"اسطورة ذاترس"
كانت تسير عائدة لمنزلها الصغير المتواجد بمنتصف القريه وهى تتأمل السكون المعتاد الذى لطالما بدأ بهذا الوقت خصيصا
فقد كانت الشمس قد غربت لتوها والضوء صار خافتا قليلا متأهبا للاختفاء تماما،فاسرعت من مشيتها قليلا ليصدر الكيس الذى تمسكه بعض الاصوات الناتجة عن سرعتها فنظرت له قائلا:اتمنى ان يكفيهم الطعام....لا اريدهم ان ينامو جائعين......
وبينما هى تهرول رات على الارض ظلا لطائر ماه فتسعت عيناها لينقبض قلبها وتعجز عن النظر لاعلى،ارتعش جسدها لترتبك هرولتها فقررت الركض بأسرع ما عندها،وكلما كانت تركض كان الظل يكبر ويكبر حتى صار يغطيها تماما
فتعثرت من شدة خوفها لتسقط على الارض بقوه ولكنها استدارت بسرعة لتصير مواجهة لذالك الشيئ
كان الخوف باديا على وجهها فقد صار شاحبا،وكانت عينيها ترتجفان بشده من هول ما ترا...
كان طائرا كبييييرا له وجه مرعب ومنقار غريب وكانت عيناه واسعتان جدا وتعكسان مدى شراهته ورغبته الكبيرة بالتهامها
وذالكان الجناحان الضخمان الذان يرعبان من يراهما لانهما الوحيدان المغطيان بالريش
فجسده لا يحتوى على غطاء ريشى كسائر الطيور انما له جلد غريب يميل للسواد واكثر شيئ اسوداد هو اقدامه المشبعة بالمخالب الفتاكه،كانت تشبه اقدام النسر ولكن اضعافا مضاعفه من حجمها حيث تتسع لتمسك بشريا بالغا بها وتمزق جلده من حدة مخالبها
كانت هى سلاحه الذى ينقض به عل فريسته بالاضافة لذالك الفم الذى يحتوى على تلك الانياب المهولة التى يرعب بها طريدته فمنقاره لم يكن كأى منقار كان منقارا قصيرا ومعرضا يحتوى على حافة شديدة الحده
...............
نظرت له تلك المسكينة لتصدم بشكله المرعب الذى يقتل الفريسة قبل انيابه فصرخت بقوة عندما رأت مخالبه تنقض عليها لتغطى عينيها بكلتا يديها تاركة صدى صوتها يهز اركان القريبة الشبة مهجوره
"**********
وبعد لحظات من تغطية عينيها تحت ذالك السكون المرعب ابعدتهما برفق متعجبة من عدم تمزق جسدها لتر المكان خاليا تماما من اى كائن،فبدأت بالنظرحولها كالمجنونة باحثة عن اثر لذالك الوحش ولكنه كان قد اختفى وكأنه لم يضهر من الاساس
فبتلعت ريقها لتضع يدها على رأسها موهمة نفسها بأن ما حصل لم يكن سوى توهمات منها لشدة خوفها،فوقفت لتمسك بالكيس الذى سقط من يدها وقت سقوطها وتسرع بالجرى لمنزلها محتمية به
********
طرقت الباب ليفتح لها ذالك الفتى الوسيم وهو يبتسم بخفة قائلا:لم تأخرتى عزيزتى
فبادلته ابتسامته لتدخل بسرعة وتغلق الباب وهى تنظر لاشقائها الصغار الجالسين ينتظرون خروج ما بالكيس
فقال ذالك الفتى الوسيم بقلق عندما رأى وجهها الشاحب وارتباكها فى اغلاق الباب:ما الامر "جلنارا"
فنظرت له لتقول ببتسامتها العذبة:لا شىء الكس فقط قلقت لانى تأخرت عنكم"ثم مدت له الكيس متابعة"وزعه عليكم"ثم جلست على فراشها الذى اعده لها الكس كما اعده لشقيقيه
**********
اشقاء "جلنارا"
"الكس"فى المرتبة الثانيه بعد جلنارا،يبلغ من العمر 15عاما،احيانا يساعد جلنارا باحضار الطعام لشقيقيهما،له شعر بنى فاتح يميل للصفرة وعيون سوداء
"ميمى"فى المرتبة الثالثه بعد الكس تبلغ من العمر 10سنوات،لطيفة وبريئه لها شعر اشقر براق كشعر لنارا تماما وايضا لهما نفس العيون الخضراء خاصتها،دائما ما تبقى بالمنزل بصحبة شقيقيها امتثالا لامر جلنارا
" بيتر"يحتل المرتبة الرابع والاخيره بين اشقاءه،يبلغ من العمر5سنوات،يشبه الكس كثيرا حيث ان له نفس لون الشعر والعيون خاصته،شديد الخوف بسبب الاجواء المحيطة به
و ميزتهم هى ان الاولاد يشبهون والدهم والفتيات يشبهم والدتهن
وقد اختفى والداهم منذ ثلاثة سنين ومن حينها وهم يعيشون لوحدهم وتتكفل لنارا بلاهتمام بهم
***********
استلقت جلنارا على فراشها بينما تناول اشقائها طعامهم ليستلقى بيتر وميمى بمكانهما بالمنتصف فغنت لهما جلنارا اغنية النوم المعتادة وهى تمسح على رؤوسهما ليناما بعمق،وبعدها جلس الكس بجوارها ليقول بهدوء:جلنارا لا تتأخرى مجددا ربما هاجمك "ذاترس"اكتفى بالعمل حتى غروب الشمس وقبل ان تغرب عودى الى هنا....جلنارا نحن لا نستطيع العيش بدونك
ابتسمت جلنارا لتقول وهى تنظر له برقة:حقا هما من لا يستطيعان العيش بدونى لا انت ...وكأنى لا اعلم بخروجك نهارا الكس انت تستطيع اطعامهما ان مت انا
فقطب الكس حاجباه ليقول بغضب:ما هذا الذى تقولينه لا تفكرى بهذه الطريقة....وبما انك تعلمين بخروجى فأنا لن ابقى بالمنزل مجددا سأخرج للعمل مثلك
فقالت جلنارا بعتراض:الكس قلت هذا ممنوع شقيقاك صغيران على البقاء وحيدين عليك رعايتهما ومنعهما من الخروج
فقال الكس بسرعة:لا فميمى كبيرة كما اننى امرها بعدم فتح الباب نهائيا وهى تطيع اوامرى
تأففت جلنارا لتقول بضجر:الكس يكفى الان لنتكلم بهذا لاحقا" ثم استلقت وغطت نفسها لتتابع بهدوء"عندما اموت يمكنك فعل ما تشاء الكس
تأفف الكس ليقف ويطفئ الشمعة وينام بمكانه بمكانه بجوار بيتر ،فهم ينامون متجاورين بيتر وميمى بالمنتصف،هو بجوار بيتر وجلنارا بجوار مينى
************
تشعشع نور الصباح لتفيق جلنارا باكرا وتودع اشقائها عدا الكس الذى كان يدعى الغضب ورفض توديعها،ثم توجهت لوجهتها المعتاده حقول الارز ،حيث كانت تعمل مع اصحاب الحقول مقابل بعض الارز او الطعام
كانت تبقى بالعمل حتى مغادرة الجميع فالجميع يعودون لبيوتهم فور احمرار الشمس خوفا على انفسهم من ذالك المتربص بهم
بقيت تعمل طوال اليوم حتى غادر الجميع وحينما نظرت لذالك الجبل الذى تقع القرية تحته لتر ان الشمس قظ غربت فأخذت كيسها وعادت للمنزل لتحمد الله ان ما حدث معها امس لم يتكرر اليوم
وبعد بضعة ايام رأت تجمع اهل القرية فقتربت لتر الموضوع،اهو نحيب على احد الضحايا كالعادة ام ماذا
كان عمدة القرية يلقى مرسوما على الناس ويقول بانه ومجموعة من كبار القرية اتفقو مع"ذاترس"اى الوحش على ان يعطوه ضحية كل اسبوع وهو سيتوقف عن مهاجمتهم طيلة الاسبوع ولكن بعد انقضاء الاسبوع اذا لم تصله ضحية اخرى سيعود ليهاجم القريه
تعجبت جلنارا من هذا الكلام فمن المغفل الذى سيرضى بأن يرسل ليكون ضحية "ذاترس" من اجل ان ينعم الباقون بالسلام المؤقت
وفجأة انجذبت لكلام العمدة الذى يقول بان من يقبل بأن يكون الضحية سينفذون له كل طلباته التى يريدها،فتسعت عينيها عندما رأت العمدة ينظر إليها وكأنه يقصدها بكلامه لتبتلع ريقها وهى تفكر بأشقائها لتتراجع للخلف بسرعة وتركض عائدة للمنزل فقد اوشكت الشمس على المغيب
دخلت المنزل واعطت اشقائها الطعام ولكن الطعام لم يكفهم لقلته،فبدأ بيتر بالبكاء وهو يطلب المزيد مما جعل الكس يصرخ فيه ليتوقف بينما وضعت جلنارا رأسها بين قدميها مالة من تكرار هذا المشهد وهى تفكر بكلام العمده وتركز على كلمة(سنحقق له كل طلباته)
لم تنم جلنارا تلك الليلة وهى تفكر بذالك الامر لتتخذ قرارها الغبى مقابل سعادة اشقائها
وفى الصباح استيقظ اشقائها وتعجبو من عدم ذهابها للعمل فأخبرتهم بأنها ستأخذ اجازة هذا اليوم لانها تشعر ببعض التوعك
وقضت منتصف اليوم وهى تلعب مع بيتر وميمى،اما الكس فقد خرج من المنزل بعد ان طلب اذنها
وبعد عودة الكس وقفت جلنارا لتقول له بأنها ذاهبة لتحضر بعض الطعام وتغادر المنزل بحزن قاصدة تجمع العمدة بأهل القريه
وعندما وصلت لمكان تجمعهم وقفت لتقول للعمدة قرارها
جلنارا:انا سأكون الضحية ايها العمده
صدرت شهقة عالية من جموع الناس ليقول العمدة تحت ذهوله الكبير:اا..جلنارا ...أأنت متأكده
اومأت جلنارا برأسها لتقول بهدوء:اجل ولكن اريد ان تحققو كل طلباتى كما قلتم
تهلل وجه العمدة ليقول بسرعة:بالتأكيد سنفعل فكل اهل القرية سينفذون طلباتك بحذافيرها
فقالت جلنارا بحزم:اريد ان تعطو اخوتى قطعة ارض تكون ملكا لهم ليزرعوها وينتفعو بها،وايضا ان يصلهم طعان يومى فى الغداء والعشاء بشرط ان يشبعهم،وان تعطوهم مبلغا كبيرا من النقود ليشترو مستلزماتهم
فقال العمدة بسعاده:انا ساعطيك كل هذا والان
ثم كتب لها مرسوما موثقا منه بذالك وحدد لها قطعت الارض التى سيأخذونها بالاضافة لمبلغ المال الكبير
فتنهدت برتياح لتقول له بثقة:انا مستعده ولكن اولا اريد بعض الطعام لاشقائى
فامر العمدة لها بكمية من الطعام تكفى اطعامهم لهذا اليوم فأخذتها لتسير عائدة لاشقائها لتودعهم وتعود لمصيرها
فقد امر العمدة بتجهيز الرافعة التى سيسحبونها بها لاعلى الجبل لان "ذاترس" يعيش هناك
عادت جلنارا لاشقائها وهى تدعى السعادة لتجلس بينهم وتدعى تتناول الطعام معهم ولكن الكس تسائل عن كيفية احضارها لكل ذالك الطعام فقالت بهدوء:لقد كان لى باقى حساب عند احدا المزارعات فطلبته اليوم
ثم لعبت معهم قليلا لتقف وهى تنظر للارض مانعة التقاء عيونها بعيونهم لكى لا تضعف مقررة الذهاب
وقفت على الباب لتحتضن شقيقيها بلطف وتقبل رؤوسهم وهى تبتسم لهم بعذوبه،ثم امرتهم بالدخول وعدم الخروج واطاعة اوامر الكس
ثم نظرت لالكس الجالس بالداخل لتشير له ليخرج من المنزل،فأعطته الوثيقة وحذرته من فقدانها وبأنه سيختاجها لاحقا،فقال الكس بتعجب وهو يمسك بالوثيقة:ما هذه وماذا بها ولم هى مهمة كل هذه
فبتسمت له جلنارا لتخلل شعره بأصابعها برفق وهى تقول:ستعرف لاحقا"ثم احتضنته وقبلت رأسه لتركض مبتعدة وهى تقول:الكس اهتم بشقيقيك هم امانة بعنقك
فقطب حاجبيه ليقول بضحر:اووف مللت من اعادة هذا الشريط يوميا ...ولكن لم قبلت رأسى؟؟؟؟
ذهبت جلنارا لمكان اللقاء وهى تكفكف دموعها المنهمرة بغزارة لتقف امام العمدة وتقول بثقة:انا جاهزة
فبتسم لها العمدة ليربت على كتفها ويقول بسعادة:خيرا صنعت بنيتى اعدك بأن اشقائك سيكونون بعيوننا وبعدها امرها بأن تصعد داخل ذالك الدلو الكبير المربوط بالحبال والمعلق بصخرة كبيرة بأعلى الجبل،وعندما دخلت اليه بدأ الرجال بسحب الحبل ليرتفع الدلو تلقائيا بيننا هى بدأت بالرتعاش والبكاء وهى تجلس وتضم ساقيها لجسدها واضعة رأسها فوقهما
وبعد بعض الوقت سمعت صراخا صادرا من اسفل فوقفت بحذر لتنظر للاسفل،لتر ما مزق قلبها وفطره الى نصفين
كان الكس يصرخ بقوى وهو يضرب الرجال الذين يسحبون الحبال محاولا ايقافهم ولكن بعض الناس هجمو عليه وامسكوه بقوة ومنعوه من ذالك ولكنه لم يستسلم اذ كان يقاومهم بشدة ولكن دون جدوى
وفجأة نظر لاعلى لير شقيقته تنظر من الدلو ليعلو صراخه ويقول بقوة"اكرهك فلتذهبى للجحيم"ثم ركض ليختبئ خلف احد
المنازل القريبة وهو يرى شقيقته تضيع من بين يديه ليبدأ ببكاء مرير وهو ينظر لذالك الدلو الذى اختفت شقيقته بداخله مجددا
وبعد دقائق وصل الدلو لاعلى الجبل لتخرج جلنارا منه وتقف وهى تنظر للامام متأهبة ان تخطو اول خطواتها نحو حتفها المأكد...........
"يتبع"