عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-23-2018, 08:58 PM
 
Post مَعنِيٌّ للطيَران || meant to fly

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_842796mo2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




+




حرفكـ فن من فنون راقية
وقلمكـ مُشبع بكل تفاصيل الجزئية
لقد نسجت لوحة فنتازية كلها تَقطر بإبداع
تم ختم ألماسي من ساز تشان
كريستال مرت من هنا






عنوان القِصة : مَعنيٌّ للطيران
التصنيف : كُلّ التصانيف مُندرجةً تحت الفانتازيا و النفسيّ
التصنيف العمري : كلّ الأعمار 🌸
الحقوق :" يُسمح النقل مع ذكر المصدر
فاير .. عيون العرب "




مرحباا يا جمااعة
كيف أحوالكم ؟ أن شاء الله كلّه تمام التمام

شسمه ذي القصة اللي تورطت فيها *^*
و جات مع عديد من الورطات لذا اتمنى تعجبكم
استمتعت و انا أكتبها ، أندمجت مع الشخصيات بشدة
و أتمنى تكون قصّة مختلفة
لا تبخلوا بردودكم و لو ببضع أسطُر خخخ
أشكر سهام ع التصميم الاعجوبيّ
و

قراءة مُمتعة


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ـ قَـمر ; 06-01-2018 الساعة 11:50 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-23-2018, 09:01 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_842796mo2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



" الأجنحة وُجِدتْ لتَطير ... فَلِم لا تفعَل ؟ "
أمالت داكنَة العَينين رأسها بإستفهامِ طِفلة و قد تفرّست ملامح مُقابِلها بِشغف ... ثم زمّت شفَتيها و قد أدركت إجاباتها من التوتر الجليّ على سيماته فأعقبت :" إذاً ... أنتَ جبان ، أليس كذلك ؟ "
سَرت الرعشة في بدن الشابّ الأشهب ، و ومَضت في أحداقه الفاتحة مَسحةُ حَرَج ، فأحاط جسده بيديه النحيلتين و راح يمضغُ شفتيه إثرَ عادة سيئة إمتلكها مذُّ الصِغر ... و تمتم :" جناحاي ... مُختلفان ... "
إمتَعَضتْ شقراءُ الخُصل ثمّ انحنَت نحوه ... مرّرت كفّها على وَجهِه المسفوع بالشمس .. و اقترَبت من أُذنه .. و همَستْ :" الإختلافُ فقط هُنا .. " و أشارت بسبّابتها ناحيّة صَدرِه

تقلّصت قزحيّتاه السماويتان .. و هبّت ريحٌ خاويّة آتيّة من اللامكان الذي هم فيه. و قبل أن يفهَم مغزى كلامها ، إنتصبت برشاقة و بَسطت جناحيّها البلوريّين .. على امتداد الأُفق .. عَكس جناحاها الشفّافان كلّ ما حاوطَهما..
فتداخلت فيهما حُلكةُ المكان ، تُرابيّةُ الأرضِ المشوّهة ، خَيطَانِ مُنسلان من شعاع الشمس و مَخيضُ خصلاته البيضاء المُبعثرة !
-:" أتَرى ؟ ليسَ مُهِما .. المُهم فقَط أن ترتفِع قدماكَ عن الأرض !"
ثُمّ رفرفت .. فطافَ جسدُها في الهواء .. و تتدلّتَ أطرافُ فُستانها الأبيض .. رفَعت يَديها نحو إنعكاس الشمسِ فتهدَلت أكمامُها الواسِعة و انكشفَت ذراعاها المصقولتان .. بَدت كأنها ترغبُ بالهجرة نحو الشمس .. كما لو أنها تتوقُ بشدة ... بشدة أن تُعانق ذاك اللهيب البُرتقاليّ المُنبلج هُناك .. خلفَ غَشاوة غليظة من العَدم.. لوهلة .. شعرَ كلاهُما بالبَرد .. بردُ الإشتياق .. و صقيعُ الوَحدة .!

.
.


منذُ يومين إلّا ساعات ... في أقصى جنوب بلاد " السيرافيم "

بأقصى سُرعة ممكنة لمخلوق ركضت كحلاءُ العيون وقد أرهقها التعب .. لم تَنم منذُ يومين ، لكن من واجب الحرّاس ألّا يتغافلوا عن حماية القبيلة . و لم تُقصّر تريش في أداء ما عليها

بينما رُمحها مدسوسٌ على ظهرها حثّت خُطاها بين تِلك الخيام نحو أكبرها و راح الخلخالُ في كاحلها يرنّ مع وثباتها السريعة

دَخلت باحترام و جَثَت على رُكبتيها و عيناها مُثبتتان نحو الأرض
-:" سيّدي ، لقَد أتتْ .. "
بصوتٍ وقور جاءها الردُّ أن :" الأميرة إذاً ؟ ... دعيها تدخُل "
أحنتْ تريش رأسها ثم انتصبت و فتحتّ ستارَ الخيمة ..
لترى حسناءَ المملكة ، بثوبها الملائكيّ و شعرها المُنطلق مع نسمة قِطبية عليلة ...
-:" تفضليّ جلالتُك .. الأميرة آجارثا . "
تطلّعت تريش بتلك الملامح الساكنة و العيون العميقة فتنحت عن المدخل بحياء .

جَلست أميرة البِلاد قُبالة ذاك العجوز الكَهل ، و الذي راح يُمسّد لحيتهُ مُتفكِّراً واضِعاً الأميرة نُصب عينيه الضيقتين..
-:" إذاً .. مالذي دفَع ، الأميرة اللُّجينية ، للمجيء إلى هذا المكان النائي .. بعيداً جداً..جداً عن القصر ؟ "
مرّت ثوان و لم يتلقَ الإجابة حتى أطلقت هيَ " تشه " ساخطة و وجهت نحوه نظراتٍ مُستنكرة و نبست :" أتستفزنيّ يا باتو العجوز ؟ تعرِفُ جيداً ألّا وجود للمملكة بعد الآن ! "

تبسّم باتو برِضى و أعقب :" ها هي أميرتنا المُعتادةُ ذا ، ظننتُ أن ورطة المملكة قد امتصّت عنجهيتكِ حقاً "
ثم تحوّلت قسماته لجديّة مُفاجأة و تابع :" إذاً .. أسترتحلين نحو الشفق ؟ "
أرجعت آجارثا خصلاتٍ نافرة لخلف أذنِها .. لوَت شفاهها و أردفت :" بالطبع يا هذا ، هل الفتى جاهز ؟ .. فكما تعلم من الضروريّ تواجد ذوي الأجنحة السوداء ."
همهم العجوز مُتفهما و قد كان على درايةٍ تامّة أن الأميرة مُدركة أنها لن تكون من سينقذُ مملكتها و أنها مُستعدة لتجهيز ما يلزم للمصير بأن يأخُذ مجراه !

.
.

-:" شعُرك ليس إختلافك الوحيد .. ولا جناحاك أيضاً ! "
همسَ ذلك الصوت في صوّان أُذنيه .. تنَهد و أجابَ مُكرها
-:" إذاً ما هو ؟ "
كان يتمشى و يتهامس ، لقد بدا ذلك غريباً .. أغربَ من أن يكونَ شابّاً ذو شعرٍ أشيب .!
أردف الصوتُ النابع من داخله :" قَلبُك .! "
قطّب الشابُّ حاجبيه ، حديثٌ عقيم ، خلخل أصابعه بشعره المُبعثر ثم صفّر بملل ..
فانبعث الصوتُ مُجدداً :" كلّمني يا هذا ! "
غمغم أن :" و لِمَ ؟ " أنقطع الحديث لوهلة فأعقب :" أصلاً ما مقصدُك من إختلاف قلبي ؟ " و فتحَ ظُفريه كإشارة وهميّة ثمّ شهقَ مُستنتجاً بنبرة ساخرة :" أه رُبما أنت ترى قلبي من الداخل .. أهو أسود ؟ أم لرُبما أبيض .! "

-:" بل بنفسجيّ ! "
مرّت ثوانٌ خرساء .. فتابع الصوت الباطني :" أصدمكَ هذا .. آلاميا ؟ "
انفجرت " بفففت " عاليّة من شفتيّه وهو يقول :" بنفسجيّ ؟ أتقول إن ما يخفقُ بين ضلوعي بنفسجيّ ! و تريدُني أن أُصّدق ! "
أخذ نَفَساً وهو يمسح الدموع عن عينيه و الإبتسامة لم تُفارق مُحيّاه و تابع :" هذا عجيب .. لِمَ لم تُخبرني بهذا من قبل .. نحنُ معاً منذُ سنتين ! "
تجلّى التعجّب في نبرةِ الصوت القادم من داخله حين قال :" لقد باتَ بنفسجيّاً للتو ، بالإضافة نحنُ معاً مذّ عامين و حتى الآن لم أعرف سبب تواجدي هُنا أصلاً ! "
تنفس آلاميا الصعداء و تمتم :" كما لو أنني أُدرك سبب وجودي هُنا بادِئ ذي بِدء ! "
ثم ألقى بصرَه على من حولِه فألفاهُم كالعادة يتهامسون .... بعض الأفاعي تُثبتُ نفسها بكثرة فحيحها .
استدار ناويَاً الذهاب إلى مكانٍ ما ، و لكن فاجأته الريحُ بتلك الاندفاعة حين قفزت إحداهُن من السماء و قد تطايرت أطراف فُستانها الأبيض برفقة شعرها الذهبيّ ، صاحت :" فكّر بسرعة !! "
لم يتسنّى له حتى أن يُفكر بما عليه أن يُفكر فقد إلتصق جسده بالأرض بعد هبوطها فوقه ، نهضت عنهُ بسرعة و نفّضت ثوبها ثم مدّت ذراعها النحيل لمساعدته .
طالعها هو ببرود ، فانتصَب بخيلاء الدُنيا وقد أوضح لها أنه لا يحتاجها ليقوم .. رمشت الشقراء مرّتين و انتظرت بصمت .. لكنه تجاهلها و تابع سيره داسّاً يديه في جيوبه .. ضغطت شفتيها بقلّة حيلة و أمسكته من كتفه بقوّة هوجاء غير متوقعة .. شعرَ هو أن لوحَه الكتفيّ سيُنزع فحدّثها بتروٍ :" اممم آنستي هل يُمكننا أن نتفاهم .. "
طَغت القتامةُ على وجهها البريئ حين أجابت :" ستأتي معي .. حسناً؟ "
أومأ لها بالأيجاب فابتعدت أصابُعها عن عظامه

.
.

-:" آلاميا .. هذه الأميرة آجارثا "
-:" الأميرة آجارثا .. هذا آلاميا "
عرّف باتو كليهما ببعضها داخل الخيمة الجلديّة ثم تركَ لهُما بعض الخصوصية و رَحل ، فقد فضّل الابتعاد عن تلك المناوشات الخرساء التي تدور بينهما .

بدأت هي كلامها بسخرية :" آلاميا ؟ يا لهُ من اسم !"
أشاح ناظريه عنها ، هو يعرفُ أنه لم يُمنح اسماً أصلاً .. لكنها تابعت بمسحة من الحزن :" لابدّ أن والديك ليسا راضيين عن هذا .. في مكانِ ما هُما فيه "
غريبةٌ هي بشدة ، تنوّه على غرابةِ أن يُدعى بـ " العنزة السوداء " و تحزن لذلك في ذات الوقت
قاطعَ كلامها أن :" مالذي تريدينه بأيّ حال ! "
ابتلعت آجارثا شهيقاً عميقاً ثم استرسلت بنبرة ساخطة :" اسمع .. سنذهب سويّاً نحو أورورا .. مملكتيّ ، سأصحبك لأن لا خيار آخر لديّ .. فجناحاك مُهِّمان لنقلِ اللون .. رُغم أننا لم نجده بعد ...و .. " بدا لها آلاميا غير آبهٍ أبداً ، و هي تكرهَ أمثاله فأردفت مُستثارة :" لا أنصحُك بالاستمرار ! "
ابتسم جانبياً و أجاب :" الاستمرار ؟ بماذا ؟"
علا صوتها و أشارت :" هذا ! "
اتسّعت ابتسامته :" لكنك تُشيرين إليّ كلّي "
-:" تماماً "
انطبق الصمتُ من جديد ، كلاهُما .. جبلانِ راسخان .. لن يتنازل أحدُهما أبداً لِفهم الطرف الآخر
آلاميا يمضغُ شفتيه و آجارثا تهزُّ ساقها اليُمنى التي توضّعت فوق اليُسرى .

انطلق الصوتُ الباطني :" بِحقك ! حاول أن تحاول فهم ما تَرمي إليه . "
-:" أنتَ أصمت ! "
انذهلتْ اجارثا منه ، فلّوح يديه بتوتر :" لم أقصدكِ أنتِ ! "
لكنها ما تزال مذهولة ، دائماً ما يُخطئ فهمُه حينما يخوض حواراً مع من بداخله ...
وقفت الأميرةُ بهدوء ، و اقتربت منه .. وضعت يدها على صدره ، ثمّ ألصقت أذنها على قميصه البُّني .. :" امممم أُختاه .. ماذا تفعلين ؟ " تأتأ هو وقد تورّدت وجنتاه
فأشارت له أن يخرس ..
مرّت لُحيظات طويلة حتى رفعت رأسها بصدمة و صاحت :" أيُعقل أن <بوربورا> يستقرُّ فيك !! "
أجفلَ بينما استطردتْ :" غيرُ معقول ! هذا سيُغيّرُ كلّ شيء ! "
كثُرت علامات الاستفهام في ذهنِ الشابّ الطويل و أراد أن يسأل عنها لكنه وجدَ نفسَه فجأةً واقفاً عند حدود القبيلة . على ظهره حقيبة صغيرة و إلى جانبه تلك الأميرة الغريبة التي ودّعت شيخ القبيلة و هاهُما يتصوّبان شمالاً !

.
.

" أورورا .. تلك الألوان التي تبزغُ عند الشفق .. ظاهرةٌ عجائبيّة تلتمع فيها السماء بمشيجِ الأزرق بتدرجاتّه وصولاً للبنفسجي .. تلك الأنوارُ مَنحت الأرض تحتها حماية ، خصوبة ، و لعنة .! و تحت سلطان الألوان المُنبعثة نَشأت مملكة .. مملكة أورورا ، التي إستفادت من الثروات في تلك الأرض و استثمرت القِوى التي تنبعثُ من الألوان الطيفيّة لكن أحداً لم يُدرك أمر اللعنة .
حين ساخَ اللون البنفسجيّ عن السماء دائمة اللمعان ، تغيّر كلّ شيء !
وقتئِذٍ تعطّشت السماء لشيءٍ ما .. لشيءٍ يملَأ فراغ اللونِ المُتلاشي .. فتشرّبت أرواح المواطنين
واحِداً تلوَ الآخر ، خَسِر السُّكان كينوناتهم و باتوا أوعيَةً فارغة ..
و بحذو السماء .. سارَ المواطنون المَسلوبون نحو حشوِ أجسادهم بما ينقُص .. حتى أمسَت تلك المملكة المُفعمة أرضاً يعجّ بها المنقوصون ! و لإنقاذ المملكة ، لم تملك الأميرةُ سِوى أن تذهب لجلب اللون الناقص ! آمنَ الحُكماء أن اللون البنفسجي أو " بوربورا " سيولّد بشريّاً ، لذا علينا إبعاده عن ذوي الأجنحة السود ... اممم و لم أتوقع أن بوربورا سيولد بأجنحة سوداء ! "

قال فتىً قصير وهو يحادثُ آلاميا ... لوى أبيضُ الشعر شفتيه و سأل الأميرة التي كانت تُنصتُ للحديث :" مَن هذا القصير ؟ "
قفز الفتى ذو الشعرّ البُنيّ و اجتاحته نوبة غضب :" أنا لستُ قصيراً ! بالإضافة جلالتي .. أُدعى ليفيوس لوشيوس لويس السابع ! و انا بشير . "
لم يفهم آلاميا ولا كلمة فنظر نحو أجارثا بُغية التوضيح .. تنهدت بقلّة حيلة و نبست :" هذا ليفي .. يُمكنك أن تقول أنه روحانيّ ، نحتاجهُ لمُهمة نقل اللون نحو السماء مُجدداً .. بالإضافة عمره أربعون سنة . "
فغرَ آلاميا فاهه على وقع الكلمة الأخيرة .! أربعون سنة ..

-:" كم تبعُد مملكة الأورورا على أيّة حال ؟"
استفهَم آلاميا مُتجاهلاً المعلومة الصادمة .. فكّرت آجارثا للحظة و أجابت :" بالأحوال الطبيعية ، أربعةُ أيام ... سيرَاً . لكن لن يتجاوز الأمر نصف يوم حين نطير !"
ازدردّ الأخيرُ ريقه و بتوتر سأل مُقتضباً :" سَنطير ؟ "
وجهّ كِلاً من آجارثا و ليفيوس أبصارهما نحوه ، يبتسمُ إبتسامة إصطناعية و التوترّ جليٌّ على أماراته ..
أعقبَ ليفيوس :" مهلاً .. أتقول لي أنك لن تطير ؟ "
عاد آلاميا إلى مضغ شفاهه و حرّك عينيه بعيداً .. يا لهُ من يوم ! لم يمضِ منهُ سوى سويعات معدودة و ها هو يتعرضُ للتنمرّ .
-:" أنا قَطعاً لن أطير ، بإمكانكما أن تسبقاني لذاك المكان .. "

تطاير البُخار من رأس القصير ، بينما ما زال الذهول مُسيطراً على آجارثا
و قبل أن يُفصح ليفيوس عن ما في ذهنه من شتائم ، دَنت آجارثا من آلاميا ، فمرّت رعدة في جسده ، كانت صامتة بشكلٍ مُخيف
وضعت يديها على كتفيه ، لكن بعكس ما حصل بالصباح .. هذه المرة هي أمسكتهُ بخفّة . رفعَت رأسها و قد شقّت وجهها إبتسامة طفيفة ثم تأبّطته بكتفها و أشارت بيُسراها نحو الأفق :" لا بأس أن نصِل هُنالك بيومٍ و نصف ! سنُسرِع ، لن نُخيّم و ستأكلون سُيّاراً .. حسناً ؟ "

أحسّ هو بالراحة فجأةً ، هو فقط لم يتوقّع أن يُقدِّر أحدٌ موقفه .
بحلقت فيه بعينيها الخندقيتين ثم صرّحت :" آلاميا اسمٌ سخيف!! سأُناديك آل ! على الأقل هذا لن يشير لك على أنك علامةُ سوء حظّ ! "

ببطئ ومضتْ في خياله لحظاتٌ من طفولته ، بدا كما لو أنه يعيشُها ثانيةً ...
بجسده الضئيل انزوى الفتى الصغير و قد قضَم شفتيه حتى أدماهما .. الدم أشبه بالصدأ .. هذا ما خَطر له
ابحرَ ذِهنُه في طعم الدمّ ، مُتجاهلاً صرخاتِ والدته
الصرخات الموجوعة :" هو ليس ابني حتى !! "
تُخاطب مجموعة رجال ، هم يحاولون أخذها بعيداً ، لكنه اعتاد الفِقدان ، لذا لم يُبدِ ابن الخامسةِ أيّ ردة فعل ..
ليلة مُمطرة .. لم يفهم سبب تداخل المطر في كل مرةٍ يبكي فيها !
ألن يتسنى له البكاء دون أن تشاركه السماء ذلك ؟!
عاد الرجال لاحقاً ، أكمامُهم متضرّجة بقُرمزيّةِ الدم ، حينها ناداه أحدهم :" هيّا ، تعال إلى هُنا .. آلاميا ! "

استرجع الشابُّ ذكرياتٍ كان قد قرّر محوها ، فجاهدت من عينيه دمعة مُناضلة كانت مكتومة من الماضي !
رأى مُرافقاه ذلك .. فعرفا أنه من الأفضل ألّا يسألا .

-:" لننطلق إذاً .. آجارثا .. آل "
قالها ليفيوس ببرودِة شهرِ كانون الذي صدف أن اليوم هو الرابع منه .

.
.

بشرودِ الكون ، كالعادة ألقى القمرُ بالشمس جانباً و اتخذّ مكانها ، فَبدا كقطعة فِضّة على صفيحةٍ زرقاء ، و استرسل نورهُ بين وريقات تلك الأشجار الباسقة ، التي ارتحلَ بها ذلك الثالوث متناقض التشكيل .

-:" أتمنى فقط ألّا نُصادِف أيّاً من اللامُلّونين في طريقنا "
دَعَتْ آجارثا مُتمتةً فاستبق ليفيوس سؤال آلاميا و أجابه مُستنكراً :" أُطلِق على من سلَبتهم السماء ، باللاملونين .. السماء فقدت لوناً ، وراحت تسرق من البشر ، لو فكّرت قليلاً فالتسمية منطقية أليس كذلك ؟"
أجفلَ آلاميا بعينيه التركوازيتين و اقتضب :" لا "
اشتاطَ القصير غضباً لكنه لَجَم غيظه فهو عارفٌ ما ينتظرهم في الأُفق ، إن خيار المَشي ، كان أسوء ما قد توقّعه في هذه الرحلة .. فهو لا يملُك سوى قدرات روحيّة و ذاك الأبله الطويل يبدو عديم القدرات .. لا أمل لهم سوى آجارثا .
و ما لبثَ تفكيره لدقائق حتى علا عويلٌ أشبه بالوحوش
توقف ثلاثتهم ، بينما انقبض قلبُ آل بشدّة و اختلجه حزنٌ عميق ، مشاعرٌ لا تفسير لها .

اقترب مصدرُ الصوت رويداً رويداً ، و ألتمعت عيونٌ حمراء في ذلك الظلام ، بلمعانها الياقوتيّ بَدت كمُقلِ أشباح متاهة الألفِ عام .
تأهّب ثلاثتهم ، بينما أمسك ليفيوس بأطراف قميصه الكُحليّ الطويل ذو الأكمام المُذهّبة .
لقد سمِع كثيراً عن مَن لعنتهم السماء ، و سَلبت عقولهم ، لكن لم يسبق له أن شاهد أحدهم أبداً و رغم خبرته الطويلة إلا أن هذه المرة كانت أول مرة يخرج بها للبراريّ ، و لا إراديّاً في لحظة كهذه ، استرجَع رائحةَ البُخور ، النور الخافت ، الكثير من الآمال المُعلّقة به ، الكثير من الأعباء المُلقاة على كاهله ، إنها طبيعةٌ يتلّقاها كلّ من يولد ضمن عائلة رفيعة من الروحانيين
حتى اسمه فقد كان هِبة ، تِركة من أجداده ، و طوال أربعين سنة ، خسِر عُمره ، حرفيّا ، صار متوقفاً عن النمو ، بَقي بمظهره نفسه عبر سنين طويلة .! و الآن حياته رهنٌ بتصرفاتِ الشباب !
يالها من حياةٍ بائسة عاشها ، و يبدو أنه سيُنهيها بالمنوال ذاته.

دون سابق إنذار اندفع نحوهم رجُلٌ دون وعيّ ، ينساب نورُ عينيه الدمويتين في دُجنة الليل ، كشرابٍ مسكوب .
و قبل أن تمسّ يده رأس ليفيوس ، وقعَ الرجلُ أرضاً و قد تدفقت الدماء من رأسه ..
تدافع المزيدُ من الرجال أمثال الرجل الأول مُجدداً ، و كان لهم المصيرُ نفسه .
انتبه ليفيوس لتلك الحِجارة التي تحلّقت حول آجارثا ، فكانت أشبه بأقواس كوكب زُحل الفضيّة .
تفطّن بُنيُّ الشعر قِوى آجارثا فوراً ، و أدرك سبب تسميتها بـ ، الأميرة اللُّجينية .

لكن الوضع لم يكُن سياناً بالنسبة لِـ آل ، فقد جثَم الأخيرُ مكانه ، و قد غلّف العرَقُ أوصاله ، ليس مظهرُ آجارثا مَن يؤلمه بل كلّما ضربت شخصاً ، ازداد خافقهُ تأوهّاً ، لقد شعرَ بهذا قبلاً .
تِلك القوّة الضاربة ، الألم المُبرِّح ، العيون التي تلمعُ في سدفةِ الغسَق . و تهويدة خافتة تمنح السماء لوناً أسودّ مُزرّق .
ما هذه الذكريات ؟ ، احتضن الشابّ الأشيبُ جسدهُ و هوى ليجلسَ أرضاً ، غير آبهِ بمَن اغتنمَ ذلك و قفز عليه ، في صدمةٍ منه ، حرّك آل يديه مُبعِداً فكّ الجثّة المُتحرِّكة عنه ، لكن اللعاب المُنبعث حالَ دون ذلك ، كانت كفّا آلاميا تنزلقُ تحت وطأة الموقف ، و مَن فوقه لا يتوانى في محاولة عضّه و غرسِ أسنانه فيه ، حتى حطّمت رأسه حجرة رمادية
فافترش جسدَ آل و قد سالت دماءه ، حوّلَ الشابُّ ناظريه نحو آجارثا ، و انتبه لعينيها الحادّتين ، تتألقانِ كبارِقة سماويّة في غيهب الليل ..

أين تلك الإبتسامة التي تحلّت بها ، أو العينين الواسعتين المُتفائلتين ؟ إنها شخصٌ مُختلف !
يبدو أن ذلك كان آخر اللاملونين ! فقد خمدَ الليلُ مُجدداً و عاد ذلك السكون ، نال الإرهاق من ثلاثتهم ، فقد كانوا يمشون ليومٍ كامل دون توقف ، و أول من استسلم ، ليفيوس ، الذي سقط نائماً بعد ذلك الهجوم فوراً
" بلغَ الأربعين ! لكن جسده جسدُ طفل ، لا يُلام "
هذا ما دارَ في خُلدِ آل حينها ، ثمّ انحنى و ألتقط ليفيوس بين يديه و أشار على آجارثا لمتابعة الطريق ، فهو عارِفٌ أنه مَن أجبرهم على المشي ، لذا سيتحملّ ذلك !

انقضى الليل بطيئاً و ها قد بزغَ الفجرُ طنّاناً بدماثة ، فجأةً خطرَ لآجارثا خاطر ، أعادت خصلاتٍ من شعرها خلف أذنها و سألت بينما تهادتْ في مشيتها :" امم آل ، أأنتَ مُدرِك سبب كُره الناس للأجنحة السود ! "
استغرب الشابُّ من سؤالها ، و كونهم أمضوا الليل دون كلمة ، فقد حنّ للكلام ، رغم أنه إعتاد الصمت ، لكن كان ذلك الليل أكثر صمتاً ... أكثر بكثير
-:" أنهم يقولون أن السواد هو من شيِم الأموات ."
انتهى الحديثُ و ساد شبح الصمتُ المُزعج من جديد
فبدأ آلاميا حديثاً آخر أن :" اروِ لي ، قصة مملكتك ، لِمَ انتظرتي لسنتين لإستعادتها ؟ "
طفَى عدم الأرتياح على تلك الملامح الناعمة ، لكنها رغم ذلك قصّت له :" كبداية ، و أبعدُ من بداية اللعنة ، أنا لستُ سِوى سلسلة طويلة مُتعددة الحلقات ، و أظنُك لاحظت حتى الآن ، تقلّب شخصيتي بين كلّ حينٍ و حين ، أنا مصابّة بما يُسمى تبدُّد الشخصيّة ، و هذا عسّر على الشعب تقبّل كوني أميرتهم ، لذا تراني أذهب في مهمات خطيرة مُتعددة ، تُنافي طبيعة كوني أميرة ، لا أفقدُ الذاكرة ، إنما أتصرّفُ بعكس سجيّتي ...
و يوم اضمحلَ البنفسجُ عن السماء لم أكن هُناك ، كان أول الضحايا هو الملك ، و أول من هجَم عليه أبي ، كان أمّي .. ، و لمّا عدتُ و فُتِح الباب ، كان الأمر كالولوج عبر بوابّة جهنم ! طبعاً ما كان لي سوى الهرب ، بعد أن قتلتُ والديّ .! و بعد أن شهِدتُ بعيني ، دمار مملكتي !
مملكة أورورا التي لطالما كانت لها مكانتها في بلاد السيرافيم ، قد انهارت ، و لن أستطيع أحياءها بعمر السادسة عشر ، هذا ما ظننته ، لكن السبب وراء إنتظاري ، كان جُبني
أنا خائفة أن أرى جثث والديّ جامدة ، و جثث شَعبي تتحرك ! لأنه و مهما طَغت قوتي ، فأنا ما أزال بشراً ، هشّاً .. اللعنة ! "
اختتمت كلامها و قد ندَت بلعناتٍ مُتتالية .
ثُمّ انقطعَ الحوار حتى توقفوا عند بوابّة مملكة أرورا الكريستاليّة !
فتح ليفيوس عينيه و وجد نفسه على ظهر تارار النحيل ، و بشكلٍ ما فقد كان هادئاً على غير العادة. فقد كان يحملقُ في السماء القُطبية
التي تتراوح ألوانها الفاتحة الباردة بين سطوع الأخضر الفاتِر و لُجّةِ التركوازيّ المُتجمد .

.
.
-:" ها نحن على عتبة الجحيم "
علّقت آجارثا على الوضع ، وقد انصبغ وجهها بجديّة تناسب الوضع
كانت البوابةّ متضعضعة ، فما تطلب الأمرُ سوى لمسة حتى انفتحت على مصراعيها كأنها خشبٌ منخور
-:" لا تلتفتوا أبداً ، و لا تتوانوا بالركض ، حتى أنا لا تهتموا لأمري ، عليكُما فقط الوصول لقمّة القصر و نقلُ بورابورا ! مفهوم ؟ "
هزّ كلٌّ من ليفيوس و آل رأسيهُما ، و لَكَم سعدتْ هيَ بطواعيتهما المُفاجأة .

و كما توقعت آجارثا ها هم اللاملونون ينبثقون من كلِّ حدبٍ و صوب ، فأطلق الثلاثة أرجلهم كالريح ،الطيرانُ ليس خياراً ، تحت السماء القطبيّة ، فهم معرّضون أيضاً لأن تسلُبهم السماء ..
تشكلّت أقواس الحجارة الفضيّة حول آجارثا ، و ها هي ترشقُهم في رؤوس الجثث دون تردّد و مع كلّ سقطةٍ لجثّة ، كان صدى انفجار يدوي في جسدِ آل ، الألم كالحُمم !!
لكنه لن يتوقف ..

ككلّ مملكة ، القلعة ستنتصبُ في أقصى مكان ، الدرب طويل و الجثث لا تتهاون ، بل كيف يُطلقون عليها جُثثاً وقد رأوا الدماء تسيل منها !
قضَم آل شفتيه ، فيما عدا نحوه أحد تلك الجُثث و قبل أن تُصيب حجرةُ أجارثا رأس الجثة ، فقد تلقّى آل الضربة بمرفقِه !
صاحت فيه :" مالذي تفعله ؟! ابتعـ... "
صمّها بصراخ :" هُم ليسوا أمواتاً !! ، لا تصوّبي على رؤوسهم ! "
تلعثمت آجارثا و قد تخلل اللُهاث مع شهقاتِها في كلماتها :" مـ..ماذا ؟ "
لم يُبالي هو بالجواب بل أكمل الركض مُمسكاً ذراعه المُصاب و اختفى هو و ليفيوس في أطلال القصرِ العظيم .
و توقفت آجارثا فَزِعة عند المدخل ، بينما كانت الحشود تتطوّق حولها و تزيدُ الخِناق .

وصلَ ليفيوس و آل نحو القِّمة ، و كانوا يلمحون اللاملونين يتدافعون حول القصر ، كمياهِ شلالٍ جارفة .
انتظرَ آلاميا ريثما يرسُم ليفيوس دائرةً سوداء كسوادِ عينيه الطفوليتين ، و بدأ يتلو تراتيلَ مُسجّعة .
كانت السماء تتموّج باهتياج و رعونة ، -:" انها غاضبة ! "
لم ينظر ليفيوس نحوه لكنه استفهم :" من ؟ "
أردف الشابّ :" السماء ، غاضبة للغاية! "
تابع ليفيوس التلاوة و قد علّق آمالٍ كبيرة على إنهاء كل هذا هُنا و الآن !
فانبلجت بوابّة من العدم ، سوادء مُزرّقة ، كالسمّاء الغنّاء ، و الصوت الذي رنّ في مسامع آل ذات يوم !
تعجّب الطفلُ الأربعينيُ من هذا ، و ألسن :" كان من المفترض أن يكون ثُقباً !! لا بوابّة "
و قد تطلّع للدائرة الأهليجيّة بذُعر ، بعكسه ، كان آل يتنغمُ بالترنيم المُنبعث من خلفِ ذاك الأهليج ، الترنيم الذي لم يسمعهُ سِواه ، حاول ليفيوس إبعاده عن البوابة لكنه لم يتماشى معه بل فقط حشر نفسه فيها و اختفى !

.
.
.



أرضٌ مُدمرّة مشوهّة ، السماء أدجنيّة ، و الشمسُ مخسوفةٌ في الأفُق ، لا أحد هُنا ، سوى آلاميا و تردّد الغناء ذو الموجات المُزرّقة
:" كِلانا من نور ، لا للظلام في عصرِ البُدور
تلتمع العيون مُحاطةً بِسور ، و أنا أنتظرُ بَطليَ الجُسور . "
تعرّف آل على الصوت ، ذاك الصوت المُفعم بالأنوثة مع مشحة من النشوة و الحنان .
تمرّدت دمعاتٌ من مُقلتيه الفاتحتين و أنصت للصوت مُجدداً
" لا أحد معنا حين تجوع النمور ، لكننا لم نكُن غِرباناً و إنما صقور
سوادنا هو النور ، آمِن و أشعرْ بالحبور ، أيها البطلُ الجُسور "
كان الصوت يحثّه دون توقف ، للنوم ... كأنه تهويدة يسمعها وقد تدثّر بلحافٍ على سريرٍ وثير .
النغماتُ الوديعة ، نبرة حنونة .. كلّ هذا ينبضُ في صورة واحدة رسمها آل ...
فرفعَ عهوقيتيه ، و قد أدركَ الأمر ، إنها أمُّه ، السماء أُمُّه
انطلق الصوت من داخله :" آلاميا لا تنخدع ! " و غدا الصوت أكثر بُعداً ... :" إن السماء تحاول مَنعك عن ... " و صارت الكلمات مشوشّة :" لا تنَـ...ـم ... "
كان يصارع جفنيه ليبقيا مفتوحين ، لكن رغبةٌ جامّةٌ للنوم تجتاح جسمه كافّة ، أرخى بدَنه و أسدلَ جفنيه
و غاصَ في سديمٍ عميق .. لا شيء سوى الفراغ ..
حتى انتشلته صرخة :" أسـتـيـقـظ أيُّها اللعـيـن !! "
كان شعرُها يلمعَ كوليدات نور ، كأنها جلبت معها الشمس المحجوبة .
فتح هو عينيه و لكنه ما يزالَ نعِساً ، فسألتهُ السؤال الذي يستعصي عليه جوابه :" الأجنحة وُجِدتْ لتَطير ... فَلِم لا تفعَل ؟ "
بالفعل .. ما فائدةُ أن يمتلِك زوجين من الريش ، طالما أنهُ سيتلوى كدودة على الأرض !
كيفَ يُجيبها ، كيف يسطّر خوفه بكلمات ؟ بحنكة أعقبت :" أنت جبان "
إنها تقرأهُ ككتابٍ مفتوح ! وجدها تمدّ يديها للشمس بإشتياق بعد أن تلألأ جناحاها الشفافان ثم همست :" لقد غدَرك الأحياء .. "
نبضَتْ خفقة يتيمة في جسده و أومضت في عينيه ، فنظرت هي له وقد طفى الحُنق على وجهها ، صاحت فيه :" إن لم يُعِنك الأحياء ... فاستعن فقط بالموتى !!! "
لا يزالُ المكان مشوّهاً و لا تزال الأرضُ مُهشمة إلّا أن ما في قلبه بات سويّاً !! فقد أطلق العنان للحِبر الأسود ان ينبثِق من ظهره !
فرشَ ريشهُ الغيهبيّ الضخم ، و سيطرت ثِقة لا مثيل لها على كريمتيه !


في الخارج كان ليفيوس يقف مشدوهاً حين انقلبت البوابّة الأهليجية إلى ثُقبٍ دوديٍّ ، أسود ! أسود كما الموت ! أسود يمنحُ البهجة !!

و راحت السماءُ تستعيدُ ما هو مفقود ، و قد ظهر ذيلٌ طيفي بنفسجي على أطرافها ، انسجم مع خليط الألوان التي بدأت تصحو من سُباتها !
و تعاظم وهج السماء في المدى حتى وصلَ أقاصي المعمورة !
حينها انسبرت الظُلمة في عيون الحشود المُتدافعة و زالَ اللمعان الأحمرُ التشاؤمي !

و انتهت الكارِثة .

.
.


-:" ثا ... استي... جارثا ... استيقطي آجارثا !! "
ضأفرجت أميرةُ البلاد اللُجينيةُ عن عينيها الداكنتين ، لحظاتٍ هي .. حتى انتفضت و سألت بجموح :" أين آل ؟! "
هزّ ليفيوس رأسه بقلّة حيلة ، و قد بانَ الأسفُ جليّاً في صوته :" سيلتمعُ البنفسج و الجناحُ الأسود سيبهُت ! "
في ثانية ما ، تباطئت أنفاسُها ، و تأنت الأرض في دورانها و أعلنت المخلوقاتُ جنازةً ساكنة ..
الأمرُ لا يستحقُ !! أن يخسر هو حياته من أجلهم !
و إن كانت مملكة بأكملها !! أن يُفقد لأجل أن يكسَبوا ..
صدحت نحو السماء :" أسعيدةٌ الآن !! "
ثم همست بخفوت
.. -:" كان بطلَ السماء الجُسور .. وقد رحل . "

اخترقَ الحُزن صوتٌ ممتعض :" لا تنفعلي و تقتُلي البشرَ هكذا ! "
كان قادماً من الجانب الأيمن للسطح الذي هم فيه و هو يمرُّر يده على جبينه بملل و تابع :" الجناح الأسود اختفى فِعلاً " و ابتسم بشكلٍ غير معهود ثم ألحق جملته :" فقد صار الجناح الأسود المُزرّق "

.
.
.
.

-:" اممم و مالفرق ؟ "
-:" صارَ مُزرقاً ! "



تَمّت


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-28-2018, 10:50 AM
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بُهرت يا فتاة!،أسلوبك،قصتك،أفكارك،عمقك!.
خصوصًا النهاية،وقف قلبي مكانه،اعتقدتهُ
ميتًا،فبدأت دموعي بالإندسال لذلكَ المسكين،ليتني أمه
و خصوصًا صاحب الأربعين عامًا الطفولي،ضحكت على ردة فعل
آل عند معرفتهِ بعمر مرافقهم الثالث ! ، لا أُنكِر أن خلف طيات ضحكاتي
دهشة و صدمة!.
لن أنتقدكِ لقلة الخبرة؛لن أنقصكِ حقك يا فتاة~
دمتِ بخير.
__________________

even if we have met once in this life..
i'll meet you in another life
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-01-2018, 12:20 AM
 



....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك فاير تشان
ياخي والله ما اقدر اقول شئ عن الكتبتيه ..!!
والله لو ما جزبني العنوان بشدة كنت روحت علي قصة مثل ذي
حبكةة جميلة جدا واسلوب ما اقدر اقول عنه ولا كلمة
والله انذهلت من كمية الخيال الي براسك لتكتبين قصة مثل ذي
ببساطة ما توقعت شئ ابدا لانه ولا شئ كان مكرر كل شئ كان جديد علي
اسلوبك كلماتك عندك قاموس مذهل ..!!!
السرد جميل جدا نسمة هادئة حسيتها وانا اقرأ قصتك
حبيت كيف تدخلين تفاصيل صغيرة من غير ارباكنا مثل التاريخ..!!
كنتي تسردين الاحداث وتعطي كل شئ حقه ..!!
يا فتاة فعلا ابداع !!!
سهام وتصاميمها
اهم شئ اللون الاصفر
دمتي بود نارية
__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-11-2018, 03:47 PM
 





السلام عليكم

" الأجنحة وُجِدتْ لتَطير ... فَلِم لا تفعَل ؟ "

أكثر ما أحببته هو هذه الجملة التي أثرت في نفسي كثيرا لا اعلم لم

الأن نعود لموضوع قصتك

أحببت أسلوبك الراقي في السرد و الوصف

و تصصوير الأحدااث

أيضا الشخصياات كانت را~عة

و عند الحديث عن التصميم

يعجز اللسان عن الكلام

لشدة جماله

أحسنت و وفقت في تنسيق موضع القصة و إختيار عنوانها

لقد تناسب جدا مع فحوى القصة

أرجو أن تتقبلي ردي البسيط

دمتي في أمان الله
مَنفىّ ❝ and Crystãl like this.
__________________




التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 05-30-2018 الساعة 12:52 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:43 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011