عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree326Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 6 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #156  
قديم 08-13-2017, 10:13 PM
 


الزهرة التاسعة و الخمسون : الصدام الأخير 3 : معركة.
الأرضُ الحجرية تفرقت لتمسيَ مصدعةً محطمةً أكثرَ من ذي قبل، كُلّ المخلوقاتِ البحرية أخلت المكانَ فلم يتبقى فيهِ سوى سحاباتِ الغبارِ و قبةٌ سوداءٌ حجبت السماء بالإضافة إلى تلكَ السوداءُ تجلسُ بالمقلوبِ جاثيةً فوقها و ماركوس أما لوكي فقد تحولَ إلى سنجابٍ ليعومَ في الهواءِ كميرا تمامًا، أما بالنسبة لراين فقد ألقى على نفسهِ تعويذةً تقلبهُ رأسًا على عقب، و حينَ نقولُ رأسًا على عقبِ فهذا يعني أنها كانت كفيلةً بإرجاعهِ إلى وضعيتهِ الطبيعية واقفًا أمامَ غوبر المقيدِ بأغصانِ ميرا ليشهرَ بسكينهِ مهملًا سيفهُ الكبير لسببٍ ما، هوَ نظرَ نحوَ غوبر مقطبًا حاجبيهِ ببرودٍ
قالَ راين : هذهِ هيَ النهاية.
ابتسمَ غوبر مكشرًا فقالَ بثقة : موندو إينفيرتيدو : كونسيلاسيون
*العالم المقولب **إلغاء.
ما إن نطقَ جملتهُ حتى هوت بياتريس و من معها إلى الأرضِ و قُلبَ راين رأسًا على عقب يرتفعُ إلى السماءِ فاستغلَ غوبر الفرصة ليخلصَ نفسهُ من قيودِ ميرا
هتفت بياتريس : ريسبلاندور سومبرا
*الظل المتوهج.
فاستقرَ مكعبٌ أسودَ امتزجَ بالأبيضِ يغليانِ ممتزجينِ مع بعضهما بعضًا لتسقطَ بياتريس، لوكي، ماركوس و ميرا على المكعب الذي غطسَ إلى الأسفل ثُمَ ارتدَ إلى الأعلى كالهلامِ تمامًا
وجهَ غوبر ضربةً بمطرقتهِ نحوَ راين الذي تفاداها بصعوبةٍ ثُم استعادَ توازنهُ بالكادِ لتحطَ قدماهُ أرضًا.
غوبر : كما توقعت، أنتَ لم تقم بشيء سوى توجيه تياراتٍ من الرياحِ نحوَ اتجاهاتٍ و أماكنٍ محددة لتوازنكَ عكسَ جاذبيتي المقلوبة، و بما أنني ألغيتُ سحريَ فجأة أنتَ انقلبتَ رأسًا على عقب بسببِ قوةِ الدفع الغير ضرورية، يا رجل سحر الرياح حقًا مزعج.
ردّ راين : ليسَ مزعجًا بقدركَ صدقني !
ابتسمَ غوبر قائلًا : كلانا يسببُ إزعاجًا للآخر
فبادلهُ راين ابتسامةَ سخرية : و لأولِ مرةٍ أتفق !.
اشتبكَ الاثنان جسديًا مجددًا فالأولُ يهاجمُ بسكينهِ و الثاني يدافعُ بمطرقتهِ، أو الثاني ينهالُ بالضرباتِ على الأول و الأولُ يبذلُ جمّ تركيزهُ و سرعتهِ في سبيلِ تفادي أكبرِ عددٍ منها، إنفكا عن القتالِ أخيرًا ليلتقطَ كل منهما أنفاسهُ الهاربة فانتقلت المعركة إلى عينيهما كلٌ يرمقُ الآخرَ بنظراتٍ أكثرَ حدةٍ من الآخر، تصادمَ سلاحيهما بقوةٍ و تلاحما تمامًا فعجزا عن دفعِ أحدهما للأحدَ الآخرِ
راين : تقاتلُ بثقةٍ متناسيًا ما حدثَ في آخرِ لقاءٍ لنا... لا تبدو قلقًا و لو قليلًا بشأنِ استعماليَ لتعويذتيَ تلكَ مرةً أخرى.
ابتسمَ غوبر ليردَ بثقة : هذا لأنَ مصدرًا موثوقًا أخبرني انكَ لا تستطيعُ استعمالها كثيرًا.
ابتسمَ راين بدوره مؤيدًا : أنتَ محق، لا أستطيعُ التفريط باستخدامها، لكن عليك ؟، لا أظن أنهُ إفراطٌ أبدًا !.
غوبر : أحقًا ؟، أعني هيَ تسلبكَ سنواتٍ من عمركَ كما تعلم ؟
راين : و انا لديّ ألفُ عامٍ لأعيشها كما تعلم !
ضحكَ غوبر ساخرًا : أكادُ أقسمُ إنكَ لستَ ابنًا لذلكَ المدعوِ بلويدغير !، إني حقًا الابنُ يقللُ من سنواتِ حياتهِ من أجلِ الآخرين و الآخرُ يزيدها على حسابِ الآخرين !
راين : حسنًا ذلكَ كانَ إطراءً دسمًا !، إذًا بشأنِ تلكَ المصادر الموثوقة، أهيَ إيلينا ريس أو أيًا كانَ اسمها ؟.
حلّ محلُ ابتسامةٍ غوبر عبوسٌ شديدٌ و جديةٌ تامة لبعثُ خوفًا بحتًا إلى الأنفسِ فسألَ بهدوء : يا فتى، أنى لكَ معرفةُ ذاكَ الاسمِ !
فأجابَ راين بلا مبالاة : ليسَ حقًا، هيَ من جائت و عرفت عن نفسها بنفسها.. واو !، لا تقل لي أنها لم تخبرك !، مستحيل ألم تفعل ؟، ألا تثقُ بكَ ؟، موضوعٌ حساس ؟.
زفرّ غوبر متمتمًا : كما توقعت، نحنُ حقًا لم نتفق و لو لمرةٍ واحدةٍ منذُ أن التقينا لأولِ مرة !.
أردفَ سائلًا : إذًا فقط لنضعَ النقاطَ على الحروف، ما مدى مقدارِ معرفتكَ عن النيغرو فينوس ؟
أجابَ راين بثقة : ما يكفي لمعرفةِ مصدرِ اسمِ هذهِ المنظمة.
همسَ غوبر : كما توقعت.
فكا سلاحيهما عن الالتحامِ ليقفزا إلى الخلفِ تاركينِ مسافةً بينَ بعضيهما فابتسمَ غوبر قائلًا : انتهى وقت اللعب، حانَ وقتُ الجد.
هجمَ غوبر متخطيًا راين فإذ بهِ يستهدفُ بياتريس و من معها هاتفًا : إل مارتيلو دي جُستيسيا : أبلاتستانتي جالاكسياس
*مطرقة العدالة **ساحق المجرات.
فوجئ راين بالكامل من تصرفِ غوبر الغيرِ متوقعِ ذاكَ مما أدى بهِ إلى الارتجالِ مكونًا حاجزًا من الرياحِ حولَ بياتريس و من معها متجاهلًا سلامتهُ الشخصية غيرَ أنّ مطرقةَ غوبر التفت ناحيةَ راين، تعابيرُ الخوفِ و الفزعِ سيطرت على الأربعةِ خلفَ حاجزِ الرياحِ. وتوقف الزمنُ لحظةً لتسيلَ الدماءُ شلالاتٍ منبثقةٌ من فاهِ راين و معدتهِ غيرَ تلكَ الجراح التي غطت سارَ جسدهِ فإذ بسحرهِ يختفي و بجسدهِ يهوي مرتطمًا بالأرض.

رد مع اقتباس
  #157  
قديم 08-13-2017, 10:14 PM
 


الزهرة الستون : الصدام الأخير 4 : لقاء.
" راين : ما الذي حدثَ توًا ؟، هذا غريب... أشعرُ بالبرد يتسللُ إلى جوفي، كَما لو أنّ شيئًا ما هُناكَ.. لَم يعد في مكانهِ... دم ؟، دمي أنا ؟، آه.. الهواءُ يضغطُ على هامة رأسي و ذقني.. أنا أهوي إلى الأسفل، أشعرُ و كأنني كذلكَ منذُ دهرٍ منَ الزمن، آه، و الآن أشعرُ بصواعقٍ لا متناهية تضربُ جسدي دونَ توقف.. لا مهلًا.. أنا توقفتُ عَن الشعور، إنهُ يقترب.. ذلكَ الظلُ العريض الذي يتوسطُ الضوء الساطع حولهُ يقتربُ بخطى ثابتة... ماذا عن بياتريس ؟، أهيَ بخير ؟، ليكس، لوكي، ميرا... ما الذي حلّ بهم، كيفَ لهُ أن يفعلَ كُلَ ذلكَ بهم !، و بروبي و البقية.. لقد وثقوا به !، هُم اعتبروهُ شيئًا !، لكنهُ خانهم ببساطة تمامًا كما فعلَ بي.. ظننتُ أنني لَن أثقَ بأحدٍ بعد الآن.. لا، كُنتُ أتظاهرُ بذلكَ، لكنني كُنتُ كالأحمقِ أثقُ بالجميع... كُنت ؟، ما الذي أتفوهُ بهِ ؟، أنا لم أمت بعد !، لِمَ عساي أتكلمُ بصيغة الماضي ؟، كَم مِنَ الوقتِ مرّ على لقائنا ببعضنا ؟، عامانِ ربما ؟، إنهُ عامٌ و نصفٌ تقريبًا... أجل.. في ذلكَ الوقتِ على ذلكَ الجرف.. بدأ كُلّ شيءٍ مجددًا."
سماءٌ زرقاءٌ صافيةٌ تشعُ بينما تتخللها بضعُ غيمة، البحرُ الأزرقُ يعكسُ لونَ المساءِ بدرجةٍ أعمقَ أو اثنتين، صوتُ هزيز الرياحِ و خجخجة أمواج البحرِ العاتية امتزجا مع هدوءٍ صاخبٍ هيمنَ على المكان، ضربَ النسيمُ ذلكَ الجسد الواقف على حافةِ الجرفِ بعتاءٍ فإذ بها خصلاتُ شعرهِ الدمساءُ تتحركُ بعشوائيةٍ و عنفٍ تلسعُ جبينهُ كما الحالُ معَ ملابسه المتخبطة، لكنَ ذلكَ لَم يمنعهُ منَ التحديق بالحميط بعينيهِ البنفسجيتينِ فقد كانت نظراتهُ تحترقُ شوقًا لبلوغِ ذلكَ الأفقِ المرسومِ بعيدًا بعيدًا حيثُ تنطبقُ السماء على المحيط، هوَ تاقَ لذلكَ الأفقِ و الأفقِ الذي يليهِ ثُمّ إلى الأرضِ ما بعدهما، يحترقُ شوقًا لتطأها قدمهُ مرةً أخرى مجددًا، كما لو كانَ يبحثُ عن روحِ جسدهِ المدفونةِ أعماقَ المحيط.
همسَ يحدثُ نفسهُ بنبرةٍ غُمرت بالحنين : و أخيرًا وجدتك.. الطريق إليكِ.. السبيلُ للقائكِ مجددًا.. سارا...
تلكَ الكلماتُ لَم تكسر صمتَ المكانِ إنما هوَ فقط اشتدّ أكثرَ كما لو كانَ يبتلعُ كُلَ شيءٍ بعدها
لكنَ ذلكَ الصوتَ الأجشَ كسرهُ بجدارةٍ قائلًا : ما بالُ هاتان العينان اللتان تقولانِ أُقتُلني ؟.
التفتَ أسودُ الشعرِ ينظرُ إلى الغريبِ ببرود فأردف : أفقدتَ عزيزًا في البحر ؟.
التفتَ أسودُ الشعرِ يحدقُ بالبحرِ مجددًا فأجابَ بهدوء : أبدًا...
سألَ الغريب : إذًا ما بالُكَ و كُلّ هذا الحزن ؟
أجابَ أسودُ الشعر : هذا ليسَ حزنًا.. إني أتوق.. أتوقُ إلى ما وراءَ هذا المحيط لا أكثر.
تقدمَ الغريبُ إلى حافةِ الجرفِ بدوره يتأملُ المحيطَ قائلًا : القرية الأسطورة التي أُنعمَ عليها ببحيرةِ خلودٍ سرمدية... قريةُ الزهورِ.. صحيح ؟.
التفتَ إليهِ الشابُ متعجبًا : كيفَ عرفتَ عنها ؟.
أجابَ الغريبُ متذمرًا : يا رجل إن كانَ هُناكَ مَن لم يسمع عنها فإما أنهُ يعيشُ في كهفٍ أو في كهف !، الشائعاتُ حولها كالذباب !، القرية الأسطورة ما وراءَ بحارِ الشرق.
هَمهَمَ الشابُ متفهمًا دونَ إجابةٍ واضحة و أمسى يحدقُ بالمحيطِ مجددًا فأردفَ الغريب : دانتيليوس... غوبر دانتيليوس... إن وددتَ الذهابَ إلى هُناكَ حقًا قابلني هُنا بعدَ عامٍ بالضبط !، ثلاثُ مائة و أربعٌ و ستونَ يومًا !
التفَ غوبر مغادرًا فاستوقفهُ أسودُ الشعرِ بعدَ أن خطا بضعَ خطوةٍ بسؤالهِ : مهلًا !، لِمَ تخبرني بشأنِ أمرٍ كهذا ؟.
ردّ غوبر دونَ أن يلتفت : الأطفالُ الذينَ يخصونني يحلمونَ بالوصولِ إليها بشدة، و أيضًا.. على الساحرِ أن يكونَ مغامرًا، و المغامرُ يحلم، و يحققُ أحلامَ المغامرينَ حولهُ، فما الضيرُ من تحقيقِ حُلمِ أكبرُ عددٍ منَ المغامرينَ طالما يمتلكونَ الحلمَ ذاته ؟
غادرَ غوبر المكان بينما تبعتهُ أنظارُ الشابِ الباردة على عكسِ داخلهِ الذي يتأججُ نارًا
رفعَ أسودُ الشعرِ كفهُ يحدقُ بها منبسطة فقبضها بهدوءٍ هامسًا : إن أردتَ تحويلَ الحلمِ إلى حقيقة... هاه..
- عودة إلى الحاضر -
" راين : أحمق !، كيفَ نسيتُ كُلّ ذلكَ !، انتظرني أيها العنيد المسبب للإزعاج !، و كأنني سأموت هُنا دونَ أن أضعَ النقاطَ على الحروف و على يديكَ أنتَ من بينِ كُلِّ الناس !!، هذا صحيح.. ما زالت هُناكَ طريقةٌ !، أشكركَ أيها الشريط الذي صورَ حياتي أمامَ عيني !، بفضلكَ استعدتُ شعوريَ بالرغبة في الحياة !."
تصنمَت بياتريس و من معها ينظرونَ إلى ذلكَ الجسد المستقر على الأرضِ دونَ حركةٍ و الدماءُ تزدادُ كميةً حولهُ، ثانيةٌ أو أكثر كانت كفيلةً بإعادةِ بياتريس إلى واقعها فنهضت بهدوءٍ تتقدمُ من جسدِ راين بخطواتٍ غيرَ ثابتةٍ
هيَ همست بصوتٍ مهزوزٍ ونبرة مستنكرة تسأل : را.. ين ؟.
وقفت تنتظرُ ردًا لبضعِ وقتٍ و أنظارها تتركزُ عليهِ لكن دونما فائدةٍ فجثت على ركبتيها تردف : راين... أنتَ تمزحُ صحيح ؟، قُل لي أنكَ تمزح !
مدت يدها المرتجفة تحملُ رأسهُ مريحةً إياهُ على فخذها فأخذت تتأملُ وجههُ الشاحب بينما تمررُ يدها على خده بهدوءٍ لتستقرَ عليهِ بضعَ دمعةٍ
قالت بصوتٍ مرتجفٍ من بينِ شهقاتها : لا تفعل هذا بي !، إنهُ مؤلم !، راين !!
نظرَ اليها غوبر ببرودٍ فقالَ بهدوء : هل أنهيتي نحيبكِ آنستي الصغيرة ؟
رفعت بياتريس نظرها نحوهُ تقطبُ حاجبيها ترمقه بنظراتٍ عدائية و الشرار يتطاير من عينيها بينما توهج جسدها نورًا أسودَ امتزج بالأبيض فارتفع شعرها متطايرًا إلى الأعلى
حذرته بصوتٍ مبحوحٍ امتلأ بجرعاتٍ من الحقد : لا تقترب !!، خطوة واحدة و سأفصلُ رأسكَ عن سائرِ جسدكَ أتفهم !!.
تجمدَ غوبر مكانهُ و البردُ يعصفُ داخلَ جسدهِ متسببًا بانتزاع قلبهِ من مكانهِ فحدثَ ذاتهُ مستنكرًا : ما هذا الشعور ؟، لا يمكنني إزاحة عيني عنها... هذا هوَ الخوف !، تبًا أنا أيقظت وحشًا من سباتهِ توًا !.
استمرت بياتريس تحدقُ بهِ بينما جاهدَ هوَ لجمعِ شتات نفسهِ حتى نطقَ أخيرًا : مـ.. مهلكِ !، هوَ لا يزالُ ينزف.. هذهِ إشارةٌ على أنهُ لا يزالُ على قيد الحياة.
صرخت بهِ بصوتها المبحوح : من أذن لكَ بالحديث !، ألم أقل أني سأفصلُ رأسكَ عن جسدكَ إن فعلتَ !!
حدثَ ذاتهُ مرعوبًا : اوي اوي اوي اوي !، إنها تعاني من خطبٍ ما بكلِ تأكيد !، هذا سيء !، سيء بحق !، هذا آخرُ ما توقعتهُ!.

رد مع اقتباس
  #158  
قديم 08-13-2017, 10:15 PM
 


الزهرة الحادية و الستون : الصدامُ الأخير 5 : الوداع.. غوبر.
" راين : صوت ؟... أحدهم ينادي باسمي... مَن ؟، إمرأة ؟... هذا الصوت اللطيف.. هذهِ النبرة.. بياتريس ؟... لماذا تبكين ؟... سأكونُ بخير.. سأكونُ بخيرٍ لذا رجاءً ابتسمي.. بياتريس."
توهج جسد بياتريس نورًا أسودَ امتزج بالأبيض فارتفع شعرها متطايرًا إلى الأعلى، أخذت الأرضُ تحتها تتصدعُ و ضغطٌ هائل هيمنَ على المكان، الهواءُ حولها عصفَ بقوةٍ و صدوعُ الأرضِ تشرخت أكثرَ و أكثرَ حتى أمسى حطامها يتصاعدُ إلى الأعلى، هيَ فقدت احساسها بكُلِّ ما حولها و فقط توجهُ نظرها نحوَ غوبر و تزمجرُ في وجههِ، و منَ العدمِ ظلالٌ انبثقت لتلفُ حولَ جسدِ الأخيرِ ليجثو على ركبتيهِ مجبرًا، و كيفَ لا
و هيِ الظلالُ التي قيدت المحيطَ مرة، شفراتٌ منَ الضوءِ تعومُ في الهواءِ و سياطٌ منَ الظلِ تلوحُ لاسعةً الأرض، غُرست بعضها في جسدِ غوبر لتتركهُ نازفًا بينما أجفلت سبابةُ راين ليشعَ جسدهُ بالأزرقِ السماويِ لبضعِ وقتٍ ثُمّ تجمعَ فوقَ جراحهِ التي بدأت تشفى
فتحَ عينيهِ بوهنٍ و ابتسمَ متعبًا فأمسكَ وجنتها اليسرى قائلًا : لا بأسَ عليكِ... اهدئي بياتريس...
هيَ أجفلت مستعيدةً جزءً من وعيها فحدقت بهِ بصدمةٍ لم تقلَ عن تلكَ التي تملكت غوبر
همست : راين...
بدأت دموعها تنهمرُ بغزارةٍ لتهتفَ : راين !، راين !، راين !!.
راين : هيا بياتريس.. اهدئي.. أرجوكِ.
بياتريس : لقد ظننتُ أنني لَن اراكَ ثانية... لَن أسمعَ صوتكَ ينادي باسمي...
مسحَ بإبهامهِ على جفنها السفليِ فطمأنها قائلًا : لا تقلقي.. مهما حدث.. سأبقى أنادي باسمك.
التمعت عيناها تتوهجُ أكثرَ منَ السابقِ بينما اختفى الضوءُ الذي غلفَ جراحَ راين فإذ بها و كأنها لَم تكن جنبًا إلى جنبٍ معَ النورِ الذي غلفَ بياتريس فنهضَ الأخيرُ جالسًا لتتمسكَ بهِ الأولى مجهشةً في البكاء بينما يمسحُ هوَ على شعرها، التفتَ إلى ميرا التي تجمعت الدموعُ في عينيها بينما يبعدُ بياتريس بهدوءِ
قالَ بينما يقفُ على قدميهِ : أحسنتِ في عدمِ البكاءِ ميرا...
أنكرت ميرا بصوتٍ مرتجف : و من ذا الذي قد يبكي عليكَ !.. أحمق !.
اتسعت ابتسامتهُ ليقهقهَ قائلًا : هاها.. هذا قاسٍ !.
التفتَ راين نحوَ غوبر ثُمَ تقدمَ منهُ لتعجلَ ميرا بدعمِ ظلِ بياتريس بسحرِ النباتاتِ خاصتها
سألَ غوبر بهدوء : كيفَ شُفيت جراحُكَ ؟.
فأجابَ راين بنفسِ نبرةِ الأول : أحدُ التعاويذ الخمسة... دموعُ القمر.
هَمهَمَ غوبر متفهمًا ليقول : أنتَ فعلًا لا تترددُ في استعمالها.
راين : و ما الفائدة من ادخارِ قوةِ حياتي إن كُنتُ سأموتُ على كُلِّ حال ؟.
غوبر : وجهةُ نظرٍ.
التفتَ راين نحوَ مطرقةِ غوبر المرمية أرضًا ليحولها حُطامًا بسحرهِ فأشارَ نحوَ بياتريس و ميرا بفكِ أغلالِ صاحبها و الذي لم يحرك ساكنًا.
أخذَ راين نفسًا عميقًا و قال : على الساحرِ أن يكونَ مغامرًا... و على المغامرِ أن يحلم.. تلكَ كانت كلماتكَ قبلَ عام.. ألديكَ حُلمٌ أيضًا ؟.
غوبر : وجهةُ نظر.
سألَ غوبر : حلم ؟.
ابتسمَ باستهزاءٍ ليقهقهَ بعلوٍ قائلًا : ليسَ لديّ شيءٌ كهذا !، أنا فقط أتوقُ إلى شخصٍ معينٍ كما تفعلُ أنتَ !، في الواقعِ نحنُ متشابهانِ أكثرَ مِما تتصور !... كلانا ساحرانِ فارغانِ دونما أحلام...
راين : أنتَ مخطئ... أنا لديّ حلم...
همهمَ غوبر مستفهمًا ليردفَ راين : أودُ استرجاعَ بصرِ بياتريس.. هذا سببٌ آخرُ يدفعني إلى العودة إلى قرية الزهور.
ضحكَ غوبر مستهزئًا ليقول : و هَل أصبحتَ حليفَ العدالة ؟!
راين : إسخر كما تشاء.. فهذا من أجلي أنا لا من أجلها...
سكتَ ثُمَ أردفَ : دعني أسألكَ مرةً أخرى : الأطفالُ الذينَ ذكرتهم هُم روبي و البقية... أزيارتكَ إلى قريةِ الزهورِ لَم تَكُن لأجلهم حقًا ؟، أكلامكَ عن كونكَ مغامرًا كُلهُ كذبة ؟، أَلم تقُل الحقيقة يومًا ؟، ألم تحمل لَهُم و لو القليلَ من المشاعر ؟.
أجابَ غوبر : الإجابة على كُلِّ تلكَ الأسئلة هي... لا.. البتة !.. كُلُّ شيءٍ زائف !.. لا أحدَ تمكنَ من رؤيةِ حقيقتي حتى جلالتها !.
راين : حقًا.. لقد خابَ أملي بنفسي لثقتيَ بك.
اكتفى غوبر بالابتسامِ مستفزًا ليردفَ راين : لَن أسألكَ اُمنيتكَ الأخيرة.. أنتَ لا تستحق لذا...
سكتَ ثُمَ أردف : الوداعُ.. غوبر... هذهِ هيَ النهاية.
هوى راين بسكينهِ نحوَ عُنُقِ غوبر لتتناثرَ الدماءُ في كُلِّ مكانٍ

رد مع اقتباس
  #159  
قديم 08-15-2017, 10:22 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
اشكرك على البارتات الرائعة

وأخيرا افتكينا من غوبر هههه والله جتني سعادة يوم مات على يدين راين
ولكن هل بياتريس لديها قوة ولا تعلم عنها هل تسعى ورائها زعيمت غوبر؟
ماضي راين مؤلم جداً
لقد تحمست جداً لمعرفة الأحداث القادمة

ننتظر التكملة
بالتوفيق
ديورين likes this.
رد مع اقتباس
  #160  
قديم 08-15-2017, 04:03 PM
X
 










كان يا مكان في قريب الزمان
كان هناك فتاة تدعى شينا تقرأ البارتات بإنسجام
حتى هوى راين بسكنه نحوى عنق غوبر لتتناثر الدماء
وتنتهي الفصول الي سكبها إكسينو علينا
وبخيال شينا تظن ان الجميع سيتفاجئ من جراءة راين

ظن ظن
المهم
الحمد لله على السلامة
كيف الأحوال
أهم شيء بما أنك الكاتب

ندخل في الصلب
بالفعل ما دخلت لعقلي أنه ماركوس رح يكون بالمجموعة الثانية
وأظن حركته تلك كانت متعمدة

ترى الطعنه الي دخلت بإيده بدل راين معلمة لسا

نرجع لورا شوي
لوكا أخوه الصغير
ليكسي او الي تشان مو أخوه يعني !؟!

لوكا هذا شرير جدا
بالمناسبة مو ظاهر على والد راين انه شرير

ما كان مفاجئة خبر انه راين شيطان
لأني عرفت من الاحداث السابقة
بس ماضيه رائع مع أني حاسة أنه ما كل شي أنكشف

جوليا الباكا كيف بتحط حالها بذاك الموقف لو صار لها شي ما كان رح يتوقف عن لوم نفسه
بسقت قال لها ليكسي أنها بقت مدينة له بسبب حرشفة التنين
متت ضحك

تحول هاري فيه سر
وبياترس كمان حسيتها صارت شرسة بأخر بارت نزل
جميعهم معهم إنفصامات

بس معها حق ما افكر بنفسي لو اكون محلها
يمكن الكوكب كله يصير غبار بمن فيهم الفاعل

عرفت انه كاترين والدتها لجوليا
زعلت لانها إفترقت عنهم بس يلله افضل مشان اتعلم افرق بين جوليا وروبي
بالمناسبة نسيت اعمارهن

هاري هذا نسيانه كل شي عنه وقصته إذا إنذكرت
بس اعرفه من يوم دخلوا الشجرة
حبيت هالشخصية جدا
هادئ والاكثر من الاإنفصام الي معه بضيف هيبة لشخصيته
بس ما عرفت شو علاقته ب حوليا ليش كل هذا صار
الموضوف بالمشاعر إلا بغيره
أليكسي بيعرف بس مدري إذا انت ذكرت وأنا نسيانه ^^"

هايدن شخصية لطيفه كثير
الي صار بسبب لوكا ومو ذنبه سامحته<<< إش دخلك بالموضوع سامحي ما تسامحي مشكلتك أي3
أول ما عبروا البوابه هو وأخته وهاري كان سوبر روعة

أحادية الالون تلك حبيتها كثير
حاسة في شي بقريتها رح يصير
الله يستر هم بالفعل 3

الفصول جمجميللة
مشكور على تعبك عليهم

بس أخطاء ما بقول عنها إملائية ولا نحوية
الكلمة مكتوبة تمام بس بدخلها حرف من عالم أخر

مثلا عالم = عارلم
شكلها كاترين سان إذا ما مخربطة بلإسم ما عادت تدقق الفصول

وغيره مافي كله روعة الوصف السرد المشاعر القصة وكل ما إحتوته الرواية رائع ألماسي

بالنسبة لتوقعاتي
أتقوقع أنه شي رح يحصل بخصوص قتل راين لغوبر وقلبه القوي لفعلها

مجرد توقع وعلى الاغلب مو معتمد

بإنتظار الفصول القادمة
جانا




SaRay and ديورين like this.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية فتيات الزهور روزماري روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 69 02-25-2017 01:41 AM
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) فارديا روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 11 09-30-2015 12:51 PM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 09-12-2007 08:57 PM


الساعة الآن 05:26 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011