عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-10-2014, 04:24 PM
 
.







*
*




ظِلٌّ يراقب السماء، حتى بعد أن هطلت .. !
ويمسي على آمال الكائن المستفيق تحت ذكرى منسيّة ، وبعد صحو الزهر في انقضاء ذبولة .. والتصاق حبات الندى اللؤلؤية على وريقاتها اليانعة ، بدى مفكّراً ، هادئاً .. يجوب السكون بحثاً عن الضائع المفقود .. !!
أما العبق النرجسي للأرض ، يحوّلني الى حالة سائلة تسيل مع سُكرة تأملٍ تنبثق ببطء من كل جانبٍ يرتبط بالفكر الموّسع .. الى خارج نطاق البصيرة الماديّة ، ولكنه لا يعمل الا في جوهر الروح النقي .. غير الملطّخ .. !
وحين اذنٍ ، يهيّأ له أنها قد هطلت .. هطولاً وهمّي نشأ من ثغرة أعادت جزءً منفصلاً عن ذاكرته المواكبة لكل حدثٍ ، لتغدو على شباك ذكراه الحالية بقايا من رماد غابر عكس مجراه ناحية ريحٍ حملت بطيّاتها المدفون والظاهر المتحول..!
فلم يستطع التمييز .. أهي تدللـه على مسير ٍنهايتهُ الاجابة المنتظرة ، أم تمرد من النفس أبتغاءً لأعاقة استرساله الداخلي .. ؟!
ومضى الدهر تاركاً سنين الزمان ليحل موقعها الجديد ، والى أن تنتهي صلاحية زمنٍ ويأتي غيره .. تتلاحق الظنون ويستمر الفكر .. الى نهايات مغلقة ، بلا مصير يحمل النتيجة .. !!
وبعد .. تنتهي حكاية لتولد غيرها ، القارئ والسامع فيها يختلفان ، لكن الشيء المبطن تحت معاني الكلمِ يبقى ثابتاً ، وفي ثبوته يلتقط ألسنة المارة بما فيها من سيء وجيد .. فالمصطلح لا يهم أن أُعْجِبَ به المتحدث .. !!
وها أنا تحت ذات السماء .. على ذاتِ الأرض ، أراقب .. وفي الابصار التحّول الشامل لنفوس الانس قبل العالم الخارجي .. الذي بات متسخاً بأقدام الكثير ..
لذا عندما تود جوارحي الانطلاق في رحلةٍ داخل غفوة حلم قصيرة ، تصفي شوائب العقل والنفس لتمسي أكثر نقاءً .. تصطدم بحائط فولاذي مشبّع بأنفاس الكثير من الكائنات التي في مظهرها صورة وحشٍ كاسح غائبٌ عن عقله .. !!
ولا أنقب عند اذن عن المجهول بين أوساط سطح الحياة الخارجية ، بل داخل عالمي الباطني المدفون .. الذي خُلِقَ لرغبتي في الترحال الى ما وراء الطبيعة الطاهرة التي تندست واستفحلت ببؤرٍ لا يهلك المسترجل اليها من النجاة !! .. ، فاستقرت ذاتي على طريق محايد خلى من أرتباطات تصل السجايا البشرية التي أصبحت أحللها من النظرة الاولى..

هذه اللحظة .. تدنو روحي من الطافح الى العميق ، وكلما قرُبَت على بطء تسلسلي أخشى من ابصار القادم ، هل سيعلمني بالأجابة الموعودة .. ؟ أم كان مجرد تمرّد خارج عن المألوف ؟! .. فأتراجع ! ، مرةً .. ، وحين اعيد الكرّة بعد ترتيب بضعة أوراق عالقة .. يبدأ نداء والدتي في موعده القياسي .. !!
- ميراجين ، عدتي مجدداً للسهو عن واجبكِ المدرسي !

آه أجل ، المعهود في نطقها كل وقتٍ.. طبيعتها البسيطة ، عذراً .. لا استطيع كبح جماح نفسي النشطة .. بالأخص في هذه الفترة من بعد الظهيرة ، لكي لا أخسر الفرصة النادرة في السفر الى بعض المناطق ، ولكنكِ يا أمي دائماً ما تكونين في عجلة من أمرك بسبب زمن الحياة الخارجية السريع ، امام بطء عقارب ساعتي الافتراضية. .!
- المعذرة ، سأبدأ فيها حالاً .
وتبدأ التنهيدة التي تفشي خبر علمها للاجابة السريعة قبل أن تُسمَع :
- بالطبع ، والا فأين ستكونين.. على متن طائرة نفاذة تحلق حول الكرة الأرضية !
سكن صوتها للحظات ، فأدركت انها عادت لاكمال غسل الأطباق ،
التشبيه البلاغي الذي تظنه والدتي لأحلام اليقظة خاصتي قرب فارسٍ نبيل !!؟ ، وكم أخطأت مجدداً !، لذا لا أحبذ سماع عبارتها تلك ، ففيها وصفٌ مناقض لما كنت بداخله ، ولكنه في ذات الأمر سيشكل راحة بديهية لعدم اكتشافها ما يختص بالسر بين ثنايا عقلي .. ! ، و اذا ارادت اكمال الواجب المدرسي رغم انني لم افتح حقيبتي بعد ! حقيبة المدرسة ،انها تحمل صورة بطة صفراء أنثوية بمحاذاتها بطة عملاقة تحيطها بأحد أجنحتها ، .. يال الرومانسية.. !
هه ، لم أكن مقتنعة بها ولكن .. منطلبات شراء المستلزمات اللازمة عندما ترافقني والدتي الى السوق ،

ربما سيكون يوماً حافلاً بعمل مكثّف ..




يتبع ،

.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس