عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-26-2008, 05:25 PM
 
Post الإيمان -11-

الإيمان


- 11-




الاستاذ:
عبد المجيد الزنداني







بينة تغير نظام الخلق

من القرآن الكريم :

لقد خلق الله الكون على نظام ثابت ، ولكن الله يخرق هذا النظام تأييداً لرسله، وتصديقاً لهم .
ومن أمثلة ذلك : ما حدث لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي بينات كثيرة أقنعت الكثير من الناس ، بصدق رسالته ونبوته، ومنها:


1- انشقاق القمر :
نظام الخلقة الثابت هو أن القمر جسم واحد ، ولا يقدر على شقه نصفين أحد إلا الله ، ولكن الكفار لما كذبوا محمد صلى الله عليه وسلم ، وطالبوه بآية تصدقه شق الله له القمر نصفين ، فقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام : (اشهدوا) ، قال الكافرون: سحرنا محمد ، ولم يكذبوا الآية التي شاهدوها فأنزل الله قوله : ﴿اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ(1)وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ (القمر: 1، 2)(44) .

2 الإسراء والمعراج :
شاء الله أن يرفع رسوله إلى سدرة المنتهى ، فوق السماء السابعة ، فلم يعرج به من مكة ، بل أسري به منها ليلاً ، إلى بيت المقدس ، ثم عرج به من بيت المقدس.
وقد كان في إسرائه الدليل للكفار على صدقه ، لأنهم كذبوا الرسول ، ثم امتحنوا صدقه ، فسألوه عن وصف بيت المقدس ، وهم يعلمون أنه لم يره من قبل ، فوصفه حجراً حجراً ، فسألوه عن قافلة لهم في الطريق ، فحدد مكانها ، وعدد رجالها ، ومن أي القبائل هم ، ووصف الإبل ، وذكر وصف الجمل الذي يتقدم القافلة ، وما يحمل ، بل وحدد الزمن الذي تصل فيه القافلة ، فوصلت في الموعد الذي حدده ، فكان في ذلك كله دليلاً على إسرائه ، وكان الإسراء دليلاً على المعراج في السماء ، وذكر القرآن الإسراء ، فقال سبحانه : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ (الإسراء: 1) ، وقال سبحانه عن المعراج : ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى(12)وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى(13)عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى(14)عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى(15)إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى(16)مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى(17)لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ (45) (النجم : 12-18) ، وكانت الجنة والنار من آيات الله التي رآها عليه وعلى آله الصلاة والسلام . إن الإسراء والمعراج خرق للعادة، وقد جعله الله تصديقاً لرسوله .

3 الرياح والجنود التي لا ترى تقاتل مع الرسول وصحبه:
لقد كان المسلمون في جانب في الخندق الذي حفروه حول المدينة لمنع المشركين من الوصول إليها ، وكان الكفار في الجهة الأخرى من الخندق ، فإذا برياح شديدة وجنود لا ترى ، تطفئ نار الكافرين وتكفئ قدورهم، وتهدم بناءهم ، وتقتلع خيامهم ، وتشرد خيلهم وجمالهم ، وإذا بالمشركين الذين جاءوا من أماكن بعيدة، وحاصروا المسلمين ليالي طويلة ، يطردون رغم أنوفهم، ويعودون خائبين ، وأصبح المسلمون يرددون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (الحمد لله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده) .. وفي ذلك نزل قول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (الأحزاب : 9).

4 النعاس والمطر والملائكة تنزل لتأييد المسلمين :
توجه المسلمون لقتال المشركين في بدر ، وهم خائفون لقلتهم ، وضعفهم، فأنزل الله النعاس أماناً لهم ، واحتلم بعضهم ، فأخذ الشيطان يوسوس لهم ، ويخوفهم من الموت، وهم جنب ، ليردهم عن المعركة، فأنزل الله ماء ليغتسلوا به ، وليثبت الرمال به تحت أقدامهم عند سيرهم إلى المعركة ، ثم نزلت الملائكة عند اللقاء بين الجيشين فهزم الكفار هزيمة نكراء في أول معركة بين الكفار والمسلمين.. وفي ذلك نزل قوله تعالى : ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ(11)إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾(46) (الأنفال : 11 ، 12) .


5 جنود الله تنصر محمداً على الكافرين أثناء الهجرة :
قررت قريش قتل محمد صلى الله عليه وسلم فأحاط شبابها بداره ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من بينهم وقد أغشى الله أبصارهم واختفى في غار حراء وصاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه يخشى أن ينظر الكفار الذين يطاردونهم إلى داخل الغار فيكتشفونها ولكن جنود الله صرفتهم عن النظر إلى داخل الغار .
وطارد الفارس المدرب سراقة بن مالك الرسول وصاحبه بعد خروجهما من الغار ، فلما قرب منهما ساخت قوائم فرسه في الرمال ، حتى لامست بطن الفرس الأرض ، وسقط من فوق فرسه ، فأخذ سراقة يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمان ، وإلى هذا تشير الآية : ﴿ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (47) ( التوبة : 40) .

سؤال وجواب :
قد يسأل سائل فيقول : وكيف أجعل إيماني بوقوع هذه الخوارق كإيمان من شاهدها؟

والجواب: بالتفكر في الأمر، واستخدام العقل نصل إلى هذا الإيمان ، فمثلاً خارقة الرياح والجنود التي لم تر ، وخارقة انشقاق القمر ، وغيرهما من الخوارق ، لقد وقعت هذه الخوارق أمام مئات وآلاف المسلمين والمشركين، ثم نزل قرآن سجل هذا الذي وقع ، وسمعه المسلمون وسمعه الكافرون ، فصدق المسلمون ما ذكره القرآن من وقوع تلك الخوارق أمامهم ، فثبتوا على إيمانهم، وعبادتهم ، وجهادهم ، وصدق المشركون بما حدث ، فلم يكذبوه، بل فسروا الانشقاق وباقي الخوارق بأنه سحر مستمر ، ثم تحولوا بعد ذلك إلى الإيمان والإسلام ، وأصبحوا هم الحملة لهذا الدين إلى مشارق الأرض ومغاربها .
ولقد حفظ الله القرآن من كل تبديل وتحريف فأنت ترى أن النسخة من القرآن الموجودة في أمريكا ، والصين , والهند ، وروسيا ، وأوربا ، وأفريقيا ، هي نفس النسخة التي كان يقرأها الآباء والأجداد في مشارق الأرض ومغاربها، وهي نفس النسخة التي نزلت على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا نعرف أن الخوارق البينة سجلت في أعظم سجل ، أجمع الناس على اختلاف أجناسهم وأوطانهم وأزمانهم على صحة سنده.
ولو أن القرآن أخبر بأن حادثة وقعت للناس وهي لم تقع ، مثل انشقاق القمر، أو تسليط الرياح على المشركين في غزوة الأحزاب ، لكذب بها الكافرون والمسلمون ، وعندئذ لا يبقى أحد على الإسلام ، لكن الذي حدث هو العكس ، فدل ذلك على أن كل ما سجله القرآن هو الحق الذي وقع وشاهده وصدقه المسلمون والكافرون ، وحفظه الله لنا في القرآن بدون تحريف أو تبديل .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-26-2008, 06:25 PM
 
رد: الإيمان -11-


وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-28-2008, 08:18 PM
 
رد: الإيمان -11-

__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-29-2008, 06:04 PM
 
رد: الإيمان -11-

شكراً جزيلاً على المرور
بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإيمان ينبوع السعادة حمزه عمر نور الإسلام - 10 12-23-2008 08:38 AM
الإيمان -6- حقيقة لا خيال نور الإسلام - 4 11-24-2008 12:53 PM
الإيمان -1- متجدد حقيقة لا خيال نور الإسلام - 3 11-17-2008 05:55 PM
نواقض الإيمان @ طباز نور الإسلام - 9 09-27-2008 08:49 AM
الإيمان .. ينبوع السعادة اميرةالحب مواضيع عامة 2 05-21-2008 01:35 AM


الساعة الآن 07:53 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011