عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2006, 03:14 PM
 
صفحات من التاريخ ... معركة القادسية

معركة القادسية

" معركة غيرت وجه التاريخ وعم نفعها على البشرية جمعاء "

( 4 )


أقام سعد بن ابي وقاص ،رضي الله عنه في القادسية شهراً، ثم بعث عيوناً إلى أهل الحيرة فرجعوا إليه بالخبر بأن ملك الفرس قد ولّى رستم حربه وأمَّره بالعسكرة فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر رضي الله عنه :

" لا يكربنَّك ما يأتيك عنه ولا ما يأتونك به فاستعن بالله وتوكل علية وابعث إليه رجالا من أهل المنظرة والرأي والجَلَد يدعونه فإن الله جاعلٌ دعاءَهم توهيناً لهم وفلجاً عليهم واكتب الي في كل يوم "





وفد الخليفة عمر رضي الله عنه الى كسرى



فجمع سعدٌ نفراً من أهل الرأي والمنظرة والجلد منهم النعمان بن مقرن و الأشعث بن قيس و عاصم بن عمرو و عمرو بن معد يكرب و المغيرة بن شعبة ،و المغيرة بن زرارة .... رضي الله عنهم



ثم بعثهم دعاة إلى كسرى ملك الفرس



" فاستأذنوا على كسرى فأذن لهم، وخرج أهل البلد ينظرون إلى أشكالهم وأرديتهم على عواتقهم وسياطهم بأيديهم، والنعال في أرجلهم، وخيولهم الضعيفة، وخبطها الأرض بأرجلها، وجعلوا يتعجبون منها غاية العجب، كيف مثل هؤلاء يقهرون جيوشهم مع كثرة عَدَدِها وعُدَدِها‏.‏ "
البداية والنهاية لابن كثير


فلما دخلوا عليه أمر الترجمان بينه وبينهم فقال : سلهم ما جاء بكم ؟

وما دعاكم إلى غزونا والولوع ببلادنا ؟ أمن أجل أنّا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا



فقال النعمان بن مقرنرضي الله عنه :

" إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولاً يدلنا على الخير ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على إجابته خير الدنيا والآخرة ..... فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ، ثم أمر أن نبدأ من يلينا من الأمم فندعوهم إلى الانصاف فنحن ندعوكم إلى ديننا وهو دينٌ حسّن الحسن وقبّح القبيح كله ، فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخَرَ شرٍ منه الجِزاء 1 فإن أبيتم فالمناجزة 2 فإن أجبتم إلى ديننا خلّفنا فيكم كتاب الله على أن تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم وإن اتقيتمونا بالجِزاء قبلنا ومنعناكم ، وإلا قاتلناكم ... "



فقال يزدجرد : إني لا أعلم في الأرض أمّة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم ، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي فيكفوننا غاراتكم لا تغزوكم فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم فإن كان غرور لحقكم فلا يغرنكم منا وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتاً إلى خصبكم وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملَّكنا عليكم ملكا يرفق بكم ....



فرد عليه المغيرة بن زرارةرضي الله عنه :



" ... إنك قد وصفتنا صفة لم تكن عالماً بها .فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع ، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعامنا وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم ، ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض ، فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك ، فبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير حسبنا ...

فقذف الله في قلوبنا التصديق بما جاء به واتباعه فصار فيما بيننا وبين رب العالمين فما قال لنا فهو قول الله وما أمرنا فهو امر الله فقال لنا : إن ربكم يقول :" إني انا الله وحدي لا شريك لي كنت إذا لم يكن شيء وكل شيء هالك إلا وجهي وأنا خلقت كل شيء وإلي يصير كل شيء وإن رحمتي أدركتكم فبعثت لكم هذا الرجل ليدلكم على السبيل التي بها أنجيكم بعد الموت من عذابي ولأحلكم دار السلام " ، فنشهد عليه أنه جاء بالحق من عند الحق وقال : " من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه أنفسكم ومن أبى فقاتلوه ، فأنا الحكم بينكم فمن قتل منكم أدخلته جنتي ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه " ... ، فاختر إن شئت الجزية عن يدٍ وأنت صاغر ، وإن شئت فالسيف ، أو تسلم فتنجي نفسك . "


" فاستشاط ملك الفرس ، وهو في أبهته وبين أعظم قواده وعلى أرضه أن يقال له هذا الكلام من بدوي مرقع الثياب. فقال: أتستقبلني بمثل هذا ؟ ثم قال: لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم ، لا شيء لكم عندي، ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أني مرسل إليه رستم حتى يدفيه ويدفيكم 3 معه في خندق القادسية، وينكل به وبكم... "

ثم قال يزدجرد : ائتوني بوقرٍ 4 من تراب ، واحملوه على أشرف هؤلاء : ثم قال : من أشرفكم فسكت القوم ، ثم قال عاصم – وافتات 5 ليأخذ التراب : أنا أشرفهم ، أنا سيد هؤلاء فحملنيه ، فقال : أكذك هو قالوا : نعم ، فحمله على عنقه فخرج من الايوان والدار حتى أتى راحلته فحمله عليها ، ثم انجذب في السير حتى دخل وصحبه على سعد واخبروه الخبر فقال سعد :



" أبشروا فقد أعطانا الله أقاليد 6 ملكهم "



وأخذ المسلمون يزدادون في كل يوم قوه ويزداد عدوهم في كل يوم وهنا

واشتد ما صنع المسلمون وصنع الملك على جلساء الملك وراح رستم من ساباط يسأله عما كان من أمره وأمرهم وكيف رآهم فقال الملك : ما كنت أرى أن في العرب مثل رجال رأيتهم دخلوا علي وما أنتم بأعقل منهم ولا بأحسن جوابا منهم وأخبره بكلام متكلمهم

وقال : لقد صدقني القوم ، لقد وُعِدَ القوم أمراً ليدركنّه أو ليموتنّ عليه ، على أني قد وجدت أفضلهم أحمقهم فقد ذكروا الجزية فأعطيته تراباً فحمله على رأسه وخرج به ولو شاء اتقى بغيره وأنا لا أعلم .

فقال رستم : أيها الملك إنه لأعقلهم لأنه أراد أن يفتدي القوم بنفسه فتطير بذلك وأبصرها دون أصحابه ...



تحرك رستم نحو القادسية



وفصل رستم بعد تلبث وتردد وسار إلى المدائن حتى بلغ ساباط وفيها جمع آلة الحرب وأداتها ...

" سار رستم وفي مقدمته أحد القادة الكبار واسمه الجالينوس ، في أربعين ألفاً، وخرج هو في ستين ألفاً، وفي ساقته عشرون ألفاً، وجعل في ميمنته (الهرمزان)، وعلى الميسرة (مهران بن بهرام )، وعلى ساقته البيرزان ، وهكذا تجمع لرستم مائة وعشرين ألفاً. "

ثم أمر الجالنوس أن يصيب رجلا من العرب فأصاب رجلا دون قنطرة القادسية فاختطفه ونفر العرب خلفه ولكن أحدا لم يدركه وأدخل الرجل على رستم فقال له : ما جاء بكم ؟ وماذا تطلبون؟

قال العربي : " جئنا نطلب موعود الله " قال : وما هو ؟

قال العربي : " أرضكم وابناؤكم ودماؤكم إن أبيتم أن تسلموا . "

قال رستم : فإن قتلتم قبل ذلك قال العربي :" في موعود الله أن من قتل منا قبل ذلك دخل الجنه وأنجز لمن بقي منا ما قلت لك ، فنحن على يقين "

فقال رستم :قد وضعنا إذا في ايديكم !!

قال العربي : " ويحك يا رستم ! إن أعمالكم قد وضعتكم فأسلمكم الله بها فلا يغرنك ما ترى حولك فإنك لست تحاول الانس وإنما تحاول القضاء والقدر "

فاستشاط رستم غضبا وأمر به فضربت عنقه ...

" ثم سار رستم حتى وصل الحيرة ثم النجف حتى وصل القادسية "

ومكث رستم أربعة اشهر لا يقدم ولا يقاتل رجاء أن يضجروا وأن يجهدوا فينصرفوا وكره قتال العرب مخافة أن يلقى ما لقي قبله وطاولهم لولا أن الملك جعل يستعجله ...

وعرف عمر بن الخطاب أن القوم سيطاولونهم فعهد إلى سعد والمسلمين أن ينزلوا حدود أرضهم

فبعث سعد عاصم بن عمرو و جابرا الأسديرضي الله عنهم وغيرهما من رؤوس القوم للإغارة فأغاروا وأتوا سعدا بالفتح والغنائم والسلامه ...

ثم سار رستم حتى نزل نهر العتيق ثم طلع موضعا يشرف منه على المسلمين ، فراسل زهرة بن الحويةرضي الله عنه

وجعل يقول فيما يقول : أنتم جيراننا وقد كانت طائفة منكم في سلطاننا فكنا نحسن جوارهم ونكف الأذى عنهم ونوليهم المرافق الكثيرة ونرعيهم مراعينا ونميرهم من بلادنا ولانمنعهم من التجارة في شيء من أرضنا ... قال له ذلك يعرض بالصلح ولا يصرح ...

" ثم دعا رستم حاشيته وتدارسوا الوضع الحرج الذي يمرون به ، فوجدوا المراسلات خير وسيلة ، فأرسل رستم احد رجاله الى زهرة : إن رستم يقول لكم أرسلوا لنا رجلا نكلمه ويكلمنا ... ، فأرسل زهرة الى سعد بن ابي وقاص القائد العام للمسلمين بهذا الخبر "



يتبع .... / (5)



رسل سعد بن ابي وقاص إلى رستم

----------------------------------









1- الجِزاء بالكسر : جمع جزية

2 المناجزة : القتال

3 يدفيه : يجهز عليه

4 وقر : الحمل الثقيل

5 افتات : ادعى

-------------------




المراجع :

معركة القادسية للشيخ هيثم جواد الحداد
ايام العرب في الاسلام




__________________
"اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ، ولايغفر الذنوب الا انت
.فاغفر لي مغفرة من عندك ،وارحمني انك انت الغفور الرحيم "

  #2  
قديم 05-08-2006, 10:07 PM
 
مشاركة: صفحات من التاريخ ... معركة القادسية

بارك الله فيك ، وجزاك عنا كل خير
  #3  
قديم 05-09-2006, 04:58 PM
 
مشاركة: صفحات من التاريخ ... معركة القادسية

جزاك الله كل الخير
__________________
  #4  
قديم 05-09-2006, 05:20 PM
 
مشاركة: صفحات من التاريخ ... معركة القادسية


يعطيك العافيه ولد غرناطه

ومشكور
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المصريون يأكلون التاريخ حلوة قطر مواضيع عامة 10 07-10-2007 02:28 PM
أشهر صفعة في التاريخ dark girl أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 12-22-2006 04:53 PM
معركة التسامح "" ابو عبدالعزيز ختامه مسك 3 12-03-2006 08:42 PM
معركة الحجاب: النائبة التركية مروة قاوقجي عثمان أبو الوليد ختامه مسك 13 12-01-2006 05:57 PM


الساعة الآن 11:48 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011