري لإحدى الخادمات وهي تتقدم نحوها مرددة :" آنستي يخبرك السيد راوند أن التاسعة من اليوم هي ساعة لقائكما ، ويؤكد لك أن الشهب ستظهر ،وعليك رؤيتها حتى وإن لم يأتي هو " . شكرتها استيرا وهي تتفحص ملامحها بنوع من الدهشة لتغيير الذي طرأ ، وبعد مرور القليل من الوقت على ذهاب تلك الخادمة نزلت استيرا لتشرب الشاي مع أمها .
ـ
كل بداية لها نهاية ، ونهاية قصته الحافلة بالأحداث أو... بالبؤس كما يحب تسميتها ، لم تعجبه ، يرغب بتغييرها كما غيرت تلك الفتاة من قبل نهايتها ، إذ أن الأمور يجب أن تكون على ما يرام عند إسدال الستار وقت الختام ، هذه الفلسفة الشائعه الآن وهو يؤمن بها تماما ، أرخى عضلات وجهه المشدودة ونظر لزميله المستلقي على فراشه الصلب قائلا :" اسمع يا هذا ، لم اقم بأي خطأ ، لكن عليّ إصلاح بعض الأمور ، حسنا ؟" ، بدا على الأخير الإندهاش ، فاستقام ورد :" أخيرا تكلمت ، لم أتوقع أنك تشبه الآخرين ، بدوت مختلفا نوعا ما " افتعل سعالا خفيفا وقال :" عليك أن تعترف بخطأك حتى تتعايش معه ، انكاره سيعذبك فيما بعد " لم يجد جوابا فعاد لاستغراقه في التفكير ، وكان جلّ تفكيره مصوبا على ذاك الشارد هناك ، فعليا لا يبدو أنه مجرد شخص عادي قام بعمل مشين ، ولا يبدو في نفس الوقت أنه متعود على مخالفة القانون ، كل ما يظهر عليه هو انه غير راضٍ ، نفض عن رأسه هذه الأفكار ، سيفعل كل ما يفعله دوما ، لا احد يشاركه هذا المكان دون أن يعرف قصته ،ولهذا يسمى هنا :'' المعالج النفسي "
ـ
قضت استيرا فترة طويلة تحدث امها في الحديقة الفيحاء حيث اعترفت والدتها بأنها تعتبر هذه الفترة من حياتها فترة نقاهة من الاحداث المتراكدة التي شابت صفوهم أجمعين ، واخرجت من خلدها عبارات جياشة بدل الدموع ، تهطل من من قبها مباشرة جاعلة من هذه الوالدة الحنون لوحة شاعرية يتغنى بشعورها أفضل الشعراء ، وحسبها أن تتكلم بلا توقف ن لكنها آثرت الصمت لألا تُعاود ذكرى الإختطاف ابنتها ، فتململت قليلا وهي ترى مُضيّ 3 ساعات على مكوثهما هنا فقالت :" عزيزتي لندخل الآن " ، وفجأة تذكرت استيرا الموعد الذي ابرمته مع اخيها ، أخذت الإذن من امها وهرولت نحو السطح ، صعدت الأدراج بسرعة وهي تلهث و تستشعر خفقان قلبها " كم كان متعبا "، صرحت بهذا بعد وصولها ، ثم رفعت راسها لتمسح المكان بناظريها ، السطح مظلم قليلا ، وضع عليه كرسيان جيدان لمراقبة الفضاء ، وتتوسطهما طاولة بها علبتان من العصير ومرطبات ، لكن لم تجد راوند ، قررت انتظاره قليلا قبل عمل اي شيء في البداية ، فجلست على احد الكرسيين ومدت قدميها المتعبتين ، ثم راحت تحدث نفسها كما تفعل دوما :" هذا بديع . لم أتوان لحظة من قبل عن إيجاد بقعة مميزة في الفيلا ، لم أعرف ان السطح هو البقعه الظامثل للحظيّ ببعض المتعة والعزلة " تاملت النجوم بشيئ من الدهشة واردفت :" ليل هو حالك السواد ببريق منثور كنثر لا يُعرف له بداية ولم توجد له نهاية ، نجوم تعطي أملا بأن الليل ليس منبر إنبثاق الأحزان وإحتواء العواطف الجياشة التي تمرد عليها السرور ، بل هو فضاء جميل ، كون بأكمله مخصص لأصحاب القلوب الحساسة في وصفه بكلمات لمعتها تزين بنجومه ، لمتقفي آثار أجرامه وكواكبه ، لراسمي لوحاتهم من وحيه وخياله ، لكل من يستلهم شيئا منه أو يفعل شيئا لفهمه ، الليل ساحة يعرفها الجميع وفيها كل يعبر عن ذاته بطريقته المثلى الاثيرة ،
رمت الفتاة بعد نوبه الاحاسيس التي اجتاحت وجدانها بظهرها على الكرسي وهي تقلب نظرها هنا وهناك ، عين على السماء وعين على المدخل ، أين الشهب ؟ اين راوند ؟ كلاهما تأخر كثيرا إنها العاشرة ، مالذي أخره ؟ ألن يأتي ؟ ستتصل به إذن . يرن ويرن بلا فائدة حتى رسائلها النصية القصيرة لا تجدي نفعا ، ظلت على حالها برهة ثم قررت النزول لإستطلاع الأمر ، وقبل ان تضع قدميها على الأرضية وجدته أمامها ، قال بإبتسامه :" أكنت تريدين الذهاب ؟" ردت بصدق : " كنت سأبحثفي أمر تأخرك ، لم تأخرت ؟" قال مجددا :" وجدت صديقا لي فبقيت معه قليلا " وعندما رأى نظرتها المنزعجة صحح مفهومها :"إنه يسكن في مدينة أخرى رؤيتي له كانت مصادفة وأحببت قضاء بعض الوقت معه قبل أن آتي ، لا اعرف متى سألتقي به مره اخرى ، هل إرتحت ؟" أومأت برأسها باستفزاز . وقصد قطع اول خيوط الشجار جلس راوند بسرعه فجلست هي كذلك وراقبا السماء حتى سقطت الشهب ، تكلما كثيرا وضحكا أكثر ، حتى الثانية فجرا ,
ـ
" أهناك أمر ما ؟" " لا اماه ، كل شيء على ما يرام " ليقول أبي :" امتأكدان ؟ تبدوان متعبين ؟" فعاد ليجاوب :" لاباس ، لم ننم جيدا بالأمس بسبب تساقط الشهب ، سهرنا كثيرا ، مسموح لنا بهذا أليس كذلك ؟ ، ابتسم والدي في حين كنت اتناول طعام افطاري رفقتهم في غرفة الطعام وجفوني تكاد تنغلق ، أخيرا أنهيت وقام الخدم بحمل الأطباق ، خرج أبي للعمل وتبعه راوند بعد ذلك ، أما انا فقد رفضت دعوة امي للذهاب الى الشركة معها بحجة اني ساحضّر اغراض العودة للمدارس مبكرا ما دمت أملك الوقت لذلك ، فودعتني وذهبت ، لاكون صريحو لم أشأ فعل ذلك كان مبرراف حسب ، اذ اني قضيت الصباح بطوله احادث صديقاتي على الهاتف ولم ابدا بترتيب الاغراض إلا في المساء حيث تخلصت من كل قديم قبيح واحتفظت بالباقي ، فيما بعد قررت الذهاب غدا مع صديقتيّ "الما "و "سوزي "للمول لشرار كل ما ينقصنا نحن الثلاثة ,
في الليل كان مفاجأ أن يخبرنا ابي أن لدينا رحلة صيد ليوم غد ، لم أنتبه للفرحة التي كست وجهه حينما أعلن ذلك ، لكنه فيما بعد أخبرنا أنه يعشق القيام بها ، لكنه ترك هذه الهواية ، بسبب انشغاله في السنوات الأخيرة ، طلب مني النوم باكرا ، فالرحلة ستكون غدا صباحا ، نمت نوما هنيئا مليئا بالأحلام الجميلة إلى ان غزا صوت المنبه عقلي زجعلني استيقظ بذعر ، استحممت سريعا وصففت شعري . أخذت أتأكد من كل اغراضي في الحقيبة ثم نزت لأفطر و الابتسامة تشق حلقي ، لم أجد غير أمي في غرفة الطعام ألقيت تحية الصباح وجلست آكل بهدوء، كانت مشغولة على ما يبدو في أمر هام في هاتفها ، فجأة وقفت وأسرعت لتصعد للطابق الثاني ، لم أرد إزعاجها لذا ذهبت لغرفتي وجلست أعدل من هيئتي أمام المرآة ، قبل أن تطلب أمي مقابلتي في غرفتها ، وهناك أوضحت لي بنوع من الأسف أن أبي يريد أخذ الجد أولا هذه المرة وسنذهب جميعا المره القادمة ، إذ أنه مشتاق لوالده وريدان قضاء بعض الوقت الخاص بهما ، إلا أن أمي ستذهب لعدة أسباب ، طمأنتهما بأنه لا مشكلة من ناحيتي فقد كنت سأذهب مع صديقاتي للتسوق بأية حال ، اعجبت بالفكرة ، وبعد أن آتى أبي أوصاني بعدم الذهاب وحدي لأي مكان غريب ، ولم يخرجا قبل أن يُمطراني بالنصائح ويعطياني الكثير من الأحضان والقبل كالرضيعة .
خرجا وبقيت قليلا لكني شعرت فجأة بنوع من الريبة ، خرجت مسرعة من الباب وصرخت:"أنتما رائعان ، أحبكما ، ابلغا جدي أني أحبه وعودوا بالسلامة قبل العشاء لنطبخ معا السمك "، من المستحيل أن يعودا قبل الغد ، لكني شعرت أني بحاجة لقول هذا وقلته ، المهم أنهما سمعاني ولوحا لي من بعيد ، ارتحت لذلك . دخلت بعد هذا لغرفتي أكسر الوقت بإفراغ حقيبتي والتأكد من قائمة مشترياتي ،
ـ
بعد التاسعه التقيت بإلما وسوزي ، تماما عندما رأيتهما صرخت :" واو سوزي اكتسبت بعض الوزن كنت في الماضي كالهياكل العضمية أ برز جمال وجهك الآن " ضربتني بخفة على رأسي قائلة : " أما أنت فاكتسبت طول اللسان " ردت إلما :" لم تفعل ، كانت دوما هكذا ، " ثم تصنعت الحزن وهي تقول :" هل لا حظت طولي ؟ " صاحت سوزي :'' هل اصبحتِ أطول مني ؟ وجرت لتقف بجانب إلما كي أحدد لهما الأطول . نظرت مليا فوق رأسيهما و تمتمت : " سحقا لكما " ثم اعتدلت وأنا أقول برسمية بعد سعال خفيف :" والآن ستحدد الآنسة استيرا النتائج .. بعد تحليل كل الصور والمعطيات واجراء القياسات اللازمة .. وجدنا انكما ازددتما طولا بالقدر ذاته وحكم عليكما انكما ستضلان هكذا للأبد بنفس الطول مهما حاولتما تغييره ..." لم أنهي جملتي إلا وقد كانت سوزي تخنقني وإلما تدغدغني ، لم تباليا بالناس المستغربة من حركاتنا وواصلتا ذلك حتى كدت افقد انفاسي .... وعندما تركتاني أخيرا جعلتاني اعتذر رغما عني على كلامي ، فأكثر ما تكرهانه هو كونهما بنفس الطول لم تسبق إحداهما الأخرى في هذا الأمر وظلتا تزدادان بنفس السنتيمترات كل سنة ، ومع هذا تبحثان عن وسائل ليختلفا في ذلك / حسنا .. المهم أنه بعد هذا قضينا وقتا ممتعا بالسوق كانت ساعات طوال في الإنتقاء وتبادل الآراء , بعد هذا زرنا احد المطاعم البسيطة كتغيير .. أو لنقل كوننا استنفذنا كل مالنا ، تغدينا وافترقنا بعد ذلك ،
الجيد في سوزي وإلما انهما لا يسألان كثيرا كما تفعل باقي صديقاتي ، إذ أنهما يحبان معرفة الفكرة أو السبب دون التفاصيل ، ولا يشكان أو يلحان كثيرا ، ثم إنهما مرحتان ومحبتان لي ، نقاطهما المشتركة جميلة و شجاراتهما لا تنتهي ، هما مزيج جميل .
بعد عودتي للفيلا كان راوند بشاهد التلفاز في أحد الغرف ، سلمت عيه ثم دخلت غرفتي ارتب اشيائي ، استححمت ووقفت أصفف شعري قبل أن يخطر لي الذهاب إلى مكتبة أبي وولوج عالم الأحلام مع كتبه ،، وهذا تماما ما فعلته .
رفع راوند رأسه نحو المدخل حينما تناهى لسمعه صوت طرق عليه ، لتقول إحدى الخادمات :" سيدي راوند هناك شخص من مركز الشرطة يطلبك على الهاتف " ، عقد المخاطب حاجبيه وسارع للنزول متجها لحمل الهاتف ، لكنه صعق مما سمعه ، وفي لحظة إنهار كل شيء أمامه وجرى ليركب سيارته .



قراءة ممتعه
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 10-13-2016, 01:05 PM
 
حجز
__________________
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 10-14-2016, 06:26 PM
 
مرحباً
كيف الحال^.^

شكراً على الدعوه الجميله

الروايه راائعه جداً
ولقد استمتعت بقراءتها كثيراً
بإنتظار الفصول القادمه

دمتِ بود💙
__________________
رد مع اقتباس
  #70  
قديم 10-14-2016, 07:11 PM
 
سلام اخبارك
اسفة تاخرت بفك الحجز
بسم الله نبدا
اولا ما ادري ليش انا مو راضية عن تغيير والديها :8:يمكن لاني احب الاكشن
و امل من الحياة المسالمة الروتينية راوند احبه كثيييير حب8حب8حب8
اما ايش توقعي من مكالمة الشرطة لراوند قد يكون ارثر هرب من السجن هذا اذا دخله
اتمنى يصير اكشن قووووووووووووي ترتعد له الحروف :n3m::n3m::n3m::n3m:
في انتظارك
دمتي بود

التعديل الأخير تم بواسطة eugene ; 10-15-2016 الساعة 05:29 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايتي الأولي:"كسرت برودي وكبريائي..فأحببتها" Aella.Cullens روايات و قصص الانمي 31 02-07-2017 11:01 AM
روايتي الأولى هنا " عائلتي مرجوجةة و افتخرر " عبير الندى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 37 01-14-2014 11:03 AM
روايتي الأولى " سأنتظرك رغم الظروف القاسيه فربما تكون من نصيبي " " سأرحــل أعتـذر لكم " روايات و قصص بالعاميه 13 10-20-2013 04:28 AM
روايتي الأولى بعنوان " أكره الشمس " ɱiss.Loɳɛly• أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 206 09-28-2013 04:22 AM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 04:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011