01-18-2018, 11:39 AM
|
|
استيقظت في تمام السابعة صباحا لتحضر الفطور بهدوء أيقظت ماثيو ليتناول الإفطار معها تحدث معها كثيرا باستمتاع شديد ليسرع نحو الباب فور سماعه صوت الجرس فتح الباب لتعانقه جينجر بمرح شديد و تقول: صباح الخير عزيزي ماثيو قال ماثيو بمرح: صباح الخير أمي قال سام: ماذا عني أنا؟ أخرج ماثيو لسانه بطريقة طفولية ليفعل سام المثل ضحكت جينجر عليهما لتقول: أتمنى أنك لم تزعج تولاي بأي شيء قال ماثيو: بالتأكيد لم أفعل ذلك نظر سام لتولاي التي كانت تقف بهدوء و هي تنظر إليهما ليبتسم لها بمرح لتهز رأسها بهدوء جلسوا معا لبعض الوقت تحدث كل منهم عن يومه الفائت بحماس شديد عند كايت الذي استيقظ على وجود شخص نائم بالقرب منه نظر إليه بهدوء ليتنهد بقلة حيلة و يقول بصوت منخفض: يا إلهي هذه الفتاة تعرف كيف تطاردني جيدا ابتسم على مقولته لينهض و يستحم و يبدل ثيابه اقترب منها ليقرص وجنتيها بخفة ظهرت تعابير الانزعاج على وجهها ليبتسم و يقول: استيقظي الآن و إلا سأذهب و أتركك فتحت عينيها بهدوء لتقابل كايت الجالس بالقرب منها ابتسمت على الفور لتقول بمرح: صباح الخير عزيزي كايت قال كايت: صباح الخير متى أتيت إلى هنا؟ قالت إيفلين: منتصف الليل تنهد كايت بهدوء ليقول: سأخذك لمكاني المفضل لذا استعدي للذهاب نهضت على وجه السرعة لتستحم سريعا غادرت الحمام لتبدل ثيابها ببنطال بني فاتح يصل لأعلى الركبة به نقوش لأزهار بنية داكنة و بلوزة بيضاء مموجة بالأزرق الفاتح عرضيا بدون أكمام سرحت شعرها لتضع عليه مشبك أزرق صغير نظر إليها ليقهقه و يقول: تبدين متحمسة جدا لرؤية المكان قالت إيفلين: بالتأكيد أنا متحمسة أخرج من خزانته جاكيت أبيض ليغطي كتفيها به و يقول: ستشعرين بالبرد لاحقا ابتسمت له بمرح شديد لتقبل وجنته اليسرى و تطوق ذراعه بيديها غادرا الفندق معا ليصعدا سيارة أجرة أعطى كايت السائق العنوان ليبدأ القيادة قالت إيفلين و هي تسند رأسها على كتف كايت: إذا أخبرني مجددا ما هو ذلك المكان كايت؟ قال كايت: ستعرفين عندما نصل قالت إيفلين: لا تكن لئيما هكذا و أخبرني ابتسم دون الإجابة عليها لتبتسم هي أيضا لم يمضي كثير من الوقت حتى وصلا للشاطئ الهادئ و الجميل وقفا بمحاذاة البحر لتقول إيفلين و هي تنظر للمكان من حولها: إنه مكان جميل للغاية كايت إنه شاعري للغاية قال كايت: لا تبالغي في ردة فعلك حسنا؟ ضحكت بمرح لتخلع حذائها و تتقدم خطوات صغيرة نحو الماء لتسمح للأمواج الهادئة بمداعبة قدميها لتقول بمرح: إن المياه باردة جدا ألا تريد تجربتها كايت؟ هز رأسه نافيا لينظر إليها تلعب بالماء بقدميها و السرور باديا على وجهها ابتسم بلطف على التعابير المستمتعة على وجهها نظر للبحر من جديد ليتذكر الأيام التي قضاها هنا و هو يتذكر والدته بحزن شديد اختفت الابتسامة تدريجيا من على وجهه لتنظر إليه إيفلين بهدوء ثم ترشه ببعض الماء لتضحك على ارتجافه و ابتعاده فور شعوره بالقطرات الباردة تلامس جسده و تقول بمرح: لقد كان منظرك رائعا للغاية كايت ربما يجدر بي تكرار ذلك قال كايت: لا أنصحك بذلك أبدا إيفلين قامت برشه بكمية أكبر من السابق و هي تضحك بمرح بينما هو يبتعد عنها لم يوجد الكثير من المشاهدين في ذلك الوقت لكن الموجودين نظر البعض منهم إليهما باستغراب و البعض الآخر بابتسام أنهيا لعبهما ليستريحا قليلا على الرمال البيضاء لتقول إيفلين: لقد كان هذا ممتعا للغاية قال كايت: انظري تبلل كلانا الآن بسبب طيشك و لا مبالاتك قالت إيفلين: لا تقلق لا تقلق سنجف عما قريب بالتأكيد تنهد كايت بقلة حيلة بينما تبتسم هي بمرح عند الزوجين اللذين يقفان مودعين لتولاي التي باتت علامات المرض ظاهرة عليها قال سام بقلق: أواثقة بأنك ستكونين بخير وحدك؟ هزت رأسها بالموافقة لتسعل قليلا ليزداد قلقهما قالت جينجر: أرجوك دعينا نأخذك لطبيب ما فأنت تبدين متعبة للغاية قالت تولاي: الأمر سيكون خطيرا لو بقيت هنا لذلك سأغادر أنزلت عينيها لماثيو الممسك بطرف قميصها و عيناه تدمعان و الحزن باد على وجهه لتربت على رأسه بهدوء و تقول: لا تقلق أنا بخير أحتاج لقضاء بعض الوقت بعيدا عن هنا قال ماثيو: لكنك لن تعودي قريبا أليس كذلك؟ لا أريدك أن تتركيني مجددا ابتسم سام على كلامه لينزل لمستواه و يقول: على تولاي الرحيل و أنت تعلم أنها لا تريد تركك أيضا أليس كذلك ماثيو؟ هز رأسه بالإيجاب و هو يغطي وجهه بقدمها الملاصق له قالت جينجر: إذا عليك تركها فهي ستعود حتما لهنا قال ماثيو: لكن متى ستعود؟ هل سيأخذ الأمر وقتا طويلا؟ قالت تولاي: ماثيو سأعود لرؤيتك بالتأكيد قال ماثيو و هو ينظر إليها: هل تعدينني بذلك خالتي تولاي؟ هزت رأسها بالموافقة ليترك قميصها و ينظر إليها بشيء من الحزن نزلت لمستواه لتقول: أعدك أنني سأعود مجددا قريبا و نلعب معا بدون والدك كما فعلنا سابقا قال سام: ما هذا الكلام الجارح الذي أسمعه؟ قالت جينجر: أنت تحب احتكار كل اللعب لنفسك لذا لا تعجب ذلك قهقه بمرح ليبتسم ماثيو و يقبل وجنتها اليسرى و يقول: سأنتظر عودتك خالتي ابتسمت له ابتسامة لطيفة أخيرة لتنحني لهم و تغادر المنزل خطواتها صغيرة متثاقلة فالتعب قد نال منها أخيرا جسدها بالكاد يتحمل السير في وسط ذلك الزحام و الازعاج بدأت الرؤية تضعف شيئا فشيئا لديها ترنح جسدها أخيرا ليسقط بقوة على الأرض تجمهر الناس حول جسد تولاي الساقط في الأرض لا يعرفون ماذا يفعلون حاول البعض الاتصال على الإسعاف لكن لا توجد أي سيارة فارغة كان روي يجول بسيارته في المكان ليلفت انتباهه ذلك التجمهر الكبير أوقف سيارته بالقرب من الرصيف ليغادرها و يخترق تلك الصفوف ليدهش من رؤية تولاي ممددة على الأرض اقترب منها على عجل ليضع يده على جبينها و يفاجأ ببرودة جسدها حملها على الفور ليأخذها لسيارته وضعها بالمقعد الخلفي و يغلق الباب بهدوء فتح باب السائق ليدخل السيارة و يبدأ قيادتها نحو منزله و هو يتصل على والده ليقول له: أبي سأحضر مريضة معي للمنزل و هي فراشة هل توجد لدينا غرفة فارغة هذا اليوم؟ قال الوالد: توجد الغرفة المطلة على الحديقة لكن أين عثرت عليها؟ قال روي: ملقاة على الرصيف درجة حرارتها منخفضة و لا أعتقد بأنها تتنفس أبدا قال الوالد: أسرع بالقدوم لهنا أغلق الخط ليدوس على دواسة الوقود و يزيد من سرعته وصل لمنزله بسرعة لم يتخيل يوما الوصول إليها توجه نحو الغرفة التي أخبره والده بها تعجب بعض أفراد العائلة الموجودين في الممرات من رؤية روي يحملها خاصة زوجته التي سارت خلفه نحو تلك الغرفة وصلا لهناك ليمددها على السرير الأبيض التقط روي أنفاسه و هو ينظر إلى والده الذي دخل الغرفة للتو ليقول: ليديا عزيزتي هلا ساعدتني؟ قالت ليديا: أجل سيدي قال الوالد: روي غادر الغرفة الآن غادر روي الغرفة ليرى إحدى الخادمات في الممر و يطلب منها إحضار كوب ماء له لم يمضي كثير من الوقت حتى طلب الوالد دخول روي للغرفة ليقول على الفور: هل هي بخير؟ قال الوالد: ليست بخير أبدا لا أعرف ما بها فهي ليست فراشة عادية و وجود ذلك الجرح الغريب في صدرها يحريني قال روي: جرح غريب؟ كيف يبدو؟ قالت ليديا: ضربة سيف غريب قرب موقع القلب ليس عميقا للغاية نظر روي لوجه تولاي الخالي تماما من كل تعابير الحياة ليتعجب ازرقاق بشرتها ليقول الوالد: لا أعتقد أن أمامها فترة طويلة لكن لندعها تبقى هنا لفترة غادر الغرفة لتقترب ليديا من روي و تنظر إليه بشيء من الارتباك و تقول بصوت منخفض: من تكون هذه الفراشة يا روي؟ قال روي و هو يقترب من جسد تولاي: لا تقلقي لا توجد أي علاقة بيننا وجدتها في الطريق ملقاة و التعب باد على وجهها أحرجت تماما لتنزل رأسها أمسك روي بأصابع تولاي النحيلة ليقربه من شفتيه و هو يفكر في شيء ما تفاجئ من حركتها في اتجاه موقع الجرح الذي تحدثت ليديا عنه فتحت عينيها بهدوء لتقترب ليديا منها على عجل و تقول متفحصة حالها: هل أنت بخير يا آنسة؟ ماذا حدث لك؟ لم تجب تولاي بأي شيء حاولت التحدث إليها من جديد لكن بلا فائدة ليقول روي: هي لم تستعد وعيها على ما يبدو هذه ردة فعل جسدها بسبب لمسي إياه دهشت ليديا كثيرا لما سمعت كذلك عقل روي الذي لم يستوعب الأمر بعد و يقول في نفسه: هذه المرة الأولى التي أرى فيها شيئا كهذا يجدر بي تدوينه في كتابي قالت ليديا لتفيقه من تفكيره: علينا تركها ترتاح الآن إذا وجودنا هنا سيعيق ذلك قال روي: معك حق سأتفقدها في الصباح قالت ليديا: تبدو مهتما بالأمر كله قال روي: أمر جديد و يثير فضولي هذا كل ما في الأمر لا داعي لكل هذه الغيرة احمرت وجنتيها على الفور نظر إليها بلطف لتبعد عينيها عنه و تسرع في مغادرة الغرفة لحق بها أغلق الباب خلفه بهدوء تحدثت ليديا مع بعض الخادمات لتفقد المريضة التي أحضرها زوجها خلال فترات متباينة مضى الوقت سريعا لتشرق الشمس خلف الغيوم الكثيفة التي أخفت معالم الصباح أسرع روي بالتوجه لتلك الغرفة بعد تناول إفطاره برفقة زوجته التي قالت: أتمنى أن تكون صحتها قد تحسنت عما كانت عليه البارحة قال روي: أجل وصلا للغرفة ليفتح روي الباب و يدهش كلاهما من عدم وجود أي شخص بالغرفة لتقول ليديا: هذا مستحيل لقد قال عمي أنها لن تستطيع الحراك حتى بضع أيام على الأقل بحث روي بعينيه جيدا في أرجاء الغرفة ليتوقف على صوت شيء يتنفس بنهم رفع رأسه للأعلى ليصدم من رؤية تلك الشرنقة السوداء تزين الزاوية القريبة من النافذة في السقف خيوطها لامعة كما لو أنها لوحة لسماء الصيف المليئة بالنجوم قال روي: ليديا عزيزتي هلا طلبت من أن أحدهم إحضار سلم لهنا؟ أسرعت ليديا المصدومة بمغادرة الغرفة لم يستطع روي التفكير بأي شيء و هو يحدق بتلك الشرنقة الغريبة التي يراها للمرة الأولى حضرت ليديا برفقة والد روي و خادمين يحملان السلم الطويل و الثقيل تفاجؤوا جميعا من رؤية الشرنقة ليقول الوالد: هل هذه شرنقة الفراشة التي أحضرتها بالأمس؟ قال روي و هو يتسلق السلم: أجل هذه المرة الأولى التي أرى فيها شرنقة كهذه وصل للشرنقة لينظر إليها من كثب ليتعجب أكثر من الشرنقة ذات الخيوط الدقيقة السوداء اللامعة قرب يده منها لتهاجم عليه بضع خيوط كاد أن يسقط من السلم ليمسك الخادمين بالسلم على الفور انتبه لقطرات الدماء التي سالت على وجنتيه ليبتسم و يقول: هذا جديد عليّ و تحد رائع سأعرف كل شيء عنك عما قريب ضرب والده جبينه بخفة و هو يهز رأسه و يقول: ها قد بدأنا الآن قالت ليديا بابتسامة مرتبكة: ربما سنعاني خلال هذه الفترة قال الوالد: هلا نزلت الآن روي؟ هذا خطر للغاية فكما قلت هذه ليست فراشة عادية قال روي: أجل أدرك ذلك يا أبي نزل روي درجات السلم بهدوء و هو يفكر في أمر هذه الفراشة الغريبة |
|
|