المينوتور (بالإغريقية: Μινόταυρος، مينوتوروس)
في الميثولوجيا الإغريقية مخلوق نصفه رجل ونصفه الآخر ثور
وهو ابن باسيفاي زوجة مينوس وثور أبيض كالثلج يدعى الثور الكريتي.
تم إرسال الثور الأبيض السابق ذكره إلى مينوس كتضحية من قبل بوسيدون.
فأحبته باسيفاي ومارست الحب معه فكان طفلهما المينوتور،
ويقطن في قصر اللابرنت-قصر التيه-، وهو عبارة عن منشأة شبيهة بالمتاهة
بُنيت لملك كريت مينوس، وصممها المعماري دايدالوس لاحتجاز المينوتور كعقاب من بوسيدون.
كان ذلك في جزيرة كريت الهادئة والواقعة في البحر المتوسط على مقربة من جزر اليونان الأخرى
نشأت حضارة فريدة فعلية وهي حضارة (الماينو) وعاصمتها (كونوسوس)
تلك المدينة الغابرة التي كانت في وقت ما مزدهرة منذ خمسة عشر قرناً
وقد كانت جزيرة كريت مهداً لأحد أشنع الكائنات الأسطورية الإغريقية
على الإطلاق هو (ماينوتور) هذا الوحش الدموي المخيف
الذي كان له رأس ثور وجسد إنسان وثمة روايات ضعيفة تقول أن الثور كان الجزء السفلي،
المهم انه كان مرعباً ومخيفاً وكان يقتل كل من يجرؤ على الاقتراب منه.
وكلمة ماينوتور مشتقة من كلمة ماينو-توروس Mino- Taurus الإغريقية
وهي مكونة من مقطين الأول ماينو Mino والتي تشير إلى الملك ماينوس
أو الحضارة الماينوية والآخر توروس Taurus والتي تعني الثور،
أي أن معناها هو "ثور ماينوس".
بعد اعتلاء (ماينوس) للعرش في كريت كان يناضل مع اخوته على فرض سلطته في البلاد،
ومن أجل تحقيق هدفه صلى لـ بوسيدون فندر له أضحية تتمثل بثور أبيض كبياض الثلج
حالما يوافق بوسايدون على تحقيق رغبة ماينوس. وعندما تحقق لـ ماينوس ما تمناه
كان عليه أن يضحي بالثور الأبيض على شرف بوسيدون لكنه قرر الاحتفاظ به إذ راقه جماله.
وكان على ماينوس أن يتحمل العقاب لعدم إيفائه بوعده لـ بوسايدون
فجعلت آلهة الحب (أفروديت) من زوجته (باسيفائي) واقعة بشكل جنوني في حب ثور
من البحر وهو الثور الكريتي.
فطلبت (باسيفائي) من مهندسها المبارع (ديدالوس) أن يصنع لها نموذجاً لبقرة
من الخشب مجوفة من الداخل لكي يتم لها ما رغبت به وتتزاوج (تضاجع)الثور الأبيض
الذي أحبته ونتج عن هذا الاقتران (ماينوتور) الوحش الأسطوري الذي قامت (باسيفائي)
برعايته خلال فترة طفولته.
سرعان ما نمى (ماينوتور) وأصبح مفترساً وكان أمراً غير عادي
أن يجمع بين الإنسان والوحش كما لم يكن لغذائه مصدر طبيعي
إذ كان يفترس البشر ويأكل لحومهم ليسد جوعه،
حصل الملك ماينوس على المشورة من الوحي (أوراكل)عند معبد دلفي
وهي تتمثل في بناء متاهة عملاقة لتكون مسكناً لـ (ماينوتور)
فقام (ديدالوس) ببنائها بالقرب من قصر (ماينوس) في مدينة كونوسوس،
وتم احتجاز الماينوتور في هذا المكان ليركض بين ممراته عاجزاً عن الخروج،
وصار هذه المتاهة من أهم معالم جزيرة كريت.
وتذكر الاساطير الاغريقية أن المهندس المعماري الموهوب (ديدالوس)
كان أيضاً أول من حاول الطيران في التاريخ ومن الجدير بالذكر أن
الكشوفات الأثرية الحديثة أظهرت آثار المتاهة في باطن الأرض تحت أنقاض قصر ماينوس.
وتعني كلمة اللابيرنث labyrinth المتاهة أو التيه في اللغة الإغريقية
وهي عبارة عن ممرات ومنحنيات متشابكة وشعاب معقدة للغاية
ويكون من الصعب جداً الخروج منها وكانت فكرة بناء التيه الفكرة
التي ساهمت في التخلص من كارثة بيولوجية حلت على الجزيرة الهادئة
إلا ان المشكلة لم تنته عند هذا الحد، وكانت المأساه لم تأتى بعد.
بدأت المأساة عندما فاز ابن الملك (ماينوس) ببطولة الألعاب الأوليمبية
التي تقام دائماً في أثينا فحصل على الكثير من الهدايا والجوائز
مما جعل ابن ملك أثينا يستشيط حقداً وغضباً فقام بإرسال بعض قطاع الطرق
لكي يهاجموا ابن ملك كريت ويمزقوه إرباً.
وكانت هذه الجريمة كافية لكي يثور ملك كريت الذي علم ما حدث لابنه بالتفصيل
فقام بتجهيز جيش جرار وزحف به نحو أثينا وقام بذبح الكثير من الأثينيين
بل ولم يكتفِ بهذا القدر فقام بحصار المدينة ليجبر جميع أهلها على الاستسلام،
وقد كان هذا الحصار مرهقاً بالنسبة لأهل أثينا فقد شح عنهم الماء ونفد الطعام لفترة طويلة،
فما كان من (ايجوس) ملك أثينا إلا أن ارسل إلى (ماينوس) ليعرض عليه الصلح،
لكن الاب المكلوم رفض الصلح وقال إن أثينا كلها لا تعوضه عن ابنه ومع ذلك قبل الصلح
على أن يعود إلى كريت ومعه 7 فتيان اقوياء وسبع فتيات عذارى ليلقى بهم إلى الماينوتور
ولم يجد ملك اثينا إلا أن يوافق على هذا العرض الذي كان يتكرر كل عام
وفي روايات أخرى كل 9 اعوام، والا سيواجه حرباً أمام حضارة كريت القوية آنذاك.
مرت السنون وأهل اثينا يدفعون هذه الضريبة الغالية من أبنائهم الشبان
إلى ان ظهر (ثيسيوس) وهو ابن ملك اثينا من امرأة ريفية
والذي ألح على والده أن يرسله إلى كريت مع مجموعة الشبان والفتيات
ليلاقي الماينوتور، كان ثيسيوس يشعر بمذلة شعبه وكان لديه أمل في أن يصرع الماينوتور
ليخلص شعبه من هذا الثمن الباهظ وينهي عهد الذل، وبعد مجهود كبير
اقنع (ثيسيوس) أباه بأن يذهب فركب السفينة مع رفاقه ماخرين البحر إلى جزيرة كريت،
وكان ثيسيوس قد وعد أباه بأن ينزل الشراع الأسود للسفينة ويرفع الشراع الأبيض
بدلاً عنه كإشارة لأبيه بأنه عاد حياً بينما يكون أبوه يراقب عودة السفينة من الأفق
وهو على الشاطئ، وإن لم تتحقق النجاة فسيظل الشراع أسودد
وبذلك يعلم أنه لاقى مصرعه أمام الماينوتور.
ووصلت السفينة إلى (كونوسوس)ونزل منها ضحايا الماينوتور
ليلقوا مصيرهم البشع، وكان من الطبيعي أن يمر هؤلاء الضحايا على الملك
ليرى كم هم شباب أقوياء وكم هن فتيات حسناوات لكن (اريادني) ابنة الملك (ماينوس)
أعجبت كثيراً بالبطل الاثيني (ثيسيوس) الوسيم مفتول العضلات كشأن الابطال الاغريق،
وقد وعدها انه سيتزوجها إن ساعدته في التخلص من ذلك الوحش الدموي
الذي يكون في الأصل اخيها من جهة الأم وتناست أن أخ (ثيسيوس) هو قاتل شقيقها
فقررت ان تنقذه من براثن الماينوتور، فقدمت له كرة من الخيطان وسيفاً بتاراً
وفي لحظة دخول الضحايا إلى اللابيرنث قام (ثيسيوس) بربط الخيط عند المدخل،
ليعود مسترشداً به بعد أن يقتل الماينوتور
وانتظر (ثيسيوس) حتى جن الليل وتسلل بين الممرات باحثاً في حذر عن غريمه المرعب،
وحانت المواجهة عندما وجد الوحش نائماً فبادره بعدة طعنات قضت عليه
واخمدت أنفاسه إلى الابد ونجح (ثيسيوس)في قتل الماينوتور
وعاد ليتزوج من ابنة الملك كما وعدها ويفر معها من جزيرة كريت برفقة بقية الشبان
الذين أنقذهم من المصير المحتم على يد ماينوتور، لكن لسبب ما نسي (ثيسيوس)
خلال رحلة عودته على السفينة أن يرفع الشراع الأبيض
فظن الأب الذي يراقب قدوم السفينة بأن ابنه لاقى حتفه
فرمى نفسه في البحر حزناً عليه ليموت غرقاً.
ثيسيوس في مواجهة مع الماينوتور