عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

Like Tree27Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-21-2019, 01:36 AM
 
ألماسي في ملامحهم عبق ذكرات تشيلي | Chile




أنرتم

Y a g i m a



في تلك المكتبة الضخمة العريقة العتيقة جدرانها..
اجتمع الأربعة يتبعون ضياءاً لاح لهم من بعيد
مشكلاً مساراً خفياً تتخلله ظلمة غريبة
ظلمة توسطت النور فتغلب الضياء عليها..
بقوته نبت بين أشواكها..
هكذا كان ذلك الكتاب الخفي..
والذي يحمل اسم تشيلي
من بزغ من بين ظلمة طغتها نورٌ لا ينطفيء

مرحباً بكم من أحضان تشيلي.. حيث ترسم زرقة السماء صفاءاً مزدوجاً بجمال بياض الإنديز..

تلك الطبيعة التي ألهمت الفنانيين والشعراء..
فانبثق الفن يغزو ااقلوب ويأسرها..

من هذا المنطلق... نحن هنا نفتخر بوجودهم بيننا
في ساحة من وحي الخيال
نستقبلهم ليحكو لنا حياةً مُلئِت مغامراتٍ وحكايات مثيرة..

لنستقبل معنا أولى تلك الحكايات.. لامرأة عاصرت الكثير
وجابهت الموت حتى صنع منها أسطورة الشعر

رحبوا معنا بالشاعرة القديرة.. "جابرييلا ميسترال"




التعديل الأخير تم بواسطة Y a g i m a ; 08-26-2019 الساعة 10:40 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-21-2019, 01:36 AM
 





- عمتِ مساءً سيدة جابرييلا.. أو لنقل لوسيلا غودو ، ماهو السر خلف تستركِ خلف اسمٍ وهمي؟؟
- بدءًا عمتِ مساءً سيدتي..حقيقة لم أكن قادرة على كشف هويتي الحقيقية كشاعرة لعملي بالتدريس
وأيضا لكوني عزباء في النهاية يعود هذا إلى طبيعة المجتمع التقليدي والمحافظ آنذاك فنشرت قصائدي باسم مستعار
وهو غابرييلا ميسترال تكريما مني للشاعر الفرنسي “فريديرك ميسترال” والمسرحي
والشاعر الإيطالي “غابرييل دي أنونزيو” من تأثرت كثيرًا بأعمالهما.


- غابرييلا أو لوسيا، لا يهمّ.. إنّكِ امرأة استثنائية تمكن منها الحبّ والموت والوحدة، فتغلبت عليهم بالشعر
لتصبح من أشهر شاعرات القرن العشرين. حدثيني عن ذكرياتكِ، عن ولادتكِ وكيف نشأتِ.

- ولدتُ في عائلة مثقفة وفقيرة يوم 7 أفريل 1889، لم تكن طفولتي سعيدة بعد أن هجر والدي المنزل وأنا في سنّ الثالثة
فتحملت والدتي أعباء الأطفال والمنزل واشتغلت في مهن بسيطة من أجل إعالتهم. اكتفيتُ حينها بمرحلة الثانوية
ثم اشتغلت بالتدريس من أجل مساعدة عائلتي الفقيرة، في سنة 1906 تعرفت إلى شاب مثقف “روميليو يوريتا”
يشتغل بسكة الحديد، استمرت علاقتي به ثلاث سنوات وانتهت بانتحاره المؤلم؛ لأغوص بعدها في بحر الشعر أبث حزني
ووجعي وجراحًا تفتحت حتى لصرت أقاوم الموت كل يوم.. تحدثت أغلب قصائدي في ديوان ” أناشيد الموت”
الصادر في 1914 عن علاقتي بحبيبي حتى لحظة انتحاره وقد فزت عن هذا الديوان بالجائزة الكبرى في المسابقة
الشعرية “ألعاب الزهر” وكان الشاعر الشيلي مانويل ماغايانِس موري أحد أعضاء لجنة التحكيم.


- وماذا عن التعليم؟ هل قمتِ بهجره بعدما انتقلتِ للشعر؟
- كلا بالطبع، فقد كان سبيل معيشتي.. وفي الواقع لقد ارتقيت به كثيرًا بمراتب متقدمة ومرموقة
مما فتح الأبواب أمامي في المكسيك سنة 1923 والمشاركة من موقعي كمستشارة في إصلاح التعليم الريفي هناك، وبعد انقضاء
عامين من عملي بالمكسيك تنقلت في جولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وعدت إلى الوطن سنة 1925
كما قدمت محاضرات في عدّة جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، ومثلت بلدها وأمريكا اللاتينية في مؤسسة
التعاون الفكري التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.


- إنه بالفعل تاريخ حافل!
- هو كذلك رغم كونه أشبه بالحياة في طريق الموت.

- بل لنقل في طريق الحب.. كما فهمت منكِ، لنقل أن ألم الحب والفراق جعلا من مشاعركِ تتفجر وتنطلق الشاعرة متبحرة القلوب.
- لن أتحدث عن الحب.. بل يكفيني أن أخبركِ بفحواه شعرًا..

«ستكون الأرض أُمًا كارهة
إذا تخلت روحك عن روحي
والماء سيرتعد في مجراه من فرط الألم
لقد أصبح العالم أكثر جمالًا
منذُ أن جعلتني لك،
ولكن عندما وقفنا صامتين قرب إحدى الشجيرات الشائكة
أصبح الحب كما الشوك يخزنا بعطره الفواح».

-كم هذا جميل وشاعري. ماذا عن عشقكِ للأمومة؟ قرأت يومًا لكِ أبياتًا جميلة عن ذلك هلا ألقيتها عليّ؟

ابتسمت غابرييلا بحنين وألم:

قلت أريد ولدًا كما الشجرة في فصل الربيع
حينما تمد أغصانها بشوق نحو السماء،
أريد ولدًا ذا سحنة بريئة وفم يدلّ على القلق والتساؤل
بعينين واسعتين كأنهما بِلون الكريستال!

أعقبت بعدها بجراحٍ قد اشتعلت: "كان لي كالابن.. لكنه كذلك قد انتحر عام ١٩٤٣. ميغيل ابن أخي والذي كان كفلذة كبدي."

كان ذلك مؤلمًا لذا حاولت تغيير دفة الموضوع وقلت بمرح: "هل تعلمين أنكِ حصلتِ على جائزة نوبل؟"
- آه بكل تأكيد أذكر ذلك التاريخ جيدًا؛ عام ١٩٤٥ كان ذلك بعد أن نشرت مجلدات الشعر الثلاث:
أناشيد الموت 1914، وتالا سنة 1938 ولاغارا سنة 1953. وبعد عامين من فوزي بجائزة نوبل منحتني جامعة
ميلز في كاليفورنيا شهادة الدكتوراه الفخرية ، ثم تمّ تكريمي بالجائزة الأدبية الوطنية في تشيلي عام 1951.


- هذا مبهر حقًا؛ إضافة لذلك، عند وفاتكِ تم اكتشاف ٨٠٠ قصيدة لم تنشري منها سوى ٣٧٩، لمَ ذلك؟
- لقد كنت لا أزال أدققها منتظرة إظهارها للنور لكن الموت كان أسرع من ذلك..

- قدمتِ الكثير لموطنكِ.. اقرأي لنا بعضًا مما كتبتِ فيه..
- هذه القصيدة باسم: قَدَمان ضئيلتان
"قَدَما طفلٍ صغيرٍ ضئيلتان،
زرقاوان من البرد،
كيف يمكن أن يروهما ولا يقدموا لك الحماية؟
يا إلهي!
قَدَمان ضئيلتان جرّحهما
الحصى،
وجار عليهما الثلج
والتراب!
الإنسان في عمائه يتجاهل
أنك حيث تخطو،
تترك
بُرْعمًا ساطعًا من النور،
وحيث تضع
شتلةً نازفة
تنبِتُ
زهرةُ مِسْكِ الروم.
ولأنك رغم كل ذلك تتقدم
عبر الشوارع المستقيمة،
فأنت تتصف بالبطولة
والكمال

قَدَما طفلٍ صغيرٍ ضئيلتان،
حَجَران كريمان صغيران يعانيان الألم،

كيف يمكن للناس
أن يمرّوا ولا يروهما."


- لقد كان حقًا لقاءً مثيرًا وممتعًا؛ أحببت خوض تفاصيله معكِ.. لقد غيبكِ الموت عنا في عام 1957 بنيويورك
ولكن لتكوني سعيدة هانئة فقد تم دفنكِ بموطنكِ التشيلي، ونقش على شاهد القبر :

ما يقدّمه الفنان لبلاده يشبه ما تقدّمه روح الإنسان لجسده”.

ابتسمت غابرييلا برضا.. ولم أسمعها تنبس بشفتيها شيئًا لكن عينيها الحزينتان كانتا تشتعلان شكرًا وامتنانًا.

اختفت غابرييلا لتعود للكتاب من حيث ظهرت وتركتني بمشاعرٍ لم أستطع وصفها،وأنا أتذمر تلك الكلمات التي وصفت مشاعري تمامًا:
عندما يخفق قلبك بالحبّ لأوّل مرّة أو كأوّل مرّة، لا تفكري طويلًا، لقد علوتِ بالحبّ ولم تسقطي فيه، اهرعي
إلى قصائد الشاعرة التشيلية غابرييلا ميسترال، افتحي تلك القصائد وكأنّك تفتحين الأبواب المغلقة منذ سنين..
تنقلي بين قصيدة وأخرى، تنفسي جيّدًا ثم ابتسمي مطولًا، فلحظة الحبّ قصيرة مهما طالت، احملي تابوتك على
كتفيك وتقدمي خطوات وخطوات، لا خوف عليك وقلبك عاشق.





التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-22-2019 الساعة 05:43 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-21-2019, 01:41 AM
 





طويت كتاب غابرييلا.. وأطل غلاف معتم دموي..
شعرت بالخوف فمددته نحو زملائي علهم يحملون ثقل هذه المهمة عني..
وبالفعل امتدت يده لاستلام التحقيق معه، فمثله لن نشيد بأفعاله حتمًا!!!

نطق بحزم ما إن مثُلت صورته أمامه جالسًا على الكرسي بزهو وخُيلاء: إنني أعجب حقًا كيف لأحدهم امتلاك تاريخٍ كهذا.. حافلٍ بالدماء! وحتى آخر السطور كنت أتوقع أن تُعدم..
لكن ورغم أنك احتجزت لمرات عديدة كنت تعود لتعيش مجددًا الحياة بحقارة.. لَكم تملك تاريخًا طويلًا ملوثًا!
أظنك أكملت المئة عامٍ من الشر؟

ابتسم المدعو بتحسر: بل هي أقل بقليل، إن عمر الظلم طويل وحسابه جدُ عسير.
- إذًا أنت تعترف بأخطائك وجرائمك؟!
- من ذاق مثلي الموت بالحياة مراتٍ ومرات سيكون هذا شعوره حتمًا، لا تعلم كم تمنيت سرًا الموت منذ أول مرة سُجنت فيها !

- انتظر، قبل أن نتحدث عن نهايتك، لنعد معًا إلى البداية، حين بدأت سطورك سيد بونوشيه.
- حسنًا إذًا؛ كان مولدي بتاريخ 25 نوفمبر 1915 فالبارايسو في تشيلي
أما وفاتي في العاشر من ديسمبر 2006 بمدينة سانتياغو، تشيلي بعد أن احتفلت بعامي الـ91.

- وتوفيت بنوبة قلبية فقط!!
- وهل كنت تتمنى ماهو أكثر من هذا العذاب؟

- مقارنة ب 3200 حالة إعدام واعتقال ما يصل إلى 80000 شخص وتعذيب عشرات الآلاف مايصل إلى 28000
وربما أكثر.. تمنيت لك موتًا يلائمك أكثر!
- حسنًا إنها أُولى إنجازاتي وحسب.

- أخبرني بأي حقٍ اُنتخِبت؟
- عمّ تتحدث؟ لم تكن هناك انتخاباتٍ أوماشابه.. كل ما هنالك أني وصلت إلى السُلطة في انقلاب سبتمبر 1973
وكنت جنرالًا وقتها حين قصفت القوة الجوية التشيلية القصر الرئاسي في الحادي عشر من سبتمبر، بينما اقتحم القصر من
قبل جنود المشاة والدبابات
’ رئيس تشيلي المنتخب سلفادور ألليندي رفض الاستسلام ’ وقُتل أثناء الاجتياح للقصر
وكنت رئيسًا للقوة الأكبر سلطة فأصبحت القائد وكونت زمرتي الخاصة.


- والتي اشتهرت كأكثر منتهكي حقوق الإنسان في العالم وقد حولت تشيلي إلى سجنٍ كبير احتجزت فيه
حتى أعدائك من الكتاب والمثقفين والأدباء عالميًا.

بتبجحٍ أجاب: لقد كانوا فضوليين بشكل لا يطاق! يكتبون كل ما يجب عليهم عدم افتضاحه.
- وقد كشفوا أسراركم وجرائمكم وخططكم الدموية وأولها أنك كنت أساس الانقلاب، أليس كذلك؟
- حسنًا، إنني أعترف بذلك.

- يقال أن الثروة ازدهرت في البنوك حتى إيزابيل ألليندي عبرت عن هذه الحالة في رواية بيت الأرواح على لسان الحفيدة
بالقول: "لم يكن جدي قادرًا على متابعة ثرواته، كان يكفي أن يتركها في البنوك لتتضاعف وحدها". ماذا تقول عن هذا؟
- إنها واحدة من أكبر إنجازاتي.

- والتي كانت عبارة عن اختلاسات متتالية وظلم لحقوق الشعب... حسنًا لنكتفِ بهذا القدر، لم أعد قادرًا على تعداد
جرائمك التي لاتحصى. ما رأيك أن نتحدث عن سقوطك؟ أظنه حديثًا سيمتعني.

- في الواقع أخشى أن أخذلك يا فتى. فقد حدثت انقلابات كثيرة وتمت محاولة اغتيالي ولكني نجوت بجراح طفيفة رغم
مقتل من كان معي. وقد نجوت من الموت مراتٍ لاتحصى. ولَكم سُجنت وحُكم علي بالإعدام ولكني خرجت بسبب عقلي.


-آه تذكرت! كنت دائمًا تحتج بعقلك وذاكرتك الضعيفة وصرت تحتال على القانون وتستتر خلف الأطباء والتقارير المزورة.

- ولكن في نهاية المطاف لقد اختارني الموت بعد أن أدركوا أن عقلي سليم وطالبوا برفع القضايا مجددًا
والبحث في الجثث التي أعدَمتها وأخفيتها.

- لقد حدثت مظاهرة عظيمة بعد موتك احتفل فيها معارضوك بموتك؛ وددت لو كنتُ معهم صدقًا!

- أنت قاسٍ! لكني سأحطم سعادتك قليلًا. لقد اتخذت احتياطاتي وطلبت منهم إحراقي وإعطاء رمادي لابني
كي لا يقوم المخربون بالانتقام مني في قبري.

- الرحمة يا الهي! أنا لم أعد قادرًا على الإكمال. ننتهي هنا ونطوي هذا الكتاب أخيرًا.
نعتذر لإزعاجكم بأبشع شخصية لهذا اليوم... انتهى.




__________________



The only me is me

?....are you sure the only you is you








معـــــــــــرضي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-22-2019 الساعة 05:56 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-21-2019, 04:17 AM
 






بلا اهتمام وضجر مد الكتاب للواقفة خلفه فأمسكته تنظر لصديقتيها وقد أشارتا لها بالبدء ففعلت..
وسرعان ماابتسمت بحماس وهي تهتف : إنه روبرتو بولانيو.. كاتبي التشيلي المفضل

وما إن ذكرت اسمه حتى مَثُل أمامها بابتسامته الوادعة..
جلست هي الأخرى على الكرسي مقابلة له وبابتسامة سألته : كيف هو شعورك سيد بولانيو وقد خرجت للحياة مجدداً؟

- بامكاني القول أنه شعور جيد..
- اذاً حدثنا من فضلك كيف كانت بدايتك ومنذ متى بدأت الكتابة؟

- ستُدهشين لماضي حتماً.. أنا كنت طفللً ولد في منزل فقير بسيط بين عائلة لم تكن تمتهن الكتابة أبداً.. كان ذلك في ال
28 أبريل 1953 سانتياغو, تشيلي.. كان والدي سائق نقل وأمي كانت معلمة اعتادت قراءة الكتب الأكثر مبيعاً لكنه لم
تكن مهتمة كثيراً بالأدب.. وأنا.. كنت أبيع التذاكر في الخافلة وكنت أعاني من صعوبةٍ في القراءة والكتاب..
لكن ذلك لم يثنيني أبداً عن التعلم بشغف..


- هذا مثير حقاً.. إن إعجابي بك يكبر حقاً.. سمعت شائعات عن كونك اعتقلت من قبل الطاغية بونوشيه؟!

تنهد بثقل ثم ابتسم : لاتذكريني.. نجوت بأعجوبة.. كنت قد اغتربت لزمنٍ عن موطني وحينما عدت، كان ذلك قبيل
الانقلاب بفترة قصيرة.. وفوراً اقتادوني للسجن، لكني خرجت منه بعد أيام بمساعدة صديق لي
وذلك مادفعني لكتابة قصتي القصيرة
" المخبرون"

- حمداً لله على سلامتك منهم وقتها اذاً
اكتفى بابتسامة ضاحكة فأعقبت بحماس : وإلى أين كانت هجرتك؟

- كنا في المكسيك.. في عام 1968 م بينما كنت في الخامسة عشر من عمري انتقلت مع عائلتي إلى المكسيك
وهناك أكملت دراستي الثانوية التي تركتها نهائياً في السابعة عشرة من عمري. وقد اعتدت الذهاب للمكتبة العامة
بالمكسيك تلك المدينة التي انشغلت فيها بعدة اعمال مثل الصحافة وبيع مصابيح السيدة غوادالوبي
بينما كنت أكتب الشعر وبعض الأعمال المسرحية. ففي العاصمة المكسيكية بدأ يتشكل العمل الأدبي لي .
في الواقع تعد مدينتى المكسيك وخواريز هما موطن ظهور كتاباتي الأكثر شهرة
ومنها المخبرون المتحشون 666 على التوالي.

- ماذا بعد عودتك للمكسيك وعن الحركة الشعرية التي سمعت بأنك اتخذتها..

- لقد عدت للشعر و أنشأت حركة شعرية عرفت باسم "ما دون الواقعية" كانت برفقة الشاعر ماريو سانتتياغو بابسكيارو
(الذي تجسد في دور أوليسيس ليما في رواية المخبرون المتوحشون). جاءت هذة الحركة الشعرية، بعد عدة اجتماعات
وجلسات بوهيمية في قهوة الهابانا بشارع بوكارلى، لتعارض بشدة القوى المسيطرة على الشعر المكسيكى
والمؤسسة لأدب المكسيك آنذاك والتي كان أوكتافيو باث من أهم ممثليه.


- ماذا عن هجرتك لأسبانيا ؟
- أوه لا أحب تذكر ذلك.. كان وقتاً عصيباً.. كنت ذاهباً لألتخق بوالدتي وعشت وقتاً عسيراً عملت خادماً وغاسلاً للصحون
و تصرفت بصبيانية وعبث لفترة من الزمن وكنت أسرق الكتب لقرائتها أحياناً

اتسعت عيناها الفتاة بصدمة : لاتقلها؟!
-ولكني تغيرت كثيراً وعدت لرشدي بعد ذلك اللقاء.. كانت هي من غيرت حياتي
- أثرت فضولي.. من تكون؟

- كارولينا لوبيث.. كانت في العشرين من عمرها وكنت اكبرها بثمان سنين.. لقائنا كان عام ١٩٨١م كانت تعمل
في الخدمات الاجتماعية، وأصبحت لي زوجة المستقبل التي انجبت لي ولدي: لاوتارو والكساندرا.
فانتقلنا للعيش سوياً منذ شتاء عام 1984 والذي نشرت فيه روايتي ، نصائح تلميذ ماريسول لأحد مهوسى جويس،
التي كتبتها بالتعاون مع انطونيو جارثيا بورتا والحاصلة على جائزة المجال الادبى.

- وأين عشتم بعدها؟
- انتقلت وزوجتي الي مدينة بلانس بالقرن من برشلونة لأبدأ العمل في محل المجوهرات الخاص بأمي فيكتوريا
وزوجتي باشرت العمل هناك أيضاً في البلدية واستقرينا نهائياً في ذلك المكان الجميل..


- ولم تعد لتشيلي أبداً؟
- بلا.. وبعد ٢٥ عاماً عدت إلى الوطن كتبت بعد عودتي كتاباً استوحيته من هذه الرحلة وهو امسيات تشيلى
الذي ظهر في عام 2000، وبعد مرور عام نشرت كتاب عاهرات قاتلات، ثاني كتاب قصصى لي .
لقد عدت للرواية مجدداً مذ ولد لي أول ابن..


- ماذا عن " نجم بعيد" أيذكرك هذا الاسم بشيء؟؟
- اووه.. إنها آخر مقابلة لي.. كانت مع الصحفية مونيكا ماريستاين من مجلة بلاى بوى المكسيكية.
- لقد كانت جميلة بحق.. لاشيء يفيك بحقك سيد بولانيو
- لطف منكِ

- لقد تركت عدة اعمال غير منتهية وآخرين شبه منتهين، مثل كتابك القصصى الثالث الغاوتشو المزعج
وروايتك المتميزة 2666، التي تركهتها دون نشر وقسمهتا إلى خمسة أجزاء منفصلة فلما ذلك...

- أردت أن أؤمن مصدر رزق لزوجتي وأولادي، بالرغم من ذلك وافقوا هم على نشرها كوحدة واحدة كما كانت في الاصل.
- إنك في روايتك الأخيرة ابديت قدرة خيالية عالية، حدثنا عنها قليلاً

- هذه المرة تدور الاحداث حول شخصية بينو فون ارتشيمبولدى الذي يمثل شخصية الكاتب المختفى في وسط مدينة
خواريز المكسيكية، وهناك تدور احداث مرعبة نتيجة لتعدد انتحار النساء بسبب الاضطهاد.

- تبدو مثيرة بالفعل

- أجل أنصحكِ بقرائتها
- تنتهي مقابلتنا هنا لكن أعمالك العظيمة لم تنته.. نشرت الكثير من الكتب لك.. وقد ترجمت الكثيرات منها للعربية
ونشرت.. هناك جملة اشتُهرت بقولها وأريدك أن تختتم اللقاء بها

- حسناً.. اذاً كما كنت أقول دوماً "إن المؤلف لو عاش ما يكتبه روحًا لشعر قارئه بضرورة عيشه أيضًا"

- وأنا سأختتم اللقاء بقصة قصيرة روتها المُترجمة المخضرمة ناتاشا ويمر :
«في مدينة مكسيكو عام 1976، وقف شاب في الثلاثة والعشرين من عمره، شعرهُ أشعث ويرتدي نظارة طيارين
في مكتبة غاندي، التي لم تكن تعرف أنها كانت تزوّده بالكتب مجانًا وقرأ من مانيفستو حثّ فيه زملاءه الشعراء على
التخلي عن كل شيء لأجل الأدب، واتباع مثال أرتور رامبو، والترحال كيفما قدر. وقال إن الشاعر الحقيقي عليه أن يهجر
المقهى، وأن ينضم إلى «الصيادين، ورعاة البقر المنطوين …وزبائن البقّاليات المبصوق عليهم، والقاطنين في شقق
المجمّعات السكنية الهائلة، وكل الماكرين، والوحيدين، وأولئك الذين لا ينتبه إليهم أحد، والآخرين الذين لا يحبهم أحد.
كان المانيفستو بعنوان «اهجر كل شيء من جديد»، وكان الوثيقة الأساسية لحركة الواقعيّة التحتية»


ذلك كان روبيرتو بيلانو.. الكاتب التشيلي الشهير
نختتم اللقاء معه هنا.. وسلامٌ من القلب أهديه لكم



__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-22-2019 الساعة 06:14 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-21-2019, 04:19 AM
 




وأخيراً كان الكتاب بيد الصبية الأخيرة.. والتي اختارت صفحة جميلة ملونة خُط في منتصفها اسم "ميغيل أنطونيو سميث"

ظهر من فوره ليمثل أمامها فجلست قُبالته بابتسامة هادئة مرحبة :
من الجميل أن نلتقي شخصياً سيد سميث.. اسمك يذكرني بشخصياتٍ روائية تقمصته.. مرحباً بك سيد سميث
- أهلاً بكِ

- حدثني عن تاريخ مولدك وأين ولدت ؟
- كان ذلك في ٢٩ من سبتمبر ١٨٣٢م بمدينة سانتياغو في تشيلي

- قصة كفاحٍ طويلة هي قصتك.. أخبرني كيف تمكنت من المواصلة رغم معارضة والديك الشديدة للفن، ولما كانت تلك المعارضة ؟

- كان والدي جورج كما تعلمين بمثابة القنصل في سانتياغو و والدتي كارمن ابنة زعيم الاستقلال أنطونيو خوسيه دي إيساري
لذلك اختارت لي أن أكون محامياً لكنني لم أرد ذلك.. وبمالي الخاص اشتريت العدة والألوان
ولازلت أذكر كيف تخلصو منها أمام مرأى عينيّ.. كان ذلك فظيعاً


- اذاً كيف تمكنت من اقناعهم؟!
-عندما تظل متمسكاً بحلمك.. ستصل حتماً ولن يقف أحد لمعارضتك ففي عام 1849 ، استسلمت عائلتي أخيراً وسمحت
لي بالدراسة في "Academia de Pintura" في الأكاديميه الجديدة التي أسسها الرئيس مانويل بولنيس..
وهناك كانت أولى بدايات تعلمي..


- هذا رائع بالفعل.. لقد بدأت بتحقيق حلمك.. فمن كان له الأثر الأكبر بفنك..
- كان أول من تدخل بفني إن صح التعبير هومعلمي والذي كان المخرج و الفنان الإيطالي المولد يدعى إليخاندرو تشيكاريلي
والذي عمل على غرس الأسلوب الأكاديمي في طلابه.


- وكيف ذلك؟
- كنت أهوى رسم الطبيعة.. لكنه كان يختار لي أن أرسم موضوعاتٍ أسطووية.. حين تمسك بفرشاة فنان وتجبره على
اختيار مايرسم.. ينتهي به المطاف محبطاً تماماً، وهذا ماحدث معي فقد تركت تعلم الفن منه وبدأت الرسم بتلقاء نفسي بحرية


- الرسم الفكاهي أو الكاريكاتير.. ماكان دوره في حياتك ؟

- لقد كنت حينها أعمل في صحيفة le Correo Literario.. وذلك بعد فترة مذ بدأت تعلم الرسم حيث جُنّدت
وبعدها تزوجت وعملت تارة في البنوك حتى وصلت للصحيفة وهناك امتهنت رسم الكاريكاتير منتقداً جمهورية المحافظين

- كانت المعدات قديمة حسبما سمعت لكنك ابتكرت عددًا هائلاً من الرسوم الكاريكاتورية الشخصية لأشخاص بارزين..
اذكر لي واحدة منها..

- اوه كان من أهمها عدوي اللدود Ciccarelli وقد كان وجهه نحساً علي اذ اضطررنا بعدها لإغلاق الصحيفة لفترة..

- سميث والهجرة.. ماذا تقول في ذلك؟

- آه.. لست أنسى ذلك التاريخ 1859 حيث فشلت الثورة فأُجبرت على الهجرة إلى فرنسا، وبعد فترة قصيرة ، حققت
نجاحاً معقولاً ومع ذلك ، فإن نمط الحياة البوهيمي الذي تبنيته تسبب في تبديد أموالي ، لذلك كان علي أن أذهب إلى
الولايات المتحدة لطلب المساعدة المالية من جدي ، أنطونيو خوسيه ، الذي كان في ذلك الوقت دبلوماسيًا في نيويورك.
ثم ذهبت إلى إيطاليا ، وأمضيت عامًا في العمل مع رسام المناظر الطبيعية كارلو ماركو. بعد ذلك ، قررت
العودة إلى تشيلي ، على الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها السفر البحري خلال حرب جزر تشينشا.

- لابد أن العمل معه أمتعك

- كان ملائماً لي للغاية فأفكارنا كانت أكثر قرباً وانسجاماً.. لكن لم يدم ذلك ففي عام 1866 ، بعد رحلة صعبة
استغرقت ستة أشهر ، هبطت في سان أنطونيو وانضممت إلى مجموعة من رجال الإطفاء من سانتياغو ، على الرغم
من أني لم أبق معهم لفترة طويلة. كانت هناك إصلاحات ثقافية خطيرة تجتاح البلاد ، وكم كان مدهشاً كمية التغيرات
التي طرأت على الأمور في الأكاديمية. وقد كان ذلك البغيض Ciccarelli لا يزال مسؤولاً

- وأنت حتماً لم تكن لتعمل معه مجدداِ !
- باالطبع لذلك أنشأت ورشة التدريس الخاصة بي في عام 1869

- ماذا عن Ciccarelli الى متى استمر بالتدريس؟
- أخيراً تم استبداله بإرنست كيرشباخ ، وهو رسام ألماني كان أكثر استعدادًا للعمل معي ، فبدأنا في تبادل الطلاب

- مذهل.. حدثني عن أشهر طلابك.. لابد وأن بعض النجوم أشرقت في فضائك
- بالطبع.. ومن بين أشهر طلابي كان ألفريدو فالنزويلا بويلما وبيدرو ليرا وألبرتو أوريغو لوكو وأونوفري جاربا
وكوسمي سان مارتين، وددت لو كان بالامكان احضارهم معي فلكم أنا فخور بهم..

- ولكن يؤسفني أن من بين انجازاتك العظيمة انتقدت بأنك معلم مزاجي وغير منظم.. خلفت الكثير من اللوحات
الناقصة خلفك ونفذت البعض بسرعة..

- حسناً لايمكن أن يكون المرء كاملاً ولابد من هفوات ..
- معك كل الحق.. ولكن بصمتك العظيمة لن تُنسى.. كنت معلماً قاد تلاميذه نحو العظمة.. وقد افتخرو بك وكذا زملائك
وأنا الآن فخورة بأني من سيطوي الكتاب على صفحتك بعدما أظهرت لوحاتك للنور تزيين هذه الغرفة..
فشكراً لك سيد سميث

- على الرحب.. وشكراً لكم لاستضافتي هاهنا




هنا.. نختتم أربعة من أهم لقائاتنا بالماضي..
بصماتٍ بعضها لن ينسى لانجازاته العظيمة
والبعض لن ينسى لكوارثه الأليمة
وبين النور والظلام
خيط حاد لايمكنك عنده الوقوف في المنتصف
بل اختر الجانب المشرق وانظر للسماء فقد باتت قريبة منك
تحملك نحو أحلامك تحققها

وبكل الود.. نلتقيكم مجدداً في لقاء آخر قريباً
ودمتم بخير

__________________


الربُّ الذي يرعى نملة في ثقبٍ مُظلم، أتظنهُ ينساك ‏ويبقى الله .. حين لا يبقى أحد .

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-22-2019 الساعة 06:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشاهدة مباراة الأرجنتين وتشيلي Argentina vs Chile في نهائي بطولة كوبا أمريكا fo2sh7 رياضة و شباب 0 06-26-2016 11:03 PM
اهداف مباراه مصر و تشيلى abonwaf333 رياضة و شباب 1 09-10-2013 10:25 AM
ذكرات الخواطر غالب النهاري أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 02-10-2009 10:21 PM
كيف تشيلي الحب من جسمك nohad أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-26-2008 08:44 PM
تشيلي الوردة الجورية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 06-10-2007 03:44 PM


الساعة الآن 03:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011