كان ذالكن الطفلان الذان يغلب عليهما انهما بالسابعة يلعبان بستمتاع ويركضان خلف بعضها وهما يضحكان بسعادة لينظر صاحب الشعر الاسود والعيون الزرقاء للخلف لير مطاردته ذات نفس لون شعره تقترب منه ليزيد من سرعته يضحك وهو يراها تحاول جاهدة اللحاق به وامساكه وقد احمرت وجنتاها من التعب وتلألأت عينيها الخضراوتين لاصرارها على امساكه،وبينما هما كذلك اذ تعثر الفتى وسقط ارضا وظل مستلقيا فقتربت منه الفتاة ببطئ وهى تتمتم بخوف:"ريان"أأنت...بخير؟
وفجأة جاء ذلك الصوت الصارخ من بعيد وهو يقترب:ايتها اللعينه كيف تجرأين على دفعه واسقاطه،أتريدين قتله؟
تراجعت الفتاة للخلف بخوف لتتمتم بذعر:أنا لم ادفعه عمى أأ...هو...
حينها رفع ريان رأسه ليتمتم ببراءة:لا تقلق ابى لقد سقطت من تلقاء نفسى هى لم تلمسنى بتاتا"ثم التفت للفتاة وتابع بسعادة"هيا لنتابع شذا
فقال والده بغضب:لا فهذا يكفى ربما تتأذا
فرد ريان بسعادة وهو يركض:لا تقلق لن اتأذى"ثم تابع بصراخ مرح"هيا امسكينى شذا
نظرت شذى لعمها ليقول بغضب:اياكِ وفعل ذلك هيا عودى لغرفتك حالا ولا تخبريه اننى منعتك
اومأت شذى برأسها بحزن لتتخطاه متوجهة لغرفتها ولكن ريان امسك بيدها عندما مرت بجواره وعيناه تلمعان بالحزن ليقول بتقطع:ألن تلعبى معى؟
فهزت شذى رأسها بحزن لتسحب يدها وتتابع طريقها وهى فى قمة حزنها
بينما بقى ريان واقف بمكانه ليقترب منه والده ويضع يده على كتفه وهو يقول بحقد:مكانتها لا تسمح لها بالعب معك لذا انس امرها.
*******************
كانت تلك الثلوج تغطى القصر بالكامل والارض مفروشة بذالك الغطاء ناصع البياض بينما تقف شذى تفرك يديها لتدفأهما وهى تنظر للبيوت التى تقع على مسافة قريبة من القصر
وحينها تفاجأت بشىء شديد البرودة يرتطم بها من الخلف فلتفتت ببطى لتأتيها تلك الكرة الثلجية بوجهها مباشرة،أبعدت الثلج بسرعة لتر ذلك الشقى وقد كاد ينفجر بطنه من كثرة الضحك، فقطبت حاجباها لتنخفض وتكون كرة وترميها عليه بقوة فأصابته مباشرة لتبدأ هى بالضحك ايضا.
اقترب منها ريان وهو يوقف ضحكاته ليقول بطفوليه:الثلج يشبهك شذا انه شديد البياض كوجهك،فبتسمت شذا لتقول بسعادة:ومثل وجهك ايضا ههه
ثم بدأ بالضحك والركض وهما يتقاذفان كرات الثلج المعبرة عن مدى سعادتهما بما يقوما فقد كان صوت ضحكاتهما مرتفعا مما احدث جوا مختلفا امام ذلك القصر الخالى من الضحكات نسبيا، ولكن ذلك لم يرق الشخص الواقف بالبعيد ينظر وعيناه تلمعان بشرار الحقد والكراهيه.
قذف ريان شذى بالكثير من كرات الثلج نسبة بما قذفته هى فقد كان يتفادا كراتها بسرعة بينما يضربها بأحداها فغتاظت شذى لتكون كرة كبيرة وترميها بوجهه مباشرة لتبدأ بالضحك ببرائة وهى تقول بسعادة:لقد اصبتك اصبتك وبوجهك ايضا هههه
وفجأة تلقت تلك الصفعة لتسقط ارصا فوق ذالك الثلج الذى لم تشعر ببرودته سوى فى هذه اللحظة فرفعت رأسها لتنظر له وهو يصرخ بغضب قاتل:كيف تجرأين على ضربه بالثلج ايتها اللعينه اتريدينه ان يصاب بالذكام ها...لقد احضرته الى هنا ليمرض اليس كذالك؟
نظرت شذى لريان الواقف خافض رأسه بحزن يرمقها بنظرات متأسفة لتقول بخوف:نحن نلعب!!
لم تكمل كلمتها لصراخ عمها:لا يليق بأمثالك اللعب معه انه الامير اتفهمين.
اخفصت شذى رأسها ليمسك هو بيد ابنه ويبتعد به تحت التفات ريان للخلف برفق وهو ينظر إليها ملقاة فوق ذالك الثلج البارد وعيناها مليئتان بالحزن.
بقيت شذا جالسة بمكانها لتنهمر دمعة يتيمة من عينيها على تلك الوجنة الصغيرة لترفع يدها وتمسحها بسرعة متصنعة عدم البكاء عندما لمحت القادم من بعيد بمعطفه الصوفى الدافئ.
وقف امامها ليقول بقلق:شذا لم انت جالسة هكذا ستمرضين من شدة البرد"وكما قال فقد عطست شذا برقة ليتابع بقلق وهو يمسك بيدها"هيا قفى لنعد للداخل"ثم نزع معطفه وألبسها اياه برقة ليغطيها بطولها لتسير بجواره وهى تتمتم بهدوء:"عم خالد"ألم تصل ثيابى بعد؟
فأخفض راسه ليقول بتوتر:أأ..ستصل قريبا عزيزتى لا تقلقى
ثم ربت على كتفها وهو ينظر لعينيها البريئتان بشفقة ليتابع بلطف:لم كنت تجلسين هناك؟
فعطست شذى لتقول بعدها ببحة:كنت العب مع ريان
فرفع خالد حاجبه ليقول متصنعا التعجب:ريان لكن اين هو هو ليس هنا فكيف كنت تلعبين معه!
اخفضت شذى رأسها لتقول بصوت يغلب عليه الحزن:لقد اخذه عمى لكى لا يمرض
فأومأ خالد برأسه ليقول بهدوء:اجل فلا يجب عليكما الخروج الى هنا لكى لا تمرضا من شدة البرد"ثم صمت قليلا ليقول بدعاء للتعجب"امم شذى لم خدك محمر هكذا
رفعت شذى عينيها لتحتضن سيقان خالد بألم وهى تتمتم بأسا:لقد صفعنى عمى لاننى رميت الثلج على ريان
فمسح خالد على راسها برقة ليقول بلطف:لا بأس عزيزتى فهو عمك على كل حال
فرفعت راسها لتومأ بها بحزن ثم تترك ساقيه لتسير بجواره لداخل القصر متوجهة لغرفتها.
وعندما وصلا دخل معها خالد ليجلسها على سريرها قائلا:شذى لاتحزنى فأنت معتادة على هذا اليس كذلك؟
فبتسمت لتومأ برأسها بهدوء ثم تقول:فمهما طال الظلم ستطلع شمس العدالة يوما ماه
فعض خالد على شفته ليقول بسرعة:لا شذا لا ترددى هذه العباره ان سمعك عمك تقولينها فستحصل مصيبه
فاخفت شذى ابتسامتها الكاذبة لتقول بتعجب:ولكنك ترددها دائما عمى خالد
فبتسم ليقول بلطف:انا ارددها امامك فقط لكى لا يسمعنى احد،لذا لا تردديها خارج غرفتك ابدا.
فقالت شذى بسعادة:حسنا لا تقلق
فبتسم لها وقبل رأسها قائلا برقة:والدك صنع لى معروفا كبيرا شذى وانا لن انساه له ابدا وسأرده لكِ
امالت شذى براسها لتقول ببرائة:ابى ...اى معروف
فجلس بجوارها وحوطها بذراعه ليقول بهمس:لقد انقذنى من التشرد حينما كنت شابا بعد موت عائلتى بسبب الوباء واحضرنى للقصر وجعلنى من جنوده المقربين وبعد ان استلم السلطة جعلنى مستشاره الخاص وجعل لى مكانة كبيرة بالدوله
فبتسمت شذى لتقول بسعادة:حقا..؟
فأوما لها براسه ليقف ويقول لها:انا سأذهب الان استريحى قليلا.
**************
تسللت اشعة الشمس لغرفتها بخفة لتداعب تلك العيون الناعس ولكنها لم تنجح فى ايقاظها وبعد لحظات تبعتها تلك الاصوات خلسة لتفتح عينيها بسرعة وتعتدل وهى تنظر للنافذة بسعادة،ثم وقفت لتنظر من تلك النافذة وتشق الابتسامة طريقها على ثغرها مذيدة حسنها حسنا فوق حسن
كانت تنظر له وهو يتبارذ مع صديقه وتعلو وجهيهما الابتسامة لاستمتاعهما بما يفعلان،فوضعت يديها على حافة النافذة لتسند ذقنها فوقهما وهى تتأمله سعيدة لسعادته وحينها رفع هو عينيه ليراها تنظر له بسعادة لينادى عليها قائلا:شذا تعالى الى هنا سنلعب مع"باسل"بعد ان انهى تدريبى
اومأت شذى برأسها لتبدل ثياب نومها وتنطلق بسرعة متوجهة لهما بسعاده وعندما وصلتهما وقفت بجوارهما ليلقيا هما سيفيهما ويلتفتا لها بسعادة فتمتمت هى:الن تنهياه؟
فبتسم ريان بخبث قائلا:هو لن يعلم بذالك"ثم صرخ"ان امسكتك شذى فسأقص شعرك بسيفى"ثم ركض تجاهها فصرخت هى برعب وركضت مبتعدة عنه:لا لا انا اكره هذا اللعب ... ساعدنى باسل
بينما كان باسل يجرى خلفهما وهو يضحك عليهما وعلى اصواتهما المرتفعه.
كانت شذى تركض برعب طفولى لتر خالد يخرج من القصر لتندفع ناحيتة وهى تصرخ:أااا ساعدنى عم خالد"ثم اختبأت خلفه لتتابع برعب وهى تمسك بشعرها بعد ان جمعته من على ظهرها"انه يريد قص شعرى
هجم ريان عليها ليبدأا بالدوار حول خالد فأوقفهما وهو يقول:لا لا تلعبا هكذا هذا خطر"ثم ضم شذى له ليقول وهو ينظر لريان:كما انها اميرة ريان ولا يمكنك قص شعرها فهى تحاج له لتصير جميلة
فقطب ريان حاجبيه ليقول بتصنع للغصب:ولكنها جميلة حتى من دونه ....هه كمااننى كنت اخيفها فحسب.
فنظرت له شذى لتخرج لسانها بطفوليه ثم تقول:لن العب معك مجددا فلعبك ثقيل كدمك يمكنك متابعة تدريبك فأنا سأذهب مع عمى خالد
قطب ريان حاجباه ليقول بغضب:غبيه انا لا احتاج اليك سألعب مع باسل"ثم التفت لباسل الذى يقف بقربه بصمت،وامسكه من يده وسحبه مبتعدا
فنظرت شذى لخالد لتقول ببرائة:الى اين ستذهب
فبتسم لها ليقول بسعادة:سأذهب للمدينة لانجز بعض الاعمال ثم اعود بنهاية اليوم.
اومأت شذى برأسها لتقول بهدوء:حسنا انا سأنتظرك"ثم ركضت للداخل وهى تقول"سأذهب لتناول فطورى.
دخلت المطبخ لتقول بسعادة:أاا انا هنا اين فطورى
فنظرت الخادمات لها لتقول احداهن برقة:هيا اجلسى عزيزتى انه جاهز
تناولت شذى فطورها لتظل بالمطبخ تراقب الخادمات وهن يحضرن الطعام،وبعد فترة شعرت بالملل فوقفت لتخرج بهدوء وتسير بممرات القصر وهى تنظر للارض بشرود
وفجأة ارتطمت باحد واصطدم جبينهما،فوضعت يدها عليه بألم ثم تنظر للذى ارتطمت به لتتفاجأ به ينظر اليها بتفاجأ ايضا
ابتسمت لقول ببرائة:ههه لقد صدمنا بعصنا
فضحك بخفة مثلها ليقول بسعادة وهو يهمس:شذى الى اين ستذهبين الان؟
فرفعت شذى حاجبيها لتقول بخبث:اتريد الذهاب معى
فبتسم بنفس طريقنها ليقول بحماس:اجل"ثم وقف بسرعة ليقول بحماس:هيا بنا
فوقفت بسعادة لتمسك بيده وتبدأ بالتسلل....
وبعد بعض الدقائق كانا يقفان امام ذلك المكان الكبير،فقال ريان بسعادة:أهذه هى حظيرة الابقار التى اخبرتنى عنها؟
فأومأت برأسها لتفتح الباب بخفة وتدخل ليتبعها هو بنفس طريقتها
ثم فتح فمه ببلهة ليقول بتعجب:ياااه لم اتوقع وجود كل هذه الابقار اممم اظنها تتجاوز المئه
وفجأة جائهما ذالك الصوت الرقيق وهو يقول:شذا لقد اشتقت لك عزيزتى لم لم تأت منذ فتره؟
فبتسمت شذا ببرائة وقالت بخجل:لقد كنت خائفة من عقاب عمى ههههه
وحينها انطلق ريان لاحدا الابقار وبدأ بالنظر لها بسعادة ليقول بسرعه بعدما انخفض للنظر لضرعها:أااا شذى اريد شرب الحليب منها تعالى وامسكيها لى
فضحكت شذى بقوة لتقول بسرعة:ريان لا يمكنك شرب الحليب منها مباشرة علينا غليه اولا لكى لا يضرك.. اليس كذالك "عمتى روان"
فبتسمت روان لها لتقول بسعادة:أنت تتعلمين بسرعة عزيزتى
فبتسمت شذى لتنادى على ريان قائلة:ريان تعال سنشرب الحليب ولكن بعد ان نساعد العمة روان فى اطعام الابقار
اسرعت بأمساك رزمة من الحشائش واخذتها ووضعتها امام احدا الابقار،فسارع ريان بتقليدها وهو سعيد للغايه.
وبعد عدة دقائق ملا من الامر ووقفا ينظران للابقار وهى تأكل بينما تابعت روان وضع الحشائش للابقار،كان ريان واقفا ينظر خلف احدا الابقار بتعجب لينخفض وينظر لذلك الروث الساقط على الارض فبتسم بخبث ومد يده ووضعها به.
بينما كانت شذى غارقة فى النظر للابقار وهى تأكل وفجأة شعرت بشىء ارتطم بكتفها من الخلف لتدير راسها بخوف وترا تلك القذارة ملتصقة بها،فصرخت بقرف واخذت تهز كتفها محاولة ابعاد ذالك الروث
بينما اخذ ريان يضحك بقوة عليها فعضت على اسنانها بغيظ من فعلته لتنخفض وتمسك ببعض الروث ايضا وترميها عليه لتتناثر على ثيابه بعشوائية.
ضحكت بعدها بنصر فقتربت روان منها لتقول بتعجب لانها لم تنتبه لهما:اووو شذا الم تكونى تتقذذين منه وتأبين لمسه فكيف فعلتها الان
فنظرت شذى ليدها ليبدو عليها القرف لتسرع بالركض لذالك الحوض الكبير المملوء بالماء وتغسل به يديها فذهب ريان لها وغسل يديه مثلها ليقول بسعادة:او شذى رائحتك اصبحت بشعة
نظرت شذا له لتقول بسخرية:اييي رائحتك ابشع
ثم نظرا لروان التى تقوم بحمع الروث وتضعه باحد الدلاء القديمة ليقول ريان بسخرية:اييي كم هى مقرفه انها تمسكه بيديها
فقطبت شذى حاجباها لتقول بضجر:حقا...انت ايضا امسكته بيدك انسيت ذلك"ثم تركته لتذهب لعربة الحشائس وتبدأ بمتابعة اطعام الابقار.
وبينما هى تحمل الحشائش وتجرها بتعب لتضعها امام الابقار اذ اقتربت روان منها ووضعت دلو الروث ارضا لتقول بتعجب:ماذا يفعل ذلك الفتى!!!
فالتفتت شذى لتر ريان واقف امام احدا الابقار ويمسك بقرنيها ويشدهما بقوة وكأنه يحاول انتزاعهما،فقطبت حاجباها لتتوجه له وهى تقول بإنزعاج:ما الذى تفعله ريان دعها تأكل والا....
توقف شذى عن الكلام عندما رأت ما جرا فقد نطحت البقرة ريان بقوة ليرتطم بالحائط ويسقط ارضا.
صرخت برعب وركض له بسرعة وهى تقول:أااااا ريان أأنت بخير؟
ثم انخفضت له لتففده ولكنه لم يتحرك فبدأت بمحاولة عدله لتجده مغمضا عينيه جامدا بمكانه فصرخت برعب لتهلع لها روان وتتفقده ثم تقول بسرعة:لقد فقد وعيه اسرعى شذى واخبرى احدا لمساعدتنا
خرجت شذى من الحظيرة وهى تركض بفزع لتتوجه لذلك القصر القريب من الحظيرة وهى تصرخ:أاااااا ساعدونى لقد مات ريان فهلع الحراس لها برعب
*******
كانت واقفة خارج تلك الغرفة تبكى بصمت منتظرة خروج احدا من داخلها،وبعد بعض دقائق خرج شخص ماه ولكنه شخص لم ترد شذى رؤيته،اقترب منها بغضب وصفعها بقوة فترتطم بالحائط الذى خلفها ثم امسك بها من ثيابها ليرفعها وهو يصرخ:لن اسامحك ايتها اللعينه الان تيقنت انك تريدين قتله،سحقا لك....ولكن مهما حاولت فلن اسمح لك بالحصول على السلطه هذا حقى انا...ووالدك اغتصبه منى قبلا والان انت تحاولين اغتصابه من ابنى ايتها اللعينه"ثم رماها بقوة لتسقط ارضا ثم ركلها ببطنها لتتألم بأنين شبه صامت سامحة لتلك الدموع بالانهمار بغزارة وهى تقول بألم:كيف....حال ريان..اهو بخير؟
فقترب منها وعينيه تكادان تخرجان من رأسه من كثرة غضبه ولكنه تفاجأ بصوت اقدام تقترب من المكان ليتراجع للخلف ويدخل للغرفة التى يرقد بها ريان بسرعة
وبعد لحظات ظهر صاحب تلك الاقدام لير شذى جالسة وهى تحتضن بطنها ودموعها تنهمر بغزارة
فإنخفض لها برعب ليقول وهو يضع يديه على كتفيها:شذى ماذا بك...شذا لا تخيفينى
رفعت شذى راسها لير خالد وجها الغارق بالدموع ليحتضنها بشفقة ثم يوقفها وياخذها لغرفتها ويمسح دموعها برقة وهو يتمتم:ماذا حصل شذى؟
بدأت شذى تحاول ايقاف شهقاتها لتقول بتقطع:ل...لقد..هه..اممسك بقرون..هه البقرة فنطحته....انا لم اضربه..هه..
مسح خالد على راسها ليقول برقة:لا بأس لا تخافى هو سيكون بخير...لكن ما كان يجب عليك اصطحابه معك الى هناك انت تعلمين ان عمك يضربك عندما تلعبين معه لذا لم لا تبتعدين عنه فليذهب للجحيم بصحبت والده لم تتسببين بضرب نفسك.
شهقت شذى لتقول بحزن وبرائة:خالد انا لا اريد تلك السلطة كما يقول عمى انا لن انتزعها منه كما اننى لا اريد قتل ريان انا احبه كثيرا فكيف اقتله
فإحتضنها خالد ليقول بهدوء:انه مجنون..لانه يعلم جيدا فعلته يظن ان القدر سينتقم منه ويعيد الحق لاصحابه
امالت شذى رأسها بطفوليه لتقول بتعجب:ماذا تقصد؟
فتنهد حيدر ليقول بتوتر:لقد كان والدك اذكى من عمك وافطن وهذا ما جعل جدك يسلم السلطة له مع انه اصغر من عمك بسنتين وهذا جعل عمك يحقد على والدك ويكرهه ثم تزوج والدك وعمك فى نفس اليوم ولكن زوجة عمك حملت بريان اولا وبعد ان وضعت بحوالى التسعة شهور حملت امك بك لهذا ريان يكبرك بسنة ونصف،وما اسعد عمك كثيرا هو كونك فتاة ولست صبيا فقد كان خائفا من ان ينجب والدك صبيا فيرث السلطة من بعده،وبعد ذلك بحوالى سنتين اقتحم بعض الخونة القصر وقتلو والداكى وزوجة عمك فقد كانت تحاول الفرار بكما ولكن كل ما استطاعت فعله هو ايصالكما لبعض جنود القصر لحمايتكما لتقتل بعدها مباشرة،اما عمك فقد كان حينها برحلة صيد مع بعض رفقائه هه هذا ما قاله هو...ولكنى لا اصدقه فحقده عليك اكبر دليل على انه الفاعل...على الاقل كان عليه احتوائك كما يفعل مع ابنه،كل ما يرعبه هوانت ففور بلوغك السن القانونيه ستكون السلطة من حقك وربما يطالب الناس بتسليمك اياها ولذلك هو يخاف منك ويعاملك بقسوه"ثم تنهد بقلة حيلة ليقول بحزن" نامى يا شذى سأذهب لاطمأن على ريان ففى كل الاحوال هو لا ذنب له
اومأت شذى برأسها لتقول بقلق:وارجوك ان تخبرنى بحاله بعد زيارته
فمسح على رأسها ليخرج بهدوء ويغلق الباب خلفه لتغط بعدها شذى بنوم عميق....
وفى الصباح استيقظت على ذلك الصوت المألوف لتنهض فزعة وهى تركض للنافذه لتر ريان يبارذ باسل كعادته كل صباح
فشقت تلك البسمة وجهها لرؤيته بخير وهو يبارز بسعادة،ولكن بعد لحظات توقف ريان عن المبارزة ليضع يده على صدره ويغمض عيناه بألم،فعضت على شفتها وتراجعت للخلف بصمت.
**********************
كانت واقفة امام ذالك الباب بحزن وقلبها يتمزق على ما سمعته من كلام الخدم لتتخذ قرارها وتقرر استجماع قواها والدخول مهما كانت العواقب،فأغمضت عينيها بقوة لتتنفس بعمق ثم تدخل باب تلك القاعة الكبيرة لتقف امام عمها وهى تنظر له بغصب
فعدل هو من جلسته بسبب صدمته لرؤيتها تقف امامه دون خوف وهى تنظر له بغضب لتقول بإنفعال:ما هذا القرار المجنون كيف سترسل ريان للحرب الا تخاف عليه ولو قليلا..ماذا اذا قتل اثناء ذالك؟
فصرخ عليها بقوة قائلا:كيف تجرأين ايتها اللعينه كيف تخاطبيننى هكذا..انا اعرف ما افعل هو الان بالخامسة عشر وعليه مواجهة الواقع ليكون رجلا ام انك تريدينه ان يكون ضعيفا لتتمكنى من قتله بسهوله
عضت شذى على اسنانها لتقول بغضب:انت اسوء اب على الاطلاق انا لم ارى ابا يفرط ببنه هكذا اذهب انت ام انت تخاف الموت ولذا قدمته هو كتضحية بدلا عنك
انهت جملتها لتتفاجأ بوقوفه الخاطف امامها وصفعها بكل ما اوتى من قوة وهو يكاد ينفجر من الغضب
ولكنها لم تتحرك من مكانها لتقول بإنفعال:هه لقد اعتدت على هذا فهو لم يعد يأثر بى
ثم استدارت لتتوجه للخارج متجاهلة كومه الشتائم التى وجهها لها،اخذت تسير بذالك الممر الطويل مبتعدة عن تلك القاعت التى لطالما كرهتها لوجود كرسيه المحبب لقلبه بداخلها لتنهمر دموعها على وجنتيها وهى تنظر للارض بتحطم وفجأة لمحت قدمان توقفتا امامها لتتسع عينيها فهى تعرف صاحبهما جيدا لتبتلع ريقها بصعوبه بينما قال هو:اين كنت لقد بحثت عنك لاودعك فأنا ذاهب بعد قليل.
لم ترفع هى رأسها لكى لا تضعف امامه ويذداد بكائها بينما فضلت الصمت ايضا فهى كانت عاجزة عن الكلام فلو فتحت فمها فلن تخرج سوى تلك الشهقات المتألمه
فوضع هو يده على كتفها ليقول برقة:اعتن بنفسك جيدا شذا واعدك اننى سأكون بخير فهى ليست سوى بضعة سنوات وسأعود"انهى جملته ليتابع سيره تجاه تلك القاعة تاركا خلفه عاصفة من المشاعر المتأججة لتتمتم هى بهمس:سنوات!!!
دخلت لغرفتها لترتمى على سريرها وتبدأ ببكاء مرير يمزق القلوب وبينما هى كذلك اذ دخل خالد الى الغرفة ليجلس بجوارها ويضع يده على شعرها ويخلله برقه قائلا:شذى لم تفعلين هذا بنفسك هو لن يذهب للحرب صدقيى هو سيذهب لمعسكر لتدريب الجنود فى اقاصى المملكة
رفعت شذى راسها قليلا لتقول بتقطع:و...ولم سيذهب..هه..هو يجيد..القتال...؟
اجاب خالد بنفس طريقته:سيذهب ليتعلم التعامل مع الناس فالقتال ليس كل شىء لقد كبر الان ولم يعد ذلك الطفل الذى تعرفينه،عليه ان يتعلم كيف يكون رجلا ،كما ان عمك يخطط لامر ماه واتمنى الا يكون سيئً.
******************
رحل ريان تاركا شذ خلفه بذلك القصر الكئيب لتعانى الامرين بغيابه من ملل ومضايقات وايذاء ومحاولات للقتل....
وبعد اربعة سنين جاء يوم عودته الذى لطالما انتظرته اميرتنا الشابه فهى كلنت قد صارت بالسابعة عشر والنصف وقد اصبحت شابة بغاية الجمال والاناقة كانت كالوردة تسر كل من يراها عد ذلك الذى يود قتلها كلما راها.
كانت واقفة خلف باب القصر منتظرة عودته لتستقبله بسعادة،وفجأة لمحته من بعيد ينزل من على حصانه واضعا سيفه بخصره ...لم تصدق عينيها فقد صار شابا بالتاسعة عشر من عمره وقد تغير كثيرا ذاد طوله،وتغيرت ملامحه.
كانت تريد الركض والترحيب به ولكن ظهور عمها بجواره منعها من ذلك لتعود لغرفتها وهى تجر اذيال الخيبة.
وباليوم التالى استيقظت لتبدل ثيابها وتخرج بملل،وبينما هى تسير بالممر اذ وقعت عينيها عليه يقف امامها مباسرة،كانت تنظر له بتعجب وهو واقف ينظر اليها ببرود لتعلو وجهه ابتسامة جانبية مستفزة وهو يتفحصها من اعلاها لاسفلها وكأنه يستصغرها ليتابع طريقه بعدها مارا من جوارها وكأن شىء لم يكن.
كانت شذى متجمدة بمكانها بلا حراك ولكن داخلها تأججت مجموعة من الاعاصير القاتله ،كانت تشعر وكأن سهما اخترق قلبها فوضعت يدها على صدرها بألم وهى تمنع تلك الدموع من الانهمار لتقرر بعدها العودة لغرفتها وهى حائرة من تصرفه وطريقة تجاهله لها.
" يتبع بتكملات الاعضاء"