![](http://www.arabsharing.com/uploads/153015912049581.png)
![](http://www10.0zz0.com/2018/01/28/16/187231133.gif)
![](http://www.arabsharing.com/uploads/153015204529694.png)
عودة من جديد مع الفصل التّاني والأخير من "إمتاع صَغير"
وأتمنّى تكون اسم ع مسمّى
فينا نحكي إنها كانت جرعة كوميديا ![هع1](http://www.arabsharing.com/uploads/15273567817961.png)
أتمنّى تستمتعوا بالفصل
أطلَّ ليدر برأسِه إلى الشّارع من خلفِ العامود الّذي تُمسِكُه البوابةُ الحديديّة بإحدى
ذراعيها، عِملاقٌ مقارنةً بحجمه الصّغير، والبقيّةُ يستترونَ خلفهُ حاملينَ المذكرة
عالياً وفوقَها آيس النّائمة.
- لقد ابتَعَدَ يوشي كثيراً، سنلحَقُ به لكن خلسة فلن يَكونَ جيِّداً أن يرى أحدهم مذكِّرةً
هزَّ الجميعُ رؤوسَهُم موافقين، عاونهم ليدر على حمل المذكرة وركضوا بها إلى
زاويةِ الشّارع. كان ليدر يُطالِعُ الطّريق وكلّما رأوا شخصاً أو سيّارةً مارّةً
يسرِعونَ إلى الاختباء ثمَّ يعاوِدونَ الظُّهورَ والرّكضَ .
كانَ الأمرُ صعباً عليهم إذ أنَّ الشّوارِعَ تكونُ مكتظّةً خلالَ ساعاتِ الصّباح،
وهم بحاجة للإسراع حتى لا يُعاقَبَ يوشي على نسيانه الواجب.
قالت سبيك وهي تُحاوِلُ التقاطَ أنفاسِها: لحظة.. لحظة.. هلّا استرحنا! لقد تعبت
- لا وقتَ لدينا علينا أن نسرع.
- أنا أيضاً أريدُ أن أستريح!
- الوضعُ خطيرٌ هُنا لذا علينا الإسراع.
قاطعتهم شاي قائلةً بخجلٍ وإحراج: أنا أيضاً مُتعبة.
توقّفَ كل من ليدر وسمارت فوراً بينما تعثَّرَ البقيّة وسَقَطت المذكرة فوقهم
أمسَكَ كلٌّ منهما يداً لشاي وقالا معاً: هل أنتِ بخير؟!
أعلَنَ ليدر للبقيّة: استراحة قصيرة.
زَحَفوا من تحتِ المذكِّرة وتواروا في مكانٍ لأجلِ الرّاحة.
تقدَّمت سبيك نحوَ ليدر، سمارت وشاي والشّرُّ يتطايرُ من عينيها، كتّفت يديها،
وحدجتهم بنظرة قاتلة وقالت: ألم أقل بالفعل أنّي متعبة؟! ما الفرق الحاصِلُ الآن؟!
ردَّ سمارت: شاي فتاةٌ رقيقة ولا تحتمل، أمّا أنتِ فيتوجَّبُ عليكِ الاحتمال.
بغضبٍ أكثر ردّت وهي تضرِبُ الأرض بصندلها الخشبي:
وهل أنا رجل؟ هل أبدو لكَ رجُلاً؟ ثمّ لِمَ عليَّ الاحتمالَ دونَ غيري.
- لأنّنا مضطرّون لاحتمال ثرثرتك المزعجة
ثارت غضباً وعجزت عن الرّد أشاحت بوجهها عنهم وابتعدت بخطىً
كلّمها ليدر: سبيك لا تبتعدي فهذا خَطِر.
لم تستجِب لندائه واستمرَّت بالسّير وعلى مسافة ليست بالبعيدة وجدت لونلي
وقد اعتزلهم فجلست بالقرب منه وأخذت تُتمتِمُ بحنق: ذاكَ الفيلسوف، وتلكَ
المدّعية..أتمنّى لو تحترقا وتتعفّنا
تمتَمَ لونلي بانزعاج: اللعنة! ألا أستطيعُ الحصولَ على بعضِ الرّاحة؟!
تنهَّدَ بانزعاج وهمَّ بالنُّهوض إلّا أنَّهُ تسمّرَ مكانه فورَ رؤيته ظِلاً أمامه
قد تكوَّنَ على الأرض برأسٍ صغيرة، أذنان مثلثتان وذيل!
حملَقَ فيه لبعضِ الوقتِ آمِلاً أن تخيبَ ظنونه. ببطء وشكلٍ تدريجيٍّ بَدَأ يُديرُ رأسه
إلى الخلف.. شيئاً فشيئاً حتّى رأى ذاكَ القِطَّ وهو يتأمَّلُه بفضولِ عينيهِ اللامعتين
اقشعرَّ جَسَدُه وابيضَّ خوفاً تجمَّدَ قليلاً وتأتأ مُحاوِلاً تنبيهَ سبيك لكنّها تُتمتِمُ
ولا تلقي بالاً له. ثُمَّ وبلمحِ البصر أمسَكها من يديها واختفى بسرعة البرقِ هارباً
نحو أصدقائه، وهو يصرخ: هررررررر هر هر هررر هرر هر
انتبهوا له وقد دَنا منهم وتجاوَزَهم وهو يصرُخُ بذاتِ الطريقة.
استغرَقَهم الأمرُ وقتاً حتّى فَهِموا هرهرته، وحتّى أدركهم القط فهبّوا هاربين
ولونلي مستمر بإمساك سبيك التي تطيرُ خلفه بفعلِ سرعته ويصرخ:
صاحت به بريف: اصمت.. ممّن تطلِبُ النّجدة؟
قاطَعَها سمارت: أه!! آيس! لقد نسينا آيس.
قالت بريف من فورها بنبرةٍ حازمة: سأعودُ وأحضِرُها
استدارت عائدةً أدراجها حتّى وصلت إلى المكان الّذي جلسوا فيه للراحة لتَجِدَ
آيس لا تزالُ نائمة! على الأرض! والقِطُّ يحومُ حولَها ويشمُّها وهي بسابع نومة
- هل تُريدُ اللعب؟ خُذ هذه إذن..
رمت سكينها نحوَهُ بكلِّ قوتها، لكنّها سقطت أمامه مباشَرَةً ولم تُصِبه
انشَغَلَ القِطُّ بالسّكين يشُمُّها ويحرِّكُها بقوائمه، فاستغلَّت بريف الفرصة وحملت
آيس وركضت حتّى لحقت البقيّة.
رَمت آيس فوقَ المذكَّرة وعاونتهم على حملِها وردّت:
بالطّبع يا أخرق. لكنّي فقدتُ سكيني العزيز.
ابتَسَمَ لها ليدر بفخر وقال: لكنّهُ كانَ مفيداً في النّهاية.
قال سبيك باشمئزاز: أوي أوي أيُّها المتملِّق، حتّى بريف أصبحت فتاةً على
- إن لم تصمتِ فسأجعَلُ السّيارات تحفِرُ عجلاتها على وجهك.. إنّهُ خطؤكِ
أحسّت شاي بالذّنب لكنَّ ليدر تداركَ الموقف:
بل خطأي.. أنا من اقترحَ أن نخرُجَ لمساعدة يوشي.. وقد فعلنا بالفعل
لذا علينا الاحتمال لإنجاز ما بدأناه
أشاحت سبيك بوجهها عن الجميع: هه!
بينما بريف كانت تريدُ استئصالَ حنجرتها وتحاوِلُ الوصولَ إليها بالفعل لولا
سمارت الّذي يمدُّ يدَهُ أمامها لمنعِها.
سَخِرَ ريد: هيه بريف لقد ظهرت تجاعيد...
توقّفَ الجميع وقالَ ليدر مستفهِماً:
يُحاوِلُ ريد أن يخطُوَ لكنَّه لا يفلح، كما لو أنَّ قدمهُ قد التصقت بالأرض
عقّبت بريف: ريته كان لسانك!
اقتربَ كل من ليدر وسمارت وتفحّصا قدم ريد الملتصقة
توتَّرَ ريد واشمأزّ وبدأ يحومُ حولَ نفسه: مـ.. مـ.. ماااذااا!! يا للقرف!
قالَ سمارت: اهدأ يا ريد.. الأمرُ لا يستحِقُّ كلَّ هذه الجلبة
- بلى بلى تشعِرني بالاشمئزاز.. أبعدها هيّا هيّا
كلّمَ ليدر البقيّة: اختبئوا ريثما نجِدُّ حلّاً
نفَّذوا من فورهم وتواروا، فكَّرَ ليدر ثُمَّ أمسَكَ بذراعي ريد وبَدَأَ بسحبه
بشدّة لكنَّهُ لم يفلح، وحاوَلَ مجدّدا بمساعدة سمارت..
لم يَكد ينهي عبارته حتّى أفلَتَ من العلكة ثمَّ يدي ليدر
- أرأيت؟! لقد نَجَحَ الأمر!
نَهضَ ريد وتحسّسَ نفسَهُ بسعادة: جَسَدي العزيز
سارَ كل من ليدر وسمارت وتبعهما ريد لكنَّهُ ارتدَّ للخلفِ وسَقَطَ أرضاً:
نظَرَ خلفهُ فإذا بعباءته تلتَصِقُ بالعلكة مجدّداً
- آآع اللعنة! ليس عباءتي..
أرادَ البُكاء لكن صَاحَ به سمارت منبِّهاً: ريد انتبه هُناك درّاجة قادمة نحوك.
كانت الدّراجةُ تتجه بسرعة صوبَهُ على الرّصيف، توتَّرَ وحاوَلَ سحبَ عباءته
لكنّها ملتصقة جدّاً، وحاوَلَ ليدر وسمارت مساعدته لكن عبثاً
اعتَرَضَ ريد: كلّا سأنزِعُها الآن
- لكنَّ الدراجة قادمة ستسحقُك
صاحت بريف: إنّها تقترب أسرِعوا
حاوَلَ ريد نزعَها لكنّه لم يفلِح ولمْ يُرد خلعَها
غَضِبَ ليدر ومزَّقَ العباءة بسيفه وسَحبَ ريد في اللحظةِ الأخيرة
تمتمت شاي الخائفة: لقد غَضِبَ ليدر.
سَقَطَ ريد أرضاً وأظلمت الأجواءُ حوله إلّا من بقعة ضوء فوقهُ وحده وقال بحزن:
قالت بريف: توقَّف عن خلق هذه الأجواء الكئيبة.. ليست سوى عباءة
بدآ يتناطحانِ كالثيران والشّرر يلتَمِعُ بينَهما ، وقالَ ريد معقِّباً: وهل كانَ سكينُك
- لقد تخلّيتُ عنه بالفعل لشيءٍ مفيد
صاحَ بهما ليدر غاضباً: توقّفا..
كدتَ تفقِدُ حياتَكَ ريد لأجلِ عباءة.. نستطيعُ تعويضَكَ عنها.. لكن لو جرى لكَ شيئاً..
هيه جميعاً أعلَمُ أنّني قسوتُ عليكم باقتراحي الخروج من المنزل..
لكنّي كنتُ أعلَمُ أنّنا نستطيعُ إنجازَ المهمّة.. لأنّنا مميزون..
كلُّ منّا لديهِ ما يميِّزه.. ويستطيعُ تقديمَ المساعدة.. علينا فقط الاحتمالَ أكثر..
وقد شارفنا على الوصول.. نحنُ على المنعطفِ الأخير قبل المدرسة..
هل أنتم مستعدونَ للمُضيِّ أم نعودُ أدراجَنا؟!
تأثَّرَ الجميعُ بكلماته وأومأوا بالإيجابِ
تابعوا السّير في الشّارعِ الأخير المؤدّي للمدرسة.
هَمَسَ سمارت لليدر: كانَ خِطاباً مؤثِّراً
- آه شكراً لك.. لكن.. من الآن طريقُ المدرسةِ تصبِحُ مكتظَّةً أكثر
سيكونُ من الصّعبِ السّيرُ بالمذكِرة.
- سنقومُ بإسقاطِ المذكرة أمامَ أحدِ الطّلاب سيلتقِطُها ويوصِلُها بدورِهِ إلى يوشي
سيكونُ سهلاً إذ أنّه من نفسِ المدرسة!
وبالفعل.. توقَّفوا برهة إلى جانِبِ الطّريق وقد كانوا يضعونَ المذكّرة أرضاً
إلى جوارهم.. وفورَ اقترابِ أحد الطلاب يرتدي نفسَ الزّي الخاص بيوشي
قاموا بدفعِ المذكرة أمامه..
جَفَلَ لرؤيتِها تحركت من تلقاء نفسها.
تمتم: هل تحركت وحدها؟!! هذا مستحيل!!
مدَّ قدَمه نحوها وحاوَلَ حثّها على الحركة لكنّها بقيت مستقرَّة، وهو لا يستطيعُ
انحنى والتَقَطَها، قلّبها مرتين، ثمَ فَتَحَ غِلافها وقرأ: يوشي موراوا!!
إنّه من مدرستنا.. هل أسقطها؟! أم رماها؟!
بدأت تصرخ بريف: بل أسقَطَها يا أبله.
- سيكونُ من الرّائِعِ لو أوصلها له
لكنَّ الفتى كانَ مُتردِّداً.
- لِمَ التّردد؟! هل هوَ نائم؟!
- أرجوك أرجوك أوصِلها ليوشي
لحظة من السّكون مرّت، كانَ الفتى يفكِّر والجميعُ ينظُرُ بترقُّبٍ ورجاء،
حتّى فاقَ الفتى من شروده وقال: سأوصِلها، وإن لم يكن بحاجتها فليرمِها
صَفَقت بريف: أحسنت.. تفكير سليم.. بدأتَ تُعجِبُني .
وضحكت شاي بفرح.
ولَحِقوا الفتى إلى داخل المدرسة.
قال ريد: عليَّ الاعتراف يا سمارت بأنَّ ذكاءكَ يُقارِبُ ذكائي
تدخّلت بريف: هيه لدير هلّا أعرتني سيفك..
وتابعت بتوعّد: هناكَ رأسٌ متفاخرة يَجِبُ قطفُها.
- أنتِ تغارين من كل من هم أذكى منكِ
- اوه ماذا عن قصِّ شعرك؟!
وهمَّت للهُجومِ عليه ودافَعَ بدوره: لا لا شعري لا يكفي أنّ العباءة تمزَّقت.
كانا على وشك بدء شجار لولا أن قاطعهم ليدر قائلاً بفخر:
حسناً يا شباب، أنا أيضاً أريدُ الاعتِراف.. لقد كنتم جميعاً رائعين،لم يَكُن سهلاً
علينا الخروجَ ونحنُ صِغارٌ حاملين تلك المذكّرة.. لكن.. لقد أحسنتم صنعا جميعاً.
قالَ سمارت ضاحِكاً: أجل.. فلقد نامت بجدّ
.
وَصَلَ الفتى فصلَ يوشي. كانَ جالِساً إلى مقعده ويَضَعُ رأسَهُ فوقَ مكتبه.
اقتَرَبَ منه الفتى سائلاً: هل أنتَ يوشي موراوا؟!
رَفَعَ المعنيُّ رأسهُ وفوجئَ الفتى بعيني يوشي المغرورقتانِ بالدّموع،
قالَ بارتباك: هل.. هذه مذكرتك؟!
أمسَكَها يوشي بسعادة وقال: أجل! لقد كنتَ أبحثُ عنها ولم أجدها، ظننتُ أنّي نسيتُها!
- على الطريق.. بالقُربِ من المدرسة
مسَحَ دموعَهُ وغادرَ الفتى مبتسماً، ثمَّ انتبه يوشي إلى أصدقائه الصّغار، تفاجأ قائلاً:
أنتم يا رفاق!! ماذا تفعلونَ هُنا؟
ردَّ سمارت بابتسامة لطيفة: تخيلنا أنّك ستبكي لأجلِ المذكرة لذلك جلبناها لك.
- حقّاً؟ أنتم من فَعَلَ ذلك؟
قالت بريف بفخر: لن يكونَ ذاك الفتى الأبلهَ بالطّبع!
ضمّهُم إليه وعصَرَهُم قائلاً: شكراً لكم.. أنا أحبُّكم.
- أنتَ تعصِرُنا
![](http://www.arabsharing.com/uploads/153015204543959.png)
أتمنّى يكون عجبكم الفصل
وشكراً لكل من مرّ من هنُا
كنت سعيدة بمشاركة تجربتي الأولى مع الكوميديا معكم ![ق1](images/smilies/smiles/272011_md_12988342732.gif)
love you ![ق1](images/smilies/smiles/272011_md_12988342732.gif)
![](http://www.arabsharing.com/uploads/153015204532685.png)