كان يجلس على كرسيه البني خلف مكتبة و هو يتأمل من خلال زجاج النافذة التفت بكرسيه لينظر إليها ... متخبطاً بين مشاعره هل هو سعيداً لروايتها او حزيناً للحالة التي تبدو بها لطالما تمكنت من سحره بشعرها لذهبي و بشرتها البيضاء و عينيها الزرقاء ، لم تختلف نظرتها اليه نظرة بلا اي مشاعر رغم غضبه للنهاية التي وصلا اليها الا انه اخفاء مشاعره ليقول بسخرية :- لما الحزن...؟؟
احست بالاهانة و السخرية من سؤاله لكنها لا تمتلك الحق بانتقاده فهي السبب هي...! السبب هي من تخلت عنه و تخلت عن كل شيء لكنها ظنت انه مازال يحبها و انه سيساعدها بدل ان يسخر منها و يذكرها باخطائها .. انتشلها صوته من دوامة افكرها وهو يعيد سؤاله:- مايا اليست انتِ من تخلى عن كل شيء .. لما الحزن الان بعد ان خسرتي كل شيء ..؟
لم تتحمل سخريته صحيحً انها اخطائت لكنها دفعت ثمن خطئها ألا يكفي انها تقوم باذلال نفسها إليه و تدوس علي كرمتها و تطلب المساعدة منه ... همست بحزن :- انا لم اتخلي عن اي شيء في حياتي ، حياتي هي من تخلت عني .
تملكه الغضب ألا يكفي ما فعلته متى تدرك ان ما كسر لا يمكن صلاحه اليست هي من دمرت حياتها بيديها لما تتوقع منه ان يساعدها لماذا.. ؟؟ لماذا هو...؟؟ هل استسلمت و فقدة الامل بـاستجداء المساعدة و الغفران من والديها هو لا يستغرب رفض والديها مساعدتها و تخليهما عنها بعد ان دمرت اسم العائلة و دمرت مخططات والديها ، و من اجل ماذا مجرد احلاماً تافهه من المستحيل ان تتحقق حتي لو امتلكت الجمال و الصوت العذب ليس الفن والتمثيل طريقاً مفروشاً بالورود كان عليها أن توقع ذلك ... افاق من شروده حين سمع صوتها المتوسل و هي تطلب ان يسامحها:- ارجوك ياجون سامحني هل تلومني على الماضي لقد مللت من ذلك السجن ، مللت و ذقت ذرعاً من تلك العادات و من وهم الطبقات ألراقية ، من ظنهم اني انسة راقية و يجب علي ان اتبع تلك العادات و التقاليد الجامده كل ما اردته ان احقق حلمي و ان اصير ممثلة هل هذه جريمة...؟!
لم يفلح بتمالك اعصابه ليصرخ بغضب:- مايا كان عليكِ إحترام مركزكِ و أسم عائلتك قبل أن تحاولي ان تحقيق هذه الاحلام السخيف.
لم تتحمل وصفه لاحلامها بالسخيفة ماذا يعرف عنها فهو مجرد جسداً بلا روح لطالما فعل مايتوقعه الجميع منه بوصف مركزه هتفت بوجهه باحتجاج:- لا يحق لك السخرية من احلامي علي الاقل كانت لدي الشجاعة لاحلم .
وقف مدهوشا من موقفها ... ما الذي تعنيه هو لم يتمني هذه الحياة ، لم يتمني عيش حياة تحكمها قوانيناً لطالما وصفها بالغبية لكن مالذي يستطيع فعله فهو لا يتحمل ان يكسر قلب والدته بان يخالف اوامرها و لم يجرؤ عقله عن التفكير باي شيء قد يشوه اسم عائلته الذي عمل والده طول حياتي ليبنيه كان يتمني أن يكون شخصاً عادياً اراد دائماً التجول في الشوراع بدون حراس اراد ان يلعب في طفولته مع اقرانه من الاطفال لم يعرف فيه حياته سوى الدراسة و العمل عليه تولي امور الشركة و عليه حضور اجتماعات و حفلات النبلاء عليه أن يكون الشخص المثالي حتي لو كرهه ذلك .
خيم الصمت بينهما للحظات قبل ان يكسره جون وهو يهمس بشرود:- لقد ارتكبتِ خطأ لا يمكن أن يغتفر كل الصحف و المجلات تحدثت عن ظهور مايا ويلمز ابنة رجل ألاعمال الثري جورج ويلمز و هي تمثل في مسرحية تافه و في مسرحٍ متواضع.
لما هو مصر علي جعلها تشعر انها ارتكبت جريمة ماهو الخطأ الذي ارتكبته عقلها إلى الأن لم يستوعب ذلك ، هل لانها كسرت تلك المخططات التي وضعها والديها لها ..؟ هي ليس جماداً لديها عقل يفكر و قلب ينبض لما يتجاهل الجميع ذلك..؟ ربما تركت منزل والديها و عصت اومراهما لكنهما ايضاً لم يحاولا ان يفهمها او ان يفهما أحلامها و طموحاتها و انها تريد أن تتخذ قرارت حياتها بنفسها لقد كان والديها هما من يقرران كل شيء عنها ، لقد خططا لكل شيء دراستها و مستقبلها و شريك حياتها و حتي ملابسها يتم اختيرها لها بدأت الدموع تتجمع في عينيها لتقول بانفعال:- مللت من حفلات الشاى مللت من تزيف مشاعري و من نظرت المجتمع لي مللت من تلك المخططات السخيفة .
" مخططات سخيفة "
ظلت تلك الكلمة تتردد في ذهنه هل خطة زواجهما شيء سخيف ، ما ذنبه لتعذبه هكذا..؟ لقد احبها بصدق منذ كان طفلاً لكنه لم يجرؤ على مصارحة إي احد فهي الحب الصامت في حياته والان تريد ان تزيد المه ، هي من هرب من منزل والديها هي من سعى خلف احلاماً لا اصل لها و لا تمت لواقع حياتها بـ صله ، لقد عاش نفس الظروف لقد خطط لحياته منذ نعومة اظفاره لم يحق له إتخاذ اي قرار فيها حتي شريكة حياته كان قد خطط والده لكل شيء كاد قلبه يتوقف فرحاً حين علم ان والداه اختراها له كاشريكة حياته لم يهتم لمركز عائلتها و ثروتها و جمالها لكنها الوحيده التي خطفت قلبه في امسية حفل عيد ميلادها العاشر لفتت انتباهه اسرته بابتسامتها رغم ذلك حارب تلك المشاعر و لم يتملك نفسه حين علم انها ستكون له شريكة حياته ملكاً له لكنها دمرت كل شيء لم يعد له الحق حتي بالمطالبة بها بعد أن تخلت عنه و عن والديها.
مجرد التفكير بكل هذا يجعله يحترقا غيضاً ليصرخ:- انتِ من اختار هذه القرارات تحملي الان نتيجة افعالك .
لم تتحمل صراخه بها لتقول بغضب:- جون جوناثن انا اكرهك و لقد اكتفيت منكَ ظنتك مختلفاً ظننت انكَ ستفهم احلامي لن تعرف الاحلام يوماً فانت آلة بلا مشاعر و لا احاسيس تحركك تلك العادات و التقاليد لن تري وجهي مرة ثانية .
ما إن انهت جملتها تلك حتي حملت حقيبة يدها و خرجت من مكتبه مغلقه الباب خلفها بقوة و اغلقت قلبها معه .
ضرب المكتب بقبضة يده بقوة و عض علي شفته السفلي بندم... لما فعل ذلك...؟؟ لما لم يستطع ان يساعدها ...؟؟ لم يستطع ان يتنازل عن كبريائه من اجلها .....لما تخلت عنه منذ البداية و تتوقع الان أن يعود اليها..... باى حق تحدثه عن الاحلام كيف تريد منه ان يفهم احلامها و هي من دمرت احلامه اليست هي من ضربت باحلامه عرض الحائط ..الم تفهم لقد كانت هي حلمه لطالما تخيلها و هي ترتدي فستان الزفاف و بتلك الليلة أنتظر ذلك الحلم لكنها دمرت كل شيء .
⁄⁄◊⁄⁄◊⁄⁄◊⁄⁄◊⁄⁄◊⁄⁄◊⁄ في الختام شكراً لكل من قراء القصة أريد أن أعرف رائيكم في هذه القصة بشكل خاص من هو الطرف المخطى بينهما ؟ و ما هو الخطأ الذي أرتكبه؟ ماهي أرائكم ؟أنتقادات ؟ |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 02:33 AM |