عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-30-2008, 04:33 AM
 
جزاء الإحسان

في بدايات العام 2000 كنت قد اتخذت قراراً بأن أبذل كل ما في وسعي لأساعد امرأة فلسطينية مضطهدة اسمها سكينة كما شئت أنا ان أسميها ( و هو اسم إحدى السيدتين المجرمتين ريّا و سكينة المشهورتين في الاسكندرية ). و التي تمكنت من الاتصال بي عن طريق والديّ. لقد كانت أختها جارة أمي و خالتي في الكويت والجميع كان من نفس المدينة .
عندما عبرت لي عن مدى معاناتها، انفطر قلبي. لقد تيتمت في عمر صغير جداً عندما هاجرت عائلتها إلى الولايات المتحدة و كندا بعد حرب الخليج, إخوة و أخوات فارين من جهات مختلفة. لقد كانت عالقة في ليمبو في الأردن لتسع سنوات و هي غير قادرة على الخروج من أزمتها- لقد كانت تبحت عن الزواج ، ولكنها تفتقر جمال الشكل ، لقد حاولت العودة إلى الكويت و هذا ما لم يكن بالامكان بسبب صعوبة قانون الإقامه ، كما أنها لم تتمكن حتى من الحصول على تأشيرة زيارة إلى الولايات المتحدة أو كندا ، شعرت بالأسى لأجلها، لقد كانت تعيش وحيدة يائسة. كان ذلك ليحصل لأي منا في الكويت، وهكذا عندما أدركت مدى مأساتها شعرت بأن مساعدتها باتت واجباً علي.
و لدى البدء بإجراءات تأمين الهجرة لها ، بدأت ألج في تفاصيل وضعها و عندما غدوت منغمسة أكثر في وثائقها، أدركت بأن مساعدة هذه المرأة لن يكون أمراً سهلاً حيث ليس لديها أي مؤهلات دراسيه ولا عمليه. لكن كان لدي أمل و اعتقدت بأن عملي الانساني هذا سيغير مجرى حياتها و سوف تتمكن من انتهاز هذه الفرصة لتحسين نوعية حياتها. لقد كنت ساذجة جداً لأفكر بذلك حينه ، لكن النمر لا يبرح ساحته، لو أنني أدركت حينها ما ينضوي عليه هذا المثل لما حدث ما حدث و جنبت قلبي الألم .
وصلت سكينة و بدأت المتطلبات المرهقه مباشرة. لقد ظننت أن بإمكاني إسعادها و بذلك سوف تغدو صالحة و محترمة، لقد اصطحبتها معي إلى صالون التجميل، و استمتعنا سوية بمظهرنا الجديد. كما ذهبنا سوية نتسوق و نرتاد المطاعم في أنحاء أوتاوا وعرفتها على جميع صديقاتي وطلبت منهم مساندتها، لقد أمطرتها بكل هذا. و بينما كنت ابذل كل ما في وسعي من جهد و خبرة و مراجع لمساعدتها في أمر وثائق الهجرة إلى كندا ، كان كل هذا العناء الذي بذلته في سبيل عونها لا يساوي شيئاً بالنسبة لها. لقد تمادت كثيراً و لم تكن لتقيم علاقات طيبة مع أحد كما لم تكن تكن تقديراً لأحد.
لقد عاملها زوجي كواحدة من بناته و لدى إقامتها في منزلنا بدت الأمور على ما يرام. لقد لاحظنا أن وضعها مزدرٍ و لم تكن مندفعة للحياة فارتأينا أن نبحث لها عن فرص تحسن بها حياتها، لقد فكرنا لها بالزواج كما فكرنا لها بالعمل كما أمنا مكاناً مستقلاً في المنزل. لكن لماذا كنا لنتعاطف إلى هذه الدرجة معها؟ هذا ما كنت أتساءل عنه. لقد كنا سعداء بنجاحاتنا و أردنا ان نشارك جميع أبناء الوطن بدافع قومي حتى الغرباء عنا. فقط لو كنا قد حسمنا أمرنا قبل ذلك.
لقد استضفناها في منزلنا لشهرين ، حيث كنا نعتقد بأنها كانت تتصرف بطريقة سوية. إلا أن الجانب المظلم من أفعالها لم يكن ليظهر إلا بطريقة غامضة في بعض الأحيان و لم يكن هذا ليقلقنا. لقد تمادت كثيراً و ظننا بأن هذا امراً طبيعياً تأتى عن الصعوبات التي تواجهها في طريقها للتأقلم مع الوضع الجديد في كندا. و أخيراً، رتبت لها أمورها للانتقال إلى مدينة مونتريال الجميلة الصاخبة ة لتعيش هناك مع ابنتي التي كانت تدرس في الجامعه لعامها الأول. و بما أنني جربت العيش هناك بنفسي ، فقد اعتقدت أن سكينة ستكون سعيدة لتنغمس في تعلم اللغة الفرنسيه ، و فكرت بأنها ستستمتع و هي تجوب الشوارع الجميلة و تحتسي قهوتها في الساحات المزينة بالجيرانيوم و بأصوات الموسيقا التي تحيي النفس. لقد كنت مخطئة في تقديري هذا إذ اعتقدت أن هذا سيأخذ بيدها و يخرجها من عزلتها التي جعلتها تزوي في منزلي طيلة الوقت.
و لم يمض وقت طويل حتى بدأت ابنتي تشتكي لي " هذه المرأة غريبة الأطوار و تتصرف بشكل غير لائق." .." كيف؟ " كنت لأسألها ذلك لو أنني لم أتذكر توصيتي لها بأن تعامل سكينة بلطف فهي بحاجة لأن تكون في مكان آمن ، لكن لأمر بدا صعباً جداً لتحتمله ابنتي. " ماما, هذه المرأة تكبرني بكثير, و لا أستطيع التواصل معها, إنها تدخن و تتلفظ بكلمات بذيئة و لا تنظف المكان الذي تجعله متسخاً." لقد عاشت هذه الفتاة في منزلي شهرين و لم أر تصرفاً واحداً كهذا منها, ما الذي علي أن أفكر به؟ هل كانت ابنتي تتدلل علي و لم ترغب بأن يشاطرها أحد العيش في شقتها الخاصة في مونتريال؟ أم أن سكينة تتصرف على هذا النحو لأن تلك هي طبيعتها الحقيقية؟
لقد حاولت أن أدفع ابنتي للعطف عليها لتقبلها على صورتها التي احتفظت لها بها في مخيلتي ، إنها فتاة مضطهدة محرومه من الاهل والجمال والثقه بالنفس ، لن تحتمل المزيد من الازدراء ، و على ابنتي ان تتعلم أن تكون شكورة لما هي فيه من النعمة. بيد أنني كنت مخطئة ، لقد حولت سكينة حياة ابنتي إلى جحيم و جرت عليها كماً هائلاً من المتاعب. إن ما فعلناه لسكينة كان لوجه الله و الرحمة الانسانية، إلا أن ما حدث غير حكمي و موقفي تجاه هذا الوضع.
عندما تحدثت مع ابنتي بدا كل شيء على ما يرام لأن ابنتي كانت صامتة و لم تخبرني بشيء. إلا انها لم تكن كذلك بالفعل فقد كانت تخبر زوجي بأنها لم تعد تحتمل الوضع.
أخبرني زوجي بطريقته الخاصة, " علينا ان نقوم برحلة إلى مونتريال و نرى ما يجري هناك, يبدو أن ابنتك لا تستطيع التركيز في دراستها بسبب المشاكل التي تحدثها سكينة."
و هكذا ذهبنا إلى هناك, قدنا سيارتنا ساعتين في حر الخريف مجتازين الأشجار المتعددة الألوان التي لم تأخذنا بجمالها بل بدت لعيوننا الكئيبة عديمة الحياة و نحن غارقون بالقلق و حائرون فيما علينا فعله لتدبر الأمر. لم نشأ أن نجرح سكينة إلا أننا اردنا ان نعلمها بالقواعد التي تلتزم بها عائلتنا و الأسس التي تحكم سلوكنا كمسلمين ، و صلنا إلى مونتريال و نحن لا زلنا نعتقد بأنها تكن لنا تقديراً لما فعلناه لأجلها و أنها لا تزال تثق بنا و تحترمنا. لقد كنا أكبر سناً منها و كنا بمقام العم و الخالة لها, و بناءً على هذا كنا نتوقع على الأقل أن نحظى بحوار حضاري معها. لقد أردنا حل المشكلة لصالح الطرفين. لقد كان اعتقادنا فيما يخص ذلك راسخاً إذ لا يمكن أن يضيع مجهودنا في مساعتها و السعي لتأمين مستقبل كريم لها سدىً , و لتبدو سذاجتنا واضحة , قمنا بمناقشة الأمر لدى دعوة رانيا و سكينة إلى الغداء بعد لقائهما.
إلا أننا و قبل أن نبدأ حتى بحديثنا, بدأ الصراخ و الصياح و على هذا النحو ذاته أخذت سكينة طفاية السجائر و قذفتني به و أصاب رجلي . لم يكن لدي الوقت للرد على ذلك إذ كان علي أن أمتص الضربة و أقف عند حقيقة أنني كنت حاملاً في الأسبوع السابع عشر. و بعنف أكبر و غضب مستعر قفزت سكينة لتمسك بعنقي ، لقد كانت تركلني و تنعتني بكل كلمة بذيئة . و خلال ثوانٍ ، كانت تهاجمني بوحشية حتى أنها بدأت بتهديد الشرطة.
لم أقدر على التفكير في شيء عندما تمكنت بالكاد أن أنهض متكئة إلى الحائط ، لم أفكر سوى بما كانت ابنتي مجبرة على تحمله. لقد شاهد كل من زوجي و ابنتي كل ما جرى برعب و وقفت سكينة هناك دون أدنى شعور بالأسى والذنب كما أنها لم تقدم أي عذر قد يبرر سلوكها. و الآن بات أمر إخلاء سكينة من شقة ابنتنا أمراً سهلاً بدون تأنيب الضمير
لم نكن نعلم ما بوسعنا فعله , كيف نطلع ذويها على الأمر، لم نكن ندري كيف كيف حصل كل هذا و لم نجرؤ على الحديث عن الجنين. و عوضاً عن ذلك آثرنا ان نحافظ على رباطة جأشنا و فعلنا ما بوسعنا كي لا يزداد غضبها و أبعدناها عن حياة ابنتنا.
لقد فشلت في الأمر برمته و خذلت الجميع ، بمن فيهم سكينة. لقد ألقيت باللوم على نفسي ، لقد لمت غبائي إذ أحضرت هذه المرأة إلى منزلي بتلك الطريقة. لقد آمنت بمبدأ خدمة الآخرين ، و آمنت بأن عملاً كهذا لا يمكن أن يضيع سدىً فكيف لي أن أتصور أنه سينتهي هذه النهاية المروعة. مضت بضعة أيام على هذا و أنا منكفئة على نفسي ، لقد شعرت بسوء حيال تصرفي إذ لم يكن هناك ما يجبرني على إيواء الغرباء في منزلي.
لقد أدركت ما كان يعنيه ذلك إلا أنني لم أقوَ على تصديقه. لقد كنت في عملي في أوتاوا, و كنت قد عدت للتو بعد فاصل الغداء بمساعدة زميلي في العمل ,آندريا, و قصدت حمام السيدات و اكتشفت بأنني كنت أنزف. و منذ بدأ ذلك لم أتوقف عن الدعاء للجنين. لم يخطر في بالي يوماً أن يحدث ذلك للجنين البريئ الذي لم يعرف الإساءة بعد ليفعلها.
استدعيت الطبيب، عندها ادركت بأن صلواتي لم تكن لتستجاب، و شعرت بتشنج أكبر حيث ازداد النزيف و لم يكن من خيار سوى الانتقال إلى المستشفى .
و في طريقي إلى هناك كنت أصلي لاجل المولود كي يصمد, و أن كل شيء سيكون على ما يرام ، و شرعت أتوسل و أناشد الله و الملائكة، أن يكون الطفل سليماً من الاعتداء المستعر الذي قامت به سكينة.
و بينما كنت مستلقية أدعو الله و الفحوصات تجرى لي ، أخبرني الطبيب أنه لا يمكن إنقاذ المولود. لا حول لاحد في تلك المسألة. لقد كنت حاملاً في الشهر الخامس تقريباً و كان حملي ظاهراً. لقد شعرت بحركة الجنين و كنت قادرة على التواصل معه كأم. لا توجد كلمات تعبر عن عمق ما كنت أشعر به في تلك اللحظات.
و عندما علمت بأن الجنين قد توفي ، أصابني ذعر لا نهاية له. أتذكر بوضوح الكلمات التي قالتها الممرضة لي و هي تشرح كيف أجهضت الوليد. لقد شعرت بأن جسدي قد عانى من العملية كما لو أنني كنت حاملاً في الشهر التاسع و أنني ألد ولادة طبيعية. لقد قاسيت من التقلصات و الألم و كل ما يمكن أن تعانيه امرأة في ولادة طبيعية. قضيت ساعات من الألم المبرح و أنا بكامل وعيي خلال العملية كلها ، و كنت اعلم بأنني سألد طفلاً ميتاً. أتمنى ألا تعاني أي امراة من تجربة قاسية كالتي مررت بها.
لم تكن العودة إلى البيت أمراً مشجعاً ، شعرت بالوحدة و الفراغ. شعرت بالخذلان و الاضطراب كما لو أنني قد ارتكبت خطأً. لم أشأ تصديق أنني قد فقدت وليدي بسبب سكينة ، لا بد و أن شيئاً آخر قد حدث. لقد تسببت بضرر لي و لوليدي و كنت اضحك بألم عندما أتذكر كلماتها عندما هاجمتني. هل حقاً تحمل في داخلها كل هذا الغل لتقدم على فعلتها تلك؟ لقد ضعفت أمام التغييرات الهرمونية في جسدي و الأسى الذي تسلل إلى نفسي بسبب فعلة سكينة التي لم أعد أنا التي أؤمن بمعطيات العلم أن أصدقها. لم أكن لاتصور بأنني قادرة على إدراك أن غضبها و لكماتها و ركلاتها قد تسببت بموت وليدي. لو لم أعرفها, آه ماذا لو لم نذهب إلى مونتريال، لو أنني قصدتها قبل شهور، لو ..لو.. لقد قلت هذه الكلمة مئات المرات التي لو كنت قد نفذت إحداها لما فقدت الوليد.
و بعد عشرة أيام ، عاد الرعب و الأسى ليصدمني من جديد. كنت أعيش حالة انفصال عن واقع فقداني للجنين إلى أن أعطتني المستشفى تقريراً عن الفحص المشيمي بواسطة إدخال إبره بالبطن وهذا الفحص يجرية الأطباء للحوال فوق ال 35 عاما في الأسبوع السادس عشر من الحمل ، و جاء فيه بأني حامل بجنين ذكر ، و يتمتع بصحة جيدة و أن الأمور كانت تسير على خير ما يرام.
لقد كنت في الثامنة و الثلاثين من عمري ، كانت لدي ثلاث بنات حينها. لم يكن جنس الطفل ما يهمنا، إلا أننا تمنينا لو أننا قد رزقنا بصبي. و هو الأمر الذي لم يتحقق.
لم تفارقني حادثة الإجهاض بتلك السهولة فقد كان الأصدقاء يسألون طيلة الوقت عن " موعد الولادة" أو عن " حالة الجنين". لقد عانيت حالة فظيعة من الكآبة و غالباً ما كنت ألوذ بالبكاء لوحدي أو على كتف زوجي. لا يمكنني التعبير عن مدى المرارة التي عانيتها بسبب الخسارة الكبيرة التي لحقت بي عندما كان الناس يسألونني عن سبب الإجهاض, كنت أشعر كما لو أنه كان خطئي. كيف لي أن أشرح أن أمرأة متنمرة قمت بإحضارها بنفسي إلى بيتي قد لكمت بطني بوحشية و ألحقت أذىً كبيرأ بالجنين الذي أحمله لأنها كانت ممتلئة بالحقد و الكره و العدوان. لقد ازداد الأمر سوءاً عندما سألني زميل لي فيما لو كنت أريد الوليد أم لا وكأنه يشكك بأن إجهاضي كان متعمدا ، لقد انفطر قلبي أسىً.
لم تعرف دموعي حدوداُ تتوقف عندها و الألم يقطع أوصالي, أمضيت ليالٍ أنوح لم يطب لي فيها نوم و لم تجف لي خلالها دمعة. أردت أن أصرخ بأعلى صوتي ، أردت أن أصرخ ذاتي إلى ان تصاب أوتاوا بالصمم. اريد أن أصرخ الألم الذي طعنتني به الخيانة في صميم قلبي الذي ما انفك ينزف ويلاً من جرح لا يندمل.
لقد كانت ابنتي الصغرى ساره تنتظر بحبور استقبال الوليد للحياة معهن في كنف العائلة. و إذ خاب أملهن هذه المرة ، كن يشجعنني أن أحمل مجدداً لنعوض ما خسرناه. أما انا فقد أردت فرصة أخرى أنبت فيها وردة جديدة في هذا العالم إلا أن الأمر كان صعباً بعد ما عانيته و تصورت أن هذا العالم مليء بالشرور، إلا انني أعلم بأن العالم يضم الأخيار أيضاً ، و لا تزال هنالك حقول لورودي. و هكذا عزمت على المحاولة مجدداً. كنت أشعر بأن عائلتنا لم تكتمل بعد ، وكنت أتقدم في السن. و تابعت محاولاتي بلا جدوى إلى أن قررت أن استسلم. سنوات قضيتها في إجراء الاختبارات و تنظيم مواعيد العلاقة الحميمية و العمليات الجراحية و الشعور بالنقص ، كل هذا كان سبباً في شعوري بالارهاق و اليأس.
لقد فات أوان الأماني و الأحلام_ لقد بلغت الاربعين و شعرت بفراغ كبير و بأن الوقت بات يداهمني. كان الجميع يقولون لي : لديك ثلاث بنات، كوني ممتنة لذلك. لكنني لم اتمكن من إنكار حدسي بأن فرداً آخر سيستشرف الوجود ليكون واحداً من العائلة, و لم أعد قادرة على الانتظار.
بعد فترة كنت أختبر سلاماً داخلياً ، لقد هدأت نفسي إذ داومت على صلاة صامتة غير منقطعة لله ، لم يكن أحد يدري بها من حولي. و على هذا النحو، و عندما بلغت الثانية والأربعين من عمري أنعم الله علي بفرصة لأحمل من جديد لأزرع وردتي يافا. لقد كانت بنتاً تحمل قلب رجل. جميله لكنها ليست لطيفة و رقيقة، إنها قوية و ذكية. لا يمكن لأحد ان ينتزع شيئاً منها و تحصل على كل ما تريد بذكائها وجاذبية شخصيتها.
لقد كانت فترة الحمل صعبة و كنت أخشى من إجهاض آخر، إلا أن يافا و لدت قوية و بصحة جيدة كأخواتها. بعد ولادة يافا أدركت بأن خسارتي السابقة التي سببتها لي سكينة لأنني أحضرتها إلى كندا لم تكن خطئي . خلال تلك السنوات، كانت سكينة قد طلبت مني الصفح عنها و هذا ما فعلته, و قد سببت لي الألم مجدداً. أما الآن فليس لها أي وجود في حياتي. لم تعد محاولاتها لتؤثر بي، لم أعد أصدق ادعاءاتها بأنها قد أصلحت من شأنها ، كانت تغضب مني أحياناً و أحياناً أخرى كانت تتودد إلي ، إلا أن هذا لم يعد يفيدها بشيء. لم يعد أمرها ليهمني. لقد بذلت كل ما في وسعي لمساعدتها، و ربما تغدو أكثر فساداً مما هي عليه الآن دون تدخلي. و بغض النظر عن كل هذا فأنا أعي تماماً بأنها كانت تتعمد أن تتسبب بموت الجنين و ستحمل معها هذا الوزر الثقيل أمام وجه الله سبحانه وتعالى ، فلا تحسبن الله خالف وعده إن الله عزيز ذو انتقام
  #2  
قديم 08-30-2008, 07:27 AM
 
رد: جزاء الإحسان

مرحبا بكِ أختي العزيزة معنا في المنتدى نورتي المنتدى
بوجودك العطر ...
ومشكورة على القصة الجميلة غاليتي tax ...
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آية فيها أكثر من عشرون خطبة !!!!! fares alsunna نور الإسلام - 118 12-21-2013 05:52 PM
الإحسان للجار توتي فروتي تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 3 05-23-2011 06:18 PM
من مصابيح التعامل الإجتماعي amira_alg مواضيع عامة 2 08-19-2008 08:18 PM
مسابقة المجلة السياحية المجلد الاسيوي مرحبا بكم الوردة الجورية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 490 12-17-2007 02:21 PM
تفسير سورة البقرة ربي وربك الله نور الإسلام - 3 04-15-2007 04:43 PM


الساعة الآن 02:39 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011