عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree40Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-28-2017, 10:57 AM
X
 
ذهبية :القَرار الأَخير || ون شوت~

.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2017/10/10/17/531660872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]





لك قلم إستثنائي
أفكار فريدة من نوعها
كريستال


كيفكم مينا
جيت فيها أخيراً
شوفوا تاريخ التأليف والإنتهاء

ننط للـ



الأسم: القَرار الأَخير

النوع: ون شوت

التصنيف: تراجيديا، شَريحة من الحَياة

الزمان: مُعاصر

المكان: اليابان

تاريخ التأليف: 2017/7/24
تاريخ الإنتهاء: 2017/10/25

بقلم: | S h i n a |



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.

التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 11-22-2017 الساعة 06:01 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-28-2017, 11:00 AM
X
 
.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2017/10/10/17/531660872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]




لِكُلِ شَيءِِ نِهاية

حَتى الجُملُ تُختَمُ بنُقطة

رُبما إنّ مَللنا من أمرِِ ما فَسَنُنهيه بأَنفُسِنا

سَنُنهيه بأَيّـ شَكلِِ كانَـ حَتى لو لَم يكنّـ مُناسباََ

نُنهيه قَبلَ أنّ يَنتَهيّـ حَتى

نَرميـ النُقطَة كَالسَهمِ فيـ وَسَط الجُملة الَتيـ تَحكيـ عَن
مَوقِف فيـ حياتِنا لينتَهيـ قَبلَ أَوانهِ

ورُبَما نَختِمُ أَحداثاََ نُحِبُها بنُقطةَ مُتَرَدِدة

لتَكون
َ
أخِرَ نُقطة لهذا الحَدَثِ

وتَصرخُ قراريَْ حُسم ونُقطَةة إِنتَهى.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-28-2017, 11:16 AM
X
 
.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2017/10/10/17/531660872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]



أَطلقَت تنهيدة مُتَململة وهي تَجمع الأطباق برفقة والدتها
بعد أنّ تناولوا العشاء، لم يكن المكان هادءََ بالطبعاً
فالصغيرة تلعب بصخب مع الدمى في غرفة الجلوس
المطلة على المطبخ
وأمام التلفاز يوجد شاب يتابع بضجر كل ما يعرض بلا
إهتمام نظرت نحوه محدثة نفسها: لقد عاد من العمل
لتوه لذا يبدو متعب

-: أخي ، يكبرني بعامين، هو الرجل لهذه العائلة
الصغيرة، أمي وأخي أنا وأختي الصغيرة
تتساءلون عن أبي، لقد توفي منذ سنتين بسبب قلبه
المتعب ذاك
لقد تركنا لنتحول من سعداء لا ينقصهم شيء إلى ...
لقد تغير كل شيء من وقتها، أمي وأخي وحالتنا وحالتي
النفسية أيضاََ
أمي معلمة في الابتدائية منذ كنت صغيرة كانت معلمتي.

ما تغير فيها حقاَ أنها أصبحت شديدة الحرص شديدة في
كل شيء
ربما تصبح قاسية في بعض الأحيان ولا تشعر بذلك
كل ما يهمها أن تسعد ميوا

إنها في 8 لذا لا تشعر بما حولها جيداََ وهذا يسعدني
فهي دائماََ سعيدة
أخي كان أكثر مرحاََ مما هو عليه، لقد كان مشاغباََ
ومزعجاََ، لم يعد كذلك، ما يهمه الدراسة للمستقبل
والعمل لتأمين حياة هادئة

أحياناََ أعمل للحصول على مبلغ لن أجده بمصروفي
الشهري، مع رفض والدتي وانزعاج أخي فأنا لا أملك
حل إلا العمل لتتماشى مع حال صديقاتي، رحل مدرسية
ولوازم للنادي وأشياء أخرى ما كنت لأحصل عليها بدون
العمل .


فتحت صنبور المياه وبدأت بغسل الأطباق وبعد عدة
دقائق إنتهت لتتوجه نحو غرفتها لتغير ملابسها إلى بيجاما
لها اللون الوردي الفاتح

بعثرت شعرها الأسود القصير ورمت نفسها على السرير
تنظر نحو المصباح الذي كان يومض بعينيها لدرجة أنه
طغى على سمعها فقد أدركت طرقات الباب متأخرة سرعان
ما فتح صاحب الطرقات

أطل برأسه قائلاً

-:هل نمتِ

-: لا ليس بعد، ما الأمر
قالتها بعد أن نهضت جالسةََ على السرير

دخل بهدوء وجلس على الأرض أمام الطاولة قصيرة
الأرجل

-: لا شيء محدد، مالذي تفعلينه هذه هذه الأيام

ابتسمت بارتباك
-: كما تعرف لا إختلاف

تنهد بملل ونظر إليها بجد
-: الرحلة المدرسية إنتهت والمال دفع فلما لا تزالين تعملين

لم تجبه ولم يظهر على ملامحها تعابير واضحة كل ما هنالك أنها
كانت تنظر نحو الطاولة بهدوء

أرجع جذعه إلى الخلف مسنداََ إياه على ذراعيه
-: أورارا كيف تحبين العمل وأنت فتاة، لما لا تبقين
كصديقاتك، هل أبدو لك أني أحاول منعك من شيء
لصالحك

نظرت إليه بهدوء غير راغبة في مجادلته، إلا أنها لم تكف
عن تحديث نفسها
-: أنت لا تفهم شيء إيساكي ، أنا بالفعل أحاول أن
أكون كصديقاتي، من قال أني أحب العمل، أنت تعلم أنه
ليس شيئاََ جيداََ لسمعة طالبة ثانوية، لست سعيدة
بالعمل ولكني سعيدة بما أجنيه من عملي ...


"أنا أعمل في سوبر ماركت قريب منا أرتب الأغراض
وأدل الزبناء على طلبهم، أعمل 4 ساعات بعد المدرسة
أي أني أعود في السابعة
وعلى ذكر العمل أخي يعمل في محطة بنزين بعد دوام
الجامعة مباشرةََ ولا يعود إلا في الثامنة مساءََ
(ساكامي إيساكي هو في 19 من عمره يدرس في
كلية الطب السنة الأولى)

يبدو أني غرقت في التفكير ، علي أن أعطيه جواب
فهو ينظر إلي منتظراََ جوابي"

رفعت راسها وتنهدت قائلة بقلة حيلة
-: حسناََ سأتوقف عن العمل

نظر إليها غير مقتنعِِ بما قالت
-: هذا ما تقولينه من سنتين ولكنك تعودين إليه لأتفه
سبب

هتفت بضجر
-: وماذا أفعل إن احتجت للمال كي أبقى بمستوى
صديقاتي

إبتسم بهدوء
-: وماذا قلت لك أريدك أن تبقى كصديقاتك بكل شيء،
إن احتجت لشيء أخبريني فقط

رمقته بهدوء
-: أنت تعلم أن أمي ترفض أن نحصل على أكثر من
مصروفنا بالشهر ولن تقبل منكَ أن تعطيني يناََ واحداََ

وضع إصبعه السبابة على فمه مبتسماََ بهدوء
-: لا تعلميها شيء وقتها فمنها المصروف ومني
التعزيزات

لم تبدي علامات الرضى
-: لكن معها حق فأنت تحتاج كل ين يزيد عن مصروف
المنزل لجامعتك

علق على وضعه ذاته
-: لا تقلقي فأنا لا أعتمد على عملي للصرف على
الجامعة، ادخرت لها ما يكفي

نظرت إليه بقلق يبادلها نظرات واثقة معلقاََ

-: أمي ستكون راضية إن تركتِ العمل نهائياََ

أومأت له
-: حسناََ لن أعود إليه.

إبتسم باطمئنان سرعان ما نهض قائلاََ بلكنة إعتذار
-: علي الذهاب لأدرس فقد تأخر الوقت

لوحت بيديها قائلة
-: لا عليك، إنّ احتجت لشيء نادني فأنا لن أنام الآن

-: حسناََ
قالها وهو يغلق الباب

نهضت نحو المكتب الواقع أمام النافذة تحت السرير
وبدأت تدرس

"هذه حياتي بالمختصر وقد بدأت منذ وفاة والدي،
حينها قد بدأ إيساكي تقمص دور والدي وأظنه يليق به
فهو يشبهه كثيراََ فله نفس العينين الخضراوتين وله
نفس الشعر الفاحم أما أنا فأدعى ساكامي أورارا
بدأت التعايش مع الوضع منذ سنتين وما زلت حتى الآن،
لي شعر والدي الفحمي وعيني أمي العسلية
بشرتي بيضاء كوالدي بينما لأُختي بَشرة سمراء وشعر
بني كوالدتي لدي صديقتين في المدرسة أعرفهما منذ
الإعدادية، نحن في نادٍ يدعى المكافحين، نكافح الملل
في المدرسة والضغوطات
لن يقبله أحد بالإنضمام له فهو تافه ونحن نحتاج لـ 5
أشخاص ليصبح نادِِ رسمي ولكن بدون أي جهد عرض
طالبين الإنضمام إلينا وبالتأكيد وافقنا ومنذ ذلك الوقت
أصبحنا 5 هذا كان من السنة الماضية"




السادسة صباحاََ

رتبت أورارا سريرها بسرعة وإرتدت جوربها الأسود
الطويل و زيها المدرسي، قميص أبيض وبلوزة سكرية
مخططة بالأخضر وتحتها تنورة بنية

لم يكن شعرها يحتاج للتسريح حتى فهو قصير جداََ وغير
متساوي
سرحته بسرعة لترتيب شكله فحسب وتركت بعض الخصل
المتفرقة من اليمين على جبينها،

أخذت حقيبتها ونزلت بسرعة
كانت ميوا تأكل فطورها بينما كان إيساكي يمسك
بكتابه ويبدو منهمكاََ في الحفظ أما والدتها فقد كانت ترتدي
تنورة تصل إلى ركبتيها سوداء فوقها قميص
أسود وتركت شعرها القصير منسدلاً كما هو وتعد غداءٌ
لميوا

بلعت الأخيرة آخر ما بقي من فطورها لتحمل والدتها
الأطباق إلى حوض الغسيل فيما ذهبت جرياََ لغسل يديها
وقفت بعدها أمام الباب تنتظر والدتها التي أتت حاملة
حقيبتها

جلست أورارا بعد أن هدأ المنزل تتناول فطورها، أنهتهُ
بسرعة واتجهت لغسل الأطباق

نظر إيساكي نحو ساعته لينهض قائلاََ
-: أنا ذاهب، تأكدي من إغلاق الباب .

أومأت له بعد أن أغلقت الصنبور

فتحت الخزانة لتخرج علبة طعامها وتبدأ بتجهيزها ولكنها
لم تجدها فـ نظرت على الطاولة لتجدها موجودة،
ابتسمت بهدوء واتجهت لتأخذها

تمتمت بهدوء
-: اليوم من الأيام القلائل التي تعد لي أمي علبتي فيها

خرجت من المنزل واتجهت نحو المدرسة تسيرُ تارة
وتركض أخرى
وصلت في النهاية واتجهت إلى صفها

كان مقعدها في آخر الصف قرب النافذة وقربها فوا
إيريكا صاحبة الشعر البني والعينين الزيتونيتين بينما
كانت أمامها تاكامي ميغومي التي تملك شعر أحمر
مائل للبني ولها عينين فحمتين وأهداب طويلة

كانتا صديقَتَها وقد فتحوا حديث بسرعة وإستطاعن إنهائه
قبل دخول المعلم

إنتهى الدرس لتتجه أورارا نحو غرفة النادي بينما اتجهت
ميغومي وإريكا نحو المقصف لشراء العصير

فتحت الباب حيث كانت الغرفة معتمة وبالكاد يعرف أن
الوقت صباحاََ

لمحت تاداكورو ناتسومي صاحب الشعر الأشقر والعينين
الخضراوين جالساََ على الطاولة
-: صباح الخير تاداكورو كن

رفع رأسه مبتسماََ بهدوء
-: صباح النور ساكامي تشان

دخلت متجهة نحو الستائر لتفتحها وبحركة بسيطة تدفق نور
الشمس إلى الغرفة وقد بدأ بخط صغير ليتوسع مغلفاََ
الغرفة،

فتحت النافذة ونظرت حولها
-: مضى وقت منذ أخر مرة نظفنا الغُرفةَ فيها، متى
علينا أن ننظفها برأيك

وضعَ سطح كفهِ تحت ذقنه
-: حددي ذلك فأنتِ الرئيسة

حركت كفها الأيمن نافية
-: لو لم يكن وجود الرئيس شىء أساسي لما قمنا
بالقرعة لاختيار أحدنا ولكن نحن جميعاََ بنفس المقام هنا

نهضَ متجهاََ نحو الخزانة
-: لكل مجموعة يجب أن يكون هناك من يترأسها لقمع
المشاكل

أخرج من الخزانة دلو وخرج من غرفة النادي

ابتسمت بهدوء وأخرجت بدورها منفضة الغبار

دخلت ميغومي وإيريكا وخلفهما أكاري أزوسا الذي يملك
شعر اسود وعينان بنيتان

رمش وهو ينظر نحو منفضة الغبار التي تمسكها أورارا
-: مااذا منذ أسبوعين نظفنا الغرفة لما سنعيد تنظيفها

لم تكد تنطق أورارا بحرف حتى دخل ناتسومي
-: هي فقط قالت أن المكان يحتاج تنظيف ولكني من بدأ
لذا اصمت

شد أزوسا جسده بفخر قائلاََ
-: أنا النائب لذا لن أقوم بشيء

ركلته ميغومي خارج الغرفة
-: النائب يجب أن يهتم بالنادي أكثرَ منَ الأعضاء يا أحمق

وقف بملل
-: حسناََ حسناََ

بدؤوا التنظيف و انتهوا بفترة وجيزة مع أن كل ما قام به
أزوسا هو جر الطاولة وإعادتها مجدداََ،
وَضعوا عُلبَـ الغداء على الطاوله وبَدؤا الأكل
وكالعادة أزوسا و ميغومي يتشاجران على آخر لقمة
بينما كانت إيريكا تأكل بهدوء كناتسومي فيما كانت
أورارا شارِدة
لاحطت صديقتيها الأمرَ لكنهما بقيتا صامتَتين
كذلك ناتسومي و أزوسا ولكن لم يكن لديهم ما يقولونه
سوى أن ميغومي أبعدت أخر كرة أرز بقيت من أمام
أزوسا

-: أورارا لم تأكل منها بعد

رمقها بضجر وأكمل تناول الطعام فيما وضعت ميغومي
كرة الأرز أمام
أورارا مشيرة لها بعيدان الطعام

-: كُليها فأكاري كن ينوي سرقتها

ضحكت أورارا ضحكة خفيفة وحملتها مقدمةََ إياها لأزوسا
-: لقد شبعت مسبقاََ لذا خذها

-: أولاََ هي تتحدث عن ما يجري بمخيلتها فأنا لم أكن
تنوي أكلها حتى ثانياََ أنا شبعت فعلياََ وليس كشبعكِ
المزيف

قالها وهو يشيح بوجهه ويحرك عيدان الطعام التي بيده
على إيقاع كلماته

ابتسمت بهدوء ووضعت ما بيدها على الطاولة
-: لا لقد شبعت حقاََ

أسند ناتسومي ذقنه على قبضة
-: إذاََ ما الذي يشبعك... أ أقصد يشغلك!

-: إيه.. يشغلني، أنا ... ههه لا شيء

قالتها بعد أن التفتت إليه مستوعبة ما قاله،
أخذت بكرة الأرز وحشتها في فمها ونهضت

بلعت اللقمة واتجهت إلى الخزانة
-: يوجد واجب مطلوب غداََ علي إنهائه

من أعمال هذا النادي حل واجبات الطلاب المضغوطين
فعلاََ وبالتأكيد يأخذون دليل على ضغطهم

أخرجت دفتر وعادت لتجلس متمتمة
-: الإسم ماكوني هونوكا, الصف الأول الشعبة الثالثة،
سبب الإيداع : كون جددتها مريضة ووالدتها مشغولة
وهي تعتني بها طوال الوقت ، بالإضافة لكونها تملك
واجبات أخرى لذا طلبت المساعدة بهذا،
المادة كيـ كيمياااء

إلتفت ناتسومي نحوها وهو يكتم ضحكته
-: دائماََ ما يكون دورك في حل الكيمياء والأحياء

بدا الإحباط عليها ليسحب كرسيه فريباََ منها
-: حتى لو كان الكيمياء المادة الأبغض بالنسبة لي أيضاََ
لكن حل هذا سيكون سهلاََ لكونه لطلاب السنة الأولى
فيما أنا في السنة الثالثة

قالها بعد أن ألقى نظرة على المطلوب

بدأ يعطيها بعض المساعدة فيما كانت تحل ذلك بسهولة
كونها درسته السنة الماضي

ة وأيضاََ هم مجموعة ذكية
فهم أنشأوا النادي على كون أعضائهِ أذكياء لمساعدة
الطلاب في واجباتهم
ويقيمون مسابقات بسيطة بإشرافِهم لمكافحة الملل

إنتهى وقت الغداء ولم يبقى سوى دقائق على بدء
الدرس

خرج ناتسومي برفقة صديقه أزوسا فيما كانت الفتيات
تستعد للخروج ،

اتجهت أورارا نحو الباب ولكنها تفاجأت بالباب يغلق في
وجهها وقد كان سحباََ كبقية أبواب المدرسة
التفتت نحو ميغومي التي أغلقت الباب لتَشدها إيريكا نحو
الطاولة
تقدمت ميغومي وفتحت أصابعها الخمسة
-: لدينا خمس دقائق ونود أن نسمع مالديك

-: تشردين كثير اليوم

تراجعت خطوتين لتصطدم بالطاولة خلفها، ضحكت بارتباك
بينما هتفت ميغومي

-: ربما هو الحب، هل تأكدتي بمشاعرك نحو ناتسومي
هل قلبك ينبض بالحب عندما يكـ...

فتحت أورارا كفيها بوجه ميغوميـ مشيرة لها بالتوقف
لتبتسم الأُخرى بعفوية

خارج الغرفة كان ناتسومي و أزوسا يصعدان الدرج نحو
صفهما سرعان ما توقف ناتسومي ونقر جبينه

-: لقد نسيت مقلمتي ودفتري، إسبقني سأعود لإحضارهما

أومأ ازوسا وصعد فيما نزل الأخر مجدداََ

حيث هدفه أخذت أورارا نفساَََ عميقاََ
-: عملي الجزئي سأتركه

-: ولكنك تحبينه
هتفت ميغومي لترد عليها أورارا بعد أن ضربتها على
رأسها بخفة

-: لست كذلك، أنا أحتاجه أحيناََ

حركت إيريكا كتفيها بلا مبالاة
-: دائماََ ما تتركينه فترة أُسبوعينِ وتَعودينَ إليه لذا لا
داعي للقَلق

-: هذه المرة مختلفة، وعدت أخي بأني لن أعود إليه
وأخبرني أنه لن يجعلني أحتاج للعمل؛ المشكلة أني لا أ
أريده أن يعطيني ما يزيد معه من عمله

ربتت ميغومي على كتفها
-: هوني عليك هو لن يتصرفَ بأنانية تجاه نفسهِ ولو
كنتِ بحاجة للمال لسمح لك بالعمل ولكنه واثق بقدرته
على تأمين حاجتك

بعثرت أورارا شعرها بضجر
-: لا أدري مما أنا قلقة

تنهدت ميغومي وربتت على كتف أورارا
-: لا تقلقي أنت فقط على وشك القيام بشيء جديد لذا
تشعرين بهذا

أومأت بهدوء
-: أتعلمين؛ على الأقل سأتخلص من العمل والقلق من
أن يراني أحد الطلاب

ابتسمت إيريكا
-: هذا ما يريده إيساكي سان لكِ

-: آه لقد قال ذلك

شدتهما ميغومي
-: سنتأخر على الدرس، لنذهب

في الخارج كان يقف ناتسومي عند الباب مسنداً ظهره
على الجدار، إبتعد منعطفاً بينما خرجن متجهات نحو
الدرج دخل حاملاََ مقلمته ودفتره وحرج عائداََ إلى الصف

إنتهى اليوم وقد بدت نظرات ناتسومي نحوَ أورارا
مختلفة ولاحظتها الأُخرى بدون أن تعرف السبب

ودعت أورارا صديقتيها عند مفترق الطريقـ واتجهت نحو
السوبر ماركت، دخلت نحوَ غرفة المدير بعد أن طرقت
الباب، انحنت بإحترام فيما علق قائلاََ

-: هل ستتركين العمل مجدداََ

عدلت وقفتها مجيبة
-: شيء من هذا القبيل، في الحقيقة لقد قطعت وعداََ
لأخي بعدم عودَتي

أبدى استياءه
-: أ يعني هذا أنك لن تعودي حقاََ

أومأت بهدوء فأردف
-: أحتاج لشخص يعمل فترة ويتركُ أخرى، هذا ما اعتدته
هذه الأيام ولكن سأُطر لقبول شخص بدوام جزئي عادي

انحنت ويدها على تنورتها
-: آسفة حقاََ، أحب هذا العمل بحق ولكن ما باليد حيلة

-: لا بأس، خذي اجر هذا الشهر وأتمنى أن لا تحتاجي
للعمل مجدداََ
قالها بعد أن وضع ظرف على الطاولة له لون بني باهت

اعتدلت في وقفتها و أمالت رأسها رافعةََ حاجبها
-: ولكني إستلمته منذ أسبوع تقربياً

وضع المدير إصبعه على فمه مشيراََ لها بالسكوت
لتنحني مجدداََ

-: شكراََ جزيلاََ لك لقد كنت طيباََ معي ولكني إستلمته بالفعـ...

لم تكمل جملتها فقد قاطعها الظرف المتجه نحو وجهها،
أومأ لها مبتسماََ لتنظر إليه بامتنان

بعد مدة قصيرة وفي الخارج عند الباب الخلفي للسوبر
ماركت كان المكان مزدحم

خرجت وأغلقت الباب خلفها التفتت لتعود ولكن جثة
شخص مألوف منتصبة أمامها بشكل قريب اربكها فلم يكن
المتر ولا نصفه يتسعان في المسافة

إبتعدت بتوتر
-: تـ تـ تاداكورو كن!!.. مالذي تفعله هنا!؟

خلل ناتسومي شعره الأشقر بأصابعه أو بالأحرى البني
المصبوغ بالأشقر

-: همممـ أريد شراء بعض الأغراض

أمَالت رأسها بعفوية
-: لم أركَ هنا من قَبل

رفع أحد حاجبيه ووضعَ إبهامهُ على شفتيه يفكر

-: ربما لأني علمتُ أنكِ تعملينَ هنا اليومَ فقط

رمشت لثوانِِ سرعانَ ما توسعت عينيها، رفعَ حاجبيه
متسائلاََ عن سبب تفاجئها لتخفضَ راسها بارتباك

-: عن إذنكَ، علي العودة
قالتها بصوت هادئ وهي تخفضُ رأسها سامحةََ لخُصلاتِ
شعرها بتغطيةِ عينيها

اعترض ناتسومي طريقها بملامحَ جادَ
-: ساكاميـ أريد أن أعرف ماذا أكون بالنسبةِ لكِ؛ صديقـ
أم زميل في النادي فحسب

نظرت إليه بهدوء وقد فهمت ما يرمي إليه، وهي حقاََ لا
تعرف ما تجيبهُ

أمسك بيدها وسار متخطِِ موقعها وهي لم تقاومه
وتحركت بعده تسير خلفهُ



حديقة ممتلئة بالألعاب و الأراجيح حيث جلس ناتسومي
على إحداها بينما تقف أورارا قريباََ منه

على الأرجوحة الأخرى طفل بحدود الثامنة يتأرجح سرعان
ما استجاب لنداء أصدقائه تاركاََ الأرجوحة تصدر صريراََ
يبطئ مع بطء حركتها.

إنتشلَ صوته الهدوء
-: لم تجيبي، صديق أم زميلُُ؛ أنا في إعتباركِ

-: أ يمكنك الإجابة على سؤالكَ

-: لا هذا ولا ذاك، بالمناسبة أنتِ الآن أجبتِ سؤالي
بسؤال

-: آسفة، صديق بالطبع؛ ولكن ما الذي عنيته بلا هذا ولا
ذاك

-: صديق هاا، أظن أن ذلك مجرد كلام فنحن زملاء فعلياََ

صمت لثوان وقد بدى التوتر والإرتباك والندم في عينيها،

أردف بهدوء
-: بالنسبة لما أعنيه؛ أنا أعتَبِرُكِ تلكَ الفتاة التي تَثيرُ
إهتمامي، هذا مـا تعنيه بالنسبة لي

التفتت نحوه بحركة سريعة سرعان ما تداركت نفسها
-: ألم ترى فتاة أبأس مني لتهتم بها أنت، لو كنتَ شخصاََ
آخر لكان الأمر معقول ولكن الآن لا، أنا فتاة مملة جامدة
ولا حياة في عينيَّ، مالذي يهمكَ حَقاََ

-: هذا ما يثير اهتمامي حقاََ

توردت وجنتيها وذبول عينيها لم يزل، حَرَكَ الأَرجوحة
بِقَدَمَيه بضعَ سَنتِ مِترات ذَهاباََ وإِياباََ
-: لما تُخفينَ عَنا أمر عملكِ

-: أنا لا أحاول إخفاء ذلك، أصلاََ أنا لست ملتزمة به
أعمل بالشهر أسبوعين وأَتركُ اثنين بالإضافة لكَوني
تركتهُ نِهائياََ

-: ما لم أفهمهَ سَببَ عملكِ، لما تعملين !

-: أمي لا تَسمح بالرفاهية لذلك أَعمل لتغطِية حاجاتي
التي لا تَعتَرفُ بها أمي

-: ولما تَركتيه ؟

-: لقد طَلبَ أَخي ذلك و وَعَدَني بأنهُ لن يَترُكَني أَحتاجُ
للعَملِ

-: هذا جَيد ولكن لا تبدين مُرتاحة

-: أنا قَلقَة فَهوَ يحتاجُ لكلِ قرش لجامِعته، ولكنهُ قال أنَّ
مصروفَـ الجَامعة لا يعتمد على راتبِ عَملهِ لذا زال قلقي
لهذهِ النُقظة

-: ثقي به و ستتخلصين من قَلقِك

-: هو أَهلُُ للثقة وأنا أثقُـ به بالفِعل ولكني أشعر بشيء
سيء سَيحصُل، أنا نادمة على تركِ العَمَل...، كُلَ ذلك
بسبب رحيلهِ، لقد تغيرَ كُلَ شيء من وقتها؛ حتى أُمي
أصبحت تكرهُـ...

صمتت والتفتت نَحو ناتسومي واضِعَةََ كفها على فمها
بينما أمال رأسه باستغراب لفعلتها، احتقن الدم بوجهِها
لتحركَ يديها نافية
-: أ .. أرجوك انسى ما سمعتَه كنتُ أثرثرُ فحسب

كتم ضحكته بصعوبة وهو يَرى ملامِحِها المتوتِرة سرعان
ما وضعَ قبضَته أمامَ فمه
-: كهم، ما بك لما هذه الملامحُ على وجهِك، ألم تقولي
كلَ هذا بلسانكِ

بعثرت شعرها بتوتر
-: انجرفت بالحديث فقط

وقف بحركة مفاجئة قائلاََ بهدوء
-: حسناََ أنا لم أسمع شيئاََ

نَظرُها نحوه بدى قلقاَ خائفاََ متوتراََ وكأنه يصرخ ”لا تذهب”
نادِمةً على ردة فِعلها تلك فقَد كانت مستانسة بالحديث
معه

-: قلتُ لكِ أنَّ ذلك مجرد كلام فَنحن زُملاء فحسب
قالها بهدوء وهو يبعثر شعره

نزلت جملته على رأسها كالماء البارد
هتفت نافية
-: لَيس كذلك، نحن أصدقاء بالفعل... آسفة هذا خطأي

تقدم منها وربتَ على رأسها
-: لا بأس ليس عليك الاعتذار، بالإضافة إلى أن
خصوصيتك ليس لها علاقة بصداقتنا إنه خطأي

خفضت رأسها متمتمة بهدوء
-: ما قلته قبل قليل لم أكن يوماََ قادرة على قوله لأحد
عدا صديقَتَيَّ لذا أبديتُ ردة الفعل هذه

بعثر شعرها وسار متخطِِ إياها
-: بالنسبة لما قلتهِ فأنتـِ تشعرينـَ بهذا لأنكِ ترينـَ كلـ
شيء يتجاهلكِ ،برأيي أغلبُ الفتياتِ هكذا.

-: أرني واحدة فقط...
هتفت بتلك بإنفعال

إلتفت نحوها حيث كانت تلتقط أنفاسها المنفعلة
جَثت على رُكبَتيها وبدأت تتمتم بصوتـِِ خافت بضعـَ كلماتـِِ
لمَ يسمعها
سارَ نَحوها فيما بدأ يرافق صوتها الأنين وبدأت دُموعها
الدافئة تَتَمَرَد على وجنتيها بهدوء، انخفضَ لمستواها
محاولاََ إلتقاط كلمة مما تُلقي وفور اقترابه منها بدت
أحرفها واضحة

-: ...هكذا تظنانِ الجميع يظن بذلك، ولكن الأمر فاق
ظنهم، هل يفكر شخص بعمري بالانتحار؛ أود العودة
لحضنِـ أَبيّ ولا مشكلة لدي بقتل عائلتي لأخذِهم معي،
لنعد كما كنا... عائلة جدُ سعيدة...

أمسكَ بها من عضدها وهزها هاتفاََ
-: ساكاميـ لقد جننتي بلا شكـ كُفي عن هذا الكلام
مالذي حدث لك

وضعت كفيها على وجهها كاتمةََ شهقاتها سرعان ما مسحت
دموعها بكم قميصها

-: سأفعلها بلا شك هذه المرة، لن أفكر بأحد سَأنتَحرُ
فحسب...
بهدوء وعدم مبالاة قالت ذلك

وقف أمامها منتصباََ وحاجبيه يعبران عن غضبه بينما
تكفلت عينيه بسلب ما تقوله وستقوله
-: كفي عن هذا الكلام هل أنت مجنونة، انت مريضة
نفسياََ بلا شك

لم تبدي أي ردة فعل طأطأت رأسها فحسب، مد يده قائلاََ
-: الأفضل أنّ تَعودي إلى المَنزل

إقشعَرَ بدنها من ذكره للمنزل، إستعانت بيده ونهضت
ليسيرا خارجان منَ الحديقة، لم يَمُرَ وقتُُ طويلاً حتى
توقفت مشيرة لشارع فرعي

-: طريقي من هنا ..

-: هل أرافقك !..

-: لا , لا بأس لم يبقى الكثير ..

-: حسناََ كوني حَذرة.. ولا تُكرري تلكَ الكلمات مجدداً

أومأت له وذهبت بهدوء تحت أنظاره القلقة...



-: لقد عدت ..
قالتها بصوت هادئ وكأنها تقولها لنفسها

اتجهت نحو الدرج وصعدت بهدوء تكاد تتهاوى، ركضت
شقيقتها ميوا مشبرةََ نحوها
-: لقد عادت أورارا

لم تكد ميوا نقل ذلك حتى صدر صوت والدتها من غرفة
الحلوس

-: أورارا تعالي إلى هنا!

لم تكن أورارا حية كما يبدو كانت جسداً بلا روح ولم
تلتفت لهم حتى

دخلت غرفتها تحت أنظار شقيقتها التي فقدت الحماس،

رَمت حقيبتها أرضاََ وإنتَشلت البطانية تندثر تحتها

لم تكد تغفو حتى دخلت والدتها ترافقها هالة الغضب،
نحرتها بقوة بعد أن كشفت عنها البطانية هاتِفة
-: ألَم أكن أُناديك ِ !

سحبت أورارا البطانية من يد والدتها
-: أتركيني، ها قَد فعلتُ ما يرضيكِ، عملي وتركته
نهائياََ إبتعدي عني فقط

رفعتِـ الأم يدها لتوجيه الصفعة التي تفاديها أورارا وهي
تنظر نحوها بحنق، خرجتِ الأم بدون إضافة أي حَرف

كانت ميوا تقف عند الباب تشاهد ما يحدث،
حولت أورارا نظرها نحو ميوا التي انتفضت وركضت
هاربة نحو والدتها، نهضت أورارا وصفقت الباب ثم عادت
إلى فراشها و زيها المدرسي يلفُ جسدها...
...
..


فتحت عينيها بتثاقل على صوت ينادي بإسمها، بالكاد
استطاعت تمييز كون إسمها ما يردد

أغمضت عينيها مجدداََ علها تُركز أكثر وتَستَجمعُ ما تَشتت..

فتحتهما لتبدأ الرؤية بالتوضحِ شيئاََ فشيأََ ، كان إيساكي
يحاول إيقاظها و خلفه عند الباب تقف ميوا متمسكة
بالباب نفسه...

رفعت رأسها بتثاقل حيث كانت مستلقية على بطنها،
نظرت إليه باستفهام

حاولت الإلتفاف لكنها وجددت صعوبة في ذلك فـ زي
المدرسة بات ثَقيلاََ والبطانية رَبـَّطتّها كالعدو
جلست ولا تزال معلقةً بها

-: ما بك أورارا الساعة الثامنة ولا تزالين بمَلابس
المدرسة، منذ متى وأنتِ نائِمة

نبرته تَبدو قلقة ومعاتبة في الوقت نفسه

اجابته بهدوء
-: كما أخبَرَتكَ أُمي

إبتسم بسُخرية
-: وأينَ المشكلة في إخبارها لي.

-: لم أتكَلم عن أي مشكلة

نهض حيث كان يجلس القرفصاء أمام سريرها، ربتَ على
رَأسها بإبتسامة لطيفة

-: أتيت لتوي وأنا جائع، أنتِ أيضاََ كذلك... هل
ستُحَضرين العشاء أم أُحُضرهُ أنا

لوحت بيديها قائلة
-: سأحضرهُ أنا

-: خذي وقتكِ، أريد أخذ حمام وأراجع بعض الدروس
لحين إنتهائكِ

قَفَزت مخلصة نفسها من البطانية
-: سأسبقكَ إلى الحمام.

هربت ميوا فور أن نهضت، إنتبهت إليها أورارا لتكز على
أسنانها بغيظ

-: لا تهتمي لها هي تُجاري أمي فقط، إنها طفلة مدللة
وهذا طبيعي

قال ذلك بمُجردِ إنتِباهه لردة فعل أورارا

-
-

تقف أمام المقود وهي تضع مآزر الطبخ على صدرها
فوق بيجامتها المكونة من بلوزة فضفاضة شمعية وبنطال
لا يتخطى الركبتين

أنهت قلي البيض ووضعته على الطاولة لتتنهد وقد أكملت
إعداد العشاء
كانت تتجاهل والدتها الـتي تجـلس في غـرفة الجلوس
المطلة على المطبخ والمعتمة، وبالكاد يصلها نور ضوئه،
كان ضوء التلفاز يرعُدُ في وجهها وهي ثـَملة تـُمسك
بالزجاجة الشفافة خضراء اللون وتبدو غاضبة مع وجهها
الأحمر

اتجهت أورارا نحو الأعلى وتَحديـداََ غرفة إيسـاكي،
طرقت الـباب وفتحتهُ مُطلةََ برأسها
-: العشاء جاهز

رَفع رَأسهُ عن الكِتاب
-: سريعة... أنا قادم

نزلت أورارا ودخلتِ المطبخ لتجلس على أحد الكراسي
حول الطاولة كلما تقع عينها على والدتها تَشمئز منها مع
أنّها وفي داخلها تود الذهاب والارتماء بحضنها

-: أغلب الأيام تمر هكذا، لولا إيساكي ما كنت أعددت
عشاءََ حتى وربما كنـتُ لأبقى نائمة حتى الـغد، نادراََ ما
نجلس جميعنا على مائدة ِ الطعام، مؤخراََ حالتي النفسية
أصبحت سيئة وعلى تطور ما إن ينتهى دوام المدرسة أو
العمل حتى أبدأ بالتفكير في الانتحار وما شابه، أول المرات
التي حصل فيها ذلك لم ترتح ميغومي وإيريكا للأمر
وأصرتا على أخذي لطبيب نفسي، أظهرتُ إنزعجاََ
بتفكيرهما مع أنهما محقتان.

بالطبع لم أذهب فذهبت ميغومي ممثلة دوري
ورافقتها إيريكا، كشف الطبيب خدعتهما بسهولة لكنه
كان لطيفاََ فقد إستمـع لهم عندما قـررتا إخباره بما
يَحـصل معي ، أخبرتني ميغومي بأنه قال أن علي تغير
الأجواء من حولي لأجواء أكثر سعادة

لم أكترث لذلك ولكنهما لم تتركاني فقد بقيتا شهراََ كاملاََ
تحاولان الترفـيه عني ، إما بالحدائـق أو النزه أو ببعـض
المـظاهرات الـتي يترأسها النادي بمكافحة الضغوطات...
أعترف أني قضيت أسعد أيام حياتي حينها، وبالنسبة
لليوم أنا في موقف لا أحسد عليه؛ ثرثرتُ
بما فيه الكفاية أمام تاداكورو ناتسومي، أنا خائفة من
الغد ، وأفكر بعدم الذهاب إلى المَدرسة




كانت تجري في الشارع وهي تهمهم
-: تأخرت... تأخرت... تأخرت

وفي ذات الوقت في المدرسة كان ناتسومي ينزل
متحهاََ نحو صفها...

وقف عند الباب و جال بعينيه المكان وقبل أنّ يُكملَ ذلك
صرخت ميغومي من خلفه

-: تاداكورو كن هنا من أجلها...

إلتفت وخنصره في أُذنه والملامح المنزعجة نقشت
على وجهه

-: أخفضي صوتك، ليسـ من أجلِ.. أياََ كانـ من تَدعين،
أنا هنا من أجلكـ

شهقتـ بخفة واضعةََ رؤوس أصابعها السبابة والوسطى
والبُنصر على شفتيها و رمشت عدة مرات

-: مثلثُ حب، لا لن أسمَحَ لذلكَ بالحصول فعندها
سأخسر صديقَتيـ

وقف خلفها ودَفعها أمامه وهي تَتحدَث عن
السلبياتِ والإيجابياتِ لمُثلث الحُب الذي خلقته

دخلا غرفة النادي وهي تتلفت بفزع تهريجي
-: لا أحد هنا!

ضربها على رأسها بنفاذِ صَبر لتجلس القرفصاء متأوهة

-: كفي عن اللعب، أريد أن أسألك سؤلاََ

-: ما هو
قالتها بمرح وهي تنتصب أمامه ليبدو الضجر على ملامحه

-: في حالة كهذه أحتاج أزوسا

كشرت ميغومي هاتفه
-: لا تغيظني بأكاري كن، تعرف العداوة بيننا

إبتسم بسخرية ملوحاََ بكفه للأعلى والأسفل

-: كفاك مبالغة، ثم أتدرين؛ يقال أن الشخصين كثيرا
الشجار لا يمكنهما الافتراق

احتقن وجهها وكادت تهتف بما كادت ولكنه قاطعها
-: لنعد حيث كنا، سؤالي بشأن ساكامي تشان
وعلاقتها مع عائـ...

-: عذراََ لا أملكُ إجابة
قالتها مصممة على عدم إفشاء أسرار صديقتها

-: لم أكمل بَعد، لقد قابلتها أمس أمام المتجر الذي
كانت تعمل به، كانت تبدو مستاءة فجلسنا في الحديقة
وقتاََ قصيراََ وفي أثناء ذلك بدأت تتحدث عن المنزل
وعائلتها بشكل غريب نوعاََ ما، وأصبحت تقول أنها تود
الإنتِحار ...

رمشت بصدمة
-: عرفتَ أنها تعمل ، لا بأس ولكن أن تعود لها تلك
الحالة هذه مشكلة.

-: أي حالة تقصدين!؟

-: أول مرة تحدثت عن الإنتحار أقلقنا الأمر فاستشرنا
طبيب عن حالتها فقال أنها حالة نَفسية سَبَبُها مجتمع لا
يروقها وأنَّهُ علينا تغيير حالة مجتمعها كي تتلاشى هذه
الحالة، حاولنا أنا وإيريكا تشانـ و وَجدنا أنها تحسنت لكن
الأن تخبرني أنَّ تلكَ الحالة عادت

-: ومَن قال أنها عادت، هي لم تَتذهب أصلاََ فأنتما لم
تغيرا لها شيء، أضفتما لها أوقات سَعيدة فحسب وإنّ
عادت إلى منزلها يعود تفكيرها ذاك، علينا تغيير نظرتها
للحياة، ترغيبها فيها

أومأت بهدوء وتمتمت
-: لا أريد أن يصيبها مكروه !

-: لن يحدث ذلك، حمقاء!
عقب جملته كان يرمقها باستخفاف

واعتمدوا ذلك
بدأوا التخطيط والتنفيذ
وخلال ذلك أصبح إيساكي وناتسومي أصدقاء لكونهما
يملكان الهدف ذاته
تغيير حالة أورارا
وهما يعرفان بعضهما أصلا من السنة الدراسية الماضية
وبالطبع خلف الكواليس فأورارا لم تعلم بشيء

هكذا مضت الأيام حتى أسبوع المهرجان السنوي
بدأوا بإعداد أشياء كثيرة بصفتهم نادي

يومي التجهيز كانا أكثر الأيام صخباً
حتى أورارا قضته بشغب من التنكر ورمي الطلاء
هنا وهناك

سخريتهم من بعضهم وبالأخص تحطط ناتسومي
على السخرية من أورارا

وعند الغداء
وضعوا علبهم على الطاولة القصيرة تلك
بدأوا بالأكل وشجار ميغومي وأزوسا لا ينتهي

بقيت أخر قطعة حلوى في العلبة وميغومي غير منتهبة

هتفت أورارا وهي ترى أن عيني أزوسا تتوعد القطعة
-: أنظروا إلى النافذة ما هو ذاك

إلتفت الأربعة لتأخذ القطعة ، تمتمت ميغومي وهي تأكل
-: أين

-: ربما ذهب لا تهتمي

قالتها بسخرية وهي تمسك بالقطعة وتخفض يديها تحت
الطاولة لينتبه ناتسومي إلى العلبة فرغت

إنفلتت منه ضحكة ساخرة سرعان ما حمحم ولم يفهم
أحد سبب الضحكة إلا أورارا وبعدها انتبه أزوسا وهتف

-: هـيييه أين إختفت القطعة ناتسومــي، هاتها!!



إنطلق صوت الضحك من تلك الغرفة _غرفة نادي المكافحين
ليأخذ الجميع نظرة نحوها لثوان ويكملون بعدها عملهم



في اليوم التالي وبحركة مفاجئة

-: أورارا لا تذهبي اليوم فها هو إيساكي قد آثر
البقاء و الدراسة، اليوم يوم مضيعة للوقت ، بدل
الذهاب ساعديني في أعمال المنزل!

رمقتها أورارا باستسخاف قائلة

-: لا أستطيع لدي أعمال اليوم

-: ليست أهم من دراستك ولا مساعدتي

-: بلى أهم !!

هتف بها بغيظ لتجاريها والدتها

-: أنا المسؤولة هنا وأنا أقول لك لن تذهبي !

أنفاسها تسارعت ، قلبها بدأ ينبض بقسوة
رمت حقيبتها هاتفه

-: فليكن ما تريدين، لن أذهب

صعدت إلى غرفتها بعد جملتها لا تدري ما الصواب كل
الندم يقطعها لفعلتها ، تود الذهاب ولكنها لن تفعل كي
لا تشعر والدتها أنها متشوقة لذلك

صفقت الباب ورمت بجسدها على السرير

وعلى أثر ذلك إستيقظ إيساكي
نهض بتثاقل وفتح الباب متوجهاََ إلى غرفتها المجاورة

طرق الباب بكسل يكاد يغفو بانتظار الجواب
لم يسمعه ففتح الباب بهدوء وهو يقول

-: أورارا هل أنت هنا

بسماعها لصوته انتفضت لتقف
قالت تشتته

-: آسفة أغلقت الباب بقوة دون قصد، لقد أيقظتك !!
آسفة حقاََ!

لوح بيديه نافياََ

-: لا عليك نومي يصبح حساساََ في هذا الوقت لأني
معتاد على الإستيقاظ

همهمت ليقول وهو يهم بالعودة

-: إلحقي بي، ثوان فقط

رمشت وتبعته بتردد
ما تزال القرارات تعصف في عقلها

دخل غرفته وهي خلفه
كانت مظلمة بحكم أنه لم يبعد الستائر بعد ولكن الشمس
تبدو من خلفها

راح يبحث في جيب جاكيته ليخرج محفظته
عد مبلغاََ ومد يده يعطيها إياه

-: خذي سوف تحتاجينه في المهرجان ولا تنسي أن
تشتري لي شيئاََ من هناك

ختمَ جملته بضحكة خفيفة لتقول وهي تحرك يديها

-: مصروفي لا يزال معي وقد احتفظت به لليوم لذا لا
داع لهذا.

رمى ما بيده وعاد لفراشه

-: إذا إشتري لميوا شيئاََ يسعدها أيضاََ

أخذتهم من الأرض قائلة بضجر

-: لا أدري ما خطبك، أصبحت مبذر هذه الأيام

غطى على رأسه وهتف

-: أريد أن أنام

-: حسنا حسنا

خرجت وأغلقت الباب خلفها

لا تزال مصممة على عدم الذهاب
عادت لغرفتها تشتم نفسها على قرارها ذاك ولكن مهما
حاولت لا تقدر على كسره يربطها كما لو كان شباك
عنكبوت نسجت من المعدن
هي تعتمد الكبرياء حتى مع والدتها

قررت ذلك ولا تريد أن تبدو ضعيفة أمـامَ قراراتِها!

هوى قلبها مستقِراً على الأرض فيما اتجهت بدونهِ نحوَ
سريرها!

رمت بنفسها عليه ، أخرجت هاتفها من جيبها وأغلقتهُ
راميةً إياهُ على الأرض.

أجهشت بالبُكاء وهيَ تتَخيل اليوم ينتَهي بدون أنّ تحظى
بالذهاب.
كانت تُخطط للإستِمتاعِ بهذا اليوم معهم
كيف تنقلبُ اللحظات هكذا

غفت لتَبدأ دموعها تَجف

مرت 3 ساعات إستَيقَظَ بعدها إيساكي

أخذ حماماَ دافئاً وتناول فطوراً سريعاً ثم عاد لغرفتهِ
فتح كتابه ولكنه عاد واتجه لهاتفه يطل عليه

قطب حاجبيه لرؤيتهِ عدد الرسائل 5 ومن ناتسومي

إرتعد قلبهُ وهمَّ يفتَح الرسائل

"إيساكي لما لم تأتي ساكامي تشان"

"هاتفها مغلق أيضاً"

"تباً مضى ساعة على تأخرها وأنتَ نائم بلا شك!"

"أحمق إصحى، نحن قلقون بشأنها"

"مضى ساعتين، تعوض النوم أنت الأخر!!"

قَفز من مكانهِ منتفضاُ نحو غرفتها
طرق الباب وفتح بسرعة
إرتخى قلبهُ لرؤيتها
ولكنه ما يزال يجهل سبب بقائها

هتفَ بها

-: أورارا!! حمقاء إستيقظي!!

سمعت صوته
قرر عقلها أن يصحو
فتحت عينيها بهدوء
نهضت بتثاقل غير مُستوعِبة للحظة التي تعيشها

قال إيساكي عاقِداً حاجبيه
-: ألم تكوني مستيقظة !!
لما عدتي للنوم ، فاتك 3 ساعات ونصف

أشاحت بوجهها ليشدها من يدها قائلاً
-: أسرعي ما زال هناك وقت تستمتعي به!

تمتم بهدوء
-: أمي لم تَسمح بذهابي!

عقد حاجبيه متماماً
-: كيف!! لم أفهم!؟

-: كما هو واضح

جال بنظره أنحاء الغرفة يفكر وقد بدى عليه الضجر
هتف بملل
-: بما تفكر أمي!!

ضيق عبنيه عند النافذة
إبتسم قائلاً
-: تذكرين كيف كنت تخرجين من النافذة عندما يعاقبكِ أبي!!

أومأت قائلة
-: ما زلت تذكر ذلك

لم يجبها بل خرج بسرعة

ثوان حتى عاد بيده حقيبتها وكتابه
-: سأدرس هنا وعلى أني أتحدث معك

كادت تعترض ولكنه فتح النافذة و رمى الحقيبة قائلاً
-: أسرعي أصدقائكِ ينتظرونكِ!

رفعت حاجبها قائلة
-: وما أدراكَ أنت

أجاب بهدوء
-: ناتسومي يعرفني من السنة الماضية و بالمصادفة
علمت أنه صديقكِ
أردف بحماس
-: هذا لا يهم أسرعي
تقدمت بتردد
جلست على حرف النافذة وقالت
-: أنا بريئة من هذا

أومأ بضحكة ساخرة
وقال فيما كانت تركز قدميها
-: لا تنسي أن تشتري لي شيئاً ولميوا

أومأت وأنزلت قدميها على حرف تحت النافذة
نزلت عن مستوى النافذة وقفزت على العشب

تأوهت قائلة بسخرية
ـ: كبرت عن يومها

ضحك لتقطب حاجبيها قائلة
-: سأريك عند عودتي

صمتت لدقائق تنظر نحوه بشرود وهو يحاول كتم ضحكته
لوح لها هاتفاً
-: أسرعي

إستيقظت من شرودها لتلوح له وتجري مبتعدة



عند باب المدرسة ينتظر الأربعة جالسين على العشب

نظر ناتسومي نحو الهاتف
"إنها قادمة ، ستكون معكم خلال 15 دقيقة"

تمتم بضجر
-: يحيرني تأخرها ، وهاتفها مغلق !!

هتف ميغومي بحماس
-: المهم أنها قادمة

لمحوا شخصاً يركض من بعيد
-: إنها هي

قالتها ميغومي ونهضت متجهة نحو الباب ، لحقوا بها
ينتظرون انتهاء المسافة

وإنتهت عند وقوفها منحية تلهث
قالت بابتسامة متوترة
-: آسفة، لقد سببت لكم المشاكل بلا سبب

حوطت ميغومي ذراعها حول عنق الأخيرة مبعثرة شعرها
القصير، قالت بمرح
-: لم تحدث أي مشكلة ، نحن ننتظرك منذ 4 ساعات
فحسب ههه

تمتم ناتسومي باستفهام
-: لما تأخرتي كل هذا

نظرت إليه بتوتر لتقول بهدوء
-: لقد حصلت بعض المشاكل وقررت عقبها عدم القدوم،
ولكن إيساكي دفعني للذهاب

رمقها باستياء لتبتسم بارتباك كما لو أنها تعتذر

بدأوا مشاريعهم والنادي فتح
يساعدون أياً كان إن طلب وبمقابل طبعاً
انتهوا بجمع الكثير من الأشياء الحلوى والسندويتشات
دمى ظريفة و زخرفات جميلة

مضت 8 ساعات والشمس تكاد تغرب، الساعة أصبح 6
قرروا العودة مبكرين لهذا اليوم واليومين القادمين
يكملونها حتى النهاية

حتى الطريق لم يخلوا من الضحك واللعب
كل منهم يحمل بيده شيئاً يأكله
إفترقوا واحد تلو الأخر حتى بقيَّ ناتسومي وهي

أدخلت يدها في جيبها بتردد
كان يتقدمها بخطوة فقط
الشمس تطل وتكاد تختفي
السماء مشبعة بالحمرة حتى الغيوم محمرة
حلق طائر فوقهما متجهاً إلى عشه

أخرجت ظرف متوسط الحجم وهتفت بهدوء

-: تاداكورو كن!

إلتفت نحوها مميلاً رأسه
-: ماذا!

تلعثمت قبل أن تمد يديها ممسكة بالظرف
-: خذ هذا

أمسكهُ رافعاً حاجبه
-: أهذا ما كنت تكتبينه اليوم ، ما هو!؟

تمتمت بهدوء
-: إفتحه في المنزل وستعرف

أومأ وهو يقلبه
وضعه في جيبه و أكملا سيرهما حتى توقفت مشيرة
لمنعطف لم تشر نحوه من قبل
-: سأذهب لأشتري بعض الأغراض!

أومأ لها ملوحاً
-: كوني حذرة.

ذهبت مسرعة في طريقها بعد مشاحنات مع نفسها عن
إتخاذ ذلك القرار

شارع عام مزدحم بالناس
تركض على الرصيف إلى هدفٍ بات قريب

كان ناتسومي في تلك اللحظة يفكر أين ذهبت
يوجد سوبر ماركت قريب فلما تتخذ الطريق الطويل

مرر يده إلى جيبه
قلبه يحذره ولكن لا يدري مما

لا يريد فتحه الآن وكلها فضول لمعرفة ما به

أتته فكرة مشكلتها اليوم وبالتحديد أنها ذهبت سراً كما
أخبره إيساكي
يمكن أن تفكر بشيء سيء لهذا السبب

ماذا تركت في الظرف
لما اليوم تحديداً، يوم بالها مشغول بالمشكلة

مزق الظرف بحركة سريعة ويداه ترتعشان

3 أوراق سقطت منه فيما بقي 2 بيده
قطب حاجبيه لعددها ، حملها وكاد يفتح الأولى لكن
انشغل بقراءة ما التقطته عيناه في الظرف
"آسفة جميعاً أنا حقاً آسفة لكني اشتقت لأبي"

توسعت عينيه يغلق قبضته على الظرف فيما يمسك
بالورق بيده الأخرى

حشاهم في جيبه وقد انطلق يجري عكس طريقه
هاتفاً بغيض
-: لم يفت الأوان بعد!!




جلست قائلة
-: إيساكي، أيقظ أورارا لم تأكل شيئاً منذ الصباح

تمتم بلل وعينيه على كتابه
-: لا تهتمي لأكلها

-: إيساكي!! لا تجعلني أكرر ما قلته

-: اتركيها نائمة أمي، منذ متى تهتمين بنظام الغذاء هنا

رمقته بحدة ونهضت متجهة للغرفة تصعد الدرجات
نهض بسرعة قائلاً
-: حسناً حسناً سأذهب عودي أنتِ

رمقته بشك
-: لما تتجنب ذهابي لها

رد مستعداً لسؤالها
-: كلا أنا لا أتجنب ذهابك لها بل المشاكل!!

همهمت ولم تتحرك فيما صعد سابقاً إياها...




أنوار السيارات تأتي مندفعة باتجاهها وتمر تحتها فيما
تقف على الجسر

هذا يذهب يمينًا وذاك شمالاً حتى خلى الجسر لثوان إلا
منها رفعت قدمها فوق السور

تمتمت بهدوء
-: ذات المشكلة ستتكرر غداً لو بقيت حية
علي أن أموت هذا العالم لا يحبني

ستعاقبني لأني ذهبت ولن تسمح لي بغداً
والهروب هذا لن ينجح في كل مرة ، يجب أن أستغل
وجودي هنا !!

رفعت جسدها فور رؤيتها لتلك الشاحنة
دفعت به لـ تدوي أصوات العجلات وزئير السيارات ومن بينها
زمير الشاحنة الأقوى

وذلك آخر ما سمعته عندما بدأ الضباب يخيم على سمعها
أغمضت عينيها وتمتمت
-: لقد فعلتها !!



يجري بسرعة والسيارات على يمينه تجاريه
صوت الزمير يعلو
إزدحام أوقفه
قلبه ينبض ببطء وكل نبضة تهزه
تحرك بسرعة متمتماً
-: مستحيل ، هي بخير ، هي بخير من أجلنا

تجمع العامة وازدحام السيارات يخبر أياً كان عن وجود
سبب كبير ، ذلك السبب الذي أوقف ناتسومي بعد
إختراقه التجمع

لم تعد أقدامه تقوده إلى الأمام أكثر من ذلك
شاحنة وسيارة إسعاف تستقران أمامه
وسيارة شرطة في الطريق
الدماء تملأ المكان وجسدها داخل السيارة
سار بهدوء لتسرع إحدى الممرضات وتمنعه

تمتم بهدوء وبلا وعي
-: أهي بخير

-: تعرفها!؟

أومأ بهدوء لـ تقول بأسف
-: لا دليل على أنها حية بالتغاضي عن ما أصاب جسدها،
لا أظن أنها لو بقيت حية ستكمل حياتها

توسعت عينيه بهدوء راح نحو السيارة ولكنها لم تسمح له
جثا على الأرض واضعاً كفه على فمه

-: هل فقدناها ، أيعقل أنها لن تكون معنا مجدداً



نزل إيساكي متمتاً
-: أيقظتها ولا تريد أن تأكل

رمقته والدته بضجر
-: دائماً تقنعها ما خطبك اليوم، قلبي يخبرني أن هناك
شيئاً ما.

نهضت متجهة نحو الدرج لحق بها يحاول إقناعها
لم تجبه ليقف أمام الباب بابتسامة مرتبكة
رمقته بملل قائلة بشك
-: هي ليستْ هنا صح !

أومأ بقلة حيلة
-: أنا من ..

قاطعته متجهة للأسفل
-: أخبرني منَ البداية ، كنت نادمة لعدم ذهابها

رمش ولحق بها
عاد لمكانه فاتحاً كتابه فيما فتحت هي هاتفها
دقائق حتى قالت بقلق
-: هاتفها خارج التغطية !!

تمتم بضجر
-: تباً ألم تُشغلهُ حتى الآن، سأتصل بأحد أصدقائها
ليذكرها بفتحه!!

اخرج هاتفه واتصل بـ ناتسومي الذي هو الآخر لم يجبه
بل أغلق المكالمة

بدا القلق على ملامحه فيما كانت والدته تجلس
على الأريكة المجاورة وتساعد ميوا في دروسها

لم تمضي دقائق حتى رنَ هاتفه يعلن عن وصولِ رسالة
فتحها بلهفة وهم يقرؤها ومع كل حرف يظهر تعبيرا
مختلفاً من ناحية الصدمة
(إيساكي غادرنا المدرسة منذ السادسة فقد قررنا عدم
إكمال اليوم ..
إفترقنا عن البقية حتى أعطتني ظرف وذهب من الطريق
العام بحجة أنها ستشتري شيئاً
لم أرتاح للظرف ولا حجتها فقريب منكم يوجد سوبر
ماركت لذا فتحت الظرف ولم أقرأ سوى "آسفة جميعاً أنا
حقاً آسفة لكني اشتقت لأبي" وبعدها لحقت بها و..أنا آسف)

هتف إيساكي وجسده يرتعش
-: مستحيل.. أورارا لن تفعلها

التفتت والدته نحوه بقلق وقلبها منقبض
-: تفعل ماذا إيساكي

إلتفت نحوها بعد أن رمى الهاتف، قال بغيض ولا زال
جسده مع نبرته ترتعشان
-: هذا بسبب، لو منحت لها القليل فقط

ركض خارجا بعدها
صوت صفق الباب غزى المكان
بدت ميوا خائفة ولكنها ركضت نحو الهاتف وحملته لوالدتها
التي شردت تفكر بصدمة
هو لم يتحدث معها بطريقة كهذه من قبل، يحترم وجودها
ولا يعارضها ، ما بال نبرته الأن!
أمسكت الهاتف من ميوا و الرسالة على الشاشة ،
بدأت تَقرأ وقلبها ينبأها أنه تعِب من القلق اليوم

سقط الهاتف وعيونها مغرقة بالدموع هتفت بصوت مهزوز
-: حمقاء يكفيني فقدان والدك

نهضت قائلة
-: ميوا لا تتحركِ من مكانكِ

بدأت الأخيرة تبكي لبكاء والدتها التي خرجت من المنزل
بدون أي سبب واضح لها



أبعدَ المُمرِضة بغَضَب وسار فيما الشرطة تحاول إيقافه
هَتف بحدة
-: أنا من علي إبعادكم فما شَأنكم بأُختي

نَظروا لبعضهم فيما تَركهم متجهاً نحو سيارة الإسعاف
دخلها حَيثُ تَستَقر على ناقلة الجرحى وعليها ملاءة بيضاء
ملطخة بالدم ، جَثى أمامها لِتنهَمر دُموعهُ مَكتومةُ الصَوت
وضَع جَبينه على صَدْرها هاتفاً

-: لماذا قُمتِ بهذا، أورارا عَزيزَتي أرجوكِ عُودي ،
لأجْلي فَقط ...



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-28-2017, 11:30 AM
X
 
.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2017/10/10/17/531660872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]



بَعْدَ ذلِكَ و الأنّ ؛ لو تَواجَدْتُ لكانَ بِإمكانيَّ العَيشَ
ولَكنْ للأَسَفِ إِنْتَحَرتُ في الوَقتِ الذيْ قَدَّرْتُمْ وجُوديْ بِه.~


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-28-2017, 11:47 AM
X
 
.
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www10.0zz0.com/2017/10/10/17/531660872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]
السلام عليكم
والصلاة على حبيبنا محمد
طويل كثير أدري
بس لا تنفروا

إيه كيف حالها النهاية
كثير كنت متحمسة لها
بس ولله قلبي ألمني فيها قلب7
زعلت لإيساكي وناتسومي

الموهوم ذي مشاركتي بمسابقة الف ليلة وليلة نمبر 2
الثالثة جاهزة بس ما رح تلحق على الأغلب

أيوا التاريخ
لي 3 اشهر اكتب فيها وشديت هلئ

لأني جهازي خرب وكنت عم بكتبها على الجهاز مباشر
بدون الدفتر قلب7

الفكرة في البداية كانت مختلفة بس نفس المغزى بنت تنتحر لأسباب كذي

النهاية جودتها سيئة بطلت أكتب نهايات كذي

بعدت عن احزين

بس في وحدة رح أنزلها وخلص

صرت أهتم بالكوميدي

اما الطقم الفخم فوق
ذا تصميم العسل كريستال

مدري ليش احس ما حدا رح يقرأها

هاتو رأيكم بالمقدمة والخاتمة والعنوان إذا قرأتوها
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
.
.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011