عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 09-04-2016, 01:03 AM
 
انتظر واتابع
رجاء عدم التاخير
سلاسة الاسلوب والسرد ابهرتني
والسلام عليكم ورحمه الله
In black.. likes this.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-04-2016, 09:19 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم أولا أود تهنئتك على هذه القصة الرائعة
العنوان رائع وهو الذي شدني
أما الشخصيات أعجبتني كثيرا وخصوصا نيكولاس
يا ترى ما الخطة التي هو عازم على تنفيذها أعتقد ستكون
لن أعطي رأيي في الشخصيات من البداية أريد أن أتعمق فيها أكثر
أسلوبك جميل و سردك و وصفك كذلك
أتمنى أن تقبلني من المتابعين لهذا الابداع
و لا تنسى أن ترسل الرابط لي
وداعا بل الى اللقاء
بانتظار كل جديد
In black.. likes this.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-06-2016, 02:17 PM
 
شكرا على التعليقات الجميله، والنصائح التي انوي أتباعها أن شاء الله

الفصل الثاني جاء واتمنى أن ينال اعجابكم
__________________
-




سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-06-2016, 02:35 PM
 

مدخل
:
،،،،
طريقك في الحياة خط واضح مستقيم ،
.
،
إن سرت فيه بﻼ حياد كانت حياتك كما خططت لها أن تكون ... خالية من العثرات ،
.
،
لكن اﻹثارة تأتي بعكس اﻹستقرار ... و من دونها تفقد معنى الحياة الحقيقي ،
.
،
يمكنك أن تخاف المغامرة فتفوتك الحياة برمتها ،
.
،
و يمكنك أن تتبع القدر .. و تنتظر مفاجأته العظمى لك ،
.
،
الحلقة الثانية :
¤
* حفل خطوبتي ... كارثة *


على سطح أحد المباني .. مركز المدينة ،
وقف ذلك الشاب أسود الشعر مسندا إحدى قدميه على حافة المبنى و يداه في جيوب معطفه الطويل ،
‏
تحركت عيناه الثلجيتا اللون تراقبان الطريق و السيارات التي تقطعه بانتباه ،
ضاقت عيونه حين وجد هدفه المطلوب متمثلا في شاحنة نقل بضائع مرت من أمامه و أخذت منعطفا جانبيا إلى اليسار ،
أخرج من جيبه هاتفا نقالا فضي اللون و ضغط على زر إعادة الإتصال ،
ثم تحدث بصوته ذي البحة الخاصة :
_الشاحنة تتجه نحوكم "تاك" فكونوا مستعدين ، أمامكم خمسة عشرة دقيقة فقط لتنفيذ الخطة !
سمع صاحبه يرد بحماس مرح كعادته :
_خمسة عشرة دقيقة أكثر من كافية "آندرو" .. أنت تعلم كم نتوق لمواجهة أخرى مع بيادق الحاكم خاصة "فالكون" !
‏
ابتعد آندرو عن حافة المبنى قائلا بنبرة محذرة :
_تاك .. تعرف أننا لا نحتاج مشاكل لذا أخبر فالكون مجددا ... لا اشتباكات ، خذوا حمولة الأدوية و حسب ، لا تنسوا لأجل من نقوم بذلك !!
وصله صوت متذمر من صاحبه قبل أن يقول :
_لك هذا آندرو ... من أجل الأطفال المرضى فحسب ... لا اشتباكات !
ابتسم آندرو وهو يقفز إلى سلم الطوارئ الحديدي :
_هذه هي الروح المطلوبة ، سأكون عندكم سريعا !
ثم أغلق الخط لينزل السلالم الحديدية كل درجتين معا ثم يقفز فوق دراجته النارية السوداء برشاقة ،
و ينطلق بها بسرعة عكس الطريق الذي سلكته تلك الشاحنة !


،*،



وقف ذلكما الشابين عند جسر المشاة الذي يمر فوق الشارع الرئيسي بارتفاع متوسط ،
و خلافا للعدد القليل من المارة هذا النهار و المنشغلين بوجهاتهم ،
كان الشابان المتباينا الحجم و العمر هنا بإنتظار هدف معين تنفيذا للخطة !
تاك ..الأصغر سنا و حجما.. تذمر مغلقا هاتفه المحمول من مكالمته الثانية بتنهيدة :
_هذا سخف !!
‏
رمقه رفيقه بتساؤل ، و قد كان شابا ذا وجه سمح التقاسيم .. لولا الندبة على خده الأيسر التي تمنحه إيحاءا غير حقيقي بالخطر.
فأجابه تاك على سؤاله الغير معلن قائلا :
_ألا ترى معي يا "جون" أنني أكلف دائما بأسهل المهام و أبسطها ؟! أقول لك أن آندرو يستخف بقدراتي.
لم يكلف جون نفسه عناء تصحيح أو نفي ذلك له ، بينما واصل تاك يتذمر معدلا نظاراته الطبية أمام عينيه البنيتين :
_يستخف بي لكنه يجهل أن بوسعي أن أكون أفضل من فالكون حتى ، لو فقط احصل على الفرصة لذلك !!
لم يرد عليه جون بل ابتسم ابتسامة صغيرة كمن يجاري غضب طفل صغير ،
فرق السنوات العشر بينهما هو ما يسمح له أن يصغي إلى تذمر تاك بصبر دوما دون أن يشتكي !
و قد كان يعرف كما يعلم الجميع أن تاك بقامته النحيلة الغير رياضية .. يستحيل أن ينجح في مواجهة مباشرة لا ينفع فيها سلاحه الأفضل .. المكر !
فكر جون دون أن تحيد عيناه عن الطريق .. كلاهما ثنائي يكمل بعضهما بعضا في عصابة آندرو ،
فهو لا يستطيع النطق ، و تاك ... حسنا تاك لا يستطيع اللكم !!
‏
لمح الشاحنة المطلوبة قادمة من بعيد فرفع يده مشيرا بحركة قطعت على تاك ثرثرته و جعلته ينتبه بتأهب و جدية نادرا ما يتحلى بهما !
وقف كلاهما عند حافة حاجز الجسر .. عيناهما على الشاحنة في إنتظار اقترابها و اللحظة المناسبة للقفز ،
اندفعت إلى منتصف الطريق فجأة دراجة نارية فضية اللون ، زينت مقدمتها بشعار لصقر مفرود الجناحين !
بعث صاحبها المجنون الفوضى في الطريق بتوقفه المفاجئ وسط الشارع ،
و الصخب ازداد حين بدأت الدراجة تدور حول نفسها في دائرة صغيرة بمنتصف الشارع .. معيقة كل السيارات دون أن تصدم أيا منها ،
صاح تاك بحماس عفوي مخاطبا الدراج المختفي خلف خوذته الداكنة اللون كما لو كان يسمعه :
_مذهل فالكون !!
منحه جون ابتسامة ساخرة يذكره فيها بما كان يقوله قبل لحظة ، ثم أشار له برأسه ينبهه إلى الشاحنة التي أبطأت من سرعتها و توجهت مرغمة إلى الشارع الذي يمر تحت الجسر حيث يقفان !
و دون تردد و بحركة واحدة ... كان الاثنان يقفزان من فوق السياج على سطح تلك الشاحنة ..



،*،


كانت الكونتيسة جالسة على مقعد فخم بنفسجي و ذهبي اللون ككل شيء في غرفة آنيتا ،
كانت تنظر بصدمة و عدم رضا إلى ابنة أخيها التي ارتدت ما أسمته "زيها للحفلة المنتظرة" مساء هذا اليوم ،
قالت الكونتيسة بصوت مرتجف :
_ما هذا آنيتا ؟! كيف تسمحين لنفسك بارتداء مثل هذه الأشياء ؟!!
دارت آنيتا حول نفسها سعيدة بنجاح انتقامها من عمتها و قالت بمكر :
_أليس جميلا عمتي ... إنه أحدث صيحة ؟!!
ثم ابتسمت ببراءة حين تحول وجه عمتها إلى اللون الأحمر من الغضب ،
قالت الكونتيسة وهي تشير لواحدة من الخادمتين الواقفتين أمامها بانتظار الأوامر :
_ماتيلدا اتصلي بـ"آندريه" و "لوسييه" ليأتيا في الحال ، أخبريهما أنها حالة طارئة !!
أرادت آنيتا أن تتكلم لكن عمتها أوقفتها هاتفة :
_و لا كلمة !!! لا أريد أن اسمع منك أي اعتراض ، هل هذا واضح ؟!
صمتت آنيتا على الفور حين رأت مدى عصبية عمتها ، لكنها لم تكن نادمة على هذا الموقف الذي أفتعلته !
تقدمت تحت نظرات عمتها الساخطة إلى المرآة و نظرت إلى نفسها و هي تضع يديها على خصرها بتذمر ،
كانت تعلم أن ما ارتدته لا يناسب الحفلات الراقية مطلقا ... لكنه مناسب لإغاظة الكونتيسة !
‏
شعرها الجميل البنفسجي كان مربوطا بأعداد لا نهاية لها من الشرائط الملونة ،
صفراء .. حمراء .. خضراء .. زرقاء .. ألوان و ألوان جنونية !!!
كما كانت تلبس قميصا جلدي من دون أكمام يكشف جزءا من بطنها ، لونه كان أحمر صارخا !!!
و ارتدت جينزا أسود ضيقا و حذاءا جلديا لامعا ... لا شيء كان نبيلا أو راقيا في مظهرها هذا !!!
جلست أمام عمتها بصمت ، و لم تمضي عشرون دقيقة حتى حضر المدعوان آندريه و لوسييه.
أوضحت لهما الكونتيسة أن الليدي ابنة أخيها تحتاج مظهرا ملائما لحضور حفلة فخمة هذا المساء و على وجه السرعة ،
و كاد الاثنان يصابان بسكتة قلبية للهيئة الغير لائقة التي بدت عليها الليدي !!!
تقدم الأول .. آندريه و قد كان مصمم أزياء فرنسيا نحو آنيتا ، قال :
_عفوك مدموزيل !
التقط كفها برقي بالغ .. و ساعدها على النهوض من الكرسي لتقف في منتصف الحجرة ،‏
ثم دار حولها يدرس منظرها باهتمام قبل أن يقول بلكنته الفرنسية التي بدت مضحكة لآنيتا :
_أعتقد أنني أملك ما يناسب المدموزيل ، أنتظري فحسب سيدتي الكونتيسة ... ستبهرين !!
ثم جاء دور الآخر .. لوسييه ليحوم حولها ،
أخذ خصلة من شعرها بين أصابعه و قد كان خبير تصفيف ، ثم قال :
_سيلزمنا عمل شاق سيدتي ... لكنني سأحول هذا الحرير إلى تحفة فنية !
كانت آنيتا مغتاظة بشدة و تشعر و كأنها دمية يلهو بها هذان الاحمقان بالإضافة إلى عمتها ،
لكن الشيء الوحيد الذي منعها من الصياح بغضب كما تتمنى كان تهديد عمتها لها بتنفيذ مسألة الزواج إن لم تتعاون معها !!
و بعد عمل دام ثلاث ساعات انتهى الأمر بأن ظهرت آنيتا بهيئة مختلفة تماما ،
عمتها و حتى الخدم كانوا منبهرين جدا .. أما آندريه و لوسييه فقد كانا يبتسمان بثقة و غرور لنتيجة عملهما !
آنيتا كانت بغاية الاناقة و تبدو كالأميرات ، بفستان أسود بحمالات و زخارف من الفضة الرفيعة ،
كان ضيقا حول خصرها الرشيق و واسعا من الأسفل ... يصل حتى ركبتيها ،
تظهر من تحته ساقاها البيضاوتان الجميلتان و هما تنتهيان بحذاء فضي مرتفع الكعب !
‏
شعرها الطويل كان مرفوعا إلى الاعلى بتسريحة معقدة انيقة .. جعلتها تظهر لأول مرة كلليدي ريتشارد بالفعل !!
ابتسمت آنيتا لنظرات عمتها التي عكست المحبة الخالصة في هذه اللحظة ،
دون أن تعلم أن سبب هذه العاطفة المفاجئة التي ارتسمت على وجهها .... هو تأثرها بمظهر آنيتا الذي بدا تماما ك"العروس الفاتنة" التي ستكونها هذه الليلة !!


،*،





عند قصر الحاكم ....

كانت الاستعدادات لحفلة المساء قد انتهت تقريبا ،
كل شيء كان جاهزا لتكون هذه الحفلة أكبر و أفخم حفلة تقام في البلاد بأسرها كما أمر الحاكم !

بقي من الحفل ثلاث ساعات فحسب .. و الحال كان متوترا في غرفة نيكولاس.

كان نيكولاس يجول في الغرفة جيئة و ذهابا وهو يفكر كيف سيخرج من هذه الورطة التي أقحم نفسه فيها ؟!
كانت خطته الغبية التي جعلته يوافق أباه في حينها ، تتلخص في افساد الحفلة ليثير غضب الليدي فترفض هذا الارتباط !!
غباء تام .. فكر نيكولاس بغيظ ، لكن كيف له أن يعلم أن والده سيدعو حكام البلدان المجاورة أيضا و صفوة من عائلات المجتمع ؟!!
ليس بمقدوره الآن أن يفسد الحفل ... فبقدر مقته لهذا المجتمع الفاسد ، هو لا يستطيع التسبب بفضيحة لعائلته أمام الملأ !!!

توقف أمام المنضدة المجاورة لسريره الكبير ملتقطا الصورة من عليها ،
في العادة كانت لترتسم على شفتيه ابتسامة حزينة لمرأى السيدة الشقراء الانيقة و اللطيفة الملامح في الصورة ،
لكن ليس هذه المرة .. هذه المرة ببساطة كان يائسا !!
ليس الأمر فقط مسألة خطبته لتلك الفتاة التي ستتم رغم إرادته ، الأمر أكبر من ذلك بكثير !
فوالده .. ألفريد رامسي ليس على طبيعته منذ فترة ،
مضت عشر سنوات على وفاة أمه ، و أباه الذي يذكره في ذلك الزمان البعيد .. رحل و لم يعد كما كان !!
لقد فقد ألفريد رامسي جزءا كبيرا من ذاته يوم وفاة زوجته و تغير إلى شخص قاسي القلب .. شخص لم يعد يحمل أي شفقة أو رحمة لأحد بداخله ،
شخص يعاني بسببه الناس المساكين الذين يعيشون تحت حكمه !!

وهو أخفق في كل محاولاته لتغييره و إستعادة والده القديم .. و الحاكم الطيب الذي كان عليه !
و لسبب ما بات نيكولاس يشعر الآن أن موافقته على هذه الخطوبة ستدفعه في الطريق الخاطئ ... و تبعده أكثر عن هدفه !!

تساءل بهمس حزين مخاطبا صورة والدته التي في يده :
_ماذا كنت ستفعلين لو كنت مكاني ؟!

اندفعت إلى الغرفة فجأة ثلاث فتيات يافعات بزي الخدم ، دخلن بفظاظة لم تتناسب و موقعهن ، و توقفن جميعهن خلفه لتهتفن بإنفعال :
_نيكولاس رامسي ، نيكولاس .. تحدث إلينا ؟!

أغمض نيكولاس عينيه حين قاطع أفكاره صخب صوتهن ، فكر أنه ليس في مزاج ملائم لأي شيء الآن !
لكنه استدار إلى الخلف و ابتسم لهن بتكلف :
_ماذا هناك ؟!


قالت إحداهن و قد تجمعت الدموع في عينيها السوداوين فجأة :
_هل هذا صحيح .. هل ستعلن خطبتك من فتاة ثرية حقا هذه الليلة ؟!!

هتفت أخرى :
_أرجوك قل غير هذا .. قل إن هناك خطأ ما !!

جال نيكولاس ببصره بين وجوههن و لم يفهم الداعي لهذا الأسى الظاهر عليهن لكنه أجاب :
_في الواقع أجل .. إن هذا صحيح.

بدت تلك الفتاة كما لو أنها ستنفجر في البكاء ، بينما صاحت الفتاتان الأخرتان بعبارات احتجاج مختلفة ضاعت كلها في ضجيج واحد غير مفهوم !!
قالت واحدة كانت قد تماسكت سريعا لتعلن بحزم وجده نيكولاس أخرقا :
_ثمة أمر مهم يجب أن تعرفه قبل أن تقدم على مثل هذه الخطوة سيد نيكولاس ... الحقيقة هو أمر كان يجب أن أطلعك عليه منذ زمن ...

_تطلعينه عليه أنت ؟!

قاطعتها أخرى تسأل مستنكرة ، مما بدأ موجة من المشاحنات الصاخبة بينهن حول من .. تتكلم أولا !!
صاح نيكولاس نافذ الصبر :
_يكفي ... رجاءا .. أنا لا أفهم ما المشكلة و لا وقت لدي لهذا ، أود أن أبقى بمفردي إذا سمحتن !

نظرن إليه مستغربات من الضيق البادي عليه و من أسلوب حديثه الغير اعتيادي ،
لطالما كان نيكولاس الشخص الوحيد في هذا القصر الذي يتعامل معهن بتواضع و ابتسامة دافئة ، و دائما ما كان متسامحا بمزاج هادئ لا تسهل إثارة حفيظته !
ترددن ما بين الانصراف كما أمر ، و بين البقاء لمواصلة ما جئن لأجله.

تحرك نيكولاس متجاهلا إياهن و ارتمى على الأريكة الفاخرة أسفل نافذته بإنهاك ،
أسند رأسه بحافة الأريكة و نظر إلى سقف الغرفة متنهدا .. تتبع بشرود تلك الزخارف السوداء التي تزين السقف بأناقة ، شأنها شأن كل شبر من غرفته البيضاء التي يبدو عليها معالم البذخ المفرط !
كانت تتملكه حيرة عظيمة تمنعه من اتخاذ قرار حاسم بخصوص هذه الليلة ، مجرد التفكير فيما يضعه هذا الارتباط على المحك بإحتمالية تحققه يكاد يدفعه إلى الجنون ...

شعره الذهبي كان قد تجعد بفوضى لا تليق بـنبيل و قد هربت بضع خصلات من تسريحته الرسمية لتتدلى على جبهته .. لكثرة ما مرر أصابعه فيه خلال الساعات الماضية !‏
لمحة شجن كانت تطل من عيونه الخضراء .. تمنح هيئته المسترخية "بالقميص الأزرق مفتوح الأزرار و البنطال الأسود الراقي" سحرا عزز لدى الفتيات الثلاث العزم للبوح بما أتين لأجله .. و قد كانت هذه فرصتهن الأخيرة !

تكلمت أكثرهن جرأة تهتف قائلة :
_لا يمكنك الزواج من تلك الثرية نيكولاس .. أنت لست مثل أولائك الأغنياء البغيضين !!

أدار نيكولاس رأسه ينظر إليها و قد ارتفع أحد حاجبيه ،
فأردفت و وجهها يتورد رغم الجدية التي تعلو ملامحها :
_أنا .. أنت .. أقصد .. نحن جميعا نعتقد أنك شخص شهم نبيل و وسيم .. مثل الأمير في قصة "ساندريلا" ..

لم يستطع نيكولاس منع نفسه من الابتسام للتشبيه العجيب ،
خففت تلك الابتسامة الصغيرة على شفتيه من حدة إرتباك الفتاة ،
قال نيكولاس وهو ينهض واقفا :
_شكرا سالي .. على ما أظن ، لكني مازلت لا أفهم الداعي لمثل هذا الكلام الآن !

حملقت سالي في وجهه الوسيم المبتسم "بلطف متأصل فيه" و هي تشعر بلسانها ينعقد ،
كم يبدو ساحرا و جميلا .. أجل جميلا و بماذا عساها تصفه غير ذلك ؟!!!
ظلت واقفة فحسب ... و قد تبخر فجأة كل ذلك الكلام الذي أعدته مسبقا لهذه اللحظة !


_تحدثي بصراحة .. التلميح وحده لن ينفع مع نيكولاس !

همست لها رفيقتها بينما منحتها الأخرى هزة تأييد من رأسها ، ثم دفعا بها لتتقدم إليه خطوة متعثرة ... بدا كما لو أنهن انسحبن فجأة ليتركن المجال لها بعد كل شيء !

ردت سالي له الابتسامة بأخرى خجلة ثم تحدثت سريعا كما لو أنها تخشى أن يعرقلها خجلها في أي لحظة :
_أنت لا تحتاج الزواج من تلك المدعية الثرية نيكولاس .. أنت تحتاج إلى فتاة تكون كساندريلا ، فتاة تحبك بصدق .. و لا تهتم للألقاب أو المناصب ، و .. أنا .. أنا ..

قاطعتها نغمة موسيقية صاخبة ارتفعت فجأة من حيث لم تدري ،
لتعقد حاجبيها حين أخرج نيكولاس من جيب سترته التي رمى بها على طرف السرير الكبير ، هاتفا محمولا فضي اللون .. كان مصدر تلك الموسيقى !

نظر نيكولاس إلى شاشة الهاتف للحظة قرأ خلالها رغم المتصل ثم التفت إليهن قائلا :
_عفوا لكن علي استقبال هذه المكالمة على انفراد.

لم تملك الفتيات أمام ذلك خيارا ، تحركن للخروج من الغرفة و هن يندبن هذا الحظ العاثر الذي قطع تلك اللحظة التاريخية !!
قال نيكولاس مخاطبا سالي التي كانت ستغلق الباب كونها آخر من خرجت :
_بإمكاننا متابعة حديثنا عن ساندريلا و قصص الخيال فيما بعد فلا تنزعجي سالي !

اتسعت عيناها وهي ترمقه بعدم تصديق .. حديث عن قصص الخيال ؟!!
هل هذا كل ما فهمه من كلامها ؟!!
بدت لها ابتسامته اللطيفة مغيظة جدا في هذه اللحظة .. و استمرت الموسيقى تصدح من هاتفه تتماشى و الخيبة التي منيت بها !!
قاومت إغراء صفق الباب بقوة و هي تفكر أن الشائعة التي سخرت منها كثيرا في الفترة الماضية .. ربما تحوي شيئا من الصحة !
لا واحدة تسنح لها الفرصة لمواجهة نيكولاس رامسي باعتراف عن حبها له ... فدائما ما يكون للقدر رأي آخر في ذلك !!

،*،


خرج نيكولاس إلى شرفة غرفته و أغلق أبوابها الزجاجية خلفه لمزيد من الخصوصية ،
ضغط على زر الإجابة في هاتفه فأتاه صوت صديقه يقول :
_نيك ما الأخبار ؟! لم تأتي منذ فترة و افتقدناك في مهمة اليوم !

قال نيكولاس بتنهيدة :
_لا تسألني كيف آندرو ، لكن اتصالك هذا أنقذ حياتي للتو !

_تعلم أنني يجب أن اسأل .. كيف ذلك ؟!

تمتم نيكولاس بإختصار :
_فتاة ما من الخادمات هنا تعتقد أنها مغرمة !

سأل آندرو ضاحكا :
_بك أنت ؟!

جلس نيكولاس على حافة سور الشرفة وهو يتمتم :
_دعك من هذا و قل لي .. ما الجديد عندكم ؟!

تحولت نبرة آندرو إلى الجدية سريعا :
_أكنت تعرف أن الحاكم سيقيم حفلة الليلة بمناسبة خطبة ابنه ؟!

تردد نيكولاس قبل أن يسأله بحذر :
_و منذ متى تهتم أنت بحفلات الحاكم و ابنه ؟!!

_منذ الآن .. سبق و ذكرت لك أنني أعمل على خطة سيكون من شأنها تغيير حياة الناس هنا .. أتحدث عن شيء أكبر و أخطر من سرقة الطعام و الأدوية نيك ، هل تفهمني ؟!

عقد نيكولاس حاجبيه :
_عما تتكلم آندرو .. كن واضحا !


كان بوسعه أن يسمع تلك الابتسامة الواثقة التي يعرفها جيدا في صوته :
_لا بأس .. ستكون أنت أول من أطلعه على هذا الأمر ... الليلة .. سنخطف ابن رامسي من حفله !!

اتسعت عينا نيكولاس دهشة و لم يستطع أن ينطق بشيء لدقيقة كاملة ،
راح آندرو ينادي عليه :
_نيك .. نيك أمازلت معي ؟!!

_أنت مجنون !!

هتف نيكولاس وهو يهب واقفا و يتابع :
_ليس بوسعك اختطاف أحد من حفلة وسط مئات المدعوين !

_ليس مباشرة ...

قاطعه نيكولاس :
_ثم كيف ستدخل القصر و تتجاوز الحراسة المشددة عليه أساسا ؟!

_نيك ..

_قل لي أنك تمزح يا رجل ، حتى أنت لا يمكنك التفكير في شيء جنوني كهذا !!

_و لما كل هذا الانفعال ؟! تبدو كما لو كنت أنت من سيختطف ، اهدأ قليلا و أخبرني .. هل سبق و فشلت في مهمة من قبل ؟!

دلك نيكولاس جبينه متمتما :
_كلا ... لسوء حظي !

_إذا لا داعي لكل هذا التشنج ، أنا أثق بك و بالبقية .. و أتمنى أن تثقوا بي في المقابل ، تأكد أنني لست في صدد الخسارة أمام ألفريد رامسي أبدا !

اسند نيكولاس ذراعيه على حافة الشرفة و نظر إلى تجهيزات الحفل في حديقة القصر التي شارفت على الإنتهاء ،
تنهد مدركا أن لا خيارات لديه غير إعلان الحقيقة التي لطالما أخفاها عن رفاقه !

لايزال يذكر كيف لم يتعرفوه في أول لقاء حدث بينه و بينهم ، و كيف أراد هو التقرب منهم لمساعدتهم .. شيء ما كان ليستطيعه لو أعلن أنه ابن الحاكم !

و على إثر ذلك بقيت هذه الحقيقة مخفية .. في نظرهم كان هو نيك فقط .. عاملا بسيطا لإحدى العائلات الغنية !
ثم أصبحوا أصدقائه .. الأصدقاء الوحيدين الذين يهتمون به لشخصه ،
لا لكونه الابن الوحيد لحاكم البلاد .. و وريث هذا المنصب !

و أصدقائه هؤلاء يخططون الآن لإختطافه !!!
أي مزحة سقيمة هي هذه ؟!!!
هل يتركهم يفعلون ما يشاؤون حتى يصدموا به الليلة وهو في زي نيكولاس رامسي .. ابن حاكم البلاد ؟!!


_آندرو لا تأتي إلى القصر ...

بدأ نيكولاس يقول بجدية و هدوء .. راغبا في توضيح كل شيء الآن مهما كانت ردة فعل صديقه.

تمتم آندرو :
_ماذا ؟!

_لا تأتي إلى قصر الحاكم !

_تقول لا تأتي .. أنت هناك إذا !

_أجل .. في الحقيقة ..

قاطعه آندرو :
_عظيم .. فنحن سنحتاج أحدا من الداخل ،
سأتصل بك فور أن نصل ... كن مستعدا !

_و لكن ..

لكن آندرو كان قد أغلق الخط قبل أن يتسنى لنيكولاس الرد عليه حتى ،
نظر نيكولاس إلى الهاتف .. مفكرا في خياراته .. هم بأن يعاود الاتصال به ،
حين قاطعه طرق على باب الشرفة الزجاجي.
نظر نيكولاس إلى حارسه الشخصي ستون الذي كان واقفا خلف الزجاج بضخامة جسده ،
و لمح من خلفه أحد خدم القصر أيضا.

أعاد نيكولاس الهاتف إلى جيبه مؤجلا مكالمته ،
ثم تقدم يفتح باب الشرفة عائدا إلى غرفته !

_ماذا هناك ستون ؟!

سأله بنبرة مستعجلة ، فأجابه ستون بنبرة الاحترام المعتادة :
_سيدي .. لقد وصلت الليدي و الكونتيسة ، و السيد الحاكم يريدك أن تنزل لترحب بهم !

ضيق نيكولاس عينيه الخضراوين يكتم موجة الغضب التي اعترته ببراعة !!
يا لتلك الفتاة .. مازال هناك ساعتان و نصف على توافد بقية الضيوف ،
و هي .. نجمة الحدث هنا منذ الآن ؟!!
أإلا هذه الدرجة هي متحمسة لهذا الارتباط ؟!!

تقدم الخادم من خلف ستون ، وضع البذلة السوداء الفاخرة التي كان يحملها على طرف السرير بإهتمام شديد ،
ثم استدار إليه قائلا بنصف انحناءة :
_ثيابك لهذه الأمسية سيدي !

زفر نيكولاس محاولا أن لا يتذمر على نحو غير لائق ،
جميل جدا .. حتى ثيابه تم إنتقاؤها مسبقا !!
لابد و أن والده يتوقع منه تمردا طفوليا ما .. و يخشى أن يفسد له أمسيته هذه !!

لكن لا بأس .. فكر نيكولاس وهو يصرف الخادم و كذلك ستون بإشارة متعالية من يده كانت شيئا لا يقوم به عادة ،
نظر إلى البذلة .. متمتما بغضب :
_لا بأس حقا أبي .. أعدك أني لهذه الليلة فقط سأكون فردا من الطبقة المخملية اسما و فعلا ،
و سأقرر .. أنا نيكولاس ابن الحاكم .. أن تلك الليدي ليست جيدة كفاية لتكون خطيبتي !!



،*،

،،
__________________
-




سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-06-2016, 05:29 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال اخي الكاتب المبدع
لو تصدق .. رجعتني بالزمن للوراء سنين لما كنت تابع روايات هنا
روايتك من الطابع اللي احب قراءته
اتوقع ان اراك بعد فترة برتبٍ تصعدها واحدة تلوى الاخرى في هذا المنتدى

بدايةً اعجبني اسلوبك وشخصيات روايتك
آنتيا ونيكولاس متشابهان
نيكولاس ! يالهذا الاسم كم احبه انه المفضل عندي كمان ان شخصيته اللطيفة والطيبة زادته روعة
آنيتا فوضوية تحب الحرية اعجبنتي صفاتها
كلاهما متشابهان كيف سيكون دورهما ؟
فكرة جديدة رااائعة جداً

الامر المحير والمدهش هو كيف سيتعامل نيكولاس مع عصابة راندو
وهم لا يعرفون بأنه الامير !

متشوقة كثيراً للبارت القادم
لا تنسى ترسل لي الرابط رجاءً
متابعة لروايتك الرائعة
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قَلم ذَهبي | هل تسمح لي أن أناديك أبي؟ Celestial Angel قصص قصيرة 24 08-01-2015 11:47 AM
هل تسمح لي أن أناديك أبي؟ .. مشاركتي ~ Celestial Angel أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-02-2015 07:27 PM
نغمة المشاعر الرقيقة والحب الأصيل تحميل رنة على مر الليالي أناديك mp3 مذهله ياسمينة البنفسج خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 08-05-2012 10:50 PM
أناديك يــا حب 2ana أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 10-10-2011 05:43 AM


الساعة الآن 04:31 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011